HOW CAN I SERVE YOU SIR ? ||...

Oleh shinyiry

378K 14.2K 2.2K

[ THIS STORY CONTAINS A HOT SAUCE 🔥! ] « ملاكي، أنتِ ملاكي الصغير اللَّطيف أنسة ويلسون » « أوه بخصُوص هذا أن... Lebih Banyak

▶ CHAPTER 00 : PROLOGUE
▶ CHAPTER 01 : ACCEPTANCE
▶ CHAPTER 02 : TRADITIONS
▶ CHAPTER 03 : TOUCH
▶ CHAPTER 04 : DECISION
▶ CHAPTER 05 : TEMPTATION
▶ CHAPTER 06 : HEARTBEATS
▶ CHAPTER 07 : JEALOUSY
▶ CHAPTER 08 : FEELINGS
▶ CHAPTER 09 : SURVIVAL
▶ CHAPTER 10 : BACK
▶ CHAPTER 11 : PALPITATIONS
▶ CHAPTER 13 : CONFESSION
▶ CHAPTER 14 : DREAM
▶ CHAPTER 15 : SHOCK
▶ CHAPTER 16 : KISS
▶ CHAPTER 17 : MY ANGEL
▶ CHAPTER 18 : SHE'S MINE
▶ CHAPTER 19 : MESS
▶ CHAPTER 20 : LOVE
▶ CHAPTER 21 : SECRET
▶ CHAPTER 22 : NOBODY KNOWS
▶ CHAPTER 23 : ATRICK
▶ CHAPTER 24 : GOODBYE
▶ CHAPTER 25 : SACRIFICE
▶ CHAPTER 26 : RUN
▶ CHAPTER 27 : WITHYOU
▶ CHAPTER 28 : THE END
▶ ADVERTISEMENT
▶ coffee !

▶ CHAPTER 12 : SUDDEN

9.8K 460 70
Oleh shinyiry

كُنَّا قد بدأنا في تناول العشاءِ منذُ فترة عندما أطلَّ ليون من أخر الصالة بحثاً عنِّي بخرزتيه الصفراويتين ولأنَّ العدد كان مُكتملاً حول الطاولة الدائرية الكبيرة فإنَّهُ إضطُرَّ إلى أن يحضر كرسياً إضافياً كالمنبوذ ويجلس بجواري تحت نظرات أبجيل المُظلمة، لم تكن معجبةً بجلوسه بيننا نحنُ الإثنين.

« من دعاهُ بحقِّ الجحيم ! »

إحتجَّت بلهجة غليظة ولأصوِّب نحو الحقيقة فإنَّها لم تكن مسرورة وتعابيرُها إشمئزَّت بوضوح، حسناً، ما كنت أدركُ ماهية الإجتماع لذا إعتقدتُ أنَّهُ حول العمل فإستدعيتُه هو أيضاً نظراً لأنَّ جميع الموظفين البارزين هُنا، لقد رأيتُ أنَّهُ لن يجوزَ لفرقة جوقة إحياءُ عزفٍ بدون العازف الماهر.

« أنا فعلتُ يا آبي »

أعربتُ أمِلاً تهدئَتها وأماراتُ ليون في نفس اللِّحظة إتسمت بنوع من الفخر وكأنَّهُ يقول : نعم أنا هُنا بدعوة من طرف الرئيس شخصياً، لقد كنتُ أعتقدُ أنهُ حول العمل إلى أن رأيتُ ألفريدو الذي لا علاقة لهُ بالموضوع وخليلتهُ بيني الشقراء.

« رائع الأن أُمسيتي تلُفت »

علَّقت أبجيل بعدم الرِضا، إنَّها بالكاد تستطيعُ النظر في وجهه بعد أفعاله.

« إذن هل يمكنُنا أن نعرف ؟؟ »

لم يكُن العشاءُ قد إنتهى بعدُ مع إنضمام السكرتير المُساعد عندما سألتُ لكنَّ أبجيل لم تجيب فألفريدُو قد تولى ذلك عنها وأخبرني بمكر بينما يحركُ كأس التيكيلا الخاص به.

« أعتقدُ أنِّي أعرفُ السبب، فكر يا جون .. »

جملتهُ جعلتني مُرتاباً، هل هناك ما نسيتهُ ؟ أنا لستُ مُتأكداً من ذلك حقاً.

« حسناً »

ذلك كان ردِّي فيما أنا واقعٌ في حُفرَة من الشكِّ، بينما كنت أتناولُ اللحمَّ ذو العُصارة الرائعة وقعت نظراتي على لا أحد غير الملياردير النمَّام القائم على الصندوق الإئتماني لأطفال بلجيكا، بالطبع كانت ثروتهُ تفوق العادة وكان بإمكاني معرفة بعض الوجوه الشهيرة التي تظهر في التلفيزيون وعلى صفحات السوشيال ميديا.

« ستعرفُ يا جون إسترخي »

هذا ما قالتهُ أبجيل مع نهاية العشاء وإنضمام طاقم الموظفين لتنظيف الطاولة من الصحون الفارغة، بعد خط الإنسحاب الطويل إنطفأت الأنوارُ جميعُها في الطابق الأوَّل وظلَّتِ الشموعُ حولَ الطاولاتِ هي فقط من تصنعُ موقفاً جميلاً.

جلُّ ما إعتقدتهُ هو أنَّ خطباً ما قد وقع في عدَّاد الكهرباء على أمل أن يتمَّ إصلاحهُ سريعاً غير أنِّي سحبتُ الفكرة تماماً ما أن بدأت أختي بالغناء لي، الأغنية التي عفى عنها الزمنُ داخل براثن عقلي ..

« عيدُ ميلادٍ سعيد يا جون، عيدُ ميلادٍ سعيد .. »

عندما بدأت بيني بالغناء معها وألفريدو كالأطفال كذلك مع قهقهاتٍ صبيانيَّة وقعتُ في دوامة ، لم أنتظر ذلك لأنَّني لا أتذكرُ أخر مرَّة قمتُ فيها بحفلة عيد ميلاد، لقد مضى على ذلك زمنٌ طويل جداً إِذ أنَّني كرهتُ هذا النوع من الحفلات منذُ بلغتُ الخامسة.

« هل أنا الوحيدة التي لم تكُن تعرف ؟! »

صدح صوتُ بيِّرل من بين صوت الغناء المُنخفض وبدى أنَّها مُحرجة من حقيقة العشاء، لا ليست الوحيدة لأنَّني حتى أنا لم أكن أعرف ولم أعُد أتذكِّرُ كم نحنُ في الشهر أو ماهو ترتيبُ الأيَّام لأنَّ جميع أيامي مُتشابهة ! كان هذا مُضحكاً ومُفاجئاً.

« لقد أتينا بدون الهدايا هذا ليس عادلاً يا أبجيل ! »

بينما يتقدمُ أحدُ الموظفين بقالب الكعك من طبقتين تحت نورٍ خافت  سمعتُ صوت غابرييل وهو يضعُ اللَّوم على أختي، كانت أبجيل تعرفُ أنِّي لا أحب الحصول على الهدايا لأنَّني سأشعر كأنِّي مدينٌ لأصحابها وسأضطرُّ لأن أشتري بدوري لهم هدايا هم كذلك وأنا أمقُت هذا.

« أنا لستُ أحتاجُ تذكيراً لتقدُّمي في العمر أبجيل »

قلتُ مُمازحاً، السابع عشرة من أيلول، لقد ولدتُ في مثل هذا اليوم قبل سبع وثلاثين سنة، أنا حقاً أتقدَّمُ في العمُر وأُصبحُ عجوزاً شيئاً فشيئاً دون أن أُحسَّ.

« هو إنذارٌ لك لتتزوِّج »

أضاف ألفريدو مُعلقاً ثُمَّ علت قهقهتهُ قبل أن تُصحِّحَ لهُ أبجيل قائلةً بحزمٍ.

« بل لنتزوِّج يا ألفريدو »

ضرب الإثنان كفوفهُما في بعض، الأزعران يودَّان دفعي إلى الهاوية من أجل الحُبّ، أعتقدُ أنَّ عدم رغبتي في الزواج ستؤدي بإخوتي التوَّاقين للزواج إلى التهلُكَة وستحرمُهُما من هذه الملذَّة.

« هيا يا جون فلتُطفئ الشموع »

« بربِّك آبي أنا لم أعُد صغيراً »

إعترضتُ، أنا لم أعد صبيانياً إلى هاته الدرجة فالشيبُ بعد سنوات قليلة سوف يبدأ في الإلتهاب فوق رأسي غير أن ملحمةً من التصفيق تصاعدت كتشجيع لي.

« هيا أيُّها الرئيس، هيا أيُّها الرئيس ! »

وسط التذمُرَّات التي كانت تخرجُ من أفواه الحشدِّ حول عتمة القاعة ونقزات ليون التي كانت تُجاكرُني وكميَّة الحرج التي كانت تتصاعدُ داخلي قرَّرتُ أن أُنهيَّ الأمر وبنفخة واحدة مني عادت الأنوار إلى ماكانت عليه وسط التصفيقات.

« عيد ميلادٍ سعيد رئيس أتمنى لك حياة مديدة ومزيداً من النجاحات »

هنأتني الأنسة ويلسون فوراً بخدودٍ خجولة ومُحمرَّة، لقد كانت هذه المرَّة في غاية الجمال والأناقة ومع قصَّتها المُربعة والقصيرة كان وجهُها اللَّطيفُ ظاهراً أكثر ممَّا هو في العادة، رؤيتُها زرعت فيَّ نوعاً من الدفء واللون الذي كانت ترتديه لم أكُن من مُحبيه لكنَّني إبتداءً من اليوم سأجعلهُ على القائمة، سيُذكرُني بها حتماً ويجعلني أبتسمُ.

« شكرا أنسة ويلسون، شكرًا آبي عزيزتي شكراً لكلِّ من هم حول الطاولة »

كان عليَّ تقطيعُ الكعك كولدٍ في العاشرة قبل أن يتولى النادلُ إتمام البقيَّة وإحضار النبيذ الفاخر من الرفوف مع التحلية، كانت إلتفاتة جميلة من أبجيل أن تفعل هذا من أجلي، مع تصاعُد المُزاح بين الأطراف المدعوِّين وبلوغ السهرة أوجها مدَّت يدها إليَّ وهمست لي ببسمة عريضة.

« فلتُراقصني جون »

دون أدنى تردُّدٍ مسكتُ يدها وإنضممنا إلى ساحة الرقص متخذين أوَّل الخطوات تحت إيقاعات موسيقى الجاز الرائعة، دون أن نتذوَّق الكثير من الحلوَّى أردنا أن نهضم الطعام معاً ثُمَّ إنَّها ليست بعادة جديدة فمنذُ كنَّا أنا وأختي صغاراً كُنَّا نرقص سوياً ولن أذكر لكم الجزء المتعلِّق بدوسها عليَّ لأنهُ سيكون محرجاً بالنسبة إِليها.

« مازلت بارعاً في الرقص كما عهدتُك جون »

« وأنت رقصُك مقبول كما هي العادة »

علَّقتُ وبينما أستديرُ شاهدتُ ألفريدو ومعشوقتهُ يتقدمون أيضاً إلى الساحة ليتبادلا بعض الحبِّ والمُغازلة ويحتلَّا تألُّقي أنا صاحبُ عيد الميلاد.

كنتُ أطالعُ ليونُمن تحتِ جفُوني أيضاً حينما إتخذ خطوةً جريئة وأراد من الأنسة ويلسون أن تُراقصهُ غير أنهُ لم يكُن موفقاً في طلبه وقُوبل بالرفض، المسكين ! أعتقدُ أنَّ كلَّ ما حصل عليه طوال حياته هو الرفضُ بإستمرار.

« أنا لم أُحضر هديةً معي عمداً لأنَّني الهدية التي منحها الربُّ لك »

أخبرتني أبجيل بثقة وإستندت برأسها على صدري فإبتسمتُ بينما نتراقصُ.

« نعم أنت كذلك يا حلوتي، أنت كذلك يا صغيرتي الرائعة  »

قبل أن نصل إلى ختام الرقصة والعودة إلى المقاعد سألتني بعيون متلألئَة.

« ماذا لو أصبحت خالاً فجأة جون ؟ »

بيني وبين نفسي فكرتُ قبل أن أجيبها، أعتقدُ أنَّني سأكونُ في قمَّة السعادة لكن ليس إن كان الطفل من يوري لأنَّ عفريتي هذه المرَّة حقاً سيخرج.

« خارج إطار الزواج ؟ أعتقدُ أنَّهُ مامن داعٍ لتعكير صفوِّي بهذه المواضيع آبي »

لم يكُن هناك داع لتذكير أُختي أنَّ عائلتنا عائلة مُحافظة تنبُذُ الفضائح والعلاقات غير الشرعية والرعاية من طرف واحد لأنَّها كانت تعرفُ ذلك جيِّداً، إبتسمتها المشرقةُ في تقاسيمي وضحكتُها الرائعةُ عدمت شكي بها، كنتُ واثقاً أنَّهُ مُجرَّدُ سؤال لا غير فآبي ذكية لن توِّرطَ نفسها في شيءٍ ليسَ في صالحها.

عندما عدنا إلى الطاولة بعد أن رقصنا على معزوفتين رائعتين  كان هناك شخصٌ مفقودٌ، سكرتيرتي لم تكُن موجودةً بيننا ولأنَّ أبجيل سألت بحثاً عنها فإنَّ ليون الذي يعرف أجابها بدون إزدراءٍ.

« لقد كانت على وشك البُكاء لذا هرعت إلى الحمام »

« هذا غيرُ صحيح ليون  ! لقد أردتُ فقط الذهاب إلى الحمَّام »

جلدت بيِّرل بصوتها الخفيض ظهرهُ عائدة إلى مكانها رغم ذلك ليون لم يحرِّك شيئاً فيه وفقط إكتفى برفع أحد حاجبيه لها وكأنَّهُ يؤكدُ لها ذلك.

قد يكون رجُلاً طفولياً بعض الشيء وتصرُّفاتُه أحياناً شاذَّة وحادَّة إلا أنَّ هناك شيئاً لا يتغيَّرُ فيه .. المصداقيَّة ، ليون أبداً أبداً لا يكذب وإن قال شيئاً فهو حتماً صادق لكن مع هذا لم يبدو عليها أنَّها كانت تبكي.

« لنشرب نخباً أخر رفاق ! »

رفع ألفريدو كأسهُ وكذلك فعل البقيَّة غيري وقرعوهم ببعض، دفعوني غصباً لجولة شرب ثانية ولأنَّ لا أحد منهم كان يعرفُ أنَّهُ عندما يشربُ رئيسهُم يفقدُ صوابهُ حقاً ظلُّو يملؤُون كأسي مراراً.

« لا تكثروا الشرب حتى تفقدوا طريق العودة إلى المنزل ! »

نبهتُهُم لكن فعلاً لا أحد إستمع لي وفقط أبجيل والأنسة بيِّرل وأنا من بقينا بدون كحول، أتذكر في عام التخرج تلك الليلة التي شربتُ فيها حد الثمالة وفي صباح اليوم التالي وجدتُني قد  فقدتُ نفسي في سرير إحداهن دون أن أتذكر التفاصيل الله وحده يعلم إلى أين ستقودني الدروب إن فعلتُها مُجدِّداً.

« كل الأمور على مايُرام أنسة ويلسون ؟ »

فيما إحتسيتُ جرعة ضئيلة من الشامبانيا سألتُها، لقد كانت تكوِّرُ يديها في حجرها وتخدُش ظهر يدها أحياناً بواسطة أظافرها المطليَّة، بدت غير مُرتاحة وكأنَّها تغرقُ في شيءٍ ما لكنَّها على النقيض رفعت شفتيها لي وأجابت بعفوية.

« نعم كلُّ الأمور على ما يُرام سيِّدي الرئيس »

لقد مرَّ وقتٌ طويلٌ على عيشي لهذه الأوقات الإحتفالية لذا لم أحبَّ قضاء الكثير من الوقت فيها، مع إحتضار الأمسية بالصمت ثقب ليون الهدوءَ قائلاً.

« تُحدِّثين الرجُل العصامي الرائع ؟ يوري في ورطة حقيقيَّة »

أبجيل التي كانت تطرق على هاتفها لتكتُب رسالة رفعت إليه بندُقيَّتها المظلمتين كمدفعيتي دبَّابة ولو لم ترد أن تفسد التجمُّع لغسلتهُ بالنبيذ.

« أُحدِّثهُ أم لا لاشأن لك »

أطفأت أبجيل هاتفها بعد ذلك وليون بنظرة واحدة منِّي خيَّط ثغرهُ بالكامل، قد لا يعلمُ البعضُ السبب الذي يجعلهُ يكرهُ يوري لكنَّني أعرف وأدركُ جيداً لما يُضايقُها، فالسببُ وراء هذا هو أنَّهُ قد كان معجباً بها لكنَّها رفضتهُ لعدَّة مرات ولعلهُ لن ينسى ذلك بسهولة.

« الفاتورة من فضلك »

خاطبتُ النادل الذي سكب المزيد من التيكيلا لألفريدو معلناً مُغادرتي وأخرجتُ بطاقتي الماليَّة من جيب سترتي الداخلي فيما نهضت أبجيل وجرَّت خلفها بيِّرل قائلةً.

« نحنُ متعبونَ، وداعاٌ يا رفاق »

كان الموظفون في حالة سكر ومعضمُهم مُنهارين على الطَّاولة ويهذون بالهُراء، نهض ليون هو الأخرُ وتولى الدفع بدلا عني في الكونتوار ببطاقتي طبعاً فيما خرجتُ أنا لإستنشاق بعض الهواء.

كانت أبجيل بملابسها الخفيفة تنتظر الراكن ليُحضر سيارتها بينما الأنسة ويلسُون نسيت هاتفها في الداخل وعادت لإحضاره  لا حظتُ أنَّها تحُكُّ ذراعيها بحثاً عن القليل من الدفء.

« الجوٍّ بارد فجأة أليس كذلك »

خلعتُ سُترتي وجأتُها من الخلف فغطَّيتُ ذراعيها، في نفس اللَّحظة إلتفَّت إليَّ وقالت مع إبتسامة ساذجة.

« هذا صحيح، سيكونُ فصلاً مليئًا بالتقلُّبات »

أجابتني وإتكأت عليَّ وهي تشُدُّ السُترة حولَّها ثمَّ أردفت مع نظرة خاطفة إلي.

« مثلك تماما يا جون »

ضحكتُ بشدَّة بينما تتوقَّفُ السيارة، أنا رجلٌ مصاب بالوسواس القهري هذا صحيح رغم أنِّي أحاول إنكار ذلك غالباً لكنّني  لا أعتقدُ حقاً أنِّي في مثل تقلُّبات أيلول،  في الخطوة التالية التي هممتُ فيها  لفتح باب السائق لأختي سمعتُ ليون من خلفي يخاطبُ بيِّرل.

« خذي سترتي أنسة ويلسون لا تشعري بالحرج يمكنُك إعادتها غداً »

عندما إلتفتُّ إليه وجدتهُ بالفعل قد وضع سترتهُ على كتفيها كجنتلمان، إمتلكني شعورٌ بالضيق فعلاً .. ذلك الشعور الغريبُ الذي يشبهُ الرغبة في إمتلاك سترتين لإعطائها واحدة هي أيضاً بدل أن يفعل هو.

« ماذا ؟ »

وقعت نظراتي في بسمة أبجيل الماكرة مرَّة أخرى فإستفسرتُ عن السبب لكنَّها ضربت جذع صدري الأيسر ضربةً قويَّة وهمست لي بينما تركب.

« لا شيء يا حُبِّي »

رجعت إلى الخلف بنظرة خاطفة فوجدتُها قادمة بإتجاهنا وتتمشى في إستحياءٍ بفستانها القصير الذي أفصح عن فخذيها وسيقانها النحيلة.

« ليلة سعيدة بيِّرل »

لوِّح لها ليون ونظراتُه المتلألئة ظلَّت ترافقان خلفيَّتها، العاهر ..

« أبجيل هذه سيارة شيفروليه صحيح لكنك لست في سباق، أحتاجُ منكُما أن تعودَا بأمان إلى المنزل »

بعد أن إلتحقت بيِّرل بمقعدها رفعتُ أكمام قميصي وإنخفضتُ إليها موصياً إياها ألا تتحمَّس مع جرعة الليل المتأخر، كفتاة مُطيعة تستمعُ لكلام أخيها الأكبر وعدتني بألاَّ تفعل.

« سأقودُ كالسُلحفاة أعدُك »

مُجدِّداً تلوَّن خدُّ الأنسة ويلسون بالإحمرار وأنا أودِّعُهُما.

« ليلة سعيدة، إعتنيا بأنفُسكما »

إبتعدتُ خطوةً إلى الوراءِ بينما تتحرَّكُ السيارة ولأنَّني ظلَّلتُ أتبعُها بتفكيري حتى عبرت حدود الركن لم أنتبه للذي إستقرَّت يدهُ على كتفي ولوَّح بالبطاقة المالية.

« من كان يعتقدُ أن الأنسة بيِّرل ستكون جميلة إلى هذه الدرجة عندما تتبرَّج ؟ »

نبَس لي في إهتمامٍ وإستنادهُ عليَّ مُبتذلٌ في حين كنتُ أضعُ يداي داخل جيوب بنطالي قبل أن أعود بنظراتي الحادة إليه وأُوقفهُ.

« ألا توافقُني جون ؟ »

بعيونٍ جاحضة أخذتُ بطاقتي المصرفيَّة ودفعتهُ عني فكاد يسقُط، لم أكُن بحاجة لمعرفة شيءٍ أدركهُ جيداً حسناً الأنسة ويلسون بالنسبة لي ألطفُ وهي في مظهرها العادي كنتُ أراها كشيءٍ صغير دائماً ما يفتقرُ إلى الحماية.

« يُستحسنُ أن تنهض باكراً في الغد حتى لا تُطرد »

نبَّهتهُ وأنا أخذ مفاتيحي من الراكن الذي جاء بسيارتي فيما إكتفى ليون برسم إبتسامة سمجة وهو يُطالبُ بسيارته أيضاً.

عندما خرجت من حدود المطعم وبدأتُ القيادة في الطريق السريع رنَّ هاتفي الشخصيُّ، إعتقدتُ أنَّ المتصل أحد معارفي غير أنَّ الرقم كان غريباً علي.

« نعم ؟ »

فضلتُ أن أرُدَّ وأن لا أتجاهلهُ لأنَّهُ في الغالب كلُّ من يتصلُ بي هنا هو شخصٌ أعرفهُ طبعاً، هذا الرقمُ شخصي ولا يحصُل عليه الكثيرون.

« جون هل يُمكنُنا أن نلتقي ؟ نحنُ بحاجة لنتحدَّث  »

جائَني صوتُ يولاندا بهيئة رزينة لا تشبهُ منظرها المُبتذل، كانت الساعة تقاربُ الحاديَّ عشرة تقريباً وفي هذا الوقت كان يجبُ أن أكون في المنزل أنجزُ بقية أعمالي.

« الأن ؟ »

سألتُ مُتعجباً، أتاني ردُّها بالموافقة فتنهدتُ وقُلت ببرُودٍ.

« أين أنتِ ؟ »

قطعت الإتصال بعد فترة وأرفقتهُ مُباشرةً بعنوان اللِّقاء، حيثُ أحد المقاهي الكلاسيكيَّة التي تفتحُ أبوابها على مدار أربع وعشرين ساعة طيلة أيَّام الأسبوع، تعابيرُها أخبرتني أنَّها من الروَّاد الأوفياء لهذا المكان.

كان المكانُ راقيًا جداً بطلاء جدران فيروزي وطاولات جميلة من خشب الجوز، على السقف كانت تمتد مصابيح مُتدلِّية كثيرة فتجعلُ المقهى يتلألأ وكأنَّهُ فوقَ النجُوم.

« مرحباً »

أطلقتُ صيحةً مُنخفضة وأنا أسحبُ كُرسيِّي وأجلس، كان من السهل إيجادها أمام الجدارية المائية لحوض الأسماك الملوَّنة، كانت هادئة جداً وتمعنُ النظر في الجمال حيثُ الجمال في عينيها الرماديتين واضح.

« مرحباً جون »

هدرت بصورة لطيفة مختلفة عن السابق وهي تلتفتُ إليَّ، كانت مختلفة هذه المرَّة رغم أن شعرها ظلَّ بنفس اللَّون الأحمر الجانح غير أنَّها ترتدي ملابس أنيقة في اللازوردي كسيدة نبيلة.

« عيدُ ميلادٍ سعيدٍ جون »

هنأتني، لا بُدَّ أنَّها عرفت ذلك من أُمِّي أو ما شابه.

« شُكراً يولاندا »

تحدَّثنا برسمية وأنا أمسحُ جفني من التعب الشديد، كان هذا اللِّقاءُ ثالث لقاءٍ بعد الموعد والخطوبة وهذه المرة الأولى التي أراها فيها مُتغيِّرة.

« هل تؤدُّ شرب شيءٍ ما قهوة أو شيءٌ من هذا القبيل ؟ »

عرضت عليَّ، كانت قد طلبت لنفسها شاياً وقطعة من حلوى الفراولة.

« سأكون بخير مع الماء »

كنتُ مُمتلئاً ولا يوجدُ إتساعٌ لأيِّ شيءٍ أخر عدى رشفة من الهواء.

« هل هناك خطبٌ ما ؟ »

إستفسرتُ لأنَّ يولاندا كانت تضغطُ على شفتها السُفليَّة وكأنَّها تريدُ قول شيءٍ مُهمِّ لي.

« أنت لا ترتدي خاتمك »

إسترقت النظر مُطوَّلاً إلى بُنصُري وإستبدلت سؤالي بسؤال أخر، لم أكن أعتقدُ أنَّها ستهتم إذا ما كنتُ أرتديه أم لا لأنَّ خطوبتنا لم تكُن تعني لها شيئاً ولم تكُن بالنسبة إليَّ أيضاً.

« سأرتديه دائماً حالما نتزوج »

« لقد أخذت العائلتان هذا على محمل الجدِّ، زواجُنا في غاية الجديَّة ألا تعتقد ؟ »

بادرت القول فيما تتلمَّسُ خاتمها وتحرِّكُه في حركات دائريَّة بطيئة، قدمتُ إيماءَة صغيرة وأنا أتفقدُ تعابيرها التي طغت عليها شذراتُ النَّدم.

« أنا لستُ جاهزةً بعد وبالكاد تقبلتُ هذا، لكن بما أنَّهُ لم يبقَّ سوى أسبوعان على الزفاف والعائلتان منهمكتان في التحضيرات أريدُ أن أخبرك أنَّني لست ذلك النوع الذي ظهرتُ به يومها في الموعد »

ظلَّت أماراتُها ثابتةً وهي تخبرُني، جعلت شعرها المُنسدل على جهة كتفها اليُمنى إلى الخلف ثُمَّ قالت لي.

« لربَّما هذا ليسَ مُهماً إن أخذت فكرة خاطئة عنِّي  لأنَّني أردتُ دفعك فقط بعيداً بهذا الأسلوب ولكن أنا لا أتحدَّثُ بتلك الطريقة في العادة لقد تعلَّمتُ الأدب والسلوكَ قبل الحروف .. »

بلَّلت شفتها السُفلية وتابعت فيما أنا مُصغٍ، كانت حركاتُها ناعمة جداً وفي غاية اللَّباقة وكأنَّها يولاندا أخرى لا يولاندا التي قابلتُها قبل شهرين.

« أنا لا أرتدي ذلك النوع من الملابس ولا أخرج مع الرجال ولا أذهبُ إلى الفنادق ليلاً ما قلتهُ كان مجرَّد إدِّعاء، أنا إمرأة بعيدة عن هذه الأمور »

« لقد أخبرتُك سابقاً أن هذا غيرُ مُهمٍّ يولاندا »

بدَّدتُ شعورها مُطمئِناً، كنتُ واثقاً أن أمِّي من المُستحيل أن تختار لي زوجةً رديئة ومُنحطَّة الأخلاق لأنَّها لطالما كانت صارمة عندما يتعلَّقُ الأمر بالنُبُل.

« أنا فقط أردتُ التوضيح لأنَّنا حقاً سوف نتزوَّج »

أجابتني نابسةً وتنفَّست بعمق كما لو أنَّ حملاً ثقيلاً قد أُزيح عن خافقها.

« هل هذا كُلُّ شيء ؟ »

قلتُ بلهجة متعبة وءنا أكبحُ تثاؤُباً فأماءَت لي وإعتبرتُ الأمر كرخصة للإنسحاب.

« جون ! »

نادت عليَّ بينما أنا موشكٌ على المُغادرة فإلتفتُّ إليها.

« أعلم أنَّ الوقت ضيِّق ولكن هل يُمكنُنا أن نتقابل أكثر ؟ أعني أنَّهُ من المُهمِّ لي معرفةُ الرجل الذي عليَّ أن أكون معهُ »

أوضحت لي يولاندَا مُباشرةً جدِّيتها وأنَّ عرض الطلاق بعد عام من الزَّواج باطل، إذا كان عليها أن تتزوِّج ستتزوِّجُ بدون إدِّعاءات أو زيف، إنَّها تريدُ حياةً طبيعية معي كأيِّ زوجين.

« أنا لستُ أعلم إذا كان لديَّ أيٍّ فراغ مُستقبلاً لكنَّني سأُحاول أن أُخصِّص لنا وجبة عشاء على الأقل، ثُمَّ إنَّهُ سيكونُ لدينا الوقتُ الكامل لنتعرف على بعضنا بعد الزواج »

أخبرتُها وتقاسيمي ذابلةٌ يُغلِّفُها النُعاسُ فأماءَت لي وهمست بدورهاز

« لقد أخبرتني أُمِّي أنك رجلٌ صالح جون لكنِّي أريدُ أن أتأكد أنِّي لن أندم على هذا الزواج »

ظهر الألمُ في تعابيرها وهي تضُمُّ فنجانها بين يديها فأجبتُها قائلاً.

« ليس هُناك ما قد تخافينهُ يولاندا كلُّ الأمور ستكون على ما يُرام »

عرضت عليَّ إبتسامة صغيرة ثُمَّ تركنا بعضنا مع ' ليلة سعيدة ' نويتُ إيصالها إلى المنزل لكنَّ سائقها كان بالفعل هُنا، حين كنت أقود سيارتي تذكَّرتُ ما أخبرتني به أمِّي بعد الخطوبة، كنتُ سارحاً لذا لم أركِّز في ذلك.

أخبرتني أنَّ يولاندا إمرأة رائعة بالفعل معروفة بالأدب منذ نعومة أظافرها، هي حالياً في السادس والثلاثين من عمرها رغم أنَّها تبدو أصغر بكثير، لقد كانت متزوِّجة من قبل بأحد الجراحين الكبار وإسمُّه توم لكن العلاقة بينهُما كانت سامة للغاية فتوم كان شديد الغيرة ويُعرِّضُها لعنفٍ جسدي دائم.

يولاندا كانت عارضة تقوم بالعديد من الخدمات لشركات الأزياء والمجلاَّت المعروفة لقد توقفت مؤخرًا عن هذا وإكتسبت بعض الوزن لكنَّها لا تزالُ وجهاً رائجاً في الوسط الفنِّي للأزياء.

الكدمات المُنتشرة على جسدها، الخدوش طوال الوقت وصبغات الهيموغلوبين على الجلد .. كانت يولاندا تكذبُ طوال الوقت وتقول أنها عبارة عن حوادث سقوط من منصة العرض أو أنَّ شيئاً من الرف وقع عليها، ذلك فقط لأنَّها كانت تحبُّه كانت تحميه من مرضه النَّفسي.

بعد حصولها على الطلاق منذ حوالي 3 سنوات لم تكن متأكدة إن كان قرارُ الزواج الذي تعتبرهُ رعباً سيكون بداية جيدة أم لا لذا رفضتني على الفور، لكن الأن بعد أن وضعت عليَّ حمل الموافقة أنا لستُ أعرفُ إن كان هذا ما أريدُه لستُ أعرفُ إن كنت أريدُ حقاً أن أتزوج .. لديَّ ذلك الشعور المتردِّدُ كما لو أنِّي أريدُ شيئاً أخر.

To be continued 🌸

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

1M 41.9K 41
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
LAURA Oleh xcssio

Misteri / Thriller

19.8K 997 15
- لن تتملكني يا سيد ! - من اللحظةٍ الأولى و انتِ ملكي سيدتي
21.3K 885 27
[A D U L T C O N T E N T] - لـَا أملكُ حقَ الشّعور بكِ أَو حتَى لمسكِ. ♡♡♡ كين كَاسدر لِكترا إدوارد
704K 15K 44
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...