إغواء قلب (مكتملة)

By mirakareem

1.1M 27K 2.1K

عذرآ ايها الرجل انا لست كماتظن فانا استطيع ان ارقص علي صخب قلبك بدلال مفرط يفقدك صوابك و يشعل حواسك بلهيب محر... More

مقدمة
الشخصيات
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الحادي عشر
الثاني عشر
الثالث عشر
الرابع عشر
الخامس عشر
السادس عشر
السابع عشر
الثامن عشر
التاسع عشر
اعتذار
الحادي والعشرون
الثاني والعشرون
الثالث والعشرون
الرابع والعشرون
الخامس والعشرون
السادس والعشرون
السابع والعشرون
الثامن والعشرون
التاسع والعشرون (ما قبل الأخير)
الفصل الأخير (الجزء الأول)
الفصل الأخير(الجزء الثاني)
رڤيو
رواية جديدة

العشرون

24K 712 50
By mirakareem

لملمت شتاتها وظلت تسير بأنتهيار تام تحاول ان تمنع تلك الصرخات الموجعة بداخلها
ولكن الى متي  فقد عزمت امرها وتوجهت الي منزله قاصدة الاقتصاص العادل منه فهو سبب كل شئ
بعد ساعة من السير على الاقدام  وصلت الي شقته الذي احضرها اليها سابقآ بأول لقاء دقت الباب بقوة  وهي تحاول ان تلتقط انفاسها  ليفتح لها  وهو يطالع هيأتها بصدمة فكانت ملابسها ممزقة وشعرها متناثر بفوضاوية اما عن وجهها فكان عليه اثار انامل طابعة علي بشرتها  بالأحمر القاني اثر صفعات احدهم 
تراجع  عدة خطوات للخلف وأسقط نفسه على الاريكة بتأثر ووضع رأسه بين يديه دون ان ينبت ببنت شفة يشعر بلخزي من فداحة افعاله

لتصيح هي به بأنهيار وبنبرة حزينة تقطع نياط القلب:
فتون: عملت كدة ليه حرام عليك دة انا اتحيلت عليك وانت وعدتني ليه يا أكمل كل الحقد دة ليه
ليهمهم هو بعد هطول عبراته بخزي :
-كنت فاهم غلط انو هو السبب في موت اختي يافتون

رددت قوله بضياع  وقهر من بين شقهاتها :
-أختك....... طب هي مامتت واترحمت ان يبقى ليها اخ زيك حقود انا ذنبي ايه تدمرني  وتذلني دة انا ركعت تحت رجلك وقولتلك متقولوش حقيقتي اترجيتك علشان متأذهوش تقوم تحرق قلبو وتظلمني حرام عليك عملتلك ايه علشان تبعني ل فهد انا قولتلك الف مرة انا مش رخيصة يا أكمل والله مش رخيصة ليه ....رد عليا ليه

زفر بضيق بعدما نهض وولاها ظهره فحديثها طعن بقلبه ليلعن غبائه وانتقامه الواهي الذي اطاح بكل من حوله ليهدر بندم :سامحيني يافتون انا كنت غبي ومش عارف هكفر عن اللي عملته ازاي بس اوعدك اني هعوضك
ردت بضياع وبعدم اتزان بعدما سحبت تلك السكين  الموضوع بطبق الفاكهة بأيدي مرتجفة واقتربت منه وهو يواليها ظهره : -انت فعلآ هتعوضني
ليلتفت بخفة تزامنآ مع طعنتها التي استقرت بصدره  لتصيح هي به بهستيرية : مفيش حاجة هتعوضني غير روحك ....روحك يا أكمل
تناوب نظراته بينها وبين السكين المغروس بصدره بألم ثم سقط بتهاون  طريح لأثارها حدث كل شئ في غمضة عين في اقل من ثانية بعد ما استجمعت كل ألمها وجمعت كل ما عانته ومرت به واوقعته  على عاتقه هو من أرغمها على كل شئ وعندما ابتسمت لها الحياة اخيرآ واهدها قلب ينبض لها تدخل هو ليحيل بينهم كسد منيع  ضحكات هستيرية انتابتها بعدما تداركت فعلتها الشنعاء وشهقة قوية صدرت منها من بين انفاسها المضطربة وهي تنفض السكين المدنث بدمائه بتقزز ثم جثت على ركبتيها بوهن بعدما هدئت ضحكاتها تدريجيآ وأستبدلتها بنحيب وعبرات منسابة دون انقطاع لم تكن ندمآ لا هو يستحق ذلك انما على حياتها البأساء التي اضنتها وأرهقت كل ذرة بها ليهمهم هو بصوت ضعيف يشوبه الألم وهو يحاول جاهدآ التقاط انفاسه الموجعة
أكمل : امشي يافتون  هزت رأسها بهستيرية وهي ترتجف ليستأنف بخفوت و بنبرة متألمة :
- امشي ....اسمعي الكلام
هزت رأسها بلا وعي ثم نهضت وهرولت للخارج هاربة ليتناول هو هاتفه من جيب بنطاله
ويطلب رقم هاشم ويخبره بأقتضاب وبحروف متقطة ان يحضر اليه ويتكتم على الأمر وذلك كان قبل سقوطه فاقد للوعي
--------------------------
ظل يسير بسيارته دون وجهة محددة لعدة ساعات حتي انه كاد ان يحدث أكثر من حادث بسبب انفعاله وقيادته  المتهورة ، يسترجع مرارآ وتكرارآ ذلك المشهد اللعين داخل رأسه وبعد ان سأم توجه الى  قصره وعند وصوله
تدلي من سيارته بخطوات متخازلة  وهو يشعر ان نيران عاتية تشتعل بجسده من جديد  توجه الى بركة السباحة ورمي بجسده داخلها بأندفاع  بملابسه ثم
حبس انفاسه تحت المياه  لعدة دقائق طويلة  وحين  شعر بلأختناق طفى مرة اخري على سطح الماء وهو يزفر الهواء بقوة بعدما جالت بخاطره تلك الومضة عن ذلك اليوم حين انتشلها  يوم الحفل من بركته ليلعن عبائه ويلعنها بعدما هئ له انها افتعلت ذلك ايضآ  وتعمدت خداعه ليأخذ نفس عميق من اعماقه الممزقة و يضرب المياه بقسوة ويسبح ذهابآ وايابآ دون انقطاع ولكن رغم انهماكه بلسباحة الا ان كلمات أكمل تترد بأذنه وذلك المشهد اللعين لها وهي برفقة ذلك السمج امام عينه
بعد وقت ليس بقليل وعندما شعر ان قواه قد خارت خرج من المسبح  وتوجه الى السلم المؤدي الى جناحه  مباشرتآ غير مكترث بلمياه المتساقطة منه ليستبدل ملابسه بأخري ويتستطح على فراشه بهوان وظل يحملق  بسقف غرفته بشرود و بملامح خالية من الحياه لتنسلت دمعة خائنة من عينه بحسرة بعد  ان شعر  قلبه يعتصر من الألم  الي ان طرقات قوية على الباب  و صياح امه الغاضب  اخرجه من شروده فذلك ما كان ينقصه الأن تنهد بسأم ومسح بطرف انامله  دمعته و أذن لها بلدخول بعدما اعتدل بجلسته لتندفع هي اليه بقوة وتتحدث بسخط:

هند: ممكن افهم ايه اللي بيحصل دة وايه الخبر الزفت اللي مالي الجرايد دة

عقد حاجبيه بعدم فهم وتسأل
صقر : خبر ايه؟؟

رفعت جانب فمها بأمتعاض ورمقته  بعدم رضا وناولته  الجريدة

ليغزو الشرار عينه وهو يطلع  الى ذلك الخبر المزعوم وتلك الصور التي تجمعه معها اثناء رحلتهم لتشتد قبضة يده على الجريدة حتي نفرت عروقه وهدر بحدة : -ابن ..... كل دة كان من تخطيطه من البداية وكان عامل حساب كل حاجة

هتفت هند بعصبية  : انت بتقول ايه انا مش فاهمة حاجة هو مين دة ؟

صقر بأنفعال: امي انا مش قادر اتكلم لو سمحتي سبيني لوحدي
هند بتصميم: مش همشي من هنا غير لماأعرف حكاية البنت دي ايه يا صقر
ومن امتي ليك في الكلام الفارغ دة
هتف هو بنفاذ صبر : امي لو سمحتي انا مش عيل صغير علشان تحاسبيني
هند بتهكم: يبقي علشان كدة سبت فدوة مش كدة  لتضيف بسخرية: -وياريتك سبتها علشان وحدة تستاهل دي بنت شوارع ومشيها بطال
اغمض عينه بقوة يحاول ان يتمالك نفسه امامها بعدما ذكرتها بلسوء وقد شعر بأن روحه  المعذبة تتألم من تلك الكلمات المسومة عنها ولكن هو لن يدع لقلبه اللعين ان يغلبه مرة أخري فكفي فهو عزم امره ان يسترجع ما كان عليه سابقآ  ويمحوها من ذاكرته كأنها لم تكن ليهتف بحزم :
الموضوع خلص يا أمي وياريت متفتحهوش تاني معايا وبعدين انا راجل والكلام المكتوب دة ميأثرش عليا
هند بعصبية : انت لازم تنزل تكذيب وتقفل الجرنال دة
حانت منه بسمة هازئة واسترسل بخزي 
-مقدرش اعمل كدة
هند : انا مش مصدقة ازاي وصل بيك الأستهتار  لكدة انت اتغيرت كتير
ارتمي من جديد على فراشه  ووضع  ساعده  يخفي  عينه وهمهم بضيق لكي ينهي الحديث : امي لو سمحتي انا تعبان وعايز انام
زفرت هي بقوة وتركته وخرجت ليشرد هو من جديد بكل ما ولى عليه
-------------------------
في صباح اليوم التالي كانت تتناول فطورها بتعجل شديد قاصدة الخروج قبل مصادفة خالتها فهي لا تريد ان تتواجه معها من جديد
وقبل ان تنتهي شاركها الفطور محمد العزازي عم صقر وعلى وجهه ابتسامة حنونة نابعة من طيبة قلبه ليهتف :
- صباح الخير اخبارك ايه يافدوة
ابتسمت هي بأشراقة وردت: انا تمام يا عمو طمني عليك صحتك عاملة ايه ؟
محمد: الحمد لله على كل شئ و كفاية اني وسطكم ولو مت مش هبقي لوحدي
فدوة: بعد الشر عليك ياعمو ربنا يخليك لينا انشاء الله الدكتور اللي في المانيا يرد على صقر وتسافر وتعمل العملية وتبقي زي الفل
ابتسم هو بحزن واجابها بقلة حيلة : يا بنتي محدش بياخد اكتر من عمره 
فدوة: ياعمو خلي عندك أمل وبعدين الطب كل يوم بيطور
محمد : ياريت يابنتي دة انا كان نفسي ربنا يمد فى عمري  علشان اشوف عيالك انتي وصقر قبل ما أقابل رب كريم بس يظهر مليش نصيب
فركت يدها بتوتر واجابته وهي مطرقة الرأس: كل شئ نصيب ياعمو وانا وصقر مكناش ولا هنكون غير اخوات وبس
لتقترب برأسها منه وتخبره بخفوت بعدما أمنت محيطهم وتأكدت ان لا أحد يستمع لهم  : كلام في سرك ياعمو صقر بيحب وانا حاسة انها هي كمان بتحبه ورغم انو قال ان الحكاية خلصت قبل ما تبتدي بس انا حسة انها عمرها ما هتخلص كدة  لتستند على مقعدها من جديد وتقول بضيق:حتي لو كان أكمل السبب في كل حاجة دة ميمنعش ان صقر حبها
هز محمد رأسه بعدم اقتناع وهتف بثقة بعدما استمع لحديثها  : معتقدش يا بنتي بعد اللي اتنشر في الجرايد ،  دي هند كانت شبه المجانين امبارح بليل لما شافت الخبر عقدت حاجبيها بعدم فهم وهتفت مستفهمة : خبر ايه ياعمو ؟
سحب محمد الجريدة وأشار اليها بيده على الخبر المزعوم لتنتفض بقوة وهي تلعن أكمل فمن المؤكد انه هو من وراء ذلك ايضآ لتستأذن  منه بأدب وتخرج بتعجل قاصدة ايلام أكمل على فعلته
-----------------------
في مشفي الجارحي
وقف هو بتعب وعيون غائمة امام  غرفة العناية المشددة يتطلع من الواجهة الزجاجية على صديقه وهو ملقي بداخلها كاجثة هامدة لا يشئ يدل على حياته سوي جهاز ضربات القلب المتصل بجسده  فبعد  ان هاتفه بلأمس ذهب اليه بسرعة  فائقة وبرفقته سيارة الأسعاف الخاصة بمشفاه وعند وصوله وجده في حالة لا يرثي لها فقد نزف الكثير من الدماء  وبعد اسعافه ونقله الى المشفي  اجري له عملية جراحية دقيقة و حمد ربه وقتها ان تلك الطعنة الغادرة لم تصيب صديقه بضرر بالغ فهي ادت الى تهتك بسيط بلرئة، تنهد بعمق بعدما شعر بتلك الأنامل الأنثاوية الرقيقة تربت على كتفه
التفت بخفة لها ونظر لغابات الزيتون خاصتها بهدوء لتحمحم هي قاصدة التهوين عنه بعد قرارها ان  تترك كل ما حدث بينهم جانبآ الأن فهيأته ارجفت قلبها  ومن المخزي ان تتركه دون ان تواسيه   :
- انشاء الله هيبقي كويس خليك متفائل
ابتسم بحزن وبعيون غائمة وهمهم بتقطع :  خايف يموت يامي
ويسبني انا مش قادر اتخيل هعمل ايه لو دة حصل

هتفت هي لتبث به الأمل : متقلقش يا هاشم انت دكتور  ومفروض تبقى متماسك أكتر من كدة علشان انت عارف كل الأحتمالات الواردة  انشاء الله هيفوق ويبقي كويس
هاشم بتمني : يارب يا مي انا مبقليش غيره تنهدت بضيق من كلماته التي اثرت بها لكنها تجاهلت الأمر  وسحبته برفق من يده وهي ترجوه : تعالى هوصلك مكتبك ريح شوية وهطلبلك حاجة تاكلها انت من امبارح وانت على الحال دة
نظر لتشابك يدها بخاصته بهدوء ثم لاحت منه بسمة باهتة وانصاع لها
وعند وصولهم مكتبه جلس بأرهاق على الأريكة التي تقبع بزاوية من زوايا غرفة مكتبه اما هي اتجهت الى الهاتف وطلبت له الطعام ثم وقفت امامه واخبرته بثبات وهي تضع يدها بردائها الأبيض: الأكل ربع ساعة  ويوصل حاول تغمض عينك شويةو انا هروح اشوف شغلي رفع عينه لها وقام بمد يده لها يناجيها بنظراته ان لا تتركه بمفرده لتخرج هي يدها ببطئ وتضعها بين يده ، سحبها برفق وأجلسها بجانبه وحمحم بنبرة حزينة وبمشاعر متلهفة ارهقها الأحتياج :
- احضنيني يامي
لم تتردد ثانية واحدة فنبرته تلك اصابت اوتار قلبها واشعرتها بمدي حاجته لها  لتحتضنه بكل قوتها دافنة رأسه بصدرها بحنان مبالغ به فهي ايضآ بحاجة لقربه وربما ذلك يكون العناق الأخير  ،اخذت تمرر يدها بين خصلاته برفق وان شعرت بأنفاسه المتقطعة المكتومة  ادركت انه يجاهد ان لا يشعرها ببكائه  رتبت هي على ظهره بعدما وضعت قبلة حنونة على رأسه وشددت أكثر من احتضانه  لعدة دقائق اخري دون حديث حتي لا تشعره بلحرج  ليهمهم هو  بعد عدة دقائق بهم وبنبرة متحشرجة : انا تعبان يامي وحاسس اني لوحدي
قطعت هي عناقهم  واحتضنت وجهه براحتها وأخبرته بحنان : -انت مش لوحدك ياهاشم كلنا جنبك
جالت عينه على وجهها بعشق وبنظرات شغوفة ، لتسري قشعريرة لذيذة بها وهي تلتقط نظراته التي ذكرتها بسابق عهده ليتنهد هو بأشتياق تام ويلتفت بخفة و يقبل باطن يدها
أبتسمت هي برقة بعدما تراقصت دقات قلبها من فعلته وهتفت  : -انت أقوى من كدة ياهاشم علشان خاطري اتماسك وانشاء الله خير
صدقني أكمل مش هيستسلم بسهولة دي، أقترب  بهدوء  وأستند على جبهتها بخاصته وهمهم بعدما مسح وجهه بيده يزيل أثر دمعاته :

- انا كنت بستمد  قوتي منك  يامي ومن حبي ليكي لكن دلوقتي انا حاسس اني ضايع 

لتسترسل هي بنبرةمرتعشة وانفاس متهدجة من تأثيره عليها   وهي تحاول جاهدة التغاضي عن انفاسه الحارة التي تداعب حواسها وتشعرها بتفاقم  رغبتها به :

-انت اللي اخترت البعد مش أنا
ووهمت نفسك ان دة الصح
أغمض عينه بقوة يحاول رباط جأشه من جديد ويكبح رغبته الملحة بلتمادي معها   وهتف وهو يعتدل بجلسته ويفض ذلك القرب الذي يصعب عليه الأمر :

-انتي ازاي عندك الثقة دي انو هيبقي كويس
استغربت هي من ردة فعله وابتعاده عنها لكنها تغاضت عن الأمر وادركت انه كان مشوش ليس أكثر لترد عليه بدهاء انثوي:
-علشان أكمل شرير والأشرار ما بيموتوش بسهولة كدة
حانت منه بسمة هادئة واخبرها بجدية مبالغ بها   : متقوليش عليه كدة أكمل صاحب جدع و انا مبقليش غيره  زفرت هي بغيظ  وتراجعت قليلآ للخلف بخيبة أمل  فمن المؤكد انه يريد ان يجرحها من جديد بمقصده فتلك المرة الثانية التي يؤكد حديثه لها وكأنه يذكرها انه محى  اي اثر لها بحياته
لتهمهم بنبرة ساخرة وهي تدعي الثبات: ونيرة خطيبتك نسيتها وقورطة العيال اللي هتجبهم منها  راحو فين ... خليك متفائل لسة الحياه قدامك يا دكتور
اعتدل بجلسته وأخذ يدلك رقبته   كعادته عندما يتوتر ثم اجابها : -منستهاش أكيد ..بس أكمل عشرة عمري
ابتسمت ساخرة من اجابته
لتغير مجري الحديث بعدما استعادت القليل من كبريائها فهي لن تزيدها على نفسها وتعاتبه من جديد ويخزلها : انت ليه مبلغتش البوليس عن اللي حصل

هز رأسه بنفي قاطع واجابها : دي كانت رغبة أكمل لما كلمني واستنجد بيا ومعرفش السبب

تسألت مي : تفتكر مين ممكن يعمل كدة ؟

هاشم: انا لما روحتلو كل حاجة في الشقة زي ما هي مستحيل يبقي حرامي

عقبت هي على حديثه بشك: مش عارفة ليه حاسة ان وحدة هي اللي عملت كدة

دلك رقبته بهدوء وهدر :
- انا برضو شكيت في كدة بس مين دي اللي بلجبروت دة وتبقي عايزة تقتل أكمل الصرفي

اجابته هي بنبرة متهكمة : ابقى اسأل الشرير بتاعك لما يفوق لتنهض عازمة الخروج وقبل ان تمد يدها تفتح الباب استوقفها هو وقبض على ذراعها برفق وقال
بنبرةأسفة  :  انا مدين ليكي بأعتذار عن اللي حصل عند مامتك بس اوعدك مش هتتكرر تاني قلبت عيناها بسأم فاهو من جديد يتعمد ان يشعرها بندمه من مجرد تلامسهم مرة أخري لتهمهم هي بثبات: اعتذارك مش هيغير حاجة يا هاشم

وأضافت بثبات وبنبرة واثقة وهي تتلاشي انهيارها من الداخل  :وانا متأكدة انو مش هيتكرر تاني عن اذنك لازم اشوف شغلي

ترك يدها وقد احتل الحزن ملامحه من جديد وأطرق برأسه بلأرض ولا يعرف بماذا يجيبها ولكنها لم تكترث لهيأته وأنسحبت بهدوء وهي تشعر ان ما نوته سابقآ كان الصواب ولا سبيل للرجعة فيه
-----------------------
بعد ان يأست من البحث عنه توجهت الى جاسم ذراعه اليمين واقسمت انه ان لن يخبرها بمكانه ستفعل ما يحمد عقباه لينصاع اليها لمعرفته تمام المعرفة بمكانتها عند رب عمله
وعند علمها بشأن اصابته وقبوعه بلمشفي لم تشعر بنفسها الا وهي تسوق بسرعة فائقة الي هناك فهي شعرت ان قلبها انشطر نصفين من القلق تعلم انها مخطئة بذهابها اليه لكن قلبها اللعين مازال ينبض له رغم كل ما حدث ورغم محاولاتها الشتي بأدعائها عدم ذلك الا انها كانت تجاهد رغباتها فبعد فعلته السابقة لا شئ يستطيع تعويضها عن ما شعرت به عندما هجرها دون ادني سبب
عند وصولها اندفعت بقوة الى الداخل وظلت تقطع الطرقات بذعر ودمعات منسابة دون انقطاع
وعند سؤال موظفة الأستقبال علمت بتواجده بلعناية المشددة
فتوجهت مهرولة الي هناك لتصادف مي بلممر لتندفع اليها وتهتف بنحيب وبقلب يعتصره الألم 
فدوة: هو فين يامي حصله ايه ردي عليا ليه ما قولتليش ليه ؟
احتضنتها مي وأخذت تطمأنها بحنان : اهدي يا فدوة هو هيبقي كويس هو في العناية ولسة مفاقش

فدوة بعدم تصديق : لأ انتي بتكدبي عليا انا مش مصدقاكي
انا عايزة اشوفه

مي: هخليكي تشوفيه علشان تطمني

هزت رأسها بعدم اتزن بعد ان خرجت من احضانها وتوسلتها بعيناها ، لتصحبها مي الى هناك
وبعد تعقيمها دخلت اليه وعند رؤيته كتمت شهقاتها بيدها فكانت هيأته مزرية كان غائب عن الوعي و وجهه شاحب كالموتي وخراطيم الهواء والأسلاك الطبية متصلة بكامل جسده اما عن مكان الطعن فكان الشاش واللاصق الطبي يغطي كامل صدره بشكل يقشعر الأبدان
زاد نحيبها وهي تقترب بخطوات حثيثة منه وتمسكت بيده  المتراخية بقوة وأخبرته بأنفاس مختنقة اثر بكائها :
-متعملش فيا كدة فوق يا أكمل ....علشان خاطري .......انا  مقدرتش اسامحك ولا أغفرلك بس عمري ما اتمنيت موتك كفاية عليا اني احس انك بتتنفس وعايش حتي لو مش هقدر أكون معاك  .....لتضيف بتقطع وبأنفاس مضطربة بعدما رفعت كفه  واحتضنته بحنان: قوم يا أكمل انا عارفاك قوي وهتتحمل مش أكمل الصرفي اللي ضربة  زي دي توقعه وعندها شعرت بتحرك انامله بين راحتها لتتفض بقوة وصاحت بلهفة :

- أكمل انت سامعني مش كدة
أكمل رد عليا علشان خاطري ظلت تناجيه لكن دون جدوى لتندفع اليها مي وتخبرها برسمية : يلا يافدوة الله يخليكي وجودك هنا غلط كفاية اني طاوعتك وخليتك شفتيه
هزت رأسها برفض قاطع وتمتمت بهستيرية : حرك ايده  انا حسيت بيه
اجابتها مي بعملية : دة رد فعل عادي وبيحصل
امأت لها بخيبة أمل ونظرت له نظرة طويلة تحمل الكثير بطياتها ثم خرجت وعيناها متعلقة به لتتبعها مي وترافقها الى غرفة مكتبها
---------------------------
اما عنها تلك التي اضنتها الحياه
ظلت ملازمة الفراش كاجثة هامدة دون حراك  منذ ما حدث فبعد فعلتها ظلت تسير دون وجهة محددة لا تعلم الي اين تذهب لتحتمي من بطش الحياه و حين خطر ببالها منزل تلك السيدة الحنونةذهبت اليها بتلصص دون ان يراها أحد وعند طرقها لبابها لم تشعر بشئ الا في اليوم التالي
دخلت اليها أحسان بخطوات حثيثة وهي تحمل بيدها صنية محملة بلطعام وترجتها بهدوء :
-قومي يافتون يا بنتي الله يخليكي كلي لقمة

تطلعت اليها فتون بعيون يكسوها الحمرة و منتفخة من كثرة البكاء دون ان تنبس ببنت شفة لتعيد أحسان رجائها : يابنتي علشان خاطر ربنا اتكلمي وريحي قلبي
اغمضت عيناها من جديد و أجهشت بلبكاء لتربت احسان على ظهرها بحنان وتحسها على الحديث :احكيلي يا بنتي وخففي حمولة قلبك فضفضي يمكن ترتاحي دة انا من ساعت مشفتك امبارح مرمية قدام الباب ودماغي بتودي وتجيب ايه اللي حصل احكيلي
اجابتها بأنفاس متقطعة من بين شهقاتها : هحكيلك يا ست احسان بس اوعديني متتخليش عني  وتظلميني زي ما كلهم عملو معايا
هزت احسان رأسها بنفي قاطع واجابتها بثقة: ربنا يعلم معزتك عندي انا بعتبرك بنتي اللي مخلفتهاش ومستحيل هظلمك اتكلمي ومتخافيش
امأت لها بأمتنان وأخذت تقص عليها كل ما حدث
-----------------------
استندت برأسها على ظهر الأريكة وظلت تزرف الدموع دون انقطاع لتباغتها مي بحدة بسؤالها  بعدما شعرت بلضيق من انهيارها:
-بتعيطي ليه بكرة يبقي زي القرد وبعدين فين كلامك عن انه حكايته خلصت وانو لو أخر راجل في الدنيا مش هترجعيلو انتي رجعتي في كلامك ولا ايه؟؟
مسحت فدوة دمعاتها بظهر يدها واخبرتها بنبرة حزينة مختنقة : لأ مرجعتش في كلامي وعمري ما هرجع....... بس انا مش عيزاه يموت يامي مش هتحمل فكرة انو مش موجود حواليا.... رغم اللي عملو زمان فيا بس معرفتش اكرهه غصب عني يا مي حسي بيا
تنهدت مي بضيق وجلست بجانبها وهي تربت على ساقيها بمواساه: انا حسة بيكي يا فدوة بس صدقيني أكمل ميستهلش حبك ولا يستاهل تتحدي الدنيا علشان ترجعيلو تاني انتي نسيتي صقر عمره ما هيسمح بكدة
اجابتها هي بنبرة متألمة ودمعات فشلت في كبحها :
- انا .....أكتر حد يعرف أكمل هو مش بلسوء اللي انتي متخيلاه   أكمل زي الطفل الصغير يا مي مبيعرفش يعبر عن اللى جواه وديمآ بيحاول يظهر عكسه ،علشان يثبت لنفسه انه قوي .... انا مش بدافع عنه انا بس عايزاكي متظلمهوش

هدرت مي بحدة و بأندفاع كعادتها  : والله كل دة ومش بتدافعي عنه وبعدين مظلمهوش بأمارة ايه دة ندل يا فدوة انتي نسيتي اللي عمله فيكي فوقي يافدوة وبلاش تضعفي من تاني
انتي خدتي قرارك وخلاص متخليش اللي حصله يأثر عليكي وبعدين ليه مسألتيش نفسك مين اللي عمل فيه كدة كل العلامات بتقول انها وحدة اللي حاولت تقتله والأغرب انو قال لهاشم وهو بيستنجد بيه متبلغش تفتكري ليه ؟
وايه اللي ممكن يكون عمله فيها علشان تقرر تقتله
امأت لها فدوة  بضياع  وهمهمت :
-انا عمري مانسيت ومتخافيش انا مش هرجع في قراري انا بس هطمن عليه علشان ابقى ريحت قلبي وحتي لو وحدة اللي عملت كدة فيه مش هيفرق معايا  ما أنا بسمع عن علاقاته الكتير ومبقاش يأثر فيا متقلقيش يا مي انا مش هذل نفسي ليه تاني ومفيش حاجة هتعوضني كسرته ليا امأت لها مي واحتضنتها فهي تشعر بها وتتفهم موقفها وتعلم انها مازالت تحبه وتشعر بمقاومتها لنفسها لكن لن تدعها تضعف مرة اخري وتخضع له فهو لن يستحقها
فهي تؤيد وبشدة قرار سفر صديقتها  فهي تستحق ان تبني حياه جديدة خالية من كل شئ
تنهدت  مي بضيق وتمتمت بخفوت لم تلتقطه فدوة :على الأقل انتي لما تسافري مفيش حاجة هتفكرك بلي هنا لكن أنا هاخد حتة منه معايا وهتفكرني بيه لتتحسس بطنها برفق وتلوح بسمة حانية مميزة على ثغرها
---------------------
في شركة العزازي
كان يجلس هو منهمك في عمله بعد ان أقسم انه يستعيد ما كان عليه ويمحوها من ذاكرته كأنها لم تكن
دخل عليه أكرم وملامح الضيق ظاهرة على وجهه لينتبه له الأخر ويسأله : مالك يا أكرم
زاغت نظرات أكرم وتلعثم لم يعرف من اين يبدء الحديث:
-أكمل الصرفي حد حاول يموته وفي المستشفي
لوهلة احتل الضيق ملامحه وشعر بلحزن لكنه التزم بثباته وتسأل  :
-حالته ايه  ؟؟
أكرم : مش عارف بس هو في العناية
استند صقر على مقعده وأستأنف :
-متعرفش مين اللي عمل كدة فيه ؟
مرر  أكرم يده بخصلاته وأجابه بتردد :
-بيقولو وحدة هي اللي ضربته بس 
اللي استغربتو أنهم مبلغوش

عقد حاجبيه بتفكير واشعل سيجاره بخفة وهدر :  مين اللي قالك على كل دة طالما هما مبلغوش

أكرم: هاشم اتصل بيا وحكالي وطلب مني ابلغ مامت أكمل واوديها المستشفي علشان تطمن عليه امأ له  صقر بتفهم وهتف بصرامة :
-روح يا أكرم وابقي طمني من هناك عليه
ابتسم أكرم بمغزى وقال  : رغم كل اللي عمله فيك  قلقان عليه انت غريب اوي يا صقر انا مش فاهمك

اجابه صقر بعقلانيةونبرة واثقة : الندل دة في يوم من الأيام كنت انا وهو أكتر من الأخوات ومينفعش اشمت فيه يا أكرم  ولا اتمني موته لو اني كنت ناوي احاسبه على اللي عمله   بس كفاية عقاب ربنا عليه واللي حصله بس دة مش معناه اني سامحته ونسيت اللي حصل
أكرم :  انا محظوظ ان ليا صاحب زيك
صقر بجدية : طب يلا روح علشان متتأخرش امأ له وانصرف بتعجل
ليشرد صقر في أثره ويهمهم لنفسه : كفاية عليا انو هيعيش عمره كله ندمان على اللي عمله
طرقات منتظمة على باب مكتبه اخرجته من شروده ليأذن للطارق بلدخول ويستأنف مراجعة عمله ليتقدم منه رجل في العقد الخامس من عمره ويدعى محمود  ليحمحم محمود بحرج:ممكن اخد من وقتك دقيقة يا صقر بيه
رفع صقر عينه من على الورق وابتسم بهدوء وقال: تعالى يا عم محمود فينك ياراجل ياطيب كدة تحرمني من قهوتك

محمود : لموأخذة يابيه كنت تعبان شوية وراقد بقالي كام يوم

صقر: ولا يهمك انت أحسن دلوقتي
امأ له واخبره بأمتنان : أحسن يا بيه ربنا يخليك لينا ليتحمحم من جديد بتردد

ليخبره صقر بجدية بعدما لاحظ تردده :  عايز تقول حاجة قولها ياعم محمود متتردتش

محمود:ايوة يابيه  في حاجة معايا تخصك.. ورقة ولازم اديهالك لقيتها وانا بروق المكتب من كذا يوم وبصراحة خوفت اسيبها توقع في ايد اي حد غيرك وسامحني يابيه والله لولا رقدتي وتعبي كنت جبتهالك علطول

عقد حاجبيه بأستغراب وهتف :

-ورقة ايه ياعم محمود.....
--------------------
وحشتوني جدآ😍
وشكرآ كتير لكل اللي فرحني و سأل عليا ❤❤
ڤوت بقي متنسوش ياقمرات 🥰🥰

Continue Reading

You'll Also Like

14.1M 307K 79
هي روح متمرده ،،،تأبي اللين ،،،،تعتذ بكرامتها لابعد الحدود ،،،، وهو لااحد يرد كلمته ،،،الجميع يهابه ،،،،،،بين ليله وضحاها ،،،،انهارت كل احلامها ،،،...
17.7M 1.5M 89
قوارير جمعهم القدر في رواية واحدة .. لكن لكل قارورة قصة مختلفة .. رواية اجتماعية .. رومانسية ..
19.7K 1.4K 44
مثل الشيطان بأفكاره الشريرة وكل ملاك بملامح وجهي يفعل المستحيل ليحصل على ما يريد ويعامل كل الناس بطريقة غريبة. ماذا وراء هذا الشخص؟ هل سيكسر قلب أحد...
1.6M 79.9K 43
ووكعني حيل.صرت ابجي بهستريا.واكول ارحمني. آصف.. كافي. انت تضلمني. هو واكف.... وكال اني شسوي هسة يالله شسوي.اذبحج واخلص من شرج.. اكتلج هنا. جان يحجي...