~ النهاية ~

Start from the beginning
                                    

-شارد كالعادة؟

نظر نحوها متبسماً:

-هذا الشيء الوحيد الذي أجيده مؤخراً.. الشرود!

شاركته الجلوس وقالت بحسرة:

-والى متى؟

شاركها الحسرة ذاتها وهو يزفرها وكأنه يحاول التخلص من ثقلها فوق صدره:

-الى أبدية غير معروفة

-ألم تسمع أي شيء منها

-ولا حتى عنها.. أخبرها أمجد إني أريد التحدث اليها ولكنها رفضت بشكل قطعي ورفضت أن تناقشه بأي شيء خارج أطار القضية.. وأنا احترمت رغبتها ولم أصر على التواصل

وفجأة اخترقهم صوت رزان وهي تقول بتذمر طفولي:

-تقصد استسلمت كالعادة ايها الجبان وتخليت عنها للمرة الثالثة

التفت بفزع غير متوقعاً غير وجود أمه في الشقة فقالت ندى متبسمة:

-اوه نسيت أن أخبرك أن المجنونة هنا..

ثم نهضت قائلة:

-سأبدأ بتجهيز العشاء قبل أن تجوع أختك وكلانا يعلم ما سيحصل حينها من كوارث!

ضحك ولم يكمل ضحكته بعد حتى وجدها تقفز لقربه تجلس على الكرسي المجاور وقالت بذات ألحاحها المعتاد:

-كن رجلاً لمرة!

ضربها على رأسها وهو يقول:

-وماذا أنا يا حمقاء؟

-أقصد رجلاً في الحب.. ليس رجلاً في المواقف والشهامة والجنسية التي أشك بأمرها مزورة ذاتاً.. حارب من أجلها واكسر المستحيل لمرة!

-إذ كانت هي ترفض التواصل معي.. هل أجبرها؟

-أجل ستفعل!.. أجعلها تشعر أنك ستهزم الجميع لتحصل عليها حتى وأن عنى ذلك هزيمتها شخصياً.. أجبرها لتسامحك... دعها تشعر بحبك المكتوم.. ألم تفعل هي المثل معك؟ ألم تكسر كل قيود المستحيل وجعلتك تحبها رغماً عن أنفك؟

-لكل منا شخصيته يا رزان.. ربما يكون حبي أكبر من حبها وربما أغلي عليها أكثر مما تغلي علي.. ولكني أفشل بالتعبير عن هذا.. وحين أفشل لا يعني أبداً إني تخليت عنها

-ولكن هذا ما يبدو أخي. وهذا ما سيجعلك تخسرها..

فنظر لها وقال وهي تشعر بذلك القهر في نبرته:

-هذا لن يجعلني أخسرها يا رزان.. بل جعلني أخسرها حقاً.. جميعاً نعلم أن مرام لن تعود.. وأن عادت فلن تبقى بسبب قضية أمها.. لذلك دعينا كلانا نتخلى عن بعض كي لا نتعذب بحب لن يُكتب له الحياة.. حب مجبورين على إجهاضه

-فقط لو تتخلص من المرأة الحامل في عقلك بالله ستكسب مرام مجدداً..

وفجأة اخترقهم صوت فادي وهو يحمل طفلته سالي ذات السنة ويهزهزها بيده وهو يقول:

قد زارني حب (مكتملة)Where stories live. Discover now