الفصل الخامس والعشرون

2.4K 89 9
                                    

تقف في شرفة القصر مشغولة بتلك المكالمة فمن الواضح أن صاحب الرقم يحاول الوصول لها من كثرة اتصالاته المتكررة
لتنتبه الي تلك السيارة القادمة من بعيد سيارة ضخمة سوداء الزجاج باللون الأسود لا يظهر من بداخلها في البداية لم تعيرها اي اهتمام نظرت لهاتفها ولكن الفضول جعلها ترفع رأسها لتري ذلك الذي خرج من السيارة ويعطيها ظهره كانت قوة عضلاته وبنيته القوية ملفتة للانظار تحاول التدقيق اكتر هناك شئ خطأ في ذلك الشخص وقفته مألوفة بالنسبة لها احست بدقات قلبها تزداد بطريقه مخيفه حدثها أخبرها بأن ووقوفها هنا خطا كبير قلبها يؤلمها بشدة أرادت الإبتعاد بهدوء دون أن يلتفت لها او يشعر بوجودها ليكون للقدر رأي آخر رن هاتفها بتلك النغمة التي لم تتغير منذ زمن طويل تخشب مكانه وتجمد جسده تسمرت قدميه في الأرض عن الحركة تلك النغمة خاصة بها تلك النغمة يعرفها جيدا ليلتفت ببطئ اخيرا ليجدها تنظر في الهاتف تحاول اغلاقه لترفع عيناها اليه فجأة
دقات القلب أصبحت سريعه عن المألوف لتخرج روحه من جسده لتحاول الوصول إليها لقد اشتاق والشوق يدمره كان يعتقد انه تعود علي البرود ولكنه كان مخطأ لقد ذاق طعم العذاب الوان وتحمل جميع وسائل الضغط النفسي لدرجة ظن انه لم يعد من البشر لفقدانه صفة الاحساس والمشاعر ولكن عندما شاهدها شعر بعذاب فراقها كان قوي لم يتحمله داخله نار تحرق قلبه
بينما عندها الارتباك والرعشه القوية جعلت الهاتف يقع من يدها متحطم علي الارض الي أجزاء هربت من امامه واختفت وسط نظراته العميقة وشديدة الملاحظة كانت هذا كل ماتتذكره وهي تخرج من القصر لتجد اول سيارة اخر شخص توقعته يقف لتركب معه سيارته لا تستوعب ماحدث جالسه في السيارة في عالم آخر
عيناها متسعة من الصدمة لا تصدق انه أمامها لقد شعرت به ولكنها كذبت احساسها ها هو يظهر أمامها من جديد بطلته الجذابة لتتذكر ارتباكها والهاتف الذي تحطم أمامه يا ربي كرم بالتأكيد اخبره بالحادث لاتريد ان يعلم برجوع ذاكرتها يا الله غيرت الهاتف ولم تغير نغمة الهاتف عليها العودة في الحال و تجبر نفسها بالقوة ان تكون قوية وتتعامل كالفاقدة للذاكرة تتعامل بطبيعية لتنتبه اخيرا للجالس بجانبها ينظر لها بهدوء وصمت فقط يتأملها
هارون اخيرا يقطع الصمت: تحبي نروح اي مكان تشربي حاجه وتهدي
ليل بنفي : لا رجعني القصر
هارون بقلق علبها لأول مره يشعر بذلك الشعور : ممكن اعرف ايه اللي حصل ووصلك انك تخرجي بالشكل اللي شوفتك عليه ده
ليل والأحداث تعيد نفسها أمامها وتتذكر انه رأئ ارتباكها وهاتفها الذي تحطم لتضع يدها علي فمها وهي تتحدث : ارجوك رجعني القصر
ليتنهد هارون وهو يتحدث بإصرار جديد عليه : مش هرجع الا اما توعديني بتفسير للي حصل
ليل : اوعدك رجعني ارجوك بسرعه
وبغضب عدل نفسه وقام بتحريك السياره سريعا محدثة صوتا عاليا

بالقصر
بالحديقة الخلفية كان يقف ينظر للساعة بغموض
ليأتي من الخلف ويقطع عليه الصمت

بعد منتصف الليل Where stories live. Discover now