جزء 107

10.3K 102 38
                                    


تناولت الهاتف من فورها لتتصل بفهد بأنامل مرتجفة.. وغضب عارم يجتاح روحها..

فور تناولها للهاتف... وردها اتصال من ذات الرقم الغريب..

فتحت الاتصال دون أن تقصد..

لتتفاجئ بالصوت الرجولي غير الغريب أبدا وهي تهمس بصدمة كاسحة:

خــــلــــيــــفـــــة؟؟!!!

صوته وردها مرتبكا محرجا بعيدا: مساج الله بالخير جميلة...

ردت بارتباك أكبر: هلا خليفة.. فيه شيء؟؟

عمي أحمد فيه شيء؟؟

خليفة ارتبك أكثر..وأكثر... وكثير مما يريد قوله يتسرب من خياله...

( أ حقا هذا صوتها؟؟ لماذا يبدو لي مختلفا؟؟

خاليا من نغمته الحلوة..

بل أقرب للبلادة!! )

خليفة يجمع كل حزمه رغم ارتباكه: أنا صار لي 3 شهور أنتظر ذا اللحظة..

حسبت لها يوم بيوم وشهر بشهر..

جميلة تشعر باستغراب عظيم وبضيق أعظم.. تتمنى لو انتهى هذا الاتصال بسرعة..

تشعر أنها تخون فهد بتلقيها لهذا الاتصال والسماح لصوت خليفة بدخول أذنها

وهي تعلم غيرة فهد الشديدة وتضايقه من مجرد اسمه..

بل شعرت بإحساس غريب وهي تسمع صوت خليفة بعد مرور كل هذا الوقت..

أن زخم حضور خليفة السابق في روحها يتضاءل ويتضاءل.. وهي تراه باهتا تماما أمام إشعاع فهد وألقه في روحها..

كما لو أنك أطفأت مصباحا فجأة... ثم أشعلت مصباحا آخر فورا..

همست بهذا الضيق والاستغراب: وليش 3 شهور بالضبط؟؟

خليفة ارتبك أكثر.. وأفكاره تتشوش تماما... يتمنى لو أنه لم يتصل..

بدت له هذه المرأة غريبة.. باردة.. جافة..

وخالية تماما مما كان يفتنه فيها!!

(وش كان عاجبني فيها؟؟!!)

يشعر لأول مرة برغبة عارمة أن يترك كل هذا ليتوجه ليدفن وجهه بين كفي زوجته ويغمرهما بقبلاته..

وهو يعلم أنها تنتظر مولودهما الأول بين لحظة وأخرى بعد أنهت شهرها التاسع تقريبا..

وتوجهت لتقضي أيامها الأخيرة عند أهلها.. بعد أن يأست أنها قد تثير في نفسه التفاعل الذي تتمناه..

بينما هي تكاد تقتل نفسها لتحصل منه على مجرد ابتسامة رضا..

يضن بها عليها وهو يتسربل ببرود غريب رغما.. رغم أنه يحاول أن يبدي لها طيب تعامله ردا على طيب تعاملها..

بين الامس واليومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن