•° 2011 القلوب المحطمة °•

22 5 0
                                    

ليس الحب هو ما يكدر الحياة، وإنما عدم الثقة بالحب.

_فرانسوا تروفو_

.
.
.

(0)

.
الحرارة تكتنف صالة جيدة التدفئة.
لمسة مخملية تداعب وجنتي. جلسة مريحة.
مسند طري طري أسند قذالي إليه.

ثم مقطوعات موسيقية، صوت صافي، أغنية شعبية تحكي عن انفصال زوجين، والحزن على حب ضائع.

ترکت نفسي لبضع ثوان تنساب مع إيقاع الأغنية. كنت أعرف هذه المقطوعة.
فرقة آبّا . الفائز يأخذ كل شيء.

أفتح عيني. أنا جالس في أريكة وسط صالة مسرح. وحولي مئات الأشخاص مستغرقين في العرض: الكوميديا الموسيقية ماما میا!

ألتفت برأسي، وأرفع بصري.
اتساع المسرح استثنائي،

وارتفاع الأسقف، وشكل الشرفة...
سبق أن جئت إلى هنا منذ زمن طويل.

أنا في برودواي، في مسرح الحديقة الشتوية. كانت أمي قد اصطحبتني إليه لمشاهدة مسرحية القطط قبیل موتها بفترة قصيرة .

أنهض، ووسط صياح الاستنكار، أدفع جيراني لأخرج من صف المقاعد.
أصعد إلى أعلى الممشى،
وأنزل السلالم وأغادر المسرح.

(1)

برودواي، مساءً .

مشيت بضع خطوات، وألفيت نفسي الآن في زحمة تایمز سکویر، بين الحشود، والحافلات، وعربات الهوت دوغ.

كانت الشاشات الإعلانية تعرض سلسلة لقطات رومانسية لعلامات تجارية للمجوهرات.

وعلى الأرصفة، ثمة باعة متجولون يحاولون ترویج بالونات على شكل قلب منفوخة بالهليوم وباقات أزهار ذبلت الآن.

كانت الساعة قد تجاوزت السابعة مساءً بقليل. كنا في يوم 14 فبراير من عام 2011،
عشية عيد الفالنتاین .

وبينما كنت أشير لسيارة أجرة، تذكرت ذاك الصباح من يوليو عام 1992 حین عمل جيفري وکسلر على إطلاق سراحي من
السجن.

لقد استأجرت سيارة قريبة جدا من هنا، ومذاك لم آت إلى هذا المكان حقا .

خلال عشرين عاما، تحول المكان إلى منطقة ترفيه فسيحة في الهواء الطلق.

حلّت متاجر الديزني ستور والمتاجر العائلية
مکان ملاهي التعري ودور السينما الإباحية.
وأخلى المشردون ومدمنو المخدرات والعاهرات المكان للسياح .

•°•اللحظة الراهنة•°•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن