The seventeenth|الإسكريبت السابع عشر

440 36 18
                                    

_ هو ممكن أحلامنا تكون كلها سراب فعلًا؟ يعني ممكن أصحى في يوم أهرب من إلي حلمت بيه؟

سألت السؤال بشكل وأنا قاعدة قصاد نافورة في مكان عشوائى ، حسيت بفراغ جنبي و صوت رخيم بيجاوب

_ ممكن جدًا ، الإنسان بطبعه طماع كل ما يتمنى لحاجة بيبقى متخيل أنه لما يوصلها هيكون أسعد مخلوق في الوجود بس بيكتشف إنه في حاجات أحسن هو محتاج يوصلها  فـ طمعه للأحسن بيطغى على فرحته بالي في ايده وبالوقت ممكن يهرب منه فعلًا.

عدلت نضارتي وشديت كم البلوزة بتوتر وأنا بكمل تلقائيًا

_ طب ليه؟ ليه منرضاش بالي في إيدنا ونحتفل بيه وبوصولنا للشيء إلي تعبنا عشان نحققه.

رفع كتافه ببساطة

_ لأنه دي طبيعتنا كـ بشر.
_ مش كل البشر كده.

قُلت بدفاع هجومي ، ابتسم وهو بيبص لحركة النافورة من غير ما يلتفتلي

_ معاكِ حق، بس أنا شخص مش مؤمن بملائكية البشر نهائي وبتوقع منهم الأسوء دايمًا.

رفعت حاجبي بإستغراب

_ ليه السوداوية دي يا أستاذ؟

خرج سيجارة من علبته ومد لي العلبة في حركة خبيثة

_ مش بدخن.

هز رأسه بعدم إكتراث ممكن وهو بيولع السيجارة بكل بساطة ، خد نفس وخرجه ودخان السيجارة بيخرج من بين شفايفه إلي بدأت تتحرك

_ مش سوداوية ، إحنا مش ملايكة ولا منزهين من جميع الأخطاء ، مسمعتش يافث نوح وهو بيقول « وإنتَ المُنزح من جميع الصواب و الواقع في كل الحُزن. » ، طبيعتنا بتفرض علينا نكون كده.
_ في ناس كتير كويسين مش شرط يكونوا مُنزهين من الخطأ بس بيحاولوا.

ابتسم بسخرية وهو بيسأل بغموض

_ لو وقفتِ قدام حد أذاكِ وفي إيدك مسدس ، ومفيش قانون ولا دين ولا مجتمع هتترددي إنك تقتليه؟

بلعت ريقي بصعوبة وأنا بحاول أبين له إنه وجهة نظري صح

_ على حسب الأذى إلي سببهولي.
_ هتقتليه ولا لا؟

بصيت للأرض بيأس و قلت بصوت بارد

_ معرفش.
_ أهو نزعة الخير متفوقتش لو مفيش سلطة عُلية ، فـ نقدر نقول إنه كل البشر جواهم نُسخ قذرة مستنية فتيل الشر يفجرها.

اتنفست و جوايا رفض لكلامه بس هو كمل

_ في إلي بيتفوق عليهم شرهم فـ بيبقوا زي ما إحنا بنشوف ، وفي مش بيتفوق عليه بشكل كامل فـ بيكون في الدرى أكتر لكن مفيش خيار تالت ، ما كامل إلا محمد.

بجد! سيجارة و كلام فلسفي وفي الآخر ما كامل إلا محمد ، إيه الراجل ده!

_ نحاول نكون كويسين على قد ما نقدر.
_ الكلام سهل و البقاء للأصدق.

إسكريبتات Där berättelser lever. Upptäck nu