•° 2014 الحقيقي هو الآخر °•

20 5 1
                                    

هنالك إثنان في كل شخص:
الحقيقي، هو الآخر.

_خورخي لويس بورخيس_

.
.
.

(0)

انفجار .
الضجة المبهمة لحشد.
دفوف، موسيقى أبواق، قرع نوج، مفرقعات تنفجر. رائحة سمك مخلل منفرة.  روائح توابل غريبة، وزيت قلي، ولحم مدخن .

أستعيد وعيي بصعوبة. جسدي محطم. قضيب معدني يسحق وجنتي، وآخر يضغط جذعي. أشعر أنني معلق في الفراغ، في
توازن دقيق .

وفجأة، أشعر أنني أسقط !
تبا !

استيقاظ عنيف. أفتح عيني وفعلا جسدي يتدحرج على طول درابزين من حديد.

أفرد ذراعي كيفما اتفق وأتشبث بقدر ما
أستطيع . وحين اكبح سقوطي، أفتح عيني وأكتشف...
رأسا ضخما ومهددا لتنين أحمر .

(1)

تنين. ثم آخر .
جيش تنانين، أسود، خيول يتماوجون أمام ناظري، يحركهم رجال متنكرون .

كنت جاثما على ارتفاع عدة أمتار فوق الأرض، رأسي إلى الأسفل، وذراعاي متدليتان.

اعتدلت ثم وقفت. ألفيت نفسي على صحن درج نجاة خارجي. درج نجاة معلق على واجهة مبنی من الآجر.

في الشارع، يسود الحماس؛ موكب حاشد يبدأ في التحرك : عربات متعددة الألوان، أعلام بألوان زاهية، بهلوانات، راقصون،
حیوانات عملاقة من الورق المقوی .

كنت أعرف هذا الشارع الضيق بأبنيته الداكنة والمتسخة قليلا ، ومحلاته الصغيرة بلافتاتها المضيئة ورموزها. کنت في الحي الصيني، في موت ستريت.

في كل عام ينطلق من هذا المكان موكب
للاحتفال بالعام الصيني الجديد.  في الواقع، كان الجو حماسيا :

شرائط ترفرف في الهواء، قصاصات ورق تتطاير في السماء، ومفرقعات تنفجر لتطرد الأرواح الشريرة .

نزلت الدرجات بسرعة لأهبط على الرصيف. إعلان صغير ملصق على عمود يشير إلى تاريخ اليوم -نحن في يوم الأحد 2 فبراير عام 2014- ومسار الاستعراض:  وورث ستريت، إيست برودواي، ثم روزفلت بارك .

شققت طريقي بين الحشد الكثيف والمتراص لأخرج من الموكب . وأنا أنزل مولبيري ستريت، لاحظت سيارات أجرة عديدة بدت قببها الإعلانية أنها تسخر مني وهي تعلن عن قرب صدور رواية نیکولا هول الجديدة ع-ا-ش-ق.

استرحت في منتزه کولومبوس، متنفس الحي الصيني. كان الجو أهدأ بكثير.
كان عصرا جميلا من الشتاء :
درجات حرارة لطيفة، سماء صافية، نسمة منعشة، شمس من عليائها تنشر أشعتها بين
الأغصان.

•°•اللحظة الراهنة•°•Where stories live. Discover now