•°•اللحظة الراهنة•°•

•°القسم الرابع°•

قبيلة كوستيلو
.
.
.

2002
الهبوب الثالث
_________________

لا يسعنا ان نتنبأ بالاساسي.
فكل واحد منا عاش اسعد الافراح في الحياة دون ان يوعد بها.

وتركَت فينا حنينا نتحسر معه حتى على بؤسنا، ما دام بؤسنا سمح بها.

_انطوان دو سانت - أكزوبيري_

.
.
.

(0)

الضجيج المألوف لحركة السير .
نسمة فاترة، ربيعية.
استيقاظ مريح بالأحرى.

أفتح عيني. أخمن أنه ضوء الفجر.
أنا ممتد على مقعد أخضر داكن من الخشب والمعدن. على رصيف جادة عريضة تحف بها أشجار الدلب.

رغم الهواء العليل والمحيط الرائع، أشعر على الفور بشيء غير مألوف.

أنظر بقلق إلى أرقام لوحات السيارات، وأقرأ بصعوبة اسم مطعم محاط بالخضرة
-لا كلوزري دو لیلا-
وأتأمل عمود موریس المنصوب بجانب المقعد -يعلن عن ظهور قريب لفيلم عنوانه النزل الإسباني-،

أحدق باللوحة التي تشير إلى اسم الشارع
- بولفار دو موبارناس.

واخيرا، أشنف أذني، وألاحظ أن جميع الأحاديث حولي بالفرنسية.

ولأول مرة، لم أستيقظ في نيويورك.
إنما في باريس!

(1)

اجتزت الجادة راكضا، أبحث عن مقصورة هاتف لأتصل بسوليفان.

عثرت على واحدة أمام كنيسة نوتردام، لكن متشردا ينام داخلها. ألقيت بنظرة خاطفة إلى الجهاز، وأدركت أنني بطبيعة الحال لا أحمل بطاقة مصرفية .

تركت الهاتف ورح أشير لسيارة أجرة.
شرحت لأول سائق توقف أنني لا أحمل إلا دولارات، ولكنني سأضاعف له أجره إذا تكرم بإيصالي إلى المطار.

أقلع السائق دون أن يكلف نفسه عناء الرد علي. لحسن الحظ، كان السائق الثاني ألطف ووافق أن يقلني .

نظرت إلى ساعة لوحة القيادة : الساعة 7:30.

ثمة نسخة من صحيفة لوموند موضوعة على المقعد. الصحيفة تحمل تاريخ يوم الأربعاء
12 يونيو عام 2002.

يحتل عنوان عریض صفحتها الأولى تعلوه صورة لاعب كرة القدم زين الدين زيدان.