الفصل السادس عشر

10.8K 460 63
                                    

طب بصوا بقى، أنا هنزل دلوقتي الفصل ١٦ كااااامل علشان خاطر الحلوين اللي متابعين معايا من الأول
بس مفيش فصل جديد بقى الا لما تحطوا فوتس و كومنتس
٧٠ فوت + ٣٥ كومنت = الفصل ١٧ كااااامل
و الفصل مش هينزل غير لما تحققوا الشرط 😒😒
قولتلكم مش تخلوني اتخذ قرارت مش بحبها 🙄🙄🙄
على فكرة عدد الكومنتات قليل علشان خاطر سلموكة طلبت كده 🤚🏻🤚🏻
تاني حاجة بقى فيه واحدة كانت طلبت إعلان قبل الفصل، فلو تحبوا ينزل كل يوم الصبح اقتباس مع موعد تنزيل الفصل انا معنديش اي مانع، قولولي رأيكم في الكومنتس..
و لو كده تابعوا صفحتي الشخصية هينزل عليها الاعلان كل يوم إن شاء الله
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
الفصل السادس عشر
تمعنت في الغرفة الفارغة بضياع .. لقد رحلن .. جميعهن رحلن و لم يتبقى سواها ؛ بدءً من تسنيم وانتهاءً بريناد ، على الرغم من اختلاف ظروف خروج كل واحدة منهن من الدار ، إلا أن النتيجة واحدة .. أنهن تركوها لحالها ..
ابتسمت بشوق متذكرة تسنيم و لارا ، يا إلهي كم مر منذ أخر مرة رأتهما فيها .. تسع سنوات أم أكثر ؟
في طفولتها .. أثناء ما كانوا يقضن وقتهن بالكامل سوياً .. لم تكن تتوقع أبداً أنه سيأتي يوم و يفترقن فيه ، و حتى إن جاء هذا اليوم فعلاقتهن و تواصلهن سيظل قائماً ..
إلا أن العكس ما حدث .. فمنذ رحيلهما و لم تأتي واحدة منهما إلى هنا لزيارتها هي و ريناد حتى و لو لمرة واحدة ..
أ نسوهما إلى هذه الدرجة ؟
ألم يشتاقا إليهما و لو قليلاً ؟
غريب .. إذاً أين الحب و العلاقة الأخوية التي كانت تجمعهن في صغرهن ؟
أغمضت عينيها بضعف متخذة التبريرات لهما ، فلابد أن هناك ظروف قوية هي التي منعتهما من زيارتهما ..
تنهدت ثم همست بحب : " المهم أن تكونا بخير صديقتاي .. و أن تكونا حصلتما على السعادة التي كنتما ترجوها " .
لتنتقل أفكارها إلى فتاة أخرى ليست بعيدة عن علاقتهما ؛ ريناد ..
ابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتيها و هي تتذكر ما كانت تريد فعله تلك المجنونة ، لقد رفضت الخروج من الدار .. أوضحت أنها ستظل أسبوعاً أخر لتخرج مع صديقتها !
قهقهت بخفة و هي تتذكر استفزازها للمشرفات و تصميمها على البقاء رغم رفضهن ، و لكن محاولاتها باءت بالفشل و اضطُرت في النهاية إلى المغادرة ، إلا أنها لم تنسى أن تعد صديقاتها قائلة :
" ياسمين لا تخافي أنا لن أترككِ ، سأغادر نعم .. إلا أنني سأبحث عن مأوى لنا و سأعمل لتوفير النقود ..
بعد أسبوع .. عندما تخرجين من هذا الوحل .. ستجدينني أمامكِ .. سنعيش معاً و لن يفرقنا أحد " .
تنهدت بخوف .. هل ستفي صديقتها بوعدها ، أم ستنساها هي الأخرى ؟
و الأهم .. ما الذي تفعله الآن ؟
أين تعيش ؟ ، و كيف ؟
هل وجدت المسكن و العمل ، أم ضائعة في عالم جديد عليها ؟
لترسو أفكارها عليها .. فأخذت تفكر في حياتها القادمة .. كيف ستعيشها ؟ ، كيف ستواجه عالم جديد عليها ؟
هي ليست بقوة ريناد و تهورها للدخول في هذا العالم بقلب لا يخشى شئ ، هي ضعيفة .. تعترف بهذا ؛ ضعيفة و خانعة لدرجة الإستسلام و الخضوع ، فماذا ستفعل عند خروجها و كيف ستعيش ؟
**********
وضع وحيد الطعام على المائدة و أجلس أطفاله ثم جلس بدوره و سألهما :
" ما رأيكما في الخالة نشوى ؟ "
تحدثت لمار و هي تكاد تقفز من على مقعدها من الحماس : " أحببتها جداً أبي ، متى ستأتي لتعيش معنا ؟ "
بالطبع ستحبها .. فنشوى دللتها كثيراً لتثير غيرة ابنه و على ما يظن أنها نجحت في ذلك ..
كان من المفترض أن يغضب من تصرفاتها بل أن يتراجع في قراره بالزواج منها ، لكن على العكس لقد أُعجب بتضرفاتها و سيشجعها على الإستمرار !
و كيف لا يشجعها و هي استطاعت في ساعتين فعل ما لم يستطع هو فعله في سنتين !
فطفله كان متعلق بوالدته بشدة مما أدى إلى تدمر نفسيته بعد وفاتها ، فأصبح هادئ .. منطوي .. بارد كقالب ثلج .. لا يبالي بشئ و لا يجذبه شئ بسهولة ..
و نشوى في دقائق استطاعت أن تكسر واجهة ابنه الباردة .. أن تستخرج انفعالاته المدفونة منذ سنتين ، و عليه أن يشكرها على هذا !
" و أنت تيم ما رأيك بها ؟ "
صاح بتذمر : " لم أحبها ، و لا أريدها أماً لي " .
لتصيح لمار بنفس نبرته : " لِمَ إنها لطيفة ؟ "
صاح مقاطعاً : " لا تتدخلي أنتِ إنه حديث رجال " .
كان وحيد يتابع حديثهم مبتسماً باستغراب ، منذ متى و لم يتشاجرا أطفاله ؟ ، هو بالطبع لا يوافق على شجارهما !..، إلا أنه من حقه أن يستمتع برؤية طفله يفقد السيطرة على هدوئه و يناقش موضوع بتصميم ..
" كفى " .
كلمة واحدة كانت كافية لإصمات الطفلين ، نظر إلى تيم و هتف بهدوء :
" ما سبب عدم حبك لها ؟ "
صمت تيم للحظات و هو ينظر إلى شقيقته بغيرة ، دائماً و بسبب حالته النفسية كان الناس يقتربون منه و يهتمون به أكثر ، على عكس هذه المرأة التي تجاهلت وجوده تماماً و هذا أغضبه بشدة ، و لكن ليس بقدر غضبه من والده الذي يريد أن يستبدل والدته بإمرأة أخرى تأخذ مكانها في بيتها .. و مكانها في قلبه !
لمعت الدموع في عينيه و نظر إلى والده قائلاً : " أنا أمي بسمة فقط ؛ ليس لدي أم سواها و لا أريد أن يكون لي " .
ليركض بعدها إلى غرفته دون انتظار رد والده ..
نظر وحيد في أثره و تصميمه يزداد للزواج من نشوى ، فعلى ما يبدو هي الوحيدة القادرة على التعامل مع أبنه ..
" هل ستتزوجها أبي ؟ "
نظر لها مبتسماً : " نعم حبيبتي " .
صفقت بجذل و هي تقول : " رائع " .
أما عنه .. فحالما دلف إلى غرفته استلقى على سريره ثم سحب صورة والدته لينظر لها بحزن ممتزج بالشوق ..
ثواني و بدأت دموعه في الهبوط و هو يتذكرها .. دلالها له .. حنانها عليه ، انقلب على يمينه و هو يضم الصورة إلى أحضانه أكثر متسائلاً ببراءة ، لِمَ توفت والدته ؟
لِمَ تركته و هو لازال صغيراً لم ينهل من حبها ؟
لِمَ اختارها الله خصيصاً ؟
لقد أخبره والده من قبل أن والدته ذهبت إلى الجنة و أنها مكان الكل يتمنى الذهاب إليه ، و عندما سأله لِمَ لم يذهبوا معها أخبره أن الله هو الذي يختار الأشخاص الذين يذهبون إلى هناك و لكل شخص موعد محدد ، و لكن ما لم يجد له إجابة حتى الآن هو ..
لِمَ الله اختار والدته للذهاب في وقت مبكر ؟
لِمَ لم يتركها معه و مع شقيقته ؟
أغمض عينيه بقوة و دموعه شكّلت خطوطاً على وجنتيه ، مهما فعلت هذه المرأة لن تأخذ مكان والدته و ستظل دخيلة على حياتهم !
دلف وحيد إلى الغرفة فوجد طفله بهذه الحالة ، مستلقي على سريره .. دموعه تلطخ وجنتيه .. و صورة أمه بأحضانه .. بجانب قلبه ..
كان يدرك جيداً أنه مهما قال لم يستمع إليه ، لذا اقترب و استلقى بجانبه ليسحبه إلى أحضانه و لا زال الصغير متمسك بصورة والدته ..
قبّل جبينه و همس : " لن يأخذ أحد مكانها أبداً " .
ثم بدأ بتمليس شعره فأغمض الصغير عينيه مطمئناً .. مرتاحاً .
**********
طُرِق الباب بقوة فأسرع طارق لفتحه مستغرباً من هذه القوة التي يطرق بها الطارق الباب !
فتحه لتتوسع عيونه بذهول و هو يرى أبنة عمه أمامه و لكن على هيئة أكثر أنوثة و فتنة ، بعدها تحولت ملامحه إلى الغضب و هو يتمعن في مظهرها ؛ عيونها حمراء منتفخة .. آثار أصابع على وجنتيها ، فستانها الأحمر غير مهندم و كأن أحدهم عبث به ، و ما أثار فزعه حقاً دموعها التي لا تتوقف ..
" أسيل ؟ "
و على عكس تمعنه بها كانت أسيل لا تبالي به أو كأنها لا تراه من الأساس ، ففي هذه اللحظة لم يكن أمام عينيها سوى عمها .. والدها الثاني ؛ الشخص الوحيد المتأكدة من أنه يحبها حقاً و إن تطلب الأمر سيفديها بحياته ..
و كأن محمد استمع إلى نداءها الصامت و لباه ، فخلال أقل من الثانية كان يقف خلف طارق بذهول لا يقل عنه ، فمن المفترض أن تأتي أبنة شقيقه بعد ما يقارب العشرين يوماً ، فما الذي أتى بها اليوم ؟
حالما ظهر أمامها ركضت إليه و قد بدأ نحيبها فأصدرت شهقات متألمة .. مترجية الحماية و الأمان ..
ضمها إلى صدره بخوف و هو يهتف :
" ماذا حدث معكِ حبيبتي ، و ما الذي أتى بكِ اليوم ؟ "
و بينما هو يقول هذا كان يملس على شعرها بحنو و يبعد خصلاته إلى وراء أذنها ..
كان طارق لا يزال ينظر لها باستغراب لتشتعل عيون فجأة و هو يرى الأثار التي على عنقها و التي لا تدل سوى على شئ واحد !
و من دون تفكير أسرع إليها ليسحبها من أحضان والده بقسوة و يصيح :
" مَن فعل بكِ هذا ؟ "
كانت هذه فرصة محمد ليتمعن في مظهر أبنة شقيقه عله يكتشف ما حدث معها ، و يا ليته لم يتمعن !..، شحبت ملامحه و هو يرى مظهرها ليحرك رأسه نافياً أفكاره بعنف ..
حاولت أسيل تحرير نفسها بضعف و دموعها تخبره عن مأساتها ، و لكن طارق لم يلتفت إلى ضعفها و ألمها ، فكل ما كان يشغل باله في هذه اللحظة ما حدث معها ..
أبعدها محمد عنه بهدوء زائف و قلبه يرتجف رعباً ، ليسأل صغيرته بحنو :
" لا تخافي حبيبتي ، أخبريني مَن فعل بكِ هذا ؟ "
تمسكت به بخوف و همست بضياع : " لقد .. لقد " .
لتصمت بعدها و تنخرط في بكاء عنيف و هي تتذكر كيف حاول إدوارد إغتصابها لولا الرجل الذي دخل في أخر لحظة و الذي كان على ما يبدو يستخدم غرفة مجاورة مع فتاته !
سألهما ببراءة عن سبب الأصوات العالية فاستغلت أسيل الفرصة للهرب من يدي إدوارد ، أسرعت ملتقطة جواز سفرها من أحد الأدراج .. و معطفها من على المقعد ، فصاح إدوارد عليها :
" سننهي ما بدأناه يا أسيل ، لا سبيل للهرب" .
التفتت لتجده أمامها فعالجته بلكمة بين ساقيه وقع على إثرها أرضاً ، نظر الرجل لهما بذهول إلا أنها لم تعطيه الفرصة للإسنفسار عما يحدث حيث دفعته بقوة و ركضت إلى الخارج ..
التقط محمد يدها و ضغط عليها بقوة مخرجاً إياه من شرودها ..
" حبيبتي " .
دمعة جديدة سقطت من عينيها و هي تسمع نبرته الحنونة التي ذكّرتها بوالدها ، و كم كانت تتمنى وجوده معها الآن !
وجدت نفسها تقول بلا وعي : " لقد حاول اغتصابي عمي " .
حاول ؛ كانت هذه الكلمة كافية لزرع الراحة في قلبه ، إلا أن الغضب أيضاً كان له نصيب !..، فحبيبته الصغيرة كانت على وشك فقد شرفها ..
و على عكس محمد ، أحمر وجه طارق فور أن قالت جملتها ، لم يهتم لكوَنها بخير و لا لأن مَن حاول فعل هذا لم ينل مراده ، كل ما كان أمام عينيه في هذه اللحظة هو .. مشهد أسيل مستلقية عنوة و رجل ما فوقها يحاول تقبيلها رغماً عنها ، اشتعلت نيران الغضب في عيونه .. ليقف أمامها ممسكاً بوجهها بعنف سائلاً إياها :
" مَن .. مَن فعلها ؟ "
أسرعت أسيل نافية : " لم ينجح .. أقسم " .
لم تخمد إجابتها نيرانه فصاح : " تكلمي ، مَن فعلها ؟ "
ليصيح محمد بدوره : " طارق اهدأ المهم أنها بخير " .
قاطعتهم أسيل قائلة بخفوت : " لقد كان مسافراً ، منذ أن سافرت إلى هناك و أنا لم أراه إلا مرات معدودة كان يأتي في زيارات سريعة و يسافر مرة أخرى ، و لكن قبل سنة عاد و استقر معنا في البيت " .
هدر بتساؤل : " و مَن هو ليجلس معكم في المنزل ؟ "
ردت بخفوت : " ابن زوج والدتي " .
و أردفت : " في البداية أوضح إعجابه بي و حاول التقرب مني و أنا منعته ، و لكن منذ أشهر و تصرفاته قد زادت عن الحد و أصبحت مقززة و غير مقبولة و لم تنجح محاولاتي لإيقافه " .
لتشهق باكية و هي تقول : " حتى حاول بالأمس " .
ضمها محمد إلى صدره مقاطعاً إياها : " يكفي حبيبتي ، المهم أنكِ بخير " .
تركهما طارق و دلف إلى غرفته صافعاً الباب خلفه بقوة ، جال الغرفة بغضب و كلمات أسيل تتردد في ذهنه ، ليصيح فجأة :
" الحقير .. الحقير .. كيف يفكر في هذا ؟ ، لو يقع في يدي سأريه .. سأجعله يندم على اللحظة التي تجرأ فيها عليها " .
ليصمت لثواني ثم يقول بندم : " أنا السبب ، لو لم أطلقها لم يكن ليحدث ما حدث ، لقد خنت أمانة عمي و كادت أبنته تضيع بسببي " .
وضع ثقله على مقعده و أحنى رأسه دافناً إياها بين كفيه ليشرد في اليوم الذي بدأ فيه كل شئ .. اليوم الذي ألقى فيه يمين الطلاق على أسيل فجعلها تعاني في حياتها .

لست أبي (كاملة)Where stories live. Discover now