الواحد والعشرون الجزء الثاني

2.9K 124 0
                                    

رواية مشاعر قاسيه
الحلقه الواحد والعشرين الجزء الثاني
للكاتبه وسام اسامه
............................
أنهي فاروق أعماله المتراكمه..ليريح رأسه علي المقعد الجلدي خلفه..وعيناه شارده في سقف مكتبه..عقله غائم تماما عن الحاضر..وذاكرته تأخذه الي تلك الحبيبه الجميله
برائحة الماضي..الا الآن لا يعلم ان كانت أحبته بيوم من الأيام ام كان شعورها زيف كَكل ماكان بينهم

طرأت علي ذهنه مشاهد عديده..حب الجامعه..قبلاتهم المسروقه بعد كل نزهه..عيناها الجريئه التي كان يتغزل بها ليلًا ونهار

نعومتها حين تهمس ببطئ..
-بموووت فيك ياروقه

وكان يموت فداء تلك المراه ونعومتها وكل مافيها..وتوالت الايام والسنين
حيث تخرجا من الجامعه ثم خطبتهم..ثم الزواج
جاءت كل الاحداث خلف بعضها البعض..كل شيئ كان جميل ورائع للغايه..وعشقهم الكبير كان خير دليل لذالك
مال وزوجه جميله وأسره ذات حسب ونسب

اغمض عيناه بقوه والقسوه قبضت ملامحه..وأصبح الاسوء يمر علي ذاكرته واحد تلو الآخر..ومنهم مشهده الأخير معها
امرأته الجميله المحبه..

اختنقت أنفاسه بقوه ليفتح عيناه علي وسعها وهو يفتح فمه ليأخذ شهيق عنيف..وكأن انفاسه كانت محتبسه لدقائق طويله..والأكسجين اختفي من حوله
وقف مترنحا يمينا ويسار حتي وصل الي حمامه الخاص بمكتبه لينزل رأسه تحت الماء البارد عله يستفيق من تلك الدوامه القاتله

صار يتنفس بصعوبه وهو يضرب الحائط امامه بوحشيه
وعيناه الجذابه اصبحت مليئه بالخطوط الحمراء
اختنق تنفسه ليضغط علي أسنانه مصدرا صوت زمجره مخيفه..لتتشنج اعضائه

دلفت مساعدته سريعا عقب سماعها لصوت الضجه
وحين رأته يتشنج بلا توقف..فزعت قائله..
-سيد فاروق..سيد فاروق..أوه ياالهي سيد فاروق

خرجت سريعا لتجلب هاتفها بفزع
كان فاروق بعالم آخر تماما..ووجهها يتوسط كل المشاهد القاسيه...وكلما رأي سبب اوجاعه تعلو زمجرته..حتي سقط أرضا ولازلت رقبته ملتوحه وعيناه تبرق بشكل مرعب
وزمجرته تشبه الوحوش المقيده

دخلت مساعدته من جديد وهي تطلب أحد الأرقام هاتفه..
-سيده عبير..السيد فاروق انتابته الحاله من جديد
بل بشكل أكبر..أرجوكِ استدعي طبيبه علي وجه السرعه قبل ان يسبب اذي بالغ لنفسه

كانت تتحدث وتنظر له بشفقه..رغم ان هذا المشهد قد رأته مره وأثنتين..ولكن تلك المره يبدو فاروق بحاله غير طبيعيه اطلاقا

ووسط زمجرته واعوجاج رقبته..وعيناه التي ارتفعت قرانيتها للأعلي..كانت الدموع تحضر لعيناه بغزاره
ووجه تلك المرأه ونظراتها تقتله بخياله...عيناها كانت عازمه علي تحطيمه في خيالاته..كما حطمته في الواقع

جلست ساندرا..جواره بعد ان اغلقت الباب جيدا..لترفع اناملها الي وجنتيه هامسه بدموع..
-سيد فاروق..اتمني ان تصبح بخير..لا أراك تستحق الألم

رواية مشاعر قاسيةWhere stories live. Discover now