حلمه قد تحقق اخيراً ..!!
الى الآن لا يصدق ان التي سببت بأشد أنواع سهاده طيلة سنة أصبحت زوجته لا يصدق ان التي احبها حب اليتامى والفقارى غدت الآن ...... حلاله .....
ليتكِ يا ذات الشامة تعرفين كم الهوى والجوى لعبا بوحشية ... داخل حنايا روحي ما ان سقطت عيناي عليكِ ذلك اليوم ..
يا سعدي ويا منى وجداني ...... ليتني طلبت رؤيتك واروِ ما في جوفي الأجدب من جفاف ميت ..
ما للصبر معنى ووجود وقد اصبحتي زوجةً لصريع فتنتك الفاحشة ..
: حمد ابويه دق على فلاح شوفه ظهر من العين ولا عده ..
جفل حمد عندما تحدثت والدته .. هز رأسه بفكر مشوش وقال: ان شاء الله امايه ..
ومع تخبط مشاعره المحمومة .... اتصل بـ شقيقه فلاح ... الا ان الاخير لم يجبه ..
حمد: امايه ما يرد .. صبري شوي عقب دقايق بتصلبه ..
هزت والدته رأسها بـ حسناً وهمست: زين ..
رفع عيناه نحو المرآة أمامه وهو يسمع قهقهات شقيقته الرقيقة .....
رفع حاجباً واحداً وقال بتساؤل: ضحكينا وياج ختيه العزيزة ..
مهرة بضحكة عالية وقد نسيت تماماً ان شقيقها قد اصبح الآن زوجاً لصديقتها:
هههههههههههههههههههههههههه خس الله بليسها ميرووووه شوف شو مطرشه
هههههههههههههههههههههههههههه
قرصتها والدتها وهتفت موبخة: ايييه البنية غدت حرمة اخوج شو ميروووه ..!!
وضعت مهرة يدها على فمها بتذكر مفاجئ سبّب تصبغ وجنتيها بلون الجوري الخجول .. وقالت: اوووووه نسيييينا ..
احم احم .. خلاص خلاص ماشي ...
تنحنح حمد بخشونة ثم قال بنبرة حاول اخفاء اللهفة فيها: شو مطرشة المدااام سمعييينا ..
مهرة: هههههههههههههههههههههههه نو نو نو .. اسمحليه ما بقووووول اسرااااار ..
حمد بسخرية: خفي عليييينا يا امن الدولة .. يلا عاده قولي شو مطرشه ..
مهرة بمكر ناعم: يوم تغدي في بيتك تنشدهاااا وهي بتخبرك ههههههههههههههههههههه
حمد بخشونة متهكمة: مذله انتي والله .. خلاص لا تقولين هب لازم
مهرة: هههههههههههههههههههههههههههه


كانت تمشي داخل غرفتها وكأنها ستزلزل في أي وقت أرضيتها من هول غضبها "الاسود الشيطاني حد النخاع" ....
اهانها ذلك الفلاح وتفنن بإهانته .. لو كانت تعلم ان والدها رغب برؤيتها في حجرته ما فكرت بالذهاب الى المجلس وملاقاة من دعت الله ليل نهار ان لا تكون من نصيبه ..
النار تسعر كـ جهنم الفائرة في صدرها .. ناظرها غدا غائم مشوش من الغيظ ..
كانت تمشي غير واعية بوجود مبخرة صغيرة على زاوية طاولة التلفاز .. وما هي الا رمشة عين حتى شهقت بحدة ما ان دفعت برجلها المبخرة وتساقطت بقايا الجمر على اصابعها ..
حصة بألم شديد: آخخخ ياربييييه .. استغفر الله العظيييييييم ..
دخلت الى الحمام ووضعت اصابعها تحت الماء البارد ثم وضعت القليل من الفازلين عليهم كي لا يزيد وضعهم سوءاً ..
شرد بالها وهي تفرك بيدها اصابع رجلها ..
عيناه ....... تقاطيع وجهه الحادة .......
قامته الباعثة للتوتر/الرهبة ...... رائحته ......... انفاسه الساخنة ......... المُغرية ..!!!
فمـــه ..
قبلتـــــــــه ........
سرت رجفة شديدة على كامل جسدها ما ان تذكرت قبلته ... رجفة غريبة مزيجة من خجل حوائي شفاف وغضب انثوي مهدور الكبرياء ..!!
انتفخت اوداجها وزمجرت بقهر: الحقير الخقاق اللي ما يخيل .. يتحرا كل البنات بيطيحن عند ريوله من نظرة منه ولا كلمة .. وايد ماخذ مقلب في رووووحه ..
مسحت بظهر كفها فمها المنتفض وقالت بذات زمجرتها الغاضبة: انا حوووووووله ..!!!!
السخيف التاااااافه راعي البنااااااات .. ان ما رديتلك اياها ماكون بنت عبدالله يالخماااام ..
رفعت هاتفها عندما سمعت رنين رسالة قادمة إليها ......
"لا تفكرين فيه وايد غناتيه اباج ترقدين"
اصدرت من اسفل قاع حنجرتها شهقة شديدةَ الصدمة ..... الرقم مجهول بالنسبة لها لكن الغرور والعجرفة الناضحة من حروف الرسالة تخبرها ان المرسل ذلك البغيض لا غير ......!
بحق الله من اين جاء برقمي ..!!!
تذكرت ذلك اليوم عندما اتصلت بمهرة من هاتفها .. يبدو ان البغيض قد سرق الرقم من هاتف شقيقته ..
رصت على اسنانها بعنف ملؤه الحقد/الكره ..... وأخذت تطقطق على هاتفها بقوة وكأنها ستقتلع الحروف من جذورها ..
جاء على رجليه كي تتمكن من الاخذ بثأرها على اتم صورة .. لكن استوقف لحظتها المجنونة مكالمة آتية من ناعمة صديقتها ...
زفرت بحدة منفعلة ثم تعوذت من الشيطان واجابت على صديقتها ..
لم تحاكيها سوى بضعة دقائق تبادلن فيها السلام والسؤال عن الحال ثم مباركة ناعمة لها بعقد القران بقلب ناضح بالحب والود
عندما اغلقت عن ناعمة كانت قد استرجعت مزاجها الهادئ وبينما هي تضع هاتفها رأت رسالتها التي كانت تكتبها لـ فلاح ..
زمت فمها بحقد ماكن ثم مسحتها وهي تتوعد بقرارة نفسها انها لن تأخذ بثأر كرامتها الا بطريقة اقوى .. ولن تنزل من قدرها الآن وترد على استفزازه الواضح .......


ارتجف فكها بغضب ماردي قبل ان تقول من بين اسنانها: انت كيف حدرت البيييييت ...!!!!
لم تكد تنهي جملتها حتى رن هاتفها ورفعته امام مقلتا بطي المظلمان حد الغموض ..
رفعته وهي تجيب بتوتر: ا ا هلا ابويه ..
ابو معضد: بنتيه ادريبه بطي عندج .. انا قلتله يسير فوق ..
اضاف برجاء ابوي حاني: بنتيه هدي وحكمي عقلج .. تفاهمي وياه وبإذن الله محد بيظهر منها خايب الرجا ..
انتي هدي روحج وتعاملي معاه بالحسنى .. ترى بطي شارنج ..
اتسعت مقلتاها الحمراوتان بذهول أليم ...... اباها ما زال في صف بطي رغم كل شيء ..!!!!
استدارت غير راغبة برؤية بطي الذي يقف واحتل المكان بكل رجولية متعجرفة مسيطرة ..... ثم قالت:
ابويه قلتلك انا من اول مافي مجال للتفاهم بينيه وبين ...... آآه ....
انتزع الهاتف من يدها بعنف .... وقال لعمه بنبرة تفوح من مساماتها طيوف الشياطين المظلمة المرعبة:
عميه علنيه افدا خشمك خلاص خل الباجي عليه ..
اغلق الخط بهدوء .... وبهدوء كذلك رمى الهاتف على اقرب اريكة امامه .....
ثم عقد ساعديه على صدره وقال: يلا شيختيه .. هاذوه انا جدامج وفاضي لج بكبري ....
خبريني اشوف .. منو اللي بيشرشحني في المحاكم وبيخليني بيزة ما اسوى ..!!!!
صمتت آمنة ليس خوفاً .. وانما توتراً من حضوره .. هذا المجرم رغم حقدها عليه الآن الا انه ما زال يستطيع التأثير على قلبها الضعيف ...... قلبها المجنون به ......
هتف بغلظة حادة وقد فقد صبره تماماً: انططططططقي ..
اقتربت منه وهي تنظر لباب غرفتها بتخوف .. ثم همست بغضب: اششششششش لا تزاعج لطيفه راااااااقده ..
اتسعت عيناه باستهزاء قاسي وهو يقول: وايد تحاتين راحة بنتج ما شاء الله .. انتي لو تفكرين في عيالج وتهتمين براحتهم جان ما سويتي اللي سوييتيييه يا بنت الاصووووول ..
احتد فمها ثانيتان ... قبل ان تهتف بجمود تام: خل نرمس تحت في الميلس ما ينفع هنيه ..
ومن غير ان تنتظر منه تعليق ... كانت تتقدمه الى الطابق السفلي في خضم غضبها ومحاولتها للسيطرة على قوتها امامه ..
نسيت تماماً ان تغير ملابس نومها الرقيقة الشفافة ..
عقلها في تشوش حد اللامعقول ..!!!
لم يلاحظ بطي ملابسها ويدقق عيناه عليها الا عندما اقتربت من المجلس الداخلي واشعلت انواره الصفراء الخافتة ..
سحقاً .. كيف لي تحصين دفاعاتي وهذه اللعوب تتمايل بكل انوثة باذخة امامي ... وبهذا القميص ....!!!
استدارت إليه وهي تعقد ساعديها امام صدرها وتقول بنظرة ميتة: حق شو ياي بطي ..!! .... ما سدك اللي سويته فيه ..!!
ياي تزيد الجرح في قلبيه إلين ما اطيح ميتة عند ريلك ..!!!
رص على عيناه رافعاً جانب فمه باستهزاء ملؤه الخيبة/الخذلان .... خيبة من هذه المرأة التي لا تتوقف عن ظلمه:
لحظة لحظة لحظة .. رمستي وااااااااايد .. اباج تصخين الحينه وتسمعيني لانيه خلاص وصلت لخشميه وما عدت اتحمل .. لاحظي انج انتي اللي تتمادين بافعالج وانا ساكت حشمتن للي بينا هب لانيه مسوي اي عيب ومنقود ..
رفع كفه واخذ يعدد بأصابعه بقسوة صارمة: اول شي ظهرتي من بيتج وانا مسافر ولين يومج ها ماعرف شو السبب ثاني شي اييج لين عندج وتعقين عليه رمسة ما تنقال وتهينينيه لا حطيتي قدر لـ ريلج ولـ شيبة ابوج المسكين ثالث شي تبين الطلاق من غير ما تنزلين من قدرج وتخبريني انا شو مسوي ولا شو مهبب في حقج غير التلفونات اللي ما تردين عليهن بايعه يا امنة وبايعه برخيص رابع شي يا مدام هالجذبة اللي ماعرف من وين يبتييها انيه انا معرس ..!!!!!
هز رأسه بجرح ماكن في بؤرة شخصه المعتد .. واضاف بصرامة حادة كـ نصل السكين:
قلتي عنيه مضيع المذهب ومودر سنة الرياييل الحشام قلتي عنيه خاين ومرابع حريم قلتي عنيه جبااااااااان وردي شو من شتايم وعذرايب نسيتيهن وما حطيتيهن فيه يا آمنة ولاحظي انيه ساكت ساكت واتريا لوين بتوصل فيج علوومج الطيبه ..
لمح صدرها العامر يرتفع ويهبط بغضب مكتوم الا انه لم يبالي هو المظلوم هنا لا هي اكمل بنبرة احتدت واعتلت بسخرية عاصفة:
والحينه تقولين معرس علييييييج !! .. هذا اللي يقول جذب الجذبة وصدقهااااا .. قولي انج تبين تطلقين منيه بس هب عارفة شو هي الوسيلة .. !!!
قوليها في ويهي ترى يا بطي عفنك وكرهتك وما ابااااااااك .. هب تشردين شرا الفار عند ابوج عقبها تتبلين عليّه بسوالف ما سويتهااااا ولا افكر انزل نفسيه الهاااا واسوييييها ..
ان عرست عليج فـ هذا هب عيب ولا حرااااااام .. لجنه هب بطي اللي بيتخشش ويسوي الحلال من ورا عين الناااااس .. ان بغيت اعرس بيي وبقولج في ويهج يا بنت الناس ترى ناوي اعرس .....
بس اني بتخشش وبسويليه افلام ومسلسلات .. لا فديتج نحن ما نعرف هالسوالف ولا هي بعلوومنا ..
اشاحت بجسدها الغض المرتجف وقالت بنبرة حاولت بقوة ان لا تبين ما فيها من انكسار بالغ: لا تقول ما حشمت ولا قدرت .. لو انيه هب مقدرة اللي امبينا جان من اول ما شكيت في خيانتك جلبت الدنيا وسويت اللي اي حرمة بداليه بتسويه ..
التفتت إليه وقالت بحدة ساخرة: وبعدين تعال بتخبرك .. شو اتبلى عليك واشرد شرا الفار ......
الحينه انت بتنكر انك ما تعرف وحده من ورايه وماخذنها عليّه ..!!!
علا صوتها وهو تضيف بألم قاسي: تتحرانيه ياهل بتقص عليها بكمن كلممممممة ...!!!!
شهقت عندما جرها من ذراعها وقربها منه بقسوة .. ثم اغلقت عيناها بغضب وهي تسمعه يقول بغيظ شيطاني عاتي:
هب جذااااااااب اناااا ولاااا اعرف درب الجذب يا اموووون .. لآخر مررررة اقولج ارمسي وياااايه عدل لا تخلين اعصاااابيه تنفلت اكثر عن جيييييييه .....
نزعت آمنة ذراعها عنه وهدرت بـ غضب تفجر بالجرح قد بدأت دموعها تتساقط بلا هوادة: منو هاي اليازية عيل خبررررني منو هاي اللي سلبت قلبك وروووحك وخلتك تاخذهاااا وتنسااااني انا امنة حرمتك وحبيييبتك حلفتك بالله بس جاوب على هالسؤااااال
منو هاي اللي يتك لين شقتك وتطلب من السكيوريتي مفتاح شقتك عسب تدخلهاااااا خبررررني ..!!!
رفع بطي كلتا حاجباه بصدمة كاسحة شاعراً بفكره يتشوش/يتخبط: يا هالـ اليازيه اللي ماعرف شو خصها في حياتنا متى سلبت قلبيه وروحيه وخلتنيه آخذها وانساج شو تخربطين انتي يا حرمة واي شقة تطريييين انا هب فاهم شي ......
صرخت بنبرة مبحوحة من بين دموعها المتساقطة بغزارة: لا تقعد تعيييد رمستيه وتحسسني انيه ياهل مافتهم شي ..
شهقت وتضع يدها على بطنها بعفوية وأضافت بصوت ينتفض ألماً: قبل لا ترد من السفر سرت بوظبي عسب انظفلك الشقة وارتبها يوم وصلت هناك الا حبيبة القلب واقفة عند السكيوريتي تطلب منه المفتاح .. وهو ما طاع الا يوم قالتله انها حرمتك وان ما عطاها بتخليك انت تفنشه وتسفررره ..
تشنجت اطراف بطي من القصة الغريبة ... والتي لم يعلم بها سوى الآن ..!!
كيف ..!!! ..... ومتى حصل كل هذا ..!!!!
كيف لها ان تخفي عنه شيئاً خطيراً كهذا .....!!!!
بحركة مفاجئة .. امسك بهاتفه .... واخذ يبحث في قوقل عن صورة ما ..
آمنة بأعصاب منفلتة تماماً: انا ارمسسسسك شحقه مسوليه طاااااااااااف ..
رفع بطي بوجه ضبابي الملامح هاتفه امام عيناها الدامعتان وقال بصرامة بالغة: هاذي أليازية اللي تطرينها ..!!!
اشتعلت الغيرة/الحقد/الكره في جوف آمنة ... وانتزعت منه هاتفه ورمته بعيداً عنها مزمجرةً بشراسة:
وبعد لك عيييييين تراويييييني ويهها يالخااااااااااين .
زفر بعنف واضعاً يده على جبهته .. اراد ان يتأكد من هوية الفتاة قبل ان يتخذ اي خطوة .. هي نطقت بـ اسمها وهو لا يعرف أي اليازية سواها .. الا انه كان من الوارد ان تكون غيرها ....
ولأن أليازية لها صور عديدة في الانترنت لكمية المؤتمرات الدولية التي تحضرها .. سهّل هذا عليه ان يخرج احدى صورها في التو واللحظة ......
قال من بين حاجباه المعقودان: وشو عرفج بـ اسم هاي ... هي يتج وعرفتج بـ اسمها يوم شفتيها ....؟!
رفعت جانب فمها باحتقار وقالت وكأنها تبصق كلماتها: تخسي هالاشكال ما اتنزّل واعطيهم المجال يرمسون ويايه عرفت اسمها ووين تشتغل صدفة عقب اللي صار هاك اليوم وحده من موظفاتك اعرفها من بعيد كنت ارمسها وقالتلي تبا تراويني صورتها مع موظفين الشركة كلهم صورة خذوها بعد ما خلصوا ورشة تدريبية في دبي ...
اختلج صدرها ألماً وغيرةً ما ان استرجعت صورة اليازية الفاتنة في عقلها واكملت بجفاء تام: وشفتها سألت البنية وقالتلي كل شي عنها .... اسمها وفي أي قسم تشتغل ......
جميل جميل لم يكن يظن ان حلوته الوديعة آمنة أصبحت المحقق كونان على حين غفلة .....!!
رغم تشوش عقله مع هذه الكمية الغريبة من المعلومات العجيبة/المجنونة الا انه هتف بغلظة خفيضة الصوت تخللها انهاك نفسي وقد اضناه الشوق إليها:
يا بنت الناس احلفلج بشووو ان هالانسانه ما خذتهاااا ولا تعديت اساساً وياها الخطوط الحمرااا ولا جد رمستها بغير الرسمية ..
لا هي ولاااااا غيرهااااا ...
اشاحت بوجهها وهي تجيب بقلب نازف: لا تحلف لان صعب عليّه اصدق .. اللي سويته ما خلى في قلبيه نبض يغفر ويسامح ..
زادت بحة صوتها وجسدها على وشك الانهيار .. شهقت وهي تبكي بأنين يقطع تلابيب القلوب: ما بسااامحك يا بطي ..
ولديه مات بسبتك .. ما بساااااااااامحك .. ما بسااااااااااااامحك ..
وكأنه للحظة شعر بدوران الارض الكوني حوله ..!!
صدمــــة ...!!!! صدمــــة أكلــــت لســــانه واظلمت مقلتيـــــه ..!!!
إبــــــن ..!!!!
اقترب منها والذهول الصادم العاصف يسبقه .. امسك بها بقوة وقال بصوت حاد عالي: شو تقوووولين انتتتتي اي ووولد ...!!!
دفعت صدره بقوة ضعيفة واخذت تهذي من بين دموعها الشفافة: ولديه اللي ماااااات بسبتك .. ماااااااات لانك اويعت قلب اممممه وحررررقت يووووفهااااا .. ردلي ولدددديه ردددددده ابااااااااااه .......
بطي بانفعال تجاوز كل معاني الغضب: يا بنت النااااااس ارمسي .. اي ووولد تطريييين .. والله هب فااااااهم شي ..
لا حول ولا قوة الا بالله ....... انطططططقي ..
لم يكن العقل بحوزتها وهي تبكي بهذه الكمية المهولة من حرقة الفؤاد والألم الجاثم في صدرها ..
سقطت على زاوية الاريكة وهي تغطي وجهها المحتقن بكلتا كفيها ......
آلمه منظرها الغارق بالوجع والآسى .. رغم كل ما فعلته به الا انه يجد قلبه يرضخ لأبسط نظرة ألم بعينيها الآسرتين .... لأقل دمعة من عيناها ......
فكيف لا يرضخ وهو يراها تبكي كالمفجوعة الآن ......!!!
وبلا تفكير ... جثى على ركبتيه ..... واحتضنها ......
حاولت دفعه .... لكنها لم تفلح مع قوته الجسدية المهولة .....
امسك برأسها من الخلف ووضعه بحنية على صدره وهو يتلو بعض آيات الله الكريمة عليها كي تهدأ وتستكين ....
بعد لحظات .... بدأ جسد آمنة يرتخي بشيء من السكينة ..
أغرقت وجهها بصدره متشبثة كالاطفال بثوبه وانينها ما زال يصل مسامعه بقسوة كبيرة على روحه المتيمة .. ثم اكمل تلاوته بخشوع عبق:
هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا*لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا ..
بعدها ختم قرائته بالمعوذات ..... ثم صمت ..
جسدها الناعم ما زال يرتجف .. زاد من احتضانه لها وادخالها في روحه كي لا يمسها اي وجع .. او حتى أي ألم وتعب ....
يشعر ان حيلته انعدمت ..
الحل الوحيد هو حبسها في روحه كي لا يصيبها شيء ......
وضع كفه الدافئ على وجهها المحتقن الساخن .... وقال بنبرة رجولية موجعة تنضح رقةً:
اذكري الله يا آمنة وصل على النبي وخبريني بالضبط شو صار يوم ييتي الشقة وانا مسافر هب من حقيه عليج اعرف شو صار وسبب النا هالمشاكل كلها انتي من غير ما تحسين تظلمينيه والله تظلمينيه ما تبين تخبرينيه انا شو مسوي يا آمنة دخيل الحب اللي بينا خبريني ...
شهقت آمنة ونوبة جديدة من البكاء كادت تُدخلها بعنف غمارها .. لكن بطي رفع رأسها إليه وقال بحزم شديد:
قلت اذكري الله وصل على النبي .......
آمنة بنبرة اختفت من اثر البكاء: لـ لـ لا إ إلـ إله إ إلا ا الله .. مـ محمـ محمد رسـ رسول ا الله .....
وضعت يدها على عينها اليمنى محاولةً ازاحت ذكرى ذلك اليوم المشؤوم لكن بطي يصر على تذكيرها بمرارة الذكرى وحسرة فقدها ......
هتفت بعد صمت دام دقيقة .. وببحة مختفية وهي ما زالت تميل بجسدها الى صدره:
كنت حامل ..
تصلب جسده من جملتها لكنه ابتلع ريقه الجاف وصمت يرغب بإتاحة كل المجال لها لنفث ما يعتمل في جوفها من كلام وخواطر متألمة .........
اكملت آمنة وهي تمسح بحدة دمعة فرت من مدمعها: يوم سمعت هاييج تقول انها حرمتك دارت فيه الدنيا .. وما حسيت بعمريه الا وانا طايحة من اول دري العماره إلين الأرض .....
حرك بطي وجهه فجأة وهو يشتم ويلعن من فرط غضبه ....
آمنة وبكائها بدأ يشتد: مـ ما حسيت بعمريه الا وانا في المستشفى واسمعهم ايقولوليه الووولد مات ولدنااااا رااااح بطييييي راااااااح ......
امسك بطي بكلتا كتفيها واحتضنها بقوة وعيناه تتسعان بذهول كاسح .... ألم صادم .... فقد الولد موجع ....
موجع بحق ......
شعوره الآن لا يوصف .. ان يعلم ان زوجته حبيبته كانت تحمل في احشائها طفل ومات هو شعور يدمي اوصال الفؤاد ..
كيف لو كان أسباب موته متعلقة .... بشكل ما ...... به هو ......!!!
انتفض فجأة بجلسته ووقف .....
ثم اخذ من إحدى طاولات المجلس الفخمة مصحفاً وجثى على ركبة واحدة امام آمنة وقال بنبرة خشنة مبحوحة تقطر ألماً من بين جنباتها جعلت جسد آمنة يرتجف من عظمة المنظر:
والله وهذا انا ماسك كتاب الله والله انيه ما فكرت في هاللي ينقالها أليازية في يوم ولا عمريه فكرت فيها كـ حبيبة او حرمة حلفت
توقفت دموعها عن السيلان بشكل مباغت واخذت تتأمل عينا بطي الناضحة بالصدق .. بالعاطفة الجياشة بالدفئ الكامن فيهما ..
لأول مرة منذ ان مات ابنها في احشائها ترى لمعان مقلتاه المحبتان الصادقتان ..... لأول مرة منذ ذلك اليوم المشؤوم ترى محيا حبيبها الذي غدا ضبابياً لقلبها ولا تلتقطه بصيرتها لما كان فيها من ألم/غضب/آسى .....
تراه الآن .. ترى حبه الذي توهمت انه مات .. ترى صدقه الذي ظنته اندثر .. ترى وفائه الذي اعتقدت بأنه لم يُخلق ..
تراه هو .. حبيب قلبها .. مالك قلبها وآسر نبضها .. والد اطفالها .....
بطــــي ..
وكأن شهب الشوق الملتاع سقطت على رأسها .. وقفت على ركبتيها وهي تقترب منه ..
ثم تعلقت بشكل موجع برقبته وانغمست بحضنه باكيةً على كل الايام التي مضت بعيدةً عنه ..
: ا ا نـ انااااا ..... ا ا نـ اناااااا .........
دموعها تأبى تهدئة نبراتها المتألمة بينما ارتخى صدر بطي وهدأت نبضاته الوجلة عندما شعر بلين جسدها يلامس صلابة صدره
رغم قهره وغضبه منها لأنها اخفت عنه كل ما جرى إلا ان الحديث الآن لن يفيد ......
لابد ان تعرف ان الذي فعلته كان خاطئاً بحقها .. وبحقه .. وبحقه علاقتهما وعائلتهما ......
لكن فيما بعد ..
بعد ان يرتوي من عبقها المسكي المثير .. هذه الصغيرة القاسية لا تعرف كم تاق لـ حضنها طويلاً ....
: اشششششششش خلاص لا تقولين شي .. كل شي بينحل ان شاء الله خلاص حبيبي هدي ..
آمنة بهمس مبحوح متحشرج وشهقات متقطعة: أنـ أنـ .......
رفع وجهها المحتقن الغارق بالدموع بين يديه وهمس وهو يمشط بناظريه العذبين وجهها الجميل بلوعة شوق مُهلكة وتوق فاق حدود السماء والأرض: انتي متولهة عليه .......
قرب وجهها إليه وهو يرمقها بنظرة غائمة ثقيلة ثم لثم فمها المرتعش "بعطش ايبس اخضرار قلبه من الجفاء/البعاد" ..
قبلها بعطش بوله بجنون كاسح بخيال ادمى كل شيطان وسوس بعقليهما وجعلهما يبتعدان عن بعضهما ..
بأنفاس ثقيلة ساخنة متلاحقة ابتعد عن شفتيها وهو يرمقها بعين غائمة تصرخ بالعاطفة ثم همس: ادريبج متولهة عليه وانا واللي حط عشقج في قلبيه متوله عليج مليوووووون مليووووون يا خشير الحشااااا ..
(خشير = شريك)
شهقت بخفوت مستقبلةً فوج المشاعر الناضحة من فاه حبيبها ......
تشعر ان حمائم الشفق تطير فوق سماوات قلبها وهي تتلقى بجوع حب لم تذقه منذ مدة طويلة ......
دنى بجسده مرة أخرى إليها وعواصف التوق الهوجاء المدمرة بـ صبره المنعدم بـ اشتهاءه المعتق يعيثون بعقله/جسده فساداً ويسيرونه الى طريق لا نهاية له مع من ألهبت رجولته بـ "جوى حارق لا قبل له ولا بعد" ..
وبين كل قبلة وقبلة ...... كان العاشق المتيم لا يهمس الا بـ ...... "أحبج" ..


كانت تقرأ احدى تغريدات مغرد ذو حس أدبي بديع اسمه عمر الخماس ..
"وأني أرقد على أمل لقياك في المنام قبل الصحوة لا أدركك في هذا ولا ذاك حتى بدأ لـ مخيلتي أنها تتخيلك كنت كـ لمح البصر ولا أنساك"
ارجعت رأسها الى الخلف وقد سرت شرارة كهربائية على كامل جسدها ..
بدأت تسترجع ملامحه الرجولية المستحيلة .. عيناه القاتمة المسيطرة المتسلطة عليها ..
بسمته العابثة "اللعوبة" .. ألقه الفريد العصي على النسيان النافي لكل صور الرجال "عداه" ..
أتراني كنت احلم يالله ..!!
أتراني كنت اتوهم طيفه الشجي ..!!
أهذا الذي سلب حواسي في الغربة هو نفسه من رأيته في المقهى وفي زفاف شما ام مجرد وهم ..... مجرد هلوسات سببها تعطشي المريض لقربه وقلبه ..
لا روضة ...... هو ..
الرجل ذاته ..
اعرفه .. اعرف كل تفاصيله كما اعرف هجاء اسمي ..
شعرت بمشاعرها تستعر .. وتنفسها يضيق .....
وضعت كفها على صدرها واخذت شهيقاً/زفيراً عميقان بوجه شاحب حزين ......
أيـــن أنــــت ..... وأيـــن وصـــالك الـــذي وعــــدتني بـــــه ..!!!
أيـــــــــــن ..!!!

نهـــــاية الجـــــزء الثـــــالث والثلاثـــــون

بات من يهواه من فرط الجوى خفق الاحشاء موهون القوىWhere stories live. Discover now