جزء 101

12.9K 105 44
                                    

بين الأمس واليوم/ الجزء المئة وواحد

انتهيا من صلاتهما... وعادا للصمت..

وإن كان هذا الصمت هذه المرة هو كسابقه عند وضحى..

صمت خجل طبيعي..

فهو مختلف عند نايف.. فهو هذه المرة مستمتع بمراقبة تعابير خجلها!!

وهو يكتشف -بمتعة- أنوثتها الرقيقة التي خشي فعلا ألا تكون موجودة..

بناء على تفكيره السابق عنها.. وخصوصا أن شقيقاته لم يقصرن وهم يصفن أمها وأختها إنهما (نسرتان)!!

وإنها لابد مثلهما!!

كان دائما يتساءل : لماذا الوصف لأمها وشقيقتها ثم ينسحب توقع غير متأكد إلى شخصيتها... ؟؟

لو كان هناك عيب مباشر في شخصيتها لم يكن شقيقاته ليقصرن في نبشه..

شعر كما لو كانت ظلا غير واضح لأمها وشقيقها..

تماما مثلما كان هو!!!!

ظل غير واضح لشقيقاته السبع اللاتي اتخذن من محبته لهن حبلا أحكموا لفه حول عنقه..

مطلقا ليس ضعيف الشخصية.. ولكن حبه لهن أضعفه أمامهن.. يخشى أن يسبب الحزن لهن وهو أخيهن الوحيد!!

وفي نقطة التهاون هذه كان تماما كوضحى.. فهي أيضا ليست ضعيفة الشخصية!!

لكن وجودها في ظلال شخصيات قوية جعلها تستكين بشعور أمان.. أو ربما تخاذل!!

لكن حينما احتاجت لإبراز قوة شخصيتها أبرزتها وفي عدة مواقف..

وأقربها في إصرارها عليه هو رغم تحفظ أمها وشقيقتها!!

وضحى تشعر بتوتر رقيق لأنها تجلس أمامه بدون أي زينة بعد أن مسحت زينتها تماما .. تخشى أن تكون تهورت في هذا التصرف..

ولكنها أرادت بالفعل أن يراها هكذا.. يتعرف على شكلها الطبيعي!!

بينما هو كان ينظر لها بشجن.. إحساس عميق يتشكل في داخله نحوها..

وملامحها توحي له بشعور مُفتقد!!

شعور أمومة حنون!!

قد يكون غريبا أن يقول أنه يفتقد شعور الأمومة في ظل وجود سبع أمهات..

قد يعاني شعور تخمة الأمومة..!!!

ولكن معهن كان إحساسه بالأمومة مبتور.. لأن صراعهن الدائم حوله سبب له التشتت!!

واليتيم سيبقى دائما يفتقد أمه...

كما يعلم أن وضحى لابد تفتقد أباها!!

نايف قام ليجلس جوارها.. همس لها بتساؤل باسم: أنتي على طول كذا ساكتة؟؟

بين الامس واليومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن