_ ما تيجي أوريك الدنيا بعيوني .
عدلت نضارته وزم شفايفه وهو بيبصلي بعدم فهم
_ إزاي يعني ؟
مسكت إيده إلي حاضنه فنجان القهوة بتملك
_ يعني أوريك الدنيا من زاوية مختلفة بعيون مختلفة عن عيون الدكتور عُبيدة .
بصلي بحاجب مرفوع
_ ومالها عيون دكتور عُبيدة ؟
_ جميلة ومدوباني كده زي بسكوت نواعم في كوباية لبن .
ضحك برزانة كالعادة
_ واللهِ ؟
_ آه والله ، تسمحلي بقى أخد قُرة عيني في جولة كده ؟
_ خايف أقول لا لأني عارفك وعارف جنانك .
_ باشا عيب عليك ، يلا قوم حاسب على حبيبتك إلي بغير منها دي يا عميق .
ملامحه كانت مش مفهومة بين صدمة ويأس و رغبة في إنه يضحك
_ يا أخرة صبري ، بتغيري من القهوة .
طلب الشيك و قام وقف وهو بيعدل قميصه الأبيض المَكوي
_ يلا نشوف هتوديني فين .
مشيت وراه وأحنا في بينا تناقض غريب هو هادي وكلاسيكي وكأنه خارج من فيلم تسعيانتي لطيف ، وأنا آآه مني بجد مزيج بين الشَبحنة والسَرسجة في جسم أنثى مش بتحافظ عليه من الكمية السعرات الحرارية إلي بتبلبعها يومياً
_ سرحتي في إيه يا يقين ؟
_ فينا .
كان عارف أنا بفكر في إيه فـ ضغط على إيدي بخفة
_ حبيبتي مش سرسجية ولا شبح ده أنا بتحسد عليكي أصلاً .
بصيت له بإمتنان وأنا مكملة طريقي
_ عُبيدة هو ممكن أسوق أنا ؟
فكر شوية بعدين همس بتردد
_ يقين مش عايزين حوادث .
_ عيب عليك يسطا ، هو أنا وش كده .
_ ده إنتِ أبو كده .
ضحكت ، وأنا بركب في كرسي السائق مكانه وهو رِكب جمبي
_ تيجي نغني ؟
ابتسم لي بإحراج صوته قمر بس مش بيحب يغني لأنه شايفه مش حلو
_ عشان خاطري عشان خاطري عشان خاطري ، صوتك قمر أساساً يلا بقى باللَّه .
إتنهد بقلة حيلة
_ يلا .
_ هبدأ أنا وأنت تغني معايا
يا من هواه أعزه وأذلني كيف السبيل إلى وصالك دُلني .
كمل بصوت عمره ما فشل أنه يخطفني
_ يا من هواه أعزه وأذلني كيف السبيل إلى وصالك دُلني
أنتَ الذي حلفتني و حلفت لي .
بدأ صوتنا يتناغم ويبقى على نفس الوتيرة
_ وحلفت أنك لا تخون وخونتني
وحلفت أنك لا تميل مع الهوا
أين اليمين و أين ما عاهدتني
تركتني حيراً صباً هائماً
أرعى النجوم وأنتَ في عيشٍ هني .
صوته خفت فسكت وهو كمل
_ لأقعدن على الطريق وأشتكي .
_ قول يا عبيدة قول .
ضحك وهو بيكمل
_ وأقول مظلوماً وأنتَ ظلمتني
ولأدعون عليك في غسق الدجا
يبيلك ربي مثلما أبليتني .
_ دعوة وليه في ساعة فجرية .
_ يا بنتي إتكلمي جد مرة في حياتك .
_ مقدرش يا حبيبي.
وصلنا وركنت العربية نِزل ومشي ورايا بعدم فهم
_ إحنا رايحين فين ؟
_ مسمط كنت بروحه أيام المدرسة .
_ نعم يا أختي ؟!
بصلي بصدمة وأنا ضحكت قد إيه هو قمور وهو مصدوم
_ إيه في إيه ؟!
ملامحه إنكمشت في إشمئزاز
_ مسمط إيه ده ؟
_ تعالى بس وإنتَ هتحبه .
مسكت إيده لحد ما وصلنا المطعم
_ عم عبده ، ازيك يا راجل يا طيب ؟
سحبت كرسي وقعدت و عُبيدة قعد جمبي
_ إزيك يا يقين عاملة إيه ؟
_ بخير الحمدلله ، نسيت أعرفك جوزي عُبيدة .
سلموا على بعض وأنا قاعدة مستنياهم يخلصوا على أحر من جمر
_ يلا يا عم عبده الأكل أنا هموت من الجوع .
ضحك وراح يجيب الأكل
_ بتيجي هنا من زمان ؟
_ كنت ، أيام المدرسة كنت باجي مع صاحبي لكن أول ما دخلنا الجامعة بقوا عاملين فيها ولاد ناس ويع فبقيت أجي لوحدي وأنا مش بحب أروح في أي حتة لوحدي فبطلت أجي .
_ شورت ساد استوري .
_ حياتي كلها أحزان والله يا ابني .
الأكل جي وكلنا وعُبيدة إكتشف إنه الأكل لطيف مش زي ما كان متخيل ، عُبيدة إتربى في أسرة راقية شوية وجامدة عندهم نظام صارم ممنوع الراجل يعبر عن مشاعره أو يعيط فده إلى خلى شخصيته فيها سِنة برود
ورزانة زيادة
_ هنروح فين تاني ؟
_ الملاهي .
_ أنا بفكر أروح وأسيبك تكملي جولتك دي لوحدك .
بصت له بريأكشن بولت كده وأنا برقق صوتي
_ أهون عليك يا بيبي .
_ آه تهوني يا قلبي .
_ صدمة عنيفة الصراحة ، المهم يلا بينا .
كنت بسوق وأنا بسرق نظرات لي الشمس كانت جاية على وشه خلت عيوني الرمادي لونها أفتح
_ ركزي في الطريق يا يقين .
فوقني من تغزلي فيه صوته الهادي
_ عُبيدة أقلع النضارة دي .
رفع حاجبه
_ ليه ؟
_ بغير منها عشان لامسه وشك.
كنت جدية فعلاً في كلامي ، بغير عليه جداً لأنه ولحسن وسوء حظي أحلى مني عيونه رمادي وبشرته فاتحة جسمه رياضي ولبسه مُنظم ومنمق ، عكسي شكلي عادي بشرتي سمرا شوية عيوني بني جسمي مليان
الناس دايماً كانت بتعلق على الفرق بينا
_ غريبة أوي إنتِ .
بصت له بجدية
_ عُبيدة !
_ نعم ؟
_ أنا ولا النضارة يا عُبيدة ؟
سند راسه على الشباك بيَنعي حظه البائس
_ مجاوبتنيش ؟
قلع النضارة و بصلي بغيظ
_ تمام كده ؟
_ تمام أوي .
تعابير وشه لانت ، كنت زي طفلة فازت بلعبة أو عروسة
وصلنا الملاهي وتقريباً جربت كل الألعاب و وإحنا ماشيين عُبيدة وقف عند بيت الرعب
_ أنا عايز أدخل .
_ ربنا معاك يا حبيبي بالتوفيق يارب .
سحبني من إيدي ودخلني بالعافية ، الناس دي بتستمتع إزاي صريخ صريخ لحد ما عُبيدة حضني بكتف واحد
_ إهدي يا يقين مالك دي مجرد لعبة .
عيطت وأنا بخبي راسي في حضنه ، خلصت اللعبة وأنا منهارة ومش قادرة أتحرك
_ أشيلك ؟
بصت له بضعف وأنا بعيط فـ شالني ومشي للعربية
قعدني وفتح الإضاءة لأن الدنيا بدأت تليل
_ إيه إلي حصلك بس ؟!
_ بخاف من وأنا صغيرة عندي فوبيا .
_ طب مقولتليش ليه ؟
_ كنت شيفاك عايز تلعب محبتش أضايقك .
قرب مني وحضني وباس جبيني
_ أنا آسف .
أعتذاره جي تزامناً مع آذان العشاء
_ تعالي نروح المسجد القريب ده وإن شاء الله تصلي وتكون هديتي .
مسكت إيديه ونزلت م العربية روحت المسجد وكنت هديت فعلاً ، خلصت و وقفت إستنيته
_ تحبي نروح فين تاني ؟
_ لا أنا تعبت يلا نروح .
كانت ملامحي مُجهدة فعلاً فـ روحنا
_ هتقدري تروحي الشغل بكرة ؟
_ آه إن شاء الله ، صحيح يا عُبيدة عايزة أسألك على حاجة ؟
إسترخى على السرير وحط النضارة في درج الكوميدينو
_ اسألي .
_ إنتَ برغم إنك إتربيت في وسط آسرة ذكورية بحتة ، إلا إنك مش رافض شغلي .
_ ملهاش علاقة يا يقين ، ومش عارف إيه إلي جاب السؤال ده في بالك دلوقتي بس هجاوبك
أنا آه إتربيت في وسط عيلة حاطه الولد في مكانة عالية
لكن بردو أنا ليا عقل ربنا قال " وليس الذكر كـالأنثى "
، فهو فعلاً الراجل راجل والست والست لكن في إلي ربنا فضلهم فيه على بعض يعني الست مش أقل من الراجل بس حاجة ولا هي المفروض تعيش مُهانة ومُستضعفة ،
أبويا كان رافض شغل أمي لأنه كان شايفه إهانة لي
لكن شغلك مش إهانة ليا حاجة إنتِ بتبدعي فيها وبتحبيها حتى لو الناس شافوها قليلة أنا عندي هي كبيرة جداً ، والحمد لله أنا قادر أصرف عليكي ومش بتصرفي من فلوس شغلك دي إلا في الأزمات وشغلك قريب من شغلي و بوصلك وبجيبك أغلب الوقت وإنتِ مش مقصرة في حقي والخلفة مأجلينها يبقى أضايق من إيه ؟ أو أرفض شغلك ليه ؟
_ أصل في رجالة كتير بترفض الشغل من باب التحكم ، هو آه الست مكانها الطبيعي في البيت لكن البنات بقت تتأثر بالأفكار الغربية وشايفة أنها لو مشتغلتش هتبقى عالة على المجتمع والكوكب كله ، وإنه وجودها في البيت إهانة ليها .
شرب من كوباية الشاي رشفة
_ يا بيبي ده هبل مفيش حاجة اسمها كده .
قعد على رجله وسندت راسي على كتفه
_ بحبك يواد يا مُتفهم إنتَ .
_ وأنا كمان عارف مش بقولها كتير بس أنا طول عمري إتربيت إني أكبت مشاعري .
_ يا ابني إنتَ قولتها كتير قبل كده ، مش لازم بشفايك قلتها بعيونك و لمسة إيدك قلتها في كل مرة إتكلمت عني فيها وقلت دي عوض ربنا ليا ، قلتها في كل مرة طاوعتني على حاجة وكسرت قاعدة إلي يمشي ورا كلام مراته يبقى مش راجل وهي سيقاه لا بتعملي كل شئ وبتسمع كلامي في حاجات كتير عشان تفرحني بس مش أكتر ، عُبيدة إنتَ جميل أوي وقلبك جميل أوي ولو في حد بيتحسد على التاني فهي أنا ، حقيقي أنا مش عارفة عملت إيه حلو علشان ربنا يكافئني بيك .
حُضن ، حُضن واحد لخص كل مشاعره جواه مشاعر كتير بس البوح صعب خاصة لو طول عمرك بتخبي بس مش مهم أنا بحبه ولو قالي بحبك في السنة مرة
_ يقين ، تيجي نطلع السخنة ؟
_ دلوقتي ؟
إتعدلت وأنا ببصله بصدمة فأبتسم بحلاوة
_ يب ، هاخد إجازة من الشغل علشان خاطر عيونك و شوفي عايزة توريني الدنيا بعيونك إزاي .
إتنططت مكاني بفرحة
_ بتهزر صح ؟
_ خالص .
_ بحبك يسطا بحبك قد كل حاجة حلوة ربنا خلقها .
هو ده عُبيدة برغم كل شئ عمره ما فشل إنه يسعدني ودايماً بيخالف توقعاتي
_ قومي البسي قبل ما أغير رأي .
_ طيارة .