إغواء قلب (مكتملة)

By mirakareem

1.1M 27K 2.1K

عذرآ ايها الرجل انا لست كماتظن فانا استطيع ان ارقص علي صخب قلبك بدلال مفرط يفقدك صوابك و يشعل حواسك بلهيب محر... More

مقدمة
الشخصيات
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الحادي عشر
الثالث عشر
الرابع عشر
الخامس عشر
السادس عشر
السابع عشر
الثامن عشر
التاسع عشر
اعتذار
العشرون
الحادي والعشرون
الثاني والعشرون
الثالث والعشرون
الرابع والعشرون
الخامس والعشرون
السادس والعشرون
السابع والعشرون
الثامن والعشرون
التاسع والعشرون (ما قبل الأخير)
الفصل الأخير (الجزء الأول)
الفصل الأخير(الجزء الثاني)
رڤيو
رواية جديدة

الثاني عشر

25K 734 43
By mirakareem

👆فتون

صباح ثاني يوم داخل سنتر فدوة
كانت هي تباشر عملها مع العاملات  لديها تحاول تنسق لكل قطعة ما يناسبها من مستلزماتها ولكن ذهنها كان مغيب ظلت تتذكر كلماته لها اثناء رقصتهم لا تعلم لما استشعرت صدقه تلك المرة ولكن ما اثار فضولها هو ذلك السبب اللعين الذي يخفيه عنها 
انتشلها من شرودها سماعها لصوت يحمحم من خلفها
أسر: لو سمحتي ممكن تساعديني انا بدور على تصميمات صاحبت السنتر
رفعت نظراتها له  وعلى وجهها تلك الابتسامة الهادئة وردت وهي تؤشر بيدها بأحترام ليتبعها
- اتفضل معايا حضرتك
امأ لها وأتبعها وحين وقف امام التصاميم ظل يفحصهم بشكل مبالغ به اثار ريبتها فهو غريب بعض الشئ
وتلك الملابس العصرية المبالغ بها ذاته غرابة فكان يرتدي بنطال اسود ممزع من الركبتين وقميص يخلط جميع الالوان الربيعية بشكل ملفت للأنظار
لكن ما اثار دهشتها فعلآ هو تسريحة شعره الفوضوية حاولت كبت ضحكاتها بصعوبةعلى هيأته وقالت بنبرة ثابتة
فدوة: اقدر اساعدك لو حابب
هز رأسه عدة مرات وأجابها  بخفة:
- التصميم كلها احلي من بعض وبصراحة محتار  ليسحب قطعة وهو يقلب بها يمينآ ويسار ويستأنف
-بس دي مختلفة وعجبتني   عن التانين اصلي بحب الحاجات الغريبة
عقدت حاجبيها بأستغراب من اختياره لتقول : على فكرة كل التصاميم حلوة بس هي اذواق
هز رأسه وهو يطالعها: عندك حق بس  منكرش ان المصممة هايلة بس تحسي ان معظم تصميمتها مفهاش جرئة كله مقفول بزيادة
اردفت فدوة بدفاع: حضرتك احنا مجتمع شرقي وطبيعي لأي مصمم يراعي المعاير دي ومش كل الناس بتوافق رأي حضرتك
امأ لها بأعجاب بعدما افحمه ردها وقال : هي قناعة شخصية وانا بصراحة بفضل  الغير مألوف ديمآ وبتجذبني الحاجات الغريبة
وضعت يدها على فمها تحاول جاهدة ان لا تنفلت  منها ضحكتها ليرفع عينه يتأمل ملامحها الطفولية بأعجاب ويقول بدعابة وهو يضيق عينه:
- انا عارف  عايزة تضحكي ليه على لبسي مش كدة  وعايزة تقولي مفيش اغرب منك ليمط فمه بطفولة ويستأنف :الله يسمحك
امأت له واجابت بدبلوماسية  :هو انت غريب فعلآ بس لبسك مميز
لعب حاجبيه بمشاكسة ورد وهو يعدل ياقة قميصه بتباهي: اخيرآ حد اعترف ان دة تميز  الحمد لله دة اقل حاجة عندي
ضحكت هي بأتساع على خفته ليرمقها بأعجاب شديد بملامحها  الطفولية ويهمهم بخفوت
- هو في كدة
عقد حاجبيها وتسألت : بتقول حاجة
أسر: هااا لأ بقولك انا عايز اقابل صاحبت السنتر  عندي عرض ليها كويس
امأت له بتفهم وأشرت له ان يتبعها لمكتبها وعند دخولهم جلست هي خلف مكتبها واردفت برسمية
- تحت امرك انا فدوة فضالي صاحبت السنتر
هز رأسه بعدم استيعاب وقال  : -مش تقولي من الأول دة انا عكيت الدنيا زمانك بتقولي عليا مجنون
اجابته برسمية: محصلش حاجة ممكن تدخل في الموضوع علطول
تحمحم هو ومد يده بجيب بنطاله ويناولها الكارت الخاص به :
-انا أسر المنياوي  معرفش سمعتي عني ولا لأ ....اتسعت عيناها بذهول وهي تطالع أسمه لتقول  بتلقائية :
-مش معقول اكيد طبعآ عارفاك انت أشهر مصمم ازياء برة ومتابعة العروض  بتاعتك  وبجد كلها تجنن
ابتسم هو وقال: طب الحمد لله انك طلعتي تعرفيني وفرتي عليا مقدمات كتير بصراحة انا كنت في حفلة لجماعة اصحابي وشفت تصميم ليكي  على صديقة ليا وعجبني ومارتحتش غير لما عرفت اسمك ومكان السنتر بتاعك علشان زي ما قولتلك بحب التميز
هتفت فدوة بأمتنان : مرسي لذوقك
أسر: انا هعمل دفليه في باريس  ومحتاج حد معايا يعني بحاول اساعد الموهبين وكمان في دورة تدريبة انا المشرف عليها لو تحبي ممكن اضمك ليها
تهللت اساريرها وهي تشعر انها على ابواب تحقيق حلمها التي جاهدت للوصول اليه ولكن عند تذكر صقر تنهدت بقلة حيلة فهي تعلم انه لن يسمح لها بذلك وخصوصآ ان موعد الزفاف وشيك
لاحظ شرودها ليقول بحذر :
-مردتيش ليه هو في حاجة ممكن تمنع سفرك
فدوة : هاااا مش عارفة ممكن تديني فرصة افكر وارد عليك
أسر: ممكن هستني تليفونك كارتي في كل ارقامي اتشرفت بمعرفتك يافدوة نهض وصافحهامن جديد وأستأذن بهدوء لتظل هي شاردة بعد انصرافه بذلك الكارت بين يدها
----------------------------
في مشفي الجارحي
ظلت تمر على المرضي كعادتها كل صباح الى ان تناهي الى مسامعها  بكاء ذلك الطفل ذو الخمس سنوات وهو يبكي من الذعر اثناء تحضيره لأجراء عملية اللوزتين هرولت اليه   بعدما أمرت الممرضين بلأنصراف ليرفع الصغير رأسه لها بطفولة ويقول بحزن وهو يتشبث بوالدته رافض تركها: -صحابك دول وحشين عيزين يدوني ابرة
ابتسمت مي بهدوء وهمهمت  بحنان قاصدة مسايرته:  معقول راجل زي القمر كدة زيك ويكون خواف
مط فمه بطفولة وقال بخفة: انا مش خواف بس انتو كلكو لبسين ابيض تبقو اصحاب ومتفقين عليا
اجابته وهي تربت على يده بحنان :
-لأ مش صحاب بس ممكن ابقي صحبتك انت وبس، ايه رأيك
هز الولد رأسه عدة مرات بطفولة بعدما ترك والدته واعتدل بجلسته :
-انتي حلوة اوى وانا موافق ابقي صاحبك
لتقول بمكر: اتفقنا  بس انا مش بحب الرجالة اللي بتعيط مش انت راجل برضو
اجابها بأصرار طفولي : اه انا راجل وقوي كمان انا نفسي ابقي شبه سوبر مان
ابتسمت هي وعبث بشعره وقالت : -طب هو في بطل خارق يخاف من الحقنة هز رأسه بلا لتستأنف هي:
-يبقي تسمع الكلام  وتتحمل الشكة الصغيرة دي علشان احبك واوعدك اول ما تخرج من جوة هجبلك  ايس كريم كتير قد كدة هوو قولت ايه
اغمض عينه مدعي التفكير ليقول بتلقائية غير مسبوقة :
-موافق ومش هعيط علشان انا سوبر مان
ابتسمت مي بهدوء وامأت لوالدته التي كانت بجانبه تستمع لحوارهم   لتأمر الممرضين بتولي مهامهم واخذ الطفل الى غرفة العمليات وان خرجت من الغرفة أستوقفها والدته بأمتنان:
-انا مش عارفة اقول لحضرتك ايه انا عاجزة عن الشكر
مي : دة واجبي يا مامت ...
لتعقد حاجبيها وتتسأل: هو اسمه ايه نسيت اسأله
والدته : اسمه زين
ابتسمت مي وقالت: ربنا يخليهولك وانشاء الله هيخرج من العمليات زي الفل
والدته بأمتنان:ربنا يطمن قلبك ويخليلك ولادك يارب غامت عيناها لوهلة وردت بنبرة يشوبها الحزن : -انا معنديش ولاد
والدته: بكرة ربنا يكرمك
امأت لها بأمتنان ليقاطعهم ضحكات هازئة تأتي من اخر الرواق ويبدو ان صاحبها أستمع لحديثهم  لتلتفت بخفة  لمصدر الصوت ليقع نظرها عليه وهو يضرب كف على كف ويهز رأسه بشكل ساخر لتستأذن منها وتتوجه له بخطوات غاضبة وعيون قد اشتعل بها حدائق الزيتون خاصتها لتهدر بقوة وهي ترفع سبابتها بوجهه: انت بتضحك على ايه
انت زوتها اوي وانا سكتلك
استمر على هيأته الساخرة وقال بأستفزاز :
-اصل لما قالولي دكتورة مي هي اللي اقنعت الولد  مصدقتش اصل واحدة زيك عمرها ما هتعرف تتعامل مع اطفال
زفرت بغضب وقالت بشراسة:
ليه انشاء الله مالها اللي زي يا دكتور
مط فمه بأمتعاض بعدما جمدت ملامح وجهه واجابها بكل ثقة : -معندكيش قلب يعرف يحب ومفيش جواكي حاجة تعرفي تديها  لحد غير الكدب والخداع
حديثه طعن بقلبها ولكنها تماسكت وهتفت بغرور  : رأيك فيا ميهمنيش يادكتور   لتحدجه بكبرياء وتنصرف من امامه لينظر هو لأثرهابتشفي يعلم انها تتصنع الثبات كعادتها ولكن هي تستحق ان يجلدها بكلماته ويثأر لكرامته التي اهدرتها بكبريائها المزعوم
------------------------
زفر بأرتياح بعدما تفحص جميع الجرائد ولم يجد بها خبر عن رقصة فدوة مع ذلك الأكمل  حاول ترتيب افكاره من جديد فبعد قراره المتسرع بلأمس شعر انه يخطو نحو الصواب الذي كان حتمآ سيحدث بعدما احكم ضميره  ولكن لأول مرة يشعر انه لا يملك السلطة على قلبه فبعد حديثه معها بلأمس وهو مشتت لا يعلم اين السبيل للخلاص من متطلبات قلبه  وعند تذكره انها ستترك العمل معه انقبض  قلبه  بقوة وشعر انه سوف يفقدها وهو لا يقوي على ذلك قطع شروده دخولها اليه وهي
محملة بيدها اكياس بلاستيكية تحوي طعام
عقد حاجبيه بأستغراب وهو يشاهدها تخرج الطعام على الطاولة الصغيرة بجانب الأريكةبألية دون ان تنبت بشئ
صقر: بتعملي ايه ؟
فتون:  جبت لحضرتك اكل انت طول اليوم مكلتش حاجة
هز رأسه بأعتراض وهدر :
-مطلبتش منك تجبيلي حاجة انا مش جعان
تقدمت منه بحذر وتمسكت بكفه بين يدها وقالت بترجي  :
-بس انا جعانة ولو مكلتش معايا مش هاكل علشان خاطري متكسفنيش يامستر صقر وعلشان يبقي بينا عيش وملح قبل ما امشي ابتلع ريقه بتوتر وهو يحاول ان يتغاضي شعوره بملمس يدها حول كفه وتأثيرها عليه ثم امأ لها بأنصياع
فتون: طب يلا الأكل هيبرد 
جلسو يتناولو الطعام بهدوء ويتبادلو النظرات الخاطفة بينهم لتحمحم هي
وهي تضع قطعة من الخضار بشوكتها  وتغمسها بفمه
- على فكرة انت مش بتاكل وسديت نفسي اجابها وهو يحاول مضغ الطعام قصرآ
صقر: انا معدتي وجعاني يا فتون متضغطيش عليا
فتون: اكيد من القهوة انت النهاردة شربت كتير
صقر: اصلي منمتش امبارح  وكان عندي صداع هيفترك دماغي
تحمحمت  فتون وسألته بحذر :
- منمتش ليه ؟؟؟
اجابها بتلقائية دون تفكير:
-كنت بفكر فيكي ابتسمت هي بأتساع وتخبطت وجنتها بلحمرة وباغتته بسؤال اخر بدهاء انثوي:
-كنت بتفكر فيا ليه مش انا وحشة وملخبطاك وبشوش افكارك
ابتسم بهدوء  و نظر لها بدفئ بعدما سحب يدها واحتضنها بين راحتيه 
صقر: انا مبقتش فاهم حاجة غير اني عيزك جنبي بأي شكل ومش عايز افكر فأي حاجة تانية
ابتسمت بهدوء وهي تتمعن بملامحه الدافئة وهمهمت :
-بس انا .....
قاطعها هو بنبرة راجية :
- متسبنيش يافتون
شعرت بتراقص ضربات قلبها فهي ايضآ لن تقوى على ذلك الان فما نالته بقربه  من أمان كان كفيل ان تتمسك به لأخر نفس بها  لتجيبه بنرة صادقة بعدما عزمت انها ستخبره بكل شئ لاحقآ وتترك الخيار له
فتون:حاضر هفضل جنبك يا صقر وعمري ما ها أفرض عليك حاجة
صقر : يعني مش ها تسبيني مهما حصل  ...
هزت رأسها بلا وردت بثقة:
- عمري ما هسيبك
تلعثم هو وسألها بنبرة متوترة: -حتي لو قولتلك اني فرحي على فدوة اخر الشهر ابتلعت غصة مريرة بحلقها وردت بضعف:
-انا عارفة انك مستحيل تسيبها علشاني بس انا مش ها أتحامل عليك وقولك يا أنا يا هي لأني عارفة اني هبقي خسرتك
عقد حاجبية بأستغراب وهتف : -انتي ازاي كدة؟؟ يعني انتي موافقة اتجوزها
فتون:دة قرارك  وانت المسئول الوحيد عنه
وضع وجهه بين يده بضيق واجابها بأنفاس مختنقة :
- انا مش عارف اعمل ايه ؟
فتون : اعمل اللي قلبك وعقلك يتفقو عليه
نظر لها نظرة مطولة ثم هدر بأندفاع: يبقي تجوزيني ودلوقتي حالآ... شهقت بعدم استيعاب وقالت :
-انت بتقول ايه يا صقر انت عارف ان لو عملت كدة ايه اللي هيحصل   دة غير ان....... فركت يدها بتوتر وتلعثمت وهي تستأنف
- في حاجات  كتير انت متعرفهاش عني
نظر لها بدفئ  واردف بأصرار وهو يرفع يدها لفمه ويلثمها ببطئ افقدها عقلها:
- اللي عرفته عنك وحسيتو معاكي كفيل يخليني أ...حب....ك ومفكرش في حاجة تانية
نطق بها بتقطع وبنبرة صادقة نابعة من قلبه ابتسمت بسعادة  ودقات قلبها تكاد تحطم ضلوعها لتخرج له وتصرح انها تعشقه حد الجنون ليستأنف صقر بحزم غير قابل للنقاش:
-كتب الكتاب الاسبوع الجاي معنديش استعداد اصبر اكتر من كدة وكمان علشان فرحة تبقي معانا واوعدك اني  هواجه بيكي الدنيا كلها، بس مش دلوقتي محتاج شوية وقت علشان مجرحش فدوة
هزت رأسها بسعادة وارتمت بين يديه  ليحتضنها هو بقوة ويدفن وجهه بثنايا عنقها  ويهمس بأذنها بنبرة عاشقة نابعة من قلبه: بحبك يا فتون
شددت اكثر من احتضانه وهمهمت بخفوت اثاره بشدة:
-وانا بموت فيك يا قلب فتون ثم دفنت رأسها بصدره العريض وشعور بلراحة يمتلكها لتأخذ نفس طويل مستنشقة رائحة عطره الممزوج برائحته الرجولية بأستمتاع واردفت بخفة وهي ترفع عيناها له:
-هو انت بتستحمي بPerfume
ابتسم هو بعذوبة زادته وسامة و رفع حاجبه بمشاكسة ورد:
-مش عجباكي ريحتي ولا ايه؟
هزت رأسها بلا واردفت بصدق:
- لأ بحبها جدآ دة انا كل يوم مابعرفش انام غير لما اشمشم في الجاكت بتاعك شبه المدمنين
ضحك هو بقوة على عفويتها لتتيه هي به وتبتسم بهدوء لتهدء ضحكاته تدريجيآ بعدما تشابكت نظراتهم  ليرفع يده الى وجنتها يتحسسها بهدوء  افقدها عقلها ولكنها قاومت  تأثيره ولملمت شتاتهاوقالت وهي تدعي الثبات امامه: 
- متعملش كدة 
نظر لها بهيام  واضاف بنبرة عاشقة وهو يميل عليها ويتحدث امام ثغرها :  انا عمري ماحسيت اني عايز اقرب كدة غير معاكى تنحنحت بخفوت بعدما كادت ان تلتحم شفاههم :
- ص...قر علشان خاطري بلاش
زفر بنفاذ صبر بعدما ولاها ظهره يحاول ان يكبح رغبته الملحة ليفرك ذقنه بغيظ ويهدر :
- ماشي هانت كلها كام يوم وتبقي مراتي وساعتها بقي مفيش صقر دي اللي بتموتني انا قربت اكره اسمي من كتر ما وقفتيني بيه ضحكت بقوة على حديثه وقالت بدلال تقصدته
-صقر ........ياااااا صقر
تنهد بعمق فا مجرد نطقها بأسمه دون القاب يقشعر بدنه وتشعل حواسه دون وعي منها ليجيبها بنفاذ صبر بعدما التفت لها
-نعم عايزة ايه ؟؟؟
فتون: بحبك
تناوبو الضحكات بينهم وقد غمرتهم السعادة لتصريحهم لبعض ولكن لم يعلمو انها بداية لعنتهم

-----------------------
دلفت الى مكتبها وهي شاردة ارتمت على مقعدها بتخازل وهي تشعر ان قلبها يعتصر من الألم فحديثه قد اثار حنقها بشدة نعم تلك المرة الأولي التي تشعر بكل تلك المشاعر تجاهه فكان في السابق لم يدع لها فرصة لذلك من كثرة اهتمامه المفرط بها وبأدق تفصيلها طرقات على باب مكتبها اخرجتها من شرودها  رفعت رأسها بثبات وهي تأذن للطارق بلدخول لتنكمش ملامحها بضيق عندما شاهدته يخطو نحوها وهتفت:
-مازن انت بتعمل ايه هنا دة مكان شغل
ابتسم  مازن واردف : لازم اتكلم معاكي وانتي مش عطياني فرصة
انا هسافر كمان كام يوم ومحتاج اعرف قرارك
زفرت مي بضيق وردت:
- انا قولتلك الف مرة قبل كدة مش هينفع نكون مع بعض
رد هو  بحدة: ليه انشاء الله ناقصني ايه يا هانم
مي: متعليش صوتك واتكلم كويس
هتف مازن بصياح: لا انا لازم افهم دوختيني وراكي وفي الاخر تقوليلي مش هينفع ليه اديني سبب
تنهدت بعمق ثم قالت بصدق: -علشان من ساعة ما رجعت وحساك غريب عني انا طلعت معرفكش يا مازن ومعنديش استعداد ادخل في اي علاقة تانية 
رد هو بغضب ونبرة جهورية: قولي انك بتحبي سي هاشم بتاعك ومش قادرة على بعده
اغمضت عيناها بنفاذ صبر وهدرت بعصبية :
-ميشغلكش بس كل اللي اقدر اقولهولك شلني من دماغك علشان مستحيل يبقي في امل لرجعونا
انا موعدتكش بحاجة انت اللي اتطفلت عليا وكنت بصدك دايمآ ومتهيألي ان مازن العدوي لسة عنده كرامة ومش هيهنها اكتر من كدة ولا هيعترض طريقي تاني
هدر هو بغضب بعدما ضرب بقبضته المكتب  :
-انتي فاكرة نفسك ايه ورحمت امي لهرجعك لو مش برضاكي هيبقي غصب
هدرت مي بصياح واندفاع: اطلع برة ومش عايزة اشوف وشك تاني واعلى ما في خيلك اعمله
لينصرف وهو يتوعد لها بلكثير وان خرج من مكتبها وقعت عينه على هاشم يقف بجمود مقابله ليبتسم مازن بأتساع قاصد اغاظته وتحدث بلؤم : ازيك يا دكتور مش باين ليه
دلك هاشم رقبته يحاول تهدئة انفعاله ووقف مواجه له وتحدث بنبرة قوية يشوبها السخرية :
- تمام احسن منك كتير على الاقل مش لسة مكروش زيك جز مازن   نواجزه بغضب وهدر بتوعد :
- بكرة مش هتبقي غير ليا وانت أتأكدت انها بتحبني من زمان هي بس بتتدلل عليا وانا راضي
حانت من هاشم  بسمة هازئة وتحدث بعدما وضع يده بجيب بنطاله بكل ثقة :
-انتو الاتنين ليقين على بعض كتير بهنيك على اختيارك
ليشملها بنظراته بأحتقار  بعدما تدارك وقوفها على باب مكتبها متسمرة وولاهم ظهره وأنسحب اما هي  كانت متخشبة لم تستوعب ما حدث منذ قليل هي لم تلتقط شئ من حديثهم سوي اخر ما تفوه به وكانت تلك الجملة  المتهكمة كفيلةبتقطيع نياط قلبها واسقاط ما تبقي من كبريائها
ليهمهم مازن بتلعثم : مي انا كنت بقو... قاطعته هي بحدة -اخرصصصص بقا ومش عايزة اشوف وشك تاني كفاية لغاية كدة لتدخل الي مكتبها وتغلق بابه بوجهه بقوة ليهدر بحقد ووعيد من بين اسنانه
مازن : حسابك تقل معايا اوي يامي
لينصرف لخارج المشفي ويتوجه لسيارته وان كاد يفتح بابها  هجم عليه اثنان من الرجال ذو بنية قوية ودفعوه داخل سيارة دفع رباعي وانطلقو به في لمح البصر

----------------------------
بداخل قصر العزازي
صدح رنين هاتفها بألحاح تناولته بأهمل وهي تنظر للرقم الذي لم يسجل لديها لتجيب برتابة
هند : الو مين
الطرف الأخر : ازيك يا ست هند
هند بذهول : انت عايز ايه ؟
الطرف الاخر: انتي فاكرة اني لما اتسجنت انتي خلصتي من ولا ايه
هند بسخط : فعلآ كنت فكرت اني خلاص خلصت منك ومن الماضي الزفت دة عايز ايه خلصني
الطرف الاخر: عايزك تخرجيني من هنا في اقرب وقت علشان مش من مصلحتك افضل كتير كدة علشان الامانة ضاعت ومنعرفش عنها حاجة
هند بغضب : انت بتقول ايه انت متأكد
الطرف الأخر: ايوة بس متقلقيش هرجعها لما اخرج
هند بخبث: هشوفلك محامي يتنيل يخرجك بس مش عايزة اشوف وشك  تاني واعتبر دة اخر حاجة هعملهالك انت فاهم لم تستمع لرده بسبب تلك النبرة الصارمة التي افزعتها
-بتكلمي مين يا امي
هدر بجملته بأستفهام بعدما التقط بضع كلمات من حديثها مع الطرف الاخر تسمرت بمكانها وبعدما اغلقت الخط وزاغت نظراتها ثم همهمت بنبرة جاهدت ان تكون ثابتة :
- دة ....دة ولا حاجة النمرة غلط
عقد حاجبيه بعدم تصديق وهتف:
-متأكدة يا أمي ولا في حاجة وانتي مخبياها عني
هند : هخبي ايه لأ طبعآ قولتلك النمرة غلط امألها وكاد ان يذهب لغرفته الا انها استوقفته
هند : ملحظتش حاجة غريبة النهاردة يا صقر بلجرايد ....هز رأسه بلا لتستأنف
هند: كاتبين عن الحفلة بس مجبوش اي حاجة عن الرقصة الحمد لله ربنا ستر وعدت من غير فضايح بس دة مايمنعش ان ميعاد الفرح اخر الشهر
فرك صقر ذقنه بتردد واردف متحجج:
- انا هأجل شوية
هند بتهكم: تاني تأجل .... هو في ايه بلظبط انت امبارح كنت مرحب جدآ بلفكرة  لتتضيق عيناها بشك وتستأنف:
-اوعي يكون في حد تاني في حياتك
تنهد بضيق واجابها بسأم:
-امي انا تعبان وعايز انام وانتي عارفة انا مبحبش اتناقش في قراراتي واللي انا قولتو دلوقتي هو اللي هيتم عن اذنك وهم بلأنصراف دون اعطائها فرصة للأعتراض
-------------------
دخلت منزل والدتها بعد يوم كارثي بلنسبة لها فهي جلست بمكتبها تنتحب ولم تشعر بلوقت تنهدت بسأم وهي تلقي والدتها في انتظارها كعادتها كل يوم
هنية: وبعدين في تأخيرك دة انا مش قولتلك قبل كدة متسهريش في المستشفي
مي: مختش بالي من الوقت ياماما
هنية : عرفت ان هاشم رجع
ابتسمت ساخرة وردت :
-اه رجع متنسيش تباركيلو البيه هيتجوز
ردت هنيةبصدمة: انتي بتقولي ايه؟؟؟
اجابتها مي بتهكم : مستغربة ليه مش دة الي كنتي علطول تتعاركي معايا علشانو وتنصفيه عليا علشان ياحرام بيحبني وميقدرش يعيش من غيري  اهو هيتجوز انتي لازم تفرحيلو
هنية : انا مش مصدقة هاشم ميعملهاش
مي بأنفعال: برضو بدافعي عنه ....لأ صدقي هيتجوز ومعداش على طلاقنا غير ايام
هتفت هنية بحدة : حتي لو هيتجوز دة حقه انتي حرماه من الخلفة وياما قولتلك ونصحتك بس انتي حبه ليكي كان منشف رأسك وغرك كنتي فاكرة انو هيفضل طول عمره تحت رجلك ويتمنالك الرضا
صاحت هي  بأنهيار وبنبرة متألمة : -كفاية ....كفاية بطلي تحمليني فوق طاقتي وترمي عليا
انا تعبت يا أمي ...حسي بيا انا خسرتو ....عارفة يعني ايه خسرتو دة كمان مصدق اني خنته وبيجرح فيا في الراحة والجاية انا تعبت يا أمي تفوهت بكلماتها بتقطع ودمعاتها تنساب بغزارة دون انقطاع
لتقترب هنية بخطوات حذرة وتربت على ظهرها بحنان وتقول تحاول تهدئتها : اهدي يا حبيبتي انا عارفة انك معملتيش كدة انتي تربيت ايدي ومستحيل تغلطي غلط زي دة وانا مش قصدي أجي عليكي انتي بت قلبي ومفيش في الدنيا حد هيحبك ويخاف عليكي قدي اناكنت بحاول انصحك واوعيكي علشان تحافظي على بيتك وجوزك يابنتي دة ربنا ميرضاش بخربان البيوت وسيدنا النبي عليه افضل الصلاه والسلام قال(إِنَّ أبغضَ الحَلالِ إلى اللهِ الطَّلاقُ)
رفعت مي عيناها لأمها وهمهمت بضعف: يعني انتي مصدقاني يا ماما
هزت هنية رأسها بنعم لترتمي مي بأحضانها وتخبرها بنشيج : انا بحبو ياماما ومش قادرة اتخيل حياتي من غيره
شددت هنية أكثر من احتضانها واخبرتها بفطنة واصرار : يبقي تستميتي وترجعيه ليكي ومتديش فرصة لوحدة تانية تاخدو منك رفعت مي رأسها وهدرت بعدم فهم : يعني اعمل ايه اروح اركع تحت رجليه واقوله رجعني
هزت هنية رأسها واجابتها بود : -هقولك تعملي ايه بس انتي سيبك من العند اللي بوظ حياتك دة
ابتسمت مي بسعادة لحنو والدتها عليها وندمت انها تفهمت خوفها سابقآ بشكل خاطئ
----------------------
تدلت من سيارتها بعدما وصلت للمنطقة التي تقطن بها وقبل ان تغلق باب سيارتها وتهم بلدخول للبناية استوقفها توقف سيارة فارهة امامها
تعترض طريقها تأفأفت بغيظ وهتفت :
-ايه قلة الذوق دي متتحرك خليني اعدي
أنفتح باب السيارة وهبط منها ذلك السمج الذي توعد لها سابقآ ليهتف بنبرة مشاكسة وهو يستند على باب سيارته
فهد: هي القطة علطول كدة بتخربش
ما براحة علينا
هتفت فتون بذهول : انت ... عايز ايه وعرفت مكان بيتي ازاي  ؟؟
ابتسم بسماجة وقال وهو يغمز لها بمغزى : مشيت وراكي من ساعة ما طلعتي من الشركة وبصراحةعايزك ياقطة أصلك انتي دخلتي دماغي ومن يومهاو هموت عليكي
كتفت هي ذراعيها على صدرها وهتفت ساخرة وهي ترمقه بشمئزاز : هو علشان كل اللي تعرفهم كدة لازم ابقي انا كمان زيهم
للأسف يا مستر فهد طلبك مش عندي واتفضل من هنا بدل ما الم عليك الشارع كله واعملك فضيحة

جز نواجزه بغيظ وقال يحاول ان يسايرها  : خلاص طالما ملكيش في الشمال نكتب ورقتين ونبقي نقطعهم لما نزهق من بعض

زفرت بعصبية ورفعت سبابتها في وجهه  وقالت بتحذير: ابعد عن طريقي احسنلك انا نجوم السما اقربلك مني واللي انت  قولته دة اكبر دليل على انك واحد حقير
جز نواجزه بغضب من تهديدها الواضح له ليستأنف بوعيد : -مسيرك تليني وتغيري رأيك وانا هفضل مستني
ليشرع في ركوب سيارته وقبل انطلاقه هتفت هي ساخرة :يبقي هتستني العمر كله لينطلق بسرعة جنونية من امامها زفرت هي بأرتياح  وهي تتطلع بأثره وإن تقدمت بضع خطوات الى بنايتها استوقفها سؤال حارس البناية الذي كان يشاهد ما يحدث من بعيد: هو في حاجة ياست هانم قالت هي بنبرة ضعيفة بعدما
هزت رأسها بلا: متشغلش بالك ياعم عبدو لتتخطاه وتصعد الي شقتها
ليضرب الحارس كف على أخر  بعدم رضا وهو يتطلع لاثارها
------------------
ڤوت لو سمحتم 🥰🥰
بلاش متابعة بصمت يابنات
و شاركوني توقعاتكم 🌸🌸🌸

Continue Reading

You'll Also Like

17.7M 1.5M 89
قوارير جمعهم القدر في رواية واحدة .. لكن لكل قارورة قصة مختلفة .. رواية اجتماعية .. رومانسية ..
11M 891K 93
تم تغيير اسم الرواية لتصبح " هذيانٌ بين جمرٍ وجليد " بعد ان كان عنوانها السابق " انا وارملة اخي المجنونة " ..هي : انثى مجنونةٌ ،، تستأجر القوة المزي...
35M 1.9M 111
قصه عراقية تتحدث عن فتاة جميلة تعاكسها الايام لتصبح زوجه للكاسر ويحدث مالم يكن بالحساب وهو قتل بنت زوجها واخيه وابيه علئ يد اخيها السفاح فتصبح اسيرة...
767K 29.8K 72
وضعها القدر تحت رعايته، لتستنجد به من غدر أعز الأحباب لديها، من أجل حمايتها، متعشمة في رجولته كي يساندها، حتى تسترد حقها وما سلب بخسة منها، ولكن ما ل...