HOW CAN I SERVE YOU SIR ? ||...

De shinyiry

379K 14.2K 2.2K

[ THIS STORY CONTAINS A HOT SAUCE 🔥! ] « ملاكي، أنتِ ملاكي الصغير اللَّطيف أنسة ويلسون » « أوه بخصُوص هذا أن... Mai multe

▶ CHAPTER 00 : PROLOGUE
▶ CHAPTER 01 : ACCEPTANCE
▶ CHAPTER 02 : TRADITIONS
▶ CHAPTER 03 : TOUCH
▶ CHAPTER 04 : DECISION
▶ CHAPTER 05 : TEMPTATION
▶ CHAPTER 06 : HEARTBEATS
▶ CHAPTER 07 : JEALOUSY
▶ CHAPTER 08 : FEELINGS
▶ CHAPTER 10 : BACK
▶ CHAPTER 11 : PALPITATIONS
▶ CHAPTER 12 : SUDDEN
▶ CHAPTER 13 : CONFESSION
▶ CHAPTER 14 : DREAM
▶ CHAPTER 15 : SHOCK
▶ CHAPTER 16 : KISS
▶ CHAPTER 17 : MY ANGEL
▶ CHAPTER 18 : SHE'S MINE
▶ CHAPTER 19 : MESS
▶ CHAPTER 20 : LOVE
▶ CHAPTER 21 : SECRET
▶ CHAPTER 22 : NOBODY KNOWS
▶ CHAPTER 23 : ATRICK
▶ CHAPTER 24 : GOODBYE
▶ CHAPTER 25 : SACRIFICE
▶ CHAPTER 26 : RUN
▶ CHAPTER 27 : WITHYOU
▶ CHAPTER 28 : THE END
▶ ADVERTISEMENT
▶ coffee !

▶ CHAPTER 09 : SURVIVAL

10.3K 520 30
De shinyiry

« هل تشعرين أنَّكِ بخير أنسة ويلسون ؟ »

هدر الطبيبُ بصوتٍ هادئ وهو يقتحِمُ غرفتي للمرَّة الثانية هذا اليوم، في المرَّة الأولى رافق شُرطِياً أخذَ أقوالي حول المُعتدي الذي سبَّب لي كارثةً بسكينه المُتعفِّن  وهذه المرَّة صاحبَ طبيباً أخر أكبر عُمراً.

إعتمدتُ الرمشَ بعينايَّ كردٍّ رغمَّ أنِّي ما أزالُ أسيرة صدمتي فإبتسمَ لي بسمةً وسيعة، حين إستيقظتُ فجر اليوم ووجدتُ نفسي في حُضن غرفةٍ لؤلؤيَّة بسرير طبِّي ويدي موصولة بالمُحقِّنات والسوائل أدركتُ حينها أنِّي فعلاً نجوتُ وأنَّ الربُّ قد مدَّني بحياةٍ جديدَة لأعيشها.

كنت في حالة يُرثى لها وبالكادِ أستطِيعُ تحريكَ فكي والتحدُّثَ بصورة طبيعيَّة دون أن أنكمشَّ من التقلُّصات، رقبتي كانت مُخدَّرةً كُلياً ومشوَّهةً بأكثر من تسع غُرزٍّ قبيحة، لقد أخبرني الطبيبُ الذي قام بخياطتي أنِّي كنتُ محظُوظة جداً محظوظة لدرجة أنَّ ربع ملمتر عميق  إضافياً كان سيتسبَّبُ في موتي وتمزيق حنجُرتي لا محالة، إعتبرني كمُعجزة حقيقيَّة يصعُبُ تصديقُها.

« سيكونُ كلُّ شيءٍ على ما يُرام الشُرطة ستمسِكُ الفاعل في أقرب وقت »

جلسَ الرجُل المُهيبُ داخل البلوزة الطبيَّة البيضاء بجواري على الكُرسيِّ وطمأنَني وهو يتفقَّدُ تقريري المُعلَّق على السرير الخاص بي، لقد عرفتُ ماذا يكون عندما قرأتُ بطاقتهُ المُعلَّقة أعلى صدره كوسام جُندي فخُور  بنظرة واحدة، إنَّهُ نوعاً ما طبيبٌ نفسي.

« كيف هو مزاجُك ؟ »

سألني، كيفَ يجدر به أن يكون ؟ لقد إستيقظتُ لثلاثِ مراتٍ مُتتالية وأنا أصرُخُ من كابوس الرجُل الذي عنَّفني داخل محطَّة مترو الأنفاق، وجهُهُ البشع، رائحتهُ الكريهة .. كان من الصعب عليَّ تجاوُز ذلك لأنَّهُ أكثرُ أمرٍ مُرعب مررتُ به في حياتي كُلِّها.

« لقد إعتقدتُ أنِّي سأموت »

نعم لقد إعتقدتُ ذلك فعلاً ولاتزالُ الهواجسُ حول هذا تتداخل في شمراخي.

« لكنَّكِ لم تموتي »

تركَ الطبيبُ تقريري على المنضدة بجواري وصوَّب نظراته نحوي بإهتمام.

« إن أمسكتُ ذلك اللَّعين الذي فعل بي هذا سأُمزِّقُه »

بالنظر إلى أنَّني الضحية التي تمَّ الإعتداءُ عليها من طرف سكيرٍ حقير كنتُ هادئة جداً وكنتُ أتحدَّثُ كما لو أنِّي سأمُرُّ من تلك الطريق مُجدَّدا للتنقيب عنهُ، أعتقدُ أنَّ حياة الفقراء رخيصة جداً.

« الأنسة ويلسون تتَّسمُ بحس دعابة لطيف »

إنبلجت ضحكةٌ من بين شفتيه الجادَّتين، بعيداً عن حوارنا كلُّ ما ركزتُ فيه من كلامنا هو ' أنسة ويلسُون ' ، لا أحد يستطِيعُ منافسة السيد جون في نُطقها بسُخونة، لا أحد يجعلُ من كنيتي تبدو مُهمَّة غيرهُ، وحدهُ من يستطِيعُ أن يجعل إسمي يتألَّق عالياً بصوته الأجشِّ طاغي الذكوريَّة،، إلهي أعتقدُ أنَّ قلبي المسكينَ قد أُصيبَ بعدوى الحُبِّ من النظرَة الأولى.

كنتُ أُريدُ أن أتَّصل بالشركة لكنَّ هاتفي الخلويَّ كان خاويَّ الشحن وحتى لو إستعرتُ واحداً فإنِّي لا أتذكرُ رقمَ أبجيل لأُعلمها أنَّني متأسِّفة لعدم الحضُور وأنَّ مكروها بعد إجتماع الأمس قد وقع لي.

بعد أن تقاسمتُ مع الطبيب النَّفسيِّ عدة سطُور أخرى  تركني أرتاحُ لبضع ساعات فتُهتُ في سقفِ الحُجرَة وبقيتُ أُفكِّرُ، في وقتٍ غير لائق مفكِّرَتي إستعرضَت لقطاتٍ لعينة جعلتني أُومِنُ برُخصِّ أخلاقي وإنحطاطِ أدابي، إنَّهُ جون دائماً ما يحتلُّني.

« عليك أن تتوقفي الأن يا بيِّرل قبل فوات الأوان »

أنا إمرأة مجنونة حقا بدل أن أُفكرَ في البشاعة التي حصلتُ عليها في رقبتي  أو في فواتير المُستشفى التي لن أستطيع دفعها جلستُ أُفكِّرُ في شخصٍ بالكادِ يعرفُ إسمي الكامل، أنا مُثيرة للشفقة بشكل لا يُصدَّق.

«  كأنَّني أستطيعُ أن أتوقف .. »

لقد بقيتُ على قيد الحياة لأنَّني في تلك اللِّحظة لم أرد أن أمُوت لقد كُنتُ خائفة، تذكرتُ والداي، شغفي في إظهار موهبتي الخفيَّة، إرتداءُ فستان الزفاف وأن .. أن أعرفَ لمسة الرجُل الدافئة.

إفراطي في التفكير والملَّلُ القاتل جعلاني أغفو دون أن أَشعُر لفترة قصيرة عُدِمت عند دخول المُمرضة وهي تحملُ أغراضي وملابسي التي تمَّ تنظِيفُها من بُقع الدَّمِ الغزيرة.

« لقد شُحنَ هاتِفُكِ كان يرنُّ كثيراً »

رغمَّ أنَّ المساءَ قد حلَّ والسماءُ تلونت بوهجٍ برتُقاليٍّ جميل إحتضرت أواخرُ الصيف فيه إلا أنَّهُ كان من الأفضل لي إعلامُ أبجيل قبل بلوغ عنفوان اللَّيل فلستُ أدري كم سألبثُ هُنا مع حالتي هاته.

« شكراً لك »

ناولتني هاتفي المُتهالك فطرقتُ على شاشته بلمساتٍ خفيفة وتفقدتُ سجلَّ الإتصالاتِ المُخمَّرة لديَّ، السيدُ جون إتصل بي عشرين مرَّة على الأقل أما أبجيل فقد إتصلت كثيراً وأرسلت لي ملايين الإيميلات.

« أين أنتِ بحقِّ الجحيم ؟ »

صدحت صيحةُ أبجيل الحادَّة عبر سماعة الهاتف لدرجة أنِّه بدل أن أُبعد يدي أبعدتُ رقبتي بحركة خاطئة جعلتني أطلقُ صرخة مُتشنِّجة، هرعت المُمرضة التي كانت ترتبُ أغراضي في الخزانة إليَّ ورفعت لي وسادتي بحذر شديد.

« بيِّرل مالذي يحصُل ؟ هل أنتِ بخير !! »

بعد أن تسلَّل صُراخي المُتألِّمُ  إليها بدى القلقُ في لهجتها وهي تستجوبُني.

« أنا بخير أبجيل »

طمأنتُها لكنَّ ذلك لم يعمل معها فقد كانت متأكدَّةً أن وراءَ الغياب ليس خيراً.

« أين أنت بحقِّ الرب، اليوم كان سيئا جدا بالنسبة إلى الرئيس »

« أنا في المُستشفى »

حاولتُ إختصار كلماتي قدر الإمكان لكنِّي أحسستُ بشحنة قلقها تتزايد.

« مستشفى ؟ هل هُناك خطبٌ ما »

قصصتُ عليها قصة الإعتداءِ بإختصار ورغمَّ أنِّي طلبتُ منها ألا تهلع إلا أنَّها بروح الصداقة تلك فعلت وقرَّرت أن تغادر العمل وتأتيَّ إليَّ.

« عنوان المُستشفى في الحال »

« أبجيل أنا بخير ليس هُناك داع لقدُومك ! »

« قُلتُ في الحال .. إنتظري سأعتمدُ على نظام التموضُع أبقي هاتفكِ شغَّالاً »

حسناً، من أُكلِّم ؟ أبجيل كانت مُصرَّة وأنا لم أُمانع رؤيتها لأنَّ عدم رؤيتها ليوم واحد جعلني أفتقدُها، على الأقلِّ هناك شخصٌ واحد يهتمُّ بصداقة شخص مثلي.

أنا لا أقول أنِّي شخصٌ منطوي عديم الأصدقاء لكن المعايير التي تفرضُها الرفقة باهضةٌ بالنسبة إليَّ لذا كنتُ في الغالب ألزمُ البيتَ وأشاهدُ شيئًا ما أو أقرأُ كتاباً بدل أن أتسكَّع خارجاً

على وجه الدِّقة خلال خمس وعشرين دقيقة بلغت أبجيل مُستشفى ' UMC sint pieter ' وصعدت إليَّ فور أن أخذت رقم غرفتي من عند الإستقبال.

« بيِّرل أهذه أنتِ ؟ »

بعد طرقة مؤدَّبة دلفت أبجيل الغرفة وتقدَّمت إليَّ في حالة من الإضطراب.

« أنا أسفة لم يكُن بإمكاني الحصول على الزهور »

كنتُ في تلك اللَّحظة أتجهَّزُ من أجل تنظِيف جُرحي وأنا أخضعُ تحتَ يديِّ المُمرِّضَة اللَّتان كانتا تزيلان الضمادة الطويلة حول عُنُقي، إبتسمتُ لها إبتسامة عريضة ونبستُ بصوتٍ خائر.

« لقد أتيت بسرعة البرق »

« لقد أرعبتني حقاً بيِّرل لم يكُن بإمكاني إلا الطيرانُ إليك »

جلست بجواري على الكُرسيِّ الرماديِّ وفور أن تعرَّى جُرحي تشنَّجت تقاسيمُها بالألم.

« أرجوك لا تصنعي هذه التعابير سأشعر كأنِّي مثيرة للشفقة »

خدمتني المُمرضَّة بحرص عبر قطنٍ ناعمٍ لكنِّي شعرتُ بحرقة المُعقِّمات الشديدة وبدى كأنَّ جرحي يلتهِبُ وينكمشُ، أنا إنسانة ضعيفة عندما يتعلَّقُ الأمرُ بالألم يُمكنُني تناول علبة كاملة من المسكِّناتِ دونُ مُراعاة مُقابل إبطاله.

« هل قال الطبيبُ لك متى ستُغادرين ؟ »

دحرجت أبجيلُ عينيها إلى خاصتي وسألتني.

« رُبَّما غداً إن لم أتقرَّح، سكينُ ذلك المتشرِّد كانت صدئةً ومُتسخة »

« مُتشردٌ لعين أمُلُ أن يموت تحت عجلات المترو ! »

لعنتهُ علانيَّةً بردَّة فعل عدوانية أضحكتني، كدتُ أسألُها عن جون لكنِّي تراجعتُ وفضَّلتُ أن أسأل بخصوص المشروع الجديد.

« هل كلُّ الأمور بخير في العمل ؟ »

تنهدت أبجيل وقبل أن تتحدَّث شُحن وجهُها بملامحة داكنة قبل أن تقُول.

« عانينا اليوم الكثير من المشاكل كان يوماً متعبا حقاً »

« هل كان هذا بسبب تغيُّبي »

نفت أبجيلُ وأجابتني بينما تعودُ للوراءِ لتضعَ قدماً فوق الأُخرى

« إنَّهُ بخصوص المشروع الجديد هناك العديد من العقبات التي تواجهُنا »

« أعتقدُ أنَّ السيد جون يستطيعُ حلَّها مهما كانت مُستعصيَّة »

تلفظتُ بثقة فلمعت إبتسامة ساذجة في ثغرها وهمهمت بخُبث أمامي وهي تُعيدُ خصلاتِ شعرها الحُرَّة إلى الخلف.

« ماذا ؟ بربك أبجيل لا تنظُري إليَّ هكذا هذه الإبتسامة تُخيفُني »

حرَّكت كتفيها وأطلقت قهقهةً مكتومة مجهُولٌ سرُّها قبل أن تُغيِّر الموضوع وتحدِّثني بجدِّية، كنتُ حقاً أريدُ أن أعرفَ مالذي توسوسُ به شياطينُ نفسها لها لكنَّ الأمر توقف عند ذلك الحدِّ.

« إذا هل تخططين لشيءٍ ما مستقبلا بعد هذا، أنت لن تتركي الشركة صحيح ؟ »

لا أعتقد أنِّي سأرغبُ في المرور من تلك الطريق مُجدَّداً ولو حتى تمَّ القبضُ على الفاعل لأنَّهُ هناك دائما أمثالُهُ ولن أهدأَ طبعاً حتى يتمَّ القبضُ عليه.

« نعم أعتقد أنِّي سأنتقلُ إلى مكان أقرب من الشركة إن وجدتُ إيجاراً رخيصاً »

دائمًا الأمور تتمحورُ حول ماهو أرخص يالها من أمور بائسة أعيشُها.

« تودِّين الإنتقال ؟ إذا كنت حقاً تحتاجين إلى منزل بالقرب من الشركة يمكنُني المُساعدة »

عرضت عليَّ أبجيل ولأنَّني لم أكن أعرفُ بروكسل جيداً كنتُ أحتاجُ إلى أي مُساعدة من المُمكن أن تُقدِّمها لي.

« أنا أعني أنَّهُ إن لم يكُن لديك مشكل يُمكنُك الإنتقالُ إلى شقتي »

تحدَّثت أبجيل بشكل عرضيِّ دون سابق تدبير ومن ملامح وجهها بدت جادة، لقد بقيتُ دون جوابٍ في تلك اللَّحظة وأنا أُفكر.

« لا أبجيل ربَّما لن يكون وجودي معك مُلائِماً »

« أوه بربك بيِّرل أنا أسكُن مع والداي أيضاً وفي غالب الأحيان أنامُ في بيت خليلي سيكونُ من المؤسف دفعُ إيجار باهض لسنة فيما لا أكون متواجدة كثيرا فيها، أنا حقا في غِنا عن الشقة حالياً، إنَّها مفروشة وكل شيءٍ فيها جيِّد لذا أرجوكِ يمكنُك الإنتقالُ عندي »

كنتُ لا أزالُ مُتردِّدة رغم أنَّ عرضاً كهذا كان مُغريا ولا يُردُّ لكنَّ أبجيل مسكت يدي وأردفت.

« أنا أعلم أنِّكِ في حالة مادِّية غير جيدة بيِّرل لذا بدل أن تدفعي الإيجار إجمعي أموالك، سأكونُ حزينة حقاً إن بذَّرتِ أموالي وجعلت اللا أحد يشغلُها »

غمرت مشاعري المُختلطة دواخلي وصارت بعدها رؤيتي غيرَ واضحة من شدَّة التأثُر، بات الأمرُ شاعرياً جداً.

«  أنتِ صديقة رائعة لقد ساعدتني كثيراً ولستُ أدري كيفَ أردُّ الجميل »

« أنا بالفعل أردُّ جميلك بيِّرل »

بحلقتُ في وجهها من دون فهم أنا حقاً لستُ أدري عن أي جميل كانت تتحدَّث فلا أذكُر أنِّي قمتُ بشيءٍ يستحقُّ الثناء لهذه الدرجة.

« ذلك اليوم أنت أنقذتني عندما كنتُ في مشكلة، لقد سمعتُ بالفعل عدَّة أصوات للكعب في دورة المياه لكنَّ لا أحد منهُنَّ إستجابت لي وذلك لأنَّهن عاهراتُ يحبِّبنَ إحراجي منذُ يوميَّ الأول في الشركة، لذا شكراً على ذلك اليوم »

حكت لي أبجيل وقالت أنَّ يومها الأولَّ في الشركة كان كأيِّ موظفة عادية بدخل متوسِّط، أخبرتني أنَّها أتت بمظهر عادي وغير مُتكلِّف لأنَّ ملابسها كانت باهضة جداً وغير مناسبة لوظيفتها لكنَّها تعرضت للإذلال من قبل إحداهُنَّ.

لقد تمَّ سكبُ القهوة الساخنة على ملابسها عمداً ليتمَّ جعلُها أضحوكة لذا في اليوم التالي صعدت الهرم التسلسُلي للموظفين وأصبحت مديرة بطريقة ما ثُمَّ جلبت خزانة كاملة من البدلات الرائعة التي لن يحلمن فيها طوال حياتهِنَّ.

قصصُها المُضحكة وطرائفُها التي تخصُّ الإنتقام حقاً أمتعتني وسط ساحة الضجر القاتلة، لقد مضى الوقتُ بسرعة حتى وجدتُني في اليوم التالي ثُم اليوم الذي يليه.

« لقد تمَّ دفعُ مستحقَّات العلاج »

أمضيتُ ثلاث أيام في المُستشفى واليوم الرابع كان عليَّ المغادرة لأنِّي أصبحتُ في حالة جيدَّة عن السابق، جرحي بفضل العناية الطبية الفائقة لم يَتعفَّن وشرع في الإلتئامِ.

« ماذا حقاً ؟ »

أبديتُ ذهولاً أمام موظَّفة الاستقبال والتي بدورها أومأت لي بعد أن تفقدت معلوماتي، هل حقاٌ أبجيل فعلت ذلك ؟ لا هذا كثير وعليَّ أن أطلب منها التوقُّف حتى لو كانت من عائلة ثرية.

داعبت أناملي زُجاجة هاتفي المكسورة وقمت بالرنين على رقمها مُباشرةً لأوبِّخها إن كانت هي.

« هل أنت من دفع الفاتورة أبجيل ؟ »

فور سؤالي وسطَ صوت الضجيج في المكتب  ردَّت عليَّ قائلةً.

« أوه لا لستُ أنا، إنَّهُ الضمانُ لديك في الشركة لذا لا تقلقي مُستقبلاً بشأن أيِّ حوادث .. »

« وهل تتُوقين لرؤيتي في المستشفى كثيراً أبجيل ؟ »

تفوَّهتُ مُمازحةً وأنا أنظُر حولي أتفقَّدُ إتجاه المخرج في المُستشفى فردَّت نابسةً.

« اوه لا أقصدُ هذا بيِّرل أنا أعني .. »

« أنا أمزحُ فقط أبجيل »

إبتعدتُ عن الإستقبال وخطوتُ ناحية المخرج بخطواتٍ وئيدة ريثما تصلُ سيارةُ الأُجرى التي طلبتُها، حسنا هذه إحدى الإمتيازات التي تكُون لديك عندما تعملين عند السيِّد جُون .

« أنا حقاً مُمتنَّة بلغِّيه شُكري »

« ولما لا تفعلين أنت ؟ أعتقدُ أنَّهُ سيكون من الأفضل لو إتصلت أنت »

نعم معها حق، عندما أصلُ إلى المنزل لأحزِّم أغراضي سوف أتصِّلُ به وأشكُرهُ على هذا لأنَّهُ شخصٌ رائعٌ يستحقُّ الشكر.

« حسناً أراك لاحقاً أبجيل »

فصلتُ الخطَّ حتى لا أُعطِّلها أكثر ومضيتُ إلى الأمامِ، لم أُضطَّر للانتظار كثيراً فخلال ثلاث دقائق أخرى كُنتُ في سيارة الأجرة مُتوجهةً إلى منزلي.

« ها نحنُ ذا ! »

وقفتُ عند العتبة وأدرتُ المفاتيح العتيقة بعد فترة قصيرة، كانت الساعة أنذاك تُشيرُ إلى وقت الظهيرة حيثُ المكانُ هادئٌ وخاوٍّ تحتَّ أشعة شمس حارقة، عندما دلفت لاحظتُ المُغلَّفَ ذو اللَّون البُنِّي وبدى أنَّهُ قد تمَّ دفعهُ من أسفل الباب.

« إنَّهُ من الشركة ..»

إلتقطتهُ وأنا حريصةٌ على ألا أُسبِّبَ لنفسي ألماً أكثر مِمَّا هو موجود، عندما مزَّقتُهُ وسحبتُ الورقة داخلهُ هزَّت القشعريرةُ نُخاعي بقوَّة ومزَّقت أكبرُ مخاوفي التي أهابُها خافقي الصغير.

« إشعارٌ بالفصل »

إستغرقني الأمرُ دقائق معدودة لأستوعب أنَّ الإدارة فعلاً طردتني، لا يمكن أن تكون الأمورُ أكثر سوءً مِما هي عليه الأن كإمرأة مُعتداً عليها، مطرُودة، حتى أنِّها لم تتقاضى راتبها الأوَّل بعد.

قرِّرتُ أن أتَّصل بالسيد جون ليس لأُبرِّرَ لهُ غيابي فهو يعلَّمُ عبر أبجيل إنَّما لأشكُرهُ فقط، تطلَّبني الأمرُ أكثر من نفس فقد كنتُ على وشك البُكاءِ.

« نعم ؟ »

جائني ردُّهُ الباردُ من خلف السمَّاعة، النبرةُ غيرُ المكترثة التي أكرهُها.

« هذه أنا سيِّد جون الأنسة بيِّرل »

تحدَّثتُ بصعوبة بالغة وأنا أتفقَّدُ كلَّ شبرٍ من الإشعار بعيناي الدامعتين.

« أوه كيف حالُك ؟ هل أنت بخير ! أخبرتني أبجيل عن الواقعة »

لم يعرف رقمي بدايةً ولرُبَّما إختلافُ الرقم الخاص به عن الأوَّل عندما إتصَّل بي ذلك اليوم جعلهُ مندهشا ومُستغرباً لكنَّهُ فور أن سمع صوتي أجابني بلهجته الطبيعيَّة ثمَّ لم يسألني ممن حصلتُ على رقمه الجديد.

« هل أُقاطع شيئاً مُهمًّا سيد جون ؟ »

كنتُ عازمةً على أن أفصل الخطَّ بعد شكره مُباشرةً أياً كان نوعُ جوابه.

« لا أنا فقط أحصل على غدائي السريع الأن »

أزحتُ الهاتف عن أذُني ولمحتُ الساعة التي كانت تُشيرُ إلى الثانية والنصف ظُهراً ثُمَّ إعتذرتُ بسرعة.

« أه أنا أسفة حقاً أردتُ أن أشكُرك فقط على التأمين الصحيِّ .. »

« إنهُ لا شيءَ أنسة ويلسُون أتمنَّى أن تتعافي بسرعة »

توقف حبلُ حديثي عند ذلك الحدِّ ولم أعرف ما أقولهُ لهُ خصوصاً أنَّ الخطَّ ظلَّ مُعلِّقًا، لقد كانت الغصَّةُ في حلقي تحرقُني وكانت مدامعي على وشك البُكاءِ حرفياً.

« هل هذا كُل شيء أنسة ويلسُون ؟ »

أعلمُ أنَّهُ ليس الوقت المُناسب لسيرة أنسة ويلسُون لكنَّها مُثيرة بصوته المُخمليِّ، على كُلٍّ إن كنت لن أسمعها مُجدَّداً من عنده ولن أتصل به مرَّة أخرى أو أراه فعليَّ أن أخبرهُ أنَّ فصلي أمرٌ غيرُ عادل بحقِّ الربِّ.

« هل طردتني سيد جون ؟ »

« ماذا ؟؟ »

ردُّةُ فعله ولهجتهُ نبأتاني أنَّهُ لم يكُن الفاعل بوضوح.

« لقد قرأتُ الإشعار للتوِّ .. هل كنتُ مقصِّرة في العمل ؟ لقد كنت أعتقدُ أنِّي أعملُ بجدٍّ طوال اليوم »

« أعتقدُ أنَّهُ حدث خطأ ما أنا لم أطرُدك أنسة ويلسون  »

سمعتُ كرمشَّةً حادَّةً تنبعثُ من جواره وأدركتُ أن السيد جون يضعُ الهاتف على الوضع العامِّ فيما يتحدَّثُ بأريحيَّة.

« هل هذا يعني أنَّهُ يمكنُني العودة إلى العمل حين أتعافى ؟ »

« بربِّك هل هذا سؤال ؟ لقد بدأتُ أشتاقُ إلى الأيام التي كنتُ أنهي فيها أعمالي في الوقت المُحدَّد، أتمنَّى أن تعودي بسُرعة لأنَّ السكرتير المُساعد في غاية السُوء »

كانت لهجةُ جون المتواضعة واللِّطيفة مُضحكة لدرجة جعلتني أضحك، لم أشعر كيف فعلتُ ذلك لكنَّ قهقةً ساذجةً وسعيدة إنبلجت من ثغري.

« الأن أُعذُريني أنسة ويلسون عليَّ الذهاب .. »

إلتمس جون السماح قبل أن يُغلق الخطَّ ولأكون صادقة فإنَّ هذا الإتصال أراحني فضممتُ هاتفي إلى صدري كأنِّي أضُمُّهُ هو وإبتسمتُ كالبلهاءِ في الجدار، نعم أنا إمرأة حمقاء مُصابة بعدوى الحُب وأعترفُ بهذا.

« فلنتجهَّز للإنتقال من هذه الشقَّة البائسة ! »

To be continued 🌸

- حتى الكاتبة حمقاء مُصابة بعدوى الحبّ وبتحب جون يا جماعة 😭😭

Continuă lectura

O să-ți placă și

730 12 1
هي رآت زوجهآ يخونهآ لذلك فعلت آلمـثـل ولكن لم تعلم حقآ مـع مـن هي وقعت "آمِ يّحًتُوُيّكَ حًضـنٌيّ آوُ تُبّـوُتُكَ بّـنٌدُقَيتي" "بــندقيتي" "لآ تناد...
19.8K 921 37
أيَظُنُ أنّيْ لُعبَةٌ بيديهِ؟. أنا لا أُفَكِرَ بالرُجُوعِ إليهِ. أليَومَ عَادَ وكأنَّ شَيئًا لَمْ يَكُنْ، وَبرَائةُ الأطْفالِ فِي عَيِنيهِ، ليَقولَ ل...
الذكريات De هذيان 💤

Ficțiune adolescenți

279 54 8
إعطِ فرصة للغد.. فالحياة أقصر من أن يُتخلى عنها. 💤🍁
3.5K 437 61
إنه كريس مجدداً ... أجل إنه كريس ،الشاب الذي وقعت في حبه ... الشاب الذي كان قادراً على امتلاكها ،إنه الوحيد الذي استطاعت النوم بجانبه ،الوحيد الذي شع...