الفصل السابع

26.7K 746 31
                                    

صقر 🙈👆

بعد مرور اسبوعين قد اعتادت هي على العمل معه فهي تتعامل معه بحرص شديد بعد تصريحه لها بقوانينه الصارمة
تنهدت بسأم وهي تتذكر جموده الدائم وملامحه التي لا تفسر فأحيانآ تلتقطه يطالعها خلسة وعندما تتلاقي نظراتهم يزيح بنظره بعيدآ ويعاملها برسميته المعهودة واحيانآ اخري تلمح بعينه ومضة غريبة لاتستطيع تفيسرها، زفرت بضيق وهي تقف امامه تنتظره ان يعيرها اهتمام حتي يوقع على المستندات التي تحملها لتحمح بنفاذ صبر :
-الورق دة محتاج توقيع حضرتك

رفع عينه ببرود من على الملف الذي يتفحصه وأشر لها ان تتقدم التفتت خلف مكتبه واقتربت من مقعده ومالت بجذعها قليلآ حتي تمرر له الورق ، لتتمرد خصلة من شعرهاو تسقط على وجهه القريب منها اغمض عينه بأنتشاء بعد ما رائحة زهرة الياسمين الذي يعشقها تسللت الي انفه

لتباغته هي:
-مستر صقر وقع هنا لو سمحت
افاق على نبرتها الرسمية وهي تؤشر على الورق، تنهد هو بخفوت و تناول القلم من يدها وقام بوضع توقيعه بخفة وتعجل حتي يفض ذلك القرب المهلك بلنسبة له وتلك الرائحة التي تصيبه بلتشتت حمحمت هي بعد انتهائه وعدلت وقفتها وابتسمت بهدوء وكادت ان تنصرف لولا حديثه لها :
- اعملي حسابك هتسافري معايا الاسبوع الجاي عندنا اجتماع مهم مع مستثمرين اجانب في الجونة
رمشت عدة مرات بدون استيعاب وتحدثت مستفسرة:
- امتي بلظبط
اجابها موضحآ : هنسافر الجمعة علشان عايز احضرله براحتي هو هيبقي يوم الحد
ردت فتون بتوتر وهي تفرك يدها بخجل :
-هو ...يعني ....
هتف هو بعدما التقط توترها: في ايه اتكلمي؟
اجابته هي بتردد : اقول من غير ما تتعصب
رد هو بنفاذ صبر: انطقي انا مش فاضي
قالت فتون بتلعثم : اصل اختي هتجيلي في اجازتها وبصراحة هي واحشاني اوى وعيزة اشبع منها

صقر : خليها تأجل الاجازة شوية
فتون:لو قولتلها متجيش هتزعل اصلها في مدرسة داخلية أجازتها رسمية
امأ صقر بتفهم واردف بحدة هتجيلك امتي....
فتون: خميس وجمعة وهتمشي السبت الصبح
هتف صقر بحزم : انا مبحبش حد يكسر قواعدي والأستثناء دة علشان خاطر ظروفك امأت له بأمتنان ليستأنف بعملية:
- هنسافر السبت هشوف مواعيد الطيران وابقي أأكد عليكي
همهمت هي بذعر : هاااه طيران لأ انا احصلك بسوبرچت احسن
ضحك دون شعور علي سذجاتهاثم حك طرف انفه محاولآ الحفاظ على رسميته المعهودة بعدما طالعها هائمةبه ويعتلي ثغرها ابتسامة هادئة فسكنت ملامحه وتشابكت نظراتهم لدقائق وساد الصمت بينهم عضت هي على طرف شفتاه بحرج عندما انتبهت لشرودها به واطرقت رأسها ليحمحم هو بعدما أبتلع ريقه بتوتر فهي تشعره دائما بلتشوش يحاول ان يتجاهل تأثيرها عليه لكن دون جدوى ليرد بنبرة جاهد ان تكون ثابتة بعدما ازاح بوجهه بعيد عنها:
-مفيش الكلام دة رجلك على رجلي ويلا روحي على مكتبك
انصاعت له بمضض وانصرفت من مكتبه ليزفر بأرتياح ويرمي بجسده على مقعده ويفك رباط عنقه بأهمال ففي كل مرة يشعر بلغرابة من نفسه فهو لأول مرة يراوده شعور مثل ذلك اتجاه انثي هو ليس مثل بعض الرجال الذين ينصاقو وراء غرائزهم فهو يحكم عقله في كل شئ وعقله ينبهه دائمآ انه لايجوز، فهو سيتزوج عما قريب من ابنه خالته وهو يكن لها الاحترام والولاء ولايصح ان يخل بثقتها به
---------------------
مرت الايام عليها برتابة غير مسبوقة في منزل والدتها فمنذ شجارها مع زوجها ولم تتواصل معه بتاتآ حتي المشفي لم تذهب اليه وتركت له المسؤلية كاملة ملت هي من توبيخ والدتها لها في كل مرة تنصفه هو عليها بعد ان تأمرها بلأعتذار له هي سأمت كل هذا لم لا يوجد احد يتفهمها هي تكره ان يفرض عليها شئ وتحبذ ان يكون القرار نابع من صميمها حتي لو كان خطأ ستتحمل نتيجة تبعاته تنهدت بهدوء وهي تتوجه لوالدتها التي تتمتم بنفاذ صبر وهي تمسك بلهاتف الارضي
مي:مالك يا ماما ايه اللي مضيقك
هنية : الصيدلية دي خامس مرة اكلمهم علشان يجددولي الروشتة ويبعتولي حد بس مش بيردو عليا
مي: يمكن مشغولين ولا حاجة على العموم انا هنزل اجيبلك الدوا علشان انا كمان برشامي خلص من كذا يوم
لوت هنية فمها بنزق وهي تسترسل:
-برشام.... هو فين جوزك الاول
مي: ماما ابوس ايدك متبدئيش وإن تعالى رنين الهاتف الارضي بألحاح أستأنفت هنية: انا هقوم اريح شوية ردي انتي على التليفون امأت لها مي بأنصياع وتتبعتها بعيناها حتي اغلقت باب غرفتها
تناولت الهاتف بأيدي مهزوزة واردفت بخفوت فهي تعلم هوية المتصل فهو اخبرها انه مازال يحتفظ برقمها فمنذ جلوسها هنا وهو لا يمل من مهاتفتها يوميآ
مي: الو عايز ايه يا مازن مش قولتلك متتصلش تاني
مازن بتوسل : اسمعيني يا مي الله يخليكي
مي : انا لسة في عصمة راجل يا مازن واللي بتعمله دة غلط
مازن: خلاص تبقي تتطلقي ونرجع لبعض وانا عندي استعداد اتجوزك وهأخدك ونسافر يا مي ونحقق كل اللي حلمنا بيه زمان فاكرة يا مي احلامنا سوا
مي: مبقاش ينفع انا لوفي خلافات بيني وبين جوزي مش معناها اني هطلق علشانك ارجوك ابعد عني
مازن : طب خليني اكلمك اعتبريني صديق
مي : مفيش حاجة اسمها كدة مفيش ست متجوزة تقبل انها يبقي ليها صديق انا أخلاقي متسمحليش اعمل كدة
مازن : يعني كل مشاكلك معايا علشان انتي متجوزة... قولتلك اتطلقي
مي بحدة : انت بأي حق تقولي كدة، اسمع للمرة الالف بقولك ابعد عني هذا اخر ما تفوهت به قبل ان تغلق الخط دون انتظار لرده جلست بشرود على الاريكة التي تتوسط الغرفة تتطلع بلفراغ
فمنذ عودت مازن الي حياتها وهي تشعر بلغرابة من نفسها هي لم تستشعره قط مشاعرها نحوه جامدة متلبدة عكس ما هيئ لها حتي محاولاته العدة لأقناعها بترك هاشم لم تستجيب لها و عند ذكر كلمة الطلاق ينقبض قلبها بذعر وتشعر ان انفاسها تنسلت منها وظلت تتسأل
هل ما ظنته حب عمرها واوقفت حياتها تفكر به ونقمت زوجها لأجله هو خدعةواهية بلنسبة لها هل مسمي الحب الاول انه لاينتسي اكذوبة ايضآ، لاتعلم هي ضائعة مشوشة بداخلها ثورة من الافكار المتضاربة لا تعلم ماهيتها ما تعلمه هو انها افتقدته بشدة وافتقدت حنانه المفرط معها
طرقات خافتة علي باب الشقة اخرجتها من شرودها تنهدت بسأم وهي تفتح الباب بترقب لتتسع عيناها من المفاجأة
-وحشتيني
هدر بها بنبرة حنونة غلفها الاشتياق
طالعته هي بصدمة يقف يستند على اطار الباب الخشبي ويبتسم ابتسامته الحنونة النابعة من قلبه وتلك الغمزات التي تزين وجنته شعرت انها حفرة عميقة و سقطت بها ،شهقت بخفوت وهي تطالعه يحمل بيده باقة ورد غاية في الجمال ويقدمها لها بشكل مسرحي خطف انفاسها ابتسمت هي بأتساع وهي تتأمل ملامحه البشوشة التي افتقدتها بشدة ليهتف هو بهدوء:
- هتفضلي سيباني كدة على الباب
هزت رأسها ب لا ليخطو نحوها ويغلق الباب، ارتمت هي بأحضانه بقوة اجفلته ليبادلها العناق بأشتياق وهو يدفن وجهه بين ثنايا عنقها بوله تام فقد افتقدها بشدة تلك الايام اللعينة مرت عليه كا الجحيم لم يذق طعم النوم ولا الراحة دونها ولكن كان يريد ينتظر مبادرتها هي رغبة منه ان يشعربمدي تمسكها به فبرغم انها جرحت كبريائه الا انه تغاضي فهو يعلمها عندما تقوم ثورتها تقذف بلكلمات دون شعور ولولا مهاتفة والدتها له كان قد استمر بأنتظارها ما تبقي من عمره دون كلل ....همس بأذنها بحب:
-انا اسف حقك عليا
-وانا كمان اسفة
هدرت بها بخجل ليطالعها بهيام ويقترب مقتنص شفتاها بقبلة حنونة حالمة بث بها مدي اشتياقه لها لتمرر هي يدها بخصلاته البنية القصيرة بحميميةغير مسبوقة وتبادله بشغف لم يعتاده منها، فصل قبلته بعد وقت ليس بقليل وقام
بحملها بخفة ودار بها بسعادة فقد شعر ان روحه كانت مسلوبة ببعدها عنه ليسترسل بخفوت امام شفتاها وهو مازال يحملها:
- بحبك يا مجنونة وهفضل احبك لغاية اخر نفس فيا ابتسمت هي وغمرت رأسه بسعادة ليسير بها الي غرفتها وهو يهمهم
بعبث:
-هي مامتك فين ؟
مي: ماما نايمة
هاشم : قشطة اوى يلا بينا كويس ان هي نايمة علشان نبقي على راحتنا
هتفت هي بتذمر : ايه يلا، على فين هاشم متبقاش مجنون احنا مش في بيتنا وماما ممكن تصحي فأي وقت
لم يعير تذمرها اي اهتمام واكمل سيره بها وهو ينظر لها برغبة ملحة وتحدث بنبرة يغلفها الأشتياق:
-بقولك ايه انا بقالي اسبوعين من غيرك ومعلش لازم اخد حقي وأعوض اللي راح عليا
همهمت هي بعدم فهم وهي تتعلق بعنقه : ايه تعوض يعني ايه؟؟؟؟
أجابها هاشم بوقاحة يخصها هي فقط بها : يعني يا حبي اعملي حسابك مش هسيبك غير لما اشبع منك، يعني ممكن منطلعش من الأوضة كدة غير بعد اسبوعين زيهم
ابتسمت هي بدلال وقالت : والله انت مجنون
رد هو بهمس مهلك امام شفتاها : -انا لومجنون فأنامجنون بيكي يا ميوش،لتتنهد هي بعمق وتستند على صدره ، ليبتسم هو بمكر و يدلف بها للغرفة ويغلق الباب بطرف حذائه، لينهال من نبعها ويرتوي بعسلها الذي افقده اخر ذرة تعقل به
----------------------
زفر بعمق اثناء جلوسه بسيارته امام السنتر الخاص ب فدوة تلك الشرسة التي اختطفت قلبه فمنذ الحفل الكارثي وهو يقتله الشوق لها يتمني لو يطالعها لوهلة فقد من بعيد ،الى ان جال بخاطره فكرة خبيثة لرؤيتها تدلي من سيارته بخطوات متلهفة الى الداخل فهو تقصد ان يدلف اليها بعد انصراف العاملين معها،وفور دخوله تسمر مكانه بذهول عندما وصل الى مسامعه تلك النغمات الهادئة بصوت فيروز التي تثير الذكريات بداخله بقوة
💥شايف البحر شو كبير
كبر البحر بحبك
💥شايف السما شو بعيدي
بعد السما بحبك
💥كبر البحر وبعد السما
بحبك يا حبيبي بحبك نطرتك انا..... ندهتك انا..... رسمتك علي المشاوير
💥يا هم العمر يا دمع الزهر يا مواسم العصافير....
ابتسم بحنين وهو يردد الكلمات الاخيرة التي كانت دائمآ تخصه بها (يا هم العمر يا دمع الزهر) فعندما كان يشاكسها كانت تتغني بها له تنهد بعشق بعدما سقطت عيناه عليهاشاردة
تستند على مقعدها بأريحية وتعبث بخصلاتها بشرود، تعالت دقات قلبه عند رؤيتها تتنهد بخفوت ولم تنتبه له بعد فيبدو ان تلك النغمات تثير ذكرياتها ايضآ
اقترب بخطوات حثيثة بجانبها وهمس بأذنها :
- وحشتيني
انتفضت هي بجذع حتي انها كادت تسقط من على مقعدها لولا ذراعيه التي باغتتها بخفةوثبتتها بلمقعد ارتفعت وتيرة انفاسها وهي تطالعه بذهول فهو كاد ان يصيبها بنوبة قلبية وهدرت بأنفاس متقطعة مذعورة:
-انت بتعمل ايه هنا ؟
-ابتسم بمكر وهو يعدل من وقفته ويضع يده بغرور بجيب بنطاله وهتف:
-جيت انفعك قولت انتي اولى من الغريب
فدوة :نعم مش فاهمة عايز ايه ؟؟؟؟
اكمل: عايز فستان علي ذوقك
جمدت ملامح وجهها ببرود قاصدة تلاشي الفضول بداخلها وردت برسمية
-اتفضل حضرتك المكان مكانك اختار اللي على ذوقك
هز رأسه بلا وهدر أكمل بعبث:
-اختاريلي انتي على ذوقك
فدوة:انا اسفة ممكن حضرتك تيجي بكرة هتلاقي البنات يقدرو يساعدوك
اقترب خطوتان منها وهو يري احمرار وجهها من الغضب ليزيد من اغاظتها ويشملها بتبجح واردف:
-انا عايزك انتي اللي تساعديني اصل بصراحة ذوقك يجنن في لبسك
تنهدت بنفاذ صبر وهي تتوجه معه تنتقي له بعض الاثواب المناسبة لتتسأل بعملية :
-المقاس ايه ؟؟
اجابها بوقاحة قاصد اغاظتها أكثر: -مش عارف بصراحة بس هي جسمها ملفوف لفة بنت لذينة حاجة كدة كيرڤي تخبل
هتفت هي عندما شعرت انه تمادى كثيرآ:على فكرة انت قليل الادب وانا غلطانة اصلآ اني بساعدك
ضحك هو علي حيلته التي كسرت جمودها ليسترسل:
-هو انا قولت حاجة مش انتي اللي سألتي
اجابته فدوة بحدة:سألت على المقاس يا أستاذ مش بقولك اتغزل في جسمها
أكمل:خلاص متتحمقيش هما كدة الحريم يا ساتر
فدوة:لو سمحت الوقت اتأخر، اخلص
هدرت هي بجملتها بنفاذ صبر بعد ما شعرت بقلبها يعتصر بألم فتري من هي التي يتحدث عنها بتلك الجرئة ويريد اقتناء الملابس لها... اخرجها من افكارها و هويرفع ثوب بيده ويلوح امام وجهها بخفة
أكمل:سرحتي فأيه.... على العموم انا اخترت دة هيبقي يجنن عليها انا متأكد
ليغمز لها بوقاحة وهو يتفحص الثوب وكأنه يتخيل منحيات امرأة بداخله شعرت بفوران رأسها واشتعال وجهها من الغضب لتهتف بتسرع وهي تجذب الثوب من بين يده وتلقيه ارضآ متناسية كرامتها وجمودها التي جاهدت في الحفاظ عليه:
- طالما انت مقضيها مع كل واحدة شوية
وبتحب وبتتغزل وبتشتري هدايا عايز مني انا ايه ليه مش عايز تسيبني في حالي بعد اللي عملته فيا
أبتسم بأستفزاز وقال ببرود: انتي عارفة السبب كويس متتغبيش
ابتسمت ساخرة وردت بنبرة موجعة:
- انا معرفش حاجة.. غير انك مش طبيعي وغرورك عميك لتستأنف بهستيرية ودون وعي :
-انا مش قادرة افهمك بترقبني خطوة بخطوة ومن كام يوم جيتلي وقولتلي هقتل صقر لو فكرتي تتجوزيه ومن شوية قولتلي وحشتيني ودلوقتي واقف تتغزل بمواصفات واحدة قدامي بكل وقاحة وجي تشتريلها فستان وعايزني كمان انا اللي اختاره انت ايه مش بني ادم ، ارحمني...و ارحم اعصابي.. انا تعبت فرت دمعه خائنة من عيناها وهي تلعن غبائها وتسرعها ثم وضعت يدها على وجهها محاولة منها كبح رغبتها بلبكاء فهي لن تشعره بلذة انتصاره عليها مثل كل مرة حاولت جاهدة لم شتاتها واسترداد ثباتها

إغواء قلب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن