فلتغفري عن انتقامي

Oleh YaraEssam414

489K 9.4K 1.7K

أصبح مهووس بالانتقام منها فلما ارتكبت تلك المسكينه ليفعل ذلك معها و يدمر حياتها ألم تكن هذه نفس الفتاه التي ع... Lebih Banyak

الشخصيات
بارت ١
بارت ٢
بارت ٣
بارت ٤
بارت ٥
حلقه ٦
حلقه ٧
حلقه ٨
حلقه ٩
حلقه ١٠
حلقه ١١
حلقه ١٢
حلقه ١٣
حلقه ١٤
حلقه ١٤ ( جزء تاني)
حلقه ١٥
حلقه ١٦
حلقه ١٧
حلقه ١٨
اقتباس
حلقه ١٩
بارت ٢٠
حلقه ٢١
حلقه ٢٢
حلقه ٢٣
حلقه ٢٤
حلقه ٢٥
حلقه ٢٦
حلقه ٢٧
حلقه ٢٨
حلقه ٢٩
حلقه ٣٠
حلقه ٣١
حلقه ٣٢
حلقه ٣٣
حلقه ٣٤
حلقه ٣٥
حلقه ٣٦
حلقه ٣٧
حلقه ٣٨
حلقه ٣٩
حلقه ٤٠
حلقه ٤١
حلقه ٤٢
حلقه ٤٣
تكمله الحلقه٤٣ ++
حلقه ٤٥
حلقه ٤٦
حلقه ٤٧
حلقه ٤٨
حلقه ٤٩ قبل الاخيره
حلقه ٥٠ و الاخيره

حلقه ٤٤

5.6K 130 23
Oleh YaraEssam414

‏إذا أردت أن تعيد إنساناً للحياة فضع في طريقه إنساناً يحبه.. إنساناً يؤمن به.. العقاقير وحدها لا تكفي.!❤
             ________________________________
جحظت عيناها بذهول و تجمد جسدها و عقلها عند سماعها تلك الكلمه التي لم تكن تتوقع أن ينطقها لسانه بعد كل ما مروا به شعرت بأنهيار تفكيرها و تمزق قلبها و عجز لسانها عن الحديث فلم تعلق على كلامه فقط تسقط دموعها الحاره بغزاره و تلقائيه وهي تثبت نظرها عليه.. لم يتحمل الانتظار اكثر من ذلك رمقها نظرات غضب و حده و خذلان قبل أن يرتدي نظارته السوداء و يغادر

تقدمت والدتها منها وهي تقول بضحك : تعالي استلمي اللقاءات شويه بدل ابوكي لأحسن زهق

التفتت لها ميرا بوجهها الغارق في الدموع لينقبض قلب امها بخوف : بتعيطي ليه.... و فين اكرم

رمت ميرا نفسها بين احضانها و انفجرت في البكاء وهي تهتف بألم و اسي: مقدرتش اسيطر على خوفي يا ماما... مقدرتش... وهو عايز يطلقني

ابعدتها اسماء و نظرت لها بقوه و أسلوب جاد: كنت واثقه انك هتيجي في يوم تقوليلي كدا.. والله جدع ان صبر عليكي لحد دلوقتي.... انتي فكراني هطبطب عليكي و اقولك انه غلطان و اجيب اللوم عليه

حدقت ميرا بها بدهشه و صدمه : انتي شايفه انه صح و بدافعي عنه

تنهدت أسماء و هتفت بما تحمله في قلبها : انا شايفه تصرفاتك من زمان و ساكته خوفا من انك تزعلي مننا و اقول بكرا تهدي و تفهمي... بس لا اظاهر ان لازم افوقك من الغيبوبه اللي انتي فيها
...... ايوه بدافع عنه يا ميرا لان شايفاه اتغير و شايفه نظرات الندم في عنيه و حبه ليكي عامل ازاي.... انا على اد ما كنت بكره و بدعي ليل نهار ربنا يبعده عنك على اد ما انا شيفاكي ازاي بتظلمي معاكي .... لحد امتى هتفضلي معلقه نفسك و معلقاه
في حبال قربت تدوب من الركنه، انتي عامله زي اللي واقفه في نص الطريق لا بتتقدم خطوه لقدام ولا بترجع خطوه لورا و بالحال ده يا بنتي انتي كدا بضيعي عمرك و بضيعي ذكريات حلوه بتتبني بين اي اتنتين في الفتره ده َ.... دا غير ابنك اللي مش واخده بالك انه بيكبر و هيتزرع في عقله ان دا الطبيعي ان بابا وماما يعيشوا في مكان منفصل.... هتعيشي شبابك امتي.

ميرا ببكاء و حيره وهي تخبط على قدميها : والله انا مش عارفه ليه رفضت ارجعله مع ان كنت مقرره ارجع معاه... انا بحبه

أسماء بحق و لوم : انتي لسه عايزه تستمري في عقابك لي... ما كفايه يا بنتي انتي طفحتي الدم و ذليتي و دوختي وراكي في كل حته بيعمل كل اللي بتقولي ايه حتى لو حاجة مش راضي عنها بس عشان ترضى عنه و تسامحي... وافق على لعبه الخطوبه على أمل رجوعكوا لبعض... كل ده و مستحمل معاملتك لي و جفاءك معاه... عايزه ايه اكتر من كدا 
ربتت أسماء على كتفها بحنان فكانت منهمره في البكاء و تابعت كلامها : انا مش بقولك ارجعيله عشان مينفعش قرار زي دا يا حبيبتي يجي من حد غيرك و إلا مبقناش حلينا المشكله..... قدامك خيارين يا ترجعي بيتك و تبدءي عمر جديد مع جوزك و ابنك يا كل واحد يروح لنصيبه و بيت ابوكي مرحب بيكي العمر كله و احنا في الاختيارين هنكون مبسوطين و فرحانين بيكي... فكري يا عمري و خدي القرار اللي يريحك و اعرفي ان ده كلمتك الاخيره مفيش تراجع

تحدثت ميرا بصوت متحشرج من الدموع : انا عايزه اعد مع نفسي شويه...خدي بالك من تيمو

وضعت أسماء عليها المعطف و قالت بأهتمام : البسي ده الجو سااقع و متتأخريش يا حبيبتي

اومأت ميرا براسها و ذهبت إلى سيارتها و صعدت بها ثم انطلقت الي حيث لا تدري فقط تريد الأنفراد بنفسها و عقلها حتى تقدر على حسم أمره
         
في نفس اللحظه من الجهه الأخرى
زعيق و صراخ و غضب و انفعال كل هذا يحدث في أنن واحد  من قبل اكرم الذي منذ دخوله القصر وهو يصيح في اي شخص أمامه كأنه يخرج غضبه بهم

نظر لهم اكرم بعينيه السوداويه من شده الغضب قائلا بحده : انهارده الكل اجازه مش عايز حد هنا

وصل أسر على صوت صراخه و هتف بتهكم : ايه اللي انت عمله دا متحسسنيش أنك اتفاجأت من رفضها

نهض اكرم و صاح له بغضب و صرامه: أسر انا مش مستحمل كلمه واحده من حد الأفضل تمشي و تسيبني لوحدي

أسر بنصح و اقتراح: سافر اي بلد تغير جو و تهدي فيها أعصابك

رفض اكرم قائلا بإعتراض : لا انا مش هسافر.. مش هثبت لميرا ان بهرب مع كل مشكله بتحصل بينا... و مش هتخلي عن ابني بسبب انفصالنا
ثم تابع بحده و حزن: جهز المآذون و الشهود و حصلني بكرا على بيت ميرا

انهي كلامه و صعد الي غرفته رمي نفسه على السرير، اغمض عينيه بألم نفسي و جسدي
                     ♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
استندت بظهرها على باب سيارتها و بدءت في البكاء مجدداً بصمت لتختلط دموعها بقطرات المطر التي تسقط فوقها... ازداد نحيبها و صراخها الداخلي وهي تلعن تلك الذكريات السيئه التي لم تحل عنها... تعيق حياتها و تجعلها محط للضياع.... انا اريد اجابه مثلهم على نفس سؤالهم ماذا اريد؟ كيف انسى ما حدث لي؟ هل ما فعله قادرا على محي هذه الذكريات؟ هل قادر على اعاده قلبي ينبض بصفاء و هدوء مثل قبل؟ كيف لقلبي نسيانه اذا تركته؟... راجعت ميرا نفسها عده مرات و كل مره أخطأت بها و ما فعله من أجلها أحضرت الي عقلها كل شئ مرت عليه... كل شئ قدمه لها... بدءت تفكر في عواقب اختيارها في تلك الحالتين... هل ستستطيع التغلب على خوفها ام سيظل رفيقها و لن يتركها؟

كان اكرم محدقا بقطرات الماء العالقه على زجاج النافذه اثر المطر سارحا في حياته التي لم يصدق حتي الآن إن تكون هذه النهايه فكان لديه استعداد ان يحارب اكثر و اكثر حتى يصل لقلبها و لكن إذا شعر بطفيف من الأمل تجاها انها تريده مثلما يريدها

كانت أسماء في غايه من القلق و الرعب على ابنتها التي لم تجيب على هاتفها

خرج رأفت من غرفته و قال وهو يتجة اليها: ميرا اتأخرت كدا ليه.. مكنش لازم تخرج

أسماء بهدوء مزيف و توتر: صحابها كانوا مصممين  يحتفلو بيها مفهاش حاجة.. زمانها جايه ادخل انت نام

رأفت بضيق و قلق: انام ازاي و بنتي بره و المطره شديده كدا.... شوفيها فين و هكلم حد من أخواتها يروح يجيبها

ارتبكت أسماء بشده فإذا علم انها لم تجيب سيقلق اكثر فإردفت بإقناع: حاضر ممكن انت تدخل عشان تيمو ميصحاش و يرجع يعيط احنا لما صدقنا نام

رأفت بإيماء: ماشي اول لما توصليلها قوليلي

هزت راسها بموافقه و انتظرت حتى دخل غرفته و أمسكت هاتفها و اتصلت على اكرم

أسماء بصوت ملهوف من القلق : اكرم ميرا مش هنا هي مجتش عندك

انتفض قلبه بفزع و هتف بغضب : لا مجتش و هي ايه اللي خرجها في جو زي ده

أسماء و بدءت تنزل دموعها: هي اصلا مرجعتش معانا... حاول توصلها انا خايفه عليها اوي

أكرم بإطمئنان: متقلقيش يا طنط هوصلها و اكلمك

اغلق اكرم الخط و ارتدي جاكيته بلهفه و فتح هاتفه محاولا ان يتبع هاتفها ليصل لها... فجأه رن في أذنه صوت صراخ شخص مناديا عليه

خرج اكرم الي الشرفه و أدار عينيه لأسفل يبحث عنه ليقع نظره على ميرا الواقفه تحت المطر و تنادي عليه بأعلى صوت

— بتعمل ايه ده هنا
تابع كلامه و ركض سريعا خارج الغرفه و نزل الدرج  فتح البوابه و أسرع بخطواته تشبه الركض اليها

أكرم بغضب شديد وهو يحاول فتح عينيه من شده المطر : انتي كنتي فين... ادخلي يلاااا

قالت برفض وهي ترتعش بشده : لا... انا مش هتحرك من هنا قبل ما نتكلم 

قبض اكرم على ذراعها بقوه و قال بحنق وهو يحاول سحبها: ده وقته كلام انتي مش شايفه غرقانه ازاي.. ادخلي بلاش عند

استطاعت التملص من قبضه يده و تسمرت مكانها وهي تنظر له بعند و لوم ليزفر اكرم بقوه و عنف : انتي جايه ليه.... ايه مستعجله على الطلاق مش قادره تستنى لبكرا.

سقطت دموعها المريره وهي تتحدث برفض: انا مش عايزه نطلق.

ابتسم اكرم بسخريه قائلا بتهكم و أسي: ايه لسه مكتفتيش بعقابك و انتقامك مني كل اللي عملتي لسه مش قادر يرضى كبريائك.

قالت ميرا بمراره و ضغط : اكرم انت لما طلبت مني نرجع انا خوفت اوي حسيت اننا لازم ناخد وقت تاني و نصبر

انقبضت عضلات وجهه بغضب : نصبر!!!... لا خدي وقتك براحتك انا شايف ان الاعده عند ابوكي مناسبه ليكي اكتر خليكي عنده علطول..... لو مدخلتيش هدخل و اسيبك

استمرت ميرا في العند ليزفر اكرم و يسير نحو الباب و لكن لم يقدر على تركها تحت المطر فتراجع و عاد لها و حملها بلهفه على كتفه بدون إذن منها

أكرم بضجر وهو يسير بها إلى الكوخ الزجاجي : انتي الأدب مش بيمشي معاكي

دخل الكوخ و انزلها على الارض و رفع راسه ناظرا لها ليلاحظ ارتعاش جسدها و تخبط اسنانها ببعضهما بسبب البرد و ملابسها المبتله فرمقها نظرات حاده على أهمالها لنفسها و اتجة الي المرحاض و احضر منشفه و عاد لها خلع البالطو التي ترتدي فوق الفستان و بدء يجفف لها وجهها و عنقها

ميرا بصوت متقطع بين شفتيها المرتجفه وهي تبكي : خضتني اوي لما جبتلي الفستان كل حاجة اتلغبطت اول ما شوفته... كان ممكن تهدي عليا شويه

ألقى المنشفه بغضب على الارض و تقسمت عضلات وجهه بعصبيه و غضب وهو يصيح : اهدي ايه اكتر من كدا، انتي ازاي قلبك بقي حجر كدا و مبيحسش بيا... مبتفكريش خالص انا عايش ازاي بنام فين باكل ولا لا.. يومي ماشي ازاي... كل ده مبيهمكيش انتي بتبصي للظاهر و بس.. عشان لما باجي بحاول افصل و أضحك و اهزر و اعدي كل غلطك و اقول معلش  ميرا نفسيتها تعبانه شويه و هتصلح من نفسها... بس الحقيقه انا اللي نفسيتي بقت زفت و انتي بردو مش واخده بالك عايشه وسط ابنك و اهلك مرتاحه و انا هنا زي الزرعه الميته مستني اللي يرويها

تابع كلامه بحرقه و ألم و حزن طاغي بشده على ملامحه: انا عيشت ٢٠ سنه لوحدي من يوم ما امي م ماتت...مكنش فيه حد يهتم بيا وقت ما ارجع البيت أو ألاقي مستنيني على الباب بالأحضان مكنتش بلاقي اللي يداوي تعبي و وجعي لما كان يجيلي دور برد... ولا بلاقي حد أشارك معاه فرحي و حزني و يطبطب و يهون عليا وقتها،كل اللي كنت اشوفه هو كره و حقد مرات ابويا ليا و سعادتها اللي متتوصفش لما اتعب .... اتحرمت من الحضن اللي كان بيحتويني و بيحميني، اتحرمت من الدعوه اللي كانت بتباركلي يومي و الكلمه الحلوه اللي كانت بتصبرني ... مهما كنت بتظاهر من بره ان جامد و مش محتاج حد و مبسوط بكدا بس انا من جوه كنت ضعيف و عامل زي الطفل اللي محتاج امه يترمي في حضنها... دعيت ربنا ان يرزقني ببنت تعوضني عن كل ده لحد ما قابلتك و شوفت عفويتك و طيبتك كنت فاكر ان خلاص بودع وحدتي اتاريني كنت بجددها معاكي

كانت تلك الكلمات كالمدافع التي اخترقت صدرها و قلبها فلأول مره تستمع لكل هذه المعاناه كان لديها علم من قبل عن ال مأساه التي عاشها لكن لم تكن تدرك حجمها... ازدادت دموعها اكثر و اهتز جسدها من الألم و الأسف

اكمل اكرم بصوت مؤلم و قهره : انا عارف ان كنت ظالم و قاسي و عرضتك لأبشع حاجة ممكن اي بنت تتعرض لها و زي ما انتقمت يا ميرا انتي كمان انتقمتي... من اول يوم عشنا فيه مع بعض و انتي هدفك الوحيد تجرحيني و تقللي مني مش بتحسي بالنار اللي بتحرقني لما كل شويه تمدحي في اخوكي و انه احسن و احن و أطيب راجل في الدنيا و أن هو أمانك و سندك و أنك تموتي من غيره.... في حال انا جوزك مبسمعش منك ده ولا حتى بشوفها في نظراتك ليا... يوم ما بتقعي في مشكله اول واحد بتفكري فيه ايهاب حتى اليوم اللي خرجتي فيه من عند عمتي بردو اول حد كلمتي ايهاب مع اننا مكناش متخانقين، مفكرتيش كنت عامل ازاي و انا واقف جمبه و بدور عليكي زي المجنون و انتي في الاخر لجأتيله هو..... مش بس كدا شكوكك في كل حاجة بعملهالك دايما حطاني في اسوء خانه عندك مع ان بحاول طول الوقت ارضيكي و اكسبك حتى لو علي حساب نفسي.. لكن انتي كل ده مش بتشوفي.... و انتقامك كان أقوى بكتير مني 

خفق قلبها بتأثر و آلم لتنزل دموعها بحراره و اقتربت منه و احتضنت وجهه بكفيها و أخرجت صوتها المرتعش من البكاء وهي تقول بندم : انا اسفه يا حبيبي اسفه... انا قسيت عليك و تعبتك معايا و جرحتك كنت غبيه و عاميه مش شايفه ولا حاسه بكل اللي بتمر بي... انا مش هسيبك تاني ابدا بعد انهارده مش هضيع ثانيه واحده بعيده عنك....هعوضك عن كل حاجة اتحرمت منها و اتمنيتها فيا هترجع كل يوم تلاقيني مستنياك متحمسه اسمع يومك كان ماشي ازاي.. هشاركك في كل حاجة

حدق اكرم بعينيها الحمراوتين من الدموع و هتف بوجع و عدم تصديق بعدما نزع يدها من عليه: لا يا ميرا انتي كل مره بتقوليلي راجعه و اتغيرت و مش هسيبك و في الاخر بتبعدي و بتغضبي... انتي دلوقتي متأثره بكلامي متخديش قرار ترجعي تندمي عليه لما تفوقي.... انا شوفت من ده كتير جدا.

لفت يدها حول عنقه و هتفت بإخلاص و صدق وهي تمسد على مؤخره رأسه: بس انا فايقه و مركزه لكل كلمه بقولها و من قبل ما اسمعك و انا جايه هنا عشان اقولك ان بحبك و مش عايزة اطلق منك و ان رفضي رجوعي معاك كان تخلف مني سيبت الخوف يسيطر و ينتصر عليا زي كل مره... بس لما لاقيت ان انت بجد هتسيبني خوفت اكتر و قولت مبدهاش بقي اجمدي يا ميرا ... اكرم حبيبك من زمان اوي و مستحيل هتفرطي فيه... انا مش هوقف حياتي اكتر من كدا و لا هخبي الحب اللي محوشهولك فقلبي من زمان.. انا اسفه على كل حاجة جايز مكنش افضل واحده ليك بس هبقي انانيه معاك واقولك خليك معايا وانا هبقي زي ما كانت عينيك بتشوفني زمان انت الروح لروحي و مش هسيبك ابداا

انغمر دقات قلبه بالفرحه و السرور و الأمل و كاد يبتسم و يرق لها لكن تراجع فقد خدعته من قبل بهذا الكلام المعسول فتعب و أنجرح كثيرا منها ليردف بقلق و ألم : اضمن منين انك مترجعيش في كلامك بعد ما تروحي.... انا مش عايز اتعشم زي كل مره و تخذليني

ابتسمت ميرا بلطف و نبره صادقه: و حياه تيمو عندي انا مش هرجع ابدا في كلامي

تشنجت عضلات فكه بغيظ و غل من استفزازها نزع يدها من حوله و قرص على ذراعها قائلا بعبث : تيمو... يعني مزعلاني و مطلعه عين اللي خلفوني و بردو مستخسره تقولي و حياتك انت

ضحكت ميرا بين تأوهاتها وهي تصرخ بمرح: اسفه يا كراميلا... و رحمه طنط دراعي.... بحبك

رفع اكرم حاجبيه الأيسر بغيظ : انتي لئيمه و بتعرفي تدخليلي منين

ضحكت ميرا بدلع و وكزته بخفه في صدره و قالت بحب : و انت عرفت ازاي تكسبني و ترجعني تاني يا حبيبي مسمحاك و مش عايزه غير اكمل حياتي معاك انت

ظل مصوبا نظره عليها متأملا ملامحها بإشتياق و دقات قلبه تتراقص من فرحه مما سمعه لا يصدق انه حقق المستحيل معاها... ثواني و حملها بين احضانه يدور بها بسعاده و فرحه كبيره غابت عنهم زمن طويل و هما يضحكان ضحكات مملوءه بالبهجة و الحب

قاطعهم صوت ارتطام الماء بالأرض مما يعني نزول المطر مجددا
اردف اكرم بمرح :اكيد يوم صلحنا ميكونش عادي لازم كله مطر و عواصف
صرخت ميرا بجنون و مرح و دفعته بخفه ليبتعد عنها ثم ركضت بلهفه للخارج و وقفت تلعب أسفل المطر بفرحه

لحق بها اكرم بغضب و اتجة اليها وهو يقول بدهشه : انتي امتي هتبطلي جنان و تعقلي
انهي كلامه و جذبها بقوه من يدها و ادخلها رغما عنها الكوخ ثم اجلسها على الفراش

ميرا بضحك و امتغاض وهي ترتعش : انت رخم اوي فيها ايه لما نلعب شويه انا فرحانه اوي يا حبيبي

جلب المنشفة و جلس بجانبها و فك حجابها و استمر في تجفيف وجهها بحنان وهو يقول بضيق: انا متأكد انك هتتعبي بسبب هبلك.. هدومك كلها مايه استنى اشوفلك لبس هنا

كاد ان يقوم أمسكت ميرا يده و رمت نفسها في حضنه بعشق و ارتياح: بحبك اوي يا أكرم و عايزه اقضي عمري كله معاك ان شالله نتخانق مليون مره في الثانيه بردو مش هسيبك.

ضمها اكرم اليه بقوه اكبر و اشتياق : و انا عمري ما هسيبك لان مش هلاقي كل يوم بنت مجنونه زيك تخطف قلبي كدا.... بموت فيكي يا اجن مخلوقه على وش الارض

رفعت ميرا راسها قليلا تنظر له بشغف : عايزه اوضحلك حاجة انا لما كلمت ايهاب كلمته عشان هو الوحيد اللي كنت حافظه رقمه غير كدا كنت عايزه اكلمك انت.... تاني حاجة انا والله العظيم كنت مخططه ارجعلك يوم الحفله بدليل ان اصريت عليك تلبس البدله اللي اختارتها ليك انت و تيمو... بس الحكايه ان خوفت و اتلغبط لما شوفت الفستان و لغيت كل اللي خططتله

أكرم : انا استنتجت كدا لما شوفت البدله و ده شجعني اجيب الفستان معرفش أن الحكايه هتقلب كدا..... ياريت الاعتذار كان بيمحي حاجة مكنتش بطلته... انا مش همل ابدا من الاعتذار لحد ما ارجعك زي ما كنتي بس و انتي جمبي.. عاتبيني و خاصميني و انتي معايا

اشرقت ابتسامتها و هزت راسها بموافقة بينما ابتسم اكرم بخبث وهو ينظر لها بطرف عينيه: انتي عارفه انك معايا هنا لوحدك مفيش لا شغالين ولا أمن و لا حتى راجل واحد من رجالتي بره.

ميرا بهدوء شديد وهي تسند براسها على صدره: و ايه يعني مش مهم اللي يهمني وجودك انت و بس و دا كافي يطمني

تنهد اكرم بإرتياح و احتضنها اكثر بسعاده : هو ده اللي عايز اوصله انك متخفيش مني ابدا ولا تتحامي في حد غيري.... انا مصدقك يا حبيبتي في كل كلمه قولتيها بس انا لحد الان مش مستوعب اللي بيحصل
... يارب ما يطلع لحظه انفعال منك

ضحكت ميرا و هتفت بمشاغبه : انا مزاجيه اه زي ما بتقول بس مش للدرجة يعني..  يلا نروح نجيب تيمو و نرجع مش قادرة ابعد عنك اكتر من كدا

أكرم بجديه: المطر يخلص و هرجعك البيت و بكرا تيجي انتي و تيمو

ميرا بدهشه : ليه بكرا تعالي استأذن من بابا و ارجع معاك

أكرم بخبث : لا يا حبيبتي بكرا لما تيجي هتفهمي... و دلوقتي اكلم مامتك اطمنها

اتصل اكرم على والدتها و أخبرها ان ميرا معه فقط ينتظر وقوف المطر و سيعادها الي المنزل

كانت ميرا ترتجف من شده البروده فوضع عليها اكرم اللحاف و جلس بجوارها و قال بذهول و امل : معقول تخاطري في الجو ده عشاني... حاسس ان خلاص ميرا القديمه بقت على الأبواب

ميرا بمرح : طب افتحلي

ضربها اكرم بخفه على راسها و حبسها بين احضانها حتى هدأ الجو بعد قرابه النصف ساعه... أخذها اكرم بسيارته و اتجة بها إلى منزلها
لم يترك يدها طوال الطريق كأن خائفا ان يكون كل هذا مجرد خيال و عينيه لم تنزل من عليها فميرا بدء يحل عليها التعب لكن تحاول لم تبين ذلك

وصل اكرم و التفت لها بأهتمام مقبلا كفه يدها : حبيبتي اول ما تطلعي تاخدي علاج... و تنامي بسرعه مش عايزك تفكري خالص لأحسن ترجعي في كلامك

قالها اكرم برجاء مما جعلها تضحك و تقول : اطمن يا حبيبي
                          ❤️❤️❤️❤️❤️❤️
على قرابه الظهر قاومت ميرا تعبها و تكسير جسدها و ارتدت ملابسها و البست طفلها ثم أخذته في يدها و خرجت

رأفت بإستنكار: راحه فين يا حبيبتي انتي مش واخده اجازه

ميرا بصراحه: انا راحه لأكرم و شويه و هنيجي انا وهو نتكلم معاك.... باي

ابتسمت اسماء بإرتياح و صفو: روحي يا حبيبتي ربنا يسعدك

بادلتها ميرا الابتسامه و سحبت طفلها و خرجت... فتره و وصلت عنده دلفت للداخل و صعدت الي غرفه ابنها  بعدما اخبرتها الداده انه بها

دخلت ميرا لتراه يصلي وقفت مكانها بينما جرى عليه ابنهم و سطح بجسده على السجاده أمامه، انهي اكرم صلاته و انحنى و قبل ابنه عده مرات في وجهه

ميرا بمداعبه : بتعمل ايه في اوضتي يا باشمهندس

قام اكرم و اتجة اليها وهو يصطنع الجديه و الخبث: جايه بدري يعني.. مستعجله على الطلاق ولا ايه

شهقت ميرا بخضه و انكمش وجهها بعبوس: بعد الشر متلعبش بالطريقه ده معايا.... انت اصلا متقدرش تعملها ولا انا اقدر ابعد عنك

ضحك اكرم و حاوط خصرها بقوه ثم قبل وجنتها بلطف و قال : انا قولت اشوفك فاكره كلامك بتاع امبارح ولا نسيتي

امتلأت عينيها بالفرحه وهي تتحدث: انسى ازاي اننا اتصالحنا و هنبتدي حياتنا من الاول ده احلي يوم في عمري حاسه اني مرتاحه اوي

رمش اكرم بعينيه بقلق وهو يقول بتوجس: انا سيبتك ليله كامله تفكري في اللي قولتي .. متأكده من قرارك

هزت راسها بإيماء فأكمل اكرم بتحذير و حده: دخولك بيتك المرادي مفهوش راجعه يعني متجيش  في يوم تقوليلي انا مخنوقه يا اكرم و عايزه افصل و ابعد شويه... انا مش هقبل بكده

ميرا بإبتسامه مشرقه مرتسمه على ثغرها : ولا انا عايزه كدا... المره ده راجعه و انا مرتاحه

تسللت السعاده الي قلبه و ازدادت دقاته من شده فرحته ليضمها الي صدره بإحتواء قائلا بتنبيه : يبقي الاوضه ده مش بتاعتك دا كان زمان و انتهى... احنا اوضتنا انا و انتي هناك

ميرا بموافقه : اوكي... يلا نروح ل بابا مستنينا

تنحنح اكرم و هتف بخفوت: بصراحه كدا مليش مزاج اتجوزك انهارده

ميرا بتعجب : ليه

نظر لها اكرم بهدوء : انا عايز اقضي اليوم كله مع تيمو من غيرك ولو كنت قولتلك امبارح كنتي اخترعتي الف حجة عشان متجبهوش.

عقدت ميرا جبينها بدهشه و ضيق: بس انا عايزه اقعد معاكوا مش اسيبك تاني لوحدك.

تنهد اكرم و هتف بحده : ميرا انا عايز اكون مع ابني لوحدنا نلعب و نضحك و ناكل و نهزر و نضرب بعض سبيني اجرب التفاصيل ده معاه انهارده... يلا امشي

تجمعت الدموع بعينها و هتفت برجاء وهي تتشبث بتشيرته: انا مبعرفش انام غير وهو في حضني العبوا مع بعض براحتكوا و انا هقعد في اي اوضه بعيد عنكوا... و كمان انا عايزه ارجع اعيش معاك

اخذ نفس عميق و هتف بتوجس وهو يحدق بها : ميرا انتي بقيتي تثقي فيا.. انا أجلت سؤالي للحظه ده

شردت ميرا للحظات قبل أن تجيب بوعي: ايوه طبعا و إلا مكنتش هبقي هنا... بس الحقيقه انها مش ثقه كامله و إلا هبقي بضحك عليك، بس تقدر تقول ان النسبه ده كافيه اننا نبدء حياتنا مع بعض و انا واثقه ان مع الوقت و العشره و شطارتك هتقدر ترجعها كلها

ارتسمت على شفتيه ابتسامه مثيره و شغوفه: و انا راضي بيها يا روح قلبي و هعمل كل جهدي عشان ارجعها يبقي اطمني كدا و سيبي تيمو معايا
ثم اكمل بمرح : و بعدين اتئلي شويه مالك هتموتي عليا كدا ليه

ضحكت ميرا و احتضنته بشوق: اصلك وحشتني اوي...... انا همشي و خلي عينيك عليه عشان خاطري

اومأ براسه لها و هتف بغيظ : اطمني هعتبره زي ابني

ضحكت ميرا و نظرت على ابنها المشغول بالألعاب و استدارت و اتجهت ببطأ نحو الباب
اوقفها نداء طفلها وهو يجري عليها انحنت ميرا لتكون بمستواه : انا هروح عند جدو و انت خليك مع بابا حبيبيك العبو مع بعض

رفض الطفل متشبثا في ذراعها و بدء يبكي اقترب منهم اكرم و هتف بأمر؛ : انزلي يا ميرا و سيبي

قامت ميرا بتردد و عينيها مثبته عليه ليصرخ ابنها حين امسكه والده حتى لا يجري خلفه
ميرا بخوف : كدا هيعيط يا أكرم سيبني معاه

غضب اكرم و هتف بصرامه : انا هعرف اسكته.... امشي انتي

خرجت ميرا فصرخ الطفل ببكاء شديد وهو ينادي عليها نزلت ميرا الدرج و دموعها تنهمر على وجنتيها

لتصطدم بأسر أثناء سيرها رفعت رأسها فوجدته ينظر لها بغضب و شذر فقد ظن ان دموعها سبب شجارهم: طبعا مفوتيش فرصه زي ده و جيتي تتخانقي معاه بدل ما تراجعي نفسك و تديله فرصه..
كل التنازلات اللي قدمها ده مفرقتش معاكي انتي مشيتي من هنا و انتي سيباه من جواكي بس حبيتي تذلي

— أسر متكلمش معاها بالطريقه ده و مفيش داعي للكلام دا
هتف بها اكرم بغضب شديد وهو ينزل الدرج و يتحرك نحوهم

أسر و مازال غاضبا منها : ما تخليها تعرف انت عملت ايه عشانها.....ده يوم ما حس ان هيموت كتبلك نسبه في الشركه عشان يأمن حياتك و يبقى م

قاطعه اكرم بغضب و صرامه فكان لا يريد أن تعرف أي شئ لعلمه رده فعلها : اسكت يا أسر بقي ايه اللي انت بتهببه دا.... انا و ميرا اصلا اتصالحنا

كانت ميرا منذ الذي اخترق اذنها كلام أسر تنظر له بصدمه و دموع تنساب بتلقائيه فهذا الكلام استمعت له من قبل لكن لم تكن تعلم انه حقيقه

شعر أسر بالحرج من تسرعه ليردف بأعتذار: مش تقول من بدري بدل العك دا... انا بعتذر يا ميرا ان انفعلت عليكي.

ميرا بخفوت : مفيش حاجة انا عارفه غلاوته عندك

رحل أسر فنظر اكرم بقلق شديد الي ميرا التي تحدق به بنظرات غير مفهومه
أكرم بسرعه و قلق : ميرا والله العظيم انا عملت كدا لما حسيت ان هموت خوفت اسيبك تغرقي لكن مش

بتر حديثه قفز ميرا المفاجئ في احضانه تعانقه بشده وهي تبكي: انا اسفه يا أكرم مكنتش فاهمه ولا حاسه انك بتخاف عليا اوي كدا.. انا طلعت حماره

ضحك اكرم بإرتياح و احتضنها بقوه قائلا بمزح: و الحمار ذنبه ايه بس انتي اكبر من كدا يا روحي

ضحكت ميرا و ابتعدت عنه وقالت بندم: الحمدلله ان مصدقتش رحمه وقتها لما قالتلي...كنت مستحيل اكمل معاك وقتها

ابتسم اكرم بإمتنان و قبل كلتا يديها: و انا مكنتش هسيبك بردو ثم انا و انتي واحد زي ما بتعملي ليا انا بعمل ليكي .. الحمدلله ان ربنا هداكي ليا

رحلت ميرا و عاد اكرم لأبنه بالأعلى وجده مازال يبكي امر الداده بالانصراف و اقترب منه ثم انحني ليكون في مستواه و قال : هنلعب ازاي كدا و انت بتعيط

تيام ببكاء و نحيب : عايز ماما

أكرم بهدوء : ماما مشيت و مش هترجع غير لما تبطل عياط و تلعب معايا

بكى الطفل اكثر فأحتضنه اكرم بحزن و قال بطفوله : انت شكلك مبتعرفش تلعب كره و بتخسر

ابتعد عنه و هتف بين شهقاته: كره كبيره

— كبيره اوي تيجي نلعب

—  لا العب عربيات

أكرم بتفكير و مداعبه وهو يخاطب ابنه : انت تركب العربيه و تحاول تخبط الكره و انا بلعب بيها و لو عرفت تبقي كسبت

تحمس الطفل و جرى على العربه و ركب اتجة له اكرم و شغلها ثم مثل اللعب بكره القدم بينما تحرك ابنه بالعربيه نحوه... ليجري اكرم بالكره في انحاء الغرفه
حرر اكرم الكره من قدمه متعمدا ذلك حتى يصطدم بها ابنه و بالفعل لمسها بالعربه

ضحك تيام بشده و صاح بفرحة: كسبت بابا

حمله اكرم و احتضنه بلهفه و فرحه : حبيبي شاطر و جميل

تيام: اركب انت

أكرم بضحك: العربيه صغير اوي عليا اركبها ازاي
ثم فكر في حل انزل ابنه و اتجة للعربه و حركها بيده و سار بجانبها خلف ابنه و لكنه اصطدم بالحائط عن قصد

أكرم بعبوس : انت اشطر مني يا تيمو انا خسرت 

ظل يلعبان هكذا و يبدلان في الأدوار و يحاول اكرم بشتى الطرق ان يشغله باللعب حتى ينسيه ميرا
                       ♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
في لندن
ذهب عمر الي شركه والد نور لكي يراها فهو يريد الأفصاح لها عن مشاعره و معرفه شعورها اتجاهه

دلفت السكرتاريه مكتبها و اخبرتها ان عمر ينتظرها فسمحت له بالدخول

طرق عمر الباب و دخل ليتفاجأ انها ليست وحدها تقدمت منه نور بإبتسامه لامعه ارتسمت على وجهها فور رؤيته : تقدم عمر.... هذا ابي رأيت صورته معي من قبل

نظر له عمر ليردف قاسم بمزح وهو يصافحه : انت اللي ساعدتها في كشف كذبي

ضيق عمر عينيه بدهشه ف نور لم تخبره عن كذبه والدها عليها ليردف بمرح و عفويه: هو الكدب وراثه عندكو ولا ايه

ضربته نور في كتفه بإنتباه وهي تضحك: عمر اخبرتك من قبل أن ابي تونسي و سيفهم كلامك

قطب عمر جبينه بحرج : بعتذر جدا

ضحك قاسم بلطف و هتف برحب و سعه: لا داعي اعلم انك تمزح.. نور دائما تحدثني عنك انت و سيليا

ابتسم عمر بفرحه و هتف بمشاغبه و خبث : كدا عظمه اوي... واضح ان هعقد معاك صفقه اليوم

قاسم بسماح : انا ايضا خاصه انك صاحب شركه إلكترونيات و هذا سيفيدني في العقارات بالذات الجاهزه لدي بتحتاج الي ذلك

نور بلهفه: ابي لا تنسى مكافأه العاملين اخر العام سنتشري لهم هواتف و اجهزه حاسوب

عمر : اتفقنا سأعقد هذه الصفقه مع نور و نحدد موعد لأجتماع

قاسم بإيماء: حسنا.. سأترككم و اذهب لمكتبي.. إذا احتاجتي اي شئ نور اتصلي بي

نور : حسنا ابي

رحل والدها و اقترب منها عمر بلهفه و قال بلوم : لماذا لم تأتي إلينا امس؟ سيليا زعلانه منك

ضيقت نور عينيها بتعجب : انا كان لدي اجتماع هام و اخبرت سيليا بذلك... لماذا تضايقت

نظر لها عمر بعبوس و هتف بشغف : في الحقيقه انا اللي زعلت...اتعودت ارجع البيت اشوفك...انتي مجبره تيجي كل يوم عندنا

عبس وجهها بضيق و قالت وهي تعقد ذراعيها: و لماذا انت لا تسمح لي سيليا تزورني؟.. انا أريد أن اعرفكم على بيتي و عائلتي

ابتسم عمر بخبث وهو يغمز : هيحصل بس انتي تقولي ايوه... و انا أبات على الباب عندكوا انهارده

ضحكت نور بشده رغم عدم فهمها مغزى كلامه فأكمل عمر بتنهيده مضطربه و عبث: انتي عارفه طبعا غلاوه البنات في قلبي عامله ازاي و ان بحبهم من اول ثانيه

زفرت نور بضيق و تبدلت ملامحها بغيره : بعرف عمر هذا الشئ لماذا تخبرني الآن... انا ليس بحاجة لأعرف اكثر من ذلك

ضحك عمر و تقدم منها خطوه صغيره و أرق صوته و قال بشغف و حماس: انا اول مره احس كدا ان متوتر و مرتبك و انا عايز اعبر عن اللي جوايا لبنت.. مع ان ده أسهل حاجة عندي بس يمكن المرادي الموضوع اختلف.... اول مره احس حقيقي ان بحب بجد.

اغرورقت عيناها بالدموع وهي تشعر بفتيل قلبها من ذلك الأحمق فجأه أمسكت بيدها بعض الملفات و هجمت عليه تضربه بهم بعنف

عمر بصدمه و عدم فهم و هو يجري في المكتب محاولا الإبتعاد عنها : في ايه يا نور انا عملتلك حاجة لسه

نور بغضب شديد وهي تضربه : انا لا اريد ان اسمع اي شئ عنك..... ما داخلي بك و بمشاعرك.. ارجوك اتركني

وقف عمر خلف الاريكه و هتف بتعجب و تلقائيه : كيف؟ و انتي الفتاه التي احبها

تسمرت نور مكانها بصدمه و عيون بدءت تلتمع من الفرحه لتردف بذهول : احقا انا من تحبها عمر.. كنت تعنيني انا بكلامك

عمر ببرود وهو يلوي شفتيه : ايوه يا نور انتي طلعتي غبيه كدا ليه.... المفروض تفهمي من اول مره

قذفت نور الملف عليه بغيط وهي تتحدث : كيف افهم انك تقصدني و انت دائما تحدثني عن البنات التي تحبهم...... لا يوجد احمق مثلك بهذا الكون

ضحك عمر بشده و التفت لها و جلس بجوارها على الاريكه ليردف بخبث وهو يتأملها بدقه : انتِ تغارين علي نور

خجلت نور و عضت على شفتيها محاولا منع ابتسامتها من الظهور لتكتفي بحركه راسها بإيجاب فتعالت ضحكه عمر و قفزت الفرحه بداخله

احتضن عمر كفه يدها بحنان و حب و هو يشعر انها المره الأولى التي يتحدث فيها مع فتاه حتى اخرج صوته الحاني : انا بحبك يا نور

رفعت رأسها قليلا تنظر له ببعض الشك : حقيقي عمر

ابتسم عمر ابتسامه مخلصه وهو يربت على كفه يدها: انا عرفت بنات كتير بس ولا مره قولت لحد ان بحبه.... صراحه مكنش بيبقي عندنا وقت للحاجات ده

قالها عمر بمرح بينما تضايقت نور بغيره شديده و غضب : لا تحدثني عنهم عمر.... و الأفضل لك ان تمحيهم من ذاكرتك والا انا سأجبرك على هذا... يا ويلك عمر أن تنظر لفتاه غيري

عمر بمشاغبه و مزح: ما تعترفي الاول انك بتحبيني قبل ما تفردي عضلاتك عليا و تهدديني... خلال ثانيه لو مقولتليش انا بحبك يا عمر بموت فيك بعشقك.... هروح اشوف اي بنت من الموظفين هنا

خافت نور فقالت بسرعه و حب : انا أحبك عمر بشده

رفع عمر حاجبيه بغرور و مرح : انا مش عاجبني كدا و قولي كل اللي طلبته و بالعربي كمان

ذمت على شفتيها بغيظ و هتفت بضعف و صعوبه في النطق : بحبك عمر... بموت فيك
همس لها بالكلمه الاخيره لترددها خلفه: بعشقك

قبل عمر يدها بقوه و عشق و قال بشغف: تتجوزيني

احمرت وجنتيها بخجل و ارجعت خصله من شعرها خلف اذنها و هتفت برقه : بالطبع موافقه.... انا سعيده للغايه لأن سأعيش مع سيليا و سأكون معها دائما

اختفت ابتسامه عمر تدريجيا و ابتلع ريقه ثم قال بإرتباك وهو ينظر لها بجديه : نور انتِ ستعيشين في بيتك لا شئ سيتغير... زواجنا سيكون يوم واحد فقط

شهقت نور بصدمه وهي تنتفض واقفه بذعر مما استمعت له و نظرها مسلط عليه لتصيح نور بغضب شديد و عنف وهي تجذبه من ملابسه حتى يقف امامها : انت حقير و قذر... ماذا فرقت عن أي بنت تزوجتها من قبل، ما الفرق بيننا عمر اذا انت تطلب مني الزواج ليوم واحد مثلهم

كانت تصرخ بشده وهي تبكي بحرقه و صدمه مما قاله، امسك عمر يديها و قال بضعف و نظرات دامعه:  لا شك انك مختلفه عنهم انا لم أطلب منك الانفصال بعد زواجنا اذا وافقت على ذلك ََ... افهمي نور انا لا اريد ان اخسرك

سحبت يدها بعنف من تحت يده و نظرت له بعينيها شديد السواد قائله بألم و خذل : انت بالفعل خسرتني .... اخرج من هنا و إياك تريني هذا الوجة الحقير مره اخرى
هم ان يقترب منها فأوقفته بصراخ و صرامه: انصرررف عمر و إلا سأطلب الحارس

نظر لها نظره مطولا مليئه بالحزن و القهره التي تعتصر قلبه ثم استدار و رحل لتنخرط نور في البكاء فقد قتل فرحتها في لحظه
                       ♥️♥️♥️♥️♥️♥️
ذهبت سيليا الي الصاله الرياضيه بالجامعه لترى غسان
سارت اتجاهه حيث يجلس على احدي الاجهزه و قالت بدهشه : لماذا شاركت بحفله التخرج الخاصه بي؟

نزل غسان من على الجهاز و نظر لها بهدوء: هذا اقل شئ أقدمه لصديقتي

سيليا بأهتمام: لكن غسان انت ستناقش رسالتك بعد يومين من الحفله... ضروري ان تركز بها

ضيق غسان عينيه بمشاغبه و قال: لا تقلقي انا اقدر أنظم وقتي... اعتقد ان صوتي لم يعجبك فلا تريدي أن اشاركك بالغناء

ضحكت سيليا و قالت بلطف : انت تعلم انه يعجبني و انا سأكون سعيده بغنائك معي.... هيا اختار معي الاغاني

نظر غسان على قائمه الاغاني التي بهاتفها و أخذ يختار من بينهم قال وهو يشير على احدهم: انا ارى ان هذه الاغنيه افضل لك و مناسبه لطبقه صوتك

سيليا بعدم اقتناع : لكن انا اظن انها غير لائقه على الاغنيه تبعك

— طبيعي لان طبقه صوتي مختلفه عنك ثم انا عايزك مميزه و افضل مني.

ابتسمت له سيليا ابتسامه هادئه : شكرا غسان... انا كنت بفكر انسحب من الحفله بس انت شجعتني.

— ما رأيك نذهب لأي مطعهم نتناول شئ و نكمل حديثنا

سيليا بإعتراض و اسف: انت بتعرف ردي غسان اذا خرجت معك سيراني الحارس و يخبر اخي ثم انا لم احب هذا الشئ

غسان بتعجب: نحن أصدقاء سيليا ليس بها شئ... حسنا لن اضغط عليكي

— هل ستعود الي بلدك بعد مناقشه رسالتك

— سأذهب لأجازه فقط و سأعود حتى أخذ الدكتوراه....... و أراكي ايضا.... انا سأحاول اتعرف على عائلتك كلها حتى اقدر على مقابلتك فيما بعد

ضحكت سيليا و هتفت بخفه : انصحك لا تفعل ذلك و إلا ستضع نفسك تحت المراقبه

ابتسم غسان و هتف برحب : لا يهمني اذا هذا سيمنحني فرصه لرؤيتك.

بادلته سيليا الابتسامه بصمت بينما تنحنح غسان و هتف بتوجس: انا اريد ان اهديكي شئ يوم تخرجك لكن قلق ان ترفضيها

سيليا ببساطه و رحب: اكيد لا غسان انت صديقي لما أرفض هديتك

تنهد غسان بإرتياح : شكرا سيليا حمستيني اهاديكي

رن هاتفها فنظرت على الاسم وجدته نور لترد بسرعه : اشتاقت لكي... هل ستزوريني اليوم؟

لم يجيبها غير صوت بكاء نور لتنتفض سيليا بخوف : نور ماذا بكى؟ لماذا تبكين حبيبتي؟

تحدثت نور بصعوبه وهي تبكي : سيليا انا بحاجة لرؤيتك ارجوكِ قابليني خارج منزلك

أرتعبت سيليا بشده على صديقتها و هتفت بسرعه : حسنا سأقبلك لن اتركك في هذه الحاله

اغلقت معها الخط و نهضت بلهفه و قالت : بعتذر غسان ضروري أغادر

غسان بأهتمام: صديقتك بها شئ

— لا اعرف فهي تبكي بشده

نهض غسان و قال ببعض الحزن : إن شاء الله تنحل الأمور.... تعالي غدا انا لم الحق اتحدث معك

اومأت سيليا براسها و قالت بحيره : سأحاول غسان
.....الي اللقاء
                            ♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
منذ ان عادت من عند اكرم لم تجف عينيها من الدموع و لا يمر ساعه و إلا تخلق عذر و تتصل به

تقف أسماء بجانبها بأكياس المناديل لحد الآن استخدمت ثلاث أكياس

قالت أسماء بصبر وهي تعطيها الكأس: اشربي عصير الليمون ده هيهدي اعصابك

ازاحت الكوب من امامها برفض وهي تبكي: لا انا مفيش حاجة هتهديني غير ابني

التفتت أسماء ل رأفت الجالس على المقعد صامتا : ما تقولها حاجة يا رأفت انا تعبت من كتر عياطها كلت دماغي

رأفت بحزن ايضا : اقول ايه اذا كنت انا مش قادر اقعد من غيره و وحشني و شويه و هاجي جمبها أعيط

ازداد بكاءها اكثر فضربت اسماء كف على أخرى و هتفت بضجر : والله ميصحش اللي انتو فيه دا هو الواد هاجر يعني ده مع ابوه و بكرا هيكون هنا

ميرا ببكاء مرير : مش قادره استحمل لبكرا قلبي بيتقطع.... حاسه صوته في ودني بيناديني

ضحكت اسماء و هتفت بمرح: لا يا حبيبتي ده صوت الفيديوهات بتاعته اللي انتي مشغلالها على الشاشه

ميرا و هي تتأمله في الفيديو و صوره التي تملأ الطاوله امامها : بصي حبيبي كيوت و حلو ازاي... مش بس شكله حضنه و حنيته كل حاجة فيه... تعالي اتفرج معايا يا بابا

قام والدها و جلس بجانبها لينظر على حفيده و تذفر دموعه الحبيسه احتضنته ميرا و انفتحا الأثنان في الدموع

اقتربت منهم اسماء و وقفت بينهم و مدت يدها لهم بالمناديل لتتابع حديثها بغضب : والله مينفعش اللي بيحصل ده... بتفولوا ليه على الواد ربنا يحميه و يحفظه.

ميرا بدموع غزيره: طب كان يسمحلي ابات معاهم حتى لو على باب الاوضه.

نظرت أسماء للشغاله و هتفت بجديه: قولي لأيهاب يجي يعيط على حبيبته هنا عشان هولع فيهم مره واحده

بلغته الشغاله و ثواني و اتي و وجه شاحب و حزين فقالت له اسماء بسخريه: جبت مناديلك معاك يا سياده الموسيقار  ولا هلف وراك زيهم

إيهاب : لا معايا
ثم جلس على الاريكه المقابله لهم و عقد ركبتيه ثم قال وهو يضع يديه على خده : ميرا مش معاكي فيديو لسيليا

شدت أسماء شعرها بعصبيه و زهق : يارب ثانيه كمان و هطفش.... بقول ايه في ٣ شقق فوق كل واحد ياخد شقه يعيط فيها

ميرا بدراما: بس تيمو ملوش ذكرى فيهم
ثم فجأه ضحكت بين دموعها وهي تشاهد ابنها : هنا كان بيغرقني بالمايه و جرى استخبي مني

اجرت اسماء اتصالا ب هشام : الو يا حبيبي.. انت فين... طب تعالي اخواتك و ابوك عاملين حفله عياط
خايفه تفوتك.... ماشي.. متنساش تجيب دسته مناديل... سلام

دقائق و جاء هشام و دخل ليجد هذا المنظر فأنفجر في الضحك وهو يقول بخفه : ده طلعت حفله بجد
.... انتو نكد كدا ليه

ايهاب بسخريه وهو يلوي شفتيه : و انت اللي فرفوش اوي...... تحبوا اعزفلكوا حاجة

رد الجميع في صوتا واحد : لااااا

إيهاب بغرور وهو يلوي شفتيه : خلاص انتو اللي خسرانين

وجه هشام حديثه الي اخته و قال بجديه: علفكره انتي مخصوم منك اسبوع عشان تغيبي براحتك

شهقت ميرا بحنق و تذمر: انا من حقي اخد اجازه و كتير اوي اسبوع دا اسمه عقاب

رأفت بتأييد: سيبك منه انا مش هخصملك حاجة

هشام بثبات و عبث: والله انا المدير و مليش دعوه هي بنتك ولا بنت النائب العام حتى... دا شغل

رأفت بنصر وهو يحتضن ابنته : طب تصدق بقي ان انا هعينها مديره عليك.

ضحكت ميرا و احتضنت والدها و قالت بغيظ وهي ترقص له حاجبيها : شكرا يا حبيب قلبي... انا بقي اللي هخصمله شهر

هشام بثقه بنفسه و غرور : يا حبيبتي ابوكي ميعرفش حاجة عن الشركه من غيري

رأفت بفخر : ده حقيقه انت ضهري في كل مكان

— انا هروح اكلم اكرم اطمن على ابني
تابعت كلامها وهي تقوم و تحمل أكياس المناديل معها

دخلت ميرا غرفتها و اتصلت عليه ليرد عليها بإنزعاج : المره ٦٠ اللي تكلميني فيها كل ما اسكت ابنك تتصلي انتي

ميرا بخوف و لهفه : متخلهوش يعيط يا أكرم تيمو دموعه غاليه اوي

لؤي اكرم فمه بسخريه و ملل: ما كفايه مُحن يا ميرا متشلنيش
ثم تابع بجديه: قوليلي تيمو بيحب ياكل ايه

ميرا بلهفه: بيحب ياكل من ايدي انا ممكن اجي اعمله الاكل و همشي علطول والله

أكرم بضحك و لامبالاه: متشكرين على خدماتك انا هعمله بنفسي بس انتي قولي

— بيحب الفراخ المكعبات و ميني بيتزا و الكوكيز

— ماشي هحاول أعملهم و ياريت متتصليش تاني عشان اعرف اقضي يومي مع ابني

ميرا برجاء و توسل : و حياتي يا أكرم افتح الكاميرا اشوف تيمو... لو بتحبني بجد خليني اشوفه

استسلم اكرم و هتف بتحذير : اوكي بس مسمعش صوتك مش عايزه يعيط

حول اكرم المكالمه فيديو و وضعه على الطاوله بالمطبخ ثم خرج ليحضر ابنه اقترب منه حيث يخبي راسه في الاريكه يبكي

أكرم بزعل كبير و هو يرفع راسه : مش انت كنت بتلعب و فرحان من شويه بتعيط ليه تاني.

تيمو ببكاء : اروح ل ماما

حمله اكرم على ذراعه و هتف بخفوت وهو يمسح دموعه : هو انا زعلتك يا حبيبي اطلب اي حاجة و في ثواني هتكون عندك.... ايه رايك نعمل كوكيز.   َ

— شوكولاتة كتير كتير

أكرم بضحك وهو يقبله و يتجة للمطبخ: كتير اوي و انا و انت اللي هنعمله

احضر اكرم المقادير و بدء يعد له الحلوى وهو يضع ابنه على سطح الرخامه و تركه يساعده في التحضير
او بالأخص يلعب
تيمو وهو يكور قطعه صغيره من العجين بيديه الصغيرتين : بابا حلوه كدا

أكرم وهو يمثل الأنبهار على وجهه: حلو اوي يا تيمو انت عملتها احسن مني

فرح الطفل و أخذ يلعب بالعجين بعد دقائق عديده انهو الحلوى و بدء يطعمه في فمه تاره و يجري خلفه تاره أخرى فهو شقى للغايه و لا يثبت بمكانه

ساعد هذا ميرا على إيقاف دموعها فكانت تشاهدهم و تضحك معهم حتى جلبت لها أمها كأس عصير و وضعت به منوم لعلمها ان ابنتها لن تغفل بسبب غياب ابنها عن حضنها و هي في الطبيعي تأخذه لتنام مده أطول

جرى اكرم خلف ابنه و حمله سريعا قبل أن يفر منه و قال بأرهاق: ما كفايه لعب يا حبيبي و نطلع ننام ولا انت مخاصم النوم زي امك

صعد اكرم به لأعلى و دخل غرفته ليردف ابنه بعند وهو ينظر له بنعاس : لا مش انام

تسطح اكرم فوق الفراش و اجلس ابنه على باطنه و قال بطفوله و مداعبه: تعالي نغمض عنينا احنا الاتنين مع بعض و بعدها نقوم نلعب تاني غير كدا هشيل اللعب

وضع رأسه على صدر والده و اغمض عينيه بينما استمر اكرم في التربيت على ظهره بخفه و هدوء و ثواني و غفل في النوم فهو بالأساس كان يحتاج للنوم لكنه يعاند
شعر اكرم بأنتظام انفاسه و سكونه فرفعه ببطء من عليه و وضعه بجانبه ثم احتضنه و ظل يتأمل ملامحه البريئه شاعرا بسعاده عارمه اول مره يعرف مذاقها... فهذه المره الأولى التي يقضي معه وقت بدون ميرا..... ذهب ايضا للنوم للنوم فقد ارهقه ابنه بشده
                            ♥️♥️♥️♥️♥️♥️
في اليوم التالي حمل اكرم باقه الورد في يده و باقه أخرى صغيره يحملها ابنه ليقدمونها لميرا.. نزل اكرم من سيارته بأناقه و شموخ ببدلته السوداء الذي البس ابنه مثلها ثم دخل البنايه
لم يلحق اكرم ان يطرق الباب فقد فتحت ميرا بسرعه حين رأته من الشرفه
صرخت ميرا بفرحه عندما رأت طفلها فجذبته بلهفه اليها و احتضنته بقوه و شوق وهي تعتصره بشده و تقبله بجنون: وحشتني اوي اوووووي

ضربها اكرم على كتفها بضيق: بس يا ميرا هتخنقيه يا لازقه

ابتعدت ميرا و اخذت تقبل يديه :اعمل ايه وحشني

ثم قامت و نظرت له بأعجاب و حب: و انت كمان وحشتني.... مين اللي اختار الورد التحفه ده.. تيمو

زم اكرم على شفتيه بغيظ و حنق: انا اللي جبته ياختي مش ابنك
ثم راي أثار الدموع العالقة على عينيها وانفها المحمر من شدة البكاء: كل ده من يوم واحد
ضحكت ميرا بخجل وهي تهز رأسها ثم دخلا ليجري ابنهم على رأفت الذي قام و حمله بلهفه بين ذراعيه مقبلا وجهه : وحشتني يا حبيب جدو

تيمو ببراءه : جدو وحشتني

أسماء بضحك: و انا يا استاذ مفيش وحشتيني يا تيته و لا بوسه كبيره

اتجة اليها و قبلها ثم جذبه اكرم من يده و اجلسه على قدمه و نظر علي رأفت وقال بمرح: انا جاي مع والدي الصغير نتمم جوازتنا انا و ميرا.. بعد اذنك طبعا لو موافق اجيب المأذون

ضحك الجميع فقال رافت بضحك و تعجب: انت صدقت اللعبه و نسيت انها مراتك ولا ايه

أكرم بقله حيله وهو ينظر لها بطرف عينيه : والله يا عمو انا منستش بس ماشي ورا جنان بنتك

ضحك رأفت و اردف بهدوء : انا موافق بس على شرط خد ميرا و سيبلي حفيدي يقعد معايا

أكرم بمزح :انا مش ممانع اسيبه لحد ما ارجع انا و ميرا من شهر العسل

صاحت ميرا بإعتراض : لااا مستحيل

دخل ايهاب في الحديث قائلا بضيق: موافق ازاي يا بابا احنا مش شايفين حد من عيلته جه معاه مش كفايه مجوش في الخطوبه و لا هي كروته و خلاص

نظر له أكرم بغيظ و شذر و تحدث ببرود: هو محدش قالك اني يتيم معنديش حد... ثم ميرا موافقه و عاجبها انت مالك بقى

إيهاب بغضب فكان يريد رؤيه سيليا هذه المره : بس انا مش عاجبني و أختي بتمشي على رأيي

استفز اكرم و هتف بغضب و عصبيه : ليه كنت وكيل دماغها و انا معرفش

قاطعهم رأفت بحده : في ايه يا رجاله انتو المفروض كبار و عاقلين.... مش كل مناسبه حلوه تتخانقوا

نظر اكرم له و هتف بهدوء محاولا تمالك اعصابه: حضرتك عارف ان اخواتي مسافرين و مفيش داعي ان اجيبهم انا بفرح ميرا مش حد تاني.... و انا طلبت من ميرا نعمل فرح وهي رفضت

ميرا بدفاع : انا فعلا رفضت و مبسوطه كدا

أسماء وهي تحاول تلطيف الجو من أجل ابنتها : مفهاش حاجة يا بني المناسبات كتير لما ترجعو نعمل حفله صغيره و تجيب اخواتك

تحدث هشام بجديه و اهتمام : كل ده مش مهم قصاد فرحه ميرا.... المرادي تاخد بالك كويس اوي منها... اختي لو جت في مره بتعيط

قاطعه اكرم بصرامه و ثبات وهو يتحدث بثقه ممسكا بيد زوجته: والله انا مراتي لما تحب تعيط هتعيط في بيتها و لما تزعل هتزعل في بيتها ان زعلت اصلا... إن شاء الله مفيش حاجة وحشه هتدخل ما بينا

ابتسمت ميرا بسعاده و ارتياح و ربتت على كتفه بأمتنان ثم قاموا و عانقت ميرا الكل و خاصا والديها الذي بدا عليهم الحزن.

أخذه رأفت على جنب ليوصيه على ابنته و قال بهدوء : انا اديتك فرصه و امنتك على بنتي للمره التانيه و افهم ان ده تمنه غالي اوي.... لو في يوم اتخنقتوا و حسيت انكوا مش قادرين تسمعوا صوت بعض... رجعها بهدوء لحضني

ابتسم اكرم ابتسامه اطمئنان : دا أكبر درس انا اتعلمته في حياتي و الغبي اللي يقع في الغلط مرتين و صدقني قبل أي تصرف بأخذه مع ميرا براعي ميه حاجة ممكن تأثر علي علاقتنا.. انا تعبت عشان اوصلها فمستحيل افكر في خسارتها

ابتسم رأفت و ربت على كتفه و هتف بطفوله: انا مش سيبتلك بنتي ما تسيبلي ابنك

ضحك اكرم و هتف بخفه : والله المشكله في بنتك مش بعيد تقتلنا كلنا

اقتربت منهم اسماء و هي تمسك في ابنتها و قالت برجاء و دموع: خلي بالك منها يا أكرم عشان خاطر الغاليه متزعلهاش

أكرم بصدق : والله عايزكوا تطمنوا ميرا بنتي و شوفوا الاب بيخاف على بنته ازاي

عانقهم اكرم و اقترب من ايهاب الواقف بوجة غاضب و حزين و عنقه هامسا له لتحذير : شيل اختي من دماغك و انسى انك تشوفها

انصدم ايهاب من كلامه و حدق به و قبل أن ينطق كان رحل هو و ميرا

صعدوا السياره و اتجهوا الي المطار ليقضون شهر عسل لأول مره

بعد ساعات من السفر وصلا تايلاند و دخلا الي غرفتهم بالفندق لتتنبهر ميرا بجمالها فكانت واسعه للغايه و مزينه بالورود الحمراء و البيضاء.

اقترب منها اكرم و امسك يديها و قبلهم و قال بهمس: احنا هنا عشان نتبسط و بس... في اوضه غير دا هتكون ل تيمو و انا جبت جليسه هتبقي معاه.. و مش هفتح باب للمناشقه في كدا..... يلا البسي الفستان و انا هلبس انَا و تيمو البدل اللي اشتريتيها
.. عشان عامل سيشن لينا

ارتبكت ميرا و هتفت بخدعه: انا تقريبا نسيته هلبس اي فستان غيره

أكرم بإبتسامه خبيثه : لا انا خليت طنط تحطه اطمني.... عشر دقايق و تكوني جهزتي

تركها اكرم و اتجهت ميرا الي احدي الشنط و أخرجت منها الفستان و نظرت عليه لتسري رعشه قويه في جسدها... أمسكت ميرا اعصابها و فكرت في سعاده اكرم لتحسم الأمر و ترتديه

بعد وقت قصير طرق اكرم الباب و دخل ليخفق قلبه بشده وهو يتطلع علي تلك العنيده بأنبهار و إعجاب شديد فتبدو كالأميرات بهذا المظهر الرائع و الفستان الأبيض الذي اقسم انه اول مره يراها به

ارتعدت ميرا و انكمشت علي نفسها وهي تراه يتقدم منها لتعود رغما عنها بذاكرتها للخلف ليمثل امام نظرها مشهد زفافها حين اعتدى عليها بالضرب.. لم تتحمل اكثر فقدت توازنها و سقطت علي الارض فاقده الوعي

هرع اكرم اليها بخوف شديد و حملها على ذراعه و وضعه على الفراش : ميرا... ميرا في ايه يا حبيبتي

رش الماء علي وجهها و ربت بخفه على وجنتيها حتى بدءت ميرا تستعيد وعيها و تفتح عينيها

فتحت ميرا عينيها ببطء و هبطت دموعها الساخنه بتلقائيه ليردف اكرم بلوم و حزن : حصل ايه تاني بس... احنا لحقنا

اعتدلت ميرا في جلستها و بكت بشده و خوف : كله من الفستان غصب عني والله معرفش ليه كدا

مسح اكرم دموعها بحنان و هتف بصوت مألوف بالأسي : انا اسف أن غصبتك تلبسي... اقلعي الفستان و ارتاحي شويه

أمسكت ميرا يده و رمت نفسها في حضنه و قالت بقوه: مش هسيب الخوف ينتصر ابدا و يضيع فرحتي.... احنا هنكمل
ثم ابتعدت و نظرت للبدله التي يرتديها فكانت رائعه و لائقه عليه بشده : شايف ذوقي حلو ازاي... انت محظوظ بيا

ضحك اكرم و احتضنها بقوه و عشق : انا فعلا محظوظ بيكي... بحبك اوي

اسندها اكرم لتقوم من مكانها فأعصايها مرتخيه بعض الشئ
دخل ابنهم لتتسع عينيها بفرحه و انبهار وهي تنظر له : شكلك جميل اوي يا روحي...هات بوسه

انحنت ميرا بجسدها ليقبلها ابنها في خدها فقال اكرم بغيظ : امشي انا عشان مبقاش عزول

ضحكت ميرا و اعتدلت في وقفتها و لفت ذراعها حول ظهره و قالت بغزل : انا الحقيقه شايفه قمرين
و خايفه جمالكوا دا يجنني

رفع اكرم حاجبه الأيسر بعبث و مزح : جنان اكتر من اللي انتي فيه ... لا دا انا كدا انتحر بقي

أطلقت ميرا ضحكه عاليه و أمسكت طفلها و اتجهوا الثلاثه لموقع التصوير

التقط لهم الفوتوجرافر اكثر من صوره بوضعيات مختلفه مع طفلهم تاره و لوحدهم تاره أخرى فكانت ميرا سعيده للغايه بهذه اللحظات التي تعيشها لأول مره
عادوا الي غرفتهم و ادخلت ابنها النائم الغرفه المجاوره لهم  و وضعته على الفراش و ظلت تمسح على راسه و تقبله.

نظرت للجليسه و قالت بخوف: من فضلك اعتني به جيدا و اذا استيقظ في اي وقت اطرق على الباب

دخلت ميرا غرفتها و بدلت ملابسها سريعا حتى تتخلص من اي هواجس تأتيها من هذا الفستان
لمحت ميرا أثناء وهي تتناول الماء شريط من الدواء فوق الكمود وضعت الكوب بجانبه و أخذت الشريط و نظرت على الاسم لتتعرف على هوايته فأدركت ان اكرم من جلبه.... سرحت ميرا لثواني وهي تحدق به 
خرجت من شرودها و ألقت به في السله

ابتسم اكرم الذي كان يراقبها من بعيد و تقدم اليها و حاوطها من الخلف بحب هامسا بوعد: مش هخليكي تندمي على الخطوه ده ابدا

استدارت له ميرا و ابتسمت بخجل شديد فقال اكرم بخبث وهو يمد يده بشئ: خدي مفتاح الأوضه روحي اقفلها و خلي معاكي

نظرت لما بيده ثم حولت نظرها له و قالت بإبتسامه مريحه: بس انا مش عايزه اقفله

تعالت فرحته و امسك اكرم يدها و بدل خاتم الخطبه في اليد الأخرى ثم رفع يدها الأثنان ليضعها على عنقه و يده التفت حول خصرها
تنفس بهدوء وهو يسيطر على دقات قلبه التي قفزت بسعادة وهو يمرر عيناه عليها بشغف لتكتسح الحمره وجنتها من الخجل حين شعرت بأنفاسه تقترب منها فوضعت يدها لتوقفه قائله بتوتر: احنا هناخد الصور امتي

أزبهل اكرم فقد اخرجته عن ما كان ينوي فعله : صور ايه.. ما تطلع وقت ما تطلع اعملها ايه

ميرا بإرتباك وهي تحاول إشغاله: انا متحمسه اشوف شكلنا هيطلع ايه

أكرم بإمتغاض وهو يمسك نفسه: هنطلع ايه يعني قرووود

ضحكت ميرا على ما قاله و أظهرت بهجة ملامحها بتلك الضحكه الصافيه مما زاد شغفه فأقترب منها و هو يتأملها بأشتياق كبير و عينيه تتفحصها بدقه و حب و قبل أن يفعل شئ
قالت ميرا بسرعه : تيمو كان بيضحك حلو اوي في الصور و انت كنت جنتل كدا و قمر.. لا انا مستعجله اشوفهم اوي

استفزت اكرم بشده فزفر بغضب و ابتعد عنها و قال بعصبيه : الله يخربيت الصور على اللي اقترح عليكي نتصور اللي هو انا يعني.. على اليوم اللي فكرت اتجوز فيه... يارب تتحرق قبل ما تطلع عشان ترتاحي

جلس علي طرف السرير بغضب و أخذ يتنفخ و يستغفر ربه محاولا تهدئه روحه اقتربت له ميرا و جلست بجانبه و قبلت وجنته و قالت برقه : بسألك عشان فرحانه بالصور لأنك معايا فيهم يا حبيبي

لانت ملامحه و ابستم فقرب قليلا منها حتي التصق بها و عينيه تلتهمها بشغف و مشاعر كثير تتولد في هذه اللحظه رفع يده يمررها على خدها بلطف و حنان كادت ميرا ان تنطق بشئ لكنه قرص على ظهر يدها بخفه فتهدمت اخر حصون ميرا للأبتعاد عنه لتستسلم لأحضانه و كلماته التي اذابت قلبها و عقلها و هي تستشف مدى حبه و اشتياقه لها لسنوات حرمانه منها فكم عذبته تلك العنيده؟... وافقت ميرا على بدء حياتهم من جديد و تجاهلت خوفها الذي يحاول السيطره عليها لكنها تتحداه و تقاومه و تتشبث بأكرم لكي تستمد الطاقه التي تجعلها تكمل ما بدءوا فيكفي السنوات التي أضاعت من عمرهم في الخصام و الشجار و الصراع

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

11.1K 548 24
_ إنك تقرب من حد اوي وانت عارف إن وجوده مش دايم يبقا انت كدة بتأذي نفسك مش هو الي بيأذيك .
7.4M 360K 71
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
153K 6.5K 38
الطلاق ليس دائمًا النهاية..... إنما هو بداية لحياة جديدة........... حياة مليئة بالحب والسعادة.......... بقلم زينب سعيد.
21.7K 700 8
مغرور متكبر وأناني هي رقيقة وجميلة لكنها سمينة