السادس والعشرون

3K 127 3
                                    

رواية "مشاعر قاسيه"
الحلقه "السادس والعشرين
للكاتبه وسام أسامه
...........................
كان يقف في الشرفه وعيناه مُسلطه علي غيوم السماء التي تحمل مخزون امطار يكفي لصخب ليله كامله
بعكس قلبه الذي لا يحمل ولو عذر واحد علي ما ألت اليه علاقته مع زوجته الهادئه سابقا..والصامته حاليا
لا تتحدث معه  تكتفي برعايته ونظراتها حذره..لم تعد تتأثر به مطلقا..بات قلبها اقوي وأشد سبيلا

السد المنيع الذي كان يمتلئ بالأمل حين طلب أن ترعاه وتقبلت رعايته..بغرض انه سيؤثر بها ويعتذر وتعود علاقتهم كما كانت..انتهي مخزونه..بل اصبح اليأس يحتل السد وسيغمر عما قريب

عض باطن فمه بضيق وهو يتذكرها وهي تتحاشاه..لا تختلط به وتنفذ ما هو لصالحه دون الحديث..تكتفي بالأحتماء عنه في غرفتها..لا تشاركه الطعام..أول جلساته الليليه أمام الشرفه..بل تكتفي بأعداد مشروبه الدافئ وتختفي بين جدرانها..وعندما حاول ان يقتحم تلك الجدران وجد منها النظرات الرافضه والنافره..كان يقف امامها ومقبض الباب بيده..فلم يجد نفسه الا وهو يخرج صافعا الباب يحاول طرد نظراتها من عقله

اباتت تكرهه وتنفره حقا..وتود الأنفصال !
شهد الناعمه وضعت حاجز شديد صلب سيكسر يداه ان فكر في كسره..شهد باتت في غني عنه وأختارت الطريق الخالِ من غيث وذكرياته

شعر وان قلبه قد قُبض بقبضه من ثلج جعلت جسده يقشعر من التخيل أنها تهجره دون الألتفات له..سيكون الأمر مؤلم
مؤلم للغايه في الواقع

امسك هاتفه لينظر الي العديد من الصور التي جمعتهم علي مدار سنوات زواجهم..كانت من أسعد اللحظات التي كان يجب توثيقها بالصور..كانت جميله ضاحكه ومشاكسه..كانت رائعه دون هذا الصمت الكئيب الذي خلقه داخلها..كانت ضعيفه ولكن قويه به..والآن هي أقوي منه

لاح تساؤل مُلح في عقله..هل الحزن والظُلم يولد القوه!
ام ان شهد كانت قويه بنقطة ما في داخلها..ولم تشاء ان تظهر قوتها وصمودها أمامه..

تنهيده حاره خرجت من فمه وسط الأجواء الشتويه..ثم اعقبها بغلق عيناه ووجهه يستقبل قطرات المطر التي تزخ بكرم وافر علي محيطهم..لم يُمانع أستقبال قطرات الأمطار التي باتت تضرب وجهه وراسه بقوه..لم يمانع ان تمتصها ملابسه الثقيله..كما لم يمانع أن تراقبه تلك الجميله بقلق

كانت شهد تتابع هيأته المُسالمه والقلق يتفاقم داخلها
ليهتف صوت المُحبه التي تتلبسها كلما يصيبه سوء
هل ستتركينه يتبلل ويمرض من الشتاء!

التفتت تحاول ان تحجب مشاعرها العاريه عنه..وأشتياقها وعتابها وكل جوارحها التي تتوق اليه ولكنها تتغلف بغلاف القوه

أفاقت علي صوت النغمات الحزينه التي صدرت من الشرفه
والتي دائما تأتي من نافذه جارهم الوحيد الذي يقطن فوقهم...
"وكأني من حقي احضنك وسط الشوارع..وكأني لما اقول بحبك كل واحد يبقا سامع
والبرد يبقالي هنيالك..انا البُكا حالي وأنتي الغُنا حالك
هنيالك..هنيالك..هنيالك هنيالك

رواية مشاعر قاسيةWhere stories live. Discover now