جزء 87.88

11.8K 114 40
                                    


بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والثمانون

دخل إلى غرفته بخطوات هادئة حازمة.. تخفي خلفها كثيرا من الألم الجسدي والنفسي..

لماذا حياة التحفز التي يحياها بشكل مستمر؟؟

لماذا لم يحضَ بزوجة مهادنة تريح باله حتى وهو يعاني كل هذا؟؟

لماذا يجد نفسه مجبرا على كل هذا الشد حتى وهو لا يريده؟؟

لماذا ولماذا ولماذا؟؟؟؟ عشرات من علامات الاستفهام علقته على مشانقها..

وهو مرهق.. مرهق.. مــــــــــــرهــــــق!!!

مرهق من نفسه قبل أي شيء آخر!!

كانت هذه أفكاره التي تغتال تفكيره وهو يخطو لداخل غرفته..

ليجد الصدمة غير المتوقعة أمامه!!

كانت كاسرة........... نائمة !!!

نائمة بالفعل وليست تدعي النوم!!

ونائمة بملابسها.. ومازالت الساعة التاسعة والنصف!!

اختلطت الاحاسيس في داخله.....استغرب.. وتألم.. وتعجب!!

استغرب من نومها بملابسها وهي تبدو في عينيه كطفلة فاجئها النعاس على حين غرة..

فغفت على حالها وهيئتها.. وبكل عذوبتها!!

وتألم أنها نامت دون أن تنتظره.. رغم أنها تعلم بوضعه الصحي السيء..

أ لم تفكر أن تسأله ماذا سيحتاج؟؟ إن كان تناول عشائه؟؟ أو دوائه؟؟

أو إن كان يحتاج للتغيير على بعض جروحه؟؟

وتعجب أنها نامت دون أن تواجهه كما كان يتوقع.. فحدث كالذي حدث اليوم.. كان يستحيل أن تفوته كاسرة دون نقاش محتدم على الأقل!!

استبدل ملابسه بصعوبة.. وهو يصلي قيامه مبكرا..

ثم يتمدد جوارها.. لتتجدد أحاسيسه وتتعمق وتتعقد وهو يطفئ كل الإضاءة ويبقي على ضوء خافت جواره.. حتى يتمكن من رؤية وجهها..

كان الألم ينتشر صارخا في كل جسده...

ومع ذلك يشعر أن ألمه منها أقوى وأشد تأثيرا..

وعيناه تطوفان بمحياها المرهق.. لا يعلم لماذا يشعر بها مرهقة على الدوام؟؟

مرهقة شكلا ومضمونا!!

مختلفة عن حماسها المتدفق المعتاد بكل العنفوان الناري الذي يشعله حتى الوريد..

رغما عنه هذا الإرهاق يجلب إلى عمق روحه حزنا غير مفهوم وهو يتمنى لو استطاع حمله عنها لو استطاع...

بين الامس واليومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن