•°2012 الواحد دون الآخر°•

21 4 1
                                    

اعتدت على الاحساس بانني وحيد،
لكن كره الذات أسوأ بكثير من العزلة.

_جون ايرفينغ_
.
.
.

(0)

رائحة خزامی ندية ومنعشة .
هفهفات حراجية لصمغ الصنوبر .
خلفية موسيقية، لحن أخاذ يعزف بإتقان على أسطوانة فينيل:  أغنية فولاري، يؤديها صوت دین مارتن الدافئ والآسر .

أشعر باختلاجات وتعرق.
أجد صعوبة كبيرة في فتح جفوني الملتصقة. حلقي جاف، أحس أن فمي مملوء بالرمل وصداع حاد كأنني لم أصحُ إطلاقا من الثمل .

قرقرات تزعزع معدتي.
أهمُّ بحركة، فتتعطل بسبب التشنجات العضلية. وفي النهاية تجعلني ضرورة إرواء عطشي أفتح عيني.

الوقت نهار. أستعيد رشدي بالتدريج.
نظرة خاطفة على ساعتي:
تجاوزت الساعة الرابعة عصرة بقليل.

شبه مسترخ على أريكة جلدية قديمة.
أنا في محل دافئ يعود لأعوام 1950.
أنظر إلى الرفوف حولي: عبوات کریم،
مستحضرات تجميل، عجائن صابون، فراشي حلاقة، وقارئ أسطوانات كهربائي.

أقف، أترنح، وأنجح في قراءة الكتابة المطلية على الواجهة . إنني في محل حلاقة رجالي في إيست هارلیم.

(1)

- هلا جلست يا بني؟ اقترح صوت خلفي .

انتفضت حين اكتشفت مالك المحل :
عجوز أسود ذو لحية بيضاء، يعتمر قبعة إيطالية ويرتدي قميصا وسترة وبنطالا مقلما
بحمالات .

دعاني بحركة من يده إلى الجلوس على أريكة حلاقة من الجلد الأحمر.

- لم أسمعك تدخل، يبدو أنني شديد الصمم ! قال وهو يطلق قهقهة رنانة.

- اعذرني يا سيدي، ولكن ...

- نادني جبریل .

- أنا في غاية الظمأ يا جبریل.
هل لي أن أطلب كاس ماء وحبة أسبرين؟

- سأجد لك هذا، وعَد وهو يتوارى في مؤخرة الصالون . في ركن من الصالون، كدسة مجلات متوازنة فوق طاولة مستديرة قديمة بقائمة واحدة مصنوعة من خشب الأكاجو الصقيل
الذي يثير ذرات لامعة في الشمس.

أحدثُ مجلة كانت عددا من ویکلي أنترتینمنت مؤرخة في 24 فبراير 2012.

وعلى غلافها، صورة امرأة شقراء، ذات شعر قصير ونظرة قاسية، وفوقها العنوان :

•°•اللحظة الراهنة•°•Where stories live. Discover now