الرابع والعشرون

3K 125 1
                                    

رواية مشاعر قاسيه
الحلقه الرابعه والعشرين
للكاتبه وسام اسامه
...........................
تفجرت ينابيع دموعها من جديد وهي تتذكر زوجها الراحل ميار الحبيب..كم تشتاقه وتشتاق حنانه وعطفه الكبيران
كم تشتاق وجوده معهم في غربتها تلك التي تقتلها الف مره لصعوبة تواصلها مع اهل تلك البلاد الغريبه..وصعوبه العيش بمفردها

تنهدت ناي بألم وعقلها يستجمع آخر مامرت به منذ ان علمت بالطريقه الشنيعه التي سُرق بها جسد ميار الراحل
اغمائها وصدمتها العصبيه فيما حدث..حاول صالح وعائشه مواستها بانه شهيد في جنة الخُلد..وانه قد ارتاح من عذاب الدنيا ومشقتها

لتجد نفسها تسأل بتعب وعذاب، اما آن لها الراحه هي الاخري اما آن ان تصعد روحها الي السماء لترتاح..او تجد متسع في الأرض بلا شقاء وعذاب
ولكن نظره بريئه من اولادها الصغار جعلتها تصبر وتحتسب عند الله..واخيرا بعث لها أخاها بعض المال ورتب سفرها اليه بألمانيا..أخيرا ستحظي بسند حقيقي..ستسأنس بأخاها
لن تظل عالقه شريده في بلاد الغرب

ولكن صدمه الواقع الجمتها..أخ منشغل دائما بالعمل والاجتهاد في هذا البلد الغربي..الذي يعتمد علي العمل المتواصل لتستطيع العيش به سالماً آمنا..عليه ان يشقي الليل والنهار ليُثبت انه ليس لاجئ عال علي أهل هذه البلاد

انما رجل يعمل بكل جهده وجده..ليثبت انه ياكلها بعرق جبينه المتعب..وجسده المنهك
وما يجعله صابرا علي تلك الحياه الصعيبه..حياة..تلك الفتاه المصريه التي تجاورهم في المسكن..فتاه تعمل في احد وسائل التلفاز الألماني..مغتربه هي الأخري..تكتفي بالعمل والمرح..والتلصص علي اخيها الوسيم من شرفتها الزجاجيه

افاقت ناي علي طرقات متحمسه علي باب دارها..لتعلم هوية الطارق بهذا الحماس..فتحت الباب قائله بعبوس مصطنع..
-لك حياة مليون مره بقِلك لا تدقي الباب هيك..لك والله مابتصدق ايمتا اللولاد بيغفو

ضحكت حياه بباشاشه وهي تدلف حامله بين داها اناء متوسط هاتفه....
-وانا مليون مره بقولك كلميني مصري عشان بتحسر علي رقتي لما بسمع كلامك دا

تبسمت ناي أخيرا وهي تجلس امامها..
-حاضر ياأوختي..راح اسكت ومش هأحكي الا مصري
ايه قولك بقااا

اطلقت حياه العنان لضحكاتها الصاخبه لتقول صافقه كف علي آخر..
-يخربيت المسلسلات المصري الي مسؤه سمعتنا..ياابنتي احنا بنقول اختي عادي..مش اوووختشي دي خالص

ضحكت ناي بأنشراح علي تلك خفيفه الظل الي تقبع أمامها لتقول ناظره للأناء الذي بين يدي حياه..
-ايه دا ياحياه!

تبسمت حياه في خجل وهي تكشف الغطاء قائله..
-عملتلكم محشي مصري..عشان اثبتلك بس ان أكل المصريين حلو زي السوري كمان

تبسمت ناي بخبث وهي تأخذ الأناء من يدها قائله بالمصري...
-اااه قولتيلي ياحبيبتي..ميمشيش معاكي انك عملتيه عشان معاويه مثلا !

رواية مشاعر قاسيةWhere stories live. Discover now