جزء 40

11K 106 23
                                    


بين الأمس واليوم/ الجزء الأربعون

تـــحــلــق الــطــائـرة..

وتنفصل عن الأرض..

تحمل قلبين / روحين اشتبكتا للتو في رحلة أبدية..

قلبان لم يعرفا الخضوع يوما!!

روحان جُبلتا على العناد والسيطرة وقوة الشخصية!!

منذ حلقت الطائرة قبل أكثر من ساعة واستغرابها منه يتزايد..

فبعد اللهفة المبالغ فيها التي فاجئها فيها وهو يغمرها بلمسات غريبة مختلفة يتلاعب فيها بين الحدود..

بين القرب والبعد..

بين التماس واللا تماس..

كاد يحرقها بكلماته ولمساته..

ثم عاد ليغرق في صمت غريب تجاهلها فيه تماما.. وكأنها غير موجودة أبدا..

لم يوجه لها كلمة واحدة منذ ركبا الطائرة.. وكأنها مخلوق غير مرئي.. غير موجود..

لم ينظر حتى ناحيتها.. أو يسألها هل هي مرتاحة؟؟ أو تريد شيئا كما يُفترض منه؟؟

كان يقرأ في كتاب منذ صعدا الطائرة..

" أنا يلتهي عني بكتاب؟!! أنا؟!!"

و هاهو الآن يغلق عينيه باسترخاء وكأنها ليست جواره.. هي .. كاسرة!!..

هي.. من توقف العالم على قدم واحدة احتراما لحسنها..

هي.. من تسكر الأرواح والعيون بمجرد رؤيتها..

هي.. من يفرض لها حسنها وشخصيتها السيطرة على من حولها..

هي.. من تلوي الأعناق لترتشف نظرات.. مجرد نظرات من حسن خيالي..

فكيف من أصبح هذا الحسن بين يديه وقربه.. ثم يتجاهل وجوده؟؟..

تلتفت له لتراقب ملامحه المسترخية الساكنة بتفاصيله المثقلة بالرجولة والغموض..

تحاول استشفاف ماوراء الاسترخاء المريب لملامحه.. ماوراء تعامله غير المفهوم معها..

تحاول تقييم رغباتها في زوج بشروط معينة.. وبين ماحصلت عليه فعلا في زوجها!!

"ليس في السن التي كنت أريدها !!

ولكنه على الأقل رجل ناضج على أعتاب الثلاثين...

بين الامس واليومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن