جزء 57

9.8K 101 26
                                    


بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والخمسون

عبدالله كان ينزل الدرج باستعجال وغترته مازالت في يده..

سلم وهو يرى والدته تجلس أمامه لم ينتبه كيف كانت ترتعش من الغضب وهو يتلفت حوله ويسأل باستغراب:

يمه وين جوزا؟؟

حينها انفجرت والدته بغضب: جوزا طاحت مغوم عليها وشلتها عالية والخدامات للمستشفى الحين..

عبدالله لشدة جزعه وهو يركض ناحية الباب لم ينتبه لمن وقفت حين سمعت صوته.. ولم يوقفه سوى أمر والدته الغاضب:

عبدالله..

استدار عائدا وهو ينتفض بحمية الطاعة "لـبـيـه"

بينما أمه تكمل بذات الغضب: تعال شل بلوتك معك..

ولا أشوف وجهك أنت وياها..

حينها رأى من تقصد بـ (بلوته)!!

كانت تقف بكامل ثقتها وأناقتها المقيتة وكأنها ذاهبة للترافع في أحد جلساتها أو لإلقاء أحد ندواتها

شعر بسعير من نار يعبر أطرافه ليشعل كل خلية في جسده..

شعر أنه يشتم رائحة احتراق خلاياه تتصاعد في الجو..

هاهي أمامه وفي بيته.. لم يسأل حتى كيف هي هنا..

كان كل مايراه أمامه دم ابنه يسيل على يديها ومن بين أنيابها فعلا..

وجهها وكفيها غارقين في دمه البريء...

كل ما أراده أن يطبق في عنقها ويزهق روحها.. وذكرى انتفاض جسد خالد الصغير بين يديها تعطل كل تفكير لديه..

وكان على وشك فعلها.. لولا أن وجه صغير آخر أطل عليه.. وجه حسن

ليقف بينه وبين مايريد أن يفعله..

حينها هتف بكراهية محرقة وهو يكاد يبكي قهرا لشدة ماقهر نفسه:

أمامي..

لم يقترب منها حتى.. لم يرد أن ينجس يديه بها.. أو يتهور فيجد يديه أطبقتا في عنقها فعلا ليقتلها كما قتلت ولده!!

ولم يرد أن يتحاور معها أمام والدته التي يعلم أن حالتها الصحية لا تحتمل..

خرجت معه بكل ثقة وهو يقودها للمجلس.. ويسألها بكراهية:

كيف استطعتِ الوصول لهنا.. وكيف خرجتي من أمريكا اساسا مع الحكم عليكِ؟؟

أجابته بثقة: ألم تكن تتابع القضية وتعلم بالحكم؟؟

أجابها بمرارة: أعلم أنكِ أجدتِ التمثيل ببراعة وأن المحامين أثبتوا أنك تعانين من اضطراب نفسي..

بين الامس واليومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن