HOW CAN I SERVE YOU SIR ? ||...

By shinyiry

379K 14.2K 2.2K

[ THIS STORY CONTAINS A HOT SAUCE 🔥! ] « ملاكي، أنتِ ملاكي الصغير اللَّطيف أنسة ويلسون » « أوه بخصُوص هذا أن... More

▶ CHAPTER 00 : PROLOGUE
▶ CHAPTER 01 : ACCEPTANCE
▶ CHAPTER 02 : TRADITIONS
▶ CHAPTER 03 : TOUCH
▶ CHAPTER 04 : DECISION
▶ CHAPTER 05 : TEMPTATION
▶ CHAPTER 06 : HEARTBEATS
▶ CHAPTER 07 : JEALOUSY
▶ CHAPTER 08 : FEELINGS
▶ CHAPTER 09 : SURVIVAL
▶ CHAPTER 10 : BACK
▶ CHAPTER 11 : PALPITATIONS
▶ CHAPTER 12 : SUDDEN
▶ CHAPTER 13 : CONFESSION
▶ CHAPTER 14 : DREAM
▶ CHAPTER 15 : SHOCK
▶ CHAPTER 16 : KISS
▶ CHAPTER 17 : MY ANGEL
▶ CHAPTER 18 : SHE'S MINE
▶ CHAPTER 19 : MESS
▶ CHAPTER 20 : LOVE
▶ CHAPTER 21 : SECRET
▶ CHAPTER 22 : NOBODY KNOWS
▶ CHAPTER 23 : ATRICK
▶ CHAPTER 24 : GOODBYE
▶ CHAPTER 26 : RUN
▶ CHAPTER 27 : WITHYOU
▶ CHAPTER 28 : THE END
▶ ADVERTISEMENT
▶ coffee !

▶ CHAPTER 25 : SACRIFICE

8.5K 413 94
By shinyiry

« إنَّهُ الوداع »

بقلبٍ مُمزَّق خرجتُ من بين ذراعيه ولم أودَّ النظر إلى أديمه أكثر حتى لا أزيدَ ضُعفي ضُعفاً.

« إذا كان هذا هو الوداعُ حقاً.. »

لم أُكمل إلتفاتتي عندما قبضت أناملهُ على رسغي وأعادتني إلى نُقطة الصفر.

« عليه أن يكُونَ على أُصوله »

سحق جُون شفتيه في خاصتي بعُنف، شعرتُ بقُبلته الفرنسيَّة القويَّة وجسدي مُلتحمٌ بخاصَّته فسمحتُ لأنفاسنا أن تتلاطم حتى لم يعُد بإمكاننا المُتابعةُ ورُحنا نلهثُ كهاربين من الحرب.

« لا تهجُريني بيِّرل .. »

هدر لي والضعفُ غلَّف لكنتهُ لكنِّي لم ألِن ولم ألبِّي رغبتهُ وإن كنتُ سأدفنُني من الحُزن ذلك لأنَّني لستُ بعاهرة وإنَّ حدودي لخطٌ أحمرُ عريضُ البندِ.

« فات الأوان جُون »

أدرتُ ظهري لمرَّة أخيرة وإبتعدت لكنَّ روبرت واجهني وهمس لي بتعابير يسودُها الخُبثُ.

« أنا سعيدٌ من أجلك لأنَّهُ الأن بإمكاني الحصول عليك »

نزل بخرزتي وجهه إلى حذائي ثُمَّ إبتسمَ لي إبتسامتهُ الصفراء، ماهذا الهُراء الذي تفوَّه به ؟ حصولهُ عليَّ ماذا ؟ رغم أن الموقف لم يدُم إلا ثانيتين إلا أنَّهُ أشعرني بالقشعريرة فتجاوزتهُ أترنَّحُ، كان روبرت أخر همِّي قبل أن يعلق معهُ جون.

لا أُصدِّقُ أنَّ يوري وبيِّرل تركاني هكذا حمداً للربِّ أنَّني واعية وبإمكاني التفكير وإيقاف تاكسي، ركضتُ الدرجات القليلة إلى الأعلى وعندما شاهدني الحارسُ جيك أفرٍّ هاربةً من النَّادي أوقف لي سيارة أُجرة في الجوار وفتح لي الباب قائلاً.

« عمتِ مساءً أنستي »

حركتُ رأسي إلى جيك ثم نطقتُ بعنواني إلى السائق فإنطلقنا في الدقيقة التالية، عندما تحرَّكت السيارة إلتقطت عيناي في زُجاج المرايا أيقونة الرجُل الوسيم وهو يخرجُ بحثاً عني بعلاماتٍ تأبَّى الإستسلام لكن لم يكُن هناك شيءٌ مُحطمٌ بوسعه إصلاحُه لأنَّني كلِّياً مُحطمةٌ بسبب زواجه.

عندما بلغتُ الحي دفعتُ أُجرةَ السائق ثمَّ صعدتُ إلى الشقة، كانت الأنوارُ لاتزالُ شغالة وكلٌّ من أبجيل ويوري مُستيقظان، كان من المُقرَّر لهما أن ينتقلا إلى منزلِهما لكنَّهُما فضَّلا تأجيل ذلك حتى يُقامَ الزفاف.

« أمِّي تريدُ أن تحظى بأحفادٍ في أقرب وقت لكنَّها تُعلِّقُ أملها على جُون فحسب، كأنَّني أنا وألفريدو لا نُحسب أحياناً أشعُر أنَّها تفضِّلُه أكثر منَّا »

جُزتُ الردهة بجواربي بعد أن خلعتُ حذائي وكنتُ قد لحقتُ بمُنتصف الحديث حيثُ تُكتِّفُ أبجيل ذراعيها بجوار صدرها أمام المطبخ المفتوح على غُرفة الجلُوس بينما يحظى يوري بكوبِ ماء، لم يُبدِّلا ملابسهُما وهذا بشرني بوقت وصولهما القريب.

« لا يُمكنُك لومُها قطتي إنَّ حالة جُون حالة ميؤوس منها »

أعاد يوري الزُجاجة إلى محِّلها وأوصد الثلاجة أمَّا أنا فذهبتُ إلى غرفتي بخطواتٍ سريعة، أغلقتُ الباب ثمَّ فتحتُ الخزانة على مصرعيها وبدأتُ في ضمِّ رُزمة الملابس داخل حقيبة سفري، نعم أنا عائدة إلى أمستردام والجحيم.

« أين بيِّرل ؟ »

لم أكُن قد إلتقطتُ أنفاسي حتى عندما عصف صوتُه الأجشُّ بعظامي وتسلَّل وقعُ حذائه اللَّماع إليَّ فأغلقتُ حقيبتي من فوري ودفعتُها تحت السرير، لم أودَّهُ أن يعرف أنَّني سأختفي من حياته بشكل نهائي.

« إنَّها في غُرفتها لماذا ؟؟ »

بلغ الفضول أقصى درجاته في لكنة أبجيل لكنَّ جُون لم ينبس في المُقابل بشيء.

« بيِّرل سأدخُل »

تحركَ المقبضُ في حركةٍ دائرية، كنتُ مُتشمعةً أمامَ خزانتي وقد خلعتُ قميصي أمام ناظريه لأُعلمهُ أنَّهُ قد داس على خصوصيتي.

« أحم »

عصر جُون حنجُرتهُ وهو يميلُ لإغلاق الباب خلفهُ، لن أنسى النظرة المصدومة التي إلتقطتُها على وجه أبجيل عندما لم يخجل أخوها من منظر صَدريتي.

« هل إعتقدت أنَّكِ عندما تركُضين لخطوتين ستهرُبين منِّي ؟ »

كان حذاءُ موردون الذي إبتاعهُ لي في يده تتبَّعتُ حركاته وهو يضعهُ كشيءٍ مُقدَّس.

« نحنُ نحتاجُ إلى حديثٍ مُطوَّل »

أخذ جُون خطوتين نحوِّي لا أكثر بينما أقفُ لإختيار ثوب نومي أمام الرفِّ الطفولي الخاص بي.

« في الثلاجة ستجدُ علبة آيس كريم أُريدُها وشيئاً لهذا الصُداع اللَّعين »
جذبتُ قميصاً فضفاضاً برموز الأفُوكادو وملابس داخلية نظيفة كان جُون لا يزالُ في محله.

« أنا أسف لقد أذيتُك بأمر زواجي .. »

« قلتُ الآيس كريم أولاً »

إرتديتُ القميص تحت فكِّه المُتشدِّد كان ليُفضِّل مظهري ذاك أكثر لكنِّي منعتُ عنهُ مُتعتهُ بسرعة.

« حسناً »

مُتفهماً أوامري خرج من الغُرفة فدخلتُ الحمَّام بسُرعة، لا أعلمُ لما لكنَّ دماء الطمث لدي كانت في حالة سيئة من الإضطراب ولربَّما يعودُ الأمرُ لحالتي النفسيَّة المُتدهورة.

عندما توسطتُ السرير شعرتُ بخطواته العائدة وبالتأكيد أبجيل كانت تسأل عن مايجري بيننا لكنَّ جون صدَّها بجُملةٍ واحدة أبكمتها.

« كنتُ سأخبرُكِ بعلاقتي مع بيِّرل لو أنَّكِ أخبرتني بأمر زواجكِ الكاثوليكي »

رائع الأن، لقد جعلتُ الأخوان الحميميان يتشحنان بسببي ستكرهُني أبجيل لإخفائي أمراً بالغ الأهميَّة كهذا وستلومُني لأنَّني أخبرتهُ عن زواجها السري.

« روبرت ذاك ،، لم أعتقد أنَّك تُصاحبُ ذلك النوعَ من الأشخاص »

سندتُ ظهري على الوسائد وعيناي مُعلَّقتان على الرجُل في البدلة السوداء مُحمَّلاً بعلبة آيس كريم وملعقة وزُجاجة ماء ومُسكن للصُّداع، لطالما كان مثيراً حينما يتعاملُ مع أشياء المطبخ ولازلتُ عند رأيي أنُّهُ يبدو أفضل خلفَ وِزرة الطبخ الرمادية أكثر من أيِّ مائة بدلة إيطالية.

« علاقتي بروبرت مُعقَّدة »

دفع الباب بقدمه ولجأ إلى السرير أيضاً قبل أن أشخُر وأسخر منهُ.

« مثل علاقتنا ؟ »

لوى جُون شفتيه لإستعطافي ريثما يترُك الأغراض على الشراشف ورغم ذلك كان لايزالُ أنفهُ مستقيماً وتعابيرُ وجهه مُهيبة.

« لم تكُن لديَّ رفاهيةُ الكثير من الإختيارات ملاكي لكنَّ إخباركِ كان بالطبع أحدها »

قفزت نظراتي إلى وجهه بينما أبتلعُ قرصين من الأسبرين، كنتُ لا أزالُ أشعرُ بالكحول في دمي وكنتُ أحتاجُ إلى أن أسمعهُ يتذلَّلُ لي لأرضى فضربتُ زُجاجة المياهِ على الطاولة الجانبية وخاطبتهُ بسُخرية لم أُخفِها.

« آها تابع »

« لم يكُن عليَّ بدايةُ علاقة مع يولاندا لا أستطيع إكمالها، كان يجبُ عليَّ أن أؤمن بمقولة أنَّ الأشياء الجيدة ستأتي مع الوقت  »

مع أنَّهُ الرجُل الذي كان يحاولُ مُراضاتي إلا أنَّني أنا من شعرت بالإذلال لن أستطيع أن أنسى كيفَ أحسستُ بالتمزُّق ليلة الأمس والإعتذارُ مني لن يغيِّرَ أيضاً حقيقةَ أنَّهُ سوفَ يتزوَّجُ من العارضة الجميلة غداً.

« مهلاً لا تأكُلي ذَلك »

وقعت عُلبةُ الآيس كريم بيننا لأنَّ جُون أمسكها خلال فترة أخذي لها مُتنحنحاً.

« صدقيني إنَّهُ ليسَ خياراً جيداً في فترة حيضك »

تجاهلتُ نصيحتهُ وغرفتُ من العُلبة قدراً كبيراً، حاولتُ أن أتظاهر بالقوَّة لأطول وقتٍ مُمكن لكنَّ أكتافي المُتعَالية سقطت وإعترافي هرب من حُنجُرتي كَسجين بائس.

« لقد آلمتني حقاً »

طعنتُ الآيس كريم بالملعقة طعناً عميقاً وإنشغلتُ بمواجهة جُون الذي لم يتردد في إظهار حُبِّه لي للحظة.

« أنا أسف لم أقصد بأيِّ شكلٍ من الأشكال أن أؤلِمك أو أن أشعِركِ بأيِّ طريقة كانت أنَّكِ غيرُ مُهمَّة »

وضعَ يُمناهُ على خاصتي ومسح عليها بطريقة لائقة ثمَّ إسترسل.

« في الحقيقة أنتِ مُهمَّةٌ لي أكثر مِما تتصوَّرين أنا هُنا بالأصل من أجلك أنسة بيِّرل ويلسون »

نطقُهُ لإسمي الكامل بتلك الطريقة التي تخُصُّه زعزعني بالكامل وأعطى لدموعي فُرصةً سهلة في التدفُّق.

« علينا ألا نُطيل هذا الحديث أكثر لأنَّ زواجك سيحصُل صبيحة الغد »

مسحت أناملُه دموعي الرقيقة من فورها وإحتضنت راحتاهُ فكيَّ بينهُما لم يُريدَني جُون أن أبكِّ.

« كلُّ ما عليكِ فعلهُ الأن هوَّ جمعُ ضرورياتك وجلبُ جواز سفرك وعندها ستكُونُ الأمورُ على ما يُرام ملاكي »

بتفاجُؤٍ رفعتُ حاجباي مِن مقصدِه، أعطاني جُون بعينيه بياناً صريحاً لما يودُّ فعلهُ فتلعثمتُ وأنا أردُّ عليه.

« إن ذهبت معي ماذا عن زواجك جُون ؟ »

ظلَّت تعابيرهُ المُطمئنَّةُ على حالها تدعوني إلى التصديق المُطلق، لقد كان جُون يفكرُ في أمر الفرار معي والتخلِّي عن الزواج بيولاندا !

« أنا أرى الحُبَّ في عينيك »

لمرةٍ واحدة توقفتُ عن صدِّه،أعطيتُ لعيناي مجالاً للبُكاءِ فبكيتُ وأنا أتمسَّكُ بياقة قميصه المكويِّ بعناية.

« لقد أخبرتُك من قبل .. أنتِ المرأة التي أهتمُّ لأمرها بحقِّ الجحيم »

لوى شفتيه بتسلية وأعطاني تلك الإبتسامة الرجولية الساحرة التي لا تُقاوم.

« أحبُّ كيف تترُكُ كلَّ شيءٍ من أجلي رغم أنَّك تملكُ مئات الأمور المُستعجلة قبلي، نعم أودُّ من كلِّ قلبي أن أرحل معك لكن .. »

تسلَّقتُ بيداي إلى فكِّه وحظيتُ برفاهيَّة لمسه، كان جُون يحتاجُ إلى الحلاقة لكنَّهُ وسيمٌ مع كلِّ تلك اللِّحية الخفيفة والتجاعيد على وجهه.

« لكنَّني لا أحبُّ أن أكون أنانيَّة أكثر من اللازم »

وضع جُون جبهتهُ على خاصتي وأحاطَ ظهري بذراعه العضلية لنُصبِح أقربَ إلى بعضنا.

« لكنِّي لا أُمانعُ أن تكُوني أنانيَّةً عندما يتعلَّقُ الأمرُ بي، أحبُّ أن تكوني أنانيَّةً في حبِّي أكثر من اللازم ملاكي »

همس لي في أُذُني بصوتٍ ناعم جعل من دموعي تهدأ وبعد تفكير معمَّق خرجتُ من حضنه ودفعتُ شعري المُبلَّل بالعرق إلى الخلف.

« بقدر ما أُريدُكَ جُون بقدر مافكرتُ في يولاندا، لقد تخيلتُ نفسي في موضعها بدت سعيدة اللَّيلة لأنَّها ستتزوَّج أيَّ نوعٍ من الحُثالى سأكونُ أنا عندما أخذُك بعيداً  ؟ »

« شششش لا تقولي ذلك »

حبس شفتيَّ تحت إبهامه لكنِّي لم أتوقف عن الحديث عنها.

« ماذا لو كنتُ أنا يولاندا والرجُل الذي من المفروض أنا أتزوَّج به هرب في صبيحة يوم زفافي مع عشيقته ؟ كيف سيكونُ موقفي أمام المدعوِّين والعائلة ؟ التفكيرُ في ذلك فقط يُفتِّتُ دماغي »

« إذن مالذي تريدين منِّي فعلهُ بيِّرل ؟ أنا حقاً مُشوُّش لكنِّي مُستعدٌ لأخذكِ بعيداً »

لمعت عيناهُ ببريق عدمَ التردُّد ولامس كتفاي منتظراً أوامري ليُلبِّي.

« تزوِّجها، أنتَ بالأصل كُنتَ لها »

« ماذا عنكِ ؟ »

نطق جون بتفاجؤٍ للتضارُبِ الذي أبديتهُ بين لحظةٍ وأُخرى، كان الرجُل في حيرة من أمري.

« يمكنُني إنتظارُك سنة أو سنتين .. نعم سأنتظرُك دائماً طالما تعودُ إلي في النهاية »

سقط حاجبا جُون بإمتغاظٍ يمكنُني أن أعرف أن الفكرة لم تَرُقه وأنَّهُ غيرُ مُستعدٍ لتقبُّلها لكنَّ الوقت ضيِّق.

« من أجل سُمعتك الجيِّدة ومن أجل شرف عائلتك .. أرجُوك »

عانقتهُ، حتى لو كنتُ أتمزِّق وأضلُعي تنفجرُ بلا صوت ماكُنت لأرحل مع هذا الذنب وبالتأكيد لن أدفع جون لإرتكابٍ أغلاطٍ جسيمة ستتحدَّثُ عنها بلجيكا بأسرها.

« لدي شرط في المُقابل  »

بلهجةٍ حادة أعلمني جُون وأنا أنفصلُ عن الكيان الواحد.

« أريدُكِ أن تبقي بجانبي وتشاهدين هذا الزواج يفشلُ فشلاً ذريعاً ملاكي »

رغم أنَّ الموقف لم يكُن مُضحكاً إلا أنَّني إنفجرتُ بالضحك وإستمرَّت قهقهاتي وأنا أُجفِّفُ دموعي بكُمي قميص الأفوكادو.

« بالطبع لما لا »

ضربتهُ على صدره وإلتقطتُ أنَّ مزاجهُ المُتعكِّر قد أُصلح، كان الحلُّ مُرضياً لكلينا.

« أترُكِ الآيس كريم ولنستلقِّ لبعض الوقت حُبِّي »

أخذ جون العلبة فإستلقيتُ على الجانب بينما أسمحُ له أن يجذب لي الغطاء، خلع سترتهُ وإضطجع إلى جواري ليمسح على شعري كوالدٍ حنون، لطالما أحببتُ ذلك المنظر ولطالما أشعرني بالأمان والراحة.

« هل ستلمسُها ؟ »

لم أعي كيف خرج سؤالي الحسُودُ إلى أن سمعتُ ردَّه.

« لا، يولاندا أيضاً ستتزوَّجُني للحفاظِ على شُهرتها وليست مهتمةً بي في السرير أيَّتُها الغيورة »

تنفستُ الصُعداء وتوسدتُ صدره كحُضن أخيرٍ لي ثمَّ أجبتُ مع إبتسامةٍ راضية.

« هذا مُريح »

سمحتُ لجفناي أن يرتخيا وقضيتُ بعض الوقت معه مُتظاهرةً بالنوم، قبَّل جُون جبيني قبل أن يغادر وعندما سمعتُ الباب يُفتح توقفتُ عن التمثيل.

كانت صوتهُ الثابتُ في مواجهة أبجيل مُنخفضاً وبدون لفٍ أو دوران أفصح لها عن مشاعره نحوي أملتُ أن يتوقف عن ذلك لأنَّهُ بقدر ماكان مُفرحاً كان الأمرُ يزيدُ عذابي.

عندما خفُتَ الصوت وإنطفأت أنوار الجناح بالكامل غفيت ولم أستيقظ إلا عندما سمعتُ الطرق على باب غُرفتي في الصباح.

« أدخُل »

رفعتُ جُرئي العلويَّ ومسحتُ على وجهي بينما أتفقَّدُ الساعة التي كانت تُشيرُ إلى التاسعة يالهُ من يومٍ بائس، دفعت أبجيل الباب وعندما نظرتُ إليها إستغرقني الأمرُ فترةً لأستوعب لأنَّ جمالها غير الطبيعي كان ينثُر عليَّ سحراً من الصعب عليَّ مُقاومتهُ.

« هل تشعُرين أنكِ بخير ؟ لقد أخبرني جُون بالأمس عن كلِّ شيء »

قرع كعبُها البلاط في خطواتها إلى السرير، كانت ترتدي ثوباً أبيض ينحتُ الخصر بصورة رهيبة ذو ياقة مثلَّثة على شاكلة حرف V وقرطين من اللُّولؤ، الإنتفاخُ الصغيرُ لبطنها جعلني أبتسم.

« أنا لستُ هُنا لألومك بيِّرل لكن لم أعتقد أنِّكِ ستُخفين أمراً كهذا علي إعتقدتُ أنَّنا صديقتين »

« كنتُ خائفة .. »

دفعتُ غرتي إلى الجانب بعدما أصبح هبوطُها على عيناي أمراً مُزعجاً ثمَّ رميتُ الغطاء وقفزتُ من السرير إلى الحمَّام لأغسل وجهي وخلال مروري بجانبها أضفت.

« كنتُ سأخبرُكِ أبجيل لم يمرَّ على ذلك إلا فترةٌ قصيرة بالتأكيد لم أكُن لأخفي عنكِ شيئاً كهذا لكن أمر زواجه وقف كعائق أمام هذه الحقيقة»

« لا تأبهي لذلك سيكُونُ كلُّ شيءٍ على ما يُرام لا أعتقدُ أنَّ أخي ويولاندا سيُطيلان هذا الزواج فكلاهُما من نفس الطينة »

وضعت أبجيل كفها على كتفي في مُحاولة لجعلي أبتهج رغم أنَّ بعضاً من التردُّد قد كان بادياً في لهجتها، كانت تتحدِّثُ عن أمرٍ مُستقبليٍّ مجهُول لا يعلمهُ أحد.

« ذاهبة للزِّفاف ؟ »

أغرقتُ فُرشاة الأسنان بالمعجون وأنا أسأل فأخذت أبجيل نفساً قبل أن تخبرنِي.

« في الحقيقة سيعقدون القران على العاشرة والحفلة ستكون في وقتٍ لاحق من اليوم كنتُ أتساءَلُ إذا وددت الحضور »

« الحفلة .. بالتأكيد »

نبستُ وأنا أبصقُ الرغوة داخل المغسلة ومع تعابيري الصامدة إكتفت أبجيل بتقديم إيماءَة بينما يُناديها يوري.

« حسناً سأعودُ لتغيير الفُستان بعد القران لذا سنذهبُ معاً إتفقنا ! »

أعطيتُها هزة رأس وأنا أراقبُها تُغادر الغرفة ثمَّ غسلتُ وجهي وخطوتُ بإتِّجاه الخزانة لاكمال ماتبقى من ليلة الأمس، أفرغتُ الرفوف والعلاَّقات وفي خطوة أخيرة أعدتُ حذاء موردون إلى صندوقه الأصليِّ وحشرتهُ في الداخل كتذكار.

« اوه أنسة بيِّرل هل ستنتقلين ؟ »

سألني حارسُ البناية الودود عندما لاحظ الحقيبة الكبيرة التي أجرُّها ناحية سيارة الأُجرة ومن المؤسف أنِّي لن أراه ثانيةً فقد إعتدتُ وجوده في كلِّ مرةٍ أعودُ فيهِ من العمل.

« نعم وسأفتقدُكَ كثيراً أمُّل أن تبقى بصحةٍ جيدة »

ودَّعتهُ وقمتُ بإملاءِ عنوان الشركة على مسامع السائق، أعلمُ أن ذهابي هكذا أمرٌ غيرُ مُستحب لكنَّهُ التصرُّف الصائب.

« أرجو أن تنتظرني لفترة سأعودُ بسُرعة »

أمرتُ السائق ثمَّ ركضتُ نحو المدخل كان هُنالك تذكارٌ صغيرٌ وجب عليَّ أن أترُكهُ لجون قبل أن أختفي من حياته بشكل كامل، لأنَّني أحبُّه وأحبُّ مصلحتهُ أريدُ لهُ حياةً هنيئةً مع إمرأةٍ من مستواه.

أعلمُ أنَّني سأندمُ لاحقاً وسأبكي لعدة ليالٍ وسأتحطَّمُ كالجحيمِ لفُراقه لكنَّني لا أستطيعُ أن أعيش مع ذنبِ تركه لخطيبته بسببي، كنتُ ولازلتُ وسأبقى فتاةً فقيرةً من أمستردام لا تستحقُ رجُلاً مثله.

كان اليومُ يوماً عادياً والمُوظَّفون غائبُون عن خبر زواج رئيسهم اذ كان الأمرُ سرياً بدرجةٍ كبيرة، يوماً ما سأتذكرُ أن أكبر إنجازاتي كان العملُ هنا والوقوع في الحبِّ مع الرجُل الذي يظهرُ على الجرائد بصورة مُستمرَّة.

دلفتُ مكتبهُ المرتَّب وتركتُ الصندوق الكرتونيَّ على إمتدادٍ بصري واضح ثمَّ إلتقطتُ قلم الحبر المُفضَّل لديه وكتبتُ لهُ رسالة قصيرة لخَّصت فيها مُعاناتي.

بِصُورة عَجولة عدتُ إلى السيارة وهذه المرة كانت وجهتي إلى محطة القطار حيثُ يجدُر بي أن أستلم التذكرة، كانت الرحلة من بلجيكا إلى هولندا على بُعد أكثر من ساعة لذا جلستُ على الكراسي أنتظرُ المَوعد بينما أقرأُ أحد الروايات البُوليسيَّة التي إبتعتُها مُؤخراً.

عندما إلتحقتُ برحلتي وجلستُ في مقصورتي مُقابلةً للقفص الذي يركُض فيه نيكُولاي حدقتُ بالنافذة حيثُ كان القطار المُضادُّ لنا يعبُر كجوادٍ جامح ولعلَّ الحياة بأكملها تشبهُه إذ أنَّها تنتهي بسُرعة خاطفة لا نكادُ نشعرُ بها.

بعد فترة من الرحلة توقَّف القطارُ أمام أحد المحطَّات لعدة دقائق ثمَّ عاود للإنطلاق مرَّة أُخرى كنتُ قد فكرتُ في الذهاب إلى مقصورة الطعام لتناوُّل الغداء بما أنَّ اليوم إنتصف لكنَّني أجلتُ ذلكَ لبعض الوقت بما أنَّ التذكري كان يمُرُّ ليُطالب بالتذاكر.

عندما غادر التذكري سمعتُ بعض الفوضى في الأرجاء، أصواتٌ مُختلفة كانت تمُرُّ في الرواق الضيق لقد إعتقدتُ أنَّهُ تفحُّصٌ روتيني غير أنَّ الرجُل الذي قرع بابي كان يرتدي بدلةً سوداء كحارس مُستأجر.

نظر الحارسُ إلى هاتفه ثمَّ أمعن في وجهي لقد شعرتُ بالقلق من هدوئه المُريب وكنتُ فقط أنتظرُ أن يعاود إغلاقهُ للباب وأن يمضي قدُماً لكنَّهُ بدل ذلك دخل مع حارس أخر وحتى لا يراهُما أحدٌ تستَّرا على ذلك بدفع الباب.

« مالذي يجري هُنا ؟؟ »

وقعت الروايةُ عن حُجري بينما أنهضُ ولأنَّ ردِّ فعلي كان أبطئ منهُما كمِّم الحارسُ بالطول الشاهق أنفي بمنديل مبلول ذو رائحةٍ كحُوليَّة.

« لا يجبُ علينا أن نلفت الأنطار أتفهم .. »

دوت الجملة كجرس فجر أُذُني لكنِّي لم أستطع أن أقاوم فقد خانتني قدرتي على الوقوف وشعرتُ كما لو أنَّ أطرافي قد صارت مثلَ الحجارة من شدَّة تصلُّبها، مهلاً ذلكَ الحارسُ كان مألوفاً .. أولُ شيءٍ فكرتُ فيه هو جملةُ روبرت !

To be continued 🌸


-

رأيكُم في السرد ؟؟

- إعتقادكُم مين لي خطف بيِّرل ؟؟

- من هذا الفصل بدأ العدُّ التنازُلي لنهاية الرواية غايز بنودِّعها بعد 3 فصول بس.

- على فكرة، بتحدى أي حد يتوقع نهاية هذي الرواية إتس ديفرنت 👍😹

Continue Reading

You'll Also Like

6.1K 322 9
"أتاها بما تخافُ هي و تزعُر فكان حريصاً على أن لا يعترفُ لها بل كان يفعل.. "هو فقط أراد حبها،.. أراد إهتمامها كما تفعلُ مع العالم؛ في ليلة زفافهما...
1.1M 43.5K 42
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
513 314 10
الجزء الثاني من رواية A Broken Heart
2.8M 57.1K 76
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...