رواية مشاعر قاسية

By wesam_osama

155K 5.3K 80

التمرد من طباع أدم مُنذ الخليقة لذا..لا تتردد وتمرد More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الثالث والرابع
الفصل الخامس والسادس
الفصل السابع والثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر والحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الخامس عشر الجزء الأول
الفصل الخامس عشر الجزء الثاني
الفصل السادس عشر
الفصل السابعة عشر
الفصل الثامنة عشر
الفصل التاسعة عشر
الفصل العشرون
الواحد والعشرون الجزء الأول
الواحد والعشرون الجزء الثاني
الثانية والعشرون
الثالث والعشرون
الرابع والعشرون
الخامس والعشرون
السادس والعشرون
السابع والعشرون
الثامن والعشرون
التاسع والعشرون
الثلاثون
الواحد والثلاثون
الثانية والثلاثون
الثالثة والثلاثون
الرابع والثلاثون
الخامسة والثلاثون
السادسة والثلاثون
السابع والثلاثون
الثامنة والثلاثون
التاسعة والثلاثون
النهاية
خندريس
مهم

الأربعون

7K 167 3
By wesam_osama

واية "مشاعر قاسية"
بقلم "وسام اسامة"
الحلقة الأربعون الجزء الأول"
النهاية الأولي
.................................
الأكتئاب يغطي ملامحها بسكون..او بإستسلام
كل ما مرت به يخولها ان تقتل نفسها..ولكن هي لا تملك الشجاعة الكافية لخطوة جريئة..لا تملك تلك الرفاهية ابدا

ياليتها لم تقابل فاروق حداد
ليتها ما أحبتة وتمردت وسافرت له
ليتها لم تتخطي الأعراف والعادات والتقاليد
ألف ليت وليت..ولكن النتيجة واحدة..غضب والدتها عليها
وسخط اباها..ومواساة شقيقتها رغم النظرات العاتبة

رمشت لتطرد الدموع العالقة بعيناها..ولازلت الدموع لا تنضب..ولا تهدأ..لا شيئ علي مايرام
وكأن خراب الدنيا تجمع داخل صدرها..ليُكسر قلبها دون رحمة او شفقة

سمعت صوت باب الغرفة يُفتح ويطل والدها منة
اشاحت بعيناها عنة بقليل من السخط وكثير من الألم والندم..شعرت بالفراش ينخفض لجلوس والدها وبدأ بالحديث قائلا..
-مكلتيش ليه..هو كل يوم موال رفضك للأكل..!

لم تجيبة ولكن ازدات دموعها بغزارة..لتلوح الشفقة بعين والدها..ليتحدث بخفوت..
-انتي قولتلي انا كنت فين من الأول
انا كنت جنبكم ديما..بس انتي مكنتيش شايفة الا نفسك يابنتي

ثم استطرد..
-انا وامك انفصلنا واختك عندها سنتين..انفصلنا عشان الحياة اندعمت بينا..مبقاش بينا نقطة تفاهم
حياتنا كانت زعيق وندب ومشاكل..حياة لو كنتُ عيشتوها كنُت هتبقوا مرضي نفسيين..وكان الطلاق هو الحل للمشاكل دي

نظرت له ميادة بنظرات باكية ليمسك يدها قائلا..
-لكن عمري ماسيبكم..ديما كنت بتصل وبتطمن
انتي كنتي بترفضي مكالماتي..بترفضي تتواصلي معايا كأي اب وبنتة..عكس مي. الي كانت ديما معايا
انتي الي مكنتيش موجودة يابنتي..مدتنيش فرصة اعلمك دا الصح والغلط..والعيب مني انا بردو اني استسلمت ومفكرتش انك مفروض محتاجة اب حتي ولو غصب عنك

انخرطت في بكاء عنيف..ليمسح دموعها بحنان قائلا..
-انتي غلطانة ياميادة..وغلطك كبير..بس عقابك كان أكبر
اقسملك بالله ماهيهدي بالي الا لما اجبلك حقك

فزعت وحركت رأسها بعنف نافية وهي تتمسك بيده
وعقلها يصور لها ابشع ردات الفعل ستبدر من ذاك المريض
لتهمس بتقطع وخوف..
-لا..يابـ..بابا..انسي..الي حص..ل..انا بخير

ابتهج قلبة لسماع صوتها..ولكن صوتها المتحشرج ألمه اكثر
ليمسح علي خصلاتها قائلا..
-المهم انك انتي تنسي الي فات..وتتخطي والأهم انك تتعلمي من اغلاطك..وتصلحي الي اتلفتية

كان يشير بحديثة الي حالة والدتها..لتعض علي شفاهها هامسة ببكاء مكتوم..
-مش هتس..امحني..كرهتني. اكيـ..د

-لا ياحبيبتي هتسامحك اكيد..دي بردو مهما كان أم
محتاجة وقت ومجهود..وهترجع تاني تكلمك..امك طيبة
والي مضيعها لسانها

حركت رأسها بصمت ليقف ممسكا بيدها..
-قومي يلا نتغدا كلنا..خالتك عملالك آكل انما اية
مبتعملوش الا وفي في الفورمة زي مابتقول

وقفت بوهن جوارة وكاد ان يخرج ولكن اوقفتة لتعانقة باكية..يكفيها حرمانها من حنانة واحضانة وهز لازال علي قيد الحياة..الآن فقط لن يداويها سوا والدها، هو الذي سيضمد جراحها ويساعدها علي التخطي

انتحبت أكثر ولازال يربت علي ظهرها بحنان..حتي قفزت بفزع وهي تسمع صوت ذكوري يقول..
-انتا بتخون ماما بعد كل السنين دي ياعمي..!

اختبأت ميادة خلف والدها الذي ضحك قائلا..
-انتا مش هتبطل حركاتك دي بقا..خوفت بنتي
حمدلله علي سلامتك ياحبيبي

اتجه والدها ليعانق ذاك الشاب..بينما حدق الآخر بها بصمت ليقول مرحبا..
-الله يسلمك

ثم اتجه بحديثة الي ميادة المنكمشة بنفسها ليقول..
-عندك بنات حلوة اهي ماتجوزهالي ياحج بدل ماانا عمال ادور..واهو يبقا زيتنا في دقيقنا

ضحك والدها مرة اخري بينما فغر فاه ميادة بدهشة من جرأتة..ليقول والدها..
-لا ياحبيبي انا مجوزش بنتي لواحد يتجوز عليها بعد شهر
ياشهريار زمانك

خرجوا سويا للمائدة لتهتف زوحتة..
-مايمكن القمر دي تتوبة ياحج..ولا انا عزيز  مش قد المقام

ادركت ميادة ان ذاك الشاب ابن زوجة ابيها..ليجلس المدعو عزيز لينظر لملامحها الجميلة رغم حزنها..
-مين عارف مايمكن اتوب علي ايديها فعلا

اقشعر جسدها من نظراتة الثاقبة..وادركت ان جملتة الأخيرة ليست مزاح..بل الجميع ادرك ان عزيز لا يمزح
بينما بدأ عزيز في تناول طعامة بتلذذ ليقول لوالدتة..
-تسلم ايدك ياست الكل الأكل انهاردة لذيذ بشكل

القي جملتة ليغمز لميادة في الخفاء..لتشهق بخفوت
وهي تنظر لطبقها بحيرة وتوجس..تشعر ان عزيز ذاك سيضع بصمة بحياتها..ولكن حياتها تنقص لعزيز !
                                   ***
كان صباح مُشرق علي الجميع..الاها
منذ ان طلقها طارق..والألم يضرب قلبها
تخبر الجميع انها سعيدة وبمنتهي السعادة والحيوية
ولكن تشهد الوسادة ليلاً بكذبها ونفاق حديثها
تشهد جدران غرفتها علي أنينها المكتوب

ويشهد قلبها الملكوم..تشهد عيناها الدامية
ولكن عندما يحل الصباح..ترتدي قناع المرح والصلابة
تنهدت بألم وهي تضع يدها علي صدرها بضيق..
متي ستنسي وتتخطي طارق..متي !

صدح هاتفها بأزيز جعلها تنتبة وتجيب...
-صباح الخير يا عُلا..عاملة اية

هتفت علا بصوتها الرقيق..
-صباح النور ياحبببتي..اية مش هنتقابل بقا
ولا خلاص محصلش نصيب مع طارق تنسي صاحبتك

رجع الألم الي قلبها مرة أخري لتهمس بصعوبة..
-لا طبعا ياعُلا اية الي بتقولية دا..بس مينفعش اجيلك
انتي عارفة كلام الناس وميصحش

-طب ياستي ايه رأيك نخرج انهاردة..سليمان نفسيتة تعبانة وبقاله كتير بيطلب يشوفك ونخرج نقضي اليوم سوا
وخصوصا اني عملالك مفاجأة

تنهدت مي بألم ولكن كظمتة لتقول..
-ماشي ياحبيبتي..هعمل الغدا لماما وأتصل بيكي ونتقابل
بوسيلي الأموى علي مااجي

اغلقت الهاتف لتقف امام مرآتها..تحدق في انعكاسها علي المرآه..تنظر لعيناها الغائرتين..ووجهها الشاحب..ثغرها الوردي الباهت..خصلاتها السوداء المُظلمة

كانت تختلف عن مي التي تشع حياه وطاقة
كانت جميلة رغم انها كانت تحبه في الخفاء دون علم احد
ولكن اصبحت باهتة حين علم بذاك الحب وظهر للعلن

اطرقت عيناها ارضا لتقع عيناها علي الدفتر الأسود
جذبته وتلمستة بحنين..حنين مؤلم ونظرات لوامة
لوامة له ولذاتها ولقلبها

وضعتة بمحلة لتتنهد مطولاً..وهي تتجة الي المطبخ لتُعد طعام الغداء لوالدتها الصامتة
لتتجة يدها الي المذياع تُدير زره لتنبعث النغمات الناعمة

" بالي معاك..بالي بالي بالي بـالي..يابو الجبين عالي عالي عالي عالـي..وحيات سواد عينيك ياحبيبي..غيرك مايحلالي"

لاحت ابتسامة باهتة وهي تتذكر عبناه الجميلة..واهدابة الطويلة..والتي ورثها عنه سليمان" عمري ماراح يرتاح ياحبيبي والشوق في قلبي يقيد
فكري معاك نور ياحبيبي غيرك مايحلالي..غيرك مايحلالي"

اخذها خيالها ان تتخيلة حولها..يشاركها تلك الأغنية..يضع ذقنة في جوف كتفها..ويعانق خصرها بحالمية..ويغمض عيناه السوداء..يمسك بيدها
يردد معها الأغنية وييشاركها جمال اللحظه..لتهمس له بحب وعينان دامعة...
-غيرك مايحلالي

ومع آخر دندنات الاغنية شعرت ببرودة..وانقشع خيال الحبيب من حولها..ذهب طارق وذهب دفئة..ذهبت عيناه وذهب يداه الحانية

وصارت تقف بمفردها دامعة العينان محطمة الفؤاد
ترجو النسيان والتخطي..او التنعم بقرب الحبيب
آاااه..من الحب وألمة..آه وألف آه

انقضت الساعات سريعا وتجهزت لتقابل عُلا وسليمان..ابن قلبها وروحها..أبن حبيبها ..حتي وان لم يعد..

ارتدت ملابسها بعشوائية..ولم تضع اي زينة..اكتفت برسم ابتسامة باهتة مصطنعة
اتجهت الي احد المولات..التي يفضلها سليمان لتوفر ألعاب الاطفال الضخمة بها

اطلق الصغير قهقه مرحة حين رأها وارتمي بين ذراعيها..لتعانقة بقوة هامسة..
-وحشتني اوي ياسولي

لف الصغير ذراعية حول رقبتها بقوة كادت تخنقها
لتعانق عُلا هي الأخري قائلة..
-وحشتيني يالولو

اقترب منهم رجل جعل خفقاتها تصم اذنها..لتكور اصابع قدمها في كندرتها..لتهمس بصوت خافت..
-طارق

حملت عُلا الصغير لتقول..
-اقعدو اتكلموا..وانا هتمشي مع سليمان شوية

صُدمت مي من تلك المُقابلة المُدبرة..ولكن طارق لم يدع لها الوقت لتُصدم اكثر وهو يهتف بهدوء..
-تعالي نقعد في الكافية نتكلم شوية

رغم رفض ملامحها الا انا طاوعته واتجهت لتجلس الي المقعد الذي سحبه لها..جلست وجلس
ليقول بعد صمت..
-عاملة اية يامي

حركت رأسها بصعوبة وهي تهمس..
-الحمدلله..كويسة

همهم بإيجاب وهو يدخل يدة في جيبة ويخرج ظرف كبير نسبيا ليقول..
-اتفضلي

نظرات متسائلة القتها نحو الظرف ليحرك رأسه لتُمسكة وتفتحة ببطئ..وكل ثانية تمر تتسع عيناها أكثر لتشهق قائلة بصوت مرتفع..
-ايه دا عملت كدا ازاي

ابتسم علي دهشتها..بل صدمتها ليقول..
-الموضوع مش صعب اوي..كلمت الوزارة واكبر الدكاترة ساعدوني في حاجة زي كدا..والزملاء كمان..لحد مالقرار طلع..رسميا انتي لسه مُقيدة في الكلية..وهتمتحني تخلفات

طرفت الدموع عيناها لتهمس..
-بس كدا كتير عليك

هز رأسة بنفي ليقول وهو يحدق بها بمشاعر شتي..
-وقليل عليكي..المهم تكوني مبسوطة
وترجعيلي...

نظرت ارضا دون ان تعطية رد..حتي وقف باسما رغم حزنة من رفضها الواضح..ليقول..
-عوزتيني هتلاقيني معاكي ديما

كاد ان يقف ولكن اوقفته قائله بخفوت..
-هتستناني..!

نظر لها ثوان عدة..ليقول..
-هستني لكن متتأخريش عليا..الي فات من عمري مش قد الي جاي يامي..لكن هستناكي ..بس متخليش انتظاري يروح علي الفاضي لو قلبك اتعلق بغيري

ابتسمت وهي تمسح عيناها..هامسة
-غيرك مايحلالي

واية "مشاعر قاسية"
بقلم "وسام اسامة"
الحلقة الأربعون الجزء الثاني"
النهاية الثانية
.................................
عيناها الحادة التي تقابلة منذ ان استيقظ تحاصرة بتصميم مُرعب..ملامحها المشدودة جعلتة يُدرك ان شهد في اقصي مراحل غضبها وسخطها..ليقول بحذر..
-شهد انتي شاكة فيا..!

صفعت فخذها بغيظ لتهتف بعصبية..
-مش شاكة فيك..لكن مقولتليش دلوقتي اية الي وداك الشقة دي هشك فيك ياغيث..احكيلي عشان انا هتجنن

تنهد ليمسك كفها البارد ليقول..
-اتصلت بيا وانا في الشغل تستنجد بيا من جوزها الي في تونس..قالتلي انه عرف انها كانت علي علاقة بيا وهيجي يموتها..وانه بعتلها رسالة تهديد انه في طريقة ليها عشان يقتلها..ورغم كدا رفضت..لكن

قاطعتة شهد بجمود..
-لكن استخدمت السلاح الي انتا متقدرش تقاومة وهي ملك الله يرحمها..وحلفتك بيها صح كدا

حرك رأسه بٱيجاب ليقول بصدق...
-بس انا مروحتش عشان حلفتني بملك..انا روحت عشان انا راجل ياشهد..مش هتتصل تستنجد بيا وانا اقول مليش دعوة..تصرفي كان نابع من راجل..مش عشان حلفتني بملك

حدثها الأنوثي جعلها تُدرك انه يفسر لها سوء ظنها
ويخبرها انه لم يأخذ بحلفها بأسم حبيبتة الراخلة..
غيث يفسر لها شيئ يخص ملك..!

أكمل وهو يشد علي يدها لتصدقة..
-يدوب دخلت..لقيتها بترش في وشي مادة بتحرق العين
طبعا حرقتني وبقيت ازعق..ومش قادر من عيني
اعتذرت ودخلتني وجابتلي ماية..ومنديل لعيني
وبعدها ماحسيتش بحاجة

صمتت شهد تجز علي أسنانها وتود لو تري ناردين لتقطعها ألف قطعة..لا بل تمزق كرامتها كي لا تقترب من أي رجل متزوج بعد الآن..ليقول غيث..
-انا جيت هنا ازاي..واية الي حصل

قصت له شهد ماحدث بعصبية..ولكنة قاطعها ببطئ..
-يعني انتي كلمتي وليد !

من نوبة عصبية الي نوبة اضطراب..وهذا ليس جديد علي غيث..الذي ينتشلها من شعور لشعور  من أقل من ثانية..لتقول مُبررة..
-انا كلمته عشان كنت خايفة عليك..ماهو بردو خوفي كان بمحلة..ماانا قفشاك في شقة معاها وهرياك بوس

توسع بؤبؤ عيناه من صوتها المُرتفع ليقول بتشتيت..
-اية..قفشاني..وبوس اية..بقولك انا كنت مش داري ولا واعي للدنيا..تقوليلي قفشاني !

ابتسمت داخلها بإنتر وقد نجحت في"خذوهم بالصوت حتي لا يغلبوكم" لتقول بغل حقيقي...
-لا ياحبيبي الهانم بيساك...والروج كان معلم في كل حتة فيك..انما اعرف انك فايق بقا ولا مش فايق معرفس

رفع غيث حاجبة..ليجذبها اليه لتق علي صدرة بحنق قائلة..
-غيث اوعي كدا انا مش طايقة نفسي

همهم غيث وهو يداعب عنقها بأناملة الخشنة..
-تعرفي ياشهد رغم اني بعيد عنك بقالي اكتر من تلات شهور..والملايكة بتلعنك كل يوم انا ببقا نايم مقهور منك
بس في كل ليلة ببقا مسامحك..وعمري مافكرت المس غيرك ولا اقبل لمسة حد

تاهت في عيناه الرزينة لتقول بخفوت..
-انا عارفة انك مجيتش جنبها..لكن كل ماافتكر انها لمست جوزي..حبيبي..الي اخيرًا رجعنا تاني لبعض..ومتأكدة انها هي الي بعتت الرسالة

ابتسم غيث ليقول وهو يشدد عليها بين احضانة ليقول..
-آخر مرة قولتيلي فيها  حبيبي كانت من شهور
هو لازم واحدة تستفرد بيا عشان تحني عليا

لاح الحزن علي عيناها لتقول..
-الي عدينا بية صعب اوي..متخيل ان كل واحد فينا هيروح في حتة بعيد عن التاني..بعد كل دا هنكون مجرد ذكري في حياة بعض

ابتسامة ساخرة احتلت ثغرة ليقول بحدة..
-علي أساس اني كنت هسيبك..والله لو هتهربي فين هجيبك تاني..انا ملقتكيش بسهولة عشان اسيبك بسهولة
ومتفكريش في نفسك وتهربي..فكري ان وراكي تلاتة متعلقين بيكو ويتوهو بعدك..احنا من غيرك ولا حاجة

لانت ملامحها لتضع يدها علي وجنتة تداعبها بحنان لتهمس بتأثر وعينان دامعة..
-انا أسفة ياغيث..والله العظيم انا بحبك..وعشان بحبك جرحي منك بيبقا سهل..لكن انا مش هفكر ابعد تاني
ربنا يهديك ليا ياحبيبي ..ويحميلنا اولادنا

صاح ببهجة...
-يـا فــرج الـلـة...يعني خلاص كدا سماح
نسينا الي فات وبقينا زي الأول

هزت رأسها نافية ليجعد وجهه..ولكن حالما انبسطت ملامحة لتقول مُحذرة..
-رجعنا احسن من الأول...لكن لو فكرت تلعب بديلك تاني
ساعتها متلومش الا نفسك..الي فات فات..من انهاردة انا الماضي والحاضر والمستقبل..انتا فاهم

هز رأسه بلهفة ..لتبادر وتُقبلة بمحبة وطيب خالص
تعطية موافقتها علي البدء من جديد..البدء معة وله
لغيث..حبيب العمر ورفيق الأيام..افضل حبيب..وأفضل مُرافق يملك أحضان دافئة تساعد علي الأسترخاء والأستماع لفيروز..ليُهدي الكلمات لفيروزية العينان

"بعدك علي بالـي..ياقمر الحلوين، يازهرة تشرين
يادهبِ الغالي..وبعدك علي بالـي..ياحلو يامغرور
ياحبئ ومنتور علي سطح العالـي"

                                  ***
وضع جواد حقيبة الملابس أرضا..بينما نظرت مريم الي الشالية المُطل علي شاطئ الأسكندرية..والذي أصر جواد علي اصطحابها اليه..ليقول جواد بخفوت..
-عجبك الشالية ..

انتبهت الية لتقول بإيجاب باسمة بشرود..
-آة جميل اوي..

فسر شرود عيناها وتباعدها انها لم تعد تحبة..فقدت شعورها به..لتتجمد يدة حول كتفيها ليقول بعد صمت..
-انا هروح آخد شاور وبعدها نطلب أكل

ثم ولاها ظهرة وسار الي غرفتة بصمت..بينما هي راقبت سيرة بأعين شاردة..هي لم تُشفي بعد..وهو كذالك
اطلقت تنهيدة عميقة نابعة من خبايا روحها..ولكن وئدت صوتها كي لا تزيد من صمت الآخر

بينما هو كان يقف تحت مرش الماء وعقلة لا يهدأ
كيف يمحي نظرات الحزن عن عيناها..كيف يُبعد الشرود عنها !

كيف يسترجع طبيعتها المغرورة والعدائية في بعض الأحيان..كيف السبيل اليها من جديد..كيف !
هل اطفئها..هل اطفئ شعلة تمردها..وتلك التي بالخارج هي صنع يداه...اذًا كيف يسترجعها..كيف!

خرج من الحمام وقد التحف بثوب الحمام..ماهي الا بضع دقائق وارتدي ملابس مُريحة تناسب يوم مُشمس
خرج من الغرفة ليسمع صوت تخبط الأواني في المطبخ

اتجة الي المطبخ ليجد مريم قد بدلت ملابسها وارتدت منامة قطنية رمادية تصل لركبتيها وتغطي مرفقها
وجمعت خصلاتها في كعكة مُنظمة مع ترك الغرة تعطيها مظهر رائع..

وقف يتابع تحركاتها وهي تضع المكرونة..ذات الأصابع الرفيعة للغاية في الماء الساخن..ثم تتجة الي اللحم المُتبل تضعة في كيس حراري ثم وضعتة في الماء المغلي

رفع حاجبة بدهشة..متي فعلت كل هذا!
هل استغرق وقتًا طويلاً في التفكير !

التفتت مريم لتجدة يقف خلفها ويضع يدة في جيوب بنطالة القصير لتقول باسمة..
-انا افتكرتك نمت

رفع حاجبة بنفي قائلا..
-وهو انا جلف عشان اسيب ست جميلة واقفة بتطبخ بكل الحلاوة دي بردو

ضحكت مريم وهي تضرب كف بآخر..
-بقا منظري كدا جميل..طب دا انا كنت بقعد بالساعة البس في قمصان واحط ميكب واعمل شعري عشان تقولي الكلمتين دول..وجاي وانا مش عاملة اي مجهود تقول كدا

لا يدري هي يشعر بندم..ام يبتسم ويتملقها !
حسم أمرة وهو يقترب منها ويفك عقدة الكعكعة ليقول ساخرا..
-هممم يعني كنتي بتعملي كل دا عشان اشوفك حلوة

هزت كتفها ببساطة قائلة..
-اكيد مش عشان اقول لنفسي يعني
..الا انك ولا مرة قولتلي اني جميلة فعلا

رفع حاجبة ليقول..
-بس انتي عارفة انك جميلة

ضحكت ساخرة لتقول..
-انا عارفة اني جميلة..لكن مختلفة لما اعرف اني في عينك جميلة...اممم المكرونة هتتحرق كدا

التفت لتقلب الطعام بينما كاد جواد ان يصفع جبينة
مريم كاحال اي امرأة تود لو تسمع الغزل..وتذوب من لمسات ناعمة..تود لو بخبرها زوجها انها اجمل امرأه خُلقت بين النساء...

تنهد بصمت بينما همهم بأسمها قائلا..
-مريم

-همممم

-اساعدك في حاجة..انتي عملتي المكرونة
اجهزلك الصلصة..ولا اعمل السلطة !

هزت رأسها بنفي وهي تمسح يدها بمنديل قائلة..
-لا مفيش داعي انا هجهز كل حاجة..روح اقعد وانا هجهز الأكل واجي

فاض الكيل..ليمسك يدها ويجذبها الية قائلا بنفاذ صبر..
-وانا مش جاي اقعد مع نفسي ولا انتي جاية تطبخي
مريم انتي بتهربي مني لية

لم تحاول أزاحة قبضتة لتقول بهدوء رغم ضعف عيناها..
-خايفة ياجواد..خايفة تقول حاجة ترجعني لورا
ومش عارفة هنكمل مع بعض ازاي مع شعوري دا

لانت قبضتة ليقول بدهشة..
-لكن انا بررتلك..انا مش ممكن ارجعك لورا تاني يامريم
لازم تهزمي شعورك دا..لانك كدا هتضيعي عمرك وعمري في حجات ملهاش وجود

هربت بعيناها ليقول بخفوت..
-مريم متعمليش كدا..انسي الي فات
لو فاكرة اني ممكن أذيكي يبقا اكيد انك اتجننتي

هزت رأسها بضعف لتقول..
-لا متجنتش ياجواد..انا فقدت الثقة بنفسي..بقت اقل كلمة منك تحطمني..انا مش مصدقة انك بتحبني حتي

ابتلع صدمتة بصعوبة ليمسح علي وجنتيها برفق قائلا..
-ومحبكيش لية!
انتي جميلة ..وقوية..وبتحبيني..ورقيقة ومغرورة ومنخيرك طويلة

أتم جملته وهو يقرص انفها ليكمل بلين..
-لو انتي مش مصدقة اني بحبك..عندي طُرق هتثبتلك صدق كلامي

مال عليها ليعانقها ولكن صفير الأواني جعلتها تبتعد سريعا كي تطفئ الموقد..بينما تركتة يغلي بعاطفتة ليصله صوتها قائلة...
-لو لسة علي عرضك انك تساعدني..جهز سُفرة برة علب الشط..اهو نغير شوية

تحقق مطلبها في أقل من عشر دقائق
وكان الطعام موضوع امامهم..وصوت لطمات الموج تطرب الجلسة الهادئة لتقول شاردة...
-بقالي كتير منزلتش البحر

همهم جواد بعد فترة ليقول...
-طب انتي خلصتي أكلك ..!

لم يمنحها الوقت لتجيب..بينما وقف وحملها علي حين غرة قائلا...
-مش مهم الأكل..اهو موجود اهو مش هيطير

تعلقت في رقبتة لترمش بتفاجؤ ...
-اية دا في اية !

ابتسم وهو ينظر لعيناها التي تشبة البراعم..
-هننزل البحر..الجو حلو انهاردة..وعلي رأيك اهو تغير
ولا انتي اي رأيك

ابتسمت وهي تشعر بقطرات الماء..لتسمعة يتسأل...
-بتحبيني !

هزت رأسها نافية وقد انتابها تمردها القديم..ليقول ضاحكا..
-بقا كدا..يعني مبتحبنيش

-وهو المفروض اقع تحت رجليك واقولك انا بحبك ودايبة فيك ياسي السيد وراجلي الوحيد..وآماني في الدنيا..

التمعت التسلية في عيناه ليقول..
-عجبني التخيل..فكريني لما ندخل الشالية نمثل المشهد دا..لكن يبقا بأداء تمثيلي احسن

هزت كتفيها بدلال تجيدة..
-في عينك

ضحك بقوة وهو ينزل قدميها الي الماء ليقول..
-اسمها بعينك...بقالي اربعين فصل بعدلك كلامك
ارحميني واتكلمي
انجليزي أحسن ياحبيبتي
وبعدين بعيني ليه..ماانا ممكن اعملهالك عادي

ركلت الماء بقدمها لتقول...
-يعني تعرف دلوقتي تركع علي ركبتك وتقولي انك بتحب..

قاطعها وهو يجلس علي ركتية ليخطلت الماء بالرمال علي بنطالة الناصع...
-انا بحبك يامدام مريم ومقدرش استغني عنك..لأنك ست جميلة رغم عيوبك..ورقيقة رغم غروروك..واتمني تتكرمي عليا وتبادليني شعوري

كان الهواء يتلاعب بخصلاتها وردائها الرمادي
كما كان جواد يتلاعب بخفقات قلبها لتقول..
-ولا مبادلتكش شعورك !

وقف ليقول بتصميم..
-هتبادليني بعدين..رغم اني عارف انك بتحبيني
بس لما تقوليها انتي مختلفة

ضحكت علي استعماله لكلماتها لتقول..
-بس انتا عارف اني بحبك

جذبها اليه ليقول بحميمية..
-من مريم المغرورة كل حاجة ليها طعم تاني
عارف انك بتحبيني يامريم..استسلمي خلاص عرفت ان نفسك اطول..وخلتيني انا الي اعترف

حركت رأسها بإيجاب وقلبها يقرع كالطبول لتهمهم..
-انا اكسب..!

ابتسم علي طفولتها..او غرورها لا يدري
ولكن مايهم الآن انها بين يداه..ناعمة، راضية وراغبة
تكاد تذوب من لمسة..اذن لا ينقص سوي ان يهبط ويعانقها ليُكمل مشهدهم بالطريقة المثالية التي تفضلها مريم ذات الأنف الكبير
                                   ***
الثنائي الي جاي في النهاية التالتة
(ناي..يزيد، ساندرا..الإيطالي)
ومشهد خاتمة لمريم وجواد....ونكون فركش علي كدا😂
والنهاية التالتة بكرة عشان مُرهقة انهاردة...لكن لو لاقيت تفاعل  كتير هسهر عشانكم

Continue Reading

You'll Also Like

273K 12.6K 41
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
185K 10.8K 25
"جمعها القدر به بعد أن عصِفت بها الحياة حيث كانت تُواجهها بمفردها، رأت به ومعه ما لم تراه بحياتها من قبل، قسوة وحنان، حبٍ وكره، لم تفهم ما الذي يُريد...
1.2M 4K 64
⚠️ القصة دي شبه واقعية وتحكي أحداث معظمها حدث معي شخصياً بالفعل،⚠️ يعني معظم الشخصيات اللي فيها موجودة بمواصفتها لكن الخيال فيها إن مش كلهم بل معظمه...
185K 18.4K 17
تَبدأ حِكايتِنا بَين بِقاع اراضٍ يَسكنُها شَعبّ ذا اعدادٍ ضئيلَة ارضٌ تُحَكم مِن قِبل ثلاث قِوات و ثالِثُهم أقواهُم الولايات المُتحدَة | كوريا الجنوب...