33

749 9 0
                                    


أعانـقـهـا والـنـفـس بـعــد مـشـوقـة
إليـهـا وهـــل بـعــد الـعـنـاق تـــدانِ
وألـثـم فـاهـا كــي تــزول حـرارتـي
فيشـتـد مـــا ألـقــى مـــن الهـيـمـانِ
وما كان مقدار الذي بي من الجوى
ليشـفـيـه مـــا تــرشــف الـشـفـتـانِ
كــأن فــؤادي لـيـس يشـفـي غليـلـه
سوى أن يـرى الروحيـن يمتزجــانِ

لـ إبن الرومي


عندما وصل منزل العم ابا سعيد .. لم يكن متيقناً اين سيجد ابن شقيقه عبيد .. وأول امر خطر بباله هو ان يدخل مجلس الرجال ثم يتصل بأحد رجال المنزل كي يرسلوا الصغير إليه ..
عندما اقترب من المجلس بدأت اصوات طفولية ..... وانثوية .... تصل لمسامعه .. تراجع قليلاً كي يتنحنح ويعلن وجوده بـ كلمة
"هــــــود" ..
الا انه تشنج ما ان سمع صوت انثوي "يبعث الفتنة في الاجواء" يهتف بحماس بالغ
: شو اسمك يا حلووو يا عسسل ..!!!!
نغمة الموسيقى في صوت الفتاة جعلت فكره يترنح على ذكرى صوت مألوف لديه بشكل مبهم ..
قطب حاجباه عندما سمع عبيد الصغير يرد عليها بخجل: اسمي عبيد
ذكرى صوت الفتاة اشتد وقعه في روحه عندما اضافت بحب حاني متفجر "أسر نبضاته": فديت هالثم ياربييييه ..
عاشت الاسامي يا عبييييد تعرف انا منووووووه ..!!!
نبضاته الآسرة بدأت تتمرد وتخرج عن طورها عندما سمع احد الصغار يهتف بحماس: انا انا بقوله اسمج عموه صوصة ..
صــــــوصــــــــة ..!!!!
ارهف السمع غير مدرك لمعة اللهفة في مقلتيه لم يدركه وقد آبى غرور شخصه المعتد ان يعترف بوجود احد غيره ...
سمع الطفل ذاته يقول: اسمها صووووصة عبييييد ..
ادرك فلاح ان ذكرى الفتاة التي يألفها ما هو الا ذكرى ذات الصوت الموسيقي في المجلس .. تيقن من هذا عندما قال طفل آخر بتهكم: شو صوصة يا غبي .. اسمها الصدقي حصة مب صوصة ..
هنا خانته رجلاه .. خانته الى شخص تعمد تجاهله اليوم بشكل مقصود ..!!
كان بإمكانه فرض رأيه على الجميع وطلب رؤيتها وإذاقتها مرارة الاهانة التي اذاقته اياه منذ شهور ..
اهانة شتمها لرجولته الشامخة المعتدة .. واهانة رفضها له وهو الذي لم يُرفض في يوم ما ..!!!
الا انه ابى الا ان يصبر ..... ان يصبر ليتفنن فيما بعد "بتلذذ" .... بفعل "كل هواجيسه الشيطانية" بها .....!
عندما دنا من الباب لمحها واقفةً موليةً الباب ظهرها ..
كانت تحمل عبيد وتهمس له ببضعة كلمات لم تصل إليه ..
نبضاته وصلت حدودها الأقصى ... والاعتى .... عندما صدحت فجأة ضحكتها العالية المتغنجة ارجاء المجلس بأكمله ..
هنا كانت خيانة رجلاه له اكبر واعظم عندما دخل عتبة الباب وهو يسمعها تقول بصوت رقيق عذب تخلله "بنظره" مزاجيتها المتكبرة التي لا تفارقها حتى مع الاطفال: انا اسمي حصة ..
ارتخت اعصابه المشدودة كلياً .. وغزت معالم وجهه ذلك البريق المتوهج من الثقة ... والأنفة ... العنجهية ... ثم استند على حافة الباب ورآها تأشر بحماس على ابناء بطي واحمد واكملت: انا استوي بنت عم هاييل المقلع ..
ثم اشرت على ابناء سيف وتابعت:
وعمة هالثلاثي المرح
عرق "الحر" انتفض في اوردته .. لم يشعر بذاته وهو يهتف بما لديه من ثقة جبارة لا قبل لها ولا بعد:
وتستوي حرمة عمك فلاح ..
التمعت عيناه بما يشبه الانبهار/الافتتان عندما التفتت إليه الفتاة ..
للتو ادرك .... ان التي تزوجها تحمل بين طيات وجهها كتلة من جمال غريب ..!!
لم تكن بالسمراء ولا البيضاء .. لونها كان قمحياً مشوباً بلون رمل مدينة العين الصافي الناعم .. لونها الذي زاد بهاءاً وسحراً عندما تآلف بتناغم تام مع لون شعرها البندقي الجميل ..
تعدى عتبة الباب وهو ينظر الى عيناها ... مباشرةً ... وبتمعن مُربك للأعصاب ..
إلهي .. كيف للسان متوحش ان ينتمي لزوج من العيون غارقان بالبراءة والحُسن ..!!!
يالحُسن الحور في عيناكِ أيتها النمرة ..!!
الظباء وحدهن من يمتلكن عيناكِ .. لكن انا أرق قلباً من ان أهين الظباء بتشبيهك بهُن ..!!!
ارتفع جانب فمه باستهزاء محتقر عندما اشاحت بوجهها عنه فجأة حاجبةً عنه شعرها ووجهها هاتفةً بازدراء عارم متفجر:
لا بارك الله في الساعة اللي شفتك فيها ياااا .....
زمت حصة فمها وارتجافة تسري بفكها الصغير واطراف جسدها .. صمتت بعد ان ادركت ان اطفالاً هنا وهي لا ترغب بقذف الشتائم امامهم ..
هذا الشخص يحفز جينات الكراهية في جوفها ..
ما الذي جاء به بحق الله ...... ماذا يريد ..!!
ان ترى اكثر الناس بغضها لقلبها هو آخر ما ترغب به الآن ..
تباً لتعجرفك الكريه ..!!
رفع حاجباً واحداً وهو يرمق ظهرها بسخرية شديدة مستفزة وقد قرر النيل منها ومن غير ان يترك لشتائمها البذيئة المجال لـ فلت سيطرته على اعصابه: شحقه سكتي يا شوووه .. كملي ..!!!
انزلت حصة عبيد الى الارض وقالت بنبرة حادة/متجاهلة: خويدم .. مايد .. زايد .. يلا داخل انتو وخوانكم ..
تحرك الأطفال بإذعان الى الباب ليخرجوا حصة الوحيدة التي تستطيع بكلمةٍ واحدة منها "بعد شما" ان تروض تمردهم الذي لا تنتهي ..
رفع فلاح كلتا حاجبيه وقد التقط تجاهلها العنجهي المتعمد له .. هتف بحزم خبيث متلاعب للأطفال:
اوووه طافكم .. كنت ابا اعطيكم الشريط اللي بغيتوه هاك اليوم في العزبة ..
تمكن بدهاء من جذب انتباه الاطفال بشريط الالعاب الخاص بالبلاي ستيشن .. من حسن حظه ان حمد قد اخذ سيارته قبل بضعة ايام لشراء لعبة لأبناء بني خويدم الذي اعلنوا رغبتهم الشديدة باقتنائها لآبائهم عندما كانوا في عزبة سلطان في سويحان ..
وحمد بطيبة قلبه الشديدة وعدهم ان يشتري لهم اللعبة .. وعندما ذهب ليشتري ثلاث نسخ منها .. واحدة لأبناء بطي .. واحدة لأبناء سيف .. وواحدة لأبناء احمد .. ذهب بسيارة فلاح ونسيَ الكيس داخلها ..
صاح الاطفال بنظراتهم الطفولية المذهولة المبتهجة: تومب ريدددددددر ...!!!!!
اتسعت ابتسامة رجولية نمرودية ماكرة وهو يجيبهم بكذبة بيضاء كي يهرعوا جميعهم للخارج: هيه تومب ريدر .. إلحقوا عاده عمكم حمد ما حصّل الا شريط واحد .. اللي يوصل اول واحد للموتر ياخذه حقه روحه ..
بدأ الاطفال يتدافعون ويركضون بأقصى سرعة لديهم الى سيارة فلاح .. حتى عبيد الذي لم يكن ضمن اطار الموضوع ركض خلفهم بحماس مشابه لهم ..
ما ان خرج آخر قدمين صغيرتين من المكان حتى دفع فلاح طرف باب المجلس برجله بخفة متغطرسة ونظرة لامعة ماردية ساخرة اعتلت وجهه الوسيم بشراسة ....... وانغلق الباب ..
رغماً عنها شعرت بالخوف .. بالتوتر .. بالقلق ..
هي قبل كل شيء فتاة .. فتاة لم تُترك ابداً في مكان مغلق مع رجل غريب ..
حتى لو ان هذا الغريب اصبح زوجها ..
هي لا تعرفه .. لا تعرف الى اي مدى ستصل به خساسته ورداءة اخلاقه ..!!
تعرفه بما فيه الكفايه لتظن اقل الظن انه لن يتوانى عن تنفيذ تهديده لها ... و"الآن" ..!!!
صرخت من تحت غطاء وجهها بما يعتمل جوفها من خوف/ارتباك شديدان: انت حووووه شو تسوي ...!!!
خوززز خووووزز وبطل الباب .. وين تتحرا روووحك انت ...!!!!
التفت حوله بسخرية شديد وقال ببراءة مصطنعة: في بيت حرمتيه .. ولا انا غلطان ..!!!
حصة ولسانها بدأ يتمرد من شدة ارتباكها: بتبطي الساااااااع .. عنلااااااات ابو الثقة اللي لك .. اقولك خوووز عن ويهي ..
بسمة خفيفة شيطانية ساخرة اعتلت مبسمه الرجولي وتحرك قليلاً بشيء من الاسخفاف:
تنكرين هالشي وحبر توقيعج على الدفتر عده ما جف ..!!
كادت تعض شفتها من فرط القهر .. تباً لك ولعيناك ..
هتفت بذات غيظها/قهرها: اقول اقول خوز .. فضل عنك .. ضيعت وقتيه وايد وانت ما تستااااااهل ..
فلاح ولمعة ساخرة غامضة تشع بعيناه وهو يتنحى قليلاً عن الباب:
يودتج انا ..!!!!
لا لم تمسكني .. لكن ..
لكن ......
كيف لي بحق الله المرور بجانب جسد طوله كطول برج ايفل من غير ان اتعثر واسقط على وجهي ..
افففف حصة ..
تحركي .. فقط تحركي واخرجي من هذا المكان المتفجر برائحة "هذا البغيض" الآسرة للألباب ..
ابتلعت ريقها الجاف ومشت باتجاهه بكل ثقة وقوة تمتلكهما ..
لن تترك له المجال للتحكم باعصابها وانفعالها .. غرور هذا الفلاح لن يظفر ابداً امامها بالفوز .. وسيرى ..!!
عندما اقتربت منه .. مدت يدها الى مقبض الباب حتى تفتحه ..
لكنها شهقت بصدمة وذهول بالغان عندما امسك فلاح معصم يدها الايمن بقوة ودفعها ليصطدم ظهرها بالباب ..
وقبل ان تفكر بالصراخ وقذف الشتائم الغاضبة المقهورة فوق رأسه ...
امسك فلاح طرف غطاء رأسها ونزعه بقوة/بعنف عنها ورماه على الارض ..
تناثر شعرها على وجهها بسبب حركته الوقحة ..
الصدمة كانت اقوى من لسانها المتلعثم المتعثر .. وصدرها الذي يرتفع ويهبط على وتيرة مجنونة كانت الوسيلة الوحيدة لنفث ما فيها من انفاس ثقيلة متهدجة مثقلة بالتوتر والجزع:
يـ يـ ياااااا ححححييييووو...........
صمـــــــت ..!!
أعلن فلاح بكل رجولية صرفة وضعية الصمت عليها ..
قبلة واحدة تكفي لجعلها تصمت وتكف عن الصراخ .. لجعلها تعرف من فلاح .. وما عاقبة من يتجرأ على اهانته ..!!!
سرت صاعقة كهربائية على طول عامودها الفقري .. صاعقة حقيقية لا مبالغة في وصفها ..
ان تشعر بشفاه رجل على شفتيها كان امراً يضاهي قلبها العذري .. ان تشعر بأنفاسه تقتحم رئتيها وتلامس جوانب لم يلامسها احد في الكون هو امر لم تفكر بتصوره طيلة الخمسة وعشرين سنة من عمرها ..!!
ان تختفي قوة اتزانها وتخونها ساقيها الهلاميتين هكذا مع شعورها بذراعي رجل على جسدها وخصرها هذا امر لم تفكر انه سيحدث في يوم من الايام .. حتى لو تزوجت ..
أن ..... أن ......
أن تتمايل بعقل مسحور مفتون مسروق مع قبلةٍ رجولية قوية مسيطرة "لذيذة" هو امر لم تكن لتقبل فيه لو لديها عقل ..!!
العقل ..
اين العقل ..!!
فتحت عيناها بجزع عاتي غاضب "مشوش/مرتبك" وهي تستوعب للتو من هذا الرجل وما يفعله ..
دفعته بكل ما اوتي لديها من قوة لكنه لم يتزحزح سنتي واحد .
بل امسك وجهها بكلتا يداه وقربها اكثر ليوسم فمها "الذي يأوي اسلط لسان عرفه" بملكيته وسيادته الابدية ..!!
شد من قساوة قبلته وهو يتذكر شتيمتها له .. شد .. وشد .. حتى سمع تأوه متحشرج رقيق خارج من حنجرتها ..
ابتعد عنها وهو يتنفس بشهيق وزفير اعصاريان ... مختنقان حد الفناء .
استطاع بقوة جبارة دفع الغيمة السوداء التي ظللت عيناه من فرط تخبط روحه ... واضطرابها بسبب "القبلة" ....
واستطاع بكل ما فيه من طبع جلمودي لا ينكسر ان يرسم بمهارة تامة خطوط الاحتقار/الامتقاع/الاستهزاء على وجهه ..
ثم هتف: لو ادري اني باخذلي شلقا جان ما فكرت بالعرس موليه ..
دفعها من حيث كتفها بنزق ثم اكمل وهو يفتح الباب: بس شو نسوي .. نصيب ..
اضاف بازدراء وهو يرى حصة تغطي بألم شفتيها "المتورمتين بشكل مخيف": حسابج عنديه زاد يا حلوه .. انصحج المرة اليايه ترمسين على قدج ولا تحطين راسج براسيه عن لا تشوفين شي اكثر عن ها ..

فتح الباب بقوة وخرج .. تاركاً الفتاة وحدها مع ما تحمله من روح تنتفض غضباً .. قهراً ... كرهاً .. وذلاً ..
وانقلب "الحور الفاتن في عيناها" من سواده الطبيعي الى سواد جهنمي يفور بحممٍ غير قابلة للإخماد ..!!



وضعت العنود امام زوجها كوب الماء واقراص ادويته وشعرها الرطب يتمايل على جانب وجهها بفتنة عاصفة .. ثم همست بنعومة:
تفضل
انزل عيناه عنها وهو يقول باقتضاب هادئ: دام فضلج بنت سعيد ..
ساد الصمت بينهما تخلله صوت مذيع الاخبار الذي يعلن عن وفاة عدد ليس بقليل من نساء واطفال اثر انفجار في احدى ضواحي مدينة درعا السورية ..
انقبض قلبها بجزع وألم ثم همست بقلب صادق متألم: حسبي الله ونعم الوكيل .. الله يرحم موتاهم ويرفع عنهم البلاااا ..
رد سيف بحزم صادق مشابه: اللهم آمييين ..
اسندت العنود ظهرها على الاريكة وقالت بفكر غائب: الواحد يحمد ربه ويشكره على نعمة الأمن والأمان .. نحن نصيح ونتشكى من همومنا واحزانا واعواقنا البسيطة وغيرنا يذّبّحون ويتجتّلون ويتشردووون ..
لا حول ولا قوة الا بالله ..
(يذّبّحون ويتجتّلون = يُذبحون ويُقتلون)
رمقها سيف نظرة جانبية متسائلاً ما اذ كانت تعنيه بكلامها ام هذا مجرد حديث نفس عالي الصوت ..
في كلا الحالتين مست كلماتها عمق روحه المأسورة بين طيات العجز والمرض ..
همس بخشونة هادئة: اللهم لك الحمد على كل حال ..
تنهدت العنود بألم ماكن وصورة الضحايا في التلفاز لا تفارق عيناها .. قررت ان تصلي قيامها والوقوف امام الله لتدعو لأهل سوريا بالرحمة والفرج والنصر وللمستضعفين في كل مكان ..
هذا ما بوسعها فعله الآن وهي تستشعر ألم الثكالى ومرارة عجز الكُهلان ..
الذي آلمها بحق ان مشاغل الدنيا وحب الذات قد ألهاها عن التفكير بهموم المسلمين ومساندتهم في كربهم ولو بالدعاء ..!!
بصيرتها التي تشوشت وابتعدت عما يعانيه اخوانها واخواتها من المسلمين والمسلمات جعلها تدرك كم هي حقاً مقصرة بحقهم ..
الدنيا ليست فقط زوج .. وعائلة .. وابناء .. الدنيا اكبر من ذلك ... واعمق من ذلك ... والهدف منها اسمى من ذلك ....
الدنيا هي الإحساس بـ اليتيم .. والعطف على المحتاج ... ومساندة المظلوم والمستضعف ... الدنيا هي ان تتمسك بما امرنا به ربنا عز وجل وحثنا عليه رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام والدعاء في ظهر الغيب للمسلمين ....
آآآآه يالعنود .. كم انتي مقصرة بحق دينك ..!!
اللهم ارحم المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ..


ابعد ياقة ثوبه عن رقبته وهو يستنشق اكبر كمية من الهواء ليسيطر على خلجات قلبه .
لمس شفتيها كان اكبر وقعاً على قلبه بشكل لم يتصوره رائحة انفاسها الليمونية كان اكبر وقعاً على رئتيه الذي يجزم ان الهواء فيه تجدد والدم داخله تنشط واشتد ضخه وهيجانه ..
زفرة زفرة غاضبة/متهكمة من نفسه الخائنة ثم مسح بحدة شفتيه بطرف ابهامه ..
شعر بارتباكه يزداد عندما نظر لأصبعه ورأى بقايا حمرة شفاهها عليه وبدأ يمسح شفتيه بسرعة عندما لمح من بعيد الاطفال يتسابقون إليه وهم يهتفون بحبور طفولي مبتهج متحمس: عميييه فلااااااااح عميييييييه فلااااااااااااااح حصلنا الكيييييييس ...
رسم على شفتيه بسمة خفيفة اخفى خلفها توتره وصورة من "سببت هذا التوتر": ها حصلتو الشرايط ..!!!
سلطان وهو يقفز بسرور بالغ: هيييييه .. عمييييه انت قلت في شريط وااااااحد بس نحن حصلنا ثلااااث شرااااايط ..
ضحك فلاح وهو يجيب: هههههههههههههه كنت اسولف معاكم .. عمكم حمد اشترا ثلاثة .. واحد لك انت وخوانك ..
واحد حق زايد واخوه .. وواحد حق مايد وخوانه ..
اقترب سلطان من فلاح وقال بطفولية جميلة: مشكوووور عمييييه .. قول بعد حق عميه حمد سلطان يقولك مشكووووور ..
فلاح بدفئ: افا عليك بومييد عيونا لك ..
صاح سلطان فجأة بحنق شديد: حووووه انتوو ما تخيلووون .. ماما تقووول اللي يشتريلكم شي اشكرووه .. يلاااا قولوا شكرااااا حق عميييه فلاااااح ..
كاد فلاح ان يضحك على هذا الصغير ذو اللسان الطويل .. وسرعان ما اقترب الجميع بحرج من فلاح وكل واحد منهم بدأ يشكره بكلمات طفولية عشوائية متلعثمة ..


اغلقت الهاتف عن والدتها وامارات البهجة تنضح من تقاسيم محياها الجميل .. اقتربت من زوجها وهي تهتف بعفوية باسمة تخللها كل الحب:
ياربييييه .. علنيه افدااااهن .. الله يوفقهن ويسعدهن ..
هز سلطان رأسه وقال بصوت رزين هادئ: اللهم آمين ..
وصل خبر تمام عقد قران بنات العم عبدالله على ابناء العم عبيد الحر قبل قليل لـ سلطان وشما .. واخذ كل منهما يحادث رجال العين ونسائهم ليعلنوا بهجتهما ومباركتهما للزواج ..
ذبلت بسمتها واردفت بحزن: ليتني كنت وياهن
التفت إليها سلطان ورمقها نظرة سوداء غامضة المعنى ثم عاد ينظر الى الطبيعية الربانية الخلابة التي تحيطهم في السيارة وقال باقتضاب شديد:
ربج بعد
(ربج بعد بمعنى هذا ما كتبه الله)
صمتت شما على اثر ما تحسه من جمود صقيعي من كلمات سلطان المقتضبة ..
الامر يوجع تلابيب قلبها بشكل لا يمكن تصوره .. لا تستطيع كبح سعادتها لما يفعله من اجلها .. فهي رغم كل الذي حصل ورغم كل الذي فعله بها سابقاً .. اخطأت بحق شخصه عندما رفعت صوتها على صوته وقذفت بوجهه كلمات لا يقبلها رجل معتد ..!!
ولو كان غيره لأرسلها فوراً الى الوطن .. الى بيت عائلتها من غير اي التفاتة ندم ..
تنحنحت بخفوت ثم قالت راغبةً بفتح مجال للحديث: آ آ آ سلطان .. جد ييت آسبن قبل ..؟!
ما زال ناظر سلطان واقعاً على الشارع .. الا انه قال بذات نبرته الهادئة وهو يلف بمقود السيارة الى اليسار:
هيه نعم ياي قبل ..
خرجت ابتسامة ناعمة من ثغرها وبادرت بتبرير سؤالها قبل ان يفكر هو بفعل الامر: هيه لأن ما شاء الله عليك اشوفك تعرف البقعه كلها هنيه وتسوق فيها ..
صمت .. ولم يتفوه بكلمة ...
شعرت بالحرج/الخذلان/الضيق لعدم تجاوبه معها .. لكنها التفتت إليه فجأة عندما قال معلقاً:
ياي مع بطي اخوج اخوج كان عنده مؤتمر في واشنطن وقال خاونيه دامك ماخذ اجازة خلصنا من المؤتمر عقب قلتله شرايك نويّه جدا آسبن سألني شمعنه آسبن قلتله ما شاء الله طبيعتها معروفة بـ جمالها وجوها ما يطوّف تمشينا فيها كم يوم وردينا البلاد ..
شما بنبرة باسمة تنضح اعجاباً: بس ما شاء الله عليك جنك الا واحد من هل كولورادو .. تعرف كل دواعيسها ومحلاتها ..
ابتسم بخفة وهو ينظر إليها .. ثم قال وهو يرفع جهازه الآيفون: عنديه طويل العمر النيفيجيتار ..
ضحكت ببحة جميلة ... ثم بعفوية منها نكزت كتفه بنعومة وقالت بمكر انثوي "مغري": قوول جيييه من اول ..
رفع حاجباً واحداً بدهشة من حركتها العفوية ثم قال بنظرة رجولية مرتخية وهو ينظر للشارع مرة اخرى: البلاد هب بلادي اكيد بحتاي لهالامور معايه ..
رأت شما من بعيد كشك صغير بقرب منحدر قليل الارتفاع .. كان كشكاً لبيع قطع من الفواكه الطازجة، المشروبات، والمثلجات ..
التمع الحماس بمقلتيها وهي تقول بتلهف راجي: سلطان سلطان ابا عنص
(عنص = اناناس)
كادت ابتسامة متفكهة تفلت منه وهو يسمع من فاه هذه الصغيرة مصطلح مضى عليه الزمن واندثر ..
لم يتمكن من ترويض خفقات قلبه المتيم وهو يرى وجهاً لـ محبوبته لم يظن انه سيراه .. وجهها هذا ما جعل من انفاسه تلتهب وتستجيب فطرياً لجو آسر لا يليق الا بشخصها "هي" ..
سلطان بنبرة هادئة اخفى ما فيها من انفعالات عاصفة .... ومشاعر محمومة: ان شاء الله ..
واقترب بالسيارة لمكان الكشك .. وما ان اوقفها حتى قالت بسرعة: سلطان ابا المقطعات هب العصييير ..
فتح الباب سلطان وقال برجولية عفوية: ان شاء الله فديتج ..
عندما اغلق الباب خلفه .. اخذت شما هواءاً عنيفاً وصدرها يختلج من كلماته الدافئة الحنونة ..
يالله ..
أحبــــــــه .. حتـى لــو فعــل بــي ما فعــل ..
سأظــل أحبــــــــه .. وأحبـــــــــــه .. وأحبـــــــــــه ..
مرت دقيقتين حتى رجع سلطان الى السيارة وبيده كوبان يحتويان على قطع اناناس طازجة شهية اعطى شما كوبها ووضع كوبه على المكان الخاص للأكواب بجانبه ..
شما بنظرة توهجت بالحماس: شكررررا
أأحد من البشر سمع كلمة شكر تقطر لذة .... وعذوبة كهذه التي سمعها للتو ..!!!
وكأن طفلاً صغيراً يشكر معلمته لأنها اعطته قطعة حلوى تشبه وجنتاه الحمراوتان ..!!!
رد سلطان على ذات ايقاع كلمة شما: عفوووا
شما بغنج ضاحك: ههههههههههههههههههههههههه لا تتمصخر عليه سلطاااااااان ..
ضحك ضحكة رجولية قصيرة .... "مدمرة" قبل ان يضع قطعة من الاناناس داخل فمه ... ثم قال: ما اتمصخر .. ارد عليج بس ..
كيف لضحكةٍ ان تسبب انقلابات عسكرية في معدتها وترعش أوردتها بوحشية هكذا ..!!!
كبحت انتفاضة كفيها من فرط ما يختلجها من مشاعر غريبة .... منتشية .... حالمية .. ثم رمقته من تحت رموشها السوداء وقالت بقهقهةٍ رقيقة: هههههههههههههه زين ..
ادخلت قطعة من الاناناس داخل فمها قبل ان تقول بعفوية خرجت جرّاء تلذذها المبتهج:
آآآآه اموووت في العنص ....
رفع عيناه إليها ببطئ وقال بنبرة ذات معنى: تحبينه وايد ..!!!
شما بطفولية حماسية: هييييه وااايد .. اصلا العنص هي الفاكهة المفضلة عنديه .. احبه احبه ..
خفقت اجنحة رئتيه بدهشة/بنشوة من اكتشافه انها تحب الفاكهة التي يحبها هو ..
آآآآخ .. ليتني الأناناس .......
رفع فمه ببسمة رجولية خافتة وهو يرى نهمها الرقيق وهي تأكل ما بيدها ثم قال بصوت خفيض: مداخيل العافيه يا ربيه ..
رفعت عيناها إليه وموجة من الخجل والارتباك اجتاحتاها بضراوة مسحت طرف فمها عصارة الاناناس وقالت بوجنتين متوردتين حلوتين: الله يعافييك ..
تشعر بسعادة تكتسحها منذ يومان منذ يومان وهدنة خفية تجري بينها وبين سالب قلبها بشكل غير معلن ..!!
كان قد خرج واياها وتجولا معاً في انحاء آسبن الساحرة حد اللاوصف .. رآت قدرة الخالق فيما خلق ..
لأول مرة في حياتها تشعر بحماس .. وتلهف .. وشوق كالذي تشعر به الآن ..
ان ترى بلاد جديدة بأعين سلطان وتسمع منه معلومات مبهرة عن المرتفعات والجبال واهم المناطق السياحية والمزارات التاريخية كان امراً عظيماً على قلبها الصغير ..
شعوراً عظيماً لا يمكن وصف مدى تلذذها به ..
تذكرت كيف اصابها الجزع عندما قال لها سلطان امام بحيرة آسبن ان وقت التجديف قد حان .. انتظر ما يقارب الخمسة عشرة دقيقة حتى تقرر تنحية جزعها والدخول معه ..
كان صبوراً .. متسامحاً .. قوياً .. رفيقاً بها ولا يتوانى عن بث الأمان في قلبها ..
كلمةً واحدةً منه كانت تكفيها لنسيان كل انواع خوفها في الحياة والسقوط معه الى حيث يريد ..
وهذا هو اليوم الثالث لهم في التجوال .. وهو اليوم المخصص لهم كما خطط سلطان لزيارة المناطق المجاورة لآسبن ..
وهم عائدون الآن الى الفندق بعد جولة قصيرة حول آسبن لوضع سيارتهم الخاصة هناك ثم استقلال باص سياحي في محطة حديقة المدينة "روباي" ثم الذهاب لرؤية اكثر القمم الجبلية في كولورادو الجاذبة للسياح واجهزتهم التصويرية ..
تحديداً الى جبلي أجراس مارون وبحيرتهما الكبيرة ....

تمشي حول الصالة التابعة لجناحها في بيت والدها بقهر مجروح دامي ..
للمرة الاولى تشعر بمرارة ان يتجاهلك حبيبك وتشك ان قلبه مازال ينبض بحبك ..
الغضب والوجع ينهشان روحها حد الموت .. تشعر انها على حافة انهيار عصبي حقيقي .. والذي زاد من انهيارها ان والدها حكى لها ما قاله بطي له على الهاتف ..
الخائن لم ينفي موضوع زواجه .. الخائن الكاذب قد تزوج حقاً عليها ......
كانت لديها بعض من امل طفيف في روحها ان الذي يجري كله كذب .. كانت تأمل كـ أمل الفقير من كل شيء .... ان بطي سينفي الامر .. سيقول انه لم يخنها ... ولم يتزوج عليها ....
وكانت ستصدقه .. رغم عنادها وصلابة رأسها الا انها عاشقة .. وعاشقة خرقاء مجنونة ....
كانت ستصدقه لو انه فقط قال "لا" ..
لكن لم يقلها .. لم يقلها .........
بجنون لبوة مجروحة .. امسكت بهاتفها واتصلت به .. اتصلت وشياطين الجن والانس تلاحقها بخبث شديد ....


تنهد بعمق وهو يجيب على والده الغاضب: يا بويه طوليه بعمرك خل سالفتيه مع امنة على ينب بتنحل ان شاء الله انت لا تستهم
ابا سعيد: يعني اشوووه ما استهم وانت عاق حرمتك في بيت اهلها من شهور .. !!!
بطي بانفعال لم يسيطر عليه .. الجميع يظلمه هنا ويضع الحق بجانب زوجته .. الجميع يظنه الشخص السيء الظالم الذي رمى بزوجته ولم يهتم بها .. الامر وصل فوق طاقته كثيراً:
يا بووووويه والله ثم والله ثم والله ورب الكعبة انيه لا عاقنها في بيت اهلها ولا حتى جستهاااااا بكلمة وحده .. هي اللي ما تباااااااانيه ولا تباااااا العيشة ويايه خلااااااص ..
وقف من هول قهره المظلم .. ثم أضاف بحدة: دخيلك يا بويه دخيلك لا تخلنيه ارمس لان مهما صااار هي بتم حرمتيه وام عياليه دخيلك احب راسك وريلك اطلعوا منها انتووو وبتنحل ان شاء الله ..
خلوها في بيت اهلها يلين ما تشبع ويطيح هالعناد في راسها عقب لكل حادث حديث ..
ألم تمكن من قلب ابا سعيد .. آمنة ابنته وحبيبته قبل ان تكون زوجةً لابنه .. هو لا يرغب بإيقاع الظلم على رأس اي منهما لكن الذي يجري يجبره على الخروج من نطاق الصمت والتكلم ...
يحب ولده هذا ويعرف تماماً كم يحب بطي زوجته ولا يصبر عن فراقها البتة ..
هو اب قبل كل شيء ويعرف ما يجري في افئدة ابناءه هو اب أيها الناس ولا يرغب برؤية اي من حياة ابناءه تنهدم امام اعينه
ضرب بعصاته الارض وقال بحزم صبور: ان شاء الله .. بنشوف شو اخرتها ويااااكم ..!!
تسمر بطي عندما نظر لشاشة هاتفه الذي يرن .......
هي .......
من أي جهة غربت شمسنا اليوم يا أمة محمد ...!!!!
لم يجب عليها .. ليس ورأسه يفور من شدة قهره وغضبه .. فلتتذوق مرارة التجاهل كما اذاقته اياه اشهر طويلة ..!!
رمقه ابا سعيد بنظرة تشكك وقال: شحقه ما ترد على تلفونك ..!!
وضع الهاتف داخل جيبه ببرود جامد وهتف: ماليه بارض ارمس حد الحينه ....
اضاف وهو يلبس نعليه ممسكاً عقاله وغترته بيده ولا يغطي رأسه سوى "القحفية": يلا بوسعيد ساير انا ..
ابا سعيد: ارقد هنيه شو بيرقدك في بيتك روحك ..
التمعت سخرية مريرة في مقلتيه واجاب: ماعليه فديتك تعودت .. تصبح على خير الغالي ...
هز ابا سعيد رأسه وهو غير راضٍ عن وضع ابنه .. لكن الاخير كان واضحاً معه .. هو لا يريد لأحد التدخل بينه وبين امرأته .. أجاب بنبرة حازمة هادئة: وانت من هل الخير ابويه .....
خرج بطي من بيت والده متجهاً الى البوابة الكبيرة في هذه الاثناء رن هاتفه مرة اخرى ولم يكن المتصل سواها هي وللمرة الثانية .....!!
رفع حاجباً واحداً بصرامة قاسية تقطر قهراً ثم رفع هاتف وقال بكل جمود الدنيا: ألو .....
: يالجبان يالخاين ياللي ما تخاف الله يالجذاب يعني صدق ظهرت معرس عليه يالخااين يعني اللي ظنييييته هب جذب وانا اللي تحريتني في لحظة ظاااااالمتنك هاااااه انت واحد ما تستاهل ما تستاهل حبي وقلبي يالجبان يالردي و و و والله .....
بدأ صوتها يختنق ويتحشرج بألم مظلم ملؤه الحسرة والله ما تشم ريحتيه يا ولد خويدم والله خل بنت الشوارع تنفعك وتسعدك خلهاااا...........
قطع جنون سيل كلماتها بأن صرخ بقسوة وقد صُدم من هجوم آمنة عليه كان هذا ما يرغب به بالحقيقة ان تصل آمنة لمرحلة الانفلات العصبي وتخرج ما فيها من غضب لكن بعد اصرارها على الطلاق شك انها ومجبوبته الابدية وما زالت تكن له الحب كي تغضب وتخرج من قالب الثلج الذي حبست ذاتها فيه منذ زمن:
امووووووون قصري حسج واحشمي عمرج لا اييج الحينه البيت واراويج الحشمة كيييف ....
لم تبالي بتهديده الغاضب ... واكملت تصرخ بقهر تجاوز كل معانيه في قاموس اللغة العربية:
طاعو منو يرمس عن الحشمة الشيخ بطي بن خويدم يرمس عن الحشمة نكتة الموسم لجني حلفت والله ما تشم ريحتيه يا بطي والله ان ما طلقت باجر بشرشحك في المحاكم بخليك بيززه ما تسوى ان مااااااا.........
توووووووووت توووووووووووت توووووووووووت
نظرت الى هاتفها ويدها اليمنى ترتجف بشكل مخيف .. وجهها ذو اللون الزاهي انقلب للون اصفر ميت ..
بدأت دموعها تتساقط .. وما هي الا ثانيتان حتى دخلت في موجة بكاء حادة ... موجعة ... تفجرت بالحسرة/القهر ...
حياتها بلمحة عين غدت سوداء مظلمة بعد ان كانت تنتعش بالالوان الربيعية المبهجة للأنظار ..
آآآآخخخ ياااااارب ..
لا تعرف كم مضى عليها وهي تنوح وتأن .. مرت دقائق طويلة .....
رفعت فجأة رأسها وعيناها "اللتان اصبحتا بلون الدم" ما تزالان تنثران الدموع الشفافة بكرم شديد ..
: ماماتي شو فيج ..؟!
مسحت آمنة بجزع دموعها ثم جثت على ركبتيها وهمست ببحة شديدة لابنتها لطيفة التي على ما يبدو استيقظت من صراخها: حبيبي شو موعنج ..؟!
لطيفة وهي تكاد تبكي: ماماتي ليث تسيحين ..؟!
ردت آمنة بصوت متحشرج وهي تحاول رسم ابتسامة خفيفة على محياها: مـ ماصيح يا قلب ماما ماصيح عيوني تعورني شوي ..
ثم حملتها وقالت: يلا نرد نرقد حبيبي ..
دخلت وابنتها غرفتها وهي تحمد الله ان ابنائها الاولاد في بيت جدهم خويدم .. منذ ان بدأت اجازة الصيف وهم يقضون اغلب ايامهم مع ابناء عمومتهم
عندما عادت لطيفة الصغيرة الى النوم .. تنهدت بعمق شاعرةً بحرقان شديد في عيناها .... وبرأسها يكاد ينفجر ..
جفلت بخفة عندما شعرت بأحدهم يدخل جناحها الخاص .. سمت بالرحمن وقامت لتنظر من الذي في الخارج ..
عندما خرجت تسمرت اطرافها بصدمة كاسحة ما رأت مسبب آلامها واوجاعها امامها .. بكل شخصه ...
امامها ........


بات من يهواه من فرط الجوى خفق الاحشاء موهون القوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن