HOW CAN I SERVE YOU SIR ? ||...

By shinyiry

378K 14.2K 2.2K

[ THIS STORY CONTAINS A HOT SAUCE 🔥! ] « ملاكي، أنتِ ملاكي الصغير اللَّطيف أنسة ويلسون » « أوه بخصُوص هذا أن... More

▶ CHAPTER 00 : PROLOGUE
▶ CHAPTER 01 : ACCEPTANCE
▶ CHAPTER 02 : TRADITIONS
▶ CHAPTER 03 : TOUCH
▶ CHAPTER 04 : DECISION
▶ CHAPTER 05 : TEMPTATION
▶ CHAPTER 06 : HEARTBEATS
▶ CHAPTER 07 : JEALOUSY
▶ CHAPTER 08 : FEELINGS
▶ CHAPTER 09 : SURVIVAL
▶ CHAPTER 10 : BACK
▶ CHAPTER 11 : PALPITATIONS
▶ CHAPTER 12 : SUDDEN
▶ CHAPTER 13 : CONFESSION
▶ CHAPTER 14 : DREAM
▶ CHAPTER 15 : SHOCK
▶ CHAPTER 16 : KISS
▶ CHAPTER 17 : MY ANGEL
▶ CHAPTER 18 : SHE'S MINE
▶ CHAPTER 19 : MESS
▶ CHAPTER 20 : LOVE
▶ CHAPTER 21 : SECRET
▶ CHAPTER 22 : NOBODY KNOWS
▶ CHAPTER 23 : ATRICK
▶ CHAPTER 24 : GOODBYE
▶ CHAPTER 25 : SACRIFICE
▶ CHAPTER 26 : RUN
▶ CHAPTER 27 : WITHYOU
▶ ADVERTISEMENT
▶ coffee !

▶ CHAPTER 28 : THE END

12.4K 463 145
By shinyiry

في الصباح الباكر قرَّر جُون ألا يزعجَ خلوَّة فتاته المُندمجة بشراشف السرير وزحف خارجاً بخطواتٍ غير مسموعة حتى لا تستفيق، كان لا يزالُ يُعاني من الروتين المتعب لحياته العملية ومن الصعب عليه تجاوز ذلكَ في فترة قصيرة لكن وجودَ بيِّرل بجانبه اللَّيلة الفارطة والمُداعبة اللَّقيطة التي حصل عليها منها جعلتهُ يدفع بذلك التفكير بعيداً.

كان قد جلس لبعض الوقت أمام الواجهة الزُجاجية يحتسي القهوة وفكر في أن يطلبَ من رافائيل أن يصطاد لها المزيد من الأسماكِ في وقتٍ لاحقٍ بما أنَّها أحبَّتها كثيراً ثمَّ قضى بعض الوقت في المطبخِ مُفكراً أيَّ نوعٍ من الإفطار عليه أن يُعدَّه لها حالما تستيقِظ.

« صباحُ الخير عزيزي  »

لم يمرَّ وقتٌ طويل عندما بدأت بيِّرل في جرِّ سيقانها بإتِّجاهِ الحمَّام مع كتلة من ملابسها تحت الإبط، رؤيةُ جون خلفَ وزرة الطبخ جعلها تتوقف وتميل إلى الحائِط لمُشاهدته كيف يعمل.

« صباحُ الخير حُبِّي، أكان نومُكِ جيداً؟ »

بلغ صوتهُ السعيدُ مسامعها ممزوجاً بطقطقةِ التقطِيع فإبتسمت بيِّرل بدورها وهزَّت رأسها بطفولية.

« كان مُذهِلاً جداً لدرجة أنَّني لم أشعر كيفَ أنَّك حملتني إلى الأعلى  »

حرَّكت خطواتها بإتِّجاهِ الحمَّامِ وإغتسلت، أمضت بيِّرل فترةً أطول من المُعتاد في الإعتناءِ بنفسها ولقد شعرت لأوَّل مرة منذُ زمنٍ طويل بالحريَّة وبالأمان وبشعورٍ حلوّ.

عندما خرجت إليه بقميصها الفضفاض ذو اللَّون البُرتُقالي المطبوع برسوماتِ البُرتُقال اللِّطيفة كان جون قد فرغَ من أعماله وبطريقةٍ ما رؤيتهُ خارج مريلةِ الطبخ جعلها عابسةً.

« كياااه أنا سعيدة !! »

ركضت بيرل بجواربها ناحيتهُ، عندما شعر جون بها تعتصرُه من الخلف تفاجأ وأخفضَ ناظريه إليها مشدوهاً الأن وقد تحوُّلتِ الفتاةُ العاقلة إلى فتاةٍ أصابها الجنون أصبح الأمرُ أكثر مُتعة.

« أنتِ سعيدة لأنَّكِ في كوخ أم لأنَّكِ معي ؟»

عندما تلوَّى حاجبا بيِّرل على إثر السؤال ضحِكَ جون بإستمتاع.

« هل هذا سؤال ؟ بالطبع لأنَّني في الكوخ »

جاكرته فأبدى جون إنزعاجاً مُصطنعاً ودفعها عن حضنه بلطف فاراً بعيداً عنها، بيِّرل التي إندمجت في الأجواء دفعتهُ إلى الكنبة وسقطَ الإثنان يضحكان وهُما يدغدغان بعضهُما.

« أنا أحبُّ الأكواخ حقاً لكنَّها بنسبةِ صفر أمامَ حُبِّي لك »

رست تعابيرُ التأثُّر على أماراتِه ووضع يدهُ تحتَ وجنتها بينما تستلقي بيِّرل عليه في وضعيَّةٍ مُخلَّة.

« أنا أيضاً سعيدٌ جداً بوجودي معك ملاكي  »

عندما كان جون سيبادرُ في منحها القبلة الصباحية خطفت بيِّرل الأضواء منه وفعلتها هي بحيثُ جعلت شفتيهما يخوضان حرباً في بداية الصباح.

« شقية »

نفخ جون في أذُنها مِما جعلها تلطُم صدرهُ لتستقيم، وقفت أمام النافذة العريضة للكوخ ولأنَّهُما كانا على إرتفاعٍ مُذهل فإنَّهُ كان بإمكانها رؤيةُ البُحيرات النقية والمنازل القرويَّة التي تتوارى تحت بساطِ ذهبي بفعل أوراق الأشجار التي باتت عارية.

« إذن ماهي مُخططاتُنا لهذا اليوم ؟ »

سألت بيِّرل بينما تلتقِطُ الهواءَ البارد بوجهها، جون الذي إنتصب من خلفها سدَّ النافذة وطبطب على منشفة رأسها كوالدٍ صارمٍ يُعطي إبنتهُ نظراتٍ حازمة مفادُها ' ستمرضين ! '

« أفكرُ في إصطياد السمكِ، إن ودِدتِ بالفعل »

تلآلات عيونُ بيِّرل بالنجوم وأعطتهُ الموافقة بحرارةٍ عبر حركاتِ رأسها فإبتسمَ وسع ثغره وربث على منشفتها نابساً.

« لكن أولاً يجبُ علينا تناول الإفطار قبل أن يبرُد »

« أنتَ تُشعرُني كأنَّني جروٌّ صغير عندما تفعلُ ذلك »

علَّقت ريثما تُجرُّ من قبله إلى المائدة، منظرُ الطماطِم المُقطَّعة إلى شرائح رفيعة والجُبنة ورائحةُ مُربَّى المِشمش المشهور جعل من شهية بيِّرل تنفتح تلقائياً.

« هاي جون »

عندما دفعت بيِّرل قطعة الخيار إلى فمها لامست قدمهُ بطريقةٍ فاحشة فرفع عينيه الجاحضتين إليها بنظراتٍ غير مُفسرة وهمهمَ لها.

« دعنا نُعدُّ العشاء معاً حسناً ؟ سأشعرُ أنِّي عديمةُ الفائدة إذا ما ظللت تُدلِّلُني هكذا »

« إن الطبخ لكِ هو من أبسطِ الأمورِ التي أستطِيعُ فعلها من أجلك، سأكون سعيداً بفعل ذلك لذا لا تتردَّدي في طلبِ أي وجبةٍ تشتهينها »

عندما قال ذلك شعرت بيِّرل بضرباتِ قلبها تتسارع لذا قرَّبت وجهها منهُ وليَّنت نبرتها.

« مالذي فعلتهُ في حياتي لأحظى برجُلٍ مثلك جُون ؟ »

إقترب جون بدوره إليها وقبَّلها حتى لا تبقى مُتعلِّقةً في الهواء.

« إمرأة مِثلُكِ يا عزيزتي تستحقُّني، سأُسامحكِ على الرغمِ من أنَّكِ تأخرتي كثيراً حتى تظهري في حياتي »

ضحِكت بيِّرل بخدَّيها القرمُزيَّين وتمنَّت في أعماقها أن تدوم تلك المودَّةُ بينهُما إلى الأبد، بعد فترةٍ من الوقت تجهَّز الإثنان للذهاب جون خرج من ملابسه المنزلية الخفيفة وإرتدى سروالاً كلاسيكياً أسود مع قميصٍ صوفي أبيض وإنتهى الأمرُ بإكتسائه لمعطفٍ رمادي دافء أما بيِّرل فقد جعلها ترتدي من الطبقاتِ الكثير نظراً لأنَّ درجةَ البرودة في الخارج بدأت في الإنخفاض.

إحدى جزمات أبجيل الطويلة التي تخلت عنها منذُ أمدٍ بعيد كانت مُناسبةً لقدميها الصغيرتين وفي أخر خطوة وضع جون القبعة الصوفية على رأسها ولفَّ حول عنُقها وشاحاً سميكاً ثمَّ مضيا سوياً بإتِّجاه الوادي عبر مسالك الغابة الساحرة.

« هذا المكانُ ساحر أتمنَّى لو بوسعنا البقاءُ هُنا إلى الأبد  »

وسط الطريق الحجري كانت بيِّرل تنظُر حولها كطفلٍ صغير أغراهُ سحرُ الطبيعة، تمسكُ يد جون بيُمناها وتمرجِحُ الدلوَّ الفارغ بيُسراها فيما كان هو الأخرُ يحملُ عدَّة الصيد وفقط يطالعُ تعابيرها التي تنبضُ بالحماسة.

« سواءً في الصيفِ أم الشتاء يمكنُنا أن نعودَ إلى هُنا في أيِّ وقتٍ نريد »

عندما قال جون ذلك شعرت بيرل ببعض الإحباطِ وصارت رموشُها الجميلةُ مُنسدلةً بطريقة مُحزنة.

« أنت تتحدَّثُ كما لو أنَّنا سنبقى معاً إلى الأبد »

من طريقة حديثها لم يفكر جون أنَّهُ هو من سيتركُها وفهم الأمر معكوساً.

« لماذا هل تنوين دفني في وقتٍ مبكر بسبب فارق العمر بيننا ؟ »

« اه ليسَ هذا ما قصدتهُ جون، أنت في صحة جيدة وأعتقدُ أنك ستعمُر لما يقاربُ القرنين  »

نفت بيِّرل بحرارة وهي توضِّحُ موقفها فلوَّى جون شفتيه في إستمتاع وأحاط خصرها ليُقرِّبها منهُ أكثر.

« هذا جيد لأنَّني سأتأكدُ من أن نبقى معاً حتى نُصبح عجوزين واذا حاولتِ الفرار مني قبل ذلك سوفَ أطاردُكِ إلى نهاية العالم »

النبرة الشريرة في صوته أضحكت بيِّرل بشدَّة، بالطبع كانت مُتأكدةً من أنه لن يعجز عن ذلك بعدما فعلهُ معها أخر مرَّة.

« نعم أنا مُتأكدة من ذلك هاها  »

بشكل مُفاجأ خلَّفت بيِّرل قبلةً دافئةً على جانب فمه ثمَّ ركضت بالدلوِّ إلى الأمام مِمَّا دفع بجون المُحمِّل بالأدواتِ إلى أن يصرُخَ عالياً.

« هاي أنتِ حتى لا تعرفين أين الطريقُ إلى الوادي يا فتاة ! »

« سأركُضُ في خطٍ مُستقيم لا تخف لن أبتعدَ كثيراً »

أجابت بينما تُظهر لسانها بطريقة لعوبة، بيِّرل التي كانت تشعرُ بالبهجة الشديدة والغبطة العامرة جعلت من جون لا يكفُّ عن الإبتسام كان يشعرُ كما لو أنَّهُ يحيا فترةَ الشبابِ مرةً أخرى، أحسَ بنشاطٍ مُفرط وبطاقة لا نهائية.

« واو هذا رائع ! »

علِق ثغرُ بيِّرل في وضعية القُرص، كانت عاجزة كُلياً التعبير عن جمال الوادي الذي وصلا إليه بعد مسافةٍ قصيرة من المشي، رؤيةُ القرويين على الصخور مع سنانيرهم وأدواتِ الصيد البسيطة الخاص بهم جعلتها تُشرق.

رافائيل الذي كان يصطادُ كعادته لوِّح لهُما فإنظمَّا إليه، كان الأخيرُ قد إصطاد ثلاث سمكات ضخام والرابعةُ عالقة، بينما كانت بيِّرل تتفقدُ دلوَّهُ أخذ جون يُركِّبُ صنارتهُ بدى محترفاً كأنَّهُ فعل ذلك مراتٍ عديدة.

« ملاكي »

حين سمعت بيِّرل صوت جون أخرجت رأسها من دلو رافائيل وإقتربت منه، بيديها الناعمتين توَّلت حراسة الصنارةِ بحرص وعيناها الجميلتان تُركزان على حركة الخيط.

« أعتقدُ أنَّك لم تُقدِّم طعاماً جيداً للأسماك »

عندما أصابتِ الخيبةُ تعابيرها لفترةٍ من الوقت خمَّنت في إحتمالية ذلك لكن جون طلب منها أن تكون هادئة، عندما بدأت تشعُر بالضجر سُحبَ الخيطُ على حين غرَّة فدعمَ هو يديها الصغيرتين وأدار البكرة بإحترافية.

شعرت بيِّرل بالحرارةِ تنفجرُ داخل جَسدها الصغير وبأنَّ أنفاسها المُتسارعة غيرُ قادرة على الكبح، في النهاية حصل الإثنان على سمكة جميلة ضخمة الحجم.

« إنَّها المرة الأولى التي أصطادُ فيها سمكة يا إلهي جون صورني عليَّ أن أُغرِدَ بهذا على تويتر  »

قفزت بيِّرل من السعادة ولم يتأخر هو في تركِ السمكةِ بين يديها بحثاً عن هاتفه داخل معطفه، عندما أوشك على إلتقاطِ صورةٍ رائعةٍ لها تخبَّطتِ السمكة بقوَّة وطارت بعيداً عن مُتناولها.

« اللَّعنةُ عليك أيَّتُها السمكة ! »

شعرت بالغيظ لأنَّ كلَّ ذلك التعب ضاعَ سُداً، جون الذي نظر إلى وجهها الغاضب لم يستطِع كبح إنفجاره وحتى رافائيل إضطُرَّ أن يُمسكَ بطنهُ من الموقف.

« لقد قُمتِ بعملٍ جيد عزيزتي لا تغضبي »

ربثَ جون على قبعتها كوالدٍ حنون يُعالجُ خيبتها.

« يا رفاق لما لا تنزلان إلى سوق البلدة ؟ سأجلبُ لكُما بعض السمكِ معي في المساء  »

إقترح رافائيل لأنَّه رأى أنَّ بيِّرل قد أصابها الإنزعاج فالصيدُ يحتاجُ إلى خبرة وصبر كبيرين عكس موقفها، جون الذي وجد الفكرة جيدةً وافق على أن يذهب فوراً تاركاً أغراضهُ في مُتناوله.

« حسناً، يجدرُ بكَ أن تصطاد الكثير لأنَّ دبيَّ هذا نهمٌ جداً »

غمزَ جون من خلفها ثمَّ أحاط بذراعه كتفيها وإتَّخذا مُنعطفاً مُختصراً إلى وسطِ البلدة، على الطريق الحجري تذكرَ أنَّهُ وضع شيئاً ثميناً داخل جرابِ معطفه لم يجد فرصةً أفضل من ذلك لتقديمه.

خلال إندفاع بيِّرل إلى الأمام شَعرت بيديه تمُرَّان فوقها، ذلك العقدُ الألماسيُّ الرشيقُ الذي رفضتهُ مرَّة قد رُكِّبَ حول عُنُقِها قبل أن تستطِيع إخراج أيِّ حرف.

« دعيني أُدلِّلُك بقدر ما أستطيع »

هذه المرة لم ترفُض بيِّرل العقد ومسكتهُ بين أناملها كشيءٍ تُقدِّسهُ، في تلك اللَّحظة لم يكُن هنالك رئيس ولم تكُن هُنالك سكرتيرة كانا فقط عبارة عن شخصين يُحبَّان بعضهُما بجنون.

« هل تشمُّ هذه الرائحة الزكية ؟ »

على أعتاب مدخل البلدة وقفت بيِّرل بعينين مُغمضتين مُطلقةً العنان لأنفها الذي إستلذَّ رائحة الكعكِ والشكولاَ، جون الذي راقبها لفترة من الوقت إبتسم ثمَّ دخل بها إلى محلِّ الحلويات.

« هل تريدين أن نأخُذ هذه أيضاً لن تكون لديكِ مُشكلة صحيح ؟ »

كزوجين حديثي العلاقة راح جون يستشيرُها ولم يكُن بإمكان الناس من حولهِما إلا الثناءُ على المظهر الرائع الذي يظهران به.

« نعم إنَّهُ لا بأس لكن أوليس هذا العددُ من الشكولا كثيراً ؟ »

همست بيِّرل بينما تُقاسمهُ عدد الأكياس لكنَّ جون إكتفى بإعطائها تلك النظرة الرائعة والمُفعمة بالحب، بدى كرجُلِ أعمال ينوي إنفاق مخازنه من الدولارات بسخاء عليها.

« لا شيءَ كثيرٌ عليك بيبي »

« يا إلهي أشعرُ كأنَّهُ عيدُ الميلاد »

علَّقت بيِّرل بينما يغادران المحل، مروراً بعدةِ محلاتٍ أُخرى للثياب والإكسسوارات كان جون عازماً على أن يشتري لها على الأقلِّ شيئاً بسيطاً من كلِّ متجرٍ يدخلهُ وقبل أن يبلغا وسط البلدة كان بالفعل قد حمِّل بالعديد من الأكياس.

« هذه القرية جميلة جداً جون »

تلفَّظت بيِّرل بإعجابٍ شديدٍ وحين إلتفتت إلى الرجُل خلفها كان قد إختفى مثل الظل، الجنتلمان الرائعُ خاصتُها قد وقف ليبتاع لها سلَّة ورودٍ حمراء باهية من الرصيف لم تستطِع إلا أن تبتسمَ على ذلك وسع ثغرها.

« لقد أحببتُها جداً  »

أخبرتهُ وهي تنسُم عبيرها بوجهٍ مُبتهج، في نظر جون بدت بيِّرل مثل الملاكِ تماماً بسيطةً جداً لدرجة أن الأمور العادية تُفرحُها لقد كان مُمتناً جداً لأنَّهُ برفقة إمرأةٍ مثلها.

« دعينا ندخل مقهى الإنترنت ستُحبينه »

أشار جون إلى بناية متواضعةٍ تستقطِبُ العديد من الروَّاد، كانت الكراسي مُريحة والجوُّ فيها جميل والخدمة سريعة.

« أنظُري إلى هذا »

فتح جون الهاتف على معرض الصور وبمجردِ أن رأت بيِّرل نفسها والسمكة تطير بإتجاهِ النهر في لقطة عجيبة ضحكت بشدة ونظرت إليه قائلة.

« هلا أرسلت الصورة إلي ؟؟ أعتقدُ أنَّهُ يجبُ علي التغريد بهذا حتى لو كان شيئاً مُضحِكاً »

« أعتقدُ بأنَّكِ لن تنسي ذلك إلى مدى الحياة »

« نعم بالفعل، لكنَّني إستمتعتُ بذلك حقاً »

أعطتهُ بيِّرل نظراتِ شُكرٍ عميقة ثمَّ طلبَ الإثنان لأنفُسهما شيئاً، جون كان بخير مع القهوة وبيِّرل حصلت على مشروب شكولا وبعض الكعك.

في نهاية اليوم عاد كلُّ منها إلى الكوخ الجبلي بعد أن لفَّا سوياً معضم شوارع زاكوباني الرائعة، كان جون قد إهتمَّ بإعداد السمك وبيِّرل صنعت السلطة وجلسا سوياً لتناوُّل الطعام.

« أنا مُشتاقٌ إليك أتعلمين ؟ »

تحرك ظهر يد جون على بشرة ذراعها الناعمة بطريقة فاحشة وهو يقرب وجهه من خاصتها بخطاً ثابتة، بيِّرل التي إعتادت أن ترتعش مع كلِّ لمسة فضلت أن تكون ولو لمرةٍ واحدة مُتزنةً.

« الأيامُ التي كنتِ فيها بعيدةً عني كانت جحيماً »

عندما إرتطمت أنفاسهُ الحارةُ بعنُقِها نظرت إليه بدورها نظراتٍ تسودُها الرغبة.

« سأنتظرُكَ في الأعلى  »

همست بيِّرل كما لو كانتِ التواق الأكبر لذلك وجرَّت أناملها الناعمة فوق فخذه بحركة مدروسة، جون الذي رمى الصُحونَ بسرعة داخل المغسلة دونَ تنظيفها هرعَ بسرعة لتنظِيفِ أسنانه من بعدها ثمَّ همَّ ليصعد إليها لكنَّ ضوءَ المدفأة الذي شرع في التراجُع بفعل نفاذ الوقودِ جعلهُ يتراجع.

كان عليه أن يجلبَ بعض الحطب من المخزن الخارجي لذا فإنَّهُ إضطرَّ إلى أن يرتدي معطفهُ ويخرجَ، لسوءِ الحظ لم تكُن هُنالك قِطعٌ جاهزة وإضطُرَّ إلى أن يمسكَ الفأس وأن يُشغِّل يديه لبعض الوقت.

مع عمله الجاد بدأت ندفاتُ الثلجِ الجميلةُ بالهبوطِ، كان متأكداً أنَّهُ وبعد أسابيع قليلة سوف يُغطي الجليدُ هذا الكوخَ بالكامل ويسدُّ الطرقات بعلوِّ أزيد من ثلاثِ أمتار.

جلب جون الحطب، زوَّد المدفأة بالكثير وسرعان ما إرتفعت درجةُ الحرارةِ من جديد، خلال صعوده الدرجات القليلة إلى الطابق الثاني شرع في خلع قميصه لكنَّهُ تفاجأ من منظر بيِّرل.

« أوه يا إلهي أعتقدُ أنِّي تأخرت !  »

شعر جون بالإحباط الشديد، كانت بيِّرل مُضطجعةً على جانبها الأيسر بقطعتي ملابسها الداخلية لقد بدت مثيرة جداً ولطيفة في نفس الوقت عدا أنَّهُ كان هنالكَ مُشكلة واحدة وهي أنَّها قد غفت.

لم تبدو كما لو أنَّها فعلت ذلك عمداً مع يدها تحت ذقنها لكنَّ ذلكَ لن يغيِّر من حقيقةِ أنَّها نائمة، ترك جون خفهُ بجانب السرير وإنظمَّ إليها، عندما حاول ترتيبَ وضعيتها تمسكت بيِّرل بذراعه وعانقتها.

« أنتِ تبدين شهيةً جدا حتى عندما تنامين أتعلمين ؟ »

الهمهمة اللاواعية منها جعلتهُ يصنعُ تعابير لينة وإكتفى بعناقها وسحب الغطاء، لقد فعلا الكثير بالنسبة إلى أول يومٍ لها وهو كاد أن يُنهِكَ قواها أيضاً.

في اليوم التالي وعندما فتح جون عينيه في وقتٍ مُتأخر من الصباح كانت بيِّرل مُستيقظة بجانبه تسترقُ النظر إليه كما لو أنَّها كانت تفعل ذلك منذُ وقتٍ طويل.

« صباحُ الخير »

همست لهُ بينما تنزلقُ لتقبِّل جانب شفتيه، جون الذي لاحظَ هدوئها حاول أن يزعجها بقوله.

« لو أمسكتُكِ ليلة الأمس لما كنتِ الأن تبتسمين هكذا »

تعابيرهُ المزيِّفة بصورة مُستاءة جعلها ترفعُ شفتيها بإبتسامةٍ خبيثة وهي تفرُّ من السرير.

« إذن أمسكني إن استطعت »

قبل أن تحاول بيِّرل الهروب سدَّ عليها جون الطريق بسرعة وأمسك بخصرها ثمَّ ألقى بها على السرير، السرعة التي إنتصب بها جعلتها في حالة حيرة لدرجة أنَّها لم تشعُر بإرتداد جسدها القوِّي، أدركت أنَّهُ بالإمكان المُزاحُ معهُ في كلِّ شيءٍ عدا الجنس.

« أنتِ لن تهرُبي إلى أيِّ مكانٍ بعد الأن »

منذُ رُبع ثانية كانت أعلى رأسه تستهزءُ به والأن قلب جون الوضعية وصار هو من يعتليها، فقط نظراتهُ كانت تخبرُها أنَّهُ سيفعلُ بها الكثير.

« حاول أن تكونَ لطِيفاً »

علَّقت بيِّرل بينما تجاري حركاته السريعة لخلع ملابسها، مع وجودِ طبقةٍ قليلة وغياب البنطال جعلها جون عارية في أقلِّ من ثانية.

« ستتعوَّدين على الطريقة التي نُمارسُ بها »

أشعت عينا جون بالخبث وهو يتخلَّصُ من ملابسه وفور أن إنتهى جذب حولهُما الغطاء هامساً.

« هل تعلمين لما إخترتُ مكاناً بكلِّ هذا البرود ؟ »

« يمكنُني التخمينُ أنَّهُ سببٌ يتعلَّقُ بالتدفأة »

إلتصقت خرزتا بيِّرل بعظمة أدم الخاصَّة به وشعرت في نفس اللَّحظة أنَّهُ يرتفعُ بأنامله على طول جسدها.

« الأحاسيس تصبحُ أقوَّى »

قرَّب جونُ وجههُ من خاصتها وزحفَ بأنامله عُمقَ خصلاتِها، حين حاول تقبيلها هربت بيِّرل إلى الإتجاه الأخر وعندما إقترب مُجدداً أدارت وجهها مرةً أُخرى في محاولةٍ لإزعاجه.

« يداكِ فوق رأسكِ حركي أيَّ جزءٍ من جسدِك مرة ثانية وستهلكين »

لم يكُن الوحيد الذي يستمتعُ بإغاظتها ليرى تعابيرها، بيِّرل أيضاً إستخدمت نفس الخاصيِّة لكنَّها جعلتهُ يثورُ أكثر ويعودُ إلى نبرته الرئاسية التي إعتادتها في المكتب.

« أوه أنا أنتظرُ هلاكي يا سيدي الرئيس  »

تلوَّت بينما ترفعُ كلاً من ذراعيها إلى الأعلى وجون الذي لاحظ ثقتها الزائدة همس لها في خُبثٍ شديد.

« ستطلُبين الرحمَّة »

إرتفعت يدُهُ الأُخرى مخلِّفةً إحساساً مدمِّراً باللَّمس وإنبطح إلى خوخيها كمن ينبطِحُ على مأدُبة، ببراعة أخذ واحدةً في فمه وداعب جارتها عبر أصابعهِ المُحترفة.

« أمم ..  »

بيِّرل التي غزاها شعورُ الإنتهاكِ البطِيء أصبحت على وشكِ أن تفقدَ عقلها من ذلك الشعور، والأخرُ عزمَ على أن يجعل من عذابها يطول كما عذَّبتهُ طوال الفترة الفارطة.

« أنتَ لستَ رجُلاً سهلاً على الإطلاق »

لا في هذا الجانب من العاطفة ولا في أيِّ جانبٍ عملي من الحياة في النهاية كان الرؤساء يتألَّقون في كلِّ شيء، جون الذي إستنبط معناها أعطى نظراتٍ فخورة وهربت من بين شفتيهِ إبتسامةٌ صغيرةٌ على جلدها شعرت بها.

كانت حرارةُ ملمسه ولسانه التي تنتقلُ من عظامِ تروقتها إلى خوخيها بإحترافية تدفعانها إلى الشعور بالدوار وبغرابةٍ شديدة في جسدها الذي بدأ يتشنِّجُ وكأنَّهُ غير قابل للتحكُّمِ به.

« جون ..  »

عندما حاولت بيِّرل إخفاض ذراعيها بطريقة غير واعية صُدَّت بيده القويَّة تمنعُها.

« سأكونُ رجُلاً جيداً ما دُمت لا تتحرَّكين  »

حتى مع محاولتها الجاهدة لإغرائه بشفتها المتورِّدتين إستمرَّ جون في تجنُّبها لفترة من الوقت بنظراتٍ مؤذية.

« أشعرُ بشعورٍ مُزعج »

علَّقت بيِّرل بصوتٍ شبه مُنزعج، كانت تشعرُ أنَّهُ يتمُّ إمتصاصُها وبأنَّ الرغبة عالقةٌ في مكانٍ ما من جسدها غير القادر على إراحتها والأصحُّ أنَّهُ كان شعورَ رغبتها في تقبيلها لكنَّهُ يصرُّ على عدمِ فعل ذلك.

« هل تتجنَّبُ تقبيلي الأن عمداً ؟ »

صرخت بيِّرل بإستياء، كانت تشعرُ كما لو أنَّهُ على وشكِ أن يغرقَ كُلاً من جسدها وعقلها دفعةً واحدة بضربةٍ قاضية.

« إنَّها الجملة الخاطئة في وضعٍ مثل هذا »

أعطاها جون نظراتِ التسلية وهو ينزلقُ بلسانه على طول بطنها وما أن يصل إلى موضع حساس حتى يرتفِع مرَّةً أخرى نقمةً فيها.

« هاي توقف عن فعل ذلك »

بعقل قذر في داخلها كانت تودُّ أن تمسكَ وجههُ المبتسمَ بطريقةٍ مزعجة وتغلقَ عليه بين فخذيها حتى ترتاح لأنَّ هذا الرجُل بدا عليماً بنقاط حساسيتها التي جعلتها غير مُرتاحة كالجحيم.

« إستمرَّ في فعل ذلك ! »

« كما تشائين ..  »

النبرة الهادئة والنظرة الجنسية في صوته جعلت من بيِّرل تشتعل لدرجة أنَّها كانت تنتظرُ لحظةً حاسمة واحدة لتثور ضد تعذيبه.

كان صعباً على جونُ أن يفعلَ ذلك بها عندما يكونُ هو الممحونَ الأكبر بالمقامِ الأوَّل ولكنَّهُ أحبَّ أن يعلِّمها أن تجنُّبَ قبلته ليسَ أمراً يفوِّتهُ بل وكان عليماً أن القادمَ عليها سيكونُ كقُنبلة نووية تجعلُ من جسدها يفيضُ بكلِّ المشاعر الرائعة.

عندما رفع جون جسدهُ بشكل مستقيم وهو على رُكبه ليُسوِّي وضعيتهُ إرتطمت بيِّرل به بشكل غريزي وتلاصقت به وكأنَّ جسدَهُما تمثالٌ عارٍ نُحت على ذلك الشكل المُخل.

دون أن تسمح لهُ بإلتقاط أنفاسه خاطت شفتيها بشفتيه ودفعت بلسانها التوَّاق إلى جوفه حتى تتزاوج بخاصَّته، كبست على شعره من الخلف بقوَّة وجرَّتِ القبلةَ كمرأةٍ مُتحكِّمة.

الدغدغة التي أحدثتها داخل فمه ومُنحناياتها على عضلاته والأنفاسُ الساخنة التي ظلَّت تضربُ أديمهُ جعلت من عقله كالمُفرقعات.

« لا تتجاهل رغبتي بك  »

بجوار شفتيه همست لهُ وهي تتراجعُ ببطىء لتحظى بفرصةٍ للمس عِظام فكه وعنُقه كفتاةٍ مهووسةٍ به.

« لم أكُن أفعل، كنتُ أُجهزُكِ ..  »

إنزلقت يدُ جون اليسرى أسفل ظهرها والأخرى إلى وركها وبالسرعةِ التي إنتصبت بها أعادها إلى الشرشف ليلعب دور المُتحكِّم من جديد.

« هل ترغبين بي إلى تلك الدرجة ؟  »

« أكثر مِما بإمكانكَ أن تتصوَّر  »

كانت بيِّرل عاجزةً تماماً عن كبح خفقان قلبها المُضطرب فمسك جُون يدها ووضعها على وشمِ البوصلة الخاص به، على قلبه.

« لقد إعتقدتُ دائماً أنَّني أعرفُ إلى أين سينتهي بي الأمر لكن معك أنا حقاً مبعثر ولطالما أنا على قيد الحياةِ سأرغبُ بك دائما حتى لو أضعتُ وجهتي »

نسجت بيِّرل أصابعها بخاصته ووجنتاها مُحمرَّتان من غزله.

« ولأنَّني أحبُّكِ وأهتمُّ لأمرك فإنِّي لستُ أنوي جعلك تنتظرين أكثر »

مدَّ جون يدهُ إلى درج المنضدة وفي نفس الوقت دفعت بيِّرل أناملها تحت الوسادة، حين شاهدت العلب الثلاثة ذاتِ الألوان المُختلفة ذُهلت وهو الأخرُ رمق بما تحملهُ يدُها بضحكةٍ سمجة.

« أنتَ بالتأكيد تنوي قتلي مع كلِّ تلك الأكياس من الواقي  »

« وأنتِ ستجعلين من هذه التجربة جيدة في كلِّ مرةٍ تنتقين فيها لوناً »

تحدث جون بنفس نبرتها المرحة وإكتفى بإلتقاط الكيس خاصتها، كانت عيناهُما تتوهِّجان في بعض والشيطانُ وحدهُ يعلمُ إلى أيِّ حدٍ يريدُ الذهاب مع جسدها هذا من الربطِ والتثبيت.

« أنا أحبُّكِ بيِّرل  »

« أنا أعلم »

ضغطت بيِّرل على أصابعهما المتشابكة التي إرتفعت أعلى رأسها، كان جون يضع ذراعه حولها ليتمكِّن من تمزيق الكيس.

« أنا سعيدة أنَّك الرجُل الذي أقضي وقتي معهُ من كان يعلمُ إلى أين ستأخذُني الدروب لو لم تقبل توظيفي ذلك اليوم ؟ »

« شُششت، فلتوفِّري أنفاسك »

بهدوءٍ ورفق بدأ جون في تتبُّع نقاط مكانها الحساس وبيِّرل تحت لمساته فقدت نفسها في عينيه، يدهُ في الأسفل عملت بشكل جيد والأخرى وجدت نفسها ترفقُ بخدِّها لتُسكِن لُهاثها وضجيجها الصَّاخب.

وقبل أن يأخذُها جون بكلِّ شموخه أخذ شفتيها وكان يقبلُها بعُمق درجة حُبه لها، لقد تساءَل دائما لما بيِّرل تجعلهُ مرناً هكذا رغمَ أنَّهُ إعتاد أن يكونَ المُسيطِر على نفسه عندما يتعلقُ الأمرُ بكلِّ شيءٍ يريدهُ.

كانت تلك المشاعرُ الجميلة تتدفَّقُ في صدره كما لو أنَّها لن تتوقف أبداً عن النُّمو، بيِّرل التي شعرت بطعمه الرهيب ظلَّت تجذبهُ بإتِّجاهها وكأنَّها تريدُ من المزيد.

شدَّ جون على خصرها وعمَّق القُبلة أكثر من ذي قبل، الأنينُ خاصتُها جعل من لسانيهما ينضُخان بشرارةِ الرغبة، كانت لذيذة، لذيذة بشكل مُفرط لدرجة أنَّهُ بإمكانه الموتُ من أجلها.

« جون ..  »

عندما إستقرَّ في داخلها عميقاً تمتمت على شفتيه، مخمورةً تماماً كفتاةٍ غطست في مسبحٍ من الشراب وكان هو يريدُ أن يعاشرها إلى الأبد.

« أنت مُذهل »

بادلتهُ اللَّمسات وخدشت ظهرهُ متعمِّدة، فجأة تحوَّلت مداعباتُ الحبِّ الرقيقة الى جنس جسدي ناضج إستمرَّ لوقتٍ طويل.

« لقد كُنتِ مُبهرة أيضاً ملاكي »

داعب جون خدَّها وهي على صدره بعد أن وقعا معاً في حالةٍ من الإعياء، كانت بيِّرل لاتزالُ مضطربة ومُحمرَّة وعيناها ضبابيَّتان.

« ملاكي، نعم أنتِ ملاكي الصغير اللَّطيف أنسة ويلسون »

« أوه بخصُوص هذا أنا لم أعُد متأكدَّة من ذلك بعد كُلِّ ما فعلناهُ على السرير .. »

ضحك جون بتسلية وضغط على فكِّها ليقبِّلها، لو كانت شيئا من المُمكن لهُ إبتلاعهُ لجلب ملعقةً ولشرع في غرفها.

« عندما نستحم هل بإمكانك غسلُ شعري ؟ لا أعتقدُ أنَّني سأستطيعُ رفع أيِّ من ذراعاي لبعض الوقت »

« بالطبع عزيزتي »

جذب جون الغطاء حولهُما وخلدا إلى النومِ لبعض الوقت، لأنَّ البردَ كان شديداً جداً بسبب الثلج فإنَّهُما لم يُريدا أن يخرُجا اليوم وأيٍّ شيءٍ أخر بإمكانه أن ينتظرهُما.

« هل تُحبين أن أضع الكثير من البلسم ؟ »

« ضع الكمية التي تراها مُناسبةً »

أعلمتهُ بيِّرل بينما تتصفَّحُ المجلة، كانت جالسةً على كُرسي مرتفع ورأسُها مائلٌ إلى حوض المغسلة.

« أتُفكرين في جراحةٍ لتكبير صدرك أم ماذا ؟ »

جون الذي لمح محتوى المجلَّة التي إبتاعتها بالأمس، من نصائح تجميلية خمَّن ذلك لكنَّ بيِّرل التي سمعت جملتهُ رفعت وجهها إليه.

« إعتقدتُ أنِّك تحبُّ خوخاي لذا لم أفكر في ذلك حتى  »

أخذ جون شريحة الخيار من تحت عينيها وإبتلعها.

« إذاً في ماذا تُفكرين »

« أُفكرُ في تجميد البويضات، أعتقدُ أنَّني لن أضطرَّ إلى إستخدامهم  في وقت قريب ولا في وقتٍ بعيد »

شعر جون بالإستغراب وهو يحرِّكُ يديه المرنتين في حركاتٍ دائرية جعلتها تسترخي.

« هل ستتخلين عن فكرة الإنجاب ؟  »

« نعم، لا أعتقدُ أنَّ إنجاب طفل أخر إلى هذا العالم سيغيِّرُ شيئاً إذا أردتُ أن أعيشَ الأمومة يوماً ما بالطبع سوف أتبنى أيَّ طفل فقد عائلته »

« ذلك في غاية الإنسانية ملاكي  »

رفعت بيِّرل يدها إلى وجهه لسرقة خياره وأردفت بينما تعيدُ إلصاقهُ على وجهها.

« كنتُ أفكرُ أيضاً فينا، لو أنَّنا نحنُ الإثنان قرِّرنا الإنجاب أسيكونُ عليَّ إخبارُ إبني أو إبنتي أنِّك أردت أن تُعاشرني في المكتب عندما يسألونني كيفَ تعرفتُ على والدهم ؟  »

« أعتقدُ أنَّنا سنوفر علينا ذلك العناء »

إقتراحهُ المرفوقُ بإبتسامة خبيثة جعل من غمازة خدِّه تُشعُ بصورة ملفتة.

« في النهاية نحنُ لدينا نيكولاي وبلاكي أليسَ كذلك ؟ »

أعطى جون الموافقة على ذلك بهزِّ رأسه لكنَّهُ عندما تذكر موقفهُ من هذه العلاقة تحدث بصوتٍ أقلَّ حماسة.

« هل ستكونين بخير معي برغمِ نوع هذه العلاقة بيِّرل ؟  »

كان جون لايزالُ منتبهاً إلى شعرها ويغسلُه بحرص شديد ولأنَّ بيِّرل لم تردَّ فإنَّهُ أخفض سوداويته اليها فوجدها تبتسمُ بصورة بهيجة.

« أنا بخيرٍ تماماً مادمت بجانبي لا يهمُّ إن تزوجتني أم لا »

كانت بيِّرل تدركُ موقفهُ السلبي حول الزواج مع وسواسه القهري ولكنَّها كانت تشعرُ بالحرية والراحة أيضاً مع ذلك.

كانت تحرِّكُ قدميها على الكرسي المائل كطفلة صغيرة راقبها كيف تتحولُ تلك التعابير الرقيقة من الفرح إلى الإكتفاء ولم يسعهُ إلا الشعور بالرفرفة، جعلتهُ سعيداً، فمجردُ التواجدُ بقربها هكذا جعلتهُ يبرزُ مشاعرهُ التي إعتقد أنَّها لم تكُن موجودة.

« إذن مالذي ستفعلينهُ.. أعني بشأن مُستقبلكِ  »

« أعتقدُ أنَّني أمتلكُ الجرأة الكافية لنشر كُتُبي، هل تعتقدُ بأنَّني سأصبحُ شهورةً يوماً ما ؟  »

« بالتأكيد، لتعرفي أنَّني سوف أدعمُكِ بأيِّ طريقةٍ كانت خصوصاً عندما يتعلَّقُ الأمرُ بالإلهام »

تلفَّظ جون بينما يُغرقُ شعرها بالمياه الدافئة حتى يتخلَّص من الرغوة الكثيفة وكانت بيِّرل واثقة أنَّهُ سيفعل خصوصاً عند حبسة المواقف الحميمية.

بروكسل-بلجيكا.

« أه أمي أرجوكِ لا تفعلي ذلك إنَّهُ الحُب وهو خطير  »

صرخت أبجيل قبل أن تخلع المرأة في الحلَّة الأنيقة حذائها ذو الكعب وترميَّهُ بها، الأخيرةُ ببطنها المُنتفخِ إبتعدت عن مكان الضربة فوراً.

« أنتُم ستجعلُونني أجِن حقاً، جوناثان هرَب منذُ ثلاثِ شهور والأن أنتِ وذلك الرجُل الذي لا أعرفهُ إسمهُ حتى وألفريدو يا إلهي ! يا إلهي !! »

إقتربت أبجيل من والدتها التي كانت تشتعلُ غضباً لتسرق منها قبلة، عانقت والدها ثمَّ حملت حذائها الرياضي وأسرعت بإتِّجاهِ الباب.

« إعتبرا نفسيكُما في منزلكُما »

هربت أبجيل قبل أن تطأها أيادي والدتها الغاضبة بما أن والدها أمسك بها، لم تكُن تريدُ منهُما أن يعرفا بهذه الطريقة ولكن لم يكُن هنالك شيءٌ بالإمكان فعلهُ فبطنُها قد برُز وجون لم يعُد أيضاً لإنقاذها.

« أعتقدُ أنَّ علينا أن نزوجهُم عزيزتي، الأولادُ هذه الأيام خارجون عن السيطرة »

حاول أدم أن يخفِفَ عنها بتربيثه على كتفيها ثمَّ جرها إلى الأريكة لتهدأ، في النهاية لم يجد الإثنان أفضل من أن يتخليا عن الأعراف القديمة ويستسلما لجموح أولادهم.

أبجيل التي ركبت السيارة قادت مُباشرة بإتِّجاهِ النادي الليلي، مع العمل المتراكم الذي تركهُ جون خلفه والتوتر وبعض الأعراض التي يسببُها الحمل كانت تتعبُ بصورة مضاعفة لكنَّها لن تنكرَ أن الجميعَ أيضاً يعملُ بجد في الشركة إنطلاقاً من ليون أو يوري.

بعد مسافةٍ قصيرة كانت أبجيل تعبرُ البوابة المحروسة بعناية لفت إنتباهها شخصٌ تعرفهُ، كانت يولاندا جالسةً لوحدها تشرب وحولها عددٌ من الكؤوس.

الرجلُ الذي إستمرَّ في النظر إليها تمَّ صدهُ بنظراتها المُشمئزَّة، كانت غائبةً عن ما حولها لدرجة أنَّها لم تشعُر بالشخص الذي جلس أمامها.

« عصير من فضلك  »

أدارت يولاندا رأسها وحين شاهدت أبجيل إبتسمت.

« يا لهُ من يومٍ مُتعب كالجحيم !  »

علَّقت وهي تسندُ ظهرها إلى مُتكئ الكرسي، الوزن المرهق للجنين لم يكُن شيئاً إعتادت عليه بعد.

« صبي أم فتاة ؟  »

سألت يولاندا وقد بدت مهتمَّة لأنَّها لم تلتقي أبجيل منذُ فترة من الوقت.

« لا أعلم حقاً سأنتظرُ يوم إعلان الجنس ستكونين مدعوَّة بالتأكيد »

مدَّدت يولاندا إبتسامتها وأردفت بينما تدفعُ شعرها الكرزيَّ إلى الخلف.

« هل هنالكَ أيُّ أخبارٍ جديدة ؟  »

« عن جون ؟ لا هو لم يراسلني إلى الأن لكنَّني واثقة أنَّهُ في مكان ما من هذا العالم الكبير أما عن ألفريدو فأعتقدُ أنَّنا سنُقيمُ لهُ زفافاً قريباً وأمَّا بالنسبة إلي فزفافي سيكونُ بعد أن ألِد لأنَّني أكرهُ أن أظهرَ بشكل مبتذلٍ داخل أثواب الزفاف  »

ضحكت يولاندا وعلَّقت وهي تربث على ظهر أبجيل.

« لا أنتِ جميلة ولن تظهري بشكل مُبتذل على الإطلاق حتى مع هذه الوسادة  »

أشارت إلى بطنها لكنَّ أبجيل صرخت بشكل ساخر.

« لقد إزداد وزني عشرة كيلوغرامات لذا لا تحاولي الكذب علي  »

أعطى البارتيندر عصير أبجيل المُعتاد دون الكحول، والأخرى أدارت القشة داخلهُ وإسترسلت.

« ماذا عنك أيُّ حبيبٍ جديد ؟؟  »

نفت يولاندا وهي تطلب كأساً إضافياً.

« الرجالُ من نوعِ جون هُم نوعي المُفضَّل ولا أجدُ أي أحدٍ حالياً »

« إذا كنتِ تحبين نوعَ جون كان عليك الزواج من جون إنَّها مُعادلة بسيطة  »

قالت أبجيل بينما تشفطُ العصير ونظراتُها حول النادي واذا بيولاند تجعلُ من تعابيرها خاويةً لتعترفَ مالم تُرِد أن تعترفَ به.

« هل تعتقدين حقاً أنَّني لم أحبَّ جون ؟ لقد خفق قلبي لهُ منذُ المرة الأولى التي رأيتهُ فيها ولكن في حفل ليلة العزوبية الأخيرة لنا شاهدتُ كيف كانت تلك الأنسة تنظرُ إلينا .. بدت وكأنها تحترق  »

« تتحدثين عن بيِّرل أليس كذلك  »

لم تستغرب أبجيل، لكنها لم تفهم لماذا دائما النِّساءُ حول أخيها مثل الذُباب.

« نعم تلك الأنسة ذاتُ القصَّة المربَّعة، حبُّها لهُ بدا مثل المجرَّة وأنا أمامهُ ما كنتُ إلا مُجرَّد نجمة »

وضعت يولاندا يديها تحت ذقنها، كانت تشعرُ دائماً أن جون ليسَ شيئاً بإمكانها الحفاظُ عليه حتى إن تزوجته لأنَّهُ أخبرها أنهُ عاجلاً أم أجلاً سيعودُ إلى المرأة التي يُحبُّها.

« لا عليكِ دعكِ من أخي هنالك الكثيرُ من الرجال الرائعين  »

طبطبت أبجيل على ظهر يولاندا ولم يسعها إلا أن تتمنى لهُ ولبيِّرل وقتاً مُمتعاً وكما كانت تأملُ فقد كان الإثنان بالفعل يقضيان وقتاً مُمتعاً في أحد الجبال الباردة.

« هاي يا شباب، علينا أن نبدأ في نصب الخيام اللَّيلُ سيحلُّ قريباً ! »

وقف الرجلُ الهرم على رأس المُخيِّمين ذوي الجنسياتِ المُختلفة ولأن إثنين من العدد كانا ناقصين فإنَّهُ أخذ مع زوجته يبحثُ عنهُما.

« جون أسرع لماذا أنتَ مثلُ السُلحفاة هل بدأت تشيخ ؟؟ »

ركضت بيِّرل إلى قمةِ الجبل ووقفت على الحافة بينما يحاول الأخرُ أن يلحقها.

« لقد ظللتُ أحملكِ من الأسفل والأن أنا سُلحفاة هاه ؟  »

ركض إليها رغم أنَّهُ لم يستطِع أن يستجمعَ أنفاسهُ البتة، المنظرُ الخلابُ للسهول البيضاء في هذا الوقت المُتأخر من النهار كان مذهلاً بحيثُ يبدو الجبل كعروس مُنتصبة.

« عندما أفكرُ في أنَّك تترُك ملايين الأمور المُهمة من أجلي أشعرُ أنَّني لا أُقهر »

صرخت بيِّرل، كان أنفُها مُحمراً وشفاهُها زرقاءُ بشدَّة من البرد حتى مع ذلك الكمِّ الهائل من الملابس.

« لقد كنتُ دائماً أجرمُ في حقِّ نفسي عندما يتعلَّقُ الأمرُ بالمتعة الأن لأوَّل مرةٍ في حياتي أشعرُ أنَّهُ بإمكاني أن أكونَ أنانياً، أريدُ أن أستمتع بكلِّ الوقتِ الذي بقي لي في هذه الحياة معك  »

نظرت بيِّرل إلى إعترافه وهزت رأسها بحماس وهي تنظمُّ إلى حضنه.

« لنلتقط صورة ونغرد بها على تويتر  »

قالت بيِّرل وهي تحاولُ إخراج هاتفها من جيبِ المعطفِ الضيِّق لكنَّ جون نفى وقال في المُقابل.

« لا، لنُخلِّد الذكرى بشيءٍ أخر أكثر جمالاً »

تلامست شفاهُهَما بعمق وبيِّرل على أطراف أصابعها إرتفعت إليه، عندما أطلَّ العجوزُ عليهما أُصيبَ بالتصلُّب إذ كانت تلك عاشر مرة يفعلانها علناً في الرحلة.

« إنَّهُما يذكراننا بشبابنا أوليس كذلك روبن ؟  »

شبكتِ السيدةُ كامليا يديها بخاصته وإبتسمت.

« ليُباركهُما الربُّ ويسعِدهُما »

قد لا تنتهي قصصُ الحبِّ جميعُها بالزواج وقد لا يكونُ كلُّ رجُل أعمال جدياً إتجاه سكرتيرته ولكن في هذه القصَّة كان ذلك الرجُل جون وكانت تلك المرأةُ بيِّرل.

The end.
03/03/2023

- أمُل أنَّني إستطعتُ إضفاء بعض الرومنسية والمرح في النهاية وأمل أنَّ الروايةَ كانت خفيفة وظريفة وأعتذر للجميع على كلٍّ تأخرٌ غير مقصودٍ بدر مني.

- الأمرُ الذي جعلني أفكرُ في كتابة هذه الرواية بإستمرار هو أنَّني كنتُ مغرمةً برجل أعمال مثل جون أو الأصحُّ أنَّنا كنا مغرمين ببعضنا وفارقُ العمرِ بيننا يتعدى العشر سنوات، الأن وقد أصبح مجردَ ذكرى لأسبابٍ شخصية أردتُ أن أخلِّفَ لها أثراً قبل أن تضمحلَّ.

- أتمنَّى أن تجدَ كلُّ فتاةٍ هنا رجلاً يعتزُّ بها كما يعتزُّ جون ببيِّرل.

- شكراً لجميع من تفاعل مع الرواية منذُ البداية، شكراً لكل المُتابعين الصبورين الجدُد منهُم والقدماء أيضاً، شكراً لكُم صخوري.

Continue Reading

You'll Also Like

17.5K 1.2K 38
🍁 هذا العالم يظهر لنا بعض الرموز و إشارة غير واضحة 🍁 ❄️ ليكون نداء استغاثة من شخص ما ❄️ ☄️تخوض فيه تجربة جديدة قد رماك بها القدر ☄️ 🍀 أما أن تستفي...
279 54 8
إعطِ فرصة للغد.. فالحياة أقصر من أن يُتخلى عنها. 💤🍁
13.5K 1.1K 26
لا نهايات في الحب الحب الذي ينتهي لم يكن حباً Eremika الحالة مكتملة . عدد الفصول : 24 تاريخ البدء : 15 نوفمبر 2022 تاريخ الانتهاء : 3 اغسطس 2023
508 314 10
الجزء الثاني من رواية A Broken Heart