شعري وقع تحت رجلي و مهتمتش بصيت للمقص ببرود و رميته ، فاكرة همسه ليا لما قالي
" عارفة يا ليل أكتر حاجة بحبها فيكِ شعرك بسواده وتمويجه اللطيف. "
ختم كلامه بـ بوسة على راسي كنت طايرة بيها وقتها لكن دلوقتي مش حساها غير نار بتكويني.
بصيت لشعري إلي وصل لودني بقهرة ، قهرة رجعت الدموع لـ عيوني ، البُكا ضعف بس أنا هبكي
إلي بينا مكنش هَيّن عشان مبكيش عليه ، قعدت على الأرضية الباردة و جسمي كل بيتنفض وأنا ببكي وجعي
_ يارب أنا تعبت يارب ، شيل حُبه من قلبي يارب برغم كل إلي عمله فيا أنا لسه بحبه ، بحبه و حاسة إني برتكب ذنب
أنا مينفعش أحبه .. مينفعش.
خبطت راسي في الحيطة بيأس واحدة حبت واحد بكل نفس فيها و قَطع وتينها بإيده ، قمت وأنا برسم قناع القوة و لبست و نزلت شغلي محدش من أهلي كان صحي وبحمد ربنا أنهم مشافوش شعري
_ ليل المدير عايزك.
بصيت للروچ الأحمر بتاعي بسخرية وأنا رايح لمكتب المدير ، خبطت وإستنيت الإذن عشان مبقاش من حقي مستئذنش
_ إدخل.
جسمي إترعش لوهلة بس مسكت نفسي وأنا بدخل المكتب بكل ثقة ، نظرات الصدمة إلي في عيونه حسستني بنشوة
_ خير يافندم حضرتك طلبتني.
أنا بعشق الحرب الباردة ، إلي أثرها طغى على كلماتي
_ فندم ؟
بصلي بتوهة وجعت قلبي لثواني بس إفتكرت كل الأذى إلي في قلبي بسببه
_ أيوة يافندم مش حضرتك مديري؟
_ أنا عبد الرحمن يا ليل ، حبيبك.
_ كنت ، وكان فعل ماضي يا هندسة.
تهكم ؟ سخرية ؟ الإتنين ؟
_ أنا عمري ما هكون ماضي يا ليل.
_ حضرتك كُنت خلاص.
_ أنا عايز نرجع يا ليل.
ضحكت من كل قلبي ضحكت
_ عايزنا نرجع زي زمان ، قُول للزمان أرجع يا زمان.
_ ليل ممكن تبطلي برود ونتكلم جد .
_ إحنا مفيش بينا كلام أصلاً.
قربت من مكتبه و سندت عليه و قلت له بكل قوة
_ ولو عقلك صورلك غير كده فهي مشكلتك مش مشكلتي.
_ كانت غلطة وإلي بيحب بيسامح.
صرخت في بعد ما كان فاض بيا
_ غلطة ؟ خيانتك مجرد غلطة ؟ الزِنا مجرد غلطة ؟
_ ضعفت أنا إنسان و بصارع هوايا و توبت والله العظيم توبت.
_ دي حاجة بينك وبين ربنا مليش دَخل فيها.
كنت بحاول أتجاهل تعبه و إرهاقه الواضح عشان مضعفش ، كان كُلي و كل ناسي بس باع كل ده بالرخيص
_ إنتِ مراتي.
_ مكتوب كِتابنا بس.
_ قدام ربنا والناس مراتي.
زعق فـ زعقت
_ أنتَ معملتش حساب لربنا ولا حساب للناس ولا حتى عملت لي أنا حساب ، وأصلاً الزاني مش بيتجوز غير زانية شبهه يعني أنتَ متجوزليش أساساً.
_ قلت لك توبت وبدعي ربنا يتقبل توبتي إنتِ ليه قاسية كده ؟
بصيت له بوجع إتحول لحقد في ثواني
_ جرحك قساني و بقى جوايا غيظ بحجم الحب إلي حبتهولك ، غيظ قادر يحرقك و يحرقني.
بص للأرض بآسف فات أوانه إلي بينا برغم قوته إنتهى ، على غفلة مني كان قرب مَسد على شعري زي عوايده
_ قسيتيه ؟
صوته المبحوح وقربه خلى صوت نفسي عالي
_ بس عارفة ، مهما عملتي هتفضلي حلوة في عيوني.
كنت هضعف بس مشهد خيانته أتكرر قصادي فزقيته وبعدت
_ أساليبك القذرة دي خلاص مبقتش تأثر فيا.
_ قذرة ؟
عينه وسعت و ملامحه شاخت في ثواني و كأنه شايل على ضهره وجع سنين
_ بس أنا بحبك.
همس بس سمعته
_ وأنا بحبك ، بس بقتش بثق فيك ولا آمنلك و أظن ده كفاية.
شعور سئ إنه آمانك و مصدر ثقتك يكسرك ، بعدت عنه و وقفت على الباب
_ بعد كده يا بشمندس متستدعينش غير في حاجة تخص الشغل.
خرجت و عيون الموظفين عليا ، مفكرين إنه إحنا كُنا بنتغزل في بعض أو بنتبادل القُبلات زي ما بيقولوا
بس الحقيقة أقسى من إني أتحملها ، حاولت أكمل شغل و مركزش مع طيف عبد الرحمن إلي بيداعب ذاكرتي
_ إزيكوا يا بشمهندسين ، ده بشمهندس خالد زميلكوا الجديد.
العيون كلها إتعلقت عليه وأنا إتصدمت وهو أول ما شافني إتصدم ، قرب من مكتبي و إلي كان جمب مكتبه
_ ليل ؟
_ خالد ؟
ضحك وهو بيسلم عليا
_ أخبارك إيه ؟
_ تمام الحمدلله وإنتَ أخبارك إيه.
_ زي الفل ، مكنتش أعرف إنك شغالة هِنا.
_ القدر.
إبتسمت بغموض و هو سأل
_ صحيح إنتِ وعبد الرحمن إتخطبطوا ؟
هزيت راسي وأنا سرحانة
_ و هننفصل.
_ ليه ؟ ده إنتوا كنتوا بتموتوا في بعض أيام الجامعة.
_ تعرف مين مدير المكتب ده ؟
هز رأسه بجهل فابتسمت
_ عبد الرحمن.
_ وإنتِ شغالة عند عبد الرحمن ؟
إعتدلت في الكرسي وأنا بجاوبه
_ أنا وعبد الرحمن فتحنا المكتب ده سوا ، وكنت أهم موظفة هنا بعده بس ممكن تقول حصلت ظروف خلتني مجرد موظفة.
_ ودي نفس الظروف إلي هتخليكوا تنفصلوا ؟
_ حاجة زي كده.
خالد كان زميلنا أيام الجامعة و لحسن سوء حظي كان بيحبني ، و كان هو و عبد الرحمن بيكرهوا بعض جداً بسببي لحد ما إتخطبت لعبد الرحمن و النار دي قلت من ناحية الإتنين واحد منتصر و التاني مهزوم ، كملت شغل وأنا بفكر وجود خالد في صالحي جداً بس لازم أستغله صح
_ هذا الثقلُ في صدري،
يصيرُ عصفورًا خفيفًا
يطيرُ، يطير
كلَّما إلتقى بوجهك.
رسالة مُبطنة من عبد الرحمن ، إبتسمت بوجع و تجاهلهت الرسالة بس لقيت وجعي إلي بيكتب
_ أتذكر العهد الذي لِي قُلتهُ :
"الغدر بين قلبينا لا يُقبل"
وها أنت أهملت الفُؤاد وخُنتةُ
لا سامحك الله!! أمِثل قلبي يُهمل .؟
_ آسف.
_ معدش لي لازمة آسفك.
مسحت دمعة خاينة نزلت على خدي بس خالد لاحظها
_ غلطوا كبير أوي كده ؟
_ أكبر مما تتخيل.
سندت راسي على المكتب بتعب كأني لفيت الصحرا بدور على مياة ولما وصلت لها طلعت سراب
_ حبه ميشفعلوش.
_ حبه يشفعله أي حاجة إلا ده.
بصلي بحزن و يأس
_ مينفعش حكايتكوا تنتهي كده.
_ عمري ما تخيلت إنها تنتهي أساساً ، أنا بحبه ودي عِلتي.
_ بتحبيه أهو ، يبقى ليه تبعدوا ؟!
_ عشان إلي حصل مكنش هَيّن.
_ وإلي بينكوا مش هَيّن على ما أظن ، الوجع إلي أنا شايفه في عينك مش هيجي غير من حب قوي.
_ ماهو الواحد مش بينجرح أوي غير لما بيحب أوي.
قلتها بهزار أو سخرية و إبتسم بس قلبي بكى.
__
_ هو ودانه بتطلع نار كده ليه أنا خوفت ؟
ضحكت و خالد بيبص على عبد الرحمن إلي بيبصلنا من شباك مكتبه
_ عشان مكتبك جمب مكتبي.
_ طب أقوم يعني ولا أعمل إيه.
_ ولا يتهزلك شعراية ، كمل شغلك لما نشوف أخرتها مع أستاذ عبد الرحمن.
_ حاسس كده إنه أخرتها فل يا هندسة.
قالها وغمز ، في اللحظة دي حسيت أنه عبد الرحمن هيكسر الازاز و يجي يموت خالد بس مهتمتش
وكملت شغلي ، اليوم خلص و ركبت عربيتي عشان أروح
قبل ما أدور العربية لقيت إعصار إقتحم العربية
_ إيه الهمجية دي في إيه ؟!
صرخت في بعصبية و بصلي ببرود وهو بيكتف درعاته ، هو مشمر القميص ليه ؟ و فاتح زرايره ليه ؟ إثبتي يا ليل إثبتي مش عشان هو مُز هتتضعفي إفتكري خيانته ليكِ
بس في اللحظة دي مخي مكنش قادر يجمع غير لحظات الحب إلي كانت بينا وده من سوء حظي
_ بتتكلمي مع خالد ليه يا ليل ؟
_ زميل وبتكلم معاه.
هزيت كتافي بلا مبالاة ، قرب مني لحد أما لزقت في الباب
_ في إيه إنتَ بتقرب كده ليه إبعد عني بدل ما أصرخ.
مرر إيده على خدي فـ بصيت في عيونه ويارتني ما عملت كده ، إخترق ودني نبرة صوته الهادية الممزوجة بتهديد
_ زميل يا روح خالتك ؟ إوعي تفكريني إريال مش معنى إني مجبرتكيش تتحجبي أبقى بقرون.
و فاجأة حسيت بملمس المناديل على شفايفي
_ و الروچ ده لو إتحط تاني قسماً باللَّه لأمسحه بطريقتي إلي هي بالمناسبة مش هتعجبك ، ومش هيهمني قدام مين.
_ إنتَ قليل الأدب.
صرخت في بعصبية وأنا بحاول أبعد أكتر بس هو قرب أكتر
_ وسافل يا روحي.
_ آه أكيد مانا شوفت سفالتك دي بعيني.
قلتها بسخرية ممزوجة بوجع ، فكه إتشجنج ورمى المنديل
و نزل من العربية وقبل ما يقفل الباب
_ إفتكري كلامي كويس يا ليل عشان لو متنفذش رد فعلي هيبقى وحش أوي.
_ أنتَ بأي حق تؤمرني ؟
_ بحق إني جوزك.
_ متقولش جوزي.
صرخت في فـ ضحك و عصبيتي زادت
_ Your husband طيب ؟
_ إنتَ إنسان مستفز إبعد عني.
حسيت إني بتخنق من كتر الإنفعال ولاحظ هو كمان فبعد ، سندت راسي على الدريكسيون و بكيت بيأس ،
حسيت بهزة الموبايل جنبي فتحته و لقيت ريكورد منه
_ أنا بحبك يا ليل ، وآسف على أي غلطة قديمة و وعد إني هصحح أخطائي كلها و هرجع ثقتك فيا تاني ، و متعيطيش علشان الكحل هيسيح و هيبقى شكلك مرعب.
ضحكت غصب عني بين دموعي و رجعت البيت مسلمتش من تعليقات ماما وبابا على شعري بس أنا مهتمتش ودخلت نمت من كتر التعب
__
الأيام بتمر و عبد الرحمن رسايله مش بتتقطع وكلها بتطبطب على قلبي ، كنت قاعدة على المكتب و جمبي خالد كالعادة إلي مبطلتش أتعامل معاه زي ما عبد الرحمن طلب
_ أنا تعبت بقى إيه اليوم إلي تلت أيام في بعض ده.
_ يوم الخميس ده روح شريرة خلي بالك.
ضحكت و فجأة سمعنا صوت حمحمة رفعت راسي وكان عبد الرحمن ، لابس بدلته الرمادي إلي عمرها ما فشلت أنها تخطفني
_ خير يا بشمهندس ؟
نطقت ببرود لكنه مردش عليا ، قرب من خالد وإلي حسيت إنه هيضربه بس عكس ما توقعت إداله فايل من الفايلين إلي كانوا معاه
_ ده فايل لمشروع عايزه يخلص يوم الحد.
خالد بص للملف بصدمة
_ بس ده محتاج أسبوع على الأقل.
بصله ببرود وقال
_ مش مشكلتي الفايل يخلص يوم الحد.
خالد بص له بغيظ وقال بعصبية
_ ماشي يا بشمهندس.
رمالي الفايل بتاعي على المكتب
_ الحسابات دي تراجعيها و متمشيش غير لما تخلصيها ، مفهوم ؟
_ مفهوم.
بصت له بتحدي و لقيته بيبتسم ورجع مكتبه
_ بيكدرنا صح ؟
_ أنتَ بتسأل ؟
جيه ميعاد خروج الموظفين وأنا كنت لسه قاعدة براجع الحسابات ، كله مشي وفضلت أنا و عبد الرحمن إلي خرج ماسك اللاب بتاعه و كالعادة زراير قميصه مفتوحة بشكل مُبالغ فيه ، وهو حلو بشكل مُبالغ فيه
_ خلصتي؟
_ لسه.
هز راسه وقعد على المكتب بتاع خالد وهو مركز على اللاب ، قام من مكانه و وقف ورايا و أنا إتوترت و غمضت عيوني حسيت بشئ بارد على رقبتي بصيت بفزع لقيتها سلسلة كنت عملالها شير من فترة على الفيسبوك ، حسيت بعدها بشفافيه على رقبتي جسمي ارتجف لثواني قبل ما أسمع صوته
_ لو فضلت أعتذر من هنا للسنة الجاية مش كفاية ، بس أنا هطلب منك تديني فرصة واحدة كأننا لسه بنتعرف
متنسيش خيانتي بس حاولي تسامحيني ، فرصة واحدة لو فشلت هسيبك.
بصت للصدق في عينيه و إبتسمت
_ فرصة واحدة.
إبتسمت وبعدها حضني
_ فرصة واحدة.
هو أنا معنديش كرامة دلوقتي ؟
__
بعدها تم نقل مكتب خالد من جمبي إلي مقدرش يخلص المشروع في كام يوم وإتخصم منه تلت أيام
_ مش مسامحك على التلت أيام إلي اتخصموا دول.
_ معلش حقك عليا.
ضحكت و بعد الشغل لقيت عبد الرحمن مستنيني
_ خير ؟
_ هنخرج ، و كلمت باباكِ وقلت له.
ركبت جنبه بصمت و حاولت أتناسى لحظة لما دخلت المكتب و لقيته في حضنها
_ ليل.
_ اممم ؟
_ يومها إنتِ جيتي بدري و محصلش بينا حاجة.
صدمني لدرجة إني مقدرتش أتكلم
_ بس أنا إعتبرتي إني عملت كده مجرد التفكير خيانة ، فعشان كده سبتك معتقدة إني عملت كده لكن والله الموضوع متخطاش إلي إنتِ شوفتيه.
بصت له بحزن
_ ليه ؟
_ أغوتني وأنا كنت ضعيف ، أنا آسف.
بصت له دموعه إلي بدأت تنزل وكان وقف العربية في مكان لطيف على البحر ، قربت منه و حضنت راسه
_ إحنا إتفقنا هنبدأ من الأول.
بصي له بعدم فهم فابتسمت
_ إثبت لي إنك بتحبني ، جدد حبنا من تاني.
وقتها شوفت التصميم في عيونه و عرفت إنه روحي رجعت لي في وقتها.
__
_ يا ماما مش عايزة أروح المدرسة.
حضنتها و رجعنا نمنا
_ خلاص متروحيش خليكِ نايمة بس يارب بابا ميقفشناش.
_ يا كسلانة منك ليها.
سمعت صوته جوا الأوضة فغطيت وشي بعدها سحب الغطى
_ بتحرضي البنت على الفشل يا ليل ؟
_ مش عايزة تروح المدرسة هجبرها يا بيبي يعني ؟
_ لا تنامي جمبها.
ضحكت وأنا بحضنه
_ مديري طيوب ومش بيعاقبني على التأخير.
_ طيوب ؟
ضحك وهو بيبادلني الحضن و إنتهى بينا الأمر نايمين إحنا التلاتة.