السادس والعشرون

28.1K 791 68
                                    

بعد انصراف عمه وتركه لها بحجة انها تستريح قليلآ اتجهت الى الحمام لتأخذ حمامآ دافئ لعله يريحها قليلآ ويفك من تشنج عضلات ضهرها
وبعد وقت ليس بقليل خرجت وهي تلف جسدها الضئيل بأحدى المناشف القاتمة العريضة الخاصة به وبعد ان جففت خصلاتها رفعتهم بفوضاوية على هيئة كعكة مبعثرة وقبل خروجها من باب الحمام مدت رأسها بتوجس وهي تجول المكان بعيناها ،وعند تأكدها انها بمفردها خرجت بخطوات مسرعة الى غرفة ملابسه وهي تنوي ان تستعير منها
وعند وصولها الى هناك ظلت تشاهد ملابسه بأنبهار تام وعندما وجدت انينة عطره تعتلى المنضدة تهللت اساريرها ودون ادني تفكير تناولتها وظلت تستنشقها بأنتشاء تام لتنثر القليل منها على راحتها ثم تضمها الي صدرها بتنهديدة عميقة تحمل بطياتها الكثير من المشاعر ولكن عندما تذكرت كلماته الطاعنة بلأمس انكمشت معالم وجهها بضيق واقنعت ذاتها انها لن تبذل اي جهد بعد لتثبت له اي شئ فليظن بها كيفما شاء ،فهي قد تعدت أقصي مراحل اليأس وبعد موقف أمه العدائي نحوها تأكدت انها لا تنتمي الى هنا ،وانه سيصدق بحديثه وينفصل عنها بعد ان يرمم سمعته ، وضعت انينة العطر من جديد أعلى المنضدة بعدما انتابها الضيق وتسللت دمعاتها من جديد، وتوجهت الى ملابسه البيتية لتنتقي منها ما يناسبها

في تلك الأثناء كان يدخل الى الغرفة بملامح قاتمة لاتعبر عن شئ وحين جال المكان بعينه لم يجدها انتابه القلق ولكن عندما تناهى لمسامعه صوت شهقات خفيضة تأتي من غرفة ملابسه عرف مكانها ليتوجه الى هناك بخطوات ثابتة، وعندما وصل الى باب الغرفة تجمدت كل حواسه من هيأتها فكانت تلتف بمنشفته السوداء بأحكام مهلك يحدد بروز منحنياتها بشكل مثير، وما لفت نظره حقآ هو نصاعت بشرتها المتشربة بحمرة مغرية للغاية، وما ذاد الأمر سوءآ عليه هو ظهور جزء كبير من نحرها أمامه بشكل مهلك لرجولته، وعندما نظر لوجهها المتصبغ بلحمرة أثر بكائها انتابه مشاعر متضاربة نحوها،نفض أفكاره العابثة بعيدآ واستعاد ثباته فهو ليس بهذا الضعف وسيقاوم أغرائها مهما كلفه الأمر ليهتف بصوت رخيم يخفي خلفه الكثير:

-بتعملي ايه عندك ؟؟

شهقت هي بقوة والتفتت بذعر وهي تتمسك بمقدمة المنشفة وهمهمت بخجل وهي تطرق رأسها بلأرض وتحاول جاهدة تحاشي النظر اليه :
-أسفة كنت عايزة حاجة البسها

تصنع هو البرود وهدر بحدة لم يتقصدها :

- مبحبش حد يلمس حاجتي، أخر مرة تدخلي هنا

أمأت له بأنكسار والتفتت لتغادر وإن تخطته نظر هو لظهرها بملامح خالية من اي تعابير ليباغتها بحدة وهو يقترب منها :
-استني عندك
توقفت هي ولكن لم تستدير له لتشعر بعدها بسخونة أنفاسه تلفح أسفل رأسها ،أغمضت عيناها بقوة ثم أنتابتها رجفة قوية عندما شعرت بملمس كفة الدافئ على بشرة ظهرها الباردة لتتعالي انفاسها بتأثر، وعندما تتحسس هو تلك الكدمة بظهرها تأوهت بألم وانكمشت ملامح وجهها دون قصد والتفتت لتواجهه لكن لم تجرأ على رفع نظراتها له

إغواء قلب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن