كانت تمشى مع صديقتها الحميمه و قد ابتعدتا كثيراً عن قلعه ملوكيوم و عن كل القلاع ذهبوا إلى مكان لم يراه احدٌ مطلقا قالت لصديقتها:
ـ ليه يخلونا نمشى لوحدنا يا شهد انا خايفه اوى
ـ متخافيش هما شايفننا وهيفضلوا معانا ولو جرا حاجه هياخدونا
زي ما خدونا قبل كدة
ـ معاكى حق بس المكان هنا ضباب و الدنيا تحسيها بالليل كدة ليه
ـ خلاص بقى يا فريدة كل ضلمه و اكيد فيها نقطه بيضه دة حتى البشر الوحشين بيبقى فيهم ابيض
ـ كلامك سكر زيك و الله
ـ انتى اللى سكر يا قلبى بس هما ليه ادونا الحاجات اللى فى وشنا دى
ـ دة احطياتى هم خايفين لحسن المكان يبقى زي دريميول
ـ طيب يلا نكمل ايه دة
ـ باين عليها قلعه مهجورة
ـ هندخل ولا نستنى اتصال منهم
ساد الصمت لمدة فكانت فريدة تفكر و بين الحين والآخر تنظر إلى القلعه المهجورة وبعدها قالت:
ـ...........................
꧁꧂
ـ قول انا سامعك
قال جاسر:
ـ انت و الملكه لارا هتروحوا للملك زين
ـ افندم؟!
ـ هو انا قولت حاجه صعبه
بدا التوتر و الشوق و العصبيه و الفرحه و الحزن على وجه تامر ووتتوالى هذه المشاعر بسرعه و بعدها تماسك وقال:
ـ لا انا مش هقدر
ـ لا لازماً تقدر
ـ انت بتقول ايه مقدرش انا ولا لارا نعتب القلعه المنيله دى
قالت رنا بحنيه:
ـ انت مش عايز تشوف اخوك الكبير اللى بتحبه
مش القلعه هى اللى هتقف فى انكم متشوفوش بعض
ـ البت دى بتقنعنى بنبرة صوتها... ربنا يخليكى يارب
قال جاسر بغيظ:
ـ يعنى هتروح ولا لا
ـ هروح بس بشرط
قالت رنا بتشنج:
ـ انا هموت انت بتشرط و انت المستفاد اصلا
ـ انا غيرت رأيى عنك
ـ يعنى انت عايز ايه يعنى
ـ مفيش يا رنرون انا شرطى إن لارا تيجى عندى الاول و اشوفها
قال جاسر و كانت النار تملئه:
ـ هتشوفها بس ابقى اشوفك تقول رنرون تانى
قال تامر وهو ينظر إلى رنا التى كانت تمثل الخجل:
ـ يا رورو سلام يختى هروح اشوف بنتى اصلها وحشتنى يا رنرون
وبعدها وجه كلامه إلى جاسر قائلا بتحدى:
ـ انا محدش يمنعنى اقول حاجه يا حبيبى
ذهب تامر بالفعل.. هو فعل هذا لأنه رأى خصوميتهم؛ لذا قال ان ما فعله سيُجدى نفعاً و كان ما يُحزنه هو كيف صرخ بوجه حبيبته هكذا لذا اخذ يفكر كيف سيصالحها إنها ليست من طباعه ان يتأسف لأحد ما و لكنها خارج طبعه وخارج كل مايحدده على الناس لأنها داخل قلبه الذى لا يوجد له حدود من الخفقان باسمها و لكن الآن ترك اثنان يشيطان من بعضهما
كادت رنا تخرج و لكن اوقفها جاسر و هو يُمسك يديها بشدة و قال لها:
ـ انتى على اي اساس تسيبيه يقوللك كدة لا و كمان بتبقى.. مكسوفه!!
ـ انت مالك انت هو انا اعرفك اصلاً؟
ـ هو متجوز علفكرة
ـ و دة مش فارق معايا
ـ ايه
ـ هو نفسه مش فارق معايا و لا انت حتى فارق معايا مظنش إن بقى فيه حد يفرق معايا من ساعه مكان فيه حد بيهزقنى
ـ انتى اللى استفزيتينى علفكرة
ـ لا انا معملتش حاجه انا كنت بحسب انها هتفيدنا و طلع معايا حق وهى فعلياً كانت كويسه ومقالتلوش
ـ دى كانت لسه هتقولله
ـ هو انا ليه بكلمك اصلاً وسع من قدامى
لم يستطع جاسر تحمل الإهانات المتتاليه فامسك يدها و اخذها معه
و هى تحاول ان تُبعد يده و امها تنظر من خلال البلورة و تقول:
ـ احسن وريها ... ايه البت دى
ـ انتى هبله يا دولت.. دة بيهزق بنتك!
ـ فى ايه يا عمرو انت بتشتمنى
ـ شوفتى انتى اتقمصتى ازاى لما قولت انك هبله و مش فارق معاكى بنتك اللى اتهزقت
كانت دولت تقلد ابنتها بصوت يضحك وتقول:
ـ مش فارق معايا حد مظنش ان حد هيفرق معايا
ـ انتى غريبه
ابتعد عمرو بيأس فهل دولت تفعل هذا لكى لا يغضب هو.. ام لأنها تحب جاسر.. ام ماذا؟؟!!
قالت سوسن لدولت:
ـ الواد دة مترباش.. لما ييجى بس... وانا هنفخه
ـ ولا تنفخى ولا تفسى يا سوسن هو كفايه منفوخ من البنت و اتحداكى هيصالحها عشان هو لو مكانش بيحبها مكانش اتغاظ كدة..
دة حتى مقدرش يمسك نفسه مع إنه عارف ان تامر بيعشق مراته
ـ ياستى هنشوف اهو بس بردو مينفعش يعمل مع بنت كدة
ـ دى هتبقى مراته عادى
ـ ولو.... ميعملش كدة بردو يختى
ـ خلاص انتى نفسك تنفخيه اصلاً.. براحتك بقى
اقترب ماجد من عمرو وقال:
ـ متزعلش يا عمرو منه... هو بيحبها عشان كدة عمل كدة
ـ انا عارف بس انا خايف عالعيال ومش عايز رنا تبقى لوحدها بالطريقه دى انا متطمن على سهام عشان رامى معاها و قلبى كان بيتقطع لما اتخاصمت معاه و الحمدلله اتصالحوا و كمان اعترفتله بسرها
بس رنا دى عنيدة و انا عارف كدة كويس جداً و عمرها ما بتسيب حقها خااالص
ـ بس هتسيبه مع جاسر عادى شكلها بتحبه عشان حبت تغيظه
ـ لا مش عشان كدة هى عارفه إن دى نقطه ضعفه عشان كدة هى عملت كدة عشان تحسسه بإنه ولا حاجه بالنسبالها و دة هيقتله و ابنك
و شطارته بقى يا يعرف يصالحها يإما...
ـ يإما ايه
ـ يإما الحاله تتطور
꧁꧂
قطع الشرود صوت زين و هو يقول:
ـ جنى
ـ نعم
ـ الدنيا ليلت اظن إن لازماً تروحى دلوقتى لجناحك
ـ هو احنا فى قصر؟
ـ تروحى اوضتك و خلاص انا هوصلك
ـ لا شكرا همشى بنفسى
ـ انا قولت هوصلك
ـ يعنى انا يعنى مش بعرف امشى بنفسى
لم يتكلم زين ثانيه وقرر ان يحملها و اخذها إلى غرفتها وانزلها و قال:
ـ لما اقول كلمه تتسمع فاهمه
ـ انت....
ـ ماسكه الشتيمه ليه طلعيها
ـ انت شلتنى ليه
ـ هو انتى ليه كلامك كله على شكل اسئله بس بردو هرد عليكى انا بعمل اللى فى مزاجى و شيلتك عشان مش هنتعازم طول الليل
ـ تمام
ـ مفيش شكرا
ـ على ايه
ـ ريحتلك رجلك
ـ ربنا يهديك
ـ طب ما تقولى يخليك
ـ التغيُّر اللى فيك دة مش عاجبنى
ـ و دة بحد ذاته عاجبنى
ـ شكرا
ـ اديكى قولتيها
ـ يالهووووى
ـ سلام
قبل ان يذهب زين تذكرت جنى ماقالته سهام و رامى لذا امسكت جنى
يد زين و هى لا تريد ذلك و لكن هذا بدون إرادتها و قالت:
ـ زين انا
ـ انتى ايه
ـ اقصد انت
ـ انا ايه
ـ انت كويس اوى
ذهب زين وهو يبتسم قليلاً و هى لا تستطيع فعل شىء سوا ان تقول
(انت كويس جدا) وهذا ما ضحك عليه زين نامت جنى على السرير وقالت لنفسها:
ـ يلا بكرة تتطورى وتقولى انت كويس و بس او تقولى انت جميل لا طبعاً استحاله اقول كدة ايه الغباء دة
꧁꧂
كانا يمشيان معا ويتكلما قليلاً ويضحكان كثيراً و فى الحقيقه كان يوصلها إلى مكان ما
ـ انا رجلى وجعتنى من الصبح و عمالين نمشى انا اتكسحت فعلياً
قال رامى:
ـ اسكتى مينفعش اشيلك كفايه الحضن اللى ابوكى هينفخنى عليه
ـ دة انت دماغك شمال ايه دة هو انا قولت تشيلنى انا بس قولت رجلى وجعتنى يعنى انت مثلاً رجلك موجعتكش
ـ وجعتنى ايه رأيك تشيلينى
ـ بلاش اشتم هو انا قادرة اشيل نفسى
قال رامى:
ـ خلاص امرى لله معلش يا عمو
ـ اااااه
حمل رامى سهام و اخذ يمشى بها إلى ان وصلا امام غرفه جنى و انزل رامى سهام وهو يقول:
ـ اااه يا ايدى ايه دة انا لما شيلت جاسر كان اخف.. مع ان يبان اعرض
ـ قصدك ايه انا اخف من الريشه
ـ بهزررر خلاص
كانت جنى نائمه وهى فاتحه الاعين وتنظر إلى السقف و تُفكر فى زين
و طيبته و اللحظات التى كانا فيها معاً و قطع كل هذا الباب الذى طرقه رامى فامسكت عصا وجدتها عالارض و فتحت الباب ببطىء فوجدته رامى فقالت:
ـ خير
ـ خدى سهام هى هتنام معاكى وهتفهمك تعملى ايه
ـ طب وانت
قالت سهام:
ـ لا يختى ما هو مش هينفع ينام جوا بردو يا رقيقه
ـ أولاً دة اخويا انتى اللى مينفعش تبقى معاه فى حته واحدة و ثانياً انت هتنام فين
ـ هنام مع المزارع اللى هو جاسوس هنا و انا حبيت اجيب معاكى سهام عشان تقعدوا مع بعض و كدة يعنى
ـ ايه و كدة يعنى دى؟
ـ هتعرفى سلام
ـ سلام
ـ سلام يارامى
ـ سلام ياسهام
دخلت سهام مع جنى وقالت لها:
ـ انا هفهمك تعملى ايه كويس مع الملك بس مش دلوقتى اصلى مصدعه
نامت سهام و جنى نامت بجانبها
꧁꧂
ـ بس ابعد ايدك عنى
ـ انتى مالك بقى كدة معايا
ـ انا كويسه انت اللى مالك العروق هتطق ليه
ـ ادخلى نامى
ـ انا هنام مع سارة
ـ لا هتنامى جوا
ـ و انت هتنام فين بقى ان شاء الله
ـ هنام جوا بردو
ـ انت غبى ياض
ـ اومال عايزة تنامى مع سارة وتامر يدخل عليكم كل شويه مثلاً
ـ فيه ايه مالك يا جاسر
ـ نااااامى
كان جاسر يصرخ بها فدخلت رنا وهى تبكى على السرير و تحاول
ان لا تنام و كان جاسر فى اكثر لحظاته غضباً.... دائماً ما تقول عليه امه انه مثل الثلاجه ولا يشعر و لكن رنا اخرجت ما به من غضب
و بركان فائض و دخل ايضا و اغلق باب الغرفه بقوة
و كان كلاً من عمرو و ماجد و سوسن و دولت يراقبا ما يحدث ورأيا ما آثار تعجبهم
ـ جاسر
ـ فيه ايه
ـ انا اسفه
قالتها رنا لأول مرة فى حياتها و ذهبت مسرعه إلى حضنه و كانت سرعتها مثل الهواء البارد الذى اطفأ البركان الهائج فحضنها جاسر بحب وقال لها:
ـ انا اللى آسف يا رنا انا غلطت لما هزقتك
ابتسمت له رنا وقالت:
ـ ينفع اسأل سؤال
ـ اسألى
ـ انت كنت هتعمل ايه
ـ عادى كنت هدخل انام يعنى كنت هعمل ايه
ـ معرفش انت دلوقتى هتنام فين
ـ انا مغيرتش رأيى انتى عالسرير وانا عالكنبه
ـ لا مينفعش
ـ ليه
ـ مش هنام مرتاحه
ـ ايه اللى يريحك... انك تنامى مع سارة
ـ لا
ـ اومال
ـ نام فى المطبخ
ـ طيب يا قاسيه طيب
ـ جاسر
ـ نعم
ـ انت بتحبنى
ـ اسكتى هو انا مقولتلكيش
ـ لا مقولتليش
ـ مش انا مش بحبك
ـ نعم ياعنيا
ـ انا بعشقك
ـ تمام
ـ ايه تمام دى
ـ اقول ايه يعنى
ـ قولى انك كمان بتحبينى
ـ بعدين ان شاء الله
ـ ماشى يا رنرون
ـ اسكت انا كرهت الدلع ده
ـ ماشى يا روح قلبى
ذهب جاسر إلى المطبخ و نام هناك بينما نامت رنا على السرير وكانت تفكر هل إذا لم تفعل ما فعلته ما الذى كان سيفعله جاسر هذا و صمتت و نامت و هى مبتسمه لأنها تأكدت من حبه اخيراً
꧁نهايه الفصل23꧂