هوس من اول نظرة (الجزء الأول...

由 Yasminaaaziz

372K 8.8K 303

إستقام سيف من مكانه و قد تحولت ملامح وجهه مائة و ثمانون درجة مما جعل الحاضرين يرمقونه بخوف و ترقب..رفع قدمه... 更多

الفصل الأول
الفصل الثاني
الشخصيات
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل الثامن الجزء الثاني
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
ملاحظة مهمة جدا
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء2)
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس و العشرون
الفصل السادس و العشرون
الفصل السابع و العشرون
الفصل الثامن و العشرون
الفصل التاسع و العشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الأول (الجزء٢)
الفصل الثاني (الجزء٢)
الفصل الثالث(الجزء٢)
الفصل الرابع (الجزء٢)
الفصل الخامس(الجزء٢)
الفصل السادس (الجزء٢)
الفصل السابع (الجزء٢)
الفصل الثامن
الفصل التاسع (الجزء٢
الفصل العاشر (الجزء٢)
الفصل الثاني عشر (الجزء٢)
الفصل الثالث عشر(الجزء٢)
الفصل الرابع عشر(الجزء٢
الفصل الخامس عشر(الجزء٢
الفصل السادس عشر (الجزء٢
الفصل السابع عشر(الجزء٢)
الفصل الثامن عشر(الجزء٢)
الفصل التاسع عشر(الفصل ٢)
الفصل العشرون (الجزء٢)
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون (الجزء٢)
الفصل الرابع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الخامس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السادس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السابع و العشرون (الجزء ٢)
الفصل الثامن و العشرون (الجزء ٢)
الفصل التاسع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثاني و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثالث و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الرابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الخامس و الثلاثون
الفصل السادس و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل السابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثامن و الثلاثون (الاخير)

الفصل الحادي عشر(الحزء٢

3.8K 102 0
由 Yasminaaaziz

الفصل الحادي عشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني

فصل خاص بسيف و سيلين....

في الجزيرة.....

كانت سيلين ترتب الحقائب إستعدادا للسفر
و هي تدندن بكلمات إحدى أغاني الأطفال
التي سمعتها عن طريق الصدفة على اليوتيوب...

لخبطيتا لخبطيتا يومي كله
يومي مخربط صبح و ليل و مش باينله
كل شي بحياتي عم بأجله
لخبطيتا لخبطيتا يومي كله

إنتبهت لسيف الذي كان يستند على
باب الغرفة ويبتسم عليها ضحكت و هي
تتجه نحوه ليفتح لها ذراعيه و يحتضنها
و هو يقول : بتتعبي نفسك ليه؟ كنتي قلتي
للشغالة و هي هتعمل كل حاجة ".

خرجت من حضنه و هي تجيبه نافية :
- لا أنا حابة أعمل كل حاجة تخصنا بنفسي...
انا جهزتلك هدومك خذ شاور بسرعة عشان
معاد الطيارة.

ضحك بخفوت و هو يراقبها تعود من جديد
نحو الحقائب... كم تغيرت في هذين اليومين
أصبحت توقضه بنفسها و تحضر له الفطور
رغم خوفها من الأسود حتى أنها كانت في
بعض الأحيان تنسى بعض الأطباق في
الاسفل بسبب إستعجالها...تختار له ملابسه
و أكله أيضا و منعت عنه شرب القهوة أكثر
من مرتين في اليوم لأنه كان مدمنا عليها
و أجبرته أيضا على شرب العصائر الطازجة....

سار ليجلس بجانبها و يبدأ في تنظيم
الملابس معها لتمنعه و هي تأخذ القطعة من
يده هاتفة باستنكار : حبيبي يلا عشان
هنتأخر...أنا خلصت ترتيب الشنط فاضل
بس دي و كمان لبست هدومي...

عبس سيف و هو يستلقي على الفراش
قائلا بتذمر :
- مش عاوز أرجع مصر...إيه رأيك نقعد
أسبوع كمان ".

وضعت آخر قطعة ملابس ثم أغلقت الحقيبة
بعنف لترد عليه :
- مستحيل...حبيبي انا اصلا بستنى اللحظة
اللي هودع فيها الجزيرة دي و بدعي إننا منرجعش
هنا ثاني...

إتكأ سيف على ذراعه متسائلا :
- بالعكس المكان هنا حلو اوي... هادي و مفهوش
زحمة و ناس كثير".

سيلين تعلم أن سيف يحب هذا المكان
كثيرا لأنه بعيد عن عائلته التي لطالما أذته
و أنه يريد قضاء ما تبقى من حياته هنا
معها لتتنهد بأسف عليه و هي تجلس
بجواره قائلة :
- على فكرة أنا عارفة إنت ليه بتحب المكان
داه...بس مينفعش نقضي حياتنا كده لوحدنا
و بعيد عن الناس...

وضع سيف رأسه فوق ساقيها ثم دفن وجهه
في بطنها مغمغما بأسى :
- و إيه فايدة الناس في حياتنا... أنا مشفتش
منهم غير الأذية ".

أومأت برأسها بإيجاب و كأنه يراها مجيبة :
-بص أناعندي فكرة حلوة أوي...بخصوص
عيلتك... أنا عارفة إنهم أذوك كثير و إنت
مش قادر تعملهم حاجة عشان جدك دايما
بيمنعك و كمان مش عاوز توسخ إيدك بدم
أهلك رغم إنك قادر في ثانية واحدة إنك
تمحيهم كلهم من على وش الدنيا كلهم...

تراجع سيف إلى الخلف مقطبا جبينه باستفهام
و قد جذب إنتباهه حديثها ليستفسرها مطالبا
بتوضيح أكثر :
- سامعك يلا ".

إبتسمت سيلين ثم بدأت تسرد له خطتها قائلة :
- بص يا سيدي أهم خطوة هي إنك تراقبهم كلهم
و تعرف كل أسرارهم اللي مخبينها عن بعض
عشان تستخدمها ضدهم بس من غير ما تبين نفسك في الصورة.. إنت كل اللي عليك تخطط و هما ينفذو
باختصار هما بإيديهم اللي هيدمروا بعض
مثلا شوف يمكن واحد منهم بيخون مراته مع
السكرتيرة بتاعته زي ما بيعملوا في الأفلام
او متجوزها عرفي...توقفت عن الحديث و هي
تمط بشفتيها ممثلة الأسف قبل أن تستأنف
ثرثرتها من جديد : حرام مراته لازم تعرف
شوف كمان يمكن طنط إلهام زي ما كانت بتسرق
الصفقات من شركتك اكيد بردو بتعمل كده
في شركة جوزها...إنت راقبهم بس و هتعرف
كل أسرارهم.. أنا متأكدة أنهم مخبيين بلاوي...

فغر سيف فاه بصدمة من كلامها...بينما لا تزال عيناه
مثبتتان عليها لا تكاد ترمشان رافضا تصديق أن من
تقول هذا هي نفسها سيلين التي يعرفها...إستفاق
من ذهوله بسرعة ليستقيم في جلسته مرددا
أمام وجهها :
- إنتي فكرتي في الخطة دي إمتى؟

إبتسمت له بفخر قائلة :
- من المسلسلات يا روحي...

تراجع إلى الخلف مهمهما بصوت عال :
- مممم ماشي على العموم...فكرتك حلوة
بس حاسس إنها خطة عيال...

ضحكت سيلين على شكله الظريف و هو يفرك
ذقنه مقلبا عينيه بامتعاض قبل أن تفسر له
بغية إقناعه :
- طب معلش جرب إنت بس أسبوع واحد و لو منفعشتش خلاص إلغي الفكرة كلها...أظن إن إنت مش هتخسر حاجة ".

إمتدت يداه ليتلقط ملابسه التي إختارتها له
ليأخذها معه نحو الحمام معترفا في نفس الوقت :
- معاكي حق.. مش هخسر حاجة...و كبرتي
يا سولي و بقيتي تعرفي تخططي ".

غاب عدة دقائق تمكنت خلالهم سيلين من الانتهاء
من ترتيب الحقائب ثم جرتهم بصعوبة نحو الباب
و نظمت الغرفة و أغلقت الشرفة و الستائر
ثم توجهت نحو التسريحة لتلملم خصلات
شعرها و تربطهم على هيأة ذيل حصان كما
أضافت بعضا من ملمع الشفاه على شفتيها بعد
أن تعمدت عدم وضع مساحيق التجميل على
وجهها حتى لا تضايق سيف...

إلتفتت نحوه بعد أن سمعت صوت باب الحمام
يفتح لتتوجه نحوه مباشرة لتعطيه المعطف
و تساعده على إرتداءه قائلة بخبث فغايتها
هي إستفزازه فقط :
- ماما وحشتني اوي...و ياسين كمان وحشني
جدا القرد.... ياترى أخباره إيه؟؟

و بالفعل كما توقعت.. أمسك سيف يدها التي
كانت تضعها على كتفيه بقوة ليجعلها تسير حتى
أصبحت أمامه... إندهشت سيلين و رمقته بقلق
عندما قابلها وجهه الغاضب و عيناه اللتين
أضحتا جمرتين مشتعلتين قبل أن يأتيها صوته
الحاد محذرا :
- متخلينيش أغير رأيي و أحبسك هنا بقية
عمرك ".

ضمت شفتيها حتى لا تنفجر ضحكا رغم
خوفها من مظهره الغاضب لكنها لم تدر
لما شعرت بالأمان الشديد بوجوده معها
لتكمل تمثيلها قائلة :
- بس هما فعلا وحشوني...ماما و ياسين
و طنط سميرة و....كلاوس".

صرخت بألم عندما شعرت بيدها تكاد
تتفتت بسبب قبضته التي إشتدت على
يدها لتهتف بنبرة مرتفعة حتى توقف
جنونه :
- بهزر و الله...سيف عشان خاطري إهدأ".

أغمضت عينيها عندما إرتطمت بصدره
لكنه أمرها :
- إفتحي عنيكي و بصيلي ".

كانت ستتحدث لكنه وضع إبهامه على
شفتيها ليمنعها قائلا بأنفاس عالية من
فرط إنفعاله فهي أوقدت نار غضبه
بعد نطقها لإسم كلاوس :
- ششش....أنا عارف إنك كنتي عاوزة
تستفزيني بس ياريت تكون آخر مرة
عشان أي إسم راجل هتنطقيه على لسانك
أنا.... هقتله...إنت تحبيني أنا و بس و تفكري
فيا لوحدي أي حد ثاني تنسيه خالص مفهوم ".

تحدثت محاولة تهدأته :
- حاضر أنا بس كنت بهزر".
اجابها بغيرة واضحة :
- هزري في أي حاجة ثانية إلا دي...

خيرت الصمت لأنها تعلم جيدا أن أي حجة
ستقدمها له لن يقتنع بها... لا يهمه إن كان
ياسين طفل صغير أو أن كلاوس هو حارسه
الخاص... تجزم أن المسكين لا يعرف حتى ملامحها
جيدا و يميزها من صوتها فقط هو و باقي الحرس
في القصر...كيف ستفسر لرجل يغار حتى من والدتها
التي أنجبتها، تنهدت و هي ترفع رأسها نحوه لتجده
مازال ينظر لها بملامح حادة لتبتسم رغما عنها
في محاولة أخيرة لتهدأته..حاوطت خصره بذراعيها
لتندس في أحضانه ممرغة وجهها في صدره
كقطة صغيرة و هي تغمغم بدلال :
- أنا بحبك اوي...

بقيت عدة لحظات تترقب إحتضانه لها حتى
شعرت بيديه تربتان على كتفيها لتغمض عينيها
باستمتاع بينما إرتسمت على شفتيها إبتسامة
إرتياح...فجأة علا صوت هاتفه ليقطع إنسجامهما
لتتراجع سيلين للخلف مبتعدة عنه لكنه رفض
محتفضا بها بين يديه ثم سار بها نحو الحافة من الفراش ليأخذ هاتفه...
نظر نحو الشاشة برهة من الزمن قبل أن يتمتم
دون أن يجيب عليه :
-داه كابتن الطيارة بيتصل عشان إتأخرنا ".

-طب يلا خلينا نمشي أنا جهزت كل حاجة .
هتفت سيلين تحثه على المغادرة خوفا
من أن يغير رأيه بسبب مشاكستها له و
هي تخفي رغبتها في الضحك ...

ليلا و بعد ساعات طويلة....

توقفت سيارة سيف أمام مدخل الفيلا
ليترجل منها سيف و هو يحمل سيلين التي
غفت من شدة تعبها...
دلف للداخل متجها نحو جناحهما ليضعها على
الفراش ثم غير لها ملابسها حتى تستطيع النوم
براحة قبل أن يدلف هو أيضا إلى غرفة الملابس
ليغير ثيابه و يعود ليتمدد بجانبها....

في الصباح إستيقظت سيلين قبله...إحتاجت
عدة دقائق قبل تستوعب انها قد عادت اخيرا
لمصر..قفزت من سريرها و هي تشعر بالسعادة
تغمر قلبها فأخيرا ستسطيع رؤية والدتها التي
إشتاقت لها كثيرا...
ضمت شفتيها فجأة بتذمر بعد أن تذكرت وجود
سيف بجانبها و الذي بالتأكيد سيغضب
كثيرا منها إذا إستيقظ و لم يجدها بجانبها...
تأففت من غيرته المزعجة التي فاقت كل
الحدود ليته فقط كان رجلا طبيعيا كسائر
الرجال...
عادت لتجلس على الفراش بجانبه و تبدأ
في إيقاضه بهدوء لكنها قبل أن تضع يدها
على كتفه ترددت قليلا و هي تدير عيناها
بأرجاء الغرفة بحثا عن شيئ ما...

ففي كل صباح هو يوقضها بطريقة رومنسية
لأنه في أغلب الأحيان يستيقظ قبلها...عبست
بعد أن فشلت في إيجاد أي ورود لتلتجأ للخطة
البديلة.

راقصت حاجبيها و هي تبتسم بخبث لطيف
لتتحرك بكل هدوء نحو الحمام حتى لا توقضه
إستحمت ثم فتحت الباب ببطئ و هي تخرج
رأسها حتى تتأكد من أن سيف لايزال نائما...
سارت على أطراف أصابعها نحو غرفة الملابس
لتختار أكثر ثوب مغر لديها و هو عبارة عن فستان
أسود اللون أبرز لون بشرتها الأبيض و بحمالتين رفيعتين، ضيق و قصير حتى أن سيلين شعرت
بالخجل من الظهور به أمام سيف لكنها أقنعت
نفسها بأنه زوجها و ان من حقه رأيتها بهذه
الملابس المغرية...
رمت المنشفة بعد أن تأكدت من تنشيف شعرها
جيدا و قد ساعدها في ذلك حرارة الغرفة..
توجهت نحو التسريحة لتملأ وجهها بمساحيق
التجميل حيث وضعت كحلا أسودا أعطى لعينيها
الزرقاء نظرة جريئة و زينت شفتيها بلون أحمر
داكنا ثم رشت عطرها ببذخ حتى سعلت...

وضعت القارورة أمامها ثم إلتفتت نحو الفراش
حيث كان سيف لا يزال نائما يبدو أنه تعب كثيرا
ليلة البارحة لهذا تأخر في النهوض فهو من عادته
الاستيقاظ باكرا حتى لا تفوته صلاة الفجر ثم
يتدرب لساعة كاملة و أحيانا أكثر و بعدها يعود إلى الجناح حتى يستحم و يوقظ سيلين
لتحضر لهما طعام الإفطار فهي وعدته بذلك
و كم كانت تلك المهمة صعبة...لذلك إلتجأ
لإعتماد الطرق الرومنسية 😏....و قد نجحت معه
دائما....

- اووف مش لاقية حتى وردة بلاستيك في الاوضة
دي ". تمتمت و هي تتحرك نحوه لتجلس
أمامه و تبدأ في إيقاضه برقة....

- سيفو...حبيبي...يلا قوم وحشتني...".

غمغم سيف بنعاس و هو يرفع ذراعه
ليسحبها نحوه :
- إنت إيه اللي قومك من جنبي تعالي ...

تحركت سيلين حتى تمنعه لكنها لم تستطع
لتجد نفسها ملتصقة به تحت الغطاء...تحركت
بتذمر و هي تتذكر فستانها الذي سيفسد
- إنت بتعمل إيه؟ سيبني انا مش عاوزة
أرجع أنام...

أرخي يده قليلا ثم أدخل يده الأخرى تحتها
و شبكهما معها رافعا بجسدها إلى الأعلى قليلا
حتى أصبحت فوقه قبل أن يفتح عينيه
قائلا بشكوى :
- بس أنا عاوز انام...أصلي تعبان أوي و راحتي
في قربك ".

ضحكت و هي تقبله على شفتيه بقوة متعمدة
ترك احمر شفاهها عليهما لتصطبغ شفاهه قليلا
ليقهقه سيف بعد أن فهم ما فعلته و بحركة
خفيفة منها إنقلب بها لتصبح تحته، إستند
على مرفقيه على الفراش على جانبي جسدها ...
مما جعل سيلين تتوقف عن الضحك و تنظر له
بترقب و هو يحرك حاجبيه بخبث قائلا :
- وقعتي يا قطة".

بادلته نظرات جريئة و هي تجيبه مركزة
بنظرها على شفتيه :
- أحلى وقعة ".

بهت سيف من كلامها رغم انه بدأ يتعود قليلا على
جرأتها و قد أعجبه ذلك كثيرا.. أخفض بصره
قليلا نحو فستانها ثم أردف بإعجاب :
- مممم داه إحنا جاهزين كمان ".

شهقت سيلين و توسعت عيناها بعد أن فهمت
مقصده لتحرك رأسها برفض قائلة بارتباك
و هي تبحث عن حجة ملائمة :
- لالا...أنا... انا جعانة.... أيوا يلا خلينا ننزل
عشان نفطر مع بعض تحت".

إبتسم سيف عليها فهو يعلم بأنها قد إستيقظت
باكرا حتى تتجهز للنزول لترى والدتها التي
إشتاقت لها كثيرا و يعلم أيضا أنها قد تعمدت
إرتداء هذه الملابس الجميلة لإرضاءه
فهي تخاف أن يغضب منها بسبب غيرته
المفرطة...لكن الشيئ الوحيد الذي
لازال يشغل باله و يقلقه كثيرا هو جهله
إن كانت تحبه بصدق أم لازالت مجبرة عليه
لذلك تسايره و توهمه بأنها سعيدة معه
و حتى لو فعلت ذلك أليست هذه هي غايته
الوحيدة أن تبقى معه؟ إذن لما يهتم..
لكنه يريدها عن طواعية و ليس رغما عنها ..

تنهد بضيق بسبب تلك الفكرة المقيته
و تجهمت ملامحه لتموت تلك اللمعة التي
كانت تشع في عينيه منذ قليل ...
إنقلب ليتمدد على ظهره غير منتبه لسيلين
التي شعرت بتبدل حالته لتستند على صدره
تسأله :
- حبيبي إنت كويس...أنا كنت بهزر معاك
مش جعانة و لا حاجة.. هرجع أنام المهم متزعلش
مني".

كلماتها الرقيقة عوض أن تواسيه زادت من
إشتعال ناره بداخله لتؤكد له جميع إفتراضاته
التي بدأت تتغلغل داخل تفكيره.. رمقها بنظرة
غير مفهومة دون أن يجيبها ليميل نحوها قليلا
و يبعد خصلات شعرها التي نزلت على
وجهها هامسا بتردد لا يعرف كيف يصف
إحساسه في تلك اللحظة فقد كان شعورا
يشبه الخوف أو الترقب...
- إنت بتحبيني بجد؟؟

لم تصدق سيلين نظرات الضياع التي
لمحتها داخل مقلتيه و رغم سؤاله الغريب
الذي طرحه عليها إلا أنها أصبحت تعلم
ما يفكر به كفاية....
أخذت نفسا طويلا ثم نفثته بهدوء
قبل أن تردف بصوت رقيق :
- قلبك بيقلك إيه؟؟

لاحت شبه إبتسامة على شفتيه من إجابتها
فمنذ متى تعلمت هذه الإجابات العميقة
و هي التي لم تكن تستطيع تركيب جملة
صحيحة قبل شهر من الان...نفى تلك
الأفكار الثانوية من رأسه ليجيبها مركزا
على زرقاوتيها اللامعتين اللتين
كأنتا ترمقانه بحب جعل تفكيره يتشوش :
-مش عارف...مش بثق في قلبي كثير عشان
عارف إنه مش هيدلني على الحقيقة...

أفلتت منها ضحكة ناعمة قبل أن تهتف
بما جعله لوهلة يعتقد أنها قرأت أفكاره :
- أنا عارفة قلبك بيقلك إيه...بيقلك إني
بحبك و بموت فيك بجد و إني بحاول بكل جهدي
إني خليك تثق فيا و تبطل تخاف و تشك
إني ممكن أتخلي عنك في يوم...صدقه...
صدقه يا سيف عشان ترتاح و تشيل الأفكار
اللي ملهاش لازمة دي...لو كنت بمثل عليك
كنت كشفتني من أول مرة و إلا إنت فقدت
قدراتك يا شبح؟ ...مش إسمك الشبح بردو ".

أجابها بكل هدوء :
- أه...الشبح اللي بيقدر بسهولة يعرف اللي
قدامه بيفكر في إيه؟؟

ردت عليه بنبرة شبه ساخرة مشككة
في حديثه :
- ممم و لما إنت كده.. ليه مش قادر تعرف
إذا كنت بحبك بجد و إلا بمثل عليك".

أصدرت شهقة خافتة عندما دفعها بلطف
لتصبح تحته كما كانت منذ قليل...بينما إسودت
عيناه بنظرة تعرفها جيدا و هو يقول لها :
- عشان إنت مش قدامي.. إنت جوايا و في
قلبي".

لم يتركها لتجيبه حتى بل وجدت نفسها
في خلال لحظات بين يديه في عالم آخر
مليئ بالعشق الخالص....

منتصف النهار.....

كانت سيلين تنزل الدرج و سيف وراءها
و الذي كان يضحك باستمتاع على تذمرها:
-ينفع كدا جيت عشان أفوقك...خلتني أرجع
أنام ثاني".

أسرع سيف نازلا عدة درجات ليلتقطها
بخفة رافعا جسدها الصغير بذراعيه
القويتين إلى الأعلى لتصرخ سيلين بذعر :
- يا مجنون..هتوقعني".

تعالت ضحكاته و هو يتلقفها من جديد
و يكمل سيره نحو طاولة الطعام حيث
كانت والدته سميرة و عمته هدى تنتظرانهم
لتناول طعام الإفطار..

وضعها على الأرض ثم إحتضن والدته و قبل
يدها هامسا في أذنها :
- وحشتيني أوي".

سميرة بحنو : و إنت كمان يا حبيبي...مبسوطة
اوي عشان شفتك النهاردة".

أما سيلين فقد شعرت أن روحها قد عادت
إليها عندما رأت أمامها والدتها بصحة جيدة
و تبتسم لها لتندفع نحوها تقبلها بلهفة و حب
- إزيك يا قلبي عاملة إيه.. طمنيني عليكي
إنت كويسة... ".

ضحكت هدى على طفلتها التي كانت تتشبث
بها بقوة و تجذبها نحوها لتطمئنها حتى تتوقف :
- ما أنا أهو قدامك زي الفل.. الحمد لله".

غمغمت سيلين و هي تمرغ وجهها في صدر والدتها
رافضة الإبتعاد عنها هامسة بصوت باكي و هي
تتذكر محاولات سيف لإبعادها عنها :
- لا أنا هجيبلك الدكتور عشان أطمن عليكي
أكثر".
أبعدتها هدى عنها ثم أحاطت وجهها بيديها
مقبلة جبينها برفق قبل أن تقول لها مطمئنة إياها
أنها بخير و لا تحتاج لشيئ :
- مفيش داعي يا قلبي... أنأ كويسة متقلقيش
عليا...خليني أسلم على سيف".

تنحت لترحب بسيف الذي كان يرمق سيلين
بغيرة لم يستطع إخفاءها :
- حمد الله على السلامة يا حبيبي...يارب
تكونوا إنبسطوا في رحلتكوا".

إنحنى سيف برأسه قليلا ليقبل يدها كما فعل
مع والدته ثم إستأنف حديثه :
- شكرا يا طنط.. أه جدا اول مرة أتبسط في
حياتي كده".

إبتسمت هدى له و هي تتمتم بدعاء بينما
كانوا يتجهون نحو طاولة الطعام...
جلسوا و بدأوا يتناولون الفطور بينما إكتفى
سيف بشرب فنجان قهوة...كان يراقب بغضب
مكتوم زوجته التي كانت لا تزال متمسكة
بوالدتها و كأنها طفلة صغيرة و قد ضايقه
ذلك كثيرا فتلك القبلات و الاحضان و المشاعر
الفياضة التي وهبتها لها من حقه هو فقط
ترشف قهوته بصمت و عيناه لا تحيدان عنها
يفكر في طريقة لإبعادها عنها او تذكيرها
بحديثها بأنها سوف تحبه هو فقط...حتى
سألته والدته عن آدم لتتجهم ملامحه و تظلم
عينيه بغضب حارق فتلك كانت القطرة التي
أفاضت كأس صبره ليهدر بحدة:
- مشمش عاوز حد يجيب سيرة الكلب داه
قدامي ...لولا خوفي من ربنا كنت قتلته من
زمان...

سميرة باصرار فهي كانت تريد معرفة إن
كان إبنها له علاقة باختفاء آدم فجأة :
- بس جدك عاوز...

إنتفضت بفزع عندما هوى سيف بقبضته
على الطاولة مقاطعا إياها هاتفا بحدة :
- خلاص يا أمي قفلي السيرة دي و آخر
مرة اسمع فيها الموضوع داه في بيتي....

إستقام من مكانه بغضب رامقا سيلين بنظرات
حارقة و كأنها قتلت له عزيزا عليها لدرجة أن
هدى إستغربت و نظرت لها لتسألها بعينيها
مالذي يجري لكن كيف ستجيبها المسكينة و هي
نفسها لا تعلم مابه...
نظروا في أثره و هو يتجه نحو الأعلى لتتأفف
سميرة و تغادر الطاولة هي أيضا بعد أن رمقتهم
باشمئزاز كعادتها...لم تهتم بها هدى بل سألت
إبنتها هامسة لها :
- إنت مزعلة جوزك يا سيلين؟؟

سيلين بنفي:
- لا ياماما ما أنا قدامك معملتش حاجة و نزلنا
و إحنا مبسوطين... بس هو إتضايق لما طنط
سميرة سألته آدم أصله بيكرهه اوي ".

سميرة بقلق : ربنا يستر... طب يلا روحي وراه
شوفي ماله".

مطت سيلين شفتيها بملل لأنها كانت تعلم
أن سيف غاضب منها بسبب تعلقها بوالدتها
لكنها لم تخبرها...ضحكت بداخلها باستهزاء
و هي تتخيل أن ردة فعل هدى عندما تعلم
أن زوج إبنتها مهوس بها و يغار عليها حتى منها....

وضعت المنشفة على الطاولة ثم إستقامت من
مكانها لتلحق به...صعدت الدرج و هي تفكر
كيف ستكون ردة فعله عندما يراها أمامه
من المؤكد أنه سيأنبها و يذكرها بوعدها
له عندما كانوا في الجزيرة...
في قرارة نفسها تعلم أنها ليست مخطأة فتلك
والدتها و من الطبيعي أن يشتاق أي شخص
لمن يحبهم....لما يجب عليها هي فقط أن تتنازل
لما لا يحاول هو الإصلاح من نفسه لأجلها
أخذت نفسا عميقا و هي تفتح باب الجناح
و تدلف باحثة عنه لتجده يقف في الشرفة
واضعا يديه في جيوب بنطاله...

في تلك اللحظة إبتسمت سيلين متناسية
كل غضبها منه و هي تشعر بقلبها يقفز داخل
أضلعها من شدة فرحتها برؤيته أمامها لتعترف للمرة الالف أنها تهيم عشقا بهذا الرجل بكل عيوبه و سيئاته......تشعر بنفسها إلا و هي تسارع نحوه
لتحتضنه من الخلف مقبلة ظهره عدة مرات
تفاجأت به ينفضها عنه و يستدير نحوها
مردفا بوجه مسود من شدة الغضب :
- إيه اللي جابك دلوقتي... كنتي قعدتي
في حضن مامتك اللي وحشاكي... روحيلها يلا
انا مش محتاجك جنبي مش محتاج حد ".

توقف عن الحديث و هو يتنفس بصوت مرتفع
بينما كان صدره يعلو و يهبط من شدة إنفعاله
دفعها بقوة من كتفها بعد أن جن جنونه
بغية طردها من الغرفة :

- يلا غوري مش طايق أشوف وشك قدامي
برا.... برااااا.. كلكوا كذابين زي بعض...

حاولت سيلين التكلم و قول أي شيئ لتهدأه
لكنها لم تستطع لأنه لم يسمح لها..فكل همه
هو كان التخلص منها شعرت سيلين بالذعر
من مظهره الغاضب و من تغيره المفاجئ
لتقرر المغادرة و العودة لاحقا لكنها.....



يتبع ♥️💙💙💙

继续阅读

You'll Also Like

193K 9.3K 39
ماذا لو قررت عائلتك تزويجك و انتِ فتاة لم تتم بعد عقدها الثانى و كل ذلك بسبب تصرفاتك الطائشة من وجهه نظرهم!!! هل ستخنعين لهم أم ستبدئين فى تنفيذ خطة...
1.2M 93.1K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
7.2K 513 18
چان: كيف سيعقبنا الله وانتي زوجتي. كانت كالصعقه لرقيه صُدمت كثيرا كيف انا زوجته هل كان يضحك عليها كل هذه المده! آذن والورق التي مضت عليه من اجل الع...
4.3K 190 10
حواديت متنوعة بقلم/ نانسي أشرف ♥️