هوس من اول نظرة (الجزء الأول...

Von Yasminaaaziz

356K 8.3K 291

إستقام سيف من مكانه و قد تحولت ملامح وجهه مائة و ثمانون درجة مما جعل الحاضرين يرمقونه بخوف و ترقب..رفع قدمه... Mehr

الفصل الأول
الفصل الثاني
الشخصيات
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل الثامن الجزء الثاني
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
ملاحظة مهمة جدا
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء2)
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس و العشرون
الفصل السادس و العشرون
الفصل السابع و العشرون
الفصل التاسع و العشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الأول (الجزء٢)
الفصل الثاني (الجزء٢)
الفصل الثالث(الجزء٢)
الفصل الرابع (الجزء٢)
الفصل الخامس(الجزء٢)
الفصل السادس (الجزء٢)
الفصل السابع (الجزء٢)
الفصل الثامن
الفصل التاسع (الجزء٢
الفصل العاشر (الجزء٢)
الفصل الحادي عشر(الحزء٢
الفصل الثاني عشر (الجزء٢)
الفصل الثالث عشر(الجزء٢)
الفصل الرابع عشر(الجزء٢
الفصل الخامس عشر(الجزء٢
الفصل السادس عشر (الجزء٢
الفصل السابع عشر(الجزء٢)
الفصل الثامن عشر(الجزء٢)
الفصل التاسع عشر(الفصل ٢)
الفصل العشرون (الجزء٢)
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون (الجزء٢)
الفصل الرابع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الخامس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السادس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السابع و العشرون (الجزء ٢)
الفصل الثامن و العشرون (الجزء ٢)
الفصل التاسع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثاني و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثالث و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الرابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الخامس و الثلاثون
الفصل السادس و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل السابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثامن و الثلاثون (الاخير)

الفصل الثامن و العشرون

4.4K 115 2
Von Yasminaaaziz

الفصل الثامن و العشرون من رواية هوس من أول نظرة

توقفت السيارة التي كانت تقل فريد  أروى في
حديقة القصر لتنزل ملكة الشغب و هي تدير
رأسها في أرجاء الحديقة قائلة و هي تضم
معطفها الفاخر المصنوع من الفرو  نحو رقبتها :
-أروى رجعت من ثاني يا اللي كنتي فاكرة
هتاخذي مكاني...

إحتضنها فريد من الخلف و هو يضحك على
جنونها مردفا :
-و مين دي اللي تتجرأ و تفكر تاخذ مكانك؟؟

أجابته و هي تتصنع الجدية :
- دول كثير أوي و أولهم الصفراء اللي قاعدة  فوق دي...انا راجعالها و مستحلفالها و من النهاردة
هتشوف مني  نيو فايس...و نيو لوك كمان....

فريد من بين ضحكاته :
-يا جامد إنت في الانجليزي... خطيرة ياروحي...

رفعت أروى حاجبها قائلة :
-بتتريق حضرتك...أنا بس بقيت بغلط
في شوية كلمات عشان اليونانيين الهبل
بوزولي النطق بتاعي....أنا بس مش فاهمة
هما و الانجليز ولاد عم طب إزاي ميعرفوش
يتكلموا إنجليزي....

أجابها فريد يريد مسايرتها فقط فهي قد
تشاجرت معه اكثر من مرة عندما كانا في
اليونان عندما لم يكن يتحاور معها في مواضيعها
التافهة :
-عشان الدولتين بعاد عن بعض ".

أروى بسخرية :يا سلام هيكونوا أبعد مننا".

سار بها فريد نحو الداخل و هو يجيبها :
-حبيبتي مصر دي ام الدنيا يعني إحنا
عندنا القدرة إننا نتعلم  كل اللغات و كل
اللهجات ".

قطع حديثه هانيا التي كانت تنزل الدرج
َو هي تحمل الصغيرة بين يديها و التي ما
إن رأتهما حتى بدأت  بإصدار أصوات طفولية
و تتحدث بكلمات مبعثرة تريد أن تنزل
على الأرض لكن هانيا لم تتركها بل تقدمت
بها لتعطيها لفريد الذي هتف بحنو:
-حبيبة بابي... وحشتيني...

قبلها بلهفة شديدة بينما يستمع لكلام هانيا
التي رحبت به :
حمدالله على السلامة يا باشا...

فريد دون مبالاة :شكرا.. أمال فين باقي
العيلة؟؟

هانيا و هي تتصنع الرقة :
-سناء هانم و إلهام هانم راحو أتليه المصمم
بسام الخوري...و الآنسة إنجي راحت كليتها...

تقدمت أروى و هي ترمقها بنظرات كارهة
ثم حملت لجين من يدي فريد قائلة بمزاح:
-بطتي الصغيرة عاملة إيه واحساااااني....

قبلتها بقوة من وجنتها الوردية المكتنزة
حتى اصدرت صوتا عاليا لتتعالي ضحكات
الصغيرة السعيدة و هي تلف ذراعيها القطنيتين
حول عنق أروى التي رفعت حاجبيها مرات
متتالية لتغيض زوجها لأن الصغيرة تمسكت
بها هي أكثر منه....ليضحك الاخر و هو يعانقهما
متنهدا بحرارة داعيا الله في سره أن لا يضيقه
طعم الفقد مرة أخرى...

ضمته أروى نحوها أكثر مردفة بصوت عال :
-خلينا نطلع أوضتنا يا حبيبي..أصلي تعبانة
اوي من السفر....

لاحظ فريد نظراتها المصوبة نحو هانيا
و التي كانت تقف و تنظر لهما ببلاهة و كأنها
لأول مرة في حياتها ترى زوجين يتعانقان...

ليعلم أنها تتدعي التقرب منه حتى تغيضها
لايدري هل ينزعج من مجنونته الصغيرة لأنها
لا تثق به و بحبه لها الذي بدأ يكبر و ينمو مع
مرور الايام و تضنه قادرا على رؤية غيرها
و هي التي بدأت تشغل العقل و الفؤاد سويا
و لا مكان لأمرأة غيرها أم يفرح لشعورها بالغيرة
عليه و إستعداداها للدفاع عن حقها فيه و ما الغيرة
سوى أحد أوجه الحب...

إبتسم بخبث و هو يخلص نفسه من ذراع أروي
التي كانت تطبق عليه و كأنه سيهرب ليوجه
حديثه نحو هانيا و هو يهديها إبتسامة من
إبتساماته الجميلة مما جعل أروى ترغب في
قتله في تلك اللحظة :
-ميس هانيا...ممكن ترتبي هدايا لوجي في
اوضتها...و في كيس لونه ازرق داه هدية ليكي
إنت ".

هانيا بسعادة :
-اوف كورس مستر فريد...و شكرا جدا لحضرتك
مكانش في داعي تتعب نفسك".

تابعتهما أروى التي كانت تحمل لجين و هي
تكز على أسنانها من فرط الغيظ قبل أن تهتف
بسخرية :
-ما أجبلكوا خيمة و إثنين لمون أحسن أصل
الشجرة متنفعش في الحالات دي ".

قظم فريد شفته السفلى ليمنع نفسه عن
الضحك بينما عيناه كأنتا مصوبتان عن تلك
التي غادرت من أمامه بخطوان غاضبة
و هي تدمدم بعدة شتائم.....
لحقها مسرعا غير مهتم بتلك التي لوت شفتيها
بالابتسامة خبيثة بينما إلتمعت عيناها بوميض
الغدر و هي تتوعد بداخلها بالوصول لهدفها مهما
كلفها الأمر.....

فتح فريد باب الجناح لتدلف شعلته الغاصبة
و هي ترسم على وجهها تعابير اللامبالاة...
تابعها بعيون شغوفة لكل تفصيلة صغيرة
منها و هي تضع لجين فوق الفراش ثم
نزعت معطفها و رمته بجانبها لتزحف نحوهه
لجين و بدأت تتلمس فروه الناعم باستمتاع.....

إرتمي فوق المعطف و هو يجذب
لجين نحوه و يقبلها ثم يبدأ في ملاعبتها
بينما كانت أروى تقف أمامهما تنتظر وقوفه
لتأخذ معطفها...تعمد تجاهلها لتنفجر فيه
قائلة :
-إنت جيت ليه؟ كنت قعدت تحت ساعدت
الهانم عشان تفتح الهدية بتاعتها ".

فريد بخبث:
-متقلقيش هتقدر تفتحها لوحدها....

خطفت الوسادة من فوق السرير لتضربه
بها هاتفة بحنق :
- أقسم بالله بارد...بمناسبة إيه تديلها هدية
ها....داه انا و أنا مراتك قعدت ثلاث شهور
مشفتش منك صباع روج...  تقليد....تقوم جايب للست هانيا هدية... و من اليونان....

فريد و هو يضع الوسادة جانبا :
-يا حبيبتي....دي مربية لوجي يعني  زي
مامتها الثانية مش حلوة نجيب هدايا
للعيلة كلها و هي لا.... حرام دي مسكينة
انا مش عارف بتكرهيها ليه؟؟

أروى بردح و هي تضع يديها في خصرها :
-نعااام... بكرهها ليه؟؟ يعني عاوز تقلي
إنك يا حرام بريئ و مالاحظتش بصاتها
الغريبة ناحيتك...

إستقامت في وقفتها و هي ترمقه بنظرات
قلقة ليلاحظ فريد ترددها و ضعفها ليأنب
نفسه على التلاعب بمشاعرها الفتية التي
بدأت تتشكل داخل قلبها ليأتي هو يلجمها
ليتجلس مكانه ثم يجذبها نحوه مجلسا
إياها على ساقيه قائلا :
-إنت هبلة....هانيا مين دي اللي تغيري منها
انا بس بشفق عليها البنت من عيلة فقيرة
و يتيمة  بتساعد أخواتها عشان يكملوا تعليمهم
و لو لاحظت عليها حاجة مش كويسة
هديها قرشين حلوين و امشيها....انا بس
كنت بهزر معاكي عشان اجرب غيرتك
شوية....ووعد مني مش هعمل كده ثاني..
بس متزعليش....

هنا لم تستطع أروى الصمود اكثر لتغطي
وجهها بعينيها و تنفجر بالبكاء...
إرتجف قلبه داخل أضلعه و هو يراها بهذه
الحالة بسببه ليحاول إزالة يديها هامسا
بحنو:
-حبيبتي و الله بهزر...انا دلوقتي حالا هنزل
امشيها بس متزعليش...

لم يطل ردها عليه لتطوق  عنقه بيديها
و هي تجهش بالبكاء قائلة بصوت متقطع:
-أهلي... وحشوني.. اوي ".

تنهد فريد بارتياح وهو يمسح على ظهرها
بحنان قائلا :
-طب كفاية عياط عشان لوجي بدأت تخاف...
و اللي إنت عاوزاه هيحصل إن شاء الله".

إبتعدت عنه و هي تمسح وجهها بعنف
ثم إلتفتت نحو لجين التي كانت تمسك
بكم المعطف و  تحاول سحبه من تحت
فريد لتضحك أروى من بين دموعها و يشاركها
فريد الذي ضمها نحوه بحماية و هو يهمس
في أذنها قائلا :
-آخر مرة أشوفك بتعيطي إتفقنا...

أومأت له و هي تقبل كتفه بامتنان ليكمل هو
بشقاوة :
-أنا ميرضينيش شهر عسلنا ينتهي بالشكل
داه...

نظر نحو لجين ثم غمزها مكملا :
-لو مكانتش الدودة دي هنا...كنت نهيته
بشكل أحلى...

عانقته و هي تضحك بسعادة راجية أن تدوم
هذه الأيام الجميلة التي تعيشها...لبقية حياتها....

في أتلييه المصمم الشهير بسام خوري ...

كانت إلهام و إبنتها ندى و معهم سناء و
كذلك ميرفت والدة يارا كلهن يجلسن في صالون الاتلييه الفاخر بعد أن حجزه صالح لهم حتى ينتقوا منه ما يحلو لهم من فساتين و أحذية....

تقدمت يارا نحو منصة العرض تتبعها
العاملتين بالمحل و هما تمسكان بأطراف الفستان الضخم الذي كانت ترتديه حيث قامت بتجربة
أكثر من إثني عشر فستانا من إختيار حماتها
سناء التي أصرت على أن يكون الفستان
فخما و كثير التفاصيل حتى يليق بكنة عائلة
عزالدين الجديدة......

إبتسمت برضا و هي تنظر نحو ميرفت
قائلة بغرور :
-إيه رأيك في داه... Très chic....

أجابتها ميرفت بمدح :طبعا يا سناء هانم....
ذوقك تحفة مفيش شك في داه ".

لوت إلهام شفتيها بملل و هي تضع جهاز الايباد
من يديها و الذي كان يضم صور الفساتين
التي يحتويها المعرض... حتى أنها لم تبد رأيها
في أي فستان إرتدته يارا..فكل ما يشغلها هو
هذه المرأة الفاتنة و التي ستصبح جزءََ من
العائلة.. طبعا هي لم تكن تعني يارا.... بل
والدتها ميرفت عزمي زوجة المستشار ماجد
عزمي إمرأة في غاية الجمال و الأناقة من
يراها يظن أنها في بداية الثلاثين من عمرها و
ليس أما لفتاة على وشك الزواج....

تنهدت بضيق و هي تتذكر نظرات زوجها كامل
المعجبة بها و هو يقبل يدها كرجل نبيل بدل
إن يصافحها كما فعل شقيقه...ليس ذلك
فقط بل لم يخجل أيضا من مدح جمالها
أمام زوجها الذي إكتفى بتوزيع الابتسامات
كالابله و كأن من يتحدثون عنها ليست زوجته
و تخصه لوحده....
حركات عادية و مألوفة في المجتمعات الراقية
لكن إمرأة كإلهام لن ترضى ابدا أن تشغل
أنثى أخرى عقل زوجها و لو ليوم واحد....

سلطت أنظارها على سناء التي كانت تتحدث
مع المصمم الذي كان يمتدح بتملق أناقة ذوقها
لإختيارها ذلك الفستان المفضل له في مجموعته
الجديدة...و هي ترسم على وجهها أبشع إبتسامة
في العالم متمتمة بصوت منخفض :
-آسفة يا سوسو... بس مفيش قدامي حل غير داه...

أخفت ميرفت دهشتها و هي ترى فاتورة
الفستان الذي بلغت قيمته حوالي ثلاثمائة
ألف دولار...و الذي أدهشها أكثر ردة فعل سناء
العادية و التي إنشغلت من جديد باختيار
حذاء يتناسب مع الفستان...

لكن أفعى كإلهام لم يكن ليفتها هذا الأمر
حيث مالت نحو ميرفت لتهمس لها تتدعي
النصيحة :
-ثلاثمائة الف دولار... دول مبلغ عادي
سناء هانم بتصرفهم كل يوم على سفرياتها
و لبسها أصل جوزها أمين بيه...هو المدير
التنفيذي لشركات عزالدين... مدلعها آخر
حاجة....دي عندها مجوهرات بملايين...
و شنط و جزم...ثمنهم يساوي  ميزانية دولة
بحالها ".

إتسعت عينا ميرفت بإعجاب و هي ترمق
سناء بنظرات جانبية قبل أن تتمالك نفسها
قائلة :
-ربنا يخليهم لبعض...

إلهام و هي توسوس في أذنها كحية سامة :
-اه بس على رأي المثل... الحلو ميكملش".

ألقت ميرفت نظرة خاطفة على سناء التي
كانت مشغولة مع المصمم قبل أن تميل برأسها
من جديد تسألها بهمس:
-ليه بتقولي كده".

إلهام بحقد :
-أصل سناء دي بعيد عنك...طماعة اوي...
و جوزها المسكين غلب معاها مهما عمل مش
عاجب داه حتى عمي نصحه أكثر من مرة إنه
يطلقها و يريح دماغه بس رفض عشان
ولاده إكمنهم كبروا يعني و ميصحش
يبقى ابوهم مطلق أمهم في العمر داه..".

ميرفت باقتضاب و هي تبحث داخل عقلها
عن مبررات :
-باين إن سناء هانم من عيلة كبيرة عشان
كده عاوزة تحافظ على مستواها الاجتماعي
و داه مش غلط على فكرة".

اومأت لها ميرفت بتفهم رغم ملامح وجهها
التي كانت تدل على عدم توقعها لمثل هذه
الحقائق لكن ما يقال البيوت أسرار....

إنتبهت ميرفت لسناء التي كانت تحدثها
لتأخذ رأيها في إختيار التاج المناسب
للفستان بعد أن إختارت الحذاء بمفردها.....

-إيه رأيك يا ميرفت هانم....داه و إلا داه...
و إلا ناخذهم الاثنين ".

أجابتها الأخرى و هي تشير نحو يدها اليمنى
التي كانت تحمل بيها تاجا أضخم و اكبر :
-متهيألي داه حلو....

إبتسمت لها سناء بتكلف قائلة :
- تمام... يبقى ناخذ داه...

تقدمت يارا لتجلس بجانب والدتها بعد أن
إنتهت من إرتداء ملابسها و التي كانت حاضرة
جسدا بلا روح و كأنها تعودت على تنفيذ الأوامر فقط لترمقها سناء بنظرات
غير راضية و هي ترى ملابسها البسيطة
التي كانت ترتديها و المتكونة من كنزة
شتوية برقبة طويلة و بنطال جينز لكنها لم
تعلق...بل حولت نظرها نحو جهة الفساتين
قائلة :
-أنا من رأيي ناخذ كام فستان عشان يارا....
دي هتبقى حرم صالح عزالدين، و مينفعش
تخرج بالجينز كده ".

حمحمت ميرفت بحرج و هي توجه رسالة
خفية متوعدة لإبنتها العنيدة التي تشاجرت
معها قبل سويعات قليلة عندما إعترضت
على ملابسها التي إختارتها بلامبالاة
رغم أهمية هذا الموعد الذي يعتبر الأول
بين العائلتين طبعا إذا لم نحتسب يوم
الخطوبة...

تكلمت ميرفت مبررة :
-مفيش داعي يا سناء هانم...يارا بنتي عندها
فساتين كثيرة من دور ازياء عالمية في باريس
و روما بس هي كده بتحب البساطة لكن
داه اكيد هيتغير بعد الجواز متقلقيش ".

همست ندى و هي تميل إلى والدتها معلقة :
-دي ناقص تبوس إيديها و رجليها عشان
الجوازة دي تكمل...

إلهام بهمس :
-خليهم يفرحوا شوية....".

أشارت سناء نحو إحدى العاملات اللواتي
كن يقفن بالقرب منهن منتظرات أي طلبات
منهم لتردف بغرور :
-قولي لبسام بيه يبعثلي الكولكشن الجديد
بتاعه على إيميلي و انا هبقى أختار براحتي".

العاملة باحترام : اوكي ياهانم.....

أخفت إلهام سعادتها و هي ترى نظرات
ميرفت العدائية نحو سناء التي يبدو
أنها تريد عيش دور الحماة المتسلطة
التي تقوم بإختيار ما يخص زوجة إبنها
بنفسها خاصة مع إستسلام يارا الكامل لها
البلهاء لاتدري أنها بفعلتها قد خدمت خطة
الافعى  إلهام و أكدت أنها بالفعل إمرأة
طماعة و متكبرة....

بعد ساعة أخرى إنتهى الجميع من التبضع
و قامت كل من ندى ووالدتها من إختيار
فساتين مناسبة... ثم غادروا كل منهم لوجهته
بينما بقيت بقيت وسوسات إلهام ترن في
اذن ميرفت دون إنقطاع ".

في جنوب إفريقيا و تحديدا جوهانسبورغ......

  و أخيرا فتحت الجميلة النائمة عينيها
بعد أن قضت يومين كاملين نائمة تحت تأثير
المخدر... هزت رأسها و حركته يمينا و يسارا
تتفحص هذا المكان المظلم.
في بادئ الأمر
ظنت أنها في غرفتها لتبعد الغطاء عن جسدها
ثم تحركت بحذر نحو زر الإنارة حتى تضيئ
المكان لكنها لم تجده...

تحسست بيدها الجدار من جديد لكن  دون جدوى...
صرير الرياح في الخارج تحرك الأشجار و النوافذ
لتصدر أصواتا مرعبة خاصة في هذا الظلام الحالك.

همست بصوت منخفض تناديه لعله ينقذها
من هذا المكان الموحش كما تعودت أن تلجأ
إليه في جميع أزماتها :
-سيف... إنت فين؟ يا سيف.... سيييييف".

نطقت إسمه بصوت عال ثم تسارعت
خطواتها في كامل أرجاء الغرفة تبحث
عن منفذ لها و هي لاتزال لا تدري أين هي
أو ماذا يحصل حولها :يا ماماااااا

أطلقت صرخة مدوية حين تعثرت بقماش
الستائر لتقع أرضا لكنها ما لبثت أن إستقامت
من جديد على قدميها مكملة بحثها دون جدوى
و كأنها غرفة ملعونة لا أبواب و لا نوافذ و لا إنارة....

ضمت قدميها نحو صدرها و هي تلتف بالغطاء
بعد أن تعبت من كثرة البكاء و الصراخ حتى
بح صوتها لتوقن أخيرا أنها ليست في غرفتها
و أن شخصا ما خطفها ومن غيره آدم......

اخرجها من هواجسها صوت صرير الباب و هو
فتح لتهز رأسها بتوجس تطالع هوية الداخل
لكنها لم تستطع أن ترى بسبب الظلام الشديد
فقد خيال.... لرجل ضخم يخطو داخل الغرفة....

لتقفز سيلين من مكانها باتجاهه بخطوات متعثرة
و هي تردد دون توقف :سيف..... سيف ".

إرتمت عليه تعانقه... تشكو منه إليه :
سيف إنت رحت فين؟ النور قاطع و المكان
هنا يخوف... قلي إحنا فين؟؟؟

:عرفتي إزاي إنه انا؟؟؟

تحدث بصوت أجش و كأنه لم يتحدث منذ
سنوات و يداه تدفعانه عنها برفق....

إعترفت و هي تنظر له بدهشة:من ريحة البوفيوم
بتاعك... سيف مالك؟؟

رمشت بعينيها عدة مرات و هي تتفحص الغرفة
التي أنيرت فجأة....
كانت في غاية الجمال رغم كآبة ألوانها التي
تتراوح بين البني و الأسود... سرير و خزانة
كبيرة بنية اللون و زربية تغطي الأرضية
و اريكة جلدية سوداء بالإضافة إلى شرفة زجاجية
كبيرة تمتد على كامل الحائط و لا ننسى
ذلك الكرسي الهزاز القديم الذي أضاف
للمكان  طابعا عتيقا ....

تمتمت دوم تصديق تسأله :
-إيه المكان داه ؟

لم يجبها بل تخطاها ليفتح الشرفة ثم يعود
ليجر الكرسي الهزاز و يضع بالقرب من سور
الشرفة الخشبي و يجلس عليه بهدوء....
إنتظرته حتى إنتهى ثم عادت لتساله من جديد :
-سيف انا بسألك إحنا فين؟؟

إستنشق دخان سيجارته التي إشعلها للتو
قبل أن يرد بجفاء:في جنوب أفريقيا.....

و كما توقع جن جنونها و لسانها لم يتوقف عن
السؤال كيف و أين و متى ولماذا جاؤوا إلى هنا...
بينما هو لم يكف عن التحديق بها و بعينيها
البلوريتين التي ترمقانه بدهشة من حين
إلى آخر.....صوت صراخها أيقظه من شروده
:إنت مش بترد ليه؟؟ انا بكلمك إنت خاطفني
صح...إنطق قول أي حاجة أنا هتجنن
أرجوك يا سيف رد عليا ".

ختمت كلامها بضربة صغيرة من يدها على
ظهر الكرسي دليلا على نفاذ صبرها لكن
شيئا لم يتغير بل ظل على حاله يجلس
ببرود و  يتطلع الغابة المظلمة المحيطة به
و كأنها أجمل لوحة في العالم...

رمى بقية سيجارته ثم بدأ يتنفس الهواء
من أنفه عدة مرات دلالة عن تصاعد غضبه
قبل أن يقف من كرسيه فجأة وقد بلغ
منه الغضب مأخذه ليصرخ فيها بصوت عال
أرعبها :
-إخرسي....كفاية... كفااااااية
خايفة من إيه... قوليلي.....

أخذ يهزها من كتفيها غير مبال بإرتجاف
جسدها و لا بزرقاوتيها الحائرتين ليدفعها عنه
بعنف خوفا من ضعفه أمامها...

-متخافيش انا معاكي...".
همس بخفوت قبل أن يجلس من جديد
على كرسيه و يغلق عينيه مستندا برأسه على
ظهر الكرسي.

كان يستمع لصوت أنفاسها العالية و هي
تقف خلفه مباشرة يعلم أنها فضولية و لن
تتركه حتى تعلم ما يجري.. لماذا هم هنا و كيف
جاؤوا إلى هنا....
نطق مفسرا دون أن يفتح عينيه :

-جينا هنا عشان عندي شغل..شوية
و هننزل تحت عشان نتعشى ".

-طب فين ماما و طنط سميرة... هما كويسين
و آدم.....

كانت تقف وراءه مباشرة و هي تسأله
لتشعر بظهرها  في الثانية الأخرى يرتطم
على الحائط و سيف يقف مقابلا لها يحدق
فيها بنظرات قاتلة عيناه تكادان تخرجان
من مكانهما، صدره يعلو و يهبط
من شدة غضبه....كان حرفيا كوحش هائج
قد خرج من قفصه للتو... لأول مره تراه
بهذا المنظر المرعب او بالأحرى لأول مرة
ترى وجهه الحقيقي الذي حدثه عنها آدم...

همس  و هو يميل برأسه حتى لامس
أنفه و شفتيه جانب وجهها ليرتجف جسده
و كأنه مسه كهرباء:
-إخرسي...إوعي تنطقي إسم الكلب داه على
لسانك...قريب جدا هتخلص منه للأبد...
هقتله سامعاني ".

حركت رأسها و دقات قلبها تتصارع و كأنها
في سباق قبل أن تنكمش على نفسها و هي
تشعر به يقبل عنقها و أسفل فكها قبلات
قوية....

تركته يفعل مايشاء ظنا أنه سيبتعد عنها
بعد أن يهدأ لكن مع مرور كل دقيقة كانت
لمساته تزداد جرأة و... قسوة.

أزلت ذراعها قليلا حتى تضغط على يده
لتكف حركته لكنه حدجها بنظرة لم
تفهم مغزاها حتى إبتعد عنها....و هو ينفجر
ضاحكا و كأنه مختل عقلي.....

كانت تراقبه بحذر حتى إنتهى من ضحكته
ليهتف مرة واحدة بنبرة منكسرة :
-لسه رافضاني...طب ليه قوليلي إيه اللي
مش عاجبك فيا و انا أغيره.... بس
تحبييني.....".

ضرب صدره بقبضته عدة مرات قبل أن
يكمل إعترافه دون إهتمام أن يظهر أمامها
بمظهر الضعيف :
-إنت الوحيدة اللي من يوم ما شفتك رجعتلي
طعم الحياة من ثاني...قويت بيكي و بقى عندي
أمل عشان أحيا و أقاوم و أستمر رغم كل
حاجة بتحصل حواليا....إستنيتك كثير...
عشان تحسي بيا و بقلبي...بس إنت كل يوم
بتبعدي عني  أكثر ".

بللت طرفي شفتيها و هي تستدعي أفكارها
التي هربت فجأة و كأنها لم تقضي أياما و ليالي
طويلة و هي تبرر لنفسها ما يحصل :
-بس إنت...إتجوزتني عشان طلب جدو يعني
مش بتحبني".

تعلقت أنطارها به و هي تشاهده يضحك
بأعلى صوته مرددا كلماتها التي أصبحت
مصدر سخرية له :
-مش.... بتحبني... مش بتحبني".

توقف فجأة يطالعها بعيون خاوية مما جعلها
تحني رأسها حتى لا ترى نظراته المنكسرة
و التي مزقت نياط قلبها فسيفها  لا يليق
به سوى القوة....

فهم حركتها لكنه لم يهتم بل رفع ذقنها
و هو يضع يده الأخرى بجوار كتفها على الحائط
مردفا :
-تعبت...الجبل القوي إبتدى ينهار يا سيلين
أعمامي عاوزين يتخلصو مني عشان ياخذو
فلوسي و إبن عمي هدفه في الحياة إنه يقتلني
و ياخذك مني.... جدي بيساندهم رغم معرفته
بكل حاجة تعب الشغل و ضغوط الحياة...
خناقاتك إنت و أمي ومسؤولية عمتي.....
بس داه كله في كفة و إنت في كفة ثانية
خالص....مش عارف أتعامل معاكي حاولت
بكل جهدي إني أفهمك بس مقدرتش... اول
مرة سيف عزالدين يفشل في حاجة...مشكلتك
إنك ساكتة مش بتتكلمي مش بعرف بتفكري في
إيه و إلا عاوزة إيه؟ بيني و بينك جدار جليد
و لازم نتعاون عشان نذوبه... مفيش قدامنا
غير الحل داه و إنت عارفة كويس ".

أكملت و هي ترمش بعينيها:
-عارفة... إنك تقصد  لو سبتني في ناس
هتأذيني مش كده".

اغمض عينيه يستدعي كل مخزون الصبر في
العالم و هو يكور قبضته حتى لا يكسر راسها
العنيد ليزفر بقوة قبل أن يفتح عينيه قائلا
بهدوء مصطنع :
-لا....أنا عمري ما هسيبك عارفة ليه.... عشان
الاحتمال داه مش موجود أصلا في قاموسي...
لآخر نفس ليا يا سيلين... لآخر نفس هتبقي
مراتي.... أنا مش عارف هقعد لإمتي بقلك
إني بحبك....من يوم ما شفتك في المطعم
اللي بتشتغلي فيه و انا عرفت إنك هتبقي
ليا....رغم إني ضيعتك و ندمت جدا إني
مخدتكيش من هناك ليلتها و لما جيتيلي
بنفسك للشركة قررت إني مستحيل اسيبك
مهما حصل...ركزي ها.... ركزي في كلامي
عشان الظاهر إن فهمك بالعربي ثقيل اوي....
أنا ب❤️ح❤️بك....أنا بحبك و مش عشان
وصية و لا زفت إفهمي بقى  ".

و لأول مرة تبتسم له... تلك الابتسامة المشرقة
التي لا طالما تمناها.. رباه كم بدت فاتنة و
حمرة الخجل تزين وجنتيها حوريته الصغيرة
التي ملأت حياته بشقاوتها و دلالها... كم اتعبت
روحه و أتعبت قلبه الذي صار عليلا رغم
وجودها فهل آن الأوان لتشفيه و تعيد له
الحياة من جديد؟؟

ظل ينظر إليها كالابله لتخرجه من حيرته
و هي ترفع نفسها للأعلى قليلا محتضنة
جسده بتحفظ...
كان أجمل شعور يحصل عليه منذ سنوات...
دفئ جسدها الصغير و رائحتها الطفولية
الناعمة تخللت أنفه وصولا لرئتيه...ليرفع
يديه ببطئ و يضمها نحوه بكل رقة كما
يفعل كل ليلة و هي نائمة خوفا من إستيقاظها....

لكنها الأن مستيقظة... مازال عقله لم يستوعب
جملة الاحداث و التغيرات التي حصلت....
شعر بجسدها يرتخي تريد إنهاء العناق و لكن
كيف ذلك و هو مازال لم يتأكد جيدا أنها
بين يديه...رفع جسدها نحوه و هو يعتصر
خصرها ليستمع لضحكاتها لكنه لم يبالي
و هو يسير بها نحو الفراش....و في نيته
طي صفحة الماضي وإستبداله بحياة جديدة
كتب لها أن تبدأ في بلد غريب......

يتبع 🌹❤️❤️❤️

أتمنى يعجبكم

Weiterlesen

Das wird dir gefallen

547K 19.8K 73
_أعمل ايه انا دلوقتى واتصرف ازاى بس.. يعنى لازم تبوظى دلوقتى... هبطت من سيارتها...وتحركت خطوتين للامام تتلفت يمينا ويسارا بخوف رغم تلك القوه والشراس...
347K 11.5K 75
#الكاتبة الصغيره لا سلطـة لنـا على قلوبنـا هى تنبـض لمـن أرادت ...!"🤍