لست أبي (كاملة)

Por AyaTarek084

767K 25.3K 1.3K

"هل لي أن اعلم ما الذي فعلتِه؟ كيف ترفضين الزواج من إسلام؟ ألا تعلمين ماذا فعلت لكي يقبل الزواج بكِ؟" شعرت بق... Mais

المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
تابع الفصل الثامن
الفصل التاسع
تابع الفصل التاسع
الفصل العاشر
تابع الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
تابع الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
تابع الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
مهم
الفصل الرابع عشر
تابع الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
اقتراح
تابع الفصل الخامس عشر
تنبيه
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
اقتباس
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس و العشرون
الفصل السادس و العشرون
الفصل السابع و العشرون
الفصل الثامن و العشرون
الفصل التاسع و العشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد و الثلاثون
الفصل الثاني و الثلاثون
الفصل الثالث و الثلاثون
الفصل الرابع و الثلاثون
الفصل الخامس و الثلاثون
الفصل السادس و الثلاثون
الفصل السابع و الثلاثون
الفصل الثامن و الثلاثون
الفصل التاسع و الثلاثون
الفصل الأخير
تابع الفصل الأخير
الخاتمة
مشهد لمازن و تسنيم
مشهد وحيد و نشوى
هاااااي
مشهد فريد و ياسمين
جروبي عالفيس
مشهد طارق وأسيل
الجزء التاني
مشهد العيد ١
مشهد العيد ٢
مشهد العيد ٣
خبر حلو
جزء جديد
اقتباس من الجزء الجديد
اقتباس 🔥
اقتباس❤
اقتباس 🔥🔥🔥
اقتباس من جزء الأولاد
اقتباس 🔥🔥🔥
اقتباس من الجزء الثاني 💃💃

تابع الفصل الثالث عشر

9.7K 370 11
Por AyaTarek084

بعد يوم شاق قضته في البحث عن عمل دون فائدة عادت إلى منزلها و قدميها لا تحملانها من التعب ، ارتمت على أول مقعد أمامها ليسترخي جسدها فتزفر أنفاسها براحة ..
خرجت والدتها من المطبخ و سألتها بلهفة : " هل وجدتِ عمل ؟ "
هتفت بيئس : " ليس بعد " .
احتفظت بضيقها حتى لا ترهق ابنتها أكثر ، فيكفي أنها طوال اليوم على قدميها تبحث عن عمل مناسب :
" لا مشكلة ، لا زال لدينا بعض النقود ستكفينا " .
هذه الجنيهات التي لديهم تسمى نقود !
و ماذا ستكفي .. و إلى متى ستظل معهم ؟
ملست على وجهها بتعب و عقلها يكاد ينفجر من التفكير ، ليتك هنا يا مصطفى .. ليت لم تفعل ما فعلته ، على الأقل كنت توفر لنا احتياجتنا ..
" سأذهب غداً لزيارة مصطفى ، ربما يرشدني إلى مَن يقبل بي للعمل معه ..
التوت شفتي السيدة كريمة بسخرية لا تصدق أن مصطفى من الممكن أن يشفق على ابنتها ، و مع ذلك تخلل قلبها بعض الأمل .. فإن لم يهتم مصطفى بها لأنه لا يحبها .. فبالتأكيد سيساعدهم من أجل طفله الذي انتظره كثيراً ..
سألتها هند : " أين علي ؟ "
" لقد أعطيته رضعته و وضعته في غرفته بعد أن أنام " .
نهضت متجهه إلى غرفتها ، فسألتها كريمة قبل أن تدلف إليها :
" ألن تأكلي ؟ "
" لست جائعة " .
دخلت و أغلقت الباب خلفها ، لتبتسم عندما وقعت نظراتها على طفلها ، و دون أن تبدل ملابسها ذهبت و استلقت بجانبه ، ضمته بخفة و همست :
" بعد كل ما فعله معي سأذهب و أطلب منه المساعدة من أجلك " .
و غفت بعدها طامحة بغد أفضل
**********
" مصطفى الراشد .. لديك زيارة " ، قالها العسكري بنبرة قوية .
فنهض مصطفى بكسل و سار معه و هو يسأله : " مَن ؟ "
" زوجتك " .
وصلا إلى غرفة مغلقة يحيطها الحراس من كل جانب ، جلس مصطفى أمام هند و سألها عمَن يستحوذ على عقله منذ أيام :
" كيف حال علي ؟ "
ردت عليه بسخرية لاذعة : " إن كنت تحبه إلى هذه الدرجة لم تكن لتفعل ما فعلته " .
جز على أسنانه بغضب : " أنتِ لا تعلمي شئ " .
اشتعلت عيونها بكراهية : " بل أعلم .. أعلم أنك كنت تأكل من يدي و بعدها تذهب راكضاً وراء طليقتك تطلب منها العفو و الغفران ، أعلم أنك عندما خسرتها حرضت مَن يقتل زوجها دون التفكير بي أو بطفلك " .
صاح بها : " يكفي .. اصمتي " .
تنهدت هند بقوة بعد هذه المواجهة و مع ذلك شعرت بالراحة لإخباره ما يؤلمها منذ أن قُبِض عليه ، أخذت نفس عميق و هتفت بعدها متذكرة ما أتت من أجله :
" النقود التي امتلكها على وشك النفاذ " .
و قبل أن تكمل ما تريده قاطعها بحزم : " لا تقلقي بهذا الشأن ، لقد شاركت في شركة صغيرة بنسبة لا بأس بها ، و شريكي سيعطيكِ نسبتي من الأرباح كل شهر " .
شركة .. و شريك !..، متى فعل كل هذا .. و لِمَ لم يخبرها ؟ ، ابتسمت بسخرية .. منذ متى و مصطفى يخبرها بما يخصه ؟ فهو لم يكن يعتبرها سوى مجرد إمرأة أنجبت طفله ..
و بما أنها أخذت ما تريده ، نهضت بهدوء و غادرت دون أن تودعه حتى ..
هتف من بين أسنانه : " هند أنتظري " .
و لكنها لم تستمع له و غادرت ، فركل المقعد الجالس عليه بعنف ، ليقترب منه العسكري و يسحبه بالقوة .
**********
كعادتها تجلس في حضن والدها و تتحدث معه بهدوء و على فترات متباعدة ، و هو لم يحب هذا .. لقد رغب في أن تعتاد عليه و تتحدث معه بأريحية مثلما تفعل مع شقيقه ..
" ما رأيكِ يا صغيرتي أن نذهب إلى مدينة الملاهي ؟ "
في لحظة اختفى خجلها منه و قفزت من حضن والدها صائحة بعدم تصديق : " حقاً " .
و دون أن تنتظر رداً منه اقتربت و حاولت سحبه من يده : " هيا .. هيا " .
ابتسم لأنه نجح في إزالة الحاجز الذي كان بينهما ، بينما هتف إسلام بصرامة زائفة : " لن تذهبي إلى مكان " .
عبست بملامحها و نظرت له بحزن ، و لكنه تظاهر بعدم الإهتمام و أردف : " اجلسي مكانكِ " .
ترجته قائلة : " أريد أن أذهب أبي " .
ليرفع إسلام إصبعه و يقول : " أولاً عليكِ الإستئذان مني و من والدتكِ " .
ثم رفع إصبعه الثاني و هتف : " ثانياً عليكِ أن تشكري عمكِ على عرضه " .
انفرجت أساريرها بأمل و طلبت بهدوء : " أبي .. أمي .. أ تسمحان لي بالذهاب مع عمي إلى مدينة الألعاب ؟ "
ابتسمت هبه بحنو : " أنا موافقة " .
تبعها إسلام قائلاً : " و أنا ليس لدي اعتراض " .
صفقت بجذل و ركضت إلى غرفتها كي تبدل ملابسها ليستوقفها إسلام : " لارا .. ماذا قولت ؟ "
التفتت لارا إليه و هتفت بقوة معتادة عليها منذ أن كانت في الدار : " و كيف سأشكره و نحن لم نذهب بعد ؟ "
و أردفت : " عندما أذهب و ألعب و أستمتع سوف أشكره " .
لتدلف بعدها إلى غرفتها تاركه إياهم يضحكون عليها ..
خرجت بعد أن أرتدت سروال أسود و بلوزة مطبوع عليها تويتي ، و وقفت أمام علاء هاتفة بحماس :
" أنا جاهزة .. هيا " .
نهض بينما إسلام يهتف بقلق : " علاء .. انتبه لها جيداً .. و لا تتأخرا " .
هتف مطمئناً إياه : " لا تقلق أخي " .
خرجا و أغلق الباب خلفهما ، ليسحب بعدها هبه من خصرها و يهمس بخبث : " و أخيراً لحالنا " .
ليقبلها بعدها خاطفاً إياها إلى عالم خاص بهما ، دون أن يدركا ما ممكن أن ينتح عنه !
وصلا إلى مدينة الألعاب فترجلت لارا من السيارة و عيونها تلمع بفرح ، فهذه أول مرة تأتي فيها إليها ..
قطع علاء التذكرة و دلفا إلى الداخل فركضت لارا بحماس و علاء ورائها باستمتاع ، بدأ باللعب بجميع الألعاب المتاحة ، و حرص هو على إبعادها عن الألعاب الخطيرة رغم إصرارها ، و لكنه كان حازماً في قراره ..
توقفت مشيرة إلى بائع غزل البنات و هتفت بحماس : " أريد منه " .
" أنتِ تأمرين " .
قالها بينما هما يسيرا إلى هناك فأخذ لها واحداً و أعطاه لها فشكرته بحماس و أكلته بنهم ..
بعد أن لعبا بمعظم الألعاب الموجودة هتف بتعب : " لارا لنذهب إلى البيت " .
عبست بملامحها : " لا زال الوقت مبكراً ، و لم نلعب بكل الألعاب " .
أشفق عليها و لكنه بالفعل كان يشعر بالتعب فهتف : " سنأتي إلى هنا مرة أخرى أعدكِ " .
زمت شفتيها بضيق و لكنها رضخت لأنها شعرت بتعبه ، خرجا و صعدا السيارة لتعتدل في جلستها و تذهب في نوم عميق من الإرهاق .
**********
عينيه تشتعل بغيرة .. و ملامحه تنم عن غضبه .. و كل هذا لأنه منذ قدوم خالته و تسنيم تجلس مع ولدها الذي يكبرها بعام واحد ..
" تسنيم تعالي إلى هنا " .
كادت أن تقف و لكن سيف - مَن كانت تلعب معه - أوقفها قائلاً : " اللعبة على وشك الإنتهاء .. اذهبي إليه بعدها " .
و بالفعل جلست و أكملت معه ، ليقبض مازن على كفه بغضب و يذهب إليها صائحاً :
" ألم أخبركِ أن تأتي إلىّ ؟ "
سحبها بقوة فتأوهت بألم .. و مع ذلك لم يبالي بها ، فنهض سيف و سحبها من مازن برفق و صاح بطفولة :
" لِمَ تصيح عليها ؟ "
اشتعلت عيونه أكثر : " و ما دخلك أنت ؟ ، إنها شقيقتي " .
صاح سيف بقوة : " و صديقتي ، ثم أنها تريدني أن أتدخل ، أليس كذلك تسنيم ؟ "
توترت و ردت بتلعثم : " نعم .. لا " .
بينما مازن جن من حديثه معها ، فدفعه بقوة ليسقط سيف على الأرض و يصيح بألم ..
شهقت تسنيم و ركضت إليه و هي تبكي ، ليصيح مازن بغيرة :
" تسنيم .. تعالي إلى هنا " .
و على ما يبدو أنها لم تسمعه ، فإن سمعته كانت ستنفذ أمره بخوف ، و لكنها هتفت بحنو و هي تحاول إنهاض سيف :
" هل تتألم ؟ "
ركضا الأمهات إليهم إثر أصواتهما العالية فاقتربت منال من ولدها هاتفة بخوف :
" سيف .. حبيبي .. ماذا حدث لك ؟ "
أشار سيف إلى مازن بحقد : " لقد دفعني " .
نظرت هالة إلى ولدها بعدم تصديق ، و لكن وجهه المحتقن .. و عيونه الحمراء من الغضب جعلتها تتأكد من صحة حديث سيف ..
" مازن .. كيف تفعل هذا ؟ "
و أردفت بحزم : " هيا .. أعتذر " .
و لأول مرة يرفع صوته عليها : " ماذا ؟ ، أعتذر من هذا الطفل .. مستحيل " .
توسعت عيونها بذهول من تصرفات ولدها الغريبة ، و بدون تفكير رفعت يدها لتهبط على وجنته بقوة ..
" طالما أنت لا تريد الإعتذار " .
وضع يده على وجنته بعدم تصديق وهو يتنفس بقوة ، نظر إلى والدته بعتاب ثم ركض إلى غرفته ..
شعرت بالحزن عليه ؛ فهذه أول مرة تصفعه ، عادت لتبرر لنفسها .. و لكنه يستحق هالة .. لا تنسي ما فعله مع أبن شقيقتكِ ..
ركضت تسنيم خلف شقيقها و جلست بجانبه على سريرها : " مازن ، لا تحزن " .
أبعدها عنه بغضب و هتف : " ابتعدي .. أنتِ السبب فيما حدث " .
سقطت دموعها و استعطفته قائلة : " لم أكن أقصد صدقني " .
دفعها مازن بعنف و صاح : " لا أريد سماع صوتكِ " .
كانت الدفعة قوية لدرجة أنها أسقطت تسنيم من على السرير إلى الأرض ، فتعالى صوت بكاءها و هي تضع يدها على رأسها من الألم ..
تفاجأ من سقوطها و اقترب منها بسرعة يضمها إلى صدره ..
" حبيبتي .. أعتذر .. لم أقصد إسقاطك " .
و تابع و هو يملس على رأسها : " هل هنا يؤلمكِ ؟ "
تمسكت بقميصه و هتفت بصوت مبحوح : " نعم .. يؤلمني جداً " .
تجمعت الدموع في عينيه و قبل مكان ألمها و هو يهمس : " سامحيني .. لم أكن أقصد " .
ليرفعها بعدها و يجعلها تستلقي على سريره ، ثم بدأ يملس على رأسها بحنان و قال :
" نامي و عندما تستيقظين سيزول الألم " .
**********
" أ رأيت ما فعله ولدك ؟ " ، قالتها هالة بغضب عندما عاد زوجها إلى المنزل .
تفاجأ طه من أسلوبها و غضبها من مازن ، فهذه أول مرة تغضب منه : " ماذا حدث ؟ "
دارت هالة المكان بعصبية : " لقد تعارك مع سيف " .
رفع حاجبيه باستغراب : " لِمَ ؟ "
توقفت و هتفت بنبرة تشي بعدم تصديقها : " من أجل تسنيم .. لأنها كانت تلعب معه ، تخيل ! "
نفى بذهول : " مستحيل .. أنتِ تمزحين " .
" للأسف لا أمزح " .
و أردفت بقلق : " كان لديك حق عندما كنت تقلق من تصرفاته طه ، الأمر مثير للريبة و علينا إيجاد حل " .
تنهد طه بيئس : " و ماذا سنفعل ؟ ، فمثلما هو متعلق بها هي متعلقة يه " .
هتفت بقلة حيلة : " لا أعلم و لكن علينا إيجاد حل " .
و أردفت بحزن : " أعلم أنه متعلق بها خوفاً من رحيلها كرنيم ، و أنا أيضاً لديّ نفس الشعور اتجاهها ، و لكنه هكذا يقيد حريتها " .
حرك رأسه بسخرية .. زوجته الساذجة تخشى من أن يقيد حريتها .. بينما هو خائف مما هو أكبر !
**********
وصلا إلى بيت والده بعد أن دعاه الأخير ليتناول هو و زوجته وجبة الغذاء معهم ..
فتحت لهما أسيل الباب و سرعان ما ارتمت في أحضان طارق و هتفت :
" اشتقت إليك " .
قبضت نشوى على كفها بقوة و حاولت تمالك نفسها حتى لا تلقي هذه المدللة أرضاً ..
بينما طارق أبعدها عنه برفق و هو يبتسم لها بتوتر : " و أنا أشتقت إليكِ صغيرتي " .
سحبته من ذراعه إلى الداخل : " عمي ينتظرك منذ الصباح " .
بقت نشوى في مكانها تنظر لها بصدمة و هي تسحب حبيبها دون أدنى اعتبار لها ، فتملك منها الغضب و صاحت :
" طارق أنا هنا .. أم أنك نسيتني " .
توقف طارق بقوة و أسيل على بعد خطوات منه و نظر إلى نشوى مبتسماً بتوتر : " بالطبع لم أنساكِ حبيبتي " .
ضمت يدها إلى حضنها و هتفت بسخرية لاذعة : " و لكنني لا أرى ذلك " .
ترك أسيل و اتجه إليها واضعاً يده على خصرها هامساً : " أعتذر " .
ثم دلف معها إلى الداخل لتبتسم هي لأسيل بانتصار ..
تجمدت أسيل في وقفتها و زمت شفتيها بضيق ، ألا يكفي أنها لم تراه منذ ثاني يوم زواج ، و أنه و لمدة أسبوعين كان برفقتها و لم تراه هي و لو للحظات ، و الآن تأخذه أيضاً منها ..
تبعتهما و هي تطرق الأرض بغضب ، انضمت إليهم و جلست بجانب عمها و هي ترسل إلى نشوى نظرات حانقة لم تبالي الأخيرة بها ..
هتفت سعاد بحب و هي تضم نشوى إلى أحضانها : " هل أستمتعتم برحلتكم ؟ "
زمت نشوى شفتيها بضيق و همست : " نعم مع أنني كنت أتمنى لو سافرنا إلى الخارج ، و لكن الأجازة قصيرة و لم يتبقى سوى أيام قليلة على الدراسة " .
و أردفت بخبث عندما انضمت أسيل إليهم : " و لكن طارق حبيبي وعدني أن نسافر إلى الخارج فور انتهاء العام الدراسي " .
ربتت سعاد على كتفها بحنو : " ليسعدكما الله حبيبتي " .
سخرت أسيل بداخلها منها ، ثم تذكرت أمر الدراسة فوجهت حديثها إلى طارق قائلة :
" طارق .. هل ستقلني إلى المدرسة كل يوم كما سبق ؟ "
ابتسم لها بوعد : " بالتأكيد ، لقد وعدتكِ ألا شئ سيتغير " .
هتفت نشوى من بين أسنانها : " و لكنه سيكون مرهق لك أن تأتي كل يوم إلى هنا كي تقلها حبيبي " .
هتف طارق ببساطة : " لا مشكلة " .
و قبل أن تندلع مشكلة هتفت سعاد : " هيا .. إلى الطعام " .
حالما جلسوا قرّبت أسيل أحد الصحون منه هاتفة : " تذوق هذا ، لقد طهيته بنفسي " .
" حقاً ؟ "
تذوقه ليرفع حاجبيه بإعجاب : " لذيذ .. أحسنتِ صغيرتي " .
تذوقته نشوى ثم هتفت ببرود : " طعمه ليس جيداً إلى هذه الدرجة " .
ابتسمت أسيل باستفزاز : " اطهي لنا مثله إذاً لنرى كيف ستصنعيه " .
و هكذا أكملوا الجلسة في توتر و حذر .
**********
" اشتقت إليكِ صغيرتي .. بالتأكيد سأقلكِ كل يوم .. لذيذ أحسنتِ " .
هتفت نشوى بهذه الكلمات بسخرية حالما وصلا إلى منزلهما ، ثم التفتت إليه هاتفة بغضب :
" لِمَ لم تقضي ليلتك معها ؟ ، فبالتأكيد تشعر بالحنين إليها " .
تنهد طارق و لكنه لم يرد عليها فأي إمرأة مكانها ستشعر بنفس غيرتها بل ربما كانت فعلت الأسوأ ، و لكن حبيبته لم تحرجه أمام والديه و فضّلت العتاب بينهما .. و كم يقدّر لها ذلك !
و في نفس الوقت لم يكن بستطاعته جرح أسيل ، فلقد وعد نفسه بتعويضها و عليه أن يفي بوعده ..
" أعلم أنكِ غاضبة ، و لكن صدقيني غضبكِ لا داعي له ، فأنا لا أحمل لأسيل أية مشاعر غير الأخوة " .
سحبت شعرها بجنون : " و إن يكن .. أنا أغار عليك .. و لا أريدك أن تتحدث مع إمرأة غيري .. و لا تتمازح مع غيري " .
" و لكنها طفلة " .
اهتز جسدها بعنف : " لا تقل هذه الكلمة أمامي ، إنها ليست طفلة .. إن كانت طفلة لم تكن لتتزوج منك .. لم تكن لتتقرب منك .. لم تكن لتستفزني و تنتقم مني ، هذه الفتاة أبعد ما يكون عن الطفولة " .
على الرغم أنها افتعلت هذه المشكلة لإكمال خطتها ، و لكن انهيارها و كلماتها كانت صادقة تماماً و عبرت عما تشعر به ..
اقترب طارق منها بخوف من انهيارها المفاجئ و حاول أن يحتضنها ، و لكنها دفعته صائحة :
" لا تقترب مني .. اذهب إليها طالما تريدها و لا تريد جرحها " .
احتضنها رغماً عنها و همس بجانب أذنها مهدئاً إياها : " أنا لا أحب غيركِ .. و لا أريد غيركِ ثقي بهذا " .
تمسكت بأحضانه و همست : " لا أريدك أن تقترب منها " .
تنهد مفكراً فيما سيفعله و كيف سيتعامل مع هذا الموقف ؟ ، و هل حقاً يستطيع أن يتخلى عن أسيل ؟
**********
ركض إليها بخوف و سندها قبل أن تسقط : " هبتي .. ما بكِ ؟ "
وضعت يدها على رأسها و هي تشعر بدوار يداهمها و همست : " لا أعلم .. شعرت أن الشقة تدور بي " .
جلس و أجلسها في حضنه و هتف بتأنيب : " هذا لأنكِ ترهقين نفسكِ كثيراً ما بين العمل و البيت و لا تحصلين على الراحة " .
أ يكون السبب هو إرهاق فقط أم أن ما تشعر به صحيح ؟ ، أ تكون هذه أعراض الحمل أم هي مجرد أوهام ؟!
زفرت أنفاسها بحيرة ، فأجلسها هو على المقعد و همس : " ارتاحي أنتِ ، و سأعد لكِ الطعام " .
اعترضت بوهن : " لا إسلام أنا بخير " .
نهض بتصميم غير مبالياً باعتراضها ، أعد لها الطعام ثم حملها و بدأ يطعمها كما اعتادت ، و لكنه فور أن أطعمها أول ملعقة نهضت راكضة إلى الحمام و استفرغت ما في جوفها ..
احتضنها من الخلف و هتف بقلق : " أتراجع عن حديثي ، لا يمكن أن يكون ما تشعري به إرهاق .. علينا الذهاب إلى الطبيبة " .
وافقته و كلها أمل أن يكون إحساسها في محله !
**********
جلست الطبيبة على مكتبها بعد أن فحصت هبه بدقة : " مبارك لك سيد إسلام ، السيدة حامل في ثلاثة أشهر " .
توسعت عيون إسلام بذهول .. فزوجته لديها مشاكل تعوق إنجابها ، كان متأكداً أن هناك خطأ في فحصها ، و لكنه شعر بالحزن و هو يرى ملامحها السعيدة و عدم تصديقها .. و خشى عليها من الصدمة التي ستتعرض لها عندما يكتشفوا الخطأ ..
لم يكن يعلم أن الصدمة ستكون من نصيبه هو إلا عندما تابعت الطبيبة :
" أ رأيتِ سيدتي أنه بالإنتظام على العلاج و الثقة بالله يتحقق المستحيل " .
لم تعلم ما تقول من فرحتها : " نعم .. نعم .. يا إلهي لا أصدق " .
أي علاج الذي تهذي به هذه الحمقاء ؟!
أ كانت زوجته تتعالج من وراءه .. دون أن تخبره ؟!
كيف استطاعت فعلها ؟
تجهمت ملامحه و نهض عندما أنهت الطبيبة حديثها مغادراً ، سارت هبه برفقته و هي تكاد تقفز من السعادة ، و من فرط سعادتها لم تلاحظ تجهمه و ضيقه ..
حالما صعدت السيارة هتفت بحماس : " أ سمعت حبيبي ؟ ، أنا حامل .. سيكون لدينا طفل صغير ، سيكون لديك طفل من صلبك " .
كل حرف كانت تنطقه كان يشعل الغضب بداخله ، فصاح بها : " أصمتِ هبه " .
تفاجئت من غضبه و هتفت بصدمة : " ماذا ؟ "
ردد كلماته مرة أخرى و وجهه بدأ يحمر من الغضب : " قولت اصمتي ، ألا تسمعين ؟ "
شحبت ملامحها عندما صاح عليها ، فهذه أول مرة يفعلها منذ زواجها ، كما أنها لا ترى أي دليل على سعادته بخبر حملها ، أليس من المفترض أن تكون ردة فعله مخالفة تماماً لما يحدث ؟
و لكنها نسيت أو تجاهلت اكتشافه لعلاجها ، فبالنسبة إليها الأهم النتيجة و نجاحه ..
حالما وصلا إلى منزلهما صفع الباب بقوة ، و هتف بهدوء مناقضاً للغضب المستعر بداخله : " منذ متى و أنتِ تتعالجين ؟ "
ابتلعت ريقها بخوف عندما توصلت إلى سبب غضبه و همست : " إسلام " .
ركل المقعد الذي بجانبه بعنف و صاح : " سألتكِ سؤالاً و انتظر إجابته " .
" اسمعني فقط " .
" لا أريد أن أسمعكِ ، أريد أن أعلم متى بدأتِ علاجكِ دون أن تخبريني " .
سقطت دموعها و همست : " منذ ثمانية أشهر " .
" ثمانية أشهر !..، ثمانية أشهر و أنا كالأبله لا أعرف شئ " .
" لم أكن أريد أن أزرع بداخلك أملاً ثم أنتزعه منك " .
هتف بقسوة : " بل كنتِ أنانية لم تفكري سوى بنفسكِ و رغباتكِ " .
و أردف بعدم تصديق : " هل ظننتيني كمصطفى سأطلقكِ إن لم ينجح علاجكِ " .
نفت بصدق : " لا أنت لست مثله .. لا تقارن به من الأساس " .
احتقن وجهه و برزت عروق عنقه و صاح : " بل تصرفاتكِ تدل على أنني مثله .. و أنكِ لم تثقي بي " .
" الزواج الناجح يُبنى على المشاركة ، عليكِ أن تشاركِ زوجكِ قراراتكِ ، ألا تحكمين على مشاعره و ردات فعله دون أن تريها " .
هتفت ببكاء : " إسلام " .
" لقد خيبتي ظني بكِ يا هبه ، للأسف " .
**********
رآها في المطبخ تعد الطعام ، فدلف إليها و دون أن يوجه لها كلمة سحب الصحون من يدها ، و باشر هو بإعداده ..
همست بخفوت : " إسلام " .
و كعادته منذ شهر لم يرد عليها ، بل تابع ما يفعله بهدوء ..
هكذا هو .. منذ مواجهتهما بعد حملها و هو لا يتحدث معها .. لا يطعمها بيديه كما عودها .. لا يسحبها لتنام بأحضانه ..
يهتم بها نعم .. يحرص على راحتها نعم ، و لكن كل هذا ببرود قاسي آلمها و جعلها تتمنى أن يتفادها ، فعلى الأقل تفاديها سيكون أرحم بالنسبة لها من الطريقة الجافة التي يتخذها معها ..
" إلى متى ستظل تعاملني بهذه الطريقة ؟ "
استمر في تجاهلها ، فاقتربت منه و وقفت أمامه و دموعها بدأت في السقوط :
" أعتذر .. أعلم أنني مخطئة و قد تعلمت الدرس ، أرجوك سامحنى .. لا أستطيع تحمل تجاهلك أكثر من هذا " .
أبتعد عنها بمسافة قصيرة و قلبه يؤلمه عليها و يطالبه بمسامحتها ، و عقله يخبره أنها كذبت عليه و عليها تلقي العقاب ..
" ألم تشتاق لي ؟ ، منذ شهر و أنت بعيداً عني " .
زفر أنفاسه بشوق ، فتجرأت و احتضنته قائلة : " لقد تعلمت الدرس ، أعدك أنني لن أخفي عليك شيئاً ، و سأخبرك بأي قرار اتخذه قبل فعله ، فقط سامحني " .
انتصر قلبه حيث ضمها إليه أكثر مقرراً أن العقاب الذي تلقته يكفي .
**********
" ألا ترى أن وجود أسيل في حياة طارق يُسبب له المشاكل ؟ "
تفاجأ محمد من حديث زوجته ، لقد أعتقد أنها أحبت أسيل و وافقت على وجودها معهما و لكن يبدو أنه كان مخطئاً ..
" أ ستعودين و تطالبين برحيلها ؟ "
اعترضت سعاد بحزم : " لا ، يشهد الله أنني أحببتها كأبنتي و أعتدت على وجودها " .
و تابعت بألم : " و لكن ألا ترى أن طارق بدأ في الإبتعاد عنا ؟ ، و زياراته لنا أصبحت قصيرة و علة فترات متباعدة ، كي لا يحدث بين نشوى و أسيل أية مشاكل " .
نعم .. إنها على حق ، فولده يبدو حائراً بين زوجاته لا يعلم ما عليه فعله حتى لا يجرح إحداهما ، الأمر الذي أدى إلى ابتعاده عن المنزل و الإكتفاء بالزيارات القليلة كي يطمئن على أسيل و يرى طلباتها ..
" و الحل أن تبتعد أسيل ، أليس كذلك ؟ "
هتفت بغضب : " أنا لم أقل ذلك يا محمد ، أنا فقط أحاول البحث عن حل كي يرتاح ابني " .
هتف بسخرية لاذعة : " و هل وجدتيه ؟ "
ردت باقتضاب : " لا ، و لكنني سأجده " .
لم تقصد أسيل الإستماع إليهما .. و لكنها عندما كادت أن تخرج من غرفتها سمعت زوجة عمها تأتي بسيرتها فقادها فضولها لمعرفة ما يتحدثان عنه ..
ابتسمت بألم عندما سمعت حديثهما ، لقد لاحظت بالفعل ابتعاد طارق عن المنزل في الفترة الأخيرة ، و لكنها أرجعت الأمر إلى انشغاله و مسئولياته ، و لم يأتي في بالها أبداً أنها تُسبب له المشاكل ..
" لقد اقتحمتي حياته فجأة يا أسيل ، و من أجل انتقام سخيف هدمتيها ، عليكِ الاعتراف بأنكِ اخطئتي في حقه هو و حبيبته ، بل الاعتراف وحده لا يكفي .. عليكِ بتصحيح ما فعلتيه و إعادة الإستقرار إلى حياتهما " .
**********
تفاجأ بها تهاتفه و تطلب مقابلته في الحال ، بل و طلبت منه ألا يصعد للمنزل و أن يهاتفها عندما يصل و هي ستأتي إليه ..
و بالفعل هاتفها مخبراً إياها أنه ينتظرها ، فهبطت إليه و صعدت إلى السيارة .
**********
نظرت إليه بملامح مبهمة لا تصفح عن مشاعرها و هتفت بدون مقدمات : " أعتذر طارق ، منذ مجيئي إلى هنا و حياتك قُلِبت رأساً على عقب بسببي " .
رفع حاجبيه باستغراب و هو حقاً لا يعلم مناسبة هذا الحديث ..
" لِمَ تقولين هذا ؟ "
ابتسمت بألم : " لأنني بطفولتي و أنانيتي أُسبب لك المتاعب " .
ملس على شعرها بحنان : " لا تقولي هذا صغيرتي ، أنتِ غالية على قلبي " .
همست بصدق : " و أنا أحبك كثيراً و لا أعتقد أنني سأحب أحد مثلما أحببتك " .
و أردفت بحزن : " و لن أراك حزين .. مبتعد عن والديك بسببي و أصمت " .
و هتفت بصوت بدى غريباً و بعيداً و ملامحها شاردة : " طلقني طارق " .
توسعت عيونه بعدم تصديق : " ماذا ؟ "
رمشت بعينيها بألم : " بعد أيام سأتم السادسة عشر ، لن تكون والدتي قادرة على أخذي ، أي أن سبب زواجك مني قد انتهى " .
بالرغم من شعور الراحة الذي سيطر عليه عندما طلبت الطلاق و وضحت انتهاء أسباب زواجه منها ، إلا أن شئ بداخله أخبره ألا يمتثل لها ، ألا يوافق على طلبها و يبعدها عنه بإرادته ..
" أنا لم أفكر في طلاقكِ من قبل " .
" أعلم .. و لكن هذه النهاية المنطقية لقصتنا ، فلن أظل زوجتك مدى الحياة خاصة و أنت تحب نشوى " .
لقد ضغطت عليه بقوة عندما ذكرت نشوى ، و ربما تكون أخضعته للموافقة !..، فطلاقها سيخلصه من مشاكله مع حبيبته .. ستجعله يقضي حياته معها في راحة .. يعني أنه سبنعم بالهدوء الذي لم يجربه منذ زواجه ..
" هل أنتِ متأكدة من رغبتكِ هذه ؟ "
أومأت بالإيجاب على الرغم من صياح قلبها المعترض ..
هتف بحزن لا يعلم سببه : " أنتِ طالق أسيل ، سأمزق ورقتنا حالما أصل إلى المنزل " .
**********
منذ ساعات و هي تتحمل الألم مخبرة نفسها أنها آلام طبيعية و لا داعي للقلق ، و لكن الآلام فاقت احتمالها و لقد شعرت أنها على وشك الولادة فهزت زوجها بقوة و هي تصيح : " إسلام .. سألد " .
انتفض إسلام من نومه بفزع و قال : " ماذا ؟ ، لازلتِ في الشهر السابع " .
سقطت دموعها من الألم و استغاثت : " سأموت إسلام .. انجدني " .
نهض بخوف و حملها دون الإهتمام لما يرتدوه و هرع بها إلى المستشفى ..
دلف إليه و هو يصيح بخوف : " ساعدوني .. زوجتي تلد " .
اقتربوا منه بسرعة و وضعوها على السرير و أخذوها إلى غرفة العمليات ..
تمسكت بيده و همست : " سأموت إسلام " .
هتف بتوتر : " لا تقولي هذا حبيبتي ستكونين بخير " .
تأوهت بألم و صاحت : " أنتبه إلى أبني .. و لارا " .
و أردفت قبل أن تختفي خلف باب غرفة العمليات : " لا تنساني " .

Continuar a ler

Também vai Gostar

455K 20.8K 34
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
38.8K 988 63
وأقف أمامك بأعين متضرعة الأرنو اليك بنظرة تلتقطها عيناك من فورها توقف فقط توقف وخذ عينيك بعي...
7.3K 485 44
العالم بيننا..والزمان لم يكن أبدًا حليفنا.. فلا عتاب ولا رجاء سيمنع قدرنا.. لذا لا تراجعي ولا تمنعيني.. وبهذه العيون لا تغويني.. لا مفر لفراقنا...
114K 2.9K 27
الجزء الثالث: قلبه الأعمى عشرة أعوام ليست فقط المدة التي عملت فيها "سو" لدى حكيم، ولكنها أيضا المدة التي تعذبت بحبه دون أن يلاحظ أو يبدي أي اهتمام ب...