بين الامس واليوم

By MSCprincess

1M 10.9K 2.7K

رواية للكاتبة انفاس قطر More

جزء 1
جزء 2
جزء 3
جزء 4 و 5
جزء 6
جزء 7 و 8
جزء 9
جزء 10
جزء 11
جزء 12 و 13
جزء 14
جزء 15 و 16
جزء 17 و 18
جزء 19 و 20
جزء 21
جزء22 و 23
جزء24 و 25
جزء 26
جزء 27
جزء 28
جزء 29
توضيح
جزء 30
جزء 31
جزء 32
جزء 33
جزء 34
جزء 35
جزء 36
37
جزء 38 . 39
جزء 40
جزء 41
جزء 42
جزء 43
جزء 44
جزء 45
جزء 46
جزء 47
جزء48
جزء 49
جزء 50
جزء 51
جزء 52
جزء 53
جزء 54
جزء 55
جزء 56
جزء 57
جزء 58
جزء 59
جزء 60
جزء 61
جزء 62
جزء 63
جزء 64
جزء 65
جزء 66
67
جزء 68. 69
جزء 70
جزء 71
جزء 72
جزء 73
جزء 74
جزء 75
جزء 76
جزء 77
جزء 78
جزء 79
جزء 80
جزء 81
جزء 82 .83
جزء 84
جزء 85
جزء 86
جزء 89
جزء 90
جزء 91
جزء 92. 93
جزء 94
جزء 95
جزء 96
جزء 97
جزء 98
جزء 99
جزء 100
جزء 101
جزء 102
جزء 103
جزء 104
جزء 105
جزء 106
جزء 107
جزء 108
ما قبل الاخير
الاخــــــير

جزء 87.88

11.9K 115 40
By MSCprincess


بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والثمانون

دخل إلى غرفته بخطوات هادئة حازمة.. تخفي خلفها كثيرا من الألم الجسدي والنفسي..

لماذا حياة التحفز التي يحياها بشكل مستمر؟؟

لماذا لم يحضَ بزوجة مهادنة تريح باله حتى وهو يعاني كل هذا؟؟

لماذا يجد نفسه مجبرا على كل هذا الشد حتى وهو لا يريده؟؟

لماذا ولماذا ولماذا؟؟؟؟ عشرات من علامات الاستفهام علقته على مشانقها..

وهو مرهق.. مرهق.. مــــــــــــرهــــــق!!!

مرهق من نفسه قبل أي شيء آخر!!

كانت هذه أفكاره التي تغتال تفكيره وهو يخطو لداخل غرفته..

ليجد الصدمة غير المتوقعة أمامه!!

كانت كاسرة........... نائمة !!!

نائمة بالفعل وليست تدعي النوم!!

ونائمة بملابسها.. ومازالت الساعة التاسعة والنصف!!

اختلطت الاحاسيس في داخله.....استغرب.. وتألم.. وتعجب!!

استغرب من نومها بملابسها وهي تبدو في عينيه كطفلة فاجئها النعاس على حين غرة..

فغفت على حالها وهيئتها.. وبكل عذوبتها!!

وتألم أنها نامت دون أن تنتظره.. رغم أنها تعلم بوضعه الصحي السيء..

أ لم تفكر أن تسأله ماذا سيحتاج؟؟ إن كان تناول عشائه؟؟ أو دوائه؟؟

أو إن كان يحتاج للتغيير على بعض جروحه؟؟

وتعجب أنها نامت دون أن تواجهه كما كان يتوقع.. فحدث كالذي حدث اليوم.. كان يستحيل أن تفوته كاسرة دون نقاش محتدم على الأقل!!

استبدل ملابسه بصعوبة.. وهو يصلي قيامه مبكرا..

ثم يتمدد جوارها.. لتتجدد أحاسيسه وتتعمق وتتعقد وهو يطفئ كل الإضاءة ويبقي على ضوء خافت جواره.. حتى يتمكن من رؤية وجهها..

كان الألم ينتشر صارخا في كل جسده...

ومع ذلك يشعر أن ألمه منها أقوى وأشد تأثيرا..

وعيناه تطوفان بمحياها المرهق.. لا يعلم لماذا يشعر بها مرهقة على الدوام؟؟

مرهقة شكلا ومضمونا!!

مختلفة عن حماسها المتدفق المعتاد بكل العنفوان الناري الذي يشعله حتى الوريد..

رغما عنه هذا الإرهاق يجلب إلى عمق روحه حزنا غير مفهوم وهو يتمنى لو استطاع حمله عنها لو استطاع...

ورغم أنها مصدر كل آلامه ولكنه مستعد لحمل كل آلامها لو منحته الفرصة لذلك!!

لــــو !!

*************************************

بعد أكثر من 3 ساعات..

زايد يصل متأخرا أكثر من العادة... لم يكن يريد فعلا أن يتأخر حتى لا تظن مزنة أنه متهيب للمواجهة..

لكنه تأخر في شركته كثيرا.. ثم دعا من باب اللياقة وأريحيتيه المعتادة المجتمعين معه لعشاء متأخر... أصبح متأخرا فعلا!!

توقع أنه سيجدها نائمة وخصوصا أن لديها عذرا قويا لذلك فهو تأخر أكثر من المعتاد..

ولكن توقعه كان فاشلا.. لأنه وجدها تنتظره وبكامل تألقها وفتنتها وزينتها..

فهي تصرفت بطبيعية حتى لا يظن هو أنها تخشى المواجهة..

فهي لو أن الوضع كان طبيعيا بينهما كانت ستنتظره مهما تأخر.. وهي تعلم أن في النوم أو إدعائه رسالة فاشلة للتعبير عن غضبها منه...

فهي تستطيع التعبير عن غضبها بلسانها!!!

والأمر الآخر أنها مطلقا لم تغير مطلقا من طريقة لبسها المعتادة أمامه... فهي لن تفعل كما تفعلن الصغيرات العاجزات عن المواجهة..

اللاتي تغيرن من طريقة لبسهن كرسالة رفض أو غضب..

فهي ليست خائفة ولا متوترة ولا تحتاج لرسائل للسانها!!

وهي اعتادت على التأنق.. فلن تفعل سواه!!

ولكنها لا تنكر أنها لو كانت على رضى معه.. لكانت تأنقت أكثر من ذلك بكثير..

فهو غائب عن البيت منذ ثلاثة أيام.. وكان يستحق استقبالا خاصا..

ولكنها طبعا لن تفعل ذلك الآن.. لأن هذه ستكون رسالة أخرى قد تَفهم بعدة طرق لا تريد أيا منها!!

أما أنها تحاول إرضائه.. أو أنها تحاول تفكيك مقاومته لإلهائه عن العتاب..

بينما هي تريد العتاب... تريده حقا!!!

بينما هو كان يسترق لها النظرات المستغربة بطرف عينيه ويظهر عدم اهتمامه وهو يدخل بهدوء ويسلم بهدوء ويشرع في خلع ملابسه ..

" امرأة غاضبة من زوجها.. لماذا تبدو فاتنة أمامه هكذا؟؟

تبدو كما لو كانت ستشرق لشدة فتنتها...

أ هكذا يكون غضبها؟؟

.

.

ولماذا أنكر على نفسي أنها هكذا كل ليلة..؟؟

ولكن لأني أفتقدها فعلا.. أراها الليلة أكثر من فاتنة إلى درجة تؤلم فعلا!!

ثلاثة ايام مرت.. لم نتبادل الحديث إلا لدقائق وعلى عجالة!!

ثم حينما أعود.. أعود بشجار!!

ولكنها هي المخطئة.. هي المخطئة في كل شيء منذ البداية..

تدخلت فيما لا يخصها.. ثم تريد فرض رأيها على الجميع!!"

زايد بدأ يجري شحنا نفسيا لغضبه وهو يضاعفه.. حتى تضاعف فعلا!!

فهو غير راض فعلا أن تحاول زوجته أن تفرض شخصيتها على شخصيته!!

هذا أمر غير مقبول عنده إطلاقا!!

إطــــــلاقــــا!!

لم يحادثها مطلقا حتى انتهى من صلاته وورده..

وهي مازالت تجلس على مقعدها انتظارا لانتهاءه!!

وكل منهما وصل شحنه النفسي لمنتهاه.. وهو يصور أشكالا مختلفة للمواجهة.. حتى انتهى زايد وتوجه على الأريكة..

ليكون ماحدث مختلفا تماما عن كل مارسماه من تخيلات..

زايد جلس على أريكته وهي على مقعدها.. تبادلا النظرات لثوان..

عميقة.. عاتبة.. لا تهاب..

وكل منهما ينظر للآخر بشكل مباشر ولكن خال من الحدة..

حينها همس بزايد بهدوء حازم: مزنة تعالي اقعدي جنبي.. خلنا نتكلم..

مزنة وقفت وتوجهت نحوه بخطوات واثقة وجلست جواره.. وهي تصنع مساحة فاصلة بينهما..

ولكنه شدها برفق ناحيته.. ليلغي المسافة.. وهو يحتضن كتفيها بذراعه..

ثم يهمس بعمق رزين وبكلام غير متوقع.. حتى هو لم يتوقعه بهذه الصورة:

أدري إني غلطت اليوم عليش قدام العيال..

وقلت كلام المفروض إني ما أقوله.. بس أنتي طلعتيني من طوري..

حينها كان دور مزنة لتضع رأسها على صدره وهي تحتضن خصره وتهمس بهدوء عميق:

زايد أنا ما غلطت.. بس أنت ردة فعلك كانت زيادة عن اللازم!!

يعني ما أعتقد إني سويت شيء يستاهل تقول لي أنتي استخفيتي.. وتبين تخربين على العيال..

أنا شفت وضع ما ينسكت عليه.. ومستحيل أسكت وأنا أشوف بنتي كذا..

زايد بحزم مختلط بالمودة: مزنة.. أدري كساب عيوبه واجد.. وما أدافع عنه..

بس هو يحبها وهي تحبه..والاثنين شخصياتهم قوية.. خلهم يحلون مشاكلهم بنفسهم..

ولو هم بغونا نتدخل .. بيطلبون منا!!

مزنة بعتب: كنت تقدر تقول لي ذا الكلام.. بدون ما تجّرح فيني مثل اليوم!!

زايد تنهد وهو يبعدها قليلا عن صدره حتى ينظر إلى وجهها وهو يمد يده ليمسح على خدها

ثم يهتف بلهجة آمرة أقرب للتسلط:

مزنة قربنا على شهر ونص من يوم تزوجنا.. خل كل شيء واضح قدامش..

أنا ما أرضى إنش تفرضين رأيش وأنا موجود.. وأحب كل شيء تأخذين رأيي فيه أول وقبل ما تسوينه!!

إذا أنا وافقت.. هذاك الوقت سويه.. مهوب قبل..

حينها ابتعدت مزنة عنه أكثر وعن مدى يده.. وهي تهمس بحزم:

وأنت اسمعني يازايد.. شيء يخص علاقتي فيك.. أو حقوقك علي أو طاعتي لك مستحيل أفرض رأيي عليك..

لكن أنا أم وعندي مسؤوليات.. والشيء اللي يخص عيالي.. ماراح أراجع حد فيه مع احترامي لك..

ممكن أشورك فيه وهذا يكون من شفافية علاقتنا كزوجين..

لكن إنك ظنتك إنك بتلغي شخصيتي.. اسمح لي .. مستحيل!!

وأظني إنك خذتني وأنت عارف شخصيتي..

والعود ما يعسف يا أبو كساب..

قالت عبارتها الأخيرة بكل حزم واثق.. وهي تقف وتبتعد متجهة لسريرها.. بينما العبارة تتردد في رأسه..

" العود ما يعسف يا أبو كساب!!

العود مايعسف يا أبو كساب!!

العود مايعسف يا أبو كساب!!!!!!"

" لو أنا خذتها وهي صغيرة.. كان عسفتها على اللي أنا أبيه.. مثل ما كانت وسمية!!

.

وليه تبي تعسفها؟؟ مهوب ذا اللي تبيه وفاقده.. مزنة القديمة!!

.

لا.. وش جاب لجاب..

صحيح مزنة الحين قوية شخصية..بس خلني أعترف إن مزنة القديمة كانت مطفوقة وما تحشم..

ولو خذتها يمكن كان مستحيل نتوالم!!

بـــس..

بس أنا فاقدها!! فاقدها!!

.

.

يمكن نار قايدة في صدري أكثر من 30 سنة طفت عقب ماخذيتها

واكتشفت إن مزنة اللي حارقة قلبي اختفت وماعاد لها وجود..

بس فيه حسرة ماكنة في أقصى حشاي ماعرفت لها سبب.. ماعرفت لها سبب!!"

****************************

" يا الله جمول.. أنتي ناوية تقعدينا لين صلاة الفجر؟؟

خلينا ننام شوي!!

مهوب كفاية إني ماشفت كساب إلا خمس دقايق.. وبديتش أنتي!!"

جميلة هزت كتفيها وهي تضم ركبتيها لصدرها وكلتاهما تجلسان على السرير وهي تهمس لمزون برقة:

كل ليلة أساسا أقعد سهرانة لين أصلي الصبح... مايرقدني إلا التعب..

خلني الليلة أسهر على الأقل وأنا معي حد..

وإذا على كساب.. كلها ليلتين تباتينهم عندي.. وعقب اشبعي فيه!!

مزون بإبتسامة: ترا علي واصل من السفر بكرة الصبح.. خلني أنام أقوم أواجهه.. حرام عليش أبي أنام..

جميلة ابتسمت برقة: كساب وعلي ما يبون إلا كاسرة وشعاع... اقعدي وكبري المخدة.. لين يجي غانم..

مزون حينها حاولت أن تبتسم وهي تركن همها الجديد جانبا.. ليست مهتمة أن غانما رأى كاسرة.. بقدر اهتمامها بمشاعر كساب:

وعلى طاري غانم.. أنا بيكون عرسي عقب ثلاثة أسابيع... بتردينها لي وتنامين عندي..؟؟

وإلا حضرة النقيب من عقب ما يشوفش مستحيل يفكش!!

جميلة هزت كتفيها وهي تهمس ببساطة: لو تبين.. رقدت عندش قبلها بأسبوع..

لأنه حضرة النقيب على قولتش عنده دورة عقب أسبوعين وبيغيب شهر..

مزون باستغراب: عقب عرسكم بأسبوعين بس.. وبيغيب شهر بعد!!

ليه مهوب حاضر عرس ولد عمه وعرس خاله عقبه؟؟

جميلة بذات البساطة المستسلمة: عادي عنده مايحضر عرس أخيه.. المهم يطفش مني!!

مزون اعتدلت جالسة بحدة وهي تهمس بعتب ممزوج بالغضب:

جميلة أنتي ليش تقولين عن نفسش كذا؟؟

إذا أنتي الواحد يطفش منش.. من اللي بيلزق فيها رجالها من قلب؟؟

جميلة هذه المرة همست بحزن حاولت تغليفه ببساطة فاشلة:

عادي مهوب أول واحد يطفش مني.. ومن قلب بعد!!

لازم أتعود على ذا الشيء!!

هذاك طفش مني عقب عشرة ثمان شهور..

وهذا مستعد يطفش قبل ما يعاشرني حتى!!

شكله درا إني ما أتعاشر!!

مزون حينها همست بغضب حقيقي: تدرين إن ذا السالفة البايخة تقهرني..

وأنتي تعيدين وتزيدين فيها..

أشلون تبين فهد يتقبلش وأنتي منتي بمتقبلة روحش؟؟

جميلة مالت لتضع رأسها في حضن مزون الجالسة وهي تهمس بيأس:

فهد بأحطه فوق رأسي.. أكون بهيمة إذا ما تعلمت من تجربتي مع خليفة..

أو سمحت لنفسي أكرر نفس الغلط!!

بس أنا عارفة باللي بيصير... حاسة إنه ماراح يتقبلني لأنه خذني عشان عمي منصور..

خليني أجهز نفسي لذا الشيء عشان ما انصدم..

وعلى العموم لا حن أول ولا آخر زوجين تكون حياتهم مافيها حب..

أنا ما أبي إلا الاحترام منه وكثر الله خيره!!

*************************************

" يـــمـــه!!.. بسم الله الرحمن الرحيم.. ماصليت!!"

قفزت كاسرة بجزع وهي تهمس بهذه الكلمات.. بعد أن ظنت أنها غفت لدقائق لتتفاجأ بالغرفة تغرق في الظلام عدا نور خافت يجاور من ينام جنبها..

كساب صحا على صرختها وهو يعتدل بإرهاق: وش فيش؟؟

قفزت السرير وهي تهمس بجزع بعد أن نظرت لساعتها: نمت على طول عقب صلاة العشاء.. وأنا مابعد صليت قيامي..!!

هتف بذات نبرته المرهقة: باقي وقت على صلاة الصبح.. صلي..

كانت بالفعل مع كلماته تتوجه للحمام لتتوضأ.. صلت أولا..

ثم رغما عنها.. عادت لتطل عليه.. وهي تشعر بذنب رغما عنها أيضا .. أنها نامت وتركته وهو على هذه الحال..

فرغم كل التعقيد.. وكم الغضب الذي لا حدود له بينهما..

ولكنه يبقى زوجها.. ومريض.. وفي حاجتها الآن!!

وجدته نائما..

فعادت وقرأت وردها.. ثم نظرت للساعة.. لم يتبق إلا نصف ساعة لصلاة الفجر.. ستقرأ مزيدا من القرآن حتى موعد الصلاة..

ولكنها قبل ذلك عادت له مرة أخرى.. وهي تنحني هذه المرة وتلمس جبينه..

فالليلة التي قضته عنده أُصيب بحمى.. وحين أخبرت عمها..

قال لها أن الحمى قد تعود له من وقت لآخر حتى تلتئم جروحه نوعا ما..

بالفعل وجدت جبينه دافئا..

ارتعشت حين فتح عينيه.. على ملمس أناملها على جبينه!!

همس لها بسكون: وش فيش؟؟ أنتي تعبانة؟؟

همست بسكون كسكونه: لا.. بس نمت بدون ما أحس..

أنت اللي تعبان.. قوم خلني أعطيك حبوب للحرارة..

أجابها بذات السكون ولكنه أقرب لسخريته المريرة هذه المرة: مهتمة يعني؟؟

أجابته بنبرة كنبرته تماما: ماني بمهتمة.. وليش أهتم؟؟!! بس هو واجب لازم أسويه!!

اعتدل جالسا وهو يمد يده لقنينة الماء بعد أن تناول أقراصه من جواره ثم همس بعد ذلك بنبرة باردة:

يدي الثانية مافيها شيء.. أقدر أكل حبوبي بنفسي.. لا تكلفين نفسش بواجب ثقيل..

همست بسكون ثقيل: عوافي على قلبك.. خلاص مالي عازة كالعادة.. بأروح أقرأ قرآن لين الصبح..

همس بنبرة مقصودة: مافيه شيء نتناقش فيه!!

هزت كتفيها ببرود: وليش نتناقش.. أنا كالعادة –بعد- مخلوق ماله حساب في حياتك..

هددتني بالضرب وبالطلاق وعصبت علي.. وبردت خاطرك فيني..

وانتهينا خلاص..

أجابها حينها بنبرة أقرب للغضب: لا ما انتهينا.. لأنه والله لولا خوف من ربي..

ثم كون غانم رجّال أختي وإلا كان قلعت عيونه اللي شافتش من مكانها..

والسبب أنتي.. حذرتش أكثر من مرة ماتحاولين تستخدمين غيرتي..

بس أنتي ما ارتحتي لين خربتيها..

وخلينا من غانم الحين.. أمش ليه تدخلينها في مشاكلنا؟؟

أجابته ببرود جامد تماما: رجال أختك بكيفك فيه.. مالي شغل فيكم...

أما أنا يمكن أحسن تسكر علي في صندوق.. عشان تضمن إن حد مايشوف ممتلكاتك المركونة..

أما أمي.. انا ما طلبت منها شيء.. هي تدخلت من نفسها..

وللمرة الثانية أقول لك (انتهينا)... ولا تنبشني يا كساب.. وخل الحياة تمشي لأنها أساسا تمشي مثل ماتبي أنت!!

*******************************************

" زايد قوم.. منت برايح تجيب ولدك من المطار؟؟.. طيارته بتنزل عقب ساعة.."

زايد فتح عينيه بتثاقل وهو يهمس بعتب: زين تذكرتي زايد؟؟

مزنة مالت لتقبل جبينه وهي تهمس بمودة صافية حقيقية: آسفة حبيبي.. والله العظيم ماقدرت أنام حتى.. وأنا عارفة إنك زعلان..

وخصوصا يوم سمعتك تناديني وأنت نايم.. صار ودي أصحيك وأراضيك..

بس الله يهداك أنا قلت لك إني شينة إذا زعلت.. وانت والله وصلتني أقصاي..

حينها ابتسم وهو يعقد كفيه خلف رأسه: يعني هذا أقصاش ؟؟ ياحلوه أقصاش.. ذوق وستايل وتكانة مثلش.. أنا حسبت إنه هذي أولها..

ابتسمت بإشراق: تمسخر علي؟؟!!

مد يده ليدخلها في طوفان شعرها من الخلف وهو يقربها ليقبلها بتروي.. ثم هتف بفخامة:

والله العظيم أتكلم من جدي..

لأني أنا لو وصلت أقصاي.. وخري من دربي..

مزنة هتفت بمودة راقية: الله لا يورينا أقصاك ولا يحدنا عليه..

ابتسم زايد وهو يعتدل جالسا ويهتف بنبرة مقصودة:

ولا يورينا أقصاش الحلو بعد.. لأني ما أحب قلبة مزاجش ذي!!

ثم أردف بحزم وهو يقف: أنا باسبح بسرعة وبأروح أجيب علي ومرته..

شيكتوا على تنظيف بيته؟؟

مزنة برقة رزينة: من البارحة تأكدت من كل شيء.. واليوم أرسلت خداماتهم لبيتهم..

زايد ابتسم: الله لا يحرمني من اللي ماتحتاج وصاة.. وترا الذبايح يمكنها وصلت الحين..

ابتسمت مزنة: وصلت.. توني جيت من المطبخ من نص ساعة..

وعزمت أم شعاع واختها وعفرا وبنتها عشان يواجهون شعاع ويتغدون معها..

وغداكم أنتم بيكون جاهز عقب صلاة الظهر.. خلاص اعزم اللي تبي!!

زايد همس بنبرة مقصودة وهو متجه للحمام ويوليها جنبه: مزنة.. أنا كل ليلة أدعيش وأنا نايم..؟؟

ابتسمت مزنة بشفافية عذبة: كل ليلة تقريبا!!

الله لا يحرمني من اللي يدعيني وأنا على باله حتى وهو نايم..

أصلا لولا ذا الشيء.. وإلا يمكن كان طولت في زعلتي!!

**************************************

" يأبيك أنت وزنك زايد وإلا يتهيأ لي؟؟"

ابتسم علي وهو يغلق بابه ويعتدل جالسا في مقعده: إلا زايد وزايد يازايد

وصلت وزن عمري ماوصلته في حياتي..

زايد لا يستطيع السيطرة على فرحته... أي سحر في هذه الصغيرة التي تجلس معتصمة بخجلها الرقيق في الخلف؟!!

ماذا فعلت بولده؟؟

حين رأى علي قبل قليل في داخل المطار.. ظن للحظة أنه قد يكون أخطأ في الشخص..!!

ماذا فعلت فيه وخلال شهر واحد فقط؟؟

وجهه مشرق تماما وممتلئ إلى حد ما!!

وابتسامة دافئة تبدو كما لو كانت حُفرت على وجهه..

زايد هتف بحنان فخم وهو يوجه حواره لشعاع: أشلونش يأبيش؟؟

شعاع بخجل رقيق: طيبة يبه!!

كانت ابتسامة علي تتسع... حتى سماع نغمات صوتها وهي تحاور سواه يفعل في قلبه الأعاجيب وكأنه يسمعها للمرة الأولى!!

زايد أكمل حديثه: أشلون علي معش؟؟

همست بذات الخجل: علي مايقصر..

ابتسم زايد: إن قصر.. علميني عليه أقطع أذانيه..

شعاع صمتت بخجل.. بينما زايد أشار لعلي بإشار بينهما (أنت وش اللي غيرك كذا؟؟)

علي ابتسم وهو يشير( باقول لك عقب!!)

زايد هتف بحزم: أنا بأوديكم لبيتكم أول.. ترتاحون شوي... وتبدلون ملابسكم

وعقب غداكم عندنا.. وأهل شعاع كلهم معزومين عندنا..

شعاع حين سمعت ذلك شعرت باختناق وعبرتها تقفز لحلقها.. فهي ماعاد فيها صبر لرؤية اهلها..!!!

لذا كادت تقفز لتحوط عنق علي بذراعيها حين سمعته يهتف بمودة: ماعليه يبه خلنا نمر بيت عمي فاضل وننزل شعاع أول وهي بتجي معهم للغدا..

رغم أنها لم تطلب منه ذلك.. ولكنه كان يشعر بها أكثر مما يشعر بنفسه..

فرغباتها كما لو كانت تنبض في مشاعره لتصبح رغباته هو..

المهم أن تكون راضية!!

زايد بمودة مشابهة: تبشر شعاع..!!

وربما كان زايد أكثر سعادة بطلب شعاع.. فهو متلهف للاختلاء بابنه.. لذا فور نزولها لبيت أهلها..

التفت لعلي وهو يهتف بحزم مختلط بالفضول والمودة: يا الله قل لي وش السالفة؟؟

ضحك علي وهو يهتف ببساطة: السالفة إنها هي.. هي..

زايد صر جبينه بعدم فهم: أشلون هي هي..؟؟

ثم شهق وهو يهتف بانفعال غامر والصورة تتكامل في عقله الذكي:

أما إني مخي ما كان يجّمع.. أشلون مافهمت بنفسي.. أشلون؟؟ يعني حالك ماراح ينقلب 180 درجة إلا لأنك لقيتها..

وأنت ليش ماقلت لي من أول ليلة؟؟ ليش ماريحتني؟؟ مع إني سألتك ثاني يوم وتهربت مني..

ابتسم علي وهو يجيب بشفافية: ماتهربت منك.. وأنت داري إني مستحيل أدس عليك شيء..

بس شعاع أول الأيام ماكانت متقبلتني كلش.. وأنا مابغيت أقول لك وأنا بروحي متوتر أشلون بتكون علاقتي معها..

ماحبيت أوترك معي ويزيد توتري...

حينها ابتسم زايد وهو يربت على كتف علي: أجل دامك قلت لي الحين..

شكلك مالي يدك منها..

ابتسم علي وهو يجيبه بثقة العاشق: أفا عليك.. تلميذك يا أبو كساب..

زايد صمت وهو يبتسم بسعادة ويترك علي يحلق في سعادته الخاصة ومع ذلك كانت الأفكار تدور في رأس زايد..

" أي أستاذ يابني.. وأنا أشعر بأني أفشل عاشق على وجه التاريخ!!

أي أستاذ.. بعد أن خبّر كل أبجديات العشق.. عاد ليتعلمها من جديد!!

وكأنه عاجز عن فك رموزها ومعانيها!!

أمور كثيرة يا بني بدأت تتشابك في ذهني وتتعقد..

أمور أخشى من خوضها وتفكيكها!!"

**********************************

" وينها العروس؟؟ معتكفة؟؟"

مزون تلتفت لسميرة وهما تتحدثان قبل الغداء..وتهمس بابتسامة:

لعبنا عليها أنا وخالتي.. قلنا عروس عيب تطلعين.. وخلينا زايد عندها وجينا!!

وضحى تناولت طرف الحديث والفتيات يجلسن في زاوية وهي تهمس بتساؤل:

ها والعروس مستعدة لبكرة؟؟

مزون ابتسمت: مستعدة تمام.. إلا بالنوم.. ما تنام من التوتر..

شعاع حينها ابتسمت برقة: ذكرتني بحالي.. قولي لها مافيه شيء يخوف.. وخلها تنام وترتاح..

سميرة (بعيارة) لا تخلو من الصدق : إلا قولي لها ولد عمي يخوف.. يمه أنا كنت أخاف منه أكثر من أخوانه الكبار..

عليه صرخة لا عصب.. تفص اللحم عن العظم!!

مزون تقرص سميرة في فخذها وهي تمس بمرح لا يخلو من غيظ: قولي لها ذا الكلام عشان أسود عيشة أخيش..

سميرة تدعك القرصة وهي تهمس بمرح: وغنوم وش دخله بطولة لساني تحاسبينه عليه..

مهوب كفاية قرصتيني وشوهتيني.. ألف مرة قايلة لكم حن البرص لا تقربون منا..

كل شيء يعلم في جلودنا..

.

.

" أم عبدالرحمن.. عالية ليه ماجات معكم.. أنا مشددة عليش تقولين لها"

ابتسمت أم عبدالرحمن ابتسامة شاسعة فهي منذ معرفتها بالخبر وهي لا تستطيع السيطرة على فرحتها وهي تجيب مزنة:

عالية في بيت أهلها.. تجهز لعرس أخيها..

ولو أني من يوم دريت ودي أروح أجيبها.. ماودي إنها حتى تشيل البيالة من القاع...

والله العظيم فرحتي بحمالها مثل فرحتي بسلامة عبدالرحمن يوم ربي عافاه..

مزنة ابتسمت رغم شعورها بالاستغراب.. ولكنها كانت سعيدة بالفعل.. سعيدة..

فمنزلة عبدالرحمن من منزلة مهاب رحمة الله عليه:

مبروك.. مبروك.. والله إني فرحت له..

وكذلك همست عفراء وكاسرة كلتاهما بالمباركة بينما أم عبدالرحمن أكملت بعد الرد على التهنئات:

وترا أبو عبدالرحمن حالف كنه ولد ماله اسم إلا امهاب..

حينها غمر قلب مزنة حزن شفاف غريب.. ذكرى حرقة ابنها التي لا تنطفئ .. وحرقة أمنيتها أن تنجب كاسرة ولدا تسميه مهاب..

هاهي تراها أمامها تبتسم وتبارك وهي تبدو متألقة وتمارس مهام الضيافة كأفضل ما يكون..

ولكنها تعلم أنه لابد أن في داخلها حزن ما.. فهؤلاء أكملوا شهرا.. ولكنها أكملت أكثر من سنة..

ومثلها شقيقها تميم يقارب السنة.. ومازال أحد منهما لم يفرح قلبها بخبر طفل صغير قادم.. ستموت لتسميه مهاب..

عل بعض وجع روحها المكتوم يهدأ ويستكين..!!

جوزاء ابتسمت وهي تجيب بمرح: لا تحاتين عالية يمه.. عمتي أم صالح ماعاد خلتها حتى تطلع الدرج لغرفتها ولا لغرفة فهد..

مقعدتها جنبها.. بعد هذي علوي دلوعتها..

حينها تنهدت عفراء في داخلها.. وهي تتذكر مدللتها التي تركتها خلفها في البيت..

لم تكن تريد مغادرتها لدقيقة واحدة.. وهي تشعر أن الوقت معها يركض كلمح البصر..والغد يبدو كما لو كان سيقع في الدقيقة القادمة..

ومتى ستفرح هي أيضا بخبر حملها وحفيدها.. وهي تعلم أنها تعاني مشاكل في ذلك!!

" ربما كانت تلك إرادة الله حتى لا تحمل من خليفة!! وتحدث كل تلك المشاكل وبينهما طفل!!

أو ربما لو حملت منه.. ماكانت كل هذه المشاكل لتقع!!

وماكانت ابنتي لتتورط في زواجين وطلاق وهي مازالت في العشرين!!

.

يا الله مازالت طفلة..

فهل ستحتمل صلابة فهد وأنا بالكاد اعتدت على صلابة منصور!!"

***************************************

" ها وش مسوي في روحك ذا المرة..

حرام عليك يا كساب نزلت قلبي في أرجيلي يوم شفتك"

ابتسم كساب وهو يجيب علي: أنت اللي قلبك خفيف..

وهذا أنا قدامك طيب ومافيني إلا العافية!!

علي بقلق حقيقي: كساب أنت ماتشوف نفسك.. يدك مكسورة..

ووجهك ماينشاف من كثر اللزقات..

وإبي يقول بعد إن جسمك فيه أصابات أكثر..

كساب ببساطة: كل السالفة حادث سيارة.. وهذا أنا طيب وبخير..

علي بمودة صافية: الله يعطيك العافية تامة من عنده..

ابتسم كساب: على طاري العافية.. ماشاء الله أشوفها بتنط من خدودك..

ضحك علي: تبي تنظلني بعد؟؟ الحمدلله ربي رحمته واسعة..

ضحك كساب: نبي نعرف الوصفة السرية بس.. هذا أنت شايفني مكسر وحالتي حالة..

علي مال عليه وهو يبتسم يهمس بشفافية: والله وصفتك السرية صار لها عندك أكثر من سنة..

بس شكلك لحد الحين ماعرفت لها..

****************************************

" ما يسوى علينا ذا الرجعة الدوحة.. اليوم كله ماشفتش..

عند هلش طول اليوم جيتي معهم ورحتي معهم!!

لو أدري ما رجعنا.. "

شعاع تحتضن خصر علي من الخلف وهو كان يخلع أزرته مواجها للتسريحة وتهمس برقة وخدها يستند لظهره:

بس اليوم حبيبي.. تدري مشتاقة لهم..

وعقب رحت لعالية.. ماقدرت أصبر ما أشوفها عقب ماعرفت خبر حملها!!

ابتسم علي: مرت عبدالرحمن حامل؟؟ مبروك..

ماشاء الله ماتوقعت صراحة..

شعاع همست بذات رقتها وهي تميل على أزراره التي وضعها على التسريحة لتعيدها داخل علبتها:

أنتو ليه كلكم ظنكم في عبدالرحمن لذا الدرجة؟؟

ربك لا قطع من ناحية.. يوصل من ناحية ثانية!!

ابتسم علي: مهوب القصد إنه تقليل من أخيش.. بس حتى أنا نفس السالفة..

لو أنتي حملتي الحين.. الكل بيستغرب..

لأني كنت قبل شهرين بس.. بأموت..

حينها تأخرت شعاع وهي تهمس بحزن شفاف:

ليه أنت ظنك إنه ممكن نتأخر لين يجينا بيبي؟؟

علي استدار ليحتضنها بقوة حانية وهو يهمس قريبا من أذنها بعمق:

تكفين عاد كله إلا ذا النبرة.. ما استحملها..

ياحبيبتي أنا أضرب مثل.. وأنا كنت واحد تعبان فعلا.. والحين أخذ علاج..

وعلى العموم..لا تحاتين شيء ياقلبي.. عطينا كم شهر بس.. ولو ماصار شيء..

أوعدش أروح أكشف وأعالج لو احتجت..

ثم أردف وهو يبعدها قليلا ويبتسم: أنا واحد (أوبن مايند).. فوايد السياسة!!

شعاع حينها همست بعذوبة: حبيبي على طاري السياسة.. أنا إفادة تخرجي خلصت.. أبي أطلعها.. وعقب أقدم الوظايف من بعد أذنك!!

حينها احتضن علي وجهها بين كفيه وهو يهمس برجاء مثقل بالرجولة والشجن:

تكفين ياقلبي.. بلاها الوظيفة الحين.. تفرغي لي سنة وحدة بس.. وأنا عقب أوعدش أشغلش في المكان اللي تبيه..

ياعمري أنا مابعد شبعت من شوفتش قدامي... وأنتي عارفة إنه شغلي غالبا ماله مواعيد ثابتة..

أبي لا رجعت البيت ألقاش قدامي...

ووقت ما أكون في الشغل.. براحتش سوي اللي تبينه.. روحي لهلش.. أو هلي.. أو اطلعي مع البنات..

المهم أرجع البيت وأنتي معي أو قدامي!!

****************************************

" أنا ما أدري ليه لزمت عليّ نطلع.. وراي ألف شغلة قبل بكرة!!"

عبدالله يشد فهد ليجلسه على أحد مقاعد المقاهي المنتشرة على مرفأ اللؤلوة..

رغم حرارة الجو.. ولكن كان هناك نسمات منعشة تهب من البحر من حين لآخر..

وعبدالله يهتف بحزم باسم: تلعب علي أنت؟؟ وش أشغاله؟؟

العرس تجهيزه كامل سويته أنا وصالح.. وحن مخلصين.. وبكرة الصبح بنروح نشيك على آخر التجهيزات وعلى ذبح الذبايح..

وأنت حتى أغراضك الخاصة هزاع ونايف هم اللي رتبوها لك ودوها للأوتيل..

فهد هتف بحزم: واحد عرسه بكرة.. أكيد عنده أشغال..

ومالي مزاج طلعة ذا الوقت..

عبدالله ابتسم: خلك من الخرابيط.. الشيراتون وش قربه؟؟

خلنا نقعد نسولف ونشرب لنا عصير بارد.. وأنا بأرجعك..

فهد تنهد: مامنك مخلاص.. وأنت في رأسك سالفة!! خلصني!!

عبدالله بجدية: فهد أنت ماحد غصبك على البنت... أنت اللي بغيتها وأصريت عليها..

ليش الحين حاسك منت بمبسوط؟؟

لمعلوماتك أخوانك ملاحظين بس أنا أقول لهم توتر عادي!!

فهد هز كتفيه بحزم: وهو فعلا توتر عادي... يعني صار لي سنين وأنا عايش على نظام معين.. صعب أني أتقبل تغييره بين يوم وليلة!!

وخصوصا إنك عارفني.. التغييرات صعبة علي.. لأني جامد بزيادة..

ومرتي مالها علاقة.. لأني فعلا أبيها بكامل رغبتي!! وتوتري هو للوضع بس وهي مالها علاقة فيه!!

كلام فهد بدا مقنعا نوعا ما.. وخصوصا أنه كان يقوله بثقة.. لذا استدار عبدالله للنادل وهو يطلب منه مايريدان..

بينما فهد كان يتنهد بعمق تنهيدة مكتومة وهو يسند ظهره للخلف ويشعر أن حرارة الجو تزداد.. فيحرر جيبه من أعلى..

عله يجلب مزيدا من الهواء لرئتيه المختنقة..

فهو ليس متوترا.. فمثله لا يعرف التوتر بمعناه المعروف.. فأعصابه حديدية.. وقلبه جامد.. ولا يخاف من شيء..

لكنه يشعر بهذا الغيظ الذي سيخنقه... والأغرب كراهية غريبة لهذه المخلوقة التي مازال لا يعرفها.. ولكنه رسم لها أسوأ صورة في خياله..

وكلما تخيل أنه سيعيش معها حياته كلها.. يشعر بشعور أشبه بالغثيان!!

فهذه حياة كاملة!! حياة كاملة!!

وهو مادام تزوجها فلابد أن يحتمل قراره.. فهو لم يتزوجها الآن ليطلقها بعد حين!!

لكنه لا يحتمل فكرة أنه سيقابلها حياته كلها..!!

هز كتفيه وهو يبتسم ويهمس في داخله " الله حلل بدل الوحدة أربع!!"

**********************************

تعب من الاتصال وهي لا ترد عليه..

يعلم أنه كان من المفترض أن يذهب لزيارتها..

ولكنه بحساسيته الشفافة أراد أن تكون مقابلته الأولى معها بعد معرفته بخبر حملها..

بينهما فقط.. في مكان خاص بهما..لشدة تأثره بالخبر..

ومازالت لم تمنحه هذه الفرصة.. ولم تتكرم عليه!!

" ماكل هذه القسوة يا عالية؟؟

أ يعقل أنها غير راضية.. لأنها لم تكن تريد طفلا يربطها بي وأنا على هذا الحال؟؟

أ يعقل أن تكوني قاسية هكذا؟؟

أ يعقل ؟؟ "

" يا الله أنا ليش صرت كذا؟؟

دايم على بالي ظن السوء..

.

وهي وش خلت لي غير ظن السوء..

موجوع من بعدها وهي ولا حست!! "

*********************************

" بنات مابعد نمتوا؟؟"

مزون تلتفت لخالتها وتهمس برقة: تدرين خالتي سميرة ووضحى طولوا السهرة.. وشربنا وش كثر كرك.. مافينا نعاس..

بس أوعدش نحاول ننام عشان العروس تكون موردة بكرة..

عفراء تنهدت: تكفين مزون خليها تنام شوي.. بأروح الحين أشوف زايد خليته عند منصور..

بأرجع عليكم عقب شوي.. يا ليت تكونون نايمين..

مزون همست لجميلة بحنان: جمول ياقلبي.. يا الله ننام.. سمعتي خالتي..

جميلة تستدير ناحيتها وهي ممدة على جنبها وعلى طرف عينها دمعة يبدو أنها ستسقط

وهي تهمس باختناق: ما أقدر مزون.. خايفة ومتوترة..

مزون همست بعفوية مرحة: اللي يشوفش على ذا الخوف يقول أول مرة تتزوجين..

جميلة كانت تنتظر عبارة كهذه لتنفجر تماما في البكاء الذي تكتمه منذ موافقتها على فهد..

مزون اعتدلت جالسة وهي تشد جميلة لتجلسها ثم تحتضنها وتهمس بندم:

جميلة آسفة ياقلبي.. والله ماقصدت شيء.. الله يأخذني أنا ومزحي السخيف..

مزون شعرت بندم عميق لأنها ظنت أنها نقرت القشرة الرقيقة التي تحيط بما يضايق جميلة ..

وهو كونها مطلقة ولها تجربة سابقة.. بينما فهد شاب أعزب هي تجربته الأولى..

لتشعر بصدمة عمرها وجميلة تتبتعثر كلماتها بين شهقاتها:

وأنا فعلا كأني أول مرة أتزوج.. لأنه ماصار شيء بيني وبين خليفة..

ماصار شيء..!!

#أنفاس_قطر#

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن والثمانون

مزون همست بعفوية مرحة: اللي يشوفش على ذا الخوف يقول أول مرة تتزوجين..

جميلة كانت تنتظر عبارة كهذه لتنفجر تماما في البكاء الذي تكتمه منذ موافقتها على فهد..

مزون اعتدلت جالسة وهي تشد جميلة لتجلسها ثم تحتضنها وتهمس بندم:

جميلة آسفة ياقلبي.. والله ماقصدت شيء.. الله يأخذني أنا ومزحي السخيف..

مزون شعرت بندم عميق لأنها ظنت أنها نقرت القشرة الرقيقة التي تحيط بما يضايق جميلة ..

وهوكونها مطلقة ولها تجربة سابق    .. بينما فهد شاب أعزب هي تجربته الأولى..

لتشعر بصدمة عمرها وجميلة تتبتعثر كلماتها بين شهقاتها:

وأنا فعلا كأني أول مرة أتزوج.. لأنه ماصار شيء بيني وبين خليفة..

ماصار شيء..!!

مزون بتبلد: نعم؟؟ وش قلتي؟؟

جميلة تنهمر بين شهقاتها: سمعتيني.. بس تكفين ما أبي حد يدري ولا حتى أمي.. تكفين..

مزون مازالت تهمس بتبلد ناتج عن صدمتها: وليش ماقلتي لنا أو لخالتي على الأقل..؟؟

جميلة باختناق شهقاتها: حسيتها عيب في حق ولد عمي..أفضحه عقب كل اللي هو سواه عشاني وأنا في المصحة!! وخصوصا إن الذنب ذنبي..

مزون تهدئها وهي تهمس لها بحنان متعاظم: زين حتى لو ماصار بينكم شيء.. عادي.. لا أنتو أول ولا آخر زوجين..

خلاص اعتبري نفسش فعلا أول مرة تتزوجين..

جميلة تحاول تهدئة نفسها بفشل: بس هذي مهيب أول مرة أتزوج..

وخليفة مع كل اللي صار عقب.. لكنه والحق يقال كان طيب واجد معي..

ولا عمره فكر يجبرني على شيء.. ومهما كان هذا ولد عمي.. وجمايله فوق رأسي..

ماني بمتخيلة فهد وش بيقول عنه لا درا عقب؟؟

وحتى لو شلت خليفة من رأسي.. فهد حاط في باله إنه مهوب أول رجّال في حياتي.. وأكيد بيتعامل معي على ذا الأساس..

يمكن مايراعي حياي ولا خوفي..

خايفة يامزون خايفة..!!

مزون تحاول تهدئتها: مع إنها صعبة علي.. بس لو تبين.. قلت لعمي منصور يقول له..

جميلة انتفضت بعنف حقيقي وهي تهمس بجزع وتصميم:

تكفين يامزون هذا سر بيني وبينش... وما أبي حد يقول لفهد شيء..

أنا أحل مشاكلي بروحي.. تكفين مزون...

أنا بس كنت أبي أفضفض شوي!!

************************************

" وش فيك يأمك قايم بدري كذا؟؟"

غانم ينحني على رأس أمه مقبلا ويهتف بمودة: بأمر صالح وعبدالله عند حفل الرياجيل.. وأشوف إذا يبون مني شيء..

وعقب بأروح لفهد في الأوتيل عشان أروح معه للملكة في بيت منصور..

أم غانم بشجن: عئبال ما يتعبون معاك في عرسك..

ابتسم غانم: قريب يمه.. كلها ثلاث أسابيع ما تبي تمر ولا تخلص.. ياطولاها طولاه..

ولو أن فهيدان فاقع كبدي لأنه مهوب حاضر عرسي..

وش ذا الدورة اللي ماطلعت إلا مع عرسي..

أم غانم همست باستغراب وهي تمده بفنجان قهوة: يعني صدق ذا السالفة؟؟

يوم نجلا قالت لي إن فهد مهوب حاضر عرسك ولا عرس نايف استغربت..

غانم يتناول الفتجان منها ويهتف بمنطقية: بعد يمه ظروف شغله جات كذا..

ولا أنا.. ولا نايف متشرهين عليه!!

غانم يحاول أخذ كل الأمور بطبيعية وعدم تحميلها أكثر مما تحتمل..

لذا حاول أخذ الموقف الذي حدث في المستشفى كذلك بطبيعية.. وهو يتمنى ألا يؤثر على علاقته بكساب..

ولكنه لم يستطع لشدة حرجه أن يتصل به أو يعود لزيارته...

ولكنه اتصل بزايد واعتذر منه.. وطلب منه أن يعتذر من كساب ويتحمد له بالسلامة..

فطمأنه زايد بلباقته المعروفة أنه لا داعي لأن يشعر بالحرج.. لأنهم يعلمون أنه كان غير قاصد أبدا !!

ولكنه يشعر بحرج عظيم فعلا.. وهو محرج أكثر أن يرى كسابا الليلة في حفل زواج فهد!!

لا يعلم كيف ستكون المواجهة بينهما.. على الأقل على مستوى النظرات!!!

**********************************

" يا الله يأمش.. جهزتي أغراضش كلها؟؟"

مزون كانت من ردت: كل شيء جاهز خالتي... وخليت الخدامات ينزلون الشناط للسيارة..

جميلة كانت ترتدي عباءتها وهي تتجنب أن تتكلم لأنها تخشى أن تنفجر باكية..

مشاعرها المرهفة تبدو كما لو كانت على حد سكين مسنون تماما...

جميلة حين انتهت من لبس عباءتها ونقابها همست لأمها برقة أقرب للبكاء:

يمه عطيني زايد.. أنا بأشله..

عفراء أعطتها زايد الصغير دون أن تتكلم... دوامة كثيفة من المشاعر تدور بين الإثنتين.. منذ عقد القرآن الذي تم صباحا في وقت مبكر..

وكل منهما تخشى أن تنظر للأخرى بشكل مباشر..

ومزون تشعر بالاثنتين وهي تخشى من تفجر مشاعر تكون هي في وسطه..

والثلاث يخرجن للسيارة... وجميلة ترفض أن تعطي زايد لأحد..

وتصر على حمله حتى يصلن للأوتيل.. وهي تضمه لصدرها وكأنه تتمسك فيه ببقايا رائحة استقرارها وإحساسها بالاحتواء والأمان..

********************************

" علي حبيبي... قوم ودني ياقلبي!! "

علي يفتح عينيه بتثاقل.. ثم يبتسم وهو يرى وجهها الأثير قريب منه.. كما لو أن الشمس أشرقت على سريره مباشرة..

مد كفه ليحتضن خدها وهو يهمس بحنان: وأميرتي وين تبي تروح من صباح الله خير؟؟

مالت باستعجال لتقبل جبينه وهي تقف وتبتعد وتستخرج ملابسه من الخزانة

وتهتف برقة:

قوم يالنساي.. مسرع نسيت.. هذا أنا طلعت ثيابك.. قوم اسبح والبس وودني..

أبي أروح لجميلة في الأوتيل... أنا والبنات بنتعدل عندها..

علي يهمس بابتسامة وهو يقف متجها ناحيتها: ياسلام.. يعني النسوان يشوفون كشخة حبيبتي قبلي.. وأنا آخر من يشوفها..

آسف تعدلي هنا... وأنا بأوديش في الليل...

شعاع احتضنت عضده برجاء: تكفى حبيبي تكفى.. لا تسكرها مرة وحدة..

أصلا بأرجع بدري.. بس تجي الزفة بأرجع..

علي ليس رافضا مطلقا.. فهي استأذنته منذ الأمس وأذن لها.. ولكنه يريدها أن تذيب مشاعره حين ترجوه بطريقتها المثقلة برقتها وعذوبتها..

علي احتضن وجهها بين كفيه وهو يغمره بقبلاته الدافئة ثم يهمس لها بأريحية:

تدرين يا النصابة إنش تأمرين على رقبتي...

حاضرين ياقلبي.. نوديش للمريخ لو تبين...

بس على اتفاقنا... يزفون المعرس.. بأجي أخذش.. تجهزي تنزلين لي!!

****************************************

" أنا بأعرف أخيك ذا.. كم مزاج عنده؟؟

مزاجه زفت قبل الملكة... ثم وش زينه في الملكة.. تكانة وركادة..

والحين شكله بيدبغ كل الحلاقين اللي في المحل من كثر ماهو معصب

وش بيسوي في العرس؟؟"

هزاع يبتسم وهو يجيب نايف: لا تخاف بيكون راسم نفسه ولا أبو الهول في زمانه..

المهم لا تسوي نفسه يوم عرسك.. أنا اللي بأدبغك... خلاص فهد حرق اللي باقي عندي من الأعصاب.. ماني بمستحمل دلع..

واحد معصب عشانه بيعرس...وش ذا السخافة؟؟

ليتني أعرس بس عشان تشوفون أشلون بأوزع ابتسامات لين أقول بس!!

نايف يضحك: والله مالي شغل.. يقولون العصبية موضة للعرسان.. وأنا لازم أتابع الموضة..

هزاع يضحك: ويقولون لك بعد ضرب المعرس المعصب بيصير موضة بعد...

فهد ينظر للاثنين الضاحكين.. ويتمنى لو تناول (عقاله) المعلق قريبا منه.. ليضرب الأثنين به..

ماهو المضحك الذي يُضحك هذين السخيفين بينما هو يشعر بغيظ عظيم.. عظيم؟!!

يتنهد بعمق.. وهو يشد له نفسا عميقا..

" اعقل يافهد واركد... لا تضحك الناس عليك..

وخير.. السالفة كلها مرة.. عاملها بما يرضي الله وخلاص

لا أنت أول ولا آخر رجال.. يتزوج وحدة مهيب على هواه..

وعقب فترة بأتزوج اللي على هواي!!

الموضوع بسيط.. وما يستاهل الشد اللي أنا مسويه في نفسي!!"

*************************************

" وين رحتوا وخليتوني؟؟"

مزون تبتسم وهي تخلع عباءتها ثم تجلس جوار جميلة التي أنهت زينتها للتو:

رحنا نكمل ترتيب الباقي في جناح العرسان..

جميلة توترت نوعا ما.. وما الذي لا يوترها؟؟

همست بهذا التوتر وهي تمد أناملها لأطراف شعرها: شكلي أشلون؟؟

مزون ابتسمت بشفافية وهي تحتضن كتفي جميلة: بسم الله ماشاء الله..

بتشوفين شكلش اشلون في عيون سبع البرمبة لا طلعت عيونه برا..

جميلة بتأثر غامر: الله يعطيش على قد نيتش يا مزون.. ويخلي عيون غانم ما تشوف غيرش.. قولي آمين!!

ابتسمت مزون بمرح: إيه والله محتاجين ذا الدعوة... كثري منها بس..

عفرا تقف في الزاوية لم تقترب وهي تنظر لزينة ابنتها التي اكتملت مع اكتمال تسريحة شعرها..

وتاثرها يتعاظم ويتعاظم.. تشعر أنها تبذل جهدا جبارا حتى لا تنهار في عاصفة من الدموع تكتمها بكل قوتها..

فهي في عينيها طفلة..سلبها الوجع منها..

سلبها المرض منها أولا..

ثم سلبها زواج لم تكن تريده لها..

كانت تريد أن تبقيها في حضنها حتى تطمئن روحها أنها قوية قادرة مواجهة الحياة..

فهي هشة.. هشة للغاية!!

وكم تخشى عليها من قسوة الأيام!!

***************************************

كان الوقت بعد صلاة المغرب مباشرة..

انتهت من زينتها.. وهاهي تنظر لنفسها في المرآة.. ولتألقها المبهر!!

الجميع ذهبوا.. ولم يتبق سواها.. مازالت لم تستأذنه في الذهاب..

فهما تقريبا لا يتكلمان منذ ماحدث الليلة قبل الماضية..

وكل منهما يتجاهل الآخر بطريقة متعمدة تماما..

وكأنهم يروون أن هذه الطريقة هي الأسلم للتعامل بينهما.. ماداما لا يمارسان إلا تبادل الجرح!!

ولكنها رغما عنها تعاني أكثر لأنه لو كان في حالته الطبيعية.. كان تجاهله ليكون أبسط..

ولكنه الآن يعاني بشدة من إصاباته.. وفي تجاهلها له قسوة آلمتها في أعمق مكان في روحها..

البارحة لم تستطع أن تنم حتى وهي تسمع أناته الخافتة كلما تقلب..

كانت توليه ظهرها.. وهي تعض طرف الفراش بقوة حتى تمنع نفسها من القفز إليه كلما سمعت آنة بالكاد تسمع..

ودموعها تنهمر بغزارة دون أن تشعر حتى!!

تنهدت وهي تنفض أفكارها..

نظرت إلى ساعتها.. لابد أن تذهب وهي اتصلت فعلا بالسائق والخادمة ليتجهزا..

ولكن تبقت الخطوة الأصعب.. استئذاته!!

تعلم أنه لن يرفض.. ولكنها لابد أن تستأذن..

حاولت أن تتصل.. فلم تستطع!! لذا أرسلت له رسالة:

" أبي أروح الحين للعرس.. ممكن؟؟"

كان انتباهها مع هاتفها وهي تنتظر الرد.. ليصلها الرد من مكان قريب جدا وبصوته.. ارتعشت بخفة وهي تسمع صوته خلفها.. باردا حازما:

هذا أنتي متجهزة.. وش يهم موافقتي من عدمها؟؟

استدارت ناحيته وهي ترد ببرود حازم مثله:

الاستئذان واجب علي.. ولازم أسويه..

هتف بنبرة سخرية: لا مهتمة من واجباتش صدق!!

لم ترد عليه.. بينما كان هو ينظر لها بتمعن.. كم افتقد لرؤية حسنها المتأجج كشعلة نار لاهبة في خضم إرهاقها طيلة الأيام الماضية..

والليلة يبدو حسنها أكثر من متأجج بكثير.. يبدو كما لو كان سيحترق من مجرد النظر إليها!!

هتف لها بعدم اهتمام: امشي بأوصلش.. وبأنتظرش لين تخلصين.. فلا تطولين علي..

كاسرة بتساؤل مستغرب: وش توصلني وأنت كذا؟؟

وأنت منت بحاضر العرس؟؟

هتف بسخرية: على قولتش دامني كذا.. أشلون أحضر العرس..

زِين شكلي وأنا قاعد بين الرياجيل بذا اللزقات كلها كني مومياء!!

حينها جلست كاسرة على طرف السرير وهي تخلع حذائها.. وتدخله تحت السرير..

كساب باستغراب: شتسوين؟؟

كاسرة ببساطة مصممة: خلاص ما أبي أروح..

كساب بتهكم: هذا كله عشان ما أوديش.. خلاص باتصل في سواقة خالتي وروحي معها..

كاسرة بتصميم أشد: خلاص كساب ما أبي أروح..

حينها هتف كساب بغضب: وليش ما تبين تروحين.. هذا عرس بنت خالتي..

على الأقل باركي لخالتي وارجعي..

كاسرة لم ترد عليه وهي تتوجه لغرفة التبديل لتخلع ملابسها...

ماذا تقول لهذا الغبي: أنها يستحيل أن تذهب وتتركه خلفها أو حتى تسمح له أن يقود بها السيارة وهو على هذا الحال..

ارتدت لها فستانا ناعما من الشيفون تتناسب ألوانه مع ألوان زينتها وارتدت صندلا بعنق مرتفع مفتوح زاد أناقة ساقيها المكشوفتين الناصعتين..

ثم عادت له...

على الأقل لتستمتع هي بأناقتها!!

نظر لها باستغراب غاضب: يعني صدق ما تبين تروحين.. أقول لش قومي.. أنا بأوديش..

جلست وهي تهمس بتهكم: ما أبي أروح.. وش تبي الناس يقولون علي وأنا رايحة عرس وأنت قاعد وراي في البيت؟؟

تراجع وهو يهتف بسخرية مريرة: وهذا اللي يهمش؟؟ كلام الناس؟؟

هزت كتفيها وهمست بحزن عميق مخفي خلف حزم صوتها: ووش باقي لي أهتم له غيره..

على الأقل خلني أحافظ على برستيجي قدام الناس..

*******************************************

" عالية حبيبتي اجلسي..

واجد وقفتي.. مهوب زين عليش وأنتي في شهورش الأولى"

عالية تميل على أذن نجلا وتهمس بمرح: من زين الاستقبال..

كل اللي في الاستقبال عاهات..

استقبال حوامل.. على الأقل خليني واقفة بينكم أنتي وجوزا... بطني مابعد بين!!

نجلا بمرح مشابه: ما تخلين الواحد يرحمش..

خلاص وقفي.. تستاهلين!!

عالية بمرحها المعتاد: الله الغني عنكم.. بأرحم روحي بروحي!!

نجلا بمودة: ياحليلش يا علوي.. والله سويتي لنا جو الأيام اللي فاتت..

في التجهيز.. وفي قعدتش في بيت هلش..

كل ماجيت لقيت وجهش الشين..

بنفقد صجتش والحين بيسكر عليش الدحمي.. هو أول مسكر عليش بدون شيء..

أشلون الحين وأنتي حامل...

عالية رسمت ابتسامة على وجهها.. ولكنها لم تكن متقنة إطلاقا..

ففيها كثير من ضيقها وحزنها..

فالوضع بينها وبين عبدالرحمن بقدر مايبدو حله سهلا.. بقدر ما يبدو معقدا!!

وتعقيده ناتج من مقدار حبها لها وخشيتها من الاندفاع في تصرف قد لا يكون محسوبا!!

*********************************

" يا الله...يجنن فستانها.. ما ينفع أروح لبنان أنا بعد..

قولي لتميم يودينا.. خلني أجيب لي فستان من هناك"

سميرة تميل على أذن وضحى وتهمس بمرح: وفستانش اللي سويتيه هنا.. وش نسوي فيه؟؟ نقطه في الزبالة...؟؟

وبعدين يا أختي اقبضي أرضش.. (الئالب غالب) على قولة خالي هريدي..

جمول لو لبست خيشة.. قلنا بنلبس خياش..

شوفي جسمها أشلون صاير ريان ومشدود.. قربت تصك على الجويزي مرت ولد عمي عبدالله قبل حملها..

وضحى بتأفف مازح: ما أقول غير مالت بس.. هذا كلام تقولينه لعروس.. عرسها عقب شهر..

لا وعريسها يمكنه متحلف فيها الحين...

سميرة ضحكت بخفوت: أما متحلف فيها.. فمتحلف فيها... خاطري أسمع أول كلمة بيقولها لش بس!!

وضحى ضحكت فهي تحاول ألا تحمل الموضوع أكثر مما يحتمل:

متحلف فيني من سبايبش.. والله لا يقول لي شي.. لا أطلعه من عينش!!

الاثنتان كانتا تتهامسان وهما تنظران من حين لآخر لجميلة ويذكران الله عليها..

كانت جميلة أكثر من متألقة بكثير بكثير... وفتنتها تبلغ أوجها الليلة..

مدعومة بأناقة خاصة جدا..

ففستانها الأبيض الحريري المختلط بلمسات من الدانتيل كان ضيقا على جسدها ويتسع تدريجيا بفخامة مدروسة من أسفل الأرداف..

وشعرها القصير كان طوله غير واضحا لأنها تم لولبته لإعطائه مزيدا من الحجم

وإعادته للخلف بطريقة تموجية..

وتم نثر زهرات صغيرة من نفس دانتيل الفستان فيه..

ولم ترتدِ طرحة مع الفستان... فبدا نحرها الشامخ مبهرا في إضاءة كبريق قمر مكتمل.. وهي ترتدي فقط عقدا ناعما من الألماس دون أقراط..

وزينة وجهها كانت غاية في النعومة والعذوبة دون إثقال لأن بشرتها النقية لم تحتج للكثير..

فعلاجها في المصحة ولأنها كانت لا تتغذى إلا بغذاء صحي مدروس مدعوم بتمارين رياضية مدروسة استمرت عليهما كلاهما..

أعاد تكوين كل مافيها بطريقة صحية نظرة!!

كانت ترسم على ملامحها ملامح شموخ مختلطة بحياء رقيق... تختلف تماما عما يمور في داخلها من توتر..

فهي قررت أنها لن تشمت الشامتين كما أنها لن تحزن الأحباب..

فهي تعلم أن والدتها على طرف البكاء.. وتحتاج لها سببا فقط لتنهمر.. وهي لن تسبب لوالدتها الحزن وفي هذه الليلة..

ورغم أنها لم تنزل من جناحها.. إلا أن كثيرا من المهنئات صعدن لها..

فالكثير دفعه الفضول لرؤية تغييراتها بعد العلاج...

عدا أن صديقاتها حضرن كلهن وهن ينثرن جو بهجة حماسي حولها..

ورغم كل التوتر.. إلا أنها شعرت فعلا بإحساس العروس الذي حُرمت منه!!

شعور سرقته من قسوة الزمن.. وإحساسها باليأس والتوتر..!!

وطبعا حضيت بالكثير من الحديث الجانبي كماهي عادة نميمة الأعراس!!

صوت يهمس للمجاورة له: خلاص سلمنا خلينا ننزل للقاعة..

سلطانة وهي تتأكد من وضع نقابها على وجهها: شفتي العرس والقاعة وأشلون متكلفين..

اقصبوا ولد أختي وافقروه.. وليته على حد يستاهل!!.. على مطلقة..!!

نورة بنبرة عدم اهتمام: لا تحاتين ولد أختش أبو لسان بغى يأكلنا ذاك اليوم عشانها..أكيد جاته باردة مبردة...

ياحبيتي عرس النسوان كله قام به منصور آل كساب.. ولد أختش مادفع ريال..

سلطانة باهتمام وهما تغادران: وأنا أقول وش عنده.. أثرهم شارينه للدلوعة..

لا ولسانه طويل بعد.. وش عليه ياحظي!!

وأنا اللي كنت أبي أزوجه بنتي.. أكيد ما يبيها.. مانقدر نسوي لها عرس مثل ذا..

نورة بنفس نبرة عدم الاهتمام: أنتي وذا البنت... بنتش عادها بزر يأختي.. وش مستعجلة عليه؟!!

سلطانة باستنكار: بزر.. وش فرقها على جميلة؟؟ مابينهم إلا سنتين..

وعلى الأقل بنتي بيكون هو أول بختها.. مالت عليه رجال المطلقة!!

.

.

.

للتو تدخل أم صالح للسلام على جميلة لأن موعد زفة ابنها قد اقترب بعد أن كانت تتولى مهمة الترحيب بالضيفات في الأسفل..

سلمت على جميلة وباركت لها بحميمية قبل أن تتأخر وتجلس..

ثم تجلس عالية جوارها فعالية سبق لها أن سلمت ثم نزلت ثم عادت الآن مع أمها..

تهمس عالية بمرح ودود: ها يمه.. أنتي كان عينتي لفهد مرة أزين من ذي يومش منتي براضية..؟؟

أم صالح تنهدت: يأمش أنا يوم عييت من جميلة.. مهوب عشان الزين .. أدري إنها الله يستر عليها مابه مثل زينها..

بس أنتي عارفة ليه عييت.. وذا الحكي خلاص مامنه فود... الرجّال عرس.. والله يوفقه..

.

.

.

" ماشاء الله عليه فهيدان راسم روحه مضبوط في البشت والابتسامة شاقة.. عقب ماجننا الأيام اللي فاتت"

هزاع بمرح: عقبالي يارب!!

صالح بمرح مشابه: ومن ردية الحظ اللي بتأخذك؟؟

هزاع (بعيارة) : وحدة مثل بنت عمي أم خالد ردى حظها حذفها حذفة قشرا!!

صالح بغضب مازح: كذا ياهزاع.. زين دواك عندي..

هزاع يهز كتفيه: أنت البادي..

صالح يبتسم: وأنت ماتحشم الكبير..

هزاع يرد بابتسامة مشابهة: وأنت ما ترحم الصغير..

صالح يتلفت يمينا ويسارا: وين الصغير؟؟ ماني بشايف إلا طوفة جنبي!!

هزاع يضحك: ومن شر حاسد إذا حسد..

صالح بتساؤل مهتم: على طاري الحسد.. يقولون أبو عبدالرحمن عطاك بشارة عنه وعن ولده.. وش عطاك؟؟

هزاع بتأفف: الشيبة المخرف عطاني طير... شايفني مقطع البران قانص..

صالح بحماس مرح: أبد وقبل ماتشوفه أنا شراي.. ولا تزعل من الشيبة المخرف.. بأعطيك كاش ماني!!

ابتسم هزاع: وكم سومتك؟؟

صالح بذات الحماس: عشرة ألاف..

هزاع لم يرد عليه وهو ينظر له تحت أهدابه!!

فأكمل صالح بذات الحماس: زين عشرين..

حينها ضحك هزاع: نطيت من عشرة لين عشرين مرة وحدة...

ثم أردف بنبرة مقصودة: الظاهر إنك تحسبني بزر صدق وإلا غبي..

صحيح ما أعرف في الطيور.. بس أعرف زين سمعة طيور أبو عبدالرحمن..

يقولون أقل طير عنده.. يجيب ضعف المبلغ السخيف اللي أنت قلته على الأقل!!

ضحك صالح: منت بهين يا التّوتّو.. ما ينلعب عليك..

ثم أردف وهو يغالب ضحكه: زين قوم فهد يأشر لك... الظاهر يبيك تشغل السيارة عشان الزفة!!

***************************************

عفراء أعلنت للمتواجدات عند جميلة أن العريس سيدخل..

فبدأن بالخروج جميعا ولم يتبق سوى مزون وعالية وأمها وجميعهن ارتدين عباءاتهن..

عفراء اقتربت من ابنتها وهي تلبسها عباءتها أيضا.. همست جميلة باختناق:

مهوب جاي هنا؟؟

عفراء تتولى دورها بحزم وهي تخفي حزنها خلف حزمها:

لا يأمش بيجيش في جناحكم... بس أنا ما كنت أبي النسوان يطلعون لجناحكم وأغراضكم الخاصة..

وأنا مرتبته لكم بس..

عفراء قادت ابنتها للجناح القريب جدا.. وخلفها مزون وأم صالح وابنتها..

ثم خلعت عباءتها ورتبت شكلها..

وأجلستها.. لكن جميلة لم تفلتها وهي تمسك بكفها وتحتضنها قريبا من قلبها..

عفراء شعرت بارتعاشها واضحا.. فجلست جوارها وهي تحتضنها بشكل جانبي..

وتقرأ عليها الأذكار وآيات من القرآن الكريم...

حتى رن هاتفها.. كان منصور هو المتصل يبلغهم أنهم يقفون أمام باب الجناح..

تزايد ارتعاش جميلة.. فهمست لها عفرا بحنان:

تكفين جميلة لا تفشلين روحش في الرجّال وهله..

عفراء أوقفت جميلة التي كانت تعتصر مسكتها الناعمة بين أناملها بقوة وهي تخفض بصرها للأرض وتحاول بفشل ألا ترتعش..

عفراء توجهت للباب وفتحته.. ليدخل منصور أولا يتبعه فهد.. و

الاثنان غاية في التألق والأناقة الرجولية في بشتيهما السوداوين.. وخطواتهما الواثقة..

منصور تقدم أولا وهو يتجه ناحية جميلة ليقبل جبينها.. ولكنها لم تفلته وهي تطوق خصره بتأثر متعاظم..

شعور تعجز عن وصفه.. وكأن والدها فعلا هو من يسلمها لزوجها..

تمنت أن تطول هذه اللحظة وأن يطول احتضانها لمنصور وهي تشعر بالأمان في حضنه..

وأن يكون حاجزا يحميها مما يقلقها خلفه..!!

منصور همس في أذنها بحنان وهو يحتضنها: مبروك يأبيش.. ولا تحاتين شيء..

أنا وصيت فهد عليش.. وفهد مايقصر..

فهد كان خلف منصور بعدة خطوات .. مازال لم يبصر العروس.. فظهر منصور العريض يغطيها..

عدا أن أمه وشقيقته استغلتا انشغال منصور وابتعاده واقتربتا لتباركا لفهد.. ثم ابتعدتا في ذات اللحظة التي استدار فيها منصور ليشير لفهد أن يتقدم..

حينها كان منصور يتأخر ليفسح لفهد مكانا جوار عروسه..

فهد تقدم بخطواته الواثقة.. وهو ينظر أمامه بكل ثقة.. فليس هو من يتراجع أو يهاب!!

حينها.. حـــيــنــهــا..

عاجز عن وصف شعوره حينها.. عاجز عن وصف الصدمة التي اكتسحته بكل عنف!!

لثانية من الزمن.. ظن أنهم قد يكونوا أخطأوا في العروس..

يستحيل أن تكون هذه هي.. يستحيل..!!

فهذه التي أمامه.. لا يجد حتى كلمات لوصفها وعيناه تطوفان بها كالمأخوذ..

من أين أتت القبيحة بهذا الحسن الطاغي المثقل بالإثارة وكل مافيها ينضح بالفتنة لأقصى درجاتها..؟؟

حاول هز رأسه واستعادة صفاء تفكيره الذي باغتته الصدمة.. وهو يقول لنفسه (كله من الماكياج!! كله من المكياج!!)

ولكن هذا المبرر لم يقنعه حتى.. رغم محاولته المستيمته لإقناع نفسه به..

فهل (المكياج) سيصنع هذا التكوين الجسدي الملتهب بدأ من خصرها المنحوت وانتهاء بنحرها المبهر ومرورا بعضديها المصقولين؟؟

أم هل المكياج سيصنع هذه الملامح التي تتوسط وجها لم يرى مثل بهائه؟؟

أم هل المكياج سيصنع السحر الذي شعر به يسربلها من رأسها حتى قدميها؟؟

هذا الجمال لا يكون إلا صنعه سبحانه..!!

منصور هتف لفهد بصوت أعلى: فهد تعال وش فيك واقف بعيد.. تعال جنب مرتك..

ثم همس في أذنه: امسك يدها وقعدها..

فهد تنحنح وهو يقترب ليقف جوارها..

شعرت جميلة أنه سيغمى عليها وهي تشعر بحفيف عضده على كتفها..

ثم شعرت أنه سيغمى عليها فعلا حين تناول كفها بين أناملها.. وهو يشدها ليجلسها..

هــو رغما عنه شعر بالتكهرب.. فهذه المرة الأولى التي يلمس فيها امرأة.. ولم تكن أي لمسة.. بل شعر أنه يلمس شيئا أشبه بالحرير االندي..

وأن يدها قد تنكسر في يده لشدة نعومها!!

ولكنه أفلتها بنفس سرعة امساكه لها.. وشعرت جميلة أن في افلاته لها حركة مقصودة وحادة نوعا ما..

وكانت حركته فعلا حادة ولكن غير مقصودة.. بل كانت عفوية..

ففهد ما أن شعر بنعومة أناملها بين قساوة أنامله..

حتى شعر بشعور عارم بالقرف..

فهذه الأنامل الزبدية ليس هو أول من يمسك بها.. بل أمسكتها يد قبل يده.. وأشبعتها بالقبلات أيضا..

شعر أن رائحة شفتي زوجها السابق ماتزال على أناملها..

تلسع أنامله وتحرقه..!!

" أعترف أن جمالها هزني بعنف..

ولكن ماذا إن كانت جميلة وفاتنة..؟؟

الوضع أسوأ الآن!!

فمن لها كل هذا الجمال.. لابد أنها مغرورة أيضا..

مغرورة بجمالها المستهلك..!!!

.

وماذا أفعل بجمال مستهلك.. شبع من رؤيته سواي؟؟

وحين سئم منه.. ألقاه في القمامة..

لأتلقى أنا فضلته التي ألقاها!! "

ما أن وصلت أفكار فهد لهذا المستوى حتى شعر أن أنفاسه تضيق وتضيق.. رغم أنه مازال يرسم ابتسامة محترفة على شفتيه..

شعر أنه يريد أن يهرب من المكان كاملا.. لا يريد حسنها.. ولا يريدها..

ولا يريد هذا الموقف كاملا..!!

يشعر أن الأرهاق من فوضى الحياة يداهمه.. ومساراته تسير على غير هواه..

يشعر بالاختناق الفعلي من كل شيء!! من كل شيء!!

السلامات انتهت.. والتوصيات كذلك..

والجميع غادروا..

وبقيا العريسان وحدهما...

والصمت هو من يدير الدفة بينهما..

#أنفاس_قطر#

.

Continue Reading

You'll Also Like

16.5M 1.2M 101
سجينةٌ هيَ ؛ تفرقت عن عائلتها مجبرة ، فأتخذها زوجةٌ محرمة ، ليجرفهما طوفان الظلم والطغيان ، ظلم جلاد قاتل استباح الحرمات وانتهك الاعراض وسفك الدماء ا...
14M 306K 79
هي روح متمرده ،،،تأبي اللين ،،،،تعتذ بكرامتها لابعد الحدود ،،،، وهو لااحد يرد كلمته ،،،الجميع يهابه ،،،،،،بين ليله وضحاها ،،،،انهارت كل احلامها ،،،...
242K 12.2K 45
( 1/29 ) ذكــرى لا تنسـى " انـقـلاب " ألـ غضـب من البصـره " الفيحـاء " جمعتهـم المحبـه والتآخـي في مكـان واحـد . علاقـه اولاد العم أكثر من الا...
17.6M 1.5M 89
قوارير جمعهم القدر في رواية واحدة .. لكن لكل قارورة قصة مختلفة .. رواية اجتماعية .. رومانسية ..