الخامس والعشرون

28.1K 834 64
                                    

توجه هو الى جناحه بخطوات متمهلة رزينة وحمد ربه انه لم يجد والدته بأنتظاره فلابد انها غفت كعادتها مبكرآ ، وعندما أدار مقبض الباب ليدلف الى الداخل سحب نفس عميق من الهواء الى داخل رئته وكأنه سيشعر بلأختناق بلداخل ، ثم تقدم بخطوات هادئة
ليجد الغرفة بأكملها يسودها الظلام الدامس ليخطو عدة خطوات بحذر ويتحسس مكبس الأنارة ليضئ الغرفة

كانت هي تنتظر عودته بفارغ الصبر ولكن دون وعي غفت سهوآ على وضعيتها السابقة

رمقها هو بطرف عينه ولم يكترث لها ثم توجه الى المرحاض ليأخذ حمامآ باردآ لعله يزيح بعض من ارهاقه ذلك اليوم الكارثي وعند غلقه لباب المرحاض
انتفضت هي بذعر ونهضت من غفوتها وهي تلعن غبائها ، ليتناهي الى مسامعها صوت المياه الجارية بلداخل الحمام لتبتسم دون وعي وتتوجه للمرأه تتطلع لهيأتها المبعثرة بعدم رضا فكانت خصلاتها متناثرة بفوضوية ووجهها شاحب بشكل ملفت حتي عيناها كانت منتفخة قليلآ أثر بكاءها المتواصل لتزفر بضيق بعدما طالعت ذلك الثوب الأبيض اللعين الذي ترتديه الذي جلبه لها ذلك المقيط ،تشعر بلأختناق بداخله لكن ماذا تفعل هي لم تجلب اي شئ خاص بها معها فما حدث شتتها كثيرآ وافقدها تركيزها، لتحاول جاهدة ان تعدل من هيأتها قليلآ وترتب خصلاتها و جلست تنتظر خروجه ،بعد عدة دقائق معدودة خرج هو وهو يحاوط خصره بمنشفته العريضة وتوجه دون أكتراث الى غرفة ملابسه
وعند سحبه لذلك البنطال القطني من خزانته شعر بأنفاسها قريبة منه ولكن ظل على وضعيته ولم يعطيها اي أهتمام وظل منهمك بأنتقاء الملابس
لتقترب هي منه بخطوات حثيثة متلهفة وأحتضنته من ظهره بروية واشتياق، وعندما تشنجت عضلات جسده تحت يدها لم تهتم وشددت أكثر من عناقه تريد ان تستشعر ولو بعض من الأمان والراحة بقربه
ليغمض هو عينه بقوة، وتتهدج انفاسه لكنه ظل على وضعيته والتزم بثباته لتخبره هي بتوجس وهي تدفن جانب وجهها بظهره أكثر:
-عمري ما أتخيلت انك ممكن تسامحني وتصدق اني مظلومة

حانت منه بسمة هازئة وهدر ساخرآ وهو يفك تشابك ذراعيها حول خصره وينفضها بعنف ويبتعد عنها بنفور :
- مش هتفرق كتير وياريت متتعديش حدودك معايا واخر مرة تلمسيني وبلاش اسلوبك الرخيص دة

أحتل الحزن معالم وجهها تأثرآ بحديثه وهمهمت متسائلة بعيون غائمة : يااااه للدرجة كارهني وقرفان مني ،طب اتجوزتني ليه ؟؟

ليخبرها هو بغموض وبكلمات مقتضبة : ليا اسبابي الخاصة

لتهتف هي بأصرار: من حقي أعرف اسبابك

ليهدر هو بحدة وبأندفاع على غير عادته وهو يتقصد أهانتها ويتعمد ان يخفي السبب الأساسي لزيجته منها :
-عايزة تعرفي أسباب هقولك
اولآ مسمهاش اتجوزتني ،اسمها أشترتني ،انا أشترتك من ابوكي ودفعت تمنك غالي اوي مع انك رخيصة وتمنك كان لازم يبقي رخيص زيك ، وللأسف كنت مضطر أعمل كدة علشان خاطر اختك اللي جتلي هنا واترجتني ،وانا بصراحة لقيت الموضوع ممكن استفاد منه واصلح سوء سمعتي اللي انتي كنتي سبب فيها
مهو مش صقر العزازي اللي وحدة زيك تخصره شغله وسمعته

إغواء قلب (مكتملة)Where stories live. Discover now