جزء 36

9.9K 103 20
                                    


بين الأمس واليوم/ الجزء السادس والثلاثون

" عبدالله.. عبدالله.. عبدالله "

منذ بدأت تستعيد وعيها وهي لا تهمس بشيء عدا اسمه.. أنين..زفرات.. حسرات.. نزيف..

لم يكن مجرد اسم يُنادى.. كان شيئا فوق النداء وكل تصوارته..

لم تكن مجرد "أحرف" كونت "اسما" .. كانت أحرف "ألم" كونت "فجيعة"..

كانت روحها تذوب مع همسات الاسم الذي تنزفه روحها اشتياقا وفقدا.. الاسم الذي لا يرد عليها صاحبه..

" أين هو؟؟

ألم يقولوا أنه عاد من بعد الموت؟؟

ما باله لا يجبيني؟؟.. هل أصابكِ الجنون يا صافية؟؟

هل أصابكِ الخرف؟؟

هل تخيلتِ كل هذه الحكاية؟؟

الأموات لا يعودون.. لا يعودون"

ومع ذلك.. حتى وهي تظن أنها تخيلت ذلك.. لم تتوقف عن مناداته.. فالأمل أُطلق في قلبها.. اُطلق في قلب أم

" أنا رايح البيت.. خلوه يجيها"

هتف أبو صالح بحزم بذلك وهو يقف موجها الحديث للأربعة المتواجدين قريبا منه.. فهد وهزاع وعالية ونايف...

بينما كانت نجلاء تجلس في الزاوية ملتفة بعباءتها.. وغارقة في حزن شفاف لحال أم صالح.. وصدمة غامرة لعودة عبدالله..

عالية أمسكت بذراع والدها وهي تمسح وجهها الذي احمر لكثرة ماذرفت من دموع اليوم:

يبه وش ذا القسوة اللي عندك؟؟

ما تبي تشوف عبدالله؟؟ لو مهما كان اللي سواه مزعلك.. المسامح كريم

تكفى يبه.. عبدالله جاه ما كفاه.. تكفى تسامحه..

أبو صالح نفض يدها من يده بحدة.. بينما عالية تراجعت مذهولة من تصرف والدها الذي تعرفه مولعا بها لأبعد حد..

وهتف بحزم بالغ: ماحد منكم يتدخل في اللي ماله فيه شغل.. أخيكم بصركم فيه.. مارديتكم منه..

بس أنا ما حد منكم يهقى أنه بيمشي شوره علي

كان أبو صالح على وشك الخروج حينما تفاجئوا جميعا بالإعصار الذي اقتحم عليهم الغرفة وصالح يحاول اللحاق به..

بين الامس واليومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن