•°الحب منارة°•

83 4 32
                                    

الحب [ ... ] منارة شامخة أبد الدهر لا تهزها العواصف الهوجاء.

_وليم شكسبير_

.
.
.

اليوم.
السبت 4 أبريل 2015

كانت الشمس التي تشرق تحرق السماء فوق الأفق .

سيارة شيفروليه بيك آب بغطاء أمامي مكور وواق من الكروم سلكت الطريق الترابي المؤدي إلى الرأس الشمالي من خليج وینشستر. كان المكان موحشا، وأسرا، تعصف فيه الريح، محاطا من جميع الجهات بالمحيط والجروف الصخرية .

رکنت ليزا آیمس السيارة على الممشى المفروش بالحصى المحيط بالمسكن.

كلب صيد ضخم لابرادور بشعر أشقر اندفع إلى السيارة ونفض وبره بصخب .

- اهدأ يا ريمنغتون!
طلبت ليزا وهي تصفق باب البيك آب .

رفعت عينيها، وحدقت في المنارة الراسخة المثمنة الأضلاع التي ترتفع بجانب منزل حجري يغطيه سطح مدبب من حجر الأردواز .

بمشية مترددة، صعدت ليزا الدرجات المؤدية إلى البيت الريفي الصغير .

أخرجت ربطة مفاتيح من جيب سترتها، فتحت الباب وتقدمت في الحجرة الرئيسة: صالون كبير، تتخلله عوارض مكشوفة
تعلوها نافذة عريضة تطل على المحيط .

كانت الصالة مفروشة بمكتبة، وخزانة وعدة رفوف خشببية محفورة. على الجدران والرفوف، شباك صيد، مجموعة حبال،
قناديل مقاومة للرياح من كل الأحجام، وأقفاص لجراد البحر من الخشب المطلي بالورنيش، ونجوم البحر، ومجسم سفينة شراعية محبوسة داخل زجاجة .

قرب الموقد، اكتشفت ليزا زوجها، مسترخيا على الأريكة، يغط في نوم عميق، وإلى جانبه زجاجة ويسكي فُرغ ثلاثة أرباعها .

اغرورقت عيناها بالدموع. لم تكن قد رأته منذ موت بنجامان وصوفيا. بعد أن فقد نحو عشرة كيلوغرامات من وزنه، صار من الصعب التعرف عليه بشعره الطويل الأشعث، ووجهه المغطى بلحية كثة وطويلة، وجفونه الغائرة في هالات سوداء .

على طاولة المكتب الخشبية، تعرفت على الآلة الكاتبة القديمة التي أهداها سوليفان لحفيده في عيد ميلاده الخامس عشر : ماركة أوليفيتي ليترا بغطاء من الألمنيوم الأزرق الباهت .

حيرها وجودها، لأن آرثر لم يعد يكتب رواياته على الآلة منذ زمن طويل. أدارت الأسطوانة لتسحب الورقة المحشورة في دواليب
الآلة.

2015
اليوم الرابع والعشرون

الليل. لا شيء. كان هذا أُفقه.
كان وحيدا .
وحيد لها مرادف واحد: الموت.

•°•اللحظة الراهنة•°•Where stories live. Discover now