فلتغفري عن انتقامي

By YaraEssam414

488K 9.4K 1.7K

أصبح مهووس بالانتقام منها فلما ارتكبت تلك المسكينه ليفعل ذلك معها و يدمر حياتها ألم تكن هذه نفس الفتاه التي ع... More

الشخصيات
بارت ١
بارت ٢
بارت ٣
بارت ٤
بارت ٥
حلقه ٦
حلقه ٧
حلقه ٨
حلقه ٩
حلقه ١٠
حلقه ١١
حلقه ١٢
حلقه ١٣
حلقه ١٤
حلقه ١٤ ( جزء تاني)
حلقه ١٥
حلقه ١٦
حلقه ١٧
حلقه ١٨
اقتباس
حلقه ١٩
بارت ٢٠
حلقه ٢١
حلقه ٢٢
حلقه ٢٣
حلقه ٢٤
حلقه ٢٥
حلقه ٢٦
حلقه ٢٧
حلقه ٢٨
حلقه ٢٩
حلقه ٣٠
حلقه ٣١
حلقه ٣٢
حلقه ٣٣
حلقه ٣٤
حلقه ٣٥
حلقه ٣٦
حلقه ٣٧
حلقه ٣٨
حلقه ٣٩
حلقه ٤٠
حلقه ٤١
حلقه ٤٢
حلقه ٤٣
تكمله الحلقه٤٣ ++
حلقه ٤٤
حلقه ٤٥
حلقه ٤٦
حلقه ٤٧
حلقه ٤٩ قبل الاخيره
حلقه ٥٠ و الاخيره

حلقه ٤٨

5.9K 122 8
By YaraEssam414

فتحت سيليا الهاتف ثم دخلت على المحادثه بينها و بينه لتجد كم هائل من الرسائل مبعوث لها من قبل ايهاب... فتحت التسجيل و بدءت تستمع لأعترافه لها يوم زفافهم و اللغز في كلامه جعلها تشعر بوجود أحد بجواره يمنعه من أخبارها فأدركت ان ايهاب كان خائفا ان يفهم مغزى كلامه.... صدق ظنها حين استمعت التسجيل الذي يليه وهو يقص عليها كل شئ حدث هذا اليوم و السبب الذي أعاق وصوله لها
.... اعترف لها بخططته التي دبرها لها منذ معرفته بها و انه كان ينوي على تركها يوم الفرح مثل ما حدث و لكن تغيرت كل خططه في لحظه و ادرك خطأه يوم حادثها فتأكد من حبه و تعلقه بها فلم يطاوعه قلبه على تركها و كسرها و أذيتها فبدايه من هذا اليوم تغيرت مشاعره و أصبح مخلص لها و بدأ يتعامل معاها بشكل مختلف كأنه تبدل حاله حتى هي لاحظت ذلك

بدءت تقرأ أعتذراته لها و كم هو نادم و ضائع بدونها لتكن هذه بعض الكلمات التي وقع عيناها في البدايه عليهم : مش عارف ايه الطريق اللي لي بوابه تدخلني في حياتك من تاني.... فاهم انك شايفاني ضعيف و جبان خدت حقي من بنت ملهاش ذنب و متعلمتش من اللي حصل لأختي بس انا دا محستش بيه.... لما فوقت كنت فاكر ان ببتدي صفحه جديده معاكي بيني و بين نفسي و ان عمرك ما هتعرفي حاجة عن اللي كنت ناوي اعمله بس ربنا كان عايزك تعرفي حقيقتي حتى لو كنت توبت بس كان لازم اتعاقب و تبعدي.. مقدرتش اقف قدامك و احكيلك اللي حصل مقدرتش اتأسف و اطلب منك ترجعيلي معرفتش اعمل كدا غير بالرسايل هي ده اللي بقدر اخد فيها حريتي لان خجلان اواجهك خوفت اسمع الكلام اللي عقلي كل ما يتخيله يرفضه... خوفت مقدرش اوصلك الكلام زي ما انا حاسه.... انا معنديش تجارب مع البنات أخرى اوي اهزر معاهم.... انا كنت مهتم بدراستي و شغلي و ابحاثي طول الوقت فمكنش عندي وقت اتعرف على حد،انتي اول حد دخل قلبي و حبيته يا سيليا.... معنديش خبره ازاي اصالح بنت مزعلها و ازاي اعتذرلها بجد مش مجرد اسف و خلاص..... انا محترم غضبك و رفضك تسمعيني و هسيبك لحد ما تعرفي انا اتعلمت الموسيقى عشانك لاقيت ان ده اكتر حاجة هتقربني منك... كل اللي حواليا مستغربين حتى انهم شايفني بهبل من كتر تفكيري فيكي بس ميعرفوش ان دا اللي هيوصلني ليكي.... انا جايلك قريب اوي يا سيليا... بحبك

ظلت طوال الليل تقرأ رسائله التي لا تنتهي كأن ايهاب جعل المحادثه الخاصه بهم كمذاكره له يكتب بها ما يشاء دون أن يراها احد..... قرأت كم الاعتذزات و الندم في كلماته التي جعلتها تبكي اكثر و اوضعتها في حيره اكبر... لا تعرف هل هذه الرسائل كافيه لتغفر له و تنسى جرحه لها و استغلاله لحبها لتحقيق مصالحه .... ايستحق ان تعطيه فرصه للتقرب منها ، هل يمكن أن تعود علاقتنا مثل سابق؟، ام تبتعد عنه و تنسى حبها له للأبد و تبدأ حياتها من جديد مع غسان
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️😘
في الأسفل داخل مكتب اكرم يجلس معه عمر الذي طلبه منه أن يتحدث معه في أمر هام

عمر بضيق : اكرم انا مش عايزه اتكلم في موضوع نور

أكرم بثبات و اصرار: لا هنتكلم بصراحه انا أجلت كلامي معاك لحد ما اشوف شويه حاجات تأكدلي انت بتحبها ولا لا..... و خوفك عليها لما عرفت انها عملت حادثه طمني و اكدلي...... ليه يا عمر عايز تخسرها؟

عمر بيأس و سخريه : هي الخساره كدا كدا هتحصل يا أكرم بس بشروطي كنا هنطول المده على اد ما نقدر لكن لو اتجوزنا بطريقتها هنخسر بعض من اول يوم

أكرم بغضب : ايه بطريقتها ده!!!! على اساس هي اللي مخترعه الجواز و دا مش شرع ربنا اللي انت غافل عنه.
ثم تابع بهدوء شديد : انت راضي عن حياتك يا عمر
.... راضي عن كلامك و مقتنع بي بجد

نظر له عمر بأهتمام قائلا بتساؤل و سخريه: ايه الحكمه من اننا نتجوز و نعيش مع بعض، عشان بنحب بعض مثلا.. طب ما ده هيختفي وسط الخناقات و المشاكل اللي هتحصل و في الاخر هيوصلوا للطلاق او يوصلوا انهم يتحولوا لقلوب مبتحسش ببعض و تتبنى القسوه بينهم و مش بس كدا ينسوا انهم خلفو و ان ولادهم محتاجين الدفا و الطبطبه و الحب مش محتاجين يشوفوا الكره و الطمع اللي بينهم و ان كل واحد بيجري ورا مصلحته .....كل ما الوقت يعدي الخساره بتكون اكبر

أكرم بحكمه و وعي : اوعي تاخد امك و ابوك نموذج للجواز عشان دول ابعد ما يكون عنه... الاتنين من البدايه مبيحبوش بعض جوازهم كان احتياج و مصلحه... عايز تقولي أن أمي و ابويا بيحبوا بعض طب ليه سابها... هقولك انه مكنش بيحبها و بالدليل ان اول ما تعبت جامد سابها حتى أنه مهتمش بعلاجها... اهتم بس بجوزاته و سفره و الشغل... احنا مش بنختار أهلنا بس نقدر نختار شريكه حياتنا و ام أولادنا..... متشيلش ذنب اختيارات ابوك

تنهد عمر بألم و حسره : اكرم انت الحنيه الللي شوفتها من امك كافيه انها تشبعك العمر كله و تخليك عندك امل تلاقي حد شبها... لكن انا مشوفتش منها حاجة تخليني اكمل حياتي طبيعي و ادور على اللي يكمل معايا

أكرم بحزن و شفقه : انا عارف انك اتظلمت يا عمر و استهتارك و عدم اللامبالاة اللي كنت فيه كان سببهم امك و اللي شوفته معاها..... صح بتحبك بس الفلوس كانت شاغلاها و عاميه عينيها و مموته احساسها باللي حواليها حتى ابنها..... مفيش في حنيه الام بس مش معني ان انت مدوقتش ده معاها يبقي مش هدوقه في حياتك و اتحرمت منه للابد بالعكس انت عشان اتحرمت منه ربنا هيراضيك بالحنيه الأكبر من اللي كنت بتتمنى تشوفها...... مش كل العلاقات بتفشل انت اللي قادر تنجح العلاقه بأختيارك الصح للبنت اللي هتجوزها

عمر : ليه واثق ان نور مش هتبقى زيها بعد الجواز مع أول خناقه هتتحول لنسخه تانيه مبتحسش غير بنفسها... انا عارف حظي يا أكرم و عارف ايه اللي هيحصل.. لو حظك في ابوك و امك طلع وحش مش هيبقى ليك حظ في اي حاجة نهائي

أكرم بنفي و تعجب وهو يرد عليه برزانه : مين اللي قال كدا ربنا زي ما بياخد حاجة بيحط بدالها حاجة اجمل و أعظم منها وهو حط في طريقك نور مش يمكن تكون ده الايد اللي هطبطب عليك و الحضن اللي هيحتوي حزنك و فرحك و يغرقك الحنان اللي مشوفتوش
........انت مش كل يوم هتلاقي حد بيحبك و ماسك فيك زيها واحده بعد الكلام اللي سمعته كانت تسيبك علطول و متفكرش فيك و لا تفكر تشوفك لكن هي عشان بتحبك و عايزاك حقيقي مستحملاك و صابره عليك و مستنيه ترجع في قرارك

صمت عمر للحظات ثم هتف بتهكم و ظن: البدايات دايما بتبقى كدا مفيش مثال واحد من اللي حوالينا تثبت الكلام اللي بتقوله... انت شخصيا كل يوم بتتخانق مع مراتك رغم انكوا بتحبوا بعض و هشام اخوها مش كان بيحب مراته من سنين عملت معاه ايه في الاخر... كله بيتغير يا اكرم الإنسانيه بتنعدم

أكرم : يا بني ملكش دعوه بحد لو فضلت تبص للي حواليك هتتعب و هتتحير اكتر و هتفضل واقف في مكانك الخلافات بين اي اتنين ده حاجة طبيعيه مش كل المشاكل بضعف العلاقه والله في اللي بيقويها... تخيل تبقي متخانق معاها و مش طايقين بعض و فجأه تقع ولا تتعب تلاقيها نسيت الخناقه و جاريه تطمن عليك .... ساعتها هتقول يارب اتخانق علطول عشان اشوف حبها و خوفها عليا..... المحبه و المعدن الحقيقي بيبان في الأوقات ده مش الوقت اللي تكونوا راضيين على بعض.... لو عليا انا و ميرا فهي بت بتموت في الخناقات بتعشق ضيق التنفس بس انا مستحمل دا عشان كنت السبب فيه... فهمت، ولعلمك هي شويه و هتنزل تتلزق فيا عشان تصالحني و هنا بيبان المحبه

ظهرت ابتسامه عمر بشكل تدريجي على شفتيه و التمع الأمل بعيناه حيث شعر بمدي ارتياحه بعد هذا الحديث احس ان شئ به قد اقتنع بكلام اكرم كأنه نور بصيرته عن ما كان مغيب به... أعطاه امل ان ينعم بحياه افضل مما كان عليه

نهض اكرم و تقدم اليه فقام عمر و هتف بأمتنان و محبه : شكرا يا اكرم دايما واقف جمبي و بتفوقني رغم انك لسه كنت بتزعق مع مراتك و مخنوق جيت تتكلم معايا..... ربنا يخليك ليا

ابتسم اكرم بحنان و لطف قائلا وهو يضربه في كتفه : انت عبيط ياض.. ناسي انك اخويا و ابني كمان.. زيك زي سيليا عندي اي وقت هكون في ضهرك

ابتسم عمر بفرحه و سعاده من قرب اخوه منه و احتضنه بشكر و امتننان.... ثم تركه اكرم و ذهب للجنينه مبتعدا عنها حتى لا يتشاجرا مجددا

بعد فتره خرجت ميرا الي الجنينه لتتمشي بها لعل اعصابها تهدأ و تراه لتصالحه لمحته من بعيد يجلس على الاريكه عاقد ذراعيه امام صدره ينظر بشرود في اللاشئ فذهبت اليه و هي تخطو بخطوات تبدو فيها كالطفله المزعجة جلست بجواره تاركه مسافه بينهم

فتحت ميرا في البكاء بصوت مرتفع مما ازعجه ليردف بغضب و اختناق : انتي جايه جمبي تعيطي مش سيبتلك الاوضة روحي نكدي فيها عشان انا جايب أخرى منك و مصدع

ميرا ببكاء حقيقي و اسي : انا مش عارفه انام ضميري مش مريحني... بتعذب اوي حاسه ان هموت نفسي

ارتعب أكرم و انقبض قلبه من ان تفعلها فهذه المرأة بنصف عقل تفقد صوابها في لحظه فهي لا تقدر على التحكم بنفسها

قرب منها قليلا و نظر لها متحدثا بهدوء: ليه بس كدا انتي ذنبك ايه هو انتي اللي قولتيله اعمل كدا و اخسرها ولا دا كله كان خططته

نظرت اليه بحزن شديد و وجهها يكتسحه الحمره من كثره البكاء وهي تقول بتعجب : ايوه بس هو عمل كدا عشاني.... اكرم انت المفروض تكون اكتر واحد حاسس بإيهاب لأنك في يوم كنت مكانه بدل ما تقرب المسافات بتبعدها

تأفف اكرم بحنق و قال بغضب و تفسير : في فرق بينا انا من البدايه و انا بحبك يا ميرا و مفيش ما بيني و بينك اي عداوه و لما اذيتك كان ورا سبب خاص بيكي مكنتش فاهم الحقيقه و مضحوك عليا و فاكر انك تستحقي كدا يعني اللي عملته مكنش بإرادتي كان نتيجة مؤامره ..... لكن اخوكي محدش غصبه يعمل كدا كله بإرادته أذى اختي و انتقم منها وهو عارف انها مظلومه و ملهاش دعوه باللي عملته و في الاخر لما عرف ان حبها بعد ما خسرها جاي يألف علينا و يجري وراها

هبطت دموعها بحرقه و قهره وهي تلوم نفسها بقسوه: كله مني انا... كل اللي بحبهم ادمروا بسببي، ايهاب عمل كل ده عشاني و في الاخر هو اللي بيعاني و انا كملت و سيليا اتخذت في الرجلين... ربنا ياخدني عشان يرتاحوا

اسرع اكرم بمقاطعه و لهفه وهو يقلب اللوم عليه : لا يا ميرا انا اللي استحق الدعوه ده انا اللي عذبتك و بهدلتك و وصلت ايهاب ان يفكر زيي و ينتقم من اختي بسببي و خليتها تشيل وذر اخوها و تتعذب... يعني انا اللي دمرت حياتكوا كلكوا... انا بعفيكي من اي كلام هتقولي

انتبهت ميرا و اردفت بتوضيح : اكيد يا حبيبي مش هقول كدا و ارجع أحملك ذنب ماضي قفلنا.... انا بس مخنوقه اوي اني ظلمته وهو ميستاهلش مني كدا و عارفه هو حالته عامله ايه دلوقتي

انهت حديثها و أسندت براسها على كتفه لثواني قليله ثم ابتعدت عنه و قالت بتفهم و خبث : عارفه لما بتبقى مضايق بتحب تقعد لوحدك، انا طالعه اوضتي

لحقها اكرم قبل أن تنهض و جذبها من يدها لتعود لوضعها مع لف يده حول كتفها قائلا بحنان : مينفعش اسيبك تقعدي لوحدك و انتي بالحاله ده... ممكن تسيبي الأمور ده على ربنا هو عارف مين نصيب مين و مين يستحق مين

حاوطت ميرا صدره بذراعيها و اشتدت من احتضانه بقوه فتنهد اكرم بعمق ثم اخذ يمسح على كتفها متسائلا بتوجس: ميرا هو انتي نفسك في ايه... يعني ايه اللي بتحلمي بيه

- نفسي ايهاب و سيليا يرجعوا لبعض طبعا لو هي رضيت عنه و افرح بهشام و ابسطك يكراميلا

زفر اكرم في حنق و غضب : انا قولت اللي نفسك فيه انتي يتحقق ليكي شخصيا... يلا اتمنى امنيه و اعتبريها اتحققت بس متبقاش معجزه يعني

غابت بتفكيرها لبعيد تفكر في امنيه تريد تحقيقها لتردف فجأه بحماس : بتمنى اعمل عمره او حج انا و انت 

أكرم بإيجاب : اعتبريه حصل بس اطلبي غيرها لان انا مقرر اعمل كدا من بدري

ابتعدت ميرا عنه و قالت برغبه كبيره و شغف: هي ملهاش علاقه بالامنيه بس انا نفسي تيمو يكبر و يحبني اوي زيك و اشوفه أجمل راجل في العالم

احتقن وجهه بغيره: و ليه متتمنيش الامنيه ده ليا ولا انا دايما هكون احقر شخص في نظرك

تعجبت ميرا بشده لتقول : ليه كدا هو عشان بتمنى لابني يبقي انت وحش ليه بدخل نفسك في مقارنه

زفر اكرم هاتفا بغضب مكبوت و حزن رغما عنه : عشان انا كنت كل حاجة في حياتك قبل ما يجي تيمو و ياخد مكاني، كنت شاغل تفكيرك اكتر من كدا مهتمه بيا اكتر بتحبيني اكتر

ميرا : محدش خد مكانك ببساطه تيمو ده ملك لي مكانه خاصه مش بديل لحد..... حبيبي انت مينفعش تحط نفسك في كفه ابننا أو ايهاب علفكره... يا أكرم انا فهمتك اني بحاول اوصلك حبي ليك بس ده مش معناه اني بحبك اقل منهم.... انت مختلف عنهم

نظر لها اكرم بحيره و تعجب : مختلف في ايه

قاطعته ميرا بلهفه و صدق : صح كل حاجة اتغيرت حتى انا بس في حاجات غصب عنك بتفضل موجوده مهما حصل... زيك كدا انت ابني و حبيبي بردو انا مش هنسي انك اول واحد حسستني بالامومه من قبل ما اخلف زرعت فيا حنان الأم و خوفها على ابنها.. اكرم خليك جمبي و متسبنيش و حياه ربنا عندك انا عارفه انك استحملتني كتير والله انا مبحبش ادك و بحاول ابينلك انك اغلى راجل في حياتي... متزعلش مني ممكن

اتسعت ابتسامته بفرحه كبيره و احتضنها بقوه اكبر و حب قائلا بثقه : احلى حاجة انك مخيبتيش ظني و جيتي هي ده حبيبتي بتاعت زمان، ربنا ميحرمنيش منك و يخليكي ليا العوض دايما

بادلته ميرا العناق بحب كبير مثله وهي تشعر بسعاده حقيقيه نابعه من داخلها ثم رفعت رأسها و نظرت له نظره طويلا و قالت بمراوغه و صدق: بتمنى اجبلك طفل تاني و أحقق حلمك اللي بقي حلمي 

تجهم وجهه بصدمه محدقا بها بعدم استيعاب من هول المفاجأه ليردف بشك: بجد يا ميرا متأكده

ابتسمت ميرا برضا وهي تهز رأسها : متأكده يا حبيبي انا أطول يبقي عندي من روح قلبي عيال كتير

التمعت عيناه بفرحه لا يمكن وصفها فكان حلمه ان ترغب في انجاب أطفال منه
ضحك اكرم ضحكات عاليه مليئه بالبهجة و السرور ليجذبها الي حضنه يضمها بقوه و حب : ده احلى حاجة سمعتها منك

ضحكت ميرا و اردفت بمشاكسه: مع ان انا مش عارفه ازاي اذا كان تيمو و بتحقد عليه و بتغير منه امال لما نجيب تاني هتعمل ايه

ضحك اكرم و ضربها بخفه في كتفها قائلا : انا نفسي في عيله كبيره اوي ده امنيتي من زمان و مش مهم اغير بقي ولا لا.... المهم يجو يا رخمه

ميرا بضحك و مرح : طب كدا تحجزلك عند دكتور من دلوقتي

أكرم بمرح و مشاغبه : مش العيال اللي هيجننوني دا انتي و حياتك
ثم وضع يده على بطنها قائلا بشغف و تمنى فهو مازال شاغلا تفكيره بما قالته : امتي يحصل بقي اتأخر الخبر أو انا اللي مستعجل اسمعه بسرعه

ابتسمت ميرا بصفو و سعاده على فرحته لتقول ببساطه : بكرا معاد فحوصاتك اللي بتعملها كل ٦شهور ممكن نروح للدكتور لما تخلص.... يمكن اطلع حامل محدش عارف

أكرم بحماس : موافق جداا
______________________________
قافل على نفسه من امبارح و شغال تكسير في الاوضه
هتفت بها اسماء بقلق كبير

رأفت بحزن و ضيق: انا مبقتش فاهم تصرفاته ليه مقلش ان زاهر اللي عمل كدا.... و ليه اكرم مستناش عليه و خطبها بسرعه

- والله ما عارفه بس قلبي بيتقطع عليه ايهاب كتوم عكس ميرا مش بيعرف يخرج اللي جواه

رن جرس الباب ففتحت الشغاله و دلف هشام القى عليهم التحيه و جلس على الكرسي و يبدو على وجهه الإرهاق و التعب

رأفت بتوجس: كنت بايت فين من امبارح

هشام بأرهاق وهو يفرك عينيه : سهرت في الشركه حضرتك عارف المعرض قرب يتفتح.

رأفت بتفهم : طب قوم يا حبيبي نام في اوضتك هنا مش لازم تطلع شقتك شكلك تعبان

نظر هشام لأمه التي تتجاهل النظر له رغم خوفها عليه و قال بلوم: محدش تاني عايز يسأل عني و يطمن عليا

أسماء بهروب وهي تنظر لزوجها : هدخل ابص على ايهاب و اتكلم معاه و بعدين احضرلكو الاكل.

حزن هشام و اردف بإلحاح: ماما انا عايز اتكلم مع حضرتك شويه

تجاهلته أسماء و لم تستجيب لكلامه فقامت ليردف رأفت بضيق : و بعدين انا عايز اعرف مش بتكلموا بعض ليه بقالكوا فتره كبيره كدا... عمل ايه يا اسماء

نظرت اسماء لأبنها نظره تحمل معاني اللوم و العتاب ثم قالت بسخريه : قدامك اهو اسأله عمل ايه خلاني مش طايقه ابص في وشه حتى

انهت كلامها و ذهبت إلى غرفه ابنها طرقت الباب و دخلت لتجده نائم على باطنه فوق الفراش دافنا وجهه في الوساده... نظرت على منظر الغرفه العشوائيه فكل شئ واقع على الارض... اتجهت اليه و جلست بجواره و رفعت يدها تتلمس ظهره

شعر ايهاب بلمستها فأعتدل في جلسته و نظر لوالدته بعيناه شديد الحمره و وجه الباهت لم يقل شئ بل القى بنفسه في احضانها

ضمته اسماء بحنان و عطف و رفعت يدها تربط على رأسه و ظهره مهدئا إياه بتلك الحركه فرغما عنه فرت دمعه هاربه من عينيه و همس بوجع : اول مره احس ان خسرتها بجد يا أمي

ابعدته أسماء برفق عنها و تحدثت بهدوء و عتاب : انت غلط يا حبيبي تخيل نفسك مكانها و ان هي وهمتك انها بتحبك و عايزاك و ادتها كل الثقه اللي في الدنيا و في الاخر اكتشفت انها بتخدعك عشان تاخد حقها.... كنت هتعمل ايه غير انك تحاول تضايقها و تتخطب لغيرها عشان تكسر قلبها زي ما كسرتك

تنهد ايهاب بمراره و هتف بتأييد و اسي : انا فاهم و مقدر الحاله اللي هي فيها عشان كدا انا بعدت عنها لحد ما تهدي و افكر ازاي أصلح غلطتي... معترف ان استخدمت اسوء طريقه و ان مش سيليا اللي يتعمل معاها كدا بس انا مكملتش غلطي للآخر و اللي حصل ده كان غصب عني

اسماء بحق : ربنا حطك في اختبار عشان بدايه معرفتك بيها كانت غلط و نيتك ناحيتها مكنتش صافيه... انت محبتش سيليا بجد غير لما اتعرفت عليها و مفوقتش لنفسك غير لما ربنا وراك صوره مصغره من اللي ممكن يحصلك لما تبعد عنك ... لاقيت نفسك اتعودت عليها و وصلت لمرحله متقدرش تستغني عنها.. رجعت في خططتك.. لكن انت من الاول مفكرتش فيها.... اما حكايه زاهر فأنا عذراك فيها لو مكنتش وافقته كان قتل بنتي بجد

إيهاب بحزن شديد و قهره : حاسس ان ضعيف اوي مقدرتش أوقف زاهر و امنعه من اللي كان هيعمله لو منفذتش و في نفس الوقت مقدرتش اقف قدام سيليا و احكيلها

مسحت اسماء على وجهه بحنان قائله: لا يا حبيبي انت مش ضعيف... كلنا عارفين ان زاهر كان قادر ينفذ كلامه و انت مكنش قدامك حل غير توافقه... اما حكايه المواجهه فده اسمه كسوف خجل مش قادر توري وشك ليها و تحط عينيك فيها و انت بتحكيلها عن الحكايه من اولها... خايف تشوف نظره احتقار منها ليك مش كدا

هز راسه بإيجاب و دموع تتجمع في عينيه ليردف بغضب و ألم : هي وريتني الاقوى من النظره عزمتني عشان اشوفها وهي بتتخطب و مش فارق معاها بس انا متأكد ان فارق معاها.... طب هي ليه مش عايزه تسمعني ازاي قدرت تاخد خطوه زي ده و تلغيني.... هو مش باين عليا ان بحبها و ندمان.... بس كله من اكرم الغبي هو اللي عايزني ابعد عنها عشان كدا استعجل في الجوازه و حرق قلبي.... بس انا بقي هحرقه لما اخلي ميرا تسيبه و ترجع تعيش هنا

غضبت اسماء و صرخت في وجهه بعصبيه و انفعال : ايييه الانانيه اللي بتتكلم بيها ده مفكرتش في اختك لما تحرمها من جوزها و تخرب بيتها ثم هي معندهاش رأي عشان تمشي وراك... عارف لو ضغط عليها و خليتها تيجي انا هعمل معاك ايه

إيهاب بتوضيح : امي اهدي انا مستحيل اخرب حياتها و اخليها تسيبه بجد... كان قصدي تهدده مش اكتر لحد ما يوافق ان سيليا ترجعلي

اسماء بغضب: اللي بتقوله ده تفكير عيل مش راجل و دكتور زيك... بردو بتصلح غلط بغلط فكر ترجع البنت ازاي من غير ما تأذي طرف تاني و لا تغصبها ترجعلك تحت تهديد...اعقل شويه و خليك ناضج، انا مش عارفه تربيتي فيكو راحت فين

شرد ايهاب في كلام والدته و اقتنع فيما قالته فقرر ان يحاول بقدر الإمكان معها حتى تعود له

اسماء بتنبيه : انا هتصل بأختك افهمها انك بقيت كويس و في شغلك عشان بتكلمني طول الليل و منهاره من العياط و شايله الهم وانت عارف ان حالتها مش مستحمله

إيهاب بتفهم : كنت هقولك كدا قوليلها ان مش بتأثر للدرجة اللي هي فاكراها

خرجت اسماء و همت لتسير الي المطبخ استوقفها غرفه أبنها التي وقع عيناها عليه فتذكرت عندما طلب ان يتحدث معها

ضعف قلبها و استسلمت و ذهبت اليه فتحت الباب و دخلت و قالت بجمود وهي تقف على طرف الباب: كنت عايزني في ايه

ابتسم هشام عندما راها فقام بلهفه و اتجة اليها : ادخلي يا أمي

دخلت اسماء و جلست على الكرسي و نظرت له ليرد على سؤالها فقال هشام بحزن : حضرتك هتشيلي عني الحظر و تكلميني امتي.

أسماء بجديه : لما تراجع نفسك كدا و تفوق من اللي انت فيه..... ادخل في الموضوع علطول

اومأ راسه و قص عليها ما حدث بينه و بين رحمه و ما قالته والدتها حين ذهبت اليه

اسماء بصدمه : يا حول ولا قوة الا بالله ايه الحقد و الطمع ده في ام ترخص بنتها كدا

هشام بتعجب: ليه متقوليش انهم متفقين مع بعض

هزت اسماء راسها بعدم اقتناع : لا يا هشام انا قلبي بيقولي غير كدا و ان البنت نضيفه و اللي حصلها ده يدل انها بريئه و ملهاش دعوه بأمها...متظلمهاش

ابتسم هشام بسخريه و هتف بضجر : ليه مظلمهاش نادر يا أمي لما تلاقي بنت نضيفه زي ما بتقولي انتي تقدري تتوقعي اي حاجة في الدنيا ده من غير ما تستغربي.... كل حاجة بتتعمل ورا البراءه اللي بتتكلمي عنها

- لو البنت تعرف مكنش بأن عليها المفاجأه و لو كانت وحشه و مش مريحه كانت ميرا قالتلي

- ميرا ايه يا أمي هي بنتك لو بتفهم في الناس كان حصلها كدا.... انا شاكك انها البنت الوحيده اللي نضيفه في زمن مؤرف زي ده

اسماء بضجر : ممكن تفكر بهدوء احنا مشوفناش اي حاجة منها كل الفتره اللي فاتت حتي لما كنت بعرض عليها كانت بترفض و افتكر هديتك... زائد معاملتك ليها يخليها متفكرش فيك زي ما امها بتقول

هشام بأتهام: بس فلوسي هتخليها تفكر و تتحمل اي كلام مني... اصلك نضيفه متفهميش النوعيات ده

اسماء بتذكر و تفكير: مره ميرا حكتلي على امها و فهمت منها انها مش كويسه و انانيه شويه فأنا شايفه انها راحت من ورا بنتها فعلا... و انها ضحيه طمع امها

هشام : مش ناكر ان حاسس انها مظلومه بس لما بفكر بلاقي ان احتمال كبير لا

- لو مكنتش مرتحالها مكنتش اتمنيتك تتجوزها

اسماء بقلق : هشام متخليش اللي مرت بي يأثر عليك و يخليك متثقش في اي بنت.

التفت لها هشام بسخريه و غضب : اذا كان البنت اللي اعرفها بقالي ٢٣ سنه خدعتي و كسرت ثقتي... عايزاني بقي اثق في واحده اعرفها من شهور

اسماء : لا تثق ولا تشك خليك في الوسط لحد ما تتأكد من نواياها..... متجيش علي الطيب اللي ملوش حد

انهت كلامها و خرجت
________________________________
نزلت سيليا الدرج و اتجهت الي ميرا التي تجلس امام التلفاز مع طفله تنظر اليها بشرود لما يبدو الحزن ايضا عليها
وقفت سيليا امامها و نظرت لها و عيناها ترغب في البكاء لتقول بصعوبه و أسي: انا عرفت كل حاجة و شوفت التليفون

لم تكمل كلامها حيث اقتربت من ميرا و ارتمت في حضنها و انفجرت في البكاء

ربتت ميرا على ظهرها بحنان و عطف فأدركت ما يتصارع بداخلها الآن
قالت ميرا بموساه وهي تحتضنها : عيطي براحتك و خرجي كل اللي جواكي و بعدين نتكلم براحتنا... اكرم راح الشغل متخفيش.

ابتعدت سيليا و نظرت لها وهي مازالت تبكي قائله بخفوت : ايهاب طلع بيحبني حقيقي ... طول الليل بقرأ في الرسايل اللي كتبهالي.... ليه مجتيش قولتيلي او ليه هو استنى الوقت دا كله ...ايهاب وصل متأخر اوي يا ميرا

ابتسمت ميرا و اردفت بعقلانيه: كان عامل زي القبطان اللي ماشي في البحر و المركب عطلت بيه بدل ما يستعين بحد ينجده فضل انه يصلحها بنفسه اخد وقت طويل اوي جهد و تفكير و تعب لحد ما صلحها و لما وصل للشاطئ كان الوقت اتأخر و ملحقش اللي كان رايح عشانه

سيليا بإرتباك و توجس: هو لو قدر يوضح اسبابه و يقنع اللي قدامه يبقي بردو كل حاجة راحت منه

نظرت لها ميرا و ابتسامه غامضه ارتسمت على شفتيها قائله : بصي الحمدلله انك عرفتي الحقيقه بس تفتكري ده هيمنع انه غلط

عبس وجهه بحزن و غضب : لا هو خدعني من الاول و معملش حساب مشاعري لما اعرف.

ميرا وهي تريد الوصول لغرض معين : بالظبط متخليش اللي عرفتي عن نيته ينسيكي هو كان عايز ايه قبل ما يتراجع.

أدارت كلام ميرا بعقلها و هتفت بتأثير و حزن : انتي صح حتى لو بيحبني ف المشكله في الأساس.... انا كلمت اكرم و هروح ابات عند نور

ميرا : انا راحه الشغل دلوقتي.... تعالي نكمل كلامنا في الطريق و اوصلك لصاحبتك

- اوك

ذهب هشام الي منزل رحمه دخل الشارع بسيارته و أخذ يبحث عن بيتها سأل احد المارين فأشاروا له على مكانها.. ركن سيارته و نزل منها و اتجه لداخل البيت حيث تعيش بالدور الأرضي
هم ليدق الباب لكن استمع لصوات صرخات و شجارات نسائيه تحدث بالداخل

ام رحمه بقسوه و عدم احساس : انتي يا بت هتفضلي عايشه الدور لحد امتى محصلش حاجة لما عرضت يتجوزك مقتلتكيش والله

رحمه بصراخ غاضب و هي تبكي بألم : لا انتي قتلتيني وهو بكلامه دفني تحت التراب... عايزه مني ايه سبيني أعيط على حظي اللي وقعني في ام زيك

خرج صبحي من الغرفه بغضب شديد و صراخ : انتي اتجننتي يا وليه راحه تعرضي بنتنا للراجل لييييه هي بضاعه و عايزاه يشتريها بالفلوس انتي فاكراها رخيصه و شحاته زيك... لا انا بنتي غاليه اوي.... اتاري من امبارح بسألك ا في ايه بداروا عليا.....

رحمه : سمعتي بقت في الأرض يا بابا مش عارفه ارد على ميرا عشان عارفه الكلام اللي هسمعه منها بعد اللي هتسمعه عني...خسرتني كل حياتي انا عايزه اموووت... نفسي الارض تنشق و تبلعني

استدار هشام و عاد لسيارته ركب بسرعه و انطلق بها فتره و وصل شركه اكرم... دخل و صعد الي مكتبه ثواني و دخل بعدما اذن له

قام اكرم و صافحه ثم عاد لمكانه و قال بزهق:انت جاي طبعا تكلمني عن ايهاب فهقصر عليك و اقولك كفايه عليا اختك كلت دماغي بي

جلس هشام على الكرسي و هتف بغضب و ضيق: انا مش جاي اتكلم عنه.. صح انا مش بطيقك بس انا مخنوق و عايز اتكلم معاك

رفع اكرم حاجبيه بغيظ و حنق :لا والله!!! ايه خفه الدم ده اللي جاي تسمعهالي يا استاذ هشام.... مخنوق مالك.... مع ان يارب دايما اشوفك كدا انت دايما خانقني

حكي له هشام كل شئ حتى استماعه لحديثهم و طلب منه أن يعطي رايه

أكرم برزانه و ادراك : ابوها شغال هنا بقاله زمن عمره ما جه و طلب مني فلوس زياده او حتى استغل ان ميرا كانت عايشه معاه و فضل ينط كل شويه بالعكس انا لما ببعتله فلوس زياده مش بيقبلها بسهوله فعلا عنده عزه نفس و بنته زيه و إلا مكنتش خليت ميرا تصاحبها.... انت ابن سوق يا هشام لو ركزت هتقدر تفرق بين الطماع و بين اللي نفسه عزيزه

زفر هشام بأختناق و قال بحيره و تبرير: مش عارف بقى كله من الحاجة و ميرا من ساعه ما فهمت انهم عايزين يجوزوهالي و انا مبقتش طايقها و بتلكك لها على اي حاجة.

أكرم بتعجب: غريبه ميرا مقلتليش حاجة زي كدا... طب انت رافض كمبدأ ولا هي بالذات

هشام برفض قاطع : انا كاره الجواز كله لا عايزها ولا عايز غيرها كفايه الضربه اللي اخدتها و لسه معلمه فيا و مش هتروح ابدا

أكرم : لا هتروح يا هشام لو انت خليت الباب مفتوح شويه عشان يعرف حد يدخل و يساعدك تقوم من تاني... إلا بقي لو كلام والدتك صح و لسه قلبك مع طليقتك

تنهد هشام تنهيده تحمل مراره و ألم و قال : انا قلبي مع البنت اللي حبيتها من وهي صغيره و ماتت لكن اللي طلقتها ده كانت شيطان، غصب عنك لو مقدرتش تنسي الشخص اللي دمر حياتك و حياه عيلتك.... صعب والله حتى لو بتكره

ثم رن هاتفه فنظر على الشاشه ليري اخته فقال بجديه و عبث : مراتك راحت الشركه و طبعا ملقتش رحمه فبترن تسأل..... بقولك ايه خليها تبعدها عني و تشيل من راسها الجواز عشان هي بتزن على امي

ضحك اكرم و هتف بمراوغه و عبث : انا مراتي تعمل اللي عايزاه براحتها

رفع هشام حاجبه الأيسر بغيظ : بقي كدا... طيب يا أكرم هتتردلك قريب
ثم تابع بجديه و عهد : ياريت تفضل محافظ عليها كدا علطول

تنهد اكرم و هتف بصدق و حب: والله نفسي تبطلو شك فيا شويه و تعرفوا انها اغلي من عمري و مش هفرط فيها ابدا

نهض هشام و تنهد بإرتياح : انا مش عايز غير كدا... سلام

أكرم بأهتمام : لما تعوز تتكلم يا قارفني تعالي يمكن ده يخليك تتلم و تبطل تسخين فيها زي اخوك

ضحك هشام و هتف بإيماء : ماشي يا ناصح
_____________________________&

قابل اكرم زوجته علي الطريق و ذهبان معا الي المشفى عمل الفحوصات المكرره عليه كل عده أشهر ثم اتجهوا الي الطبيبه و بعدما اتمت فحص ميرا جلست على مكتبها لتري الإشاعات و التحاليل الخاصه بها

الدكتوره : انتي ضعيفه اوي واضح مفيش اهتمام خالص بصحتك

أكرم بحزن و ضيق: هي فعلا مهمله سواء في الأكل او النوم مش بتكمل ٥ ساعات و بيكون نوم متقطع

الدكتوره بتنبيه: ده غلط طبعا و النوم مهم جدا جدا عشان جسمك يقدر يعوض النقص اللي فيه.... هو بس فيه مشكله صغيره

خافت ميرا و نظرت لأكرم ليردف بقلق: مشكله ايه

الدكتوره: عندك التصاقات ببطانه الرحم و شويه التهاب اثر ولادتك و ظهر اكتر بعد الإجهاض بس اطمني دا يقدر يتعالج ان شاء الله بالعلاج

شهقت ميرا بصدمه و حزن: طب و ده هيأثر على الحمل

الدكتوره بحزن: احتمال يتأخر لكن ان شاء الله مش هيطول بس تنفذي كل اللي هقوله و اصلا هو غلط تحملي و انتي صحتك كدا

حزن اكرم بشده و نظر لميرا حاول أن يرسم ابتسامه صغيره على وجهه حتى لا تحزن لكن هي تعلم مدى حزنه وهي ايضا

خرج اكرم ممسكا بيدها و كلا منهما شارد في كلام الطبيبه
ركبت السياره و أسندت راسها على الزجاج و سرحت في الطرق مع دموعها المنسابه بصمت

نظر اليها اكرم و احتضن كفه يدها و قبلها ثم قال بتحمل و هدوء : سواء حصل او محصلش ده ارداه ربنا و اكيد مش هنعترض و الحمدلله ان رزقنا بتيمو و اكيد ده حاجة كويسه احنا ابننا لسه صغير و محتاج اهتمام مننا

نظرت له ميرا بدموع و حزن : بس انا كان نفسي افرحك اوي زي ما انت بتعمل معايا....انا السبب اتنمردت على نعمه ربنا في الاول و رفضته و اهو بتعاقب

شعر اكرم بالذنب اكثر ليردف بخجل و ذم نفسه : كلنا بنغلط و بنتوب بس الحقيقه ان ده كله غلطي انا و بس ... بإذن الله ربنا مش هيعاقبنا يا حبيبتي تحبي تخرجي فين

ميرا برفض : لا عايزه اروح مليش نفس اخرج و كمان تيمو نام

- ماشي يا حبيبتي، بما ان سيليا هتبات عند نور انهارده هوصلك الفيلا نبات فيها

ابتسمت ميرا رغم حزنها قائله بقبول : ماشي ده احسن حاجة

اوصلها اكرم الفيلا ثم اكمل طريقه بسيارته الي حيث لا يدري.. امسك هاتفه و اتصل بالطبيبه لشعوره انها تريد اخباره بشئ في عدم وجود ميرا

أكرم بلهفه: خير يا دكتور انتي بصيتي على تقارير الحاله النفسيه لميرا و متكلمتيش عنها

الدكتور بحذر: هو وارد جدا يحصلها اكتئاب بعد الخلفه و صدمه اكبر من الاول و دا غلط عليها الأفضل أن تتعافي نهائي قبل ما تاخدوا خطوه زي ده... المشكله اللي عندها جت في مصلحتها متضغطش عليها

اعطته بعض التعليمات و اوصته بضروره الاهتمام بحالتها النفسيه حتى لا تتعرض للخطر
خبط راسه بمقود السياره بغضب شديد من نفسه و حزن حتى سقطت دموعه بألم : اظاهر ان هدفع تمن شري طول حياتي

عاد في الامس الي الفيلا و صعد الي غرفه ابنه بالاعلي و دخل ليجدهم يلعبان معا

ميرا بمرح و شكي وهي تنظر له : تعالي يا بابا شوف تيمو مجنني ازاي بشقاوته

اتجة اكرم لها بوجة الحزين و الشاحب و نظراته مثبته عليها جلس بجوارهم و قال : متعب ماما ليه ده حتى تيمو احلى ولد في الدنيا

رفعت ميرا حاجبيها بغيظ و مرح : ايه الدلع ده يا عم اكرم و انا قولت هتشيل منه اللعب

أكرم بضحك و تحدي وهو يقبل ابنه : اشيل ايه انا هلعب معاه

فرح ابنه و قفز عليه بسعاده وهو يقول بطفوله: كره

اكرم بموافقة : ماشي

جهزت ميرا الالعاب و جلسوا على الاريكه حيث اكرم يجلس بجوارها يلعب مع ابنهم الكره

أثناء ذلك نظر اكرم لها و همس بحب و خفوت: مش عايز غيرك انتي و تيمو انتو بالدنيا والله العظيم

ابتسمت ميرا ابتسامه حزينه و قالت ببث الأمل : ان شاء الله ربنا هيرزقنا قريب بطفل

تنهد اكرم و رد بتكرار و عدم اهتمام : مش عايزوا بقولك انتي و تيمو كفايه عليا و بصراحه ربنا عالم ده هيطلع عينينا كل ما يكبر مش شايفاه شقي ازاي

ضحكت ميرا و هتفت بلطف: بس شقاوته بترد الروح

ثم وضعت العصير في فم ابنها لينزعه برفض : لا بلعب

ميرا بتحذير : هشيل اللعب لو مشربتش

خاف ابنها و وضعه في فمه بينما اطعمت ميرا اكرم لتدمع عينيه بتأثر حين خطر بباله كلام الدكتوره فهمس بحب: ربنا يخليكي ليا

لم يستطيع المقاومه و ارتمي في حضنها قائلا بخوف و تمني: وجودك معانا اهم من اي حاجة ربنا ما يبعدك عني ابدا

ضيقت ميرا عيناها بإستغراب وهي تحتضنه: و انا ليه هبعد... في ايه يا أكرم

نظر لهم ابنهم فترك الكره من يده و اتجه لأمه و احتضنها وهو يحاول أبعاد اكرم عنها بغيره
فضحكت ميرا بينما اغتاظ اكرم و ابتعد قائلا بحنق : شايفه ابنك

ضحكت ميرا اكثر و احتضنته طفلها قائله بعتاب: كدا تزق بابا

اومأ براسه بإيجاب وهو مازال يدفن وجهه في بطنها طب خلاص هاخدكوا انتو الاتنين ف حضني
صرخ ابنها برفض و عند لتردف ميرا بصبر: مفهاش حاجة يا حبيبي

نظر لها اكرم بغضب و غيظ : هو انتي بتستأذني ليه... استغفر الله العظيم يارب... صبرني

جذبته ميرا اليها و ضمتهم معا الي صدرها ليتبادلا نظرات الأثنان لبعض و كأنهم من نفس الأعمار كانت نظرات غيره و شراسه جعلت ميرا تضحك بشده على هذاك الأطفال.... قبل اكرم وجنتها متعمدا ذلك ليرفع تيمو راسه و يقبل وجنتها مثله

رفع اكرم حاجبه الايسر بغيظ وهو ينظر له بعند و تحدي ثم امسك يدها و طبع قبله عليها ليقوم ابنه بنفس الشئ

ضيق اكرم عينيه و ابنه ينظر له بغيظ محدقا به بنفس النظره كأنه من نفس عمره اطعم اكرم ميرا في فمها فامسك طعام اخر و وضعه ايضا

هتف اكرم بتعجب و بعض العبث : الله! انا كل ما اعمل حاجة تقلدني

احتضن تيمو امه بقوه و تملك اكبر ليتحدا اكرم و يحتضنها اكثر منه فضحكت ميرا رغم عنها و هتفت بوجع و ضيق: انا كدا عضمي هيتكسر منكوا.. مش كدا انا مش عايشه مع أطفال هتخنوقني

ابتعد اكرم و هتف بمشاكسه و ابتسامه لعوبه وهو يغمز لها : بحبك اوي يا ميرا، اعمل ايه

ردد تيمو ما قاله والده: ببك٠( بحبك)

اتسعت فرحتها بشده و قبلت رأسهم من فرط السعاده ثم ضمتهم اليها وهي تقول : و انا بعشقكوا انتو الاتنين... اغلي من حياتي.

نظر لها اكرم بإبتسامه محبه : و انتي حياتي

تيمو بتقليد : ياتي ( حياتي)

ضحكت ميرا بفرحه كبيره و قبلته في وجهه و يده وهي تقول بعشق : يا عمري انت روحي و حياتي بموت فيك والله

انكمشت ملامحه بدهشه و ضيق : يا سلام كل القصايد ده في ابنك.. ده انا قولت قبله علفكره

زفرت ميرا بضيق و تأففت بزهق: انا تعبت منكوا بجد... انت يا حبيبي ليك وقت لوحدك

راقت ملامحه و ابتسم برضا : لو كدا ماشي يا مغلباني

تيمو : لبنى (مغلباني)

رفعت ميرا ابنها على قدمها و قالت بهدوء و لطف: حبيبي مش كل حاجة بابا يقولها نقول زيه.

تيمو بضحك : لا

أكرم بطفوله : و قوليله كمان ميزقنيش لما احضنك

وضع ابنها راسه على صدر امه سريعا يضمها قائلا : لا انا بس

أكرم بغضب و عصبيه : هو ايه اللي انت بس هي ليك لوحدك

ميرا بحذر : اكرم براحه عليه ده عيل مش فاهم كلامك و لا فاهم اللي بيقوله

اتخذ اكرم الأمور بجديه شديده قائلا : لازم يفهم مش هستني لما يكبر و يبقى كاره وجودي جمبك و يبعدني عنك زي اخواتك

عقدت ميرا جبينها بتعجب : انت مكبر الموضوع اوي
ثم وجهت حديثها لطفلها قائله وهي تمسح على شعره بحنان: تيمو جميل و هيسمع الكلام بعد كدا... يلا نطلع اوضتك عشان تنام

تيمو بألحاح: نامي معايا

ميرا بموافقه وهي تقبل راسه و تحضنه: من عيوني يا روحي

لم يعلق اكرم على شئ بينما قامت ميرا بتنويم ابنها و حين تأكدت انه غرق في النوم نهضت فأخذه اكرم حاملا إياه على كتفه

ميرا : انا هنام جمب تيمو عشان ميصحاش يعيط

أكرم بأقتضاب : لا
صعدوا به إلى غرفته و وضعه فوق الفراش ثم تركا مع الداده و سحب ميرا و اتجة الي غرفتهم

ميرا بهدوء : اكرم ممكن تهدي على تيمو هو عيل و واخدها لعبه

تنهد اكرم قائلا بقلق: مش عارف خايف اوي على تصرفاته ده حاسس انه مؤشر خطير

ابتسمت ميرا بسعاده بالغه: بالعكس ده مؤشر قمر ربنا حقق دعوتي و خلا تيمو يحبني اوي

هتف اكرم بتفكير و وعي: حبيبتي لو استمر على كدا لما يكبر هيكون مريض بحب التملك

ميرا بإستهتار : لا مش للدرجة ده تصرفات طبيعيه صدقني

- لا للدرجة ده انتي المفروض اللي تلاحظي ده مش انا بس عشان انتي حابه كدا ف مش هتفهمي كلامي

استنتجت ميرا سبب لذلك فقالت بتخمين: ممكن عشان انا و تيمو كنا مع بعض من غيرك شايفني معاه هو بس.. و انت جيت و بقيت عايش معانا فجأه بهتم بيك فهو لسه مش متعود عليك

استفز اكرم من كلامها ليردف بتهكم و غضب: انتي بتقولي ايه انا مش واحد غريب دخل في حياتكوا.. انا ابوه.... بصي احنا كل فتره هناخده يبات يومين عند مامتك عشان يتعود علي ناس غيرك و انتي مش معاه و كمان يتعلم المسئوليه و على غيابك... احنا عقلنا صح

- ايوه بس مش معناه ابعده عني مسافه كبيره كدا يومين مشوفش تيمو ازاي مفيش قلب يسيب ابنه كل ده

ضرب اكرم كف على أخرى بنفاذ صبر و دهشه: انا بقولك سنتين ده هما يومين ٤٨ ساعه صعبه في الاول بس هتتعودي بعدها ده هيكون افضل لابننا لو بتحبي و خايفه عليه مش هتعترضي

ارتسم الحزن على وجهها و أسندت راسها على صدره و احتضنته ليمسح على شعرها بحنان و عبث : و أنا اوعدك مش هخليكي تحسي بغيابه اليومين دول

ميرا بحزن : مفيش حاجة في الدنيا تقدر تعوضني غيابه..... تصبح على خير يا روحي 

قبلت خده و اغمضت عينيها استعدادا للنوم ليبتسم اكرم مقبلا جبهتها ثم استلقي بجوارها و ذهب للنوم

في الصباح استيقظ اكرم و نظر الي ميرا بخوف شديد و حزن فدعا الله أن تعود لطبيعتها ولا يحدث لها مكروه فهو لن يسامح نفسه ابدا

اقترب منها وطبع قبله رقيقه علي راسها، افاقت هي من نومها على تلك الحركه فورا فقال بإستنكار : يا حبيبتي نامي انا لحقت اجي جمبك

ضحكت ميرا و اعتدلت في جلستها و احتضنته: صباح الخير يا حياتي انت عارف نومي خفيف

حدق اكرم بها بشك : يعني مش خوف

ميرا بلهفه : لا طبعا يا روحي انا كدا عظمه اوي اتحسنت متنكرش

حك اكرم دقنه بعبث و مشاغبه: انا جايلي مزاج اقضي اليوم من أوله معاكي و مروحش الشغل

رفضت ميرا و قالت : لا نقضي بليل انا شخصيا نازله الشغل

- خدي اجازه زيي

- انت مدير شركتك لكن انا لا علي الله

ضحك اكرم بإرتفاع ثم قال بعبث: انا هكلمه متقلقيش

ميرا بتوجس و مزح : مين فيهم استاذ رأفت ولا استاذ اكرم ولا هشام ولا العياده

تنهد اكرم بضيق و عدم رضا :مش شايفه ان كل دول كتير

هزت راسها بنفي فقال اكرم بحسم الأمر : انا قولت انهارده مفيش شغل يعني مفيش شغل

تابع كلامه وهو يسحبها من يدها لتنهض معه فقالت بتذمر و اعتراض: اكرم متهزرش بقي و روح شغلك

تأففت ميرا بإنزعاج : يا رخم بقي انا عايزه انزل الشغل

أكرم بعند اكبر و جديه : و انا قولت لا

ضيقت ميرا عيناها وهي تنظر له رافعه حاجبها الايسر بتحدي و مرح: نزلني هنكد عليك و هخليك تندم انك أجزت

أكرم ببساطه : نكدي مش مهم

نظرت ميرا حولها تحاول التفكير في حل لكنها عجزت عن ذلك فأحتضنت وجهه بكلتا يديها و طبعت قبله عنيفه على وجهه، ضحك اكرم عليها و حاوط خصرها بيده و احتضنها بقوه قائلا بشغف: حلو التهديد ده

ميرا بتوجس وهي تنظر له بحزن : انت مش زعلان مني صح

ابعدها اكرم و هتف بدعم و ثبات: ازعل من ايه و ربنا كارمني اخر كرم بيكي و بتيمو... انتي دايما سبب فرحتي

اشتعل الحماس بداخلها و التمعت عيناها قائلا بشغف و عزيمه : ايه اليوم اللي بدايته قمر ده. َطب والله لأقضي معاك و مش هنزل.. ده انت هتدلع دلع

ضحك اكرم و ضمها بقوه قائلا بغرور : شوفتي خليتك ترجعي في رايك و تتحمسي في ثانيه ازاي

ميرا بضحك : انت لئيم مش سهل يا كراميلا انا بحبك من قليل
_____________:) __________________
جلست سيليا في الجنينه تستحي كوب العصير مع نور

قالت نور بعتاب : انا زعلانه سيليا لماذا لم تخبريني ان ايهاب كان خطيبك

سيليا بضعف : كنت لا اريد ان اذكر نفسي به لا اقصد اضايقك...... انا اتصلت به و طلبت منه المجئ الي هنا

نور بمساعده : تحبين ان اكون برفقتك

َ- لا داعي انا لن أطول في الحديث معه

وصل ايهاب بعد فتره قليله فأخذته سيليا و دلفوا للداخل بينما تركتهم نور ليتحدثان بحريه

كان ايهاب في حاله من السعاده و البهجة لرؤيتها فقال بحماس و قهر : مش مصدق انك كلمتيني و طلبتي نتقابل... وحشتيني اوي يا سيليا... انا غبي ان سيبت فرصه لغيري ياخدك

شعرت سيليا بالتوتر و تسارعت ضربات قلبها بسبب لهفته فقالت بتلعثم و ثقل في لسانها: انا فتحت التليفون و قرات كل حاجه انت بعتها

تجهم ملامحه من الصدمه ليردف بسرعه و ذهول : أحلفي... يعني صدقتي فعلا ان كنت جاي فرحنا

هزت راسها بإيجاب اغمض عينيه ليتنهد تنهيده طويله مليئه بالراحه ثم قال بندم شديد: انا اسف....اسف أن بدايتي معاكي كانت غلط.....اسف أن اختارتك تكوني السلاح اللي احارب بي اكرم....كنت بحاول اعمل نفسي مش شايفك عشان اقدر اكمل و أحرقه بس الحقيقيه بقي ان هو اللي حرقني و أذاني و اخرتها ان خسرتك.... بس والله العظيم جوازنا كان هيتم بجد

لوت سيليا شفتيها بسخريه و امتغاض : هيتم على كدب... مكنتش هتقول سبب قربك مني

إيهاب بنفي : لا.... عشان مكنتش عايز حاجة تخرب علاقتنا و تسيب فجوه بينا

امتلأت عيناها بالدموع وهي تتذكر ساذجتها معه: انا صعبان عليا نفسي ان مفهمتش معني كل كلمه كنت بتقولها ليا و كنت فاكره انك بتسرع في جوازنا من كتر ما بتحبني مش عشان تاخد حقك .... انت عديم الضمير و مصاب بحب نفسك و بس لو مكنتش حبتني كنت كملت خطتك زي ما هي ولا انا كنت فرقت معاك... انت عملت كدا لنفسك مش عشاني

آلامه كلامها بشده ليشعر بالخجل اكثر من نفسه فقال بتوضيح و ندم : كلامك صح رجعت في قراري لما لاقتني بحبك و مش هقدر اكمل من غيرك بس لما اتقفلت في وشي و اتأكدت ان مش هقدر احضر مكنتش بفكر فيا اد ما بفكر حالتك هتبقي عامله ازاي، ايه اللي ممكن يجراك عشان كدا كنت بحاول اعمل اي حاجة عشان اوصلك َو اشرحلك الموضوع قبل ما حد يسبقني.... والله كنت خايف عليكي انتي تتعبي او يحصلك زي ميرا ثم تابع بألم و صدق : انا والله بحبك يا سيليا حاولت كتير افهمك قبل ما تسافري بس انتي رفضتي .... بس دا كان غلطي كنت عايزك انتي بس اللي تعرفي السبب اللي منعني اجي.... انا حياتي اتهببت على الآخر من ساعه ما اختفيتي منها.

سيليا : مفيش اعتذار بيمحي ذكرى سيئه اتحطت في ملف حياتك.... انا مش واقفه على انك مجتش فرحنا لان خلاص عرفت السبب... انا واقفه على كدبك و خداعك و استغلالك ليا من البدايه... ايهاب انا هعتبر ان اول مره اقابلك انهارده و خلاص مفيش بيني و بينك اي خلاف....خلينا أصدقاء

اتصدم ايهاب و رمش عيناه بتلقائيه و محاولا التركيز ثم امسك كفه يدها رافضا ما تطلبه لتتلامس اصابعه خاتم خطبتها فنظر اليها بغل و غضب زاده عندما رآه فضغط بقوه كبيره على اصابعها حتى شعرت بتكسيرهم

هتف ايهاب بغضب شديد و رفض : يعني ايه أصدقاء انا بحبك يا سيليا و عايز اتجوزك و مش هعرف اشوفك غير حبيبتي..... انتي لو رافضه عشان اخوكي و خايفه منه فأنا هكلمه

تأوهت سيليا من الآلم و صرخت بغضب و تهكم: انت اتاخرت اوي يا إيهاب و ده مش ذنبي انا دلوقتي مخطوبه يعني انت مرفوض..... ابعد بقي

استشاط ايهاب اكثر من هذه الكلمه فقرص على اصابعها لتصرخ سيليا بألم فترك يدها حين احس بالدماء تخرج من اناملها اثر حك الخاتم بها

نظرت سيليا للدماء ثم نظرت له و قد تجمعت الدموع بعيناها لتردف بوجع و ندم : انسى اننا نكون اصدقاء يا إيهاب... و انساني نهائي

رمش عيناه بحزن و قهره و هتف بضعف وهو يحدق بها : مقدرش انساكي انتي متتعوضيش يا سيليا... اسف... اسف على كل مره فكرت فيها أزعلك و اخدك بذنب حد.... كنت خجلان أقف قدامك اتأسف لك دلوقتي مش عايز اعمل حاجة غير أن اتأسف

ثم اخرج منديل من جاكيته و سحب يدها بهدوء و خلع الخاتم من يدها قائلا بعذر مزيف: عشان اعرف امسحلك بس..... علفكره دبلتي عمره ما جرحت ايدك

سيليا بسخريه و قهره: كفايه عليا انت جرحت قلبي

نظرت له نظره مطولا و ظل محدقين ببعضهم البعض
ثم تنهدت سيليا بتأفف و اردفت بضيق وهي تنزع يده من عليها : انا قولت كل اللي عندي... طلبتك عشان اقولك ان مش زعلانه منك و اظن اننا خلصنا كلام

إيهاب بإصرار و تمسك بها لأبعد ما يمكن وصفه: بس انا مخلصتش كلام لسه... انا ندمت و اتعذبت اوي من غيرك هعمل كل اللي تطلبي عشان تقبلي تتجوزيني

اخذت سيليا نفس عميق تحاول الثبات حتى لا تتأثر به لتردف برفض و أسى و غضب : انا قريبا سأتزوج... غسان ليس له أي ذنب لأتركه من أجل شخص تركني من قبل.

حزن ايهاب و لكنه اردف بمرح معاكس ما بداخله : اعمل ايه عشان تروقي عليا تيجي اعزفلك حتى بالمره تقيميني

ابتسمت سيليا رغما عنها و قالت بتصنع الجديه : لا.. هل أعجبك الجلوس هنا لقد طال الوقت و انا لا اريد ان اضايق غسان

إيهاب بغيره و غضب : ما يضايق ولا يتهبب محدش قاله بص لحاجة مش بتاعته... انتي مش بتحبي يا سيليا..... طالما الصداقه اللي هتخلينا نتكلم فأنا موافق

في الخارج عند نور التي تجلس بالجنينه تعبث بهاتفها ثم فتحت الكاميرا و رفعت الهاتف و جعلته في وضع السيلفي لتلتقط صوره لنفسها

- ملكه جمال قلبي بتتصور
هتف بها عمر بحب و ابتسامه جذابه مرتسمه على وجهه

رفعت نور عيناها لتنظر له فأنكمش وجهها بعبوس و ضيق بعدما كادت تبتسم له فقالت بضيق : ماذا تفعل ببيتي؟ ألم أخبرك ان لا اريد رؤيتك؟

رفع عمر حاجبيه بغيظ و هتف بكبرياء و مرح: انتي مش حلوه اوي يعني عشان تكلميني كدا.... ثم انا جاي اشوف اختي... مش اختي عندك بردو

شهقت نور بفزع و خوف حين تذكرت سيليا فإذا راها مع ايهاب لم يمرر اليوم على خير

عمر بتكرار سؤاله : سيليا فين

ابتلعت نور ريقها و هتفت بإرتباك : خرجت مع امي منذ قليل عرضت عليها ان تأخذها معها للعمل و بعدها يذهبان للمول

تعجب عمر قائلا بإستنكار: و ليه مروحتيش معاهم

نور بغضب : ما دخلك عمر؟ كم انت شخص فضولي؟

ضحك عمر و هتف بمشاغبه و مرح وهو يجلب الكرسي و يجلس عليه : كدا هضطر اقعد استنى سيليا.... ما انا لازم اخدها معايا

احست نور انها وقعت في مأزق فلا تعرف كيف تحل هذه الورطه
نور بإضطراب وهي تحاول إيجاد سبب : يمكنكك ان تنتظرها بسيارتك لا يصح ان نجلس بمفردنا هكذا

عمر بخبث شديد وهو يضيق عينيه بنعاس: انا سهران طول الليل ممكن لو أعدت فيها اسرح و انام

عقدت نور جبينها بتعجب و ألم بدء يعتصر قلبها: ما سبب السهر ايها الوغد؟

ابتسم عمر بتحدي و مكر : الوغد ده لما يروح منك و يختفي من حياتك مترجعيش تعيطي

ارتعبت نور و هتفت بلهفه و تساؤل: ماذا تقصد بكلامك... الي اين ستختفي

نظر لها عمر نظره بريئه تحمل فيما معناها الكثير لكنها لم تفهم وهو يقول بخبث : حاسس ان عمري خلاص بينتهي كأني بموت

شهقت نور بخضه و قامت بلهفه و بدون تفكير من مكانها و اقتربت منه تجلس على ركبتيها ممسكه بيده التي فوق الطاوله قائله بدموع بدت في الهبوط: ماذا تشعر عمر.... انت بخير أليس كذلك... لا تذكر الموت ارجوك انت حياتك اغلي شئ

ذهل عمر مما حدث فهو كان يعني بكلامه شئ اخر غير ما فهمته لكن انبهر و أسعد بخوفها عليه لهذه الدرجة..... تسارعت دقات قلبه بشده من فرط الفرحه التي قفزت بها

احتضن عمر كفه يدها بحنان جارف و حب : كان عنده حق لما قال ان اللي بيحبك مهما كنتو متخاصمين هيجري عليك وقت ما تقع... انا اتأكدت انك بتحبيني من قلبك يا نور.

عجزت عن منع ابتسامتها المغرمه به من الظهور ليتشجع عمر و يهمس بحب: انا طلع ليا نصيب من اسمك بنورك لحياتي...

لحقته نور قبل أن يفسد سعادتها تغرق معه كعادتها انتبهت لنفسها و قامت قائله بغضب و لوم : لقد سئمت منك عمر.... أتستفاد شئ ورا تعذيبي؟ لماذا تعلقني بك و انت رافض زواجنا.... انت شخص غير مفهوم لا اعرف تحبني ام تكرهني.... امي معها حق انت لم تشبهني في شئ و غير مناسب لي فقد اعتدت على زواجتك السريعه و انا لن أكون مثلهم مهما فعلت

كانت تتحدث نور بعصبيه شديده و صراخ فقد نفذ صبرها منه
تابعت نور كلامها وهي تبكي بقهره : تعلم انا اريد مقابله والدتك حتى اشكو لها منك و أخبرها كم انت مؤذي لعلها تبعدك عن طريقي

ذكرها لوالدته جعلته يدرك ما كان غافلا عنه و هو العار التي تركته له بدخولها للسجن فلم ياخذ في الاعتبار رأي نور في ماضي والدته و هل تتقبل هذا الشئ ام سترفضه... فلم يفكر إطلاقا ان يخبرها عنها و أين هي تعيش.... تراجع عمر الف خطوه للخلف... تراجع عن قراره الذي اتي ليخبرها به..... عاد لما كان عليه فقدره دائما يخالف توقعاته

احتدت ملامحه بجمود و حده وهو يقول بعنف محاولا اخفاء ألمه : اسمعي لأمك انا مش هتجوزك غير زي ما قولت.

كسر قلبها و صبرها لتردف نور بغضب و حسره : فرصك كلها انتهت يا عمر.... و انا من هذه اللحظه خرجتك من حياتي.... اذا كنت تريد انتظار شقيقتك فلا مانع... انا ذاهبه للداخل.

# رمضاااااان كريم علينا جميعا و كل سنه و انتو طيبين و بخير يا حبايبي ❤️❤️🌙

#انتظروا الحلقه القادمه و الاخيره بس لو حسيت الفصل هيكون كبير هقسمه على اتنين و انهي الروايه على ٥٠ بارت.
يارب البارت يعجبكم هستني تشاركوني برأيكم هيكون مهم جدا

Continue Reading

You'll Also Like

17.2K 1.1K 23
أصعب شئ أن تتعرض للخيانة من الشخص الذى تحبه ومن المقربين وقتها تفقد التوازن وتفقد أيضا الثقة بكل الناس والأكثر تفقد الثقة فى الحب فهل يمكن ان تستعيد...
21.6K 696 8
مغرور متكبر وأناني هي رقيقة وجميلة لكنها سمينة
193K 4.4K 27
كانت تعيش حياة هادئة مع زوجها منتظرة ثاني مولود لهم ... ليفاجئها زوجها باحد الايام بقرار زواجه من أرملة اخيه ... تتألم ... تتوجع ... تقهر ... فبعد عش...
153K 6.5K 38
الطلاق ليس دائمًا النهاية..... إنما هو بداية لحياة جديدة........... حياة مليئة بالحب والسعادة.......... بقلم زينب سعيد.