بعد منتصف الليل

الفصل السابع والعشرون

بالطابق الخامس والعشرون

انتهي من المكالمة ليشرد لثواني في المحادثة لقد ارهقه الواجب وارهقه الانتقام يريد ان يرتاح ان يتخلص من ذلك العبء
لينتبه علي صوت تكسير بالداخل ليتنهد ويأخذ نفس عميق دون ان ينظر خلفه فهو يعلم ان التكسير عن عمد لاثارة غضبه فها قد بدأ حرب من نوع خاص حرب علي قلبه كالعسل وهو المنتصر فيها بالتأكيد
اتجه الي الداخل ليقف مصدوم لقد كسرت شاشة التلفاز وها هي تمسك في يدها تحفة اثرية تبدوا نادره وغالية الثمن لتهديده
ليل بتهديد : لو مخرجتنيش دلوقتي حالا من هنا هكسر دي كمان وهفضل اكسر غيرها لحد ما الجناح ده كله يكون علي الارض انت سامعني
زين ببرود ينظر لها ثم يتجه ليجلس علي الاريكة ويضع قدم علي الاخري وبهدوء : الجناح كله تحت امرك لو ده هيخليكي تهدي
ليل بصراخ وهي تلقي التحفة علي الارض للتناثر الي اشلاء : متقوليش اهدي يعني ايه اهدي وانت خاطفني انا مش فاكراك ولو في يوم كنت اعرفك فحقيقي بشكر الظروف اللي وصلتني اني انساك انت اخر واحد في العالم اتمني اني افتكره
لثواني لمحت عذاب في عيناه ولكنه سرعان ما اختفي
زين بنفس البرود : بس انا متاكد انك فكراني و مستحيل تنسيني ومتاكد زي ماانا شايفك دلوقتي اني لسه جواكي وفي قلبك ومستحيل مكانتي تختفي او حتي تتنسي
كانت منهارة تبحث عن اي شئ يخلصها منه وجوده معها يعذبها وكلامه لها سيكشفها ليس من مصلحتها ان يعرف تريد ان تنتقم منه ان توصله نفس شعورها
لمحت سكين علي طاوله الطعام لتسرع وتاخذها ثم توجهها له بتهديد : لو مبعدتش عن سكتي وفتحت الباب وخرجتني هقتلك ومحدش هيلومني انت خطفتني
ليقوم زين من مكانه ويتقدم ليقف امامها ثم يمسك يدها الممسكه للسكين ويضعها عند قلبه ويتحدث بارهاق وشوق عذب روحه يتمني قربها هو اخطأ وهي من دفعت الثمن : يلا مستنيه ايه اقتليني يلا اطعنيها في قلبي انا طول السنين دي كنت بعيد عنك بس قلبي ولا لحظة نساكي كان كل ثانيه بيوجعني ووجعه مش قادر استحمله انا اللي استحملت كل انواع الوجع واصعبها مقدرتش استحمل وجع بعدك ولا ثانيه لابعدتي عن بالي ولاعن تفكيري ل يصرخ بعذاب يلاااا مستنيه ايه موتيني واخلصي مني لان هي دي الطريقه الوحيده اللي هتخلصي مني بيها لاني معنديش استعداد اسيبك تاني انتي لسه مراتي وهتفضلي مراتي حتي وانتي ناسياني
لتقع السكينه من يدها ثم تحدثه بعذاب وجرح اختفائه وطريقة بعده عنها مازالت توجع كرامتها : وانا قولتلك انا بشكر الظروف اللي نسيتني واحد زيك ولو حتي فاكراك فأنا مش عاوزه اعرفك تاني وانت مش جوزي ولا هتكون
زين باصرار : بس انا جوزك غصب عنك جوزك وحبيبك وانا قدامك اهو مش هقاومك ولا همنعك امسكي السكينه وموتيني لانها دي الطريقه الوحيده اللي هتخلصك مني
ليل بكره : بس انا مش مجرمه يكفيني اخليك تيأس من الاوهام اللي في راسك
ليقترب منها زين باصرار وتصميم : عمري ما هيأس ابدا طول مافيا نفس يا ليل هفضل وراكي دايمازثانية بثانيه انا هسيبك بس يومين تهدي وتقتنعي

صوت طرقات علي الباب

زين ونبرة صوته تتحول للبررود يجعل الواقفه امامه تندهش من تحوله فهو مازال محافظ يظهر لها ضعفه ويتحول للنقيض عند ظهور اي شخص اخر

زين وهو يفتح لكرم ويتحدث بسخريه : ايه اللي جابك يا حنين
كرم متجاهل سخريته : انا كنت متوقع ان ده هيحصل بس فكرتك هتستني اسبوع ولا حاجه تظبط امورك فيه لكن ميفوتش غير ٢٤ ساعه يااخي انا مبقتش ملاحق علي الكوارث اللي نازله علينا زي المطر
زين ببرود : كرم انا قررت ومفيش حاجه هتمنعني ولا قوة علي الارض هتوقفني
كرم بخوف من تصرفات اخيه ليحدث نفسه :هنصحه بإيه كنت نصحت نفسي الاول
ليل بنفاذ صبر : كرم خرجني من هنا
زين بغضب : كلامك ليا انا مش لكرم
ليل بغضب : انا مفيش بيني وبينك اي شئ علشان كلامي يبقي موجه ليك
زين بصوت عالي : ليل انا بحذرك من لسانك وصوتك العالي
ليل بغضب : يابجاحتك يا اخي خاطفني وفارض نفسك عليا وضارب هارون لتصرخ باعلي صوتها وجاااااي تحذرني من صوتي العالي انا عمري ماشوفت كده
زين بغضب : لييل انا هعذرك المرة دي علشان انا عارف اني غلطت في حقك لكن متزوديهاش مش هسمحلك
كانت تحرك رأسها يمين وشمال بزهول من ذلك البارد المغرور لتأخذ نفس عميق تهدأ من نفسها وتلتفت لكرم توجه حديثها له : انا ماشيه ياكرم وقول لاخوك يبعد عن طريقي لانه غير طريقه وعمرنا ماهنتقابل في سكة مشتركة لتاخذ حقيبتها وتعدل من ملابسها وترحل
استني عندك
كانت عند الباب ولكن اقفها صوته القوي : لبسك ده تغيريه واستايل لبسك ده كله هيتغير
وقفت لثواني تستوعب ماذا قال لتنظر خلفها علها تراه يمزح ولكنها ستكون مجنونه اذا توقعت حديثه مازح
تحركت ناحية الباب لتفتحه بكل هدوء واثناء خروجها اغلقت الباب بكل قوتها ليقع ذلك البرواز منكسر علي الارض
تحت نظرات زين الغاضبة المتوعدة ونظرات كرم المزهوله له
زين بغضب : شوفت بتتحداني ازاي
كرم بسخرية : مالهاش حق خاطفها ومطلعها للدور ال الخامس والعشرون غصب عنها وضارب هارون ومكسر الجناح مليون حتة مبقاش جناح بقي ساحة حرب وتقول بتتحداك هي اتجننت ولا ايه
زين بغيظ : كرم مش وقت هذارك
كرم بجدية : انا مبهذرش انا مش عارف ارد عليك اقولك ايه دكتور زين العاقل اللي كل خطوة بيعملها بحساب هيبوظلنا تلات سنين من الشغل ليه علشان غيران الحمد لله ان ليا اتصالاتي في الفندق واخدت التسجيلات اللي حضرتك بتضرب فيها رجل اعمال ومسحتها علشان البيه غيران
زين بغضب : اه غيران عاوزني اعمل ايه وانا شايفه بيقرب من مراتي ونظراته ليها مش عادية وبيتحداني وبيمسك ايديها قدامي وهي بتتمادي في عنادها وانتقامها انت عارف ومتاكد انها فاكراني انا دكتور وعارف انها مش نسياني ردة فعلها اناعارفها
: اهدي يا زين مش ده اللي اتفقنا عليها خلاص قربنا نوصل للحقيقه

: والحقيقة هتبان ازاي بالشكل اللي انا شايفه ده
ليلتفت كرم وزين لذلك الواقف علي الباب باندهاش وزهول ثم ينظروا لبعضهم
ليبتسم زين لذكاء ذلك الرجل نظر كرم للواقف امامه ثم لزين وهو يومئ قائلا : كان لازم اعرف انك ورا كل ده

قصر الحكم
تحديدا غرفة ليل

نوران وهي جالسه علي الفراش : كفاية يا ليل خيلتيني راحة جاية راحه جاية فهمنا ان الرساله تقلق بس اللي يقلق اكتر مين مراقبك وعارف اخبارك انه يوصل لغرفتك ويحطلك فيها الجريمه دي

ليل بتفكير : مش فاهمه يا نوران مين في مصلحته انه يمنعني اني اقدم رسالتي واساعد الناس الغلابه دول اني اجيب لهم حقهم وكمان لازم نحط كل الشغالين والحرس في خانة الاتهام دول وصلوا لاوضتي فاهمه
لتنظر لها نوران بخوف كبير عليها وبقلق من محتوي الرساله عليها ان تبلغ كرم بما يحدث فليل عنيده

بجناح زين

عزيز يتحدث لزين الجالس ببرود علي الاريكة : كان لازم افهم ان اختفائك ده وراه حاجه مش طبيعية وان في حاجه خطيرة بتحصل
كرم : اهدي ياعمي مفيش حاجه بتحصل
عزيز بغضب : اهدي انت بتقولي اهدي ازاي فهمني والباشا طلق بنتي وسابها تلات سنين مسالش عنها ولا بعد ماعملت الحادثه ودلوقتي مش فاكرة اي شئ وبعد ما اجتازت الحياة الصعبه دي راجع يمارس سلطته كأن مفيش حاجه حصلت
زين : انا عملت كده لاسباب قوية
عزيز : وانا جيت اهو بعد ما رسالتك وصلتني علشان اعرف ايه الاسباب القوية اللي وصلت ابن اخويا انه يعمل اللي عمله ده

كاد ان يعترض كرم ليقاطعه عزيز : حالا هتفهموني ايه اللي بيحصل حواليا وانا مش عارفه

ليستسلم كرم من هؤلاء الرجال العنيدون فعائلة الحكم ليست كأي عائلة يمكن الضحك عليهم
ليبدأ بالشرح

من تلات سنين بابا جاتله مكالمه من امريكا كان شخص بيحاول يوصله ان في حاجه بتحصل في المستشفي عنده وفعلا بابا كان بيحاول يوضب نفسه للسفر علشان يفهم في ايه في الفترة دي للاسف كان في مؤامرة كبيرة بتحصل جوة القصر في حد بيحاول يتواصل مع امي بان لو الدفتر وصل لايديك هتبعد انت ومرات عمي من القصر وبابا هيفوق وهينسي ... هينسي امممم انا اسف ياعمي والله
هينسي حبه لمرات عمي ليصمت كرم بعدما رأي الغضب والحزن في عيون عمه
ليتولي زين الحديث دون مراعاة لعمه
واللي انت متعرفوش ومقدرتش تسمعه من ابويا يومها ان الدفتر ده كاتبه من ٣٠ سنه كان لسه مراهق اه الموضوع يضايق لكن والدي انا كنت واثق انه عمره ما فكر في مرات عمي تفكير سئ وكان اكتر الناس مراعي لمشاعرك
عزيز بغضب : انت مش هتفهمني اخويا بعد السنين دي كلها
كرم بيأس من وقاحة زين يكمل
المهم ان الشخص اللي كان بيتواصل مع امي كان علي رسايل الهاتف هي كانت محتاجه اي حاجه تساعدها وكانت بتنفذ من غير وعي
بعد ما الحقيقه انكشفت والدفتر وقع في ايديك وبابا ساب البيت والحادث
اكتشفنا للاسف ان بابا مماتش بسبب الحادثة زي ما كلنا كنا مفكريين
هو راح المستشفي كان سليم دخل العمليات وخرج منها تعبان اكتر سبب الوفاة حصل في غرفة العمليات الطب الشرعي اثبت ان بابا ميت نتيجه سرقة الكلية السليمه وهو اصلا مريض كلي مستحملش فمات ابويا مات مقتول في عصابه سرقة اعضاء جوة المستشفي
عرفنا انا وزين ات الموضوع مرتبط بالمكالمه اللي حصلت وبالناس اللي بتراقبنا و علشان نعرف هما مين وبيشتغلوا لصالح مين كان لازم نمشي الموضوع زي ماهما عاوزين ويبان انه طبيعي كان لازم زين يستفزك ويثير غضبك
عزيز بصدمه وهو يضع يده علي راسه : كل ده حصل وانا مش فاهم حاجه وانا متحمل ذنب موت اخويا كل السنين دي وحاسس اني انا السبب وهو ميت مقتول وبنتي كان ذنبها ايه
زين بحزن عليها : ذنبها انها مراتي وان اللي مات ده عمها
كرم بشرح : متنساش ياعمي كان لازم علشان سفر زين يبات طبيعي انه يطلق ليل او علي الاقل ينفصل عنها كده محدش هيشك واحد وانفصل عن زوجته اللي بيحبها وبعد وكان ده اول شئ ساعدنا اننا نقرب من العصابه وعرفنا حاجات مستحيل كنا نعرفها لو زين فضل هنا
عزيز : ومستنيين ايه. متقبضوا عليهم ورجعوا حق سالم
زين بغضب : مستنيين نعرف زعيمهم اللي بيحركهم من هنا

(((مؤتمر بكره تحضريه وتتنحي علي الهوا عن المنصب ده وبلاش مشاكل انتي في غني عنها واحسن لك انك تسمعي الكلام وده التحذير الاول التاني هنبلغك بميعاد موتك ودي هدية مننا صغيره
لتتظر للصندوق الذي امامها
كان شالها التي كانت ترتديه يوم تولي المنصب في صندوق خشبي وعليه بقع دماء ومسدس به طلقه واحده)))) لتغلقه وتضع الهاتف بجانبها وتحاول ان تنام وقد عقدت العزم علي ما ستفعله في النهار

يتبع ########
قراءة ممتعه
مع تحياتي

Rehab ayman