الحادي عشر

23.2K 717 26
                                    


في ذلك الحفل الصاخب الذي يضم العديد من رجال الاعمال وغيرهم من الشخصيات المرموقة والصحافة والعديد من المصورين الذين ينتظرو ذلك الحدث العظيم ليتهافتو على الاخبار الحصرية
وقفت هي بطلتها المبالغ مبها كعادتها ترحب بهم وبرفقتها ابنه شقيقتها التي اصرت عليها بأرتداء ذلك الفستان ذو اللون الاحمر الملفت زفرت فدوة بسأم من تلك الاجواء وبكل ثانية تتطلع لساعة يدها تنتظر قدومه الى ان مالت عليها خالتها بخفة وتحدثت من بين ابتسامتها المجاملة للجميع:
-هو فين صقر الناس زهقت وهتمشي
فدوة : مش عارفة ياخالتو انا كلمتو تليفونه مقفول زمانه جي
في هذه الاثناء دخل اكمل وبرفقته صديقة له وتدعي نيرة
الى الحفل لتسقط عينه عليها تقف بزاوية وتتحدث مع خالتها لتتسارع دقات قلبه وهو يطالعها بذلك الثوب الذي افقده اخر ذرة تعقل به لتهتف نيرة قاطعة نظراته الهائمة لمالكة قلبه :
- ايه دة يا اكمل انت قولتلي هتخدني حفلة قولت هنسهر في Nightclub ونرقص للصبح جايبني حفلة خيرية
اكمل : بقولك ايه مش احنا صحاب ولازم نقف جنب بعض
نيرة : اكيد
اكمل : يبقي الله يخليكي اسكتي وكلها ساعة بلظبط ونمشي وهوديك Nightclub اللي تختاريه بعدها اتفقنا
نيرة : اتفقنا بعد لو زهقت قبل الساعة همشي
امأ لها وهو يرمق تلك الواقفة بلزاوية بفستانها الصارخ بعشق ولكن هي لم تنتبه له بعد فهو علي استعاد ان يفعل المستحيل ليلوذ ببعض الوقت بجانبها
زفرت هند بنفاذ صبر فقد بدء المدعون بلأنسحاب لتوجه حديثها لفدوة:
-اتصرفي اعملي اي حاجة الاعلام في كل حتة وهنتفضح
فدوة: يا خالتو اعمل ايه ؟؟؟
هند : اطلعي قولي كلمتين عقبال ما يجي وهخليهم يشغلو موسيقي ويستعدو
انصاعت لها بمضض وهي تصعد تتحدث بلميك بتوتر :
فدوة:مساء الخير يا جماعة شرفتونا
ساد الصمت بين الجميع وانتبهو لها بترقب لتستأنف
فدوة: ممكن نبتدي زي كل سنة هنختار اسم واحد من اكتر حد ساهم معانا الليلة وهرقص معاه
ليصفق الجميع بترحيب وتلك الطفلة الصغيرة التي تحمل الوعاءالذي به قصاصات بها الاسماء تتقدم نحوها لتسحب فدوة ورقة واحدة وتشكرها ثم تقوم بفتحها لينتابها صدمة عارمة من محتواها ابتلعت ريقها بتوتر وهي تتطلع لمحيطها فكل الانظار عليها تنتظر تفوها بلأسم لتهدر بتقطع : الاستاذ..... اكمل... الصرفي..
تصفيق حاد اخترق مسامعها وفي لمح البصر كان امامها

نظرت لخالتها تستنجد بها لترسل لها نظرة راجية تحسها على المتابعة تزامنآ مع صوت الموسيقى وهويقودها الى الرقص وضع يده على خصرها بتملك وهو يتمايل معها بخفة لعدة دقائق ولكن ما اشعره بلضيق هو عدم تطلعها له والجمود الذي احتل ملامحهالينزل لمستواها هامسآ بأذنها:
-ينفع تبقي مكشرة كدة يا اوزعة وانا اللي دافع دم قلبي علشان ارقص معاكي
ابتسمت ببرود وردت ساخرة :
- انا مش اوزعة وقولتلك الف مرة اطلع من حياتي
ليه مصمم تحرج نفسك ولا تحب اكرشك من هنا كمان
اقترب اكثر منها وهسهس بأذنها بوقاحة غير عابئ بتوبيخها:
-الاحمر هياكل منك حتة ومخليكي شبه الفراولة عايزة تتكلي اكل شهقت بخجل من وقاحته واستأنفت بشراسة:انت وقح وقليل الادب و...
قاطعها هو بصدق:بس عمري ما بطلت احبك وهفضل لأخر نفس فيا احاول علشان ترجعيلي هدر بجملته بنبرة عاشقة ارجفت اوصالها لتنظر له نظرة تحمل الكثير بطياتهاوهمهمت بنبرة لائمة يشوبها الحزن:
-لو بتحبني زي ما انت بتقول سبتني ليه ؟؟؟غامت عينه لوهلة وهمس بنبرة متألمة نابعة من قلبه:
-كان غصب عني بكرة تفهمي كل حاجة
هزت رأسها بعدم رضا تحسه على الحديث لكنه اكتفي بتأملها والتمعن في ملامحها الهادئة التي تبث به الطمأنينة فهي ملاذه الوحيد يقسم انه امامها ينسي كل شئ حقده وانتقامه اللعين ويرجع مثلما كان سابقآ على ساجيته ،تنهد بعمق ومال براسه قليلآ لمستوى اذنها وهمس بخفوت مثير : بحبك يافدوتي
تعالت دقات قلبها بصخب وزاغت نظراتها وهي تشعر بتأثيره عليها وان كادت ان تنهره من جديد قاطعهم
صوت تصفيق الحضور لهم فقد توقفت الموسيقي منذ دقائق وهم لم ينتبهو انسحب بهدوء وقبل ان يخرج من الساحة اقترب من الطفلة المحملة بلورق وقبلها من وجنتها بأمتنان وأعطاها لوح كبير من الشكولاتة فهي من ساعدته في نجاح حيلته واستبدال كافة القصاصات بأسمه حتي يلوذ بقليل من قربها بحث بعينه عن نيرة فلم يجدها وان هم بلأنصراف تسمر مكانه من ذلك الغاضب الذي يحدجه بنظرات مشتعلة كفيلة بحرق الاخضر واليابس تظاهر اكمل بلتجاهل وهو يتخطاه الا ان الاخر لم يدع الامر يمر مرور الكرام سحبه من ذراعه بعنف للخارج وهو يجز نواجزه بغضب ثم استوقفه بعدما ابتعدو عن الانظار وقبض على مقدمة ملابسه وهدر صقرمن بين اسنانه :
- انت ايه اللي جابك هنا وازاي تسمح لنفسك تتعدي حدودك وتقرب منها
اعتلت بسمة هازئة جانب فم أكمل وهو ينفض يده الممسكة به بقوة وقال بغل:
- اهدى لا يطقلك عرق ومتتحمقش اوي كدة دة انا اللي رميتهالك بعد ما زهقت منها .... باغته صقر بلكمة قوية اطاحت به بعدما تفاقم غضبه وهدر من بين اسنانه بوعيد
صقر: قسم بالله لو فكرت تجيب سيرتها تاني لكون معرفك مين هو صقر العزازي ويقدر يعمل فيك ايه
تحسس أكمل جانب فمه بألم ونهض وهو يرمقه بغيط وتحدث بنبرة متهكمة
- لأ جدع وشهم وقولك كمان غلبتني ...لكمة اخري قوية نالت من وجهه بعدما صاح به
صقر بحدة: انت ايه يا اخي ارحم نفسك من الغل المالي قلبك انظف وابقي بني ادم
ليتعمد اكمل استفزازه ويقول:
-طول عمرك بتحب تاخد فضلت غيرك مش جديد عليك
زئر صقر بغضب وهو يضيق عينه بعدم فهم وهتف:
- تقصد ايه ؟؟؟
ابتسم اكمل بأصفرار واجابه بغيظ:
- بكرة تفهم كل حاجة متستعجلش ثم انصرف بتعجل ليتناول هاتفه بعدما ابتعد قليلآ وطلب رقم جاسم ليأتيه رده بثواني
جاسم:كله تمام يا باشا اتفقت مع المصورين ركزو بس على الحضور وقت الرقصة ومفيش كلمة هتتكتب عن حضرتك متقلقش
ليرد أكمل بأمتنان :برافو عليك
أغلق هاتفه وشرع في ركوب سيارته وقاد بسرعة جنونية
-----------------------
بعد انقضاء الحفل ظل يعدو ذهابآ وايابآ في ساحة القصر وهو يستشيط غضبآ من ما حدث ليوجه حديثه لتلك التي تنتفض بذعر من هيأته
صقر : انتي ازاي تسمحي لنفسك انو يرقص معاكي من امتي بتتصرفي بغباء
تلعثمت هي : انا نفذت كلام خالتو ومكنتش اعرف ان اسمه هيطلعلي في الورقة صدقني يا صقر دي صدفة مش مقصودة
هتف صقر بأنفعال: مفكرتيش في كلام الناس وشكلي قدامهم ومجاش في بالك ان الأعلام كان مالي الحفلة ،انتي غاوية فضايح لتقاطعهم هند ببرود:
- محصلش حاجة يا صقر لكل دة
ليهتف هو بغضب: امي متقوليش محصلش حاجة انا عارف انك بتستغلي سذاجتها وكل اللي همك هو نجاح الحفلة بتاعتك والناس تتكلم عن انجازات هند العزازي قد ايه هي ست خيرة بس اللي حصل دة سحب منك الاضواء لأن بكرة الصبح هتلاقي صورة بنت اختك المصون في كل الجرايد والمجلات
ردت هند بتبجح: انت طايح فينا ليه انت نسيت ان دة صاحبك وانت اللي اصريت عليا زمان علشان اقبل بيه مش ذنبنا انو طلع ندل لو في حد عليه لوم فهو انت يا صقر
زفر بضيق فا كل مرة تسقط الامر على عاتقه وتحدث بسأم:
- امي انا مش هتكلم في اللي فات
انسلت دمعات فدوة بغزارة وهي تحاول تفادي ثورته وقاطعتهم:
-انا اسفة بس انت عارف اني مقدرش اعارض خالتو ولا ازعلها
صقر: لغاية امتي هتفضلي كدة مسلوبة الارادة وسلبية دي حياتك انتي محدش ليه يقرر غيرك تقدري تقوليلي هنتصرف ازاي
هند بثقة : انا عندي حل كويس
نظرو لها بأنتباه لتتحدث بتحكم : -نعمل الفرح في أقرب وقت وتظهرو بنفسكم للأعلام علشان يتأكدو ان الماضي اتقفل
تبادلو النظرات الضائعة بينهم فلكل منه افكاره الخاصة وان ساد الصمت بينهم هدر هو بتسرع دون تفكير
صقر: موافق اعملو حسابكم اخر الشهر لينصرف لغرفته بخطوات غاضبة
--------------------------
كان يقود سيارته بعصبية مفرطة وهو يتذكر تهديد صقرله لعن بين انفاسه وهو يتوعد بشر
اكمل : ورحمة امل يا صقر اللي كنت السبب في موتها لهدفعك تمن كل حاجة وهخلي فدوة هي اللي تسيبك وترجعلي ليزيد من سرعته ويتوجه لمنزل فتون
اما عند فتون ظلت تتذكر كل ما مرت به مع صقر وهي تشعر بأنسلات روحها لخسارته لاتنكر ان في بادئة الامر كان هدفها تنفيذ مخطط اكمل ولكن عندما تقربت اكثر منه تأكدت ان لامفر من السقوط بحبه وخزها قلبها بشدة وهي تتذكر مصارحته لها هل فعلآ سيتركها تترك العمل وينهي كل شئ وياتري ما حدث بينهم كان هفوة غير مقصودة منه ظلت تتسأل مع نفسها حتي كادت افكارها تصيبها بلجنون
تنهدت بسأم بعدما سمعت طرقات قويةعلى باب الشقة فتحت الباب بتأفأف فهي تعلم من الطارق حتما هو اتي ليطمأن على مخططه اللعين باغتته هي بسؤالها بحدة :
- حد يجي لحد في وقت متأخر كدة
رمقها أكمل بشمئزاز وجلس على الاريكة التي تتوسط الصالة وهدر بغضب:
-عملتي ايه ؟؟؟
كتفت يدها على صدرها وردت بتهكم :
- انت عايزني اعمل ايه ابعدو عن حبيبت قلبك مش كدة لتستأنف ساخرة منه :
-الا... كان اسمها ايه.... اه افتكرت فدوتك... بس يا خسارة مطلعتش فدوتك لوحدك يا أكمل باشا ،انقض عليها بغضب وهو يشد خصلات شعرها بغل ويتحدث من بين اسنانه :
-بتتريقي عليا يا بنت...... وحيات امك لهوريكي واه بعتك ليه علشان تبعديه عنها علشان عمرها ماهتكون غير فدوتي انا وبس
ظلت تضرب يده بشراسة حتي يفلتها
لكن دون جدوي لتهدر بشماتة لعلها تفش غليلها به:
- ريح نفسك صقر بيحبها وهو قالي كدة بنفسه ومعندوش استعداد يسبها لا علشاني ولا علشان غيري
نفضها عنه بقوة وصاح بأنفعال:
- محدش بيحبها قدي وهي اللي هترجعلي برجليها بعد ما انتقم منه
وخزها قلبها لمجرد ان من الممكن ان يصيبه سوء، تصنعت الثبات وهمهمت لتستدرجه بلحديث بدهاء:
- أكيد هترجعلك لما تلاقيك بتحبها الحب الكبير دة....هو انتو سيبتو بعض ليه؟؟
ابتسم أكمل بحزن واسترسل:
-علشان غبي حبيت انتقم منه فيها بس طلعت بنتقم من نفسي انا سبتها وهربت يوم الفرح شهقت فتون بذهول واردفت:
-لدرجادي يا اكمل صقر اذاك علشان تاخدها بذنبه
توقفت الكلمات بحلقه وهويستغرب كيف تمكنت من استدراجه بلحديث لكنه شعر براحة لأنه بحاجة لأحد يستمع له فقط لايريد نصائح ولا حلول هو فقط يريد احد يتفهمه ولا يتحامل عليه
اكمل : اذاني يا فتون اكثر ما تتخيلي
ردت بدفاع : بس صقر ميعرفش يأذي دة مبيهونش عليه زعل حد ازاي يأذيك
ابتسم هازئا واستأنف بتهكم : -يظهر انك وقعتي ولا حد سمي عليكي
تصنعت فتون عدم الفهم : تقصد ايه ؟؟؟
غمز بعينه وتحدت بثقة : اقصد انك حبتيه بس مش دى مشكلتي المهم هو
تلعثمت هي وقالت: هو متلخبط وبيقولي ان وجودي معاه بيشتته
اكمل : كويس اوي يبقي هو كمان وقع بس بيقاوح عايزك تزودي معاه العيار حبتين وتسويه على الأخر
ردت هي بتوتر: انا قولتله اني هسيب الشغل معاه وهو وافق
اكمل: براڤو عليكي بيعجبني ذكائك هو كدة هتبان نواياه نحيتك
فتون: بس انا مش... قاطعها بخشونة
اكمل: اسمعي الكلام احسنلك عملتي ايه في المعلومات اللي قولتلك عليها
زاغت نظراتها وضميرها ينهش بها وقالت بنبرة متألمة:
- جبتلك المعلومات اللي طلبتها بس قولي هتعمل ايه بيها
ابتسم بخبث وقال: مش شغلك متسأليش
أغمضت هي عيناها بخزي من فعلتها و تذكرت كيف استغلت غفوة صقر اثناء مرضه وعبثت بشنطته الملازمة له حتي تنفذ ما طلب منها
ليهتف اكمل : برافو عليكي
ثم هم بلأنصراف لتتطلع هي لأثره بضياع وقلب ينهشه الألم

-------------------

في اليوم التالي في مشفي الجارحي
كانت منهمكة في العمل الا ان تناهي الى مسامعها صوت ضحكات تعرفها جيدآ واشتاقت لها نهضت بلهفة وهي تعدل هيأتها وترتب خصلاتها وخرجت تتبع ضحكاته التي تراقصت دقات قلبها بصخب على اثرها
ولكن عندما وقع نظرها عليه تجمدت اوصالها وتعالت انفاسها وكادت تشعر ان ساقيها لم تعد تحملها فكان هو ببشاشته ونظراته الحنونة التي تعودت عليها ولكن تلك المرة ليست حصريآ لها
فكان يحتضن خصر فتاه شقراء تفوقها في الجمال بتملك ويتبادل معها الضحكات والهمهمات اثناء سيرهم في رواق المشفي تقدمت هي بخطوات مهزوزة نحوهم وهي تجاهد ان تبدو ثابتة امامه وهتفت:
- حمد الله على السلامة يا دكتور ايه نسيت انك مسؤل عن المستشفي لتستأنف بتهكم وهي ترمق تلك الشقراء بإذدراء:
-ولا بقي عندك اهتمامات تانية
ابتسم هاشم على رد فعلها ورد بتهكم: مش تسلمي عليا الاول يا دكتورة مي وترحبي بضيوفي
ابتسمت بأصفرار وهي ترمقهم وتمد يدها مصافحة:
- اهلآ ... لتوجه حديثها له
-مش تعرفني على الانسة
ابتسم هاشم بتشفي واجابها:
- دي نيرة خطيبتي لو كانت الكلمات قاتلة لكانت سقطت لتوها طريحة لكن هي تمسكت بكبريائها وهدرت بثبات بعدما زاغت نظراتها:
- مبروك .. مش كنت تعزمني دة انا قبل ما ابقي طليقتك كنت بنت عمك وافرحلك
حانت منه بسمة هازئة على رد فعلها الذي دائما يكون عكس توقعاته ليستأنف هاشم:
-تتعوض انشاء الله في الفرح
اصله قريب وأكيد هتكوني اول المعزومين انتي ومرات عمي
جزت على اسنانها بغيظ وجاهدت ان ترسم بسمة مجاملة على وجهها وقالت :
- ربنا يتمملكم على خير يادكتور
لتبتسم نيرة بميوعة وتقول بنبرة انثاوية : مرسي ليكي عقبالك...انا مش مصدقة اني وقفة معاكي دة انا سمعت عنك كتير
اجابتها مي من طرف منخارها بغرور :
- ويا تري سمعتي ايه؟؟؟
لوت نيرة فمها بأمتعاض وهدرت قاصدة اغاظتها: بيقولو عنك مغرورة وعلطول عصبية وبتتعاركي مع دبان وشك
تلجم لسانها وعجزت عن الرد بعدما زاغت نظراتها من جديد وهي تحدجه بخزي وظلت تتسأل هل هذا ايضآ رأيه بها ؟لكن هو بادل نظراتها بجمود تام وكأنه يوافقها الرأي وعندها شعرت انها ستنهار الان لا محالة الى ان قطع هاشم نظراتها وهو يحس نيرة على الصمت:
هاشم: خلاااااااص بلاش كلام ملوش لازمة ويلا افرجك علي المستشفي علشان اوصلك واشوف شغلي
ردت نيرة بميوعة : حاضر يا شومي بس متتأخرش هستناك نتغدي برة مع بعض زي ما اتفقنا
ليجيبها بثبات : حاضر مش هتأخر عليكي
هز رأسه ل مي بمجاملة وسحب نيرة وغادر من امامها ابتسمت هي ببهوت لأثرهم وتصنعت الصمود وتوجهت الى المرحاض وعندما دخلت اغلقت الباب وناظرت نفسها بلمرأة بسخط تأنب حالها:
-خطب ....وهيتجوز ....ارتحتي ....اهو راح شفتي ان الدنيا ما وقفتش عليكي كنت فاكراه هيرجع تحت رجلي يترجاني اسامحه علشان شكه فيا طلع هو ولا فارق معاه وهيتجوز.....هيتجوز .....
..... هدرت بكلماتها بتقطع ودمعاتها تنهمر دون وعي شهقت بألم وهي تضع يدها على قلبها تحسه على الصمود لتستأنف بكبرياء :
-انا هبقي قوية وهنساه انا مش بحبه ايوة .... انا مش بحبه انا بس علشان كنت متعودة عليه اهدي يامي انتي قوية ......لتستأنف بضعف ونبرة مهزوزةوهي تشعر بلأنهيار .....لأ انا بحبو وبحبو اوي كمان ومعرفتش دة غير لما بعد عني بس خلاص فات الاوان .... لتظل تنتحب عدة دقائق وبعدها نفضت نفسها وأستردت ثباتها وهي تطالع انعاكسها بلمرأة.... وظلت تردد لنفسها من جديد بأصرار:
انا قوية ومفيش حاجة هتكسرني هذا اخر ما تفوهت به قبل
خروجها من المرحاض بعدما ازالت اثار بكائها وعودتها لكبريائها المنشود
------------------
ڤوت لوسمحتم🥰🥰

إغواء قلب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن