•°•اللحظة الراهنة•°•

•° 1997 يوم استثنائي °•

أين يهرب قلبي من قلبي؟
أين يمكنني أن افرّ هربا من نفسي؟

_سانت اوغستين_

.
.
.

(0)
هذه المرة، استيقظ استيقاظة لطيفة إن صح التعبير، استيقاظا شبه رطب .

أستعيد وعيي وسط رائحة خبز ساخن. وحين أفتح عيني، أكون ممددا على بطني، وأنفي على بلاط خشن من الفخار.

أشعر بألم أقل في مفاصلي، وصداعي النصفي أخف، وتنفسي أصفى .

أنهض واقفا بسهولة وأنظر حولي .
أميز عجانة آلية، وقطاعة عجين، وخزانة تخمير، وفرنا على عجلات تخبز فيه المعجنات.

أكياس من خيش القنب، ومغلفات
ورقية نقرأ عليها :
للكرواسان الساخن - مخبز فرنسي منذ عام
.1974

أنفض الطحين عن سترتي وبنطالي:
أجد نفسي في فرن مخبز حرفي.

(1)

أسمع أصواتا وحركة في الطابق. أملأ بسرعة كيسة بالكرواسان والخبز بالشوكولا قبل أن أتوارى في درج يفضي إلى الشارع.

كنت في طريق مسدود ومرصوف، متعامد مع بویري، على الحد الفاصل بين ليتل إيطالي ونولیتا.

بزغ النهار منذ لحظات. وراح قمر فضي يتوارى بين الأبنية. في واجهة أحد المتاجر، لافتة مضيئة تشير إلى الساعة 25: 6.

أصبح لدي الآن طقوسي وأحاول التمسك بها : قطعة نقدية في موزع الصحف، مطالعة أول صفحة من النيويورك تايمز.
كان تاريخها ... 31 أغسطس 1997.

ثلاثة عشر شهر مضت منذ رحلتي السابقة.
من العبث توقع ذلك، وفي كل مرة هناك صدمة من الصعب استيعابها:
أستيقظ وأتلقى صفعة عام كامل
في طرفة عين .

هذا الصباح، كانت صورة الأميرة ديانا تحتل الصفحة الأولى .

مقتل ديانا في حادث سير في باريس

أومأتُ إلى سيارة أجرة واغتنمت المسافة لأقرأ الأسطر الأولى المقالة :

وفاة ديانا، أميرة بلاد الغال، في حادث سيارة في أحد أنفاق نهر السين بباريس بعيد منتصف الليل [...]
محطات إذاعية فرنسية عديدة نقلت رد فعل أحد الناطقين باسم العائلة الملكية البريطانية وعبر فيه عن غضبه معتبرا أن مثل هذا الحادث كان متوقعا بسبب معاناة الأميرة من ملاحقة المصورين لها أينما حلت.

حين وصل أمام مبنى جادة أمستردام،
عزمت أن أفي بوعدي .

إذا رفضت ليزا مقابلتي هذه المرة،
فلن أصر ثانية أبدا .