جزء 89

11.4K 113 40
                                    


بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع والثمانون

مازال الصمت محتكما.. وهو ينثر جوا ثقيلا في المكان..

إن كان هو نظر لها.. فهي مازالت لم تنظر له..

وخجلها يخنقها.. وعيناها مثبتتان على مسكتها ويزيد في اضطرابها معرفتها أنه يراقبها الآن..

كان بالفعل قد ابتعد قليلا عنها ليترك مسافة بينهما وهو يستدير ناحيتها ويتأملها..

فللجمال أحيانا سطوة تفرض حضورها رغما غن كل أنف!!

كان يتأملها بدقة لا يعرف لها سببا..

نقوش الحناء التي وصلت إلى منتصف عضدها الملفوف.. بشرتها المصقولة لدرجة تبدو غير طبيعية..

شفتيها النديتين المرتعشتين.. أهدابها المسبلة بحسن لم يكن لسواها..

ذقنها الناعم الذي بدا له شيئا غير معقول وارتعاشه يزيده عذوبة..

ونظراته تنحدر أكثر إلى حيث يتربع العقد الماسي مكملا لصورة حسن مكتملة أساسا...

هكذا بدت له تماما.. أشبه بصورة مرسومة بتفنن بارع مبهر..

ولــكــنــهـــا... صورة مستهلكة... مستهلكة تماما!!

زفر بقرف فعلي لينفض قرف أفكاره.. وهو يقف مبتعدا عنها.. ثم يهتف بنبرة واثقة:

دقايق بأتوضأ ونجي نصلي.. ركعتين مع بعض...

فمهما كان غير متقبل لها.. فهذه سنة لابد من القيام بها..

بينما جميلة كادت تبكي فعلا..

ماذا تقول له.. أنها لا تصلي.. وهي تتفاجأ بدورتها الشهرية هذا الصباح مبكرة قبل موعدها الذي بالكاد انتظم...

تعلم أن هذا حدث من التوتر لابد..

ولكن ماذا تقول له الآن..؟؟

قررت أن تقف وتهرب قبل أن يعود.. وهي تتوجه لحمام غرفة النوم.. وتحمد ربها أنه توجه لحمام الصالة..

تناولت لها بيجامة زهرية من الحرير والدانتيل ناعمة وفخمة في آن بدون أكمام ولكن معها روبها الفخم من الدانتيل..

وتركت قميص النوم الذي علقته لها والدتها..

فهي خجلت من إخبار أحد.. وهي تدس أغراضها الخاصة بنفسها في الحقيبة هذا الصباح..

فهد حين عاد لم يجدها.. زفر بغيظ: ( صدق إنها قوية وجه ولا عندها حيا..

ما حتى انتظرت لين أجي!!)

قرر أن يصلي قيامه حتى تحضر.. مع أنه تمنى ألا تحضر..

ولكنه قضى وقتا طويلا بعد أن انتهى من قيامه ومن ورده.. وهي مازالت لم تحضر..

بين الامس واليومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن