جزء 72

9.9K 99 54
                                    


بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والسبعون

عبدالرحمن شد له نفسا عميقا.. وهو يشعر أن ما يريد قوله يقف في حلقه كالأشواك التي تمزق حلقه وهي تعبر مجرى الكلمات:

عالية حبيبتي تكفين افهميني.. ولا تستعجلين في الحكم ياقلبي طالبش..

خليني أشرح لش مبرراتي أول وافهميها..

عالية حينها انفجرت في البكاء وهي تسد فمها بقوة حتى لا يسمع شهقاتها وتمنعه من إكمال مايريد قوله..

شعرت أن هناك مصيبة هائلة قائمة..

ربما لن يستطيع مطلقا أن يمشي.. أو أصبح عاجزا جنسيا.. أو لا ينجب..

وكل ذلك لا يهمها.. لا يهمها.. المهم ألا يفكر بتركها..

تريد أن تبقى جواره حتى آخر يوم في عمرها مهما كانت حاله هو..

كانت تسد فمها بكل قوتها وهي تكتم شهقاتها بداخلها حتى كادت تنفجر

وكل ذلك حتى يستطيع أن يقول مايريد قوله..

لم تعلم أنه كان يريد نحرها بدم بارد رغم أنه هتف بوجع حقيقي عميق وهو يكمل ما بدأه بصعوبة بالغة:

عالية.. أنا أبي أتزوج وضحى بنت خالي !!

حينها ذابت الشهقات في صدرها كالسم المتعفن المر وهي تهمس بتبلد: نعم؟؟ وش قلت؟؟

عبدالرحمن بصعوبة: أبي أتزوج وضحى بنت خالي..

عالية بذات التبلد: تتزوجها؟؟ ليش أنت عزابي يعني؟؟ أنا ويش؟؟ كيس شعير؟؟

عبدالرحمن بذات الصعوبة: أنتي قلبي وحبيبتي ومرتي.. بس لازم أتزوج وضحى بعد..

لا أنا أول ولا آخر واحد يصير عنده مرتين..

عالية بذات التبلد وكأنها فقدت الإحساس تماما:

مرتين؟؟.. ياعيني..لا والله يا شهريار زمانك؟؟.. وأنا اللي كنت بأموت عشانك أحسب فيك شيء..

أثر الأخ يبي يتزوج مرة ثانية.. وهو حتى مابعد تزوج مرة أولى..

براحتك عبدالرحمن.. تزوج.. على قلبك بالعافية..

عبدالرحمن بصدمة حقيقية وهو يشعر بضيق فعلي وألم أكثر قوة أن الموضوع لم يهمها:

يعني ما عندش مانع أبد؟؟

عالية بذات التبلد الغريب الذي أحاطت به مشاعرها:

وليش يصير عندي مانع.. طلقني.. وتزوج أربع يا ولد فاضل..

عبدالرحمن بصدمة أشد: أطلقش ؟؟ مستحيل.. مستحيل..

حينها انفجرت تماما.. انفجرت.. انفجرت.. بل الانفجار لا يعبر مطلقا عن حالة الثورة الغاضبة التي مزقتها تماما:

بين الامس واليومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن