•°•اللحظة الراهنة•°•

•° 2013 موسم الامطار°•

الحياة هي سلسلة انفصلات ملتحمة ببعضها.

_تشارلز ديكنز_

.
.
.

(0)

همسات .
رائحة جلد وكتب قديمة.
صمت مثابر لا يكاد يعكره إلا حفيف صفحات تُقلب . نحنحات مخنوقة. طقطقة ملامس على لوحة المفاتيح. صریر خفيف لأرضية خشبية.

رأسي فوق سطح خشبي يفوح برائحة الشمع. أفتح عيني وأنتصب منتفضا.

ذراعاي مندليتان على طول متكئين. من حولي، آلاف الكتب المصفوفة فوق كيلومترات من الرفوف، زخارف منحوتة بدقة، ثريات أثرية، طاولات عمل متحركة، مصابيح مکتب من النحاس الأصفر مع أغطيتها من الأوبالين المائل إلى
الأخضر.

أنا في قاعة مطالعة في مكتبة نيويورك العامة .

(1)

نهضت عن أريكتي وأنا لم أزل مشوشا ورحت أستكشف المكان .

فوق واجهة الباب الرئيس، ساعة حائط ضخمة تشير إلى الساعة 12:10. وقت الغداء.
وبالفعل، كان عدد من الأماكن شاغرا .

اجتزت مکان عرض الصحف، وألقيت نظرة خاطفة على الصفحات الاولى من الصحف اليومية

- حالة طوارئ إنسانية في سورية ؛
بعد حادثة القتل في نيوتاون، تصویت حاسم في مجلس الشيوخ على ضبط الأسلحة النارية... -

وتحققت من تاريخ اليوم :
إنه يوم الاثنين 15 أبريل عام 2013.

اقترب موعد الاستحقاق.
من الآن فصاعدا ، لم يبق لي سوی رحلتين قبل النهاية. رحلتان قبل المجهول.

في صدر القاعة، ثمة حيز معلوماتي يقدم بوابات حرة للحواسيب. خطرت فكرة ببالي.

جلست أمام شاشة وحاولت الاتصال بالإنترنت. لسوء الحظ، يتطلب فتح جلسة رمزة وهو محجوز لحاملي بطاقة المكتبة .

انتظرت بضع دقائق، مستطلعا مواقع العمل من حولي. وبعد لحظة، أخذ الهاتف المحمول لإحدى جاراتي يهتز.

نهضتْ لتجيب، ابتعدت عن حاسوبها دون أن تقطع الاتصال. اندسست مكانها واخترت نافذة جديدة انفتحت على صفحة محرك البحث.

وببضع نقرات، حصلت على بطاقة تعريف لعشيق زوجتي في ويكيبيديا .

لا توجد صورة فوتوغرافية.
بيان سيرة ذاتية مقتضب :