الفصل التاسع

25.6K 710 33
                                    

في تلك المدينة الصاخبة التي تشع بلضجيج وخاصتآ في ذلك المطعم الراقي الذي تقصد حجزه بأكمله لاقامة اجتماعه به جلس هو بشموخه ورسميته المعتادة  مرتدي حلته السوداء التي ذادت طلته ثقة ووقار بأسفلها قميص ابيض يبرز قسمات جسده بحرفة مهلكة 
  ظل ينظر الى ساعة يده كل دقيقة يعلم انه حضر باكرآ عن الموعد ولكن ظل ينتظر مرور الدقائق بفارغ الصبر فهو يتوق لرؤيتها بذلك الثوب الذي انتقاه لها بعد عناء ليناسبها وأصر ان يكون ذو مواصفات خاصة حتي لايلفت الانظار لها ,حانت منه بسمة هازئة على تفكيره بها يستغرب تصرفاته المتناقضة فاهو لأول مرة   يشعر ان بداخله  حرب ضارية بين متطلبات قلبه وقرارات عقله احتبست انفاسه بصدره بعدما سقطت عينه عليها بذلك الثوب اللعين الذي توهم له انه لا يلفت الانظار  وما زادها الا فتنة فهو يحتضن جسدها الممشوق بشكل يخطف الانفاس  وما ذاد تشتته أكثر هو رفعها لخصلاتها على هيئة ذيل حصان ليكشف عن  عنقها بشكل مغري  للغاية لوهلة شعر انه متيم بها ويريد دفن رأسه بثنايا عنقها ولكنه  كعادته نفض افكاره بعيدآ  واخذ يمرر يده على ذقنه برزانة ورمقها بثبات حاول ان يتقنه وهتف:
- اتأخرتي ليه
ابتسمت هي بهدوء وهي تشير لساعة يدها :
-متأخرتش دي لسة سبعة الا عشر دقايق
تنهد وازاح رأسه عنها ببرود
لتشاكسه هي : على فكرة شكلك مش حلو
عقد حاجبيه بدهشة لتستأنف هي :
-قصدي ..وانت مكشر
استمر على ثباته دون رد
لتتنهد هي بيأس وقالت :
-  على العموم شكرآ على الفستان ذوقك حلو اوي 
شملها بنظراته وأكتفي بهز رأسه بتفهم وهو يحسها على الجلوس لتنصاع له دون حديث
  وان كاد ان يبادر هو بلحديث استوقفه وصول أعضاء اجتماعه المنشود  استقبلهم  برحابة واهتمام وشاركته هي الترحاب  بهم  برسمية فكانو ثلاث اشخاص من بينهم مترجم لهم فهم لا يتحدثون سوي الانجليزية
ليتحدث احدهم ويدعي مارك :
We were pleased to meet with you as you seem to say about you and is committed to respecting deadlines
(لقد اسعدنا ان نجتمع معك فيبدو انه كما يقال عنك انك ملتزم وتحترم المواعيد
اجاب صقر بأمتنان وعمليةوهو يأشر للمترجم انه من سيقود الحديث  :Pleasure and honor for me to be with my company Ntaono
( من دواعي سروري ويكون شرف لي ان تتعاونو مع شركتي )
ليستأنف الاخر ويدعي ستيف وهو يرمق فتون بأعجاب Your wife and beautiful suits you
(زوجتك جميلة وتلائمك)ابتسم  هو دون وعي ورمقها بمشاعر متضاربة لا يعلم ماهيتها وهي تفرك يدها  وتستمع لحديثهم بأهتمام ليتحمحم ويستأنف:It's not my wife only assistant
(ليست زوجتي انها فقط مساعدتي)
ليضحك ستيف ويخبره بدعابة:  Sorry but your looks so excited me so that I almost called the Vatnh sqr
(عذرآ لكن نظراتك اشعرتني بذلك حتي كدت ان اطلق عليها فاتنة صقر)
تشابكت نظراتهم لثواني معدودة بمشاعر متخبطة بعدما تفوه ستيف بذلك اللقب ليحمحم صقر وهو يحاول ان لا يتخلي عن رسميته :Be better to talk about the work so as not to waste time 
(يكون من الافضل ان نتحدث بخصوص العمل حتي لا نهدر وقتنا ) رمقته بغيظ بعدما تفهمت حديثه  لتزيح برأسها وهي تتمتم بخفوت من بين اسنانها
فتون: مغرور اوي. والله ستيف دة بيفهم عنه لتتسع عيناها بمفاجأة عندما وقعت عينها على ذلك البغيض خاصة الصباح يتقدم منهم ويغمز لها بوقاحة تأفأفت بضيق  وعدلت جلستها تتابع ترتيب الاوراق خاصة الاجتماع
ليقاطعهم وصوله الى طاولتهم فهو يكون الطرف الثالث
بأجتماعهم  ليعتذر بلباقة عكس طباعه الفذة،وجلس بجواره
تنهدت هي وقلبت عيناها بسأم وهي تلعنه بسرها بعدما شعرت انه تعمد الألتزاق بجانبهاوبعد بعض الوقت 
ظلو يتناقشو ويتبادلون اطراف الحديث بعملية حتي انتهي اجتماعهم  الذي لم يخلو من تراشق النظرات الحادة بين صقر وفهد ليتحدث فهد بغلظة وهو يرمق صقر بخبث
فهد: لازم نشرب toast  احتفالآ بلمتنة الحلوة لم ينتظر رد احد واشار للنادل بأحضار الخمر تجهمت ملامح صقر  من فذاذته وطلبه الغير مستحب بلنسبة له فهو لا يحتسي المشروب بتاتآ تحمحم بحرج والنادل يسكب له المشروب
صقر: انا مبشربش
ابتسم فهد بخبث بين واردف:
-معقولة برضو مش هترحب بضيوفك عيب يا صقر بيه دى عندهم اسمها قلة تقدير هو انا اللي هقولك.... ابتسم له بأقتضاب فهو يتعمد ان يشعره بلحرج  امامهم ومسك كأسه وارتشف منه رشفة واحدة،  ليتحدث بنبرة أمرة للنادل الذي يتوجه نحوها  وكاد ان يسكب لها
صقر: هي مش هتشرب هاتلها عصير
ابتسمت له بأمتنان انه تدارك الموقف دون حرج.  اماء لها ببرود وباشر الحديث مع البقية .... الا ان استغل فهد انشغال صقر بلحديث  ليميل برأسه يهمس لها :
- مش هعدي اللي عملتيه الصبح
رفعت فتون حاجبها بتذمر وهدرت بخفوت حتي لاتلفت النظر لحديثهم الجانبي:
-تستاهل علشان تحرم تتمادي مع حد
ابتسم فهد بخبث وهدر بخفوت مشابه :
-طب ايه رأيك لو مقومتيش رقصتي معايا  وهوريكي بقي التمادي بيبقي ازاي يا قطة ابتلعت ريقها بتوتر وهي تلاحظ عيون صقر تتابعهم بأهتمام ليتحدث صقر بحدة ل فهد :لو في حاجة عايز تستفسر عليها اسألني احسن ...ابتسم الاخر بمكر واضاف بنبرة عابثة :
- لا انا كنت بقول نقوم نرقص رفق قوله بفعله ان نهض وهو يغلق ازرار حلته ومد لها يده لتشاركه الرقص تبادلت النظرات بينهم بضياع  تنتظر ان يعترض لكن نظراته كانت مبهمة لم تتفهم منها شئ، شهقت بخفوت بعدما جذبها فهد برفق لمستواه وهمس من بين اسنانه:
- عيب لما تكسفيني قدامهم هزت رأسها بأنصياع قاصدة لفت انتباه ذلك المغرور الذي يتجاهلها توجهت معه الي حلبة الرقص تاركين خلفهم صقر الذي يجاهد على ثباته وابتسامته المجاملة وهو يطالعهم يتمايلون على انغام تلك الموسيقي الهادئة
احتضن خصرها بحميمية غير عابئ بتأفأها وامتعاض وجهها وهتف
فهد: اضحكي عيب بيتفرجو علينا ما تبوظيش برستيچي قدامهم
لتبتسم  فتون بأصفرار وتهدر بجوار اذنه بشراسة:
- ابعد شوية احسن تلاقي ضربة   مش تقضي على برستيچك لأ على رجولتك كمان
ضحك فهد بملئ صوته الرجولي على شراستها وثقتها الزائدة بنفسها ليرفع حاجبيه بأستمتاع ويهسس بأذنها :
-رغم شراستك لكن عجبتيني بموت انا في الستات الجامدة نظرت له  شذرآ وهي تلعنه بسرها
اما عن صقرظل يطالعهم والدماء تندفع الي رأسه  جاهد ان يلهي نفسه عنهم لكن يشعر ان بركان ثائر وقد تفاقمت حممه برأسه لم يشعر وهو يقبض على كأسه بغيظ ويرفعه الى فمه يتجرعه دفعة واحدة دون وعي بعد عدة دقائق مرت عليه ببطئ مميت
حمد ربه ان افراد اجتماعه استأذنو بلأنصراف بعد اقتراحه عليهم  ان يتم استضافتهم بليخت خاصته يوم غد ليرحبو بدعودته بأمتنان ويتبادلو التحيات على امل اللقاء في اليوم  التالي ليتقدم فهد بعدما قطع رقصته وتحدث بعدما التقط عرضه المغري لهم
فهد: وانا مش  هترحب بيا معاهم
ابتسم  بغيظ من بين اسنانه بعد ان كور يده بغضب حتي نفرت عروقه يحاول كبح رغبته بلكمه : -مظنش انك هتتبسط معانا ثم هتف بنبرة صارمة وهو يوجه حديثه لها:
-اتفضلي  شغلنا خلص ولا تحبي تكملي السهرة مع البيه هزت رأسها  بنفي وسحبت حقيبتها واتبعته بعدما تجاهلت الاخر الذي كان ينظر لأثارهم بوعيد
--------------------
بعد يوم طويل بلعمل دلفت الي غرفتها قاصدة ان تأخذ جزء بسيط من الراحة الا ان طرقات على باب غرفتها نبهتها اذنت للطارق بلدخول اذا بخالتها تدخل اليها
هند :اتأخرتي ليه
فدوة: Sorry يا خالتو بس كان عندي شغل ويدوب خلصت وهموت وانام
هند : عندي حفلة خيرية يوم التلات  في الجمعية وبنلم تبرعات للملاجئ  ومحتجاكي انتي وصقر علشان تساعديني وترقصي معاه زى كل سنة
تنهدت فدوة بقلة حيلة :
- انا بتحرج يا خالتو ومش بحب ابقي under the lights  وكل مرة اقولك بلاش  وبعدين صقر مش هنا دة مسافر من يومين وهيرجع في نفس يوم الحفلة هو وصاني اقولك علشان انتي كنتي  مشغولة بلجمعية  امأت هند بتفهم واردفت بصيغة امر
هند:هتسمعي الكلام من امتي بتعارضيني يا فدوة ولو على صقر كلميه وقوليله مش هيتأخر عني ابني وانا عارفاه لتستأنف بتفاخر
هند: لازم الناس كلها تشوف هند هانم العزازي وهي بتسعي للخير  ولازم الصورة تكمل بيكم واه اعملي حسابك فستانك انا اللي هختاره مش ناقصة حد يتكلم علينا ويقول هند العزازي خطيبة ابنهاعرة وتشبه الخدمين في لبسها تنهدت فدوة بضيق من حديث خالتها المتسلط دائمآ لكن لن تقوي علي معارضتها فهي من ربتها وعطفت عليها بعد موت اهلها لتستأنف فدوة بأنصياع :
-حاضر يا خالتو هعمل اللي انتي عيزاه بس انا هلكانة ونفسي انام دلوقتي
هتفت هند بتحكم: هو النوم هيطير كلميه الاول
فدوة : حاضر بس شوية يكون خلص اجتماعه وهكلمه امأت هند لها بتفهم وانصرفت تاركة فدوة شاردة في اثرها فهي سأمت من تحكماتها الزائدة لكن   شعورها بلأمتنان لها يتملكها دائمآ ويسلبها القرار
--------------------
ظل صامت يخطو بخطوات غاضبة غير عابئ انها تتبعه الى ان وصل امام باب غرفته التي تجاور غرفتها تحمحمت هي بعدما فقدت الأمل من سماع صوته:
-تصبح علي خير يا مستر صقر جز  نواجزه ولم يعقب عليها لتسترسل فتون من جديد :
- هو حضرتك ايه اللي مضايقك هو انا غلطت في حاجة
اغمض صقر عينه بقوة يحاول كبح غضبه وهو يهدر بنبرة جاهد لتكون هادئة:
-كل حاجة عملتيها النهاردة كانت غلط
عقدت هي حاجبيها بعدم فهم وقالت:
- انا مش شايفة اني عملت حاجة دة انا حتي كنت لطيفة معاهم
ردصقر بغضب من تبريرها:
- محدش طلب منك تبقي لطيفة معاهم ولا ترقصي بمياعة
اجابته فتون بغيظ: انا مكنش ينفع اكسفه قدامهم  وانا مكنتش بتمايع زي ما بتقول
زئر هو بغضب وهدر بعصبية غير مبررة:
- مبحبش المبررات وفي حاجات مبقبلش فيها نقاش  الغلط عندي غلط مبعرفش ازوقه واحطه تحت بنود تانية
هتفت هي بشراسة :و انا مش مجبرة ابررلك على فكرة انت بأي صفة محموق اوي كدة اللي يشوفك يقول  جوزي وغيران عليا زاغت نظراته بصدمة من تهكمها الواضح فهي محقة وشعر بخزي من مشاعره التي لم يعد  يملك سلطة عليها وهم بلأنصراف دون ان يعقب بشئ
انتظرت هي رده لكن لم تحصل عليه تتبعته بعيناها وهو يدخل غرفته ويغلق بابها بعنف غير عابئ لها ،ضربت الارض بساقيها  بغيظ من معاملته لها فهو يكاد يصيبها بلجنون احيانآ تستشعره يهتم لها ويختلس النظرات العاشقة  واحيانآ اخري يتجاهلها ولا يعيرها اهتمام حتي حدته معها غير مبررة بكل مرة تحاول سبر اغواره محاولة منها استنباط شئ منه لكن دون جدوي لا تعلم سبب ضيقها اهو بسبب المخطط اللعين ام رغبة بأنه يبادلها لو قليلآ مما تشعر به نحوه هزت رأسها بأستنكار وهي توبخ افكارها التي كادت ان تصيبها بلجنون ودخلت لغرفتها
----------------------
بعد منتصف الليل بقليل ظلت تتقلب بفراشها بسأم بعدما راودتها تلك الكوابيس المعتادة التي تذكرها بقسوة ابيها عليها لتسري رعشة قوية بجسدها ارتجفت على اثرها نهضت بتكاسل تتفقد خزانتها لتجلب قطعة ملابس  تشعرها بلدفئ الذي تفتقده دائما  ابتسمت بخجل من بين تخبط اسنانها  وتلك الرائحة تتسلل لأنفها المنبعثة من سترته فهي احضرتها معها بغرض ان تعيدها له لكن في كل مرة تتراجع فهي تشعر دائمآ بدفئ واحتواء غريب  عندما ترتديها ،سحبتها بحذر من خزانتها واشتمت تلك الرائحة التي مازالت عالقة بها بأنتشاء لترتديها وتدثر نفسا بها و تعود للفراش مرة اخري  تتحايل على النوم.... بعد مرور عدة دقائق من محاولتها  تناهي الي مسامعها همهمات متألمة لتنتنبه حواسها وهي تتبع مصدر الصوت شهقت بذعر بعدما تأكدت ان الصوت يأتي من غرفته المجاورة لها، طرقت الباب عدة مرات متتالية لكن دون فائدةوعندما نفذ صبرها وكادت ان تصيح طالبة المساعدة فتح الباب بهدوء شهقت هي بخجل  وهي تطالعه يرتدي بنطال قطني فقط وعاري الصدر و يتصبب عرقآ  وخزها قلبها عندما لاحظت شحوبه وتمسكه لمعدته بألم
لتتحدث فتون بلهفة لم تستطيع كبحها :
-مستر صقر مالك حاسس بأيه اجيبلك دكتور  تحاشاها وخطى نحو فراشه واستلقي عليه بوهن واستطرد بنبرة جاهد ان تكون ثابتة :انا كويس عايزة ايه؟؟ وايه اللي مصحيكي لغاية دلوقتي
تلعثمت هي :اصل سمعتك بتتألم وقلقت عليك، اقتربت منه بحذر تتحسس جبينه ليرفع هو عيناه لها بثبات لا تستشفه اهو غضب ام شئ اخر  أزاح  بيدها بعيدآ  وهو يهدر بعصبية:
- قولتلك انا كويس لتمتعض ملامحه من الألم الذي يعتري معدته من جديد ولكنه جاهد ان يكون ثابت امامهاولكنها لاحظته
ليهتف صقر بأنفعال :روحي نامي علشان معاد  بكرة
لتهمم هي بعناد :مش هنام واسيبك كدة انت شكلك تعبان
طب قولي حاسس بأيه علشان اساعدك
-لأ..... امشي هدر بها بحدة اجفلتها لتجثو بلأرض مقابل لفراشه وتمسك يده بحنان وتحدثه بنبرة راجية :
- علشان خاطري بلاش تعاند وتكابر اكتر من كدة سيبني اساعدك
سحب يده كلملسوع ووضعها على عينه بعدما اسقطت نبرتها الحنونة حصونه المنيعة ليستأنف بعدما هدئت نبرته قليلآ
صقر: معدتي بتتقطع من ساعة ما شربت الكاس اللي السمج دة اصر عليه انا اصلآ معدتي حساسة وعلطول تعباني
هزت رأسها بأمتنان لانه افصح لها وتخلي عن جموده اخيرآ وهتفت:
-هعملك حاجة سخنة تشربها وهجيبلك حاجة من الصيدلية لتحمحم بخجل  بعدما والته ظهرها:
-بس والنبي البس هدومك عقبال ما جي  لم تنتظر رده فكانت بلمح البصر قد اختفت من امامه اما هو شبح ابتسامة كادت ان تغزو طرف فمه وهو يتطلع لأثرها....   بعد عدة دقائق عادت اليه وبيدها كوب ساخن وبعض الحبوب العلاجية  وضعتهم على الكومود وحاولت ان تساعده ان يعدل جلسته ثم ناولته الكوب والحبوب ليقول هو بهدوء بعدما شعر بأهتمامها المبالغ به
صقر: شكرآ يافتون تعبتك روحي نامي وانا هبقي احسن
هزت رأسها برفض قاطع وقالت بأصرار:
-لأ انا مش هسيبك غير لما اطمن انك بقيت احسن
لتسحب مقعد جانب فراشه وتجلس عليه وتربع ساقيها بعفوية وأمرته بخفة : يلا غمض عينك وحاول تنام
ابتسم لها بضعف وأغلق عينه بتثاقل وسقط بلنوم دون شعور لتهيم هي به وبملامحه الساكنةبشرود تام   لتتنهد بعمق وتتمتم بخفوت لنفسها :  شكل كلام فرحة صح و انا وقعت على بوزي وحبيتك يا يوچين
بعد بعض الوقت  فتح عينه بتمهل  وعدل من جلسته  بعدما شعر بأنه افضل ليطالعها غافية ومنكمشة داخل سترته ليحمحم هو :
-فتون .....فتون
رفرفت بأهدابها بخفة حتي استفاقت مذعورة وصاحت:
-ايه اللي حصل هااا انا فين ؟؟
صقر : اهدي يا فتون انتي نمتي وانتي قاعدة ابتسمت هي بسعادة عندما وقع نظرها عليه وتسألت:
-انت احسن دلوقتي؟
امأ لها بأمتنان وقال:
-الحمد لله قوليلي ايه الاعشاب دى طعمها حلو وريحتني جدآ
فتون: دى خلطة سحرية كانت ماما الله يرحمها بتعملهالي  لما بتعب
قال صقر بنبرة هادئة : ربنا يرحمها شكرآ يافتون تعبتك
فتون  :  مفيش تعب اهم حاجة انك بقيت كويس
امألها بأمتنان ثم عقد حاجبيه بدهشة بعدما لفت نظره هيأتها ليباغتها بسؤاله:  مش دة الچاكت  بتاعي؟؟؟
ضحكت فتون بخجل واردفت بدعابة :
-اه بتاعك بس انا نصبت عليك ومش هرجعو بصراحة حبيتو اوي وبيدفيني
نظر لها بتمعن وهمس بخفوت :
-ميغلاش عليكي ... بس الجو مش ساقعة دة احنا في عز الصيف
ابتسمت ببهوت ولا تعلم بماذا تخبره   اتخبره بتعذيب والدها لها ودوافعها النفسية وراء شعورها الدائم بلسقيع نفضت افكارها ونهض قاصدة العودة لحجرتهاوهمهمت :
-الحمد لله انك بقيت احسن انا هروح أوضتي
تحمحم معترض :
-استني خليكي شوية انا مش جيلي نوم تعالي نقعد شوية في التراس هزت رأسها بأنصياع فقد شعرت بأنها لا تريد ان تبتعد انش واحد عنه وخصوصآ بعد استرساله معها بلحديث وتخليه عن جموده  جلسو يتسامرون ويتجاذبو اطراف الحديث برحابة فهو فاجأها كثيرآ فاخلف شموخه ورسميته يوجد شخصية حنونة داعمة مراعية وفوق هذا متواضعة بشدة تنهدت وهي تجول ملامحه الرجوليه بأعجاب  شديدوهو مستمر بلحديث بحماس عن شركته وطموحه وافكاره الجامحة بخصوص العمل توقفت الكلمات بحلقه بعدما لاحظ تمعنها به ليطالعها بعينان دافئة تخفي الكثير  ويسترسل بهدوء :
-بلاش تبصيلي  كدة 
تحمحمت هي بحرج بعد ما تصبغت وجنتها بحمرة الخجل :
-اسفة مش قصدي انا كنت سرحانة بس يظهر اني عايزة انام  دة النهار طلع ومحسناش
صقر : مش كان نفسك تشوفي الشروق من هنا اديكي شفتيه
هزت رأسها بنعم وهي تتسأل عن اي شروق يتحدث هي لم تلحظ غيره لم تزيح نظرها عنه وهل هي بذلك الغباء حتي تفوت عليها التمتع بتلك الدقائق بقربه تنهدت بخفوت وقالت بعدما خطت خطوتان بعيد عنه: 
- تصبح على خير يا مستر صقر
اماء لها وان التفتت وولته ظهرها  اتاهها سؤاله  بغتة
صقر: كان بيقولك ايه ؟؟؟
هزت رأسها  واستدارت له وهي تسترسل بعدما تفهمت بفطنتها الى ماذا يرمي بسؤاله:
-كلام عادي نصه مجاملات سخيفة
رد صقر بتفهم : ياريت بعد كدة متجامليش حد وتفضلي قاعدة في مكانك ومتتحركيش الا بأذني
ابتسمت بسعادة فهي لأول مرة تستشعر انه يكن لها شئ من المشاعر لتستأنف :
- انا بشتغل معاك بشكل مؤقت متنساش اني هرجع القسم بتاعي اول ما نرجع
هز رأسه بقوة مستنكر الامر واردف بتسرع وهو يمسك ذراعها برفق:
-انتي مش هتسيبيني  انتي فاهمة عقدت حاجبيها بدهشة من قوله الذي ارجف قلبهاليحمحم هو بعد ما ادرك زلفة لسانه:
-قصدي على الشغل انا اخدت عليكي ابتسمت  هيوهزت رأسها بخيبة امل ودثرت نفسها بسترته اكثر وأحتضنت جسدها بعدما تسرب اليها نسمات الصباح الباردة ليفاجأها هو  عندما رفع يده دون ارادة منه  يخلص تلك الخصلة الطويلة العالقة بداخل السترة ويفركها بين يده بحنان وهو يغوص بعيناها بتشتت لتعض هي على طرف شفتاها بخجل لتنحصر عينه على شفتاها ويقترب برأسه بهدوء افقدها صوابها  ،  زفرت هي الهواء  قاصدة تهدئة وتيرة انفاسها المتلاحقة من تأثيره عليها لتلفح جانب وجهه  وعندها شعر  ان جميع حصونه قد حطمت تحت قدمها ،فذلك القرب المهلك بلنسبة له. يعد الجحيم بحد ذاته ولم يستطيع كبح رغبته اكثر مال برأسه قليلآ نحوها بعدما حاوطها بيده  يريد ان يهدء تلك النيران المندلعة به
أغمضت هي عيناها بتماسك تحاول جاهدة ان لا تنهار بين يده وان كادت تتلاحم  شفاههم  ازاحت برأسها للجانب الاخر ، ابتلع هو ريقه بحرج من ردة فعلها وان كاد ان يتمتم بلأعتذار  ، تعالى رنين هاتفه بألحاح ابتعد عنها و تناول الهاتف وعندها تدارك  فداحةفعلته الوشيكة بعد علمه بهوية المتصل هم بلخروج  للشرفة ورد بأنفاس مضطربة اثر ثورته
صقر:دودو عاملة ايه؟
فدوة : لا يا راجل قول كلام غير دة.... دة انت مكلمتنيش ولا مرة وسايبني مع خالتو تستفرض بيه حرام عليك ارجع بقا  
صقر: حاضر يا حبيبتي مش هتأخر
فدوة : خالتو عاملة حفلة  خيرية بعد بكرة وزي كل سنة عيزاك تحضرها علشان بتقول لازم نساعدها وتتبرع بمبلغ كبير علشان الرقصة تبقي من نصيبك زي كل مرة 
ردصقر ساخرآ: والله امي دى هتجنني انا هاجي مهدود مفيش حيل للرقص و  اظن بقي عزمة الاعلام كله علشان تتباهي بأعملها الخيرية مش كدة
فدوة: بلظبط كدة وحياتي متتأخرش يا صقر وتسبني لوحدي
صقر : حاضر هاجي من المطار على الحفلة علطول  لا اله الا الله
فدوة : محمد رسول الله توصل بلسلامة
اغلق الخط وهو يستند على سور الشرفة بكفيه يلعن غبائه فأين ذهب ولائه لأبنت خالته هل سيخذلها ويكسر قلبها مرة اخري   لا لا يستطيع  ،نفض افكاره  بعدما تغلبت عليه  ودلف  الي الداخل يطالع تلك المتخشبة بصدمة ويبدو انها استمعت لحديثه هدر بعدما نفض رغبات قلبه و استرد جموده
صقر:واقفة كدة ليه
-مين فدوة  هدرت بها بضعف ويتملكها رغبة بلبكاء
اجابها بجمود بعدما شعل سيجاره ونفث دخانه بهدوء
صقر: بنت خالتي وخطيبتي
فتون:خطيبتك... نطقت بها بعدم تصديق
صقر : اه خطيبتي  ليتحمحم يحاول صياغة مبرر واهي لأقترابه منها
انا .... قاطعته هي بحدة
فتون:انا اسفة على سؤالي  انت مش مجبر تفسر حاجة....   عن اذنك
انصرفت بخطوات متعجلة الي غرفتها وهي تتوعد لذلك الأكمل فهي تفهمت الان غايته من توريطها بذلك المخطط اللعين
-----------------------
بعد انتهاء يومها المشحون بلعمل جلست في احدي المطاعم المطلة على البحر بغرض تناول وجبة خفيفة تكافأ بها نفسها  فمنذ ان تركها وهي تتولي كل شئ بغيابه تنهدت بأنزعاج فور تذكرها له وتلك الكلمة التي يتردد صداها بأذنها الى الان الكلمة التي اعتقدت انها فرصتها التانية بلحياة اصبحت كلفعل الموثوم التي ادانها به
تمتمت لنفسها بغرور وكبرياء تمكن منها  وهي تذم فمها بنزق
مي :فاكر انو لما يختفي ويبعد عني هيعرف يعيش من غيري بكرة هيرجع ويركع تحت رجلي علشان اسامحه على غبائه زي كل مرة....ليقاطعها قول النادل بأحترام
-تحبي تطلبي ايه يا فندم ؟
نظرت له بأهتمام وان همت بلطلب قاطعهم نبرة رجولية مميزة تعرفها:
- هتلها ستيك ول دن و سيزر سلط
واستأنف بخفة بعدما جلس على الطاولة مقابل لها:
- ويارت انا كمان زيها طالعته بذهول لأقتحامه خلوتها واستطردت مي بتذمر:
انت بترقبني يا مازن عرفت منين اني هنا ؟؟
ضحك بمكر واجابها بخفة:
- حبيبتي دي صدفة انتي ناسية ان المطعم دة ليه ذكريات معايا عقدت حاجبيها بعدم استيعاب وهي تجول المكان بزيتونتها فعلآ هو محق هنا كانا يلتقيان ولكن هي تناست الأمر من كثرة ما اعتادت على زيارة المكان نهضت متأفأفةعازمة المغادرة:
-اففف بقي انا ماشية وقف بخفة امامها وهدر مازن بتوسل :
-اقعدي يا مي عايز اتكلم معاكي اديني فرصة واحدة بس هزت رأسها بعدم اقتناع وردت :
- مينفعش بعد كل السنين دي ليقاطعها:
-ليه انا عرفت انك اتطلقتي شهقت هي بصدمة:
-انت عرفت منين ابتسم بدهاءوقال: مفيش حاجة بتستخبي عرفت المستشفي كلهاملاحظين وملهمش سيرة غيركم
علشان هاشم عمره ما غاب كدة
هزت رأسها بتفهم وهدرت بسأم: -وانت كنت في المستشفي بتعمل ايه انشاء الله
تحمحم وهو يجذبها لتجلس من جديد :
-كان نفسي اكلمك واطمن عليكي بس ملقتكيش واخر ما زهقت اقعدت تحت بيتك لغاية مشفتك النهاردة الصبح ليستأنف وهو يدعي أسفه: انا اسف علشان اتعصبت عليكي
ردت هي بعصبيةواندفاع :  انت بتستغل الموقف لصالحك مش كدة؟ عايز مني ايه يا مازن؟ انت عارفني مبعرفش اذوق الكلام ومبحبش اللف والدوران
ابتسم مازن بهدوء وهو يسبل اهدابه وقال  : ارجعيلي ونتجوز بعد ما عدتك تخلص
ابتسمت ساخرة وهدرت بكبرياء:
-هو انت فاكرني تحت امرك ولا ايه مش موافقة طبعآ
اجابها بنبرة حادة غاضبة وهو يطرق على الطاولة بيده
مازن :ليه لأ ليه ايه اللي يمنع زمان وكنت مش قد المقام لكن دلوقتي انا بقيت اغني من اهلك كلهم اللي رفضوني
حديثه اثار حنقها وتلك النبرة التي استنبطت منها حقده الدفين أشعرتها بلنفور منه، جالت المكان بعيناها بتوتر  بعدما وصل الى مسامعها الهمهمات من زبائن المطعم فصوته كان كفيل بلفت النظر لهما زفرت بقوة ونهضت عازمة الذهاب دون ان تعيره اهتمام لكن قبضة يده القوية على رسغها استوقفتها ليتحدث هو بغيظ :
-انا مش بكلمك سيباني وماشية هو انا مش مالي عينك ولا ايه؟
هدرت هي بشراسة من بين اسنانها حتي لا تلفت النظر اكثر :
-سيب ايدي يا مازن أحسنلك
أغمض عينه بقوة يحاول ان يتغاضي عن تهديدها له وكبح غضبه الذي سيفسد عليه مخططه ليسترسل
حديثة بهدوء تفنن في تصنعه يحاول اقناعها:
-انا عارف ان يمكن شعورك اتغير من ناحيتي بس علشان بعدنا عن بعض سنين
خدي وقتك وانا هستناكي تاخدي قرار  هزت رأسها بأستنكار وبأفكار متخبطة
فهي تشعر بلضياع لا تعلم ماذا تريد فاهو من تملك ذكرياتها وماضيها وافكارها التي اطاحت بزواجها  يطالبها بلزواج ولكن لما تشعر بلغرابة من ذاتها لما  لم تشعر انه غير مألوف بلنسبة لها  لما تنفر منه تأفأفت بأعتراض ونفضت يده و همت بلأنصراف بتعجل دون ابداء رفض او قبول لحديثه، تتطلع هو لأثرها وتمتم بخبث :
-والله لكسر منخيرك  اللي في السما دي وأخذ اللي انا عيزه منك وارميكي  بعديها بس اصبري عليا وزي ما فضلتي اهلك عليا وخلتيهم يستقلو بيا هدمر حياتك وطلاقك دة اول خطوة في طريقي ليراوضه تلك الذكريات
التي كلما تذكرها يلعنها عندما كانو يدرسون سويآ كان هو من اسرة بسيطة للغاية وكانت  امه هي كل ما لديه و كل امالها متجسدة به عندما قابل مي شعر انها ستكون طريقه المختصر للوصول الي طموحه نظرآ لثراء عائلتها وامتلاكهم تلك المشفي الأستثماري العريق لم ييأس من التملق لأبيها ولكن بكل مرة كان يقابله بلرفض الي ان عرض عليها ان يتزوجها رغمآ عنه
ويضعوه امام الأمر الواقع لكن هي رفضت بشدة حتي لا تغضب والدها ليقرر هو السفر  غير عابئ لحزن والدته وتركها وحدهاوقبل سفره بعدة ايام توفت والدته حصرتآ عليه، نفض ذكرياته بقوة وتناول هاتفه ومتعلقاته والقي بعض النقود بأهمال على الطاولة وهم بلأنصراف

--------------------
ڤوت لو سمحتم🥰
رأيكم يهمني 🌸🌸

إغواء قلب (مكتملة)Where stories live. Discover now