الفصل الأول

16.9K 255 5
                                    

الفصل الأول
من رواية "مشاعر قاسيه"
                        المقدمه..
رغم أنه لم يكن منيع ضد الحب،ولكنها كانت كالنسمات البارده..تُثلج صدره ولا تدفئه..لم تساعده علي الشعور بها رغم أنوثتها وجمالها الزجاجي..كانت واجهه أجتماعيه،وشريكه ناجحه فقط..لم تكن كاحبيبه أو زوجه تُخمد شغفه المكبوت،تمني الشعور والتعايش،أو الرضي بالأمر الواقع..ولكن فشل عجز عن تغيير شعوره فاتمرد
والتمرد من طباع أدم منذ الخليقه،لذا لا تتردد وتمرد

ككل بداية الحكايات الغراميه،أو أغلبها..أو كعادة كل صباح يبدأ بقرص الشمس المتلألئ في الأفق..والسماء تفترش ماحول الشمس وما ورائها،زقزقة العصافير..نسيم الصباح العليل،كل شيئ كان يُثبت أن كل شيئ علي مايرام
ألا ملامح ذاك الرجل الذي يضبط بذلته أمام المرآه بملامح واجمه..أختفت وسامته تحت ملامح الصلابه والغضب المكتوم..غضب سببه تلك التي تنعم بحمام صباحي هادئ علي بُعد خطوات بسيطه عنه

علمياً يفصل بينهم باب خشبي أنيق يعزل الحمام عن الغرفه
ولكن لم يكن الأمر كذالك في الواقع..هناك عازل أقوي
أو فجوه عميقه ترمي كلاً منهم علي جانب بعيد عن الآخر
أفترت شفتاه عن أبتسامه ساخره،عندما تذكر الشيئ الوحيد الذي يجتمعان فيه بقلبيهما..العلاقه الجسديه فقط
كل ما تحتاجه غلاله أنيقه..تلائم هيأتها المغريه بالفطره
وأبتسامه ساحره من شفتيها العذبه..ليقع صريعها تلك الليله
ولكن في الصباح الباكر يختفي الشغف..والأنفعال العاطفي
ونيران الحب المشتعله..وتتبدل بجليد!

راحت ذاكرته الي ليلة أمس..ومجادلتهم العقيمه مره أخري
وهو يخبرها بأصراره أنه يود في طفل أو طفله من رحمها
وكالعاده كان ردها الهادئ..
-مستعجل علي ايه ياچواد..احنا لسه متجوزين من تلات سنين بس!

رغم تأثره الدائم بحرف الجيم المعطش التي تلفظه علي لُغة أهل الشام ..وتقول چواد..بدلاً من جواد..ولكن أندثر هذا التأثر
وحل محله الجمود وهو يقول.
-وانا مش هستني أجيب طفل وأنا عندي ٣٥ أو٤٠ سنه
أنا عايز أكون أسره خاصه بيا..وبقالنا سنتين بنأجل الخلفه زي ما طلبتي، ايه المانع في الوقت الحالي

نظرت الي جلسته المتشنجه وهي ممد علي الفراش..يستند بظهره الي خشب الفراش الفاخر..ويداه الممسكه بلُعبة الذكاء ويلفها حول بعضها لتتناسق الألوان مع بعضها  ولكن من أنامله البيضاء علمت مدي أنفعاله في تلك اللحظه..

خلعت نظارتها الطبيه التي تركت علامه حمراء علي جهتي  أعلي أنفها ،وأغلقت حاسوبها المحمول الذي في العاده تعمل عليه لساعات متناسيه وجوده..وقفت من الأريكه الوثيره في غرفتهم وأتجهت اليه..لتجلس أمامه علي فراش

رمقها بنظرات بارده وهو يري نظراتها الناعمه..سلاحها الفتاك الذي لم يعد يؤثر به عندما يتعلق الأمر بالأنجاب
تحدثت بنبرتها الانوثيه الناعمه وهي تميل برأسها قائله..
-ياحبيبي أحنا لسه صغيرين..ليه نربط نفسنا بطفل او طفله دلوقتي..انتا عندك مشاريع مهمه في الفتره دي
وأنا خلال السنه هفتح فرع تاني لشركتي،يعني حياتنا في الوقت الحالي فيها مشاغل كفايه..مش ناقصها طفل أبدا

رواية مشاعر قاسيةWhere stories live. Discover now