٤٢

355 51 9
                                    

نهضتُ بهمجيةٍ مِنْ مقعدي مُرتميةً في عناقِه مُرتعِشَةً وأنا لا أبكي بل أنوح! دموعي وكأنها دماءٌ تُنزَف مِن قلبِي وليس مجردَ سائلٍ، كنتُ أحاولُ  أن أتفوّه بعباراتٍ مُتزنةٍ لكنها خرجت مُبعثَرةً حد التشتت، كما أن كُلُ عبارةٍ صحبتها شهقةٌ سلبت جزءً من تماسكي:

«أنا آسفة.. آسفة للغايةِ حقًا! أنا البشعةُ هُنا يا حبيبي! لا أعلمْ كيفَ لنسختِي الثَمِلة أن تَكُن بذلكَ السوءِ والحُمقِ

حاولتُ التقاطَ أنفاسي الممَزَقة والتي تنذر بانهيارِ صرحِ الصمود:

«آسفة بعدد ندفات الثلوچ، آسفة بعدد قطرات الدموعِ التي ذرفتُها إثر ألمِ فراقِكَ.. آسفة بقدرِ ما سببتُه لقلبِكَ من توجُعٍ.. آسفة بعدد اللحظاتِ التي فضلتُ بها الموتُ على أن أكن قد جرحتُكَ بسفاهتي..  سأظلُّ أعتذرُ وأعتذرُ حتى آخر نفسٍ أستنشقُه! أعلمُ أنني آلمتُكَ كثيرًا يا حبيبي.. لكن أقسمُ لكَ أنني..»

استثنائيٌ كَدِيسَمبِر✓Where stories live. Discover now