-
بنفسٍ غير راضِية و تقاسيم وجهٍ مُتهكِّمة و مُحتدّة قد غادرَ سكارز القصر تارِكًا مارلين تتنهَّد بقِلّة حيلة و شفقةٍ على ما آلَت إليهِ الأمور،جاعِلةً مِن هارى يبتعِد قبلَ أن تنبثِق كلماتٍ سامّة مِن فاهُها جراء وقوفهِ و إستماعهِ دون قصدٍ لتِلك المُشاجرة الصغيرة.
دلفَ تشريڤِن للقصر بإبتسامةٍ جانبيّة واسِعة و غرورٌ كبير قد دثَّر ملامِح وجههِ،مُستنشِقًا سجارتهِ بنفسٍ راضِيةٍ عن تِلك الأجواء المشحونة بالقصر،رُغم أنّهُ يعلَم أن روز ستتأثَّر بتِلك الشِجارات سلبًا.
"سيّدة مارلين الفاتِنة،أُمُّ زوجتى.."عقَّب بنبرةٍ ساخِرةٍ لا تليقُ مع تِلك الثِياب المُهندمة الكلاسيكيّة التى يرتديها،لتُطالِعهُ مارلين بحِدّة قبلَ أن تدلُف لغُرفتها فيتبعُها دون نقاشٍ مُغلِقًا الباب.
إتخذَت مارلين مجلِسًا فوق فراشها ليُلقى تشريڤِن بالسجارةِ بعيدًا نافِثًا دُخّانها،قبلَ أن يتخِذ مجلِسًا بجانِبها مُحاوِطًا كتفيها بكفّيهِ ليتحسَّسهُما.
'أرواحٌ مُلوّثة رخيصة،تُدثِّرها ملابِسٌ تفوق ثمنُها أضعافًا'
"لِمَ كُل ذلِك الغضب؟،اللعنة عليه.."حادثها بنبرةٍ لطيفة مُزيّفة هامِسًا مُشيرًا بحديثهِ لسكارز لتزفُر بغضبٍ،مُحاوِلةً إبعاد كفّيهِ عن جسدها.
"هيىّ مارلين.."همسَ ثُم قبَّل عنُقِها مُردِفًا بتساؤلٍ:
"ألَم تشتاقى للمساتى لجسدُكِ الرخيص؟"
"إبتعِد عنّى تشريڤِن!"أبعدتهُ بغضبٍ لتستقِم مِن مقبعُها سريعًا،جاعِلةً مِنهُ يبتسِم بجانبيّةٍ جاذِبًا معصمُها لتنظُر لهُ.
"لا تُمثِّلِ دورُ البريئة الطاهِرة مارلين،لا تُمثِّلِ علىّ أنا خصّيصًا.."حذَّرها ثُم أجلسها بجانبهِ مِن جديدٍ ليُحاوِطها،لتصمُت مُنتظِرةً مِنهُ إنهاء حديثهُ عن تِلك المرّات التى سلّمتهُ بِها جسدُها دون نقاشٍ.
وكأنّهُ ليسَ خطيب فتاتُها الوحيدة.
عارٌ عليها كون شابٌ بمُقتبلِ العُمر كـ تشريڤِن يقوم بإذلالها وهى شارفَت على إتمام الأربعين عامًا.
"أنظُرِ لكِ كيفَ تبدين كالجرو؟،كُل ذلِك مِن صُنع يداكِ حبيبَتى.."إسترسَل ساخِرًا مُذكِّرًا إيّاها ببِداية ما فعلتهُ،و جراء ذلِك يفعَل تشريڤِن ما يحلو له.
"ألا تعتقدين أن ما فعلتيه بأبى يُرَد لكِ الأن؟،لقد أحبَّ ذلِك التُراب أسفَل قدميكِ،وأنتِ كالغبيّة خدعتيه و زيّفتِ حُبُّكِ لهُ لتسلُبِ أموالهِ كىّ تذهبِ لسكارز ذو الأموال الطائِلة،أهديتيه جسدُكِ الرخيص على طبقٍ مِن ذهبٍ لأجل المال.."همسَ بحِدّةٍ قابِضًا على ذراعها بقوّةٍ لتُغلِق عينيها بحسرةٍ على فعلتُها،لو عاد بِها الزمَن لبقيَت أسفَل أقدام والِد تشريڤِن.
على الأقلّ كان يُحبّها.
"ماذا جنَيتِ بالأخير؟،شخصٌ قاسٍ يُعنِّف جسدُكِ كسكارز،جعلكِ تحملين طِفلةً لَم تُحبّيها يومًا حتّى و هى بأحشائُكِ،ثُم تزوّجكِ بعدما علِمَ بحملكِ ولكِن بالنهاية طلقكِ فورما وضعتِ روز لأنهُ علِمَ مطعمكِ بمالهِ،لكِنّهُ لا يعلَم مِن أين سلبتِ المال كىّ تجذُبيه رويدًا رويدًا جهتُكِ،كالحيّة تجذُب فريستُها.."تكثَّفَت الدموع بعينىّ مارلين ندمًا لكِنّها لَم تُبدِ ذلِك أبدًا،فقَط فتحَت مُقلتيها لتُناظرهُ بحقدٍ بادٍ.
"ألَم تؤلمكِ نرجسيّتكِ لوجودكِ بذات القصر برفقتهِ؟،هل تُحاولين إقناعى أنكِ توسّلتيه بالبقاء هُنا كىّ لا تظَل روز دون أُمّ؟"تسائَل بإستنكارٍ تارِكًا جسدها بعُنفٍ لتتراجَع قليلاً،آبِيةً الردِّ عن سؤالهِ الذى لا تعلَم إجابتهِ حتّى الأن.
"لَن أترُككِ تتمتعين بكُل ذلِك وأنتِ السبب برحيلهُ،روحُ أبى الُمتوفّىٰ قهراً و حُزنًا عليكِ سآخُذ حقّها منكِ.."همسَ بألمٍ بادٍ ثُم أردَف بنبرةٍ حاقِدة:
"روز ستُصبِح زوجتى قريبًا،و سأجعلها تحمِل طِفلًا مِنّى ثُم أُجهضهُ و أُبكيها قهرًا على فُراقهِ،سأجعلها تكرَه ذلِك اليوم الذى أصبحتِ بهِ والدتُها،ثُم أُلقيها بالشارِع كالكِلاب حتّى تموت ذليلة،لتتجرَّعِ كأس الندَم على طفلتُكِ مارلين.."ختمَ حديثهُ مُستقيمًا مِن مكانهِ ليُغادِر الغُرفةِ بغضبٍ كنِهاية كُل نقاشٍ،تارِكًا مارلين بصدمتِها مِن أقوالهِ و ما هو مُقبِلٌ على فعلهِ.
سار خارِجًا مُتجِهًا لغُرفة روز وسَط الخدَم المُنتشِرون بكُل مكانٍ هُنا و هُناك كالعادة،ثُم دلفَ لغُرفتها دون طرقٍ جاعِلًا مِنها تلتفِت إليهِ سريعًا مُدثِّرةً جسدُها ذو ثوب النوم.
"أووه روز!،أتخجلين مِنّى؟،سأكون زوجُكِ على أىّ حال.."نبرتهِ لَم تخلو مِن السُخرية منذُ أن وطأت أقدامهِ للقصر،ليذهَب إليها مُتخِذًا مجلِسًا بجانِبها مِمَّ جعلها ترفَع الغِطاء أكثَر لجسدُها مُبتعِدةً عن جسدهِ،فيقترِب هو كُلّما إبتعدَت مُحاوِطًا جسدها بلُطفٍ.
"إبتعِد عنّى.."همسَت بحِدّةٍ مُحاوِلةً إبعادهُ بيدٍ،واليد الأُخرى تتمسَّك بالغِطاء جيّدًا كىّ لا ينظُر لها نظرات لا تُعجبها كما يفعَل.
"ألا ترغبين بى؟،لِمَ لستِ كوالدتُكِ العاهِرة؟،لِمَ أنتِ صعبة المِراس روز؟"تسائَل بهمسٍ مُقبِّلاً وجنتُها لتدفَع وجههُ بقوّةٍ،جاعِلةً مِنهُ يبتعِد عن جسدها بحاجبين مرفوعين.
إبتسمَ بجانبيّةٍ ليستقِم مِن جديد،قبلَ أن يُعدِّل هِندامهُ قائِلًا:"أعتقِد أننى علِمت بأىّ طريقةٍ ستأتين إلىّ جاثِيةً.."
تركها بملامح وجهٍ هالِعة غير عالِمةً ما ينوى فعلهُ،لتهرَع لخزانتُها مُلتقِطةً أحد الأثوابِ كىّ ترتديه و تتبعهُ لتعلَم إلى أين سيرحَل.
ترجَّلَت جوارديا مِن غُرفة زين مُقهقِهةً بعد مُحادثةٍ لطيفةٍ بينهُما كالمُعتاد بينهُما منذُ بِداية صداقتهُما،قبلَ أن تشعُر بالذُعرِ عِندما رأت تشريڤِن يبحَث بعينيهِ عن شخصٍ ما بالأرجاء.
حاولَت تمالُك خوفِها و سارَت بخُطىً سريعة كىّ تتخطَاه و ترحَل للمطبَخ،لكِن فورما أمسَك تشريڤِن بذراعها ليجذبها تجاههِ جعلَ مِن خوفها يعود أضعافًا.
"لاحظتُ أنّها تُحبُّكِ كثيرًا.."عقَّب لتنظُر لهُ بعدم فهمٍ،مِمَّ جعلهُ يبتسِم بخُبثٍ جاذِبًا إيّاها خلفهِ حتّى وصلَ لغُرفة مارلين.
"أترُكنى،ساعدو..-"صاحَت مُستنجِدةً ليضع يدهُ فوق فاهُها مُكبِّلًا يديها كىّ تتوقَّف عن المُقاومة،ثُم يدفَع جسدُها للداخِل جاعِلًا مِن مارلين تلتفِت إليهِ بعُقدةٍ بين حاجبيها.
"أنتَ ماذا تفعَل!"صاحَت مارلين بغضبٍ ليُلقى بجسد جوارديا أرضًا،جاعِلًا مِنها تركُض مُحاوِلةً الخروج لكِنّهُ أمسكها مِن جديد.
"أعلَم أنكِ تُحبّينها بشِدّة.."سخرَ مُمسِكًا بجسد جواديا ليُلقى بعِ فوق فِراش مارلين و يُثبِّتها بيدٍ،ريثما الأُخرى تُغطّى فاهُها الذى تُغادرهُ صرخاتٍ مُتتالية بذُعرٍ كىّ يترُكها.
"أنا لَن أشهَد ما ستفعلهُ،أيّا كان.."صاحَت مارلين مُترجِّلةً من الغُرفة لتُغلِق الباب بقوّةٍ،جاعِلةً مِن تشريڤِن يبتسِم بخُبثٍ لجوارديا.
"لقد أصبحنا وحدنا جميلتى،أليسَ أفضَل؟،صديقتُكِ لا تنوِ المجيئ لى و للأسَف سآخُذكِ طُعمًا كىّ تأتى،أعتذِر لِمَا سأفعلهُ بكِ.."صارحها بكُل وقاحةٍ لتبكى جوارديا خوفًا،جاعِلةً مِنهُ يُقهقِه ثُم ينهَض ليُغلِق الباب بالمُفتاح كىّ لا يدلُف أحدًا.
"ساعدونى!،هارى!"صاحَت بإستنجادٍ مُستقيمةً سريعًا لتطرُق على النافذةِ المُغلَقة،مُلاحِظةً جسَد هارى الذى يعمَل بالحديقةِ و لا يسمعُها أحَد.
جذبَ تشريڤِن خُصلاتُها بقوّةٍ لتصرُخ بألمٍ باكِيةً،قبلَ أن يُعيدها فوق الفِراشِ بقوّةٍ مُشهِرًا عن سوط سكارز الذى وجدهُ بالخزانةِ توًّا.
"يبدو أننى سأستمتِع بتعذيب ذلِك الجسَد الجميل قبلَ إنتهاك حُرمتهِ.."صرَّح مُعاوِدًا تثبيتها بالفِراش بعناية كىّ لا تفِر مِن بين يديهِ،قبلَ أن يكتِم صُراخها بكفّهِ مِن جديدٍ عِندما أنزلَ السوط فوق جسدها بعُنفٍ.
بحثَت روز بكُل إنشٍ بالقصرِ عن تشريڤِن مُستبعِدةً غُرفة والدتُها تمامًا،حتّى أنها سألَت جميع الخدَم ولَم يرهُ أحدهُم سوى وهو قُرب غُرفة زين.
ذهبَت سريعًا حيثُما أرشدوها لتدلُف لغُرفة زين بغتةً جاعِلةً مِنهُ ينتفِض مُلقِيًا الملعقةِ بعيدًا،قبلَ أن يضع طعامهِ جانِبًا لينهَض بملامحٍ قلقةٍ جراء لهثات ركضها المُتتالى.
"ماذا هُناك؟"تسائلَ بقلقٍ مُسانِدًا جسدها بإهتمامٍ،مِمَّ جعلها تزدرِد لُعابها مُجييبةً:"تشريڤِن لا ينوِ خيرًا زين،علينا إيقافهِ عمَّا هو مُقبِلٌ عن فعلهُ.."
"هيّا.."همسَ سريعًا دون تفكيرٍ جاذِبًا كفّها ليترجلا مِن الغُرفةِ،صانعان طريقهُما جِهة الحديقة ليسألا هارى عن وجودهِ.
تسلَّق هارى للأسفَل مُمسِكًا بسلّةِ الثمراتِ بعناية كىّ يضعها بعيدًا و يستكمِل عملهِ،قبلَ أن يلتفِت على نِداء روزين بإسمهِ بصوتٍ عالٍ.
"هل رأيت تشريڤِن بالأرجاء؟"تسائلَت روز مُباشرةً لينفى برأسهِ رافِعًا كتفيهِ بعدمِ علمٍ.
"لَم أشهَد وجودهِ بالقصر حتّى.."عقَّب بعدم فهمٍ لتزفُر روز بإرتجافٍ موجِّهةً أنظارها لزين،جاعِلةً مِنهُ ينظُر لهارى بنظرةٍ جادّة.
"علينا إيجادهِ هارى.."أومأ لهُ هارى رُغم عدم إستيعابهُ لإلحاحهما على إيجاد تشريڤِن،فهُما لا يودّان رؤيتهُ صُدفةٌ حتّى،لِمَ يبحثان عنه؟
إلتقطَت روز جسَد والدتُها مارلين التى تسير ويبدو عليها التوتُّر،مِمَّ جعلها تهرَع إليها تارِكةً يد زين لتتمسَّك بِها مُتوسِّلةً:
"أُمّى،أنتِ مَن يُجالِس تشريڤِن دائِمًا،أرجوكِ أخبرينى أين هو.."
-
فصل بايخ زيى😂😂
وصلنا للفصل العشرين و لسّة فى احداث ماجتش اصلاً،قُلت القصّة هتطول شوية ممكن ٣٠ فصل مثلاً.
بحبكوا❤️