)عذروب = عيب(
اتسعت محاجر أبا سيف بذهول تخلله سرور وهو يكاد لا يصدق ما يسمعه ..
ف أباه بالعادة لا يعطي انطباعات ايجابية سواء بالقول أو بالفعل لأي رجل يتقدم لخطبة شما، هو فقط يصمت وينتظر ما ستكون اجابة ابنته المدللة!!!!..
دوما والده كان هكذا .... وصمته المستمر وجعل زمام الأمور بيد شما هو ما يثير
الحنق الشديد في روح أبا سيف..
ف أبا سيف ... صاحب عقلية قديمة منقرضة لا يعرف الا قانون "شور البنية عند هلها!!!... "
لم يكن أبا سيف يتعامل مع الفتيات برقة وصبر ك تعامل أباه وسعيد رحمه الله معهن ..
دائما ما يشعر أن الفتيات حملا ثقيلا على كاهل عائلاتهن ويجب عليهن الزواج ما
إن يبلغن سن الزواج..
ليس وكأنه يكره ابنتاه حصة وميرة !! .. ف هن أعز ما يملك ومحبتهن في قلبه
تزداد مع مرور عمره..
ولكن عقليته القديمة تحتم عليه التعامل معهن بشكل يرونه هن قاسيا وغير منصف ..!!
تساءل أبا سيف بنبرة متلهفة: ولو شما ما طاعت!!..
انزل أبا سعيد عيناه وهو يقول باقتضاب صقيعي: لا تحاتي بطيع هالمره..
ولكن على الجانب الآخر!!..
زفر بطي بقوة حادة ....... زفرة مستاءة لأبعد حد!!..
لطالما عاش اوقاتا سببت الأرق في روحه ما ان كان الامر يتعلق ب شما وزواجها
..!!
هو شقيقها الكبير .. ويحبها حبا ينطق الحجر من فرط شدته..
ولأنه يحبها بشدة ... لا يريدها الا زوجة ل رفيق دربه!!..
ولكن هذا من الصعب حدوثه على ما يبدو .. ف سلطان بعد الذي حدث لن يفكر
بخطبتها مرة أخرى .. حتى لو كان حب شما في قلبه قد وصل مواصل الدم في
العروق!!!..
يعرف سلطان ويعرف ضخامة كبرياءه العتيد!!!!!..
غير أن ولنفترض خطبها مرة أخرى .. أيضمن هو شقيقها ان لا ترميه في ذات
الموقف المرير مرة أخرى!!..
أيضمن ان لا ترفض صديقه مرة أخرى كما رفضته سابق ا !!..
اففففففففففففف..
ل م يصعب عليه تجاوز افكاره وجعل كل واحد منهما يعيش حياته كما يريدها!!..
إنه النصيب .. النصيب يا بطي فلتفهم ذلك بكل رضا تام!!..
هذه هي الحياة يا رجل .... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن!!!..
رفع عيناه لأبيه وهو يقول بنبرة غامضة قوية: بس خطبة على خطبة ما ايوز!!!..
رفع الجميع رؤوسهم ونظرات الذهول والاستغراب تنضح من ملامحهم..
زفر بطي زفرة غير مسموعة ليهتف بعدها بنظرة جامدة: سلطان رد خطب شما
منيه..
.
.
.
.
.
.
.
في ذات المنزل
بعد ان انتهى الجميع من وجبة العشاء، دلف كل واحد غرفته ليخلو بنفسه ..
فالذي يريد النوم ينام .. والذي يريد التعبد يتعبد..
والذي يريد اغراق نفسه في عالم خاص به .. يغرق وبكل شفافية تامة!!!..
دخل جناحه الخاص بعائلته الصغيرة متأملا حدوث معجزة تجعل من ملامح زوجته
تلين وتبتسم بكل صدق صافي..
زفر كل ما يعتمل روحه من حب مُعذب وهو يشتم رائحة مسكرة جعل التخبط في
روحه المضطربة يزداد بازدياد شوقه لأحضانها .. أحضان "تلك" الناعمة الدافئة
....
سخر من نفسه بمرارة .. حسنا يا أحمد كن صادقا مع ذاتك..
الدفء هو ما تتعطش إليه كلما حظيت بقليل من أحضانها!!..
ونعومة القلب والنظرات هو ما تتجوع لهما كلما أثقلت احاديثكما بغزلك الصريح
بجمالها الفاتن!!..
تسمر بمكانه ما إن لمحها واقفة بكل هالة مُشعة أمام النافذة، وأخذت عيناه تمشطان
جسدها المثير بقميص نومها الأسود البارز لبياض نحرها المعطر!!..
اختلج قلبه بخفقاته والتي وصلت لأذنيه من فرط هيجانها!!!!...
يالله .. كم هو رجل بائس مُحتاج..
انفعالا ت من كل نوع ولون تموج وتضرب على اوتار دفاعاته بضراوة!!!!!...
اقترب منها محاولا السيطرة على اتزان تنفسه المضطرب..
التفت إليها بخفة قبل أن يلمح ابتسامة مُغرية ترتسم بسحر تام على شفتاها البراقتان
بلون أحمر زاد من هيجان مشاعره المتعطشة..
همست عوشة وهي تدخل اصابعها في شعرها الناعم المصبوغ بلون كستنائي
جذاب: حبيبي ييت!!!..
التمعت عينا أحمد وهو يتأمل ملامح وجهها الجميل، ثم هتف بصوت أجش "غير
مُصدق" خرج مع تنفسه الثقيل: حبيبي!!!..
اتسعت ابتسامة عوشة لتهتف بخبث أنثوي جرئ: هيه بوزايد .. انت حبيبي..
اقترب أكثر ووقف أمامها بجسده المستنفر وهو يهمس بخفوت مشتاق: فديت حبيبي
من بين شفايفج
وبهيجان عاطفة بحتة لم يستطع التحكم بها .. انزل قامته إليها والتقط شفتيها بكل
جوع يعتمل في جوفه!!..
لحظات مرت وهو يسقي وجدانه من رحيقها العذب..
لم يكن ليبتعد انش واحد لو انه لم يشعر بيديها الناعمتين تلمسان صدره المتهيج
لتبعده عنها..
قابل الاثنان بعضهما بعضا واللهاث القوي هو ما يتوسطهما بكل عجرفة تامة ..
همس بصوت اثقله العاطفة المتهيجة: اشتقتلج عوشة .. اشتقتلج وايد..
همست عوشة بابتسامة جريئة من بين انفاسها القوية: وايد اشتقتليه أحمد!!!..
هز أحمد رأسه بشوق ملتاع: وايد حبيبي وايد
اقترب ليتذوق مرة أخرى رحيقها العذب بكل استجداء، ولكن يدها هي ما منعته..
تابعت همسها من بين ضحكاتها الخافتة الماكرة: هههه حبيبي لا
اجابها بنبرة ثقيلة تواقة خرجت مع لمعان مقلتا عيناه السوداوان: ليش عوشه ليش !!!؟..
عوشة بنبرة باسمة متلاعبة: حبيبي ما ينفع الحينه ... اممممم يتني ..
هاج على صفحة وجهه موجة خذلان واستياء جعلته يتراجع ببطء ويقول بخفوت
تخلله ضيق شديد :
هاي كم ودية تييج في الشهر!!!..
)ودية = مرة(
ضحكت عوشة غير مبالية بمشاعره المضطربة ... وقالت بنبرة ناعمة مُغرية لأبعد
حد: حبيبي شو اسوي بعد!!!..
قال باقتضاب باطنه استياء/خيبة عارمان قبل ان يدلف الحمام: لا تسوين شي ..
ما إن دلف حتى التمع شعاع شيطاني على عيناها .. وغمغمت بكل ما فيها من
بغض/ازدراء وهي تمسح شفتيها: غبي..
أخذت تبحث عن هاتفها حتى وجدته فوق المنضدة، أمسكته بتردد والأفكار تتراقص
في مخيلتها رقصة لا هوادة فيها..
بدأت تدريجيا بكتابة رسالة ما ........ لشخص ما..
شخص تؤمن كثيرا إنه سيتمكن من فعل ما تطمح إليه....
.
.
.
.
.
.
دبي
دخل غرفته بعد أن انتهى من تناول وجبة العشاء مع عائلته، ما إن اقترب من الباب
حتى أتته مكالمة من شقيقه الأصغر مصبح..
التقط هاتفه ذو الطراز القديم غير المواكب لتطور الهواتف الذكية في وقتنا الحالي
وهتف بنبرة حازمة ثقيلة:
ألووو..
اعتدل مصبح بجلسته وهو يرد على شقيقه الأكبر بدفء أخوي تخلله احترام جم:
سلام عليك بونهيان
أبا نهيان بنبرة ودودة: وعليك السلام بوظاعن، حي هالصوت وراعيه..
ابتسم مصبح بصفاء ليهتف برنة رجولية: حي نباك يا بونهيان
شحالك وشحال أبويه واليميع ..؟!!
أبا نهيان بذات نبرته الودودة: كلنا بخير وعافية ما نشكي باس، ومن صوبكم الغالي
!!؟..
مصبح بحزم هادئ: عساااااه مديم ياربي .. والله الحمدلله عايشين بخير ونعمة..
أبا نهيان: والعيال شخبارهم في الدراسة ..؟!!
ابتسم مصبح بخفة: المدرسين حادرين البيت وظاهرين حق الشيخ ظاعن، ومزنة ما
شاء الله عليها ما عليها خوف شاطرة والاولى على مدرستها دوم .. اما هاييل
الطفوس عبدالرحمن ونهيان ف خلهم..
أربع وعشرين ساعة مجابليلي هالسقم اللي يسمونه آيباد ومودرين الاكل والدراسة..
ضحك أبا نهيان بفخامة ثم هتف: هههههههههههه الله ايوفجهم ويسهل عليهم كلهم ..
مصبح: آمين يارب أجمعين..
أردف وهو يعدل نظارته الطبية فاتحا أمامه كتب ومجلدات عديدة تخص القضاء
وقوانينه: بونهيان طوليه بعمرك بغيت اتنشدك عن شي..
رد أبا نهيان وهو يجلس على الاريكة الوثيرة: آمرني فديتك
مصبح: ما يامر عليك عدو ولا صديج..
امممممم بونهيان بما ان لك خبرة طويلة في محكمة النقض، يقدر القاضي في حال
..........
وأخذ مصبح يسأل شقيقه ذو الباع الطويل في مجال القضاء عن أمور يريد التأكد
منها، فهو بالرغم من ذكائه وخبرته في مجاله، الا انه لا يستغني عن سؤال
واستشارة من هم أخبر منه وأعلم!!!..
بعد دقائق من النقاش المتشعب، هتف مصبح بعد تنهيدة ارتياح: يزااااك الله خير يا
بونهيان .. لا خلينا من نفعتك..
أبا نهيان بود دافئ: افا عليك بوظاعن ما سوينا شي .. بس ما قلتلي ... هالحالة اللي
رمستني عنها عندك ولا شو السالفة!!!..
التمعت عينا مصبح بلمعان غامض ثم أجاب: لا لا هذا مجرد استفسار .. حبيت
اتأكد من معلوماتي بس..
أبا نهيان: هييييه زين عيل
أخذ مصبح يضرب قلمه بخفة على الكتاب الذي أمامه، ثم هتف بتردد: بونهيان
بتخبرك..
تحيد آخر قضية مسكها سعيد بن خويدم يعل ربي يرحمه ..؟!!
قطب أبا نهيان حاجباه باستغراب شديد: هيه احيد .. قضية وزير ال .... السابق..
شو ياب الطاري ..؟؟!!
مصبح بحزم هادئ الرنة: بخبرك خلاف ..
اردف وهو يتنقل بناظريه على الاوراق والكتب امامه: انزين هو عقب هالقضية ما
مسك أي قضية ثانية بالشهور يلين يوم وفاته الله يرحمه صح!!!...
هز أبا نهيان رأ سه بإيجابية: هيه نعم 9 شهور تقريب ا ..
رص مصبح على عيناه ليقول بتساؤل متوجس: ظنك شو السبب!!!...
هز أبا نهيان كتفاه مجيبا باستغراب: سألت هالسؤال حق نفسي قبلك .. ويوم سألته
شخصيا قال إنه حاب يعلق شغله شوي ويفضي عمره حق بعض القضاة المتدربين
.. كان في هاك الوقت هو المشرف عليهم ويوجههم ..
مصبح والتوجس لا يفارق مقلتاه: بس كان يقدر يمارس وظيفته ويدربهم في نفس
الوقت!!..
أبا نهيان واستغرابه من حديث شقيقه بدأ بالازياد: ماعرف هاللي قالي عنه ..
مصبح مستوي شي!!!..
مصبح: لا لا مب مستوي شي .. انا بس حبيت اتأكد من كمن شغله قريتها في
ملفات سعيد وبوحارب..
اتسعت عينا أبا نهيان بدهشة: شحقه تقرا ملفات سعيد وبوحارب!!!..
زفر مصبح بإرهاق وهو يحك عيناه من تحت نظارته: بوعبدالله طلبهن منيه قبل
فترة..
قطب أبا نهيان حاجباه والتوجس قد وصله كما وصل شقيقه: وشحقه يطلبهن!!!..
هز مصبح كتفاه بعد معرفة: علمي علمك..
أردف محاولا تغيير مجرى حديثهم: خلاص يا بونهيان تسلم ما تقصر
أبا نهيان: ولا يهمك مصبح نحن في الخدمة
أقفل الهاتف عن شقيقه وهو يتنهد بعمق، أتاه صوت خطوات زوجته وهي تهتف
بقلق: عبيد فديتك ما شوفك تعشيت..
أبا نهيان بنبرة حازمة ثقيلة: لا عذبه تعشيت وشبعت الحمدلله
أم نهيان بدفء/اهتمام: شو اللي مخلنك جيه مويم ومالك خاطر تسولف!!..
حد مزعلنك الغالي!!..
)مويم = صامت(
أبا نهيان بصوت مبحوح وغضبٌ بدأ يظهر منه: ولدج نهيان يخلي الواحد يرتاح
ويهدا باله!!!..
تنهدت ام نهيان بعمق قبل ان ترد عليه بصوت رقيق هادئ: فديتك انت اشعليك منه
.. نهيان غدا ريال ويعرف مصلحته زين ما زين .. لا تستهم عليه وخله يشتغل
الشغله اللي يباها ..
قطب حاجباه بغيظ شديد .. وقال: شو يعرف مصلحته ما مصلحته .. تبين الصدق
انا حاس ان وراه سالفة هالولد
أم نهيان بجزع: وابوووويه شو سالفته بعد .. تعرف شي انا ماعرفه عبيييييد!!...
أخذ أبا نهيان يبدل ملابسه وهو يهتف بتهكم: بلاج يا حرمة زغتي .. اقولج حاس
حاس..
أم نهيان بقلق: يعني شو ما فهمت!!..
تحرك أبا نهيان لحيث يوجد مصحفه، التقطه قبل ان يفتح أحدى صفحاته الطاهرة:
ماشي ماشي
سمع الاثنان طرقات آتية من باب غرفتهم .. وصوت حازم يهتف: يا هل الدار
وينكم!!..
ابتسمت أم نهيان بحنان جارف وهي تجيب بصوت رنان: تعال تعال فديتك..
أدخل فلاح رأسه قليلا ليقول بذات نبرته الحازمة: لا فديت قلبج .. خلي ابويه يرتاح
وتعالي شويه ما عليج اماره ..
اباج في رمسه..
أبا نهيان بحزم دافئ وهو يضع المصحف بجانبه: احدر فلاح انا هب راقد
دخل فلاح غرفة والديه بخطوات ثابتة .. ثابتة بشكل صارم .. ولكنه وياللعجب....
شعر بوخزات من التردد/الارتباك..
زفر في قرارة نفسه وهو يستجمع كل ثقته ... ثم هتف بقوة: أبويه اسمحليه ادري
هب وقت سوالف الحينه
أشر أبا نهيان لأبنه ليجلس بقربه: ماعليه ولديه تعال .. خبرني شو فيك!!!..
جلس فلاح بجانب أبيه وهو ينظر لوالدته التي تترقب حديث بلهفة...
زفر بسرعة قبل ان يقول بنبرة واثقة مباشرة:
ابويه ابا اعرس
.
.
.
.
.
.
.
في مكان بعيد ..
بعيد كل البعد عن مظاهر المشاعر الانسانية!!..
فتح عيناه ببطء ثقيل .. ثقيل حد الهلاك .. ثقيل كثقل جسده المرمي على الأرض
كجثة هامدة..
كثقل انفاسه المهلكة من الضياع..
أخذ يتلفت وينظر للمكان حوله ب ضباب عيناه وروحه في انقباض مستعر من فرط
انفعالاته الداخلية..
مكان في قمة القذارة!!...
هذا ما ردده بداخله..
أخذ يتأمل بنفس مُشمئزة، الجدران الطينية هي ما كانت تحوط جنبات المكان..
المخلفات المقرفة "أعزكم الله" في زاوية تسمى وياللسخرية ...... مرحاض!!..
بقايا قاذورات مرمية هنا وهناك!!..
سرير متهالك يكاد يتحطم من فرط قدمه ورداءة صنعه..
وضع كفه على أنفه ليمتنع عن شم الرائحة النفاذة الكريهة..
السؤال الذي يدور في خلده الآن!!..
أين هو!!!!!..
أين أنت يا حارب!!!..
زفر بقوة محاولا الوقوف على قدميه مستندا على الحائط الأسود الرطب بجانبه..
ثم أخذ يمسح بقميصه، المتلطخ بالدماء من أثر ضربات لا يعلم مِمن تلقاها، عرق
وجهه المخلوط ببقايا دم جاف..
لمس بأصابعه السمراء الطويلة ندبته وهو يتأوه بداخله..
زفر بقوة وللمرة العاشرة وهو يدخل أصابعه داخل شعره الكثيف الذي أصبح اكثر
طولا بعد فترة طويلة من عدم قصه..
تقدم بثقل متعث حتى مسك بقبضة يداه القضبان الحديدية التي امامه...
رآى من بعيد عسكري ذو جسد ضخم حاملا سلاحا وراء ظهره ..
صاح بانجليزية وصوته الغليظ خرج ك بحات غير متزنة: أنت .. يا هذاااا...
التفت العسكري بحاجب مرفوع ونظرة شيطانية تعلو مقلتاه: أووووه أصحوت أخيرا
من سباتك أيها الكسول!!..
زمجر حارب بغلظة تخللها قهر/ضياع/ارهاق تام: أين أنا يا هذااااااا!!!..
اقترب العسكري منه وثغره يبتسم ابتسامة بغيضة تبعث الاشمئزاز في الوجدان،
وأجابه بكل برود شيطاني صرف وهو ينطق كلماته بتأني شديد :
أهلا بك في سجن لاسانتيه يا عزيزي..
.
.
.
.
.
.
.
في مكان لا يقل عن الذي قبله بانعدام انسانيته!!..
هتف بصوت جبروتي غاضب: شاهين .. أدبه إلين ما يعرف ان مب بومرشد اللي
ينلعب من ورا ظهره..
قام أحد رجاله ذوي الأجساد الضخمة والمسمى ب شاهين بحمل ذلك المرمي على
الأرض كأحد الاشياء معدومة القيمة، وأغرق رأسه بماء بارد حتى يصل مرحلة
الاختناق!!!..
أخرج شاهين ذلك المُتعذب من بركة الماء مزمجرا بقسوة جبارة: بتقول منو
مطرشنك عندنا ولا شوووو!!!...
أخذ الرجل المختنق يلهث بشكل حاد سحيق وهو يستجدي الهواء بكل ضعف/انهاك،
لم يكد يخرج زفيره حتى ادخله شاهين مرة أخرى للماء ..
وظل الاثنان على هذا الحال، رجل يغرق رجلا معدوم الحيلة، وآخر يتلقى ضربات
الماء وولوجها قصباته الهوائية ولوجا يقتل..
توقف عندما سمع شهيقا قويا من الرجل وهو يصرخ بصراخ اهتز معه جسده
الصلب القوي: الله يلع..... كلكم .. لو تذبحوني في مقصب ما بقووووولكم يا
كلاااااااااب..
وبشكل مباغت تماما ، بصق الرجل على أبا مرشد الذي كان جالسا أمامه واضعا
رجل على رجل..
احتنق وجه أبا مرشد بغضب اعصاري عاتي..
وقف بسرعة ليمسك بقطعة حديدية بقربه ويضرب بها رأس الرجل..
سقط الرجل مغشيا عليه ...... أو هذا ما توقعوه على أقل تقدير!!..
فالضربة كانت قاتلة بحق!!..
أبا مرشد وهو يمسح ثوبه بكل احتقار/غطرسة: الله يلع.... ما شفت واحد شراته
عنيد..
مرزوق بابتسامة ساخرة: هالصنف من الرياييل معروفين بعنادهم اللي ما يلين ..
واضح منو اللي طرشه ودخله بينا جاسوس..
سلطان بن ظاعن ماغير..
سلطان ما يختار الا الرياييل الكفو لمهماته..
زمجر أبا مرشد بغضب شديد: اعرف انه سلطان لا تتذاكى علي انت بعد..
بس بغيت اير الاعتراف عنه بالحرف عشان اكون على بينة لا اكثر..
زفر بعنف وهو يستدير ليشعل سيجارته بنظرات بدأت بالتحول للازدراء التام:
خبرني منوع وين!!!..
ما يعرف اني رديت البلاد ولا شو!!!!..
هز مرزوق كتفيه بعدم اكتراث: اتصلتبه وقلتله انك وصلت، مادري عاده ليش ما يه
..
صمت الجميع ما إن سمعوا صوت سيارة تتوقف بقوة أمام باب الفيلا الضخم..
خرج أبا مرشد من قبو منزله الذي كان مسرحا مناسبا لتعذيب ضحاياه .. وما إن
دخل صالة منزله حتى رآى قامة وهيئة يعرفها تمام المعرفة!!..
وبدهشة شديدة هتف: آندي!!!..
التمعت عينا آندي بخبث لا يفارقه بتاتا ليجيب بعربية ركيكة متلاعبة: أجل سديكي
آندي..
كيف هالك أبو مرشد!!..
قطب أبا مرشد حاجبيه: انا بخير .. انت شو يايبنك الامارات!!!..
ضحك آندي ضحكة رنانة ليهتف بعدها بانجليزية ساخرة: لا تخف لم أأتي لمهمة
رسمية تخص العمل..
إنما فقط كنت اتجول في مدينتي المفضلة دبي، وفكرت بأن واجب الصداقة يحتم
علي المرور لأبوظبي وإلقاء السلام عليك..
ابتسم أبا مرشد ابتسامة ساخرة ليقول بانجليزية هو الآخر: من الجميل سماع ذلك يا
رجل..
أشر بيديه ليجلس: فلتتفضل حتى نكرمك بشكل يليق بك عزيزي..
جلس آندي وهو يضع رجلا على رجل ويشعل سيجارته التي تحمل إشارة افخر
أنواع السيجار الكوبي:
شكرا لك صديقي
وأضاف بعربية ركيكة خبيثة: ألم تئرف بئد!!!..
)ألم تعرف بعد(!!..
قطب أبا مرشد حاجباه بتساؤل ليهتف بالعربية: شو ..؟!!
ضحك آندي باستهزاء قائلا : أرسلنا الشاب الجميل إلى مهمته الاولى
ههههههههههههههههه
فهم أبا مرشد مقصد آندي ليهتف بنظرة ساخرة لأبعد حد: اووووه المسكين .. ظنك
هالرخو بيتحمل ...؟!!!
)الرخو = الضعيف/الذي لا يتحمل شيئ ا (
ضحك آندي الفاهم للغة العربية بكل لهجاتها، فهو العقل المركزي الذي يعتمدون
عليه عند أحلك الظروف، واستطاع تسيد مركزه بجانب زعيم منظمتهم بقوة عقليته
الشيطانية وقوة بدنه الصلبة ...... اجتمعت لديه صفات العقل والجسد مع ا ..
ف ما كان من ديرفس الا ان يجعله يده اليمنى التي يعتمد عليها في المهمات الصعبة
..!!!!
اجاب وهو ينفث دخان سيجارته: ههههه لا تخف ئليه، فقط سيتذوك كليلا من
الارهاق واللهم النتن ويشم الروائه الكريهة هههههههههههه
)لا تخف عليه، فقط سيتذوق قليلا من الارهاق واللحم النتن ويشم الروائح الكريهة(
أبا مرشد بتساؤل: بس اكيد أبوه بيسأل عنه..
لا تنسى انه ولد موكيش جانجوس!!!..
آندي بنظرة باردة غيرمبالية وهو يقلب لسانه الى الانجليزية: لقد ارسلنا لأبيه رسالة
إلكترونية من حساب ابنه وقلنا له أن لاكي سيخدم لعدة أشهر في البلاط البريطاني،
لذا فإنه حتما لن يقلق على ولده ولن يبحث عنه .. ف هو بنظره الآن مجرد شاب
مشغول ويكافح لأجل مستقبله..
.
.
.
.
.
.
.
دخل مكتبه كعاصفة هوجاء ترعد أوصال كل من لمح ظلالها المريعة المخيفة..
يكاد يقسم أن الغضب قد وصل درجته الألف في أسلاك دماغه المثقلة بالأفكار
والهموم المتراكمة..
هموما كثيرة تتساقط على نح و متناغم على كاهليه ولا يلقى من يساعده قليلا بالحِمل
..!!
اللهم ارزقني الصبر .. الصبر فقط يا رب الكون..
أأتلقى كل الأخبار كالقنابل المدوية في نفس الوقت والساعة!!!...
حارب في سجن يعد من أخطر وأقذر سجون العالم كافة!!..
وابا مرشد ....... ذلك الحقير..
استطاع اكتشاف حسن، الرجل الذي زرعته وسط منظمتهم ..
اتصل بسرعة برقم معين وعيناه تشتعلان غيظ/قهر على الذي يحدث!!!!..
هتف بزمجرة غاضبة كل الغضب: سعيييييد، اتصل ب خلفان وابراهيم وقولهم
يرجعووون على اجرب طيارة..
بسرعة يا سعيد الحين تتصلبهم الحييييين..
اقفل هاتفه بعد أن سمع رد سعيد المُرتجف بالذهول/الجزع من غضبه الحاد..
ف رجاله لم يتعودوا على رؤية الجانب المنفعل من رئيسهم، لأنه لطالما كان ذو
نفس صبورة وبال وسيع..
وقبل كل شيء .. ذو عين جليدية لا تهتز نظرتها حتى في أحلك الظروف!!!!..
ولكن هذه المرة قد دخل حارب في الصورة!!..
ولا أحد يعرف ما هو حارب بالنسبة ل سلطان!!..
حارب الذي تمكن بشكل عجيب من السيطرة على كل المشاعر الأخوية و"الأبوية"
لديه..
يكن لهذا الفتى الكثير من الحب والمودة ويشعر بالمسؤولية الكبيرة اتجاهه!!!!..
نهاية الجزء الثاني عشر
***************

بات من يهواه من فرط الجوى خفق الاحشاء موهون القوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن